غير متصل
|
رقم المشاركة : ( 10 )
|
|
رقم العضوية : 12388 |
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007 |
الدولة : ذكر |
العمر : |
الجنس : |
مكان الإقامة : نجد العذية |
عدد المشاركات : 20,738 [+] |
آخر تواجد : [+] |
عدد النقاط : 49 |
قوة الترشيح : |
|
|
رد : الخليفة الراشد الخامس / عمر بن عبدالعزيز
كُتب : [ 17 - 06 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : هذا الموضوع من أروع المواضيع التى قرأتها عن الشعر , وهى تحكى عن موقف الخليفة الراشد الخامس / عمر بن عبد العزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من الشعراء , وهى قصة طريفة تبين مدى غيرة / عمر بن عبد العزيز رحمه الله على دينه ونساء أمته , وزهده وورعه عن التصرف فى مال المسلمين بغير حق , فإنه رد كل شاعر أساء القول فى شعره , وذكر موطن إساءته , مما يدل على سعة حفظه وقوة ذاكرته . وأترك لكم الإستمتاع بالقصة والتعليق عليها إذا أحببتم ذلك . روى ابن الكلبي قال : لما أفضت الخلافة إلى / عمر بن عبد العزيز وفدت إليه الشعراء كما كانت تفد على الخلفاء من قبله ، فأقاموا ببابه أياماً لا يؤذن لهم في الدخول حتى قدم / عدي بن أرطأة عليه وكان منه بمكانة فتعرض له جرير وقال :
يا أيها الرجل المزجى مطيته
= هذا زمانك إني قد خلا زمني
أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه
= أني لدى الباب كالمشدود في قرن
لا تنس حاجتنا لاقيت مغفرة
= قد طال مكثي عن أهلي وعن وطني
( المزجى : يعنى السائق , والمطية هى الركوبة من الإبل وغيرها ) فقال : نعم يا أبا عبدالله ، فلما دخل على / عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قال : يا أمير المؤمنين الشعراء ببابك ، وألسنتهم مسمومة ، وسهامهم صائبة ، فقال / عمر رحمه الله : ما لي وللشعراء !! فقال : يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مدح فأعطى ، وفيه أسوة لكل مسلم . قال : صدقت ، فمن بالباب منهم ؟ قال : ابن عمك / عمر بن أبي ربيعة القرشي . قال : لا قرب الله قرابته ولا حيا وجهه ، أليس هو القائل ؟
ويا ليت سلمى في القبور ضجيعتي
= هنالك أو في جنة أو جهنم
فليته عدو الله تمنى لقاءها في الدنيا ، ثم يعمل عملاً صالحاً ، والله لا يدخل علي أبداً ، فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / جميل بن معمر العذري : قال : أليس هو القائل ؟
ألا ليتنا نحيا جميعاً فإن نمت
= يوافى لدى الموتى ضريحي ضريحها
فما أنا في طول الحياة براغب
= إذا قيل قد سوي عليها صفيحها
أظل نهاري لا أراها وتلتقي
= مع الليل روحي في المنام وروحها
( الضريح : هو القبر , الصفيح هو ما يوضع على القبر من أحجار ) والله لا يدخل علي أبداً ، فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / كثير عزة : قال : أليس هو القائل ؟
رهبان مدين والذين عهدتهم
= يبكون من حذر الفراق قعودا
لو يسمعون كما سمعت حديثها
= خروا لعزة ركعاً وسجودا
أبعده الله ، فو الله لا يدخل علي أبداً ، فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / الأحوص الأنصاري : قال : أبعده الله ، والله لا يدخل علي أبداً ، أليس هو القائل ؟ وقد أفسد على رجل من أهل المدينة جاريته حتى هرب بها منه :
الله بيني وبين سيدها
= يفر مني بها واتبعه
فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / همام بن غالب الفرزدق : قال : أليس هو القائل ؟ يفتخر بالزنا في قوله :
هما دلياني من ثمانين قامة
= كما انقض باز لين الريش كاسره
فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا
= أحي فيرجى أم قتيل نحاذره
فقلت ارفعوا الأجراس لا يفطنوا بنا
= ووليت في أعقاب ليل أبادره
( مجمل شعر الفرزدق أنه يحكى عن مغامرة قام بها للوصول إلى محبوبته , فتسلق جدارا طوله 80قامة , ونزل منه كما ينقض الباز على فريسته , فلما نزل إلى الأرض قالتا له أنت حى أم قتيل , فأخبرهما أنه حي , ثم انطلق هاربا بعد أن قضى وطره ) والله لا دخل علي أبداً ، فمن بالباب غيره ممن ذكرت ؟ قال / الأخطل التغلبي : قال : أليس هو القائل ؟
ولست بصائم رمضان عمري
= ولست بآكل لحم الأضاحي
ولست بزاجر عيساً بكوراً
= إلى أطلال مكة بالنجاح
ولست بقائم كالعبد يدعو
= قبيل الصبح حي على الفلاح
ولكني سأشربها شمولاً
= وأسجد عند منبلج الصباح
( يخبر الأخطل أنه لن يصوم , ولن يأكل لحم الأضاحى كالمسلمين , ولن يسوق إبله ليذهب إلى مكة للحج , ولن يقوم ليؤذن ويصلى الفجر , ولكنه سيشرب خمرا شمولا , ويسجد للشمس عند شروقها , وكان الأخطل شاعرا نصرانيا ) أبعده الله عني ، فو الله لا دخل علي أبداً ، ولا وطىء لي بساطاً ، وهو كافر ، فمن بالباب غيره من الشعراء ممن ذكرت ؟ قال / جرير . قال : أليس هو القائل ؟
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا
= وقت الزيارة فارجعي بسلام
فإن كان ولا بد ، فهذا ، فأذن له . قال / عدي بن أرطأة : فخرجت فقلت : ادخل يا جرير ، فدخل وهو يقول :
إن الذي بعث النبي محمداً
= جعل الخلافة في الإمام العادل
وسع الخلائق عدله ووقاره
= حتى ارعووا وأقام ميل المائل
إني لأرجو منه خيراً عاجلاً
= والنفس مولعة بحب العاجل
والله أنزل في الكتاب فريضة
= لابن السبيل وللفقير العائل
فلما مثل بين يديه قال / يا جرير ؟ اتق الله ولا تقل إلا حقاً ، فأنشأ يقول :
كم باليمامة من شعثاء أرملة
= ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
ممن بعدلك يكفي فقد والده
= كالفرخ في العش لم يدرج ولم يطر
أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت
= أم قد كفاني ما بلغت من خبري
إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا
= من الخليفة ما نرجو من المطر
إن الخلافة جاءته على قدر
= كما أتى ربه موسى على قدر
هذي الأرامل قد قضيت حاجتها
= فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر
الخير ما دلت حيا لا يفارقنا
= بوركت يا عمر الخيرات من عمر
فقال : والله يا جرير لقد وافيت الأمر ، ولا أملك إلا ثلاثين ديناراً فعشرة أخذها عبدالله ابني ، وعشرة أخذتها أم عبدالله ، ثم قال لخادمه : ادفع إليه العشرة الثالثة . فقال : والله يا أمير المؤمنين إنها لأحب مال اكتسبته ، ثم خرج فقال له الشعراء : ما وراءك يا جرير ؟ فقال : ورائي ما يسوءكم خرجت من عند أمير يعطي الفقراء ويمنع الشعراء ، وإنني عنه لراض ، ثم أنشأ يقول :
رأيت رقى الشيطان لا تستفزه
= وقد كان شيطاني من الجن راقيا
منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|
|
|
|
|
|