Untitled 1
 
  ما هو بنك سيتي جروب النصاب في السعودية؟ (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 119 )           »          شركة أديس القابضة (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 317 )           »          اختيار افضل شركة تداول (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 290 )           »          رسوم الحساب الاستثماري في تداول الراجحي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 570 )           »          كيف اعرف اسهمي القديمه برقم الهوية (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 342 )           »          تريد فيو (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2029 )           »          كيفية شراء الاسهم الامريكية الحلال (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2024 )           »          افضل شركة توزع أرباح في السوق السعودي (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2255 )           »          حساب سعر الصرف (اخر مشاركة : ارينسن - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2440 )           »          قصيدة رثاء في حمد الحضبي السبيعي (اخر مشاركة : عبدالله الحضبي - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2421 )           »         
 

 
العودة   منتديات سبيع الغلباء > الـمـنـتـديـات الـتـعـلـيـمـيـة > المنتدى التـعـلـيـمـي
 

المنتدى التـعـلـيـمـي شامل مواضيع المعلم والطالب والمدرسة ، أخبار وزارة التربية والتعليم وتحضير الدروس و ملفات البوربوينت الخاصة بالشرح وجداول الإجازات و مناهج التعليم


الشعر والدعوة إلى الله

شامل مواضيع المعلم والطالب والمدرسة ، أخبار وزارة التربية والتعليم وتحضير الدروس و ملفات البوربوينت الخاصة بالشرح وجداول الإجازات و مناهج التعليم


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post الشعر والدعوة إلى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

انقل اليكم بحثا جمع من مواقع متعدده وكان لمعده فقد فضل جمعه وترتيبه وتحديد عناصره

مقدمة :

لا شك أن الشعر يصور الواقع دائما, وما فيه من معطيات يتأثر بها ويؤثر, فلقد تأثر الشعر والشعراء في صدر الإسلام بالدين الجديد واتخذوا منه مواقف متناقضة, كما أن القرآن الكريم اتخذ موقفا واضحا من الشعراء لا الشعر, حينما وصف شعراء المشركين الذين وظفوا شعرهم للهجوم على الدعوة و اضطهاد صاحبها الرسول الكريم ومن آمن معه بالضالين في قوله تعالى: (( والشعراء يتبعهم الغاوون, ألم تر أنهم في كل واد يهيمون, و أنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا )) وموقف القرآن الكريم واضح من الشعراء المشركين ومن الشعر من أجل تأكيد براءة الرسول الكريم من عالم الشعراء وقول الشعر, والتأكيد على أن الآيات هي معجزة كلامية تحدى بها فصحاء العرب والشعراء بالطبع, وليس ضربا من الشعر, لان فئة ظالمة كانت تشكك في نبوة الرسول وتغض من قيمة القرآن الكريم ولهذا كان لموقف القرآن الكريم من الشعر هذان المنحيان, فقال في نفي قول الشعر عن الرسول: (( وانه لتنزيل رب العالمين, نزل به الروح الأمين, على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) كما قال في نفي الشاعرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )). كما أكد أعجاز الآيات بقوله تعالى: (( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله )). والقرآن فرق في موقفه بين شعراء المشركين وشعراء المسلمين ولم يكن موقفه عدائيا من الشعر. كما أن الرسول الكريم استمد موقفه من القرآن الكريم فقد أعجب بالشعر الحسن وتذوقه, فحين استمع إلى شعر كعب بن زهير أعجب به فأثابه ببردته الشريفة. وروي أن الرسول عليه الصلاة والسلام جلس في مجلس ليس فيه إلا خزرجى واحد فاستنشدهم شعر قيس بن الخطيب حتى بلغ قوله :

أجا لدهم يوم الحديقة حاسرا
= كأن يدي بالسيف مخراق لاعب

فالتفت إليهم رسول الله وقال: هل كان قيس.ذكر ؟ ( يبحث عن الصدق ) فشهد له ثابت بن قيس. فالصدق مطلب أخلاقي أراده الرسول في الشعر. وكره عليه الصلاة والسلام شعراء الشرك ونفر منهم واستعان بشعراء المسلمين ودعاهم أن يدافعوا عن الدين و أن ينشدوا بين يدي هو جعل الشعر سلاحا يدافع به حيث قال: ماذا يمنع الذين نصروا الله ورسوله بأسلحتهم أن ينصروه بألسنتهم ودعا الرسول الكريم الشاعر حسان بن ثابت إلى الدفاع عن العقيدة والدين وهجاء المشركين حيث سمي حسان بن ثابت بشاعر الرسول لقوله :

قال الله : قد أرسلت عبدا
= يقول الحق إن نفع البلاء

شهدت به فقوموا صدقوه
= فقلتم : لا نقوم ولا نشاء

فمن يهجو الرسول منكم
= ويمدحه وينصره سواء

وللرسول رأي في الشعر فهو لخدمة المجتمع و إبراز الفضائل وله تلك الوظيفة الجمالية والأخلاقية معا حين قال : إن من البيان لسحرا و إن من الشعر لحكمة. فحسن الشعر في نظره كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام. كما الفرق بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ولذلك قبل عيله الصلاة والسلام أن يمدح بالشعر ويثيب عليه وقد قال فيه: انه - أي الشعر - ديوان العرب وان موقف الرسول الكريم الايجابي من الشعر يتناقض مع رأي ابن خلدون وابن سلام الجمحي. فلقد زعم ابن خلدون انصراف العرب عن الشعر أول الإسلام حيث قال: انصراف العرب عن الشعر أول الإسلام لما شغلهم عن أمر الدين والنبوة والوحي. ولا شك أم رأي ابن خلدون لا يتسق مع منطق الأشياء ولم يسكت الشعراء في صدر الإسلام عن قول الشعر كما زعم. وابن سلام الجمحي قبل ابن خلدون قد ذكر أيضا أن العرب تشاغلوا عن الشعر عن الشعر بالجهاد و رأيه مرفوض كذلك حيث قال: فجاء الإسلام وتشاغلت عن الشعر العرب, تشاغلوا بالجهاد وغزو فارس والروم ولهت العرب عن الشعر وروايته و أخيرا فان الإسلام لم يرفض الشعر ولم يتصد للشعراء بل وقف ضد شعراء المشركين واتخذ الشعر سلاحا فعالا له وظيفته الجمالية و الأخلاقية, لتشجيع الرسول الكريم لشعراء الدعوة واستماعه إليهم وتذوقه الشعر الصادق الجميل

الباقي في ملف وورد

لعله يفيد غيره
دعواتكم


الملفات المرفقة

: شعر الدعوة الإسلامية.doc‏
: 280.5 كيلوبايت
: doc
: 351
: اضغط هنا

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 05 - 06 - 2008 الساعة 21:35
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

الباب الأول : موقف الإسلام من الشعر

كثيرا ما نسمع بعض الناس يردد أقوالا مفادها أن الإسلام وقف موقف المناوئ من الشعر ، وان القران هاجم الشعراء لأنهم لبسوا ثابتين على العقيدة ، وأن أهواءهم تقودهم ، لكن الواقع ليس كذلك ، فعندما جاء الإسلام ، انقسم الشعراء تجاهه إلى فريقين : الفريق الأول امن به وآزره ، ودعا إلى تبني مبادئ الإسلام في شعره ، والفريق الثاني وقف ضده مدافعا عن المبادئ الجاهلية التي كانت سائدة حينذاك شاهرا سلاحه الشعري ضد انتصارات الدين الجديد ، وذلك لأسباب اقتصادية واجتماعية ودينية ،، وقد كان الفريق الأول يمثله الشعراء المسلمون الأوائل لاسيما شعراء المدينة الأنصار الذين نصروا النبي وآزروه والمهاجرين معه وآخى الرسول الكريم بين أهل المدينة المنورة وبين ضيوفهم المهاجرين وكان على رأس شعراء الفريق الأول ثلاثة شعراء هم : حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة
ويمثل الفريق الثاني الشعراء الذين اثروا عدم الإسلام وهم شعراء قريش أمثال :
عبد الله بن الزبعري السهمي وأبي سفيان بن الحارث وهبيرة بن أبي وهب ، ويؤيدهم في هذا الموقف شعراء اليهود الذين نكثوا عهدهم مع الرسول في حسن الجوار مثل كعب بن الاشرف والربيع بن الحقيق ومرحب اليهودي ، بالإضافة إلى شعراء بعض القبائل العربية التي كانت حليفة لقريش مثل أمية بن أبي الصلت الثقفي والإسلام مثلما هاجم بعض الشعراء لموقفهم المعادي لمبادئه وتعاليمه ، فانه اتخذ موقف المناصر والمشجع للشعراء الذين دافعوا عنه ووقفوا يصدون عنه هجوم الأعداء ، وهذا يعني أن الدين الإسلامي اتخذ ومنذ البداية مواقف تنسجم وطبيعة المرحلة التي يمر بها .... فالمواقف الإسلامية مع الشعر أو ضده حتمته المبادئ فمناصرة شعراء معينين ومعاداة شعراء آخرين لم تكن اعتباطية أو عشوائية ، بل كانت ملائمة مع الظروف السائدة يومئذ الدين الإسلامي هاجم نوعا من الشعر في مرحلة محددة وهي مرحلة بداية الإسلام في المدينة المنورة ، حيث اتهم المشركون الرسول الكريم ( ص ) بأنه شاعر وبان حديثه شعر وانه واضع للقران ، والإسلام حينما هاجم هؤلاء لم ينه عن قول الشعر ، لكنه اتسم بالتوجيه الأخلاقي وبكثرة التهذيب لأتباعه ، والحث على مكارم الأخلاق ، لهذا يمكننا أن نقول انه شجع الشعر مع التوجيه على الخلق الرفيع والابتعاد عن سفا سف الأمور وصغائرها ، وذلك حسب مقتضيات الأحوال وطبيعة الأحداث التي رافقت الدعوة الإسلامية ، فلا يمكن النظر إلى الشعر بمعزل عن الظروف الأخرى التي أحاطت بالدين الإسلامي
لقد فند الإسلام اتهامات الأعداء للرسول الكريم بأنه من كتب القران ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ، إن هو إلا ذكر وقران مبين ) كما انه رد على موقف الشعراء المعادي بقوله : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ، الم تر أنهم في كل واد يهيمون ، وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ) نجد القران الكريم يستثني الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد تعرضهم للظلم من هجومه والقران الكريم في معرض رده على دعاوى الأعداء ( بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر ) هذه الآيات تعتبر دفاعا عن القران ضد مزاعمهم انه شعر ، فهو لم يكن شعرا ، والرسول الكريم ليس بشاعر ، ولكن لماذا يحرص القران على تفنيد المزاعم القائلة بان الرسول شاعر ؟ لأن من طبيعة الشعراء المغالاة والعاطفية وأنهم يقولون ما يفعلون ، فهم يتصفون بالغلو والمبالغة ومجانبة الصواب في أكثر شعرهم ، وقد قيل بان أعذب الشعر أكذبه والكذب صفة ذميمة برأ الله رسوله الأمين الصادق منها ، ولو كان الرسول شاعرا كما ادعى المتقولون لنسب العرب بلاغته الكبيرة في تبليغ الدعوة إلى ملكة الشعر أو شيطانه ، ولا صبحوا مصيبين باتهامهم محمدا بالشعر ، فلم يرو المؤرخون بان الرسول قد نظم شعرا مع انه أفصح العرب وأشدهم بلاغة ( إني أفصح العرب بيد أني من قريش ) وكان شعراء المدينة الأنصار من أشهر من وقف مع الرسول ضمن الفريق الأول، كان حسان وكعب يردان على شعراء المهاجمين ويدافعان عن الدين الإسلامي بمثل الطريقة القديمة في الفخر والمدح والهجاء أي بذكر الوقائع والأيام والمآثر والأنساب ويعيرانهم بالمثالب .... أما عبد الله بن رواحة فكان يعير بالكفر وعبادة الأوثان ، فكان شعر حسان وكعب شديدا على الأعداء قبل إسلامهم ، وكان شعر عبد الله بن رواحة سهلا عليهم ، فلما أسلموا ، وفقهوا الدين تغيرت وجهات نظرهم فأصبح أشد القول عليهم شعر ابن رواحة احتدم الصراع وأضطرم بين الفريقين المتصارعين ، وحين تم نصر الله ، وفتحت مكة دخل معظم الشعراء العرب إلى الدين الإسلامي يدافعون عنه ضد أعدائه ، ظهر بعض اللين والضعف في المستوى الفني للشعر الإسلامي ، ومرد ذلك ان الشعراء في تلك المرحلة كانوا دون مستوى الحدث ، فلم يوفقوا كثيرا في تمثل القيم الجديدة والمبادئ الناصعة التي أتى بها الإسلام ، وكان لهذا أثره في خمول الشعر وضعفه ، إذا ما قورن بشعر ما قبل الإسلام ، ولهذا الضعف أسباب عديدة منها انشغال الناس بالقران وبلاغته وسمو كلماته ، وشعور المسلمين بالعجز عن مجاراته ، سواء بالشكل أو المضمون ، فانصرفوا عن قول الشعر ، وهذا ما يذكره ابن خلدون في مقدمته ، حيث يذكر ما معناه أن العرب انصرفوا عن قول الشعر أول الإسلام لانشغالهم بأمور الدين والنبوة ولاندهاشهم بأسلوب القران ونظمه ، كما إن المسلمين الذين ملأ الإيمان قلوبهم تحرجوا من النظم خشية أن ينالهم غضب الله ( الشعراء يتبعهم الغاوون ) فاثر بعض الشعراء الصمت مثل لبيد والنابغة الجعدي بعضهم ضعف شعره ، لأنه ابتعد عن الهجاء المقذع والفخر الفاحش والمديح الكاذب ، والإسلام قد أبطل الدوافع الجاهلية التي تنشط الشعر ونهى عنها إذا ما درسنا الشعر إبان تلك الفترة وجدنا بونا شاسعا بين نظم شعراء معينين في عصر ما قبل الإسلام ونظم قالوه هم أنفسهم في عصر صدر الإسلام من حيث القوة والمستوى الفني ، ومع ذلك ان هذا الكلام لا يعني أن الإسلام حارب الشعر أو نهى عنه كما ذهب بعضهم مستندين إلى بعض الآيات من القران الكريم ، فان الشعر لم يحارب لذاته ، وإنما حورب بعضه ، ذلك الذي اعتمد على الأهواء والانفعالات القضية إذن فيم يتناول الشعراء من المعاني والأغراض وقد قال الرسول : ( إنما الشعر كلام مؤلف ، فما وافق الحق فهو حسن ، وما لم يوافق الحق منه فلا خير فيه ) أما الحديث الذي تناوله الرواة على انه تعبير معاد للشعر ونصه( لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ودما خير من أن يمتلئ شعرا ) فان الحديث لم يرو كاملا وتكملته ( هجيت به ) وفي هذه التكملة يتضح جليا موقف الرسول من الشعر فهو لم ينه عنه ، إنما نهى عن لون معين وعن موضوعات خاصة تقوم على هجائه الذي يعني هجاء الدعوة ومحاربة الدين من الطبيعي أن يصرف الإسلام الشعراء عن شعر العصبية وإثارة البغضاء والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد كما نهى عن الشعر الماجن البعيد عن الفضيلة ، ويمكن أن نخلص إلى القول إن الرسول أقر قول الشعر وحث عليه وأثنى على شعراء الدعوة المناصرين لها ،، ولقد مدح الشعراء الذين دافعوا عن دين الإسلام ، وكان أشهرهم بهذا الشأن الشاعر ، حسان بن ثابت ، الذي نصب نفسه للدفاع عن الدين الجديد ، والرد على أعدائه ، وقد كان هذا الشاعر شديد التأثير ، قوي العاطفة ، لهذا نرى شعره يجري جريانا سريعا بعيدا عن الصنعة ، ولعل هذه بالإضافة إلى المعتقدات الجديدة ، جعلت شعر تلك الفترة يتصف بضعف الناحية الفنية

الباب الثاني : ـ شعر الدعوة الإسلامية

شعر الدعوة هو ذلك الشعر الذي خدم به أربابه الإسلام قولاً وعملاً واعتقادًا، وليس من الضرورة أن يصرح بذلك فيه وإنما المقصَود أن يتضمن الشعر من الفكر الإسلامي النقي ما يتضمن وأن يبعد عن الإسفاف والسقوط الفكري والأخلاقي، ولقد بدأ شعر الدعوة من عهد النبوة وقوى حين انتصب في ميدانه ثلاثة فحول من شعراء النبي صلى الله عليه وسلم هم حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم أجمعين وسنتطرق اليه بشيء من الايجاز في العصور الاسلاميه المختلفة ( صدر الإسلام / الأموي / العباسي / العثماني / ثم العصر الحديث مع إيضاح شعر الدعوة في العصر السعودي.
أولا : ـ الشعر الإسلامي في صدر الإسلام

حي الديار محا معارف رسمها
= طول البلى وتراوح الأحقاب

فكأنما كتب اليهود رسومها
= إلا الكنيف ومعقد الأطناب

قفرا كأنك لم تكن تلهو بها
= في نعمة بأوانس أتراب

فاترك تذكر ما مضى من عيشة
= ومحلة خلق المقام يباب

واذكر بلاء معاشر واشكرهم
= ساروا بأجمعهم من الأنصاب

ما يلي نرى أن حسان بن ثابت شاعر رسول الله في أحد مواقفه الكثيرة وهو يذود عن حياض الإسلام بشعره وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما قاله عبد الله بن الزبعرى السهمي في يوم الخندق :

أنصاب مكة عامدين ليثرب
= في ذي غياطل جحفل جبجاب

يدع الخزون مناهجا معلومة
= في كل نشر ظاهر وشعاب

فيها الجياد شوازب مجنوبة
= قب البطون لواحق الأقراب

من كل سلهبة وأجرد سلهب
= كالسيد بادر غفلة الرقاب

جيش عيينة قاصد بلوائه
= فيه وصخر قائد الأحزاب

قرمان كالبدرين أصبح فيهما
= غيث الفقير ومعقل الهراب

حتى إذا وردوا المدينة وارتدوا
= للموت كل مجرب قضاب

شهرا وعشرا قاهرين محمدا
= وصحابه في الحرب خير صحاب

نادوا برحلتهم صبيحة قلتم
= كدنا نكون بها مع الخياب

لولا الخنادق غادروا من جمعهم
= قتلى لطير سغب وذئاب

فأجابه حسان بن ثابت الأنصاري فقال :

هل رسم دارسة المقام يباب
= متكلم لمحاور بجواب

قفر عفا رهم السحاب رسومه
= وهبوب كل مطلة مرباب

ولقد رأيت بها الحلول يزينهم
= بيض الوجوه ثواقب الأحساب

فدع الديار وذكر كل خريدة
= بيضاء آنسة الحديث كعاب

واشك الهموم إلى الإله وما ترى
= من معشر ظلموا الرسول غضاب

ساروا بأجمعهم إليه وألبوا
= أهل القرى وبوادي الأعراب

جيش عيينة وابن حرب فيهم
= متخمطون بحلبة الأحزاب

حتى إذا وردوا المدينة وارتجوا
= قتلى الرسول ومغنم الأسلاب

وغدوا علينا قادرين بأيدهم
= ردوا بغيظهم على الأعقاب

بهبوب معصفة تفرق جمعهم
= وجنود ربك سيد الأرباب

فكفى الإله المؤمنين قتالهم
= وأثابهم في الأجر خير ثواب

من بعد ما قنطوا ففرق جمعهم
= تنزيل نصر مليكنا الوهاب

وأقر عين محمد وصحابه
= وأذل كل مكذب مرتاب

عاتي الفؤاد موقع ذي ريبة
= في الكفر ليس بطاهر الأثواب

علق الشقاء بقلبه ففؤاده
= في الكفر آخر هذه الأحقاب

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 05 - 06 - 2008 الساعة 21:41
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 3 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

ثانيا : ـ الشعر الإسلامي في العصر الأموي

العصر الأموي في بداياته اهتم بالفتوح الاسلاميه ولذا كان الشعراء هم سجل التاريخ لتلك الفتره وباعثي الحماس في نفوس المجاهدين الفاتحين ولذا طغى ما يسمى بشعر الفتوح 0 والدعوة الإسلامية في العصر الأموي امتداد لشعر الدعوة والفتح الإسلامي في عصر صدر الإسلام، فالدعوة إلى الله مستمرة، والجهاد في سبيل الله حمل لواءه الصحابة والتابعون وتبعهم سلفهم في العصر الأموي، إلا أن الجهاد يفتر في زمن الفتن التي تحدث بين المسلمين ثم يعود قوياً ليستأنف مسيرته.
ودولة بني أمية هي الدولة التي شهدت فيها الفتوح الإسلامية أقصى اتساعها، حين امتدت الدولة الإسلامية من الأندلس وفرنسا غرباً حتى الصين شرقاً، وقد صاحب تلك الفتوح شعر يصورها ويصف إيمان الجندي المسلم لأن الجنود المقاتلين فيهم الكثير من الشعراء. والجهاد في سبيل الله لا يُقَصِّرُ العمر فالآجال مكتوبة، فهذا شريح بن هانئ الحارثي الضبابي قاتل منذ فجر الإِسلام وها هُو ذا يشارك المسلمين في إخضاع رتبيل من بلاد سجستان سنة تسع وسبعين هجرية حيث يقول:

قد عشت بين المشركين أَعْصُرَا
= أصبحت ذا بَثٍّ أُقاسي الكِبَرَا

وبعـدهُ صِـدِّيقَهُ وعُـمَرَا
= ثُمّتَ أَدْركتُ النَّـبيَّ المُنْـذِرَا

وشعر الفتوح الإسلامية يصور الصبر والإيمان الصادق والثبات على حب الجهاد والاستمرار فيه يقول كعب الأشقري :

أنْ قَدْ لَقُوه شهاباً يَفْرِجُ الظُّلُمَا
= والتركُ تعلمُ إذْ لاقَى جُمُوعَهُمُ

غَيْرَ التّاسِّي وغَيْرَ الصَّبْرِ مُعْتَصَمَا
= بِفِتْيَةٍ كأَسُوُدِ الغَابِ لم يَجِدُوا

كلا الفَرِيْقَيْنِ ما ولىّ ولا انْهزَمَا
= في حَازَّةِ الموْتِ حَتّى جنَّ لَيْلُهُمُ

وقد وصف الشعر رجال الدعوة وثباتهم؛ نجد ذلك في شعر سوادة ابن عبد الله السلولي في وصف وفد الدعوة الذي أرسله قتيبة بن مسلم الباهلي إلى ملك الصين في زمن الوليد بن عبد الملك، وكان يرأس ذلك الوفد هبيرة ابن المُشَمْرَج الكلابي، وقد سار ذلك الوفد إلى ملك الصين وعرض عليه الإسلام، وبعد محادثات بين الجانبين رضي ملك الصين بدفع الجزية للمسلمين، وعاد الوفد إلى قتيبة بن مسلم، يقول سوادة :

للصين إن سلكُوا طريقَ المَنْهَجِ
= لا عيبَ في الوفـد الذيـن بـَعَثْتـَهُمْ

حاشَا الكريمَ هبيرة بن مُشَمْرَجِ
= كَسَرُوا الجُفونَ على القَذَى خَوْفَ الرَّدَى

ورَهَائنٍ دُفِعَتْ بِحَمْل سَمـَرَّجِ
= لم يَرْضَ غَيْرَ الختْـمِ في أَعنـَاقـِهِـمْ

وأتَاكَ من حِنْثِ اليَمِينِ بمَخْرَج
= أَدَّى رِسَالَتـَكَ الـتي اسـْتَرْعـيتـَهُ

وشعر الفتوح والدعوة الإِسلامية في العصر الأموي يشتمل على أغراض أهمها الحماسة والرثاء والحنين إلى الوطن .

ثالثا : ـ الشعر الإسلامي في العصر العباسي

حفل العصر العباسي بالأحداث الجسام من تقلبات سياسية وتغيرات اجتماعية انعكس تأثيرها علي الحياة الأدبية عبر قرون خمسة مثلت حقبة زمنية طويلة لحكم الدولة العباسية ويذهب بعض الباحثين (1) إلي تقسيم العصر العباسي إلي عصور أربعة:
1ـ: يبدأ من ظهور الدولة العباسية إلي أول عهد خلافة المتوكل (132هـ
2ـ : يبدأ من عهد المتوكل إلي تولي البويهيين الفرس الحكم الفعلي 132هـ ــ 334هـ .
3ـ : يبدأ من حكم البويهيين حتى استيلاء السلاجقة الأتراك علي بغداد(334هـ ـ 446هـ
4ـ: يبدأ من قيام دولة السلاجقة إلي سقوط بغداد في أيدي التتار (447هـ ــ 656هـ.
وهناك تقسيمات أخري لباحثين عدة قسموا فيها العصر العباسي إلي عصرين اثنين هما
1ـ العصر الموحد للدولة العباسية القوية ويعد العصر الذهبي الذي بلغت فيه اللغة شأوها شعراً ونثراً من (132هـ ـ 334هـ 2ـ العصر الثاني هو عصر الدويلات الكثيرة بعد انفراط عقد الخلاقة العباسية من (334هـ656هـ
ومن أشهر شعراء العصر العباسي هم شعراء عاشوا في العصر العباسي واشتهروا بنظم الشعر ومنهم من شعراء المعلقات ذاع صيتهم في إرجاء البلاد الإسلامية آنذاك وقد عرفوا كأشهر من نار على علم ومنهم : أبو فراس الحمداني وأبو نواس وأبو العلاء المعري والمتنبي ( أمير الشعراء في عصره ) وأبو تمام وبشار بن برد.
وهذا عبد الله بن المبارك العالم المتواضع، التقي الورع، الرجل المجاهد المقاتل على ثغور الروم، التاجر الشاكر الغني الكريم، احد من كرّس الالتزام في كل أشعاره التي تفيض رقة وعاطفة جياشة.
وها هو يوجه رسالته من ثغور الروم سنة 177هـ إلى صاحبه الفضيل بن عياض المجاور بمكة المتعبد فيها، يخاطبه بصورة مباشرة مبينا له فضل العبادة الحقة موازنا بين عبادة الثغور والصلاة في ظلال الكعبة.ويختم قصيدته بذكر جزاء الشهيد عند الله، فلنقرأ ما سطرت أنامله وما فاضت به قريحته :

يا عابد الحرمين لو ابصــرتنا
= لوجدت أنك بالعبادة تلـــعب

من كان يخضب جيده بدموعـه
= فنحورنا بدمائنا تتخــــضب

أو كان يتعب خيله في باطــل
= فخيولنا يوم الصبيحة تتـــعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنـا
= رهج السنابك والغبار الاطــيب

ولقد أتانا من مقال نبـــينـا
= قول صحيح صـادق لا يكـذب

لا يستوي وغبار خيل الله فـي
= أنف امرئ ودخان نار تلهــب

هذا كتاب الله ينطق بيـــننا
= ليس الشهيد بميت لا يكـــذب

وهي قصيدة ينم كل حرف من حروفها عن صدق والتزام. ويتصل بالتزام ابن المبارك رده على الذين ينتقصون من سيدنا أبي بكر وعمر وعثمان ويوضح انه ليس بطعان ولا لعان. ويظهر تقديره واحترامه وحبه لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين كانوا كالشمس للدنيا وكالعافية للناس. قول ابن المبارك :

فلا أسب أبا بكر ولا عـــــمرا
= ولا أسب معاذ الله عثــــــمانا

ولا ابن عم رسول الله اشــــتمه
= حتى ارى في الثرى البست اكفانــا

ولا الزبير حواري الرســـول ولا
= أبدي لطلحة شــــتما عز أو هانا

ولا اقول علي في الـــسحاب اذا
= قد قلت والله ظـــــلما ثم عدوانا

ولا اقول بقول الجـــــهم أن له
= قولا يضارع اهل الشرك أحيـــانا

ولا أقول تخلى من خليــقته
= رب العباد وولى الامر شيــــطانا

ما قال فرعون هذا في تجــــبره
= فرعون موسى ولا هامان طغيانــا

لكن على ملة الإسلام ليس لــــنا
= اسم سواه بذاك الله ســــــمانا

ان الجماعة حبل الله فاعتصموا
= بها هي العروة الوثقى لمن دانـا

وكان شعر الجهاد والحماسة الإسلامية من صور الالتزام الصادقة اذ صدر الشعر في المناسبات الحربية معبرا عن مشاركة الشعراء الوجدانية بتسجيل هذه الانتصارات القائمة ضد الروم وضد المنحرفين، وكانت إشعارهم تمثل موقفا ذاتيا حيويا تبرز فيه مشاعرهم وأحاسيسهم، وكأنهم يقاتلون في ميادين الحروب.وكذلك تمثل الالتزام في شعر الأخلاق والآداب الإسلامية في مواقف الشعراء من القيم والمثل الرفيعة بالاعتداد بها والإشادة بذكرها والدعوة لها، وكانت بعض تلك المواقف صادرة عن تجارب بعينها تمنح الأبيات قيمة خاصة لتحقيق الصدق الواقعي والفني فيها بصورة بارزة خاصة ما كان منه في الصداقة، والصبر والقناعة، والعزة والترفع. والالتزام في موضوع التصوف والزهد كان بينا إذ تفرغ لهما بعض الزهاد الشعراء واتخذوا موقفا واضحا وثابتا وعميقا، وكان ما قيل فيهما من شعر يصور التجربة بعمق وصدق واضحين.وليس من الضروري أن يكون الشعراء عانوا في الميادين السابقة ـ تجربة حقيقية، وان كانت غالبا كذلك ـ فقد يتأثر الشاعر بتجربة غيره تأثرا عميقا يتبلور في نفسه ويتمثل شعرا، لكن التجربة تكون متكلفة ومتصنعة حين لا يتحقق الانفعال ذاتيا او غيريا.والالتزام في الشعر الإسلامي يظهر بصورة واضحة لدى الشعراء ذوي النزعة الإسلامية الخالصة فقد كان اتخاذهم للموضوعات الإسلامية محاور شعرهم الأساسية موقفا إسلاميا ملتزما.

رابعا : ـ الشعر الإسلامي في العصر العثماني

وبدأ الضعف يدب في كيان الدولة العثمانية، وأحس الناس ضعفهم الفكري إلى ما بهم من ضعف سياسي واقتصادي، فصاروا يتلفتون حولهم بحثا عن مصادر القوة الروحية والمادية، فنشط نَظْم العلوم والفنون، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم والحث على التزام دينه ونصرته.
وتجسد رسالة الشيخ الصوفي الحموي علي بن عطية بن الحسن الحداد الحموي مؤسس أسرة علوان في حماه والمولود سنة (873هـ/ 1468م) والمتوفى سنة (936هـ/1530م) أول صيحة عربية يطلقها عالم عربي ذو ثقافة صوفية ضد استبداد السلطة وظلمها الرعية في الحقبة العثمانية .

يـا أيها الملك المؤمر قـادة
= حادوا عن التنزيل والقـرآن

هلا كشفت عن البلاد بكاشف
= ما حل من جور ومن عدوان

هذا الوصف عمقه ابن علوان في رسالته في فصل حضَّ فيه السلطان على تغيير المنكرات وجاء فيه: «ومن المنكرات بخس الناس حقوقهم وأكل أموالهم وأخذها بغير طريق شرعي فإن ذلك ظلم والله تعالى يقول في بعض كلامه : ﴿يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا﴾ وقال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾. ومن المنكرات التي ينبغي على ولي الأمر أدام الله له السعادة تغييرها وإزالتها بنهي الرسل المبعوثين من جنابه وحضرته نهى الولاة عن التعرض لأخذ دواب المسلمين غصباً وظلماً ومنعهم من ضربهم وشتمهم لا في الصحراء ولا في البنيان والعمران فإن ذلك واجب عليه أمام الله».

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 05 - 06 - 2008 الساعة 21:50
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

خامسا : ـ الشعر الإسلامي في العصر العربي الحديث

واتصلت أسباب شعر الدعوة بحياة العرب المسلمين، وإن كانت تقوى حينا وتضعف حيناً آخر، حتى جاء العصر الحديث فجدَّتْ أسباب جعلت شعر الدعوة يقوى ويتسع ميدانه،
وفي النصف الأول من القرن الرابع عشر للهجرة قوى اتصال العرب بالعالم الغربي، فظهر لهم ما يضمره أعداء الإسلام من كيد ودس على الإسلام والمسلمين، لأنهم يبصرون في الإِسلام القوة التي تهدد كيانهم، فصاروا يكيلون التهم له ولدعاته، فوقف الشعراء يصدون باطلهم وينقضون أقوالهم حجة بحجة، وبينة ببينة ومن هؤلاء الشعراء محمد العيد الخليفة، وأحمد محرم وأمثالهما.
د- ومما حرص عليه أعداء الإسلام تشويه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأعماله واتهامه بمثل قولهم إنه دموي نشر دعوته بالسيوف والرماح، فدفع ذلك الشعراء إلى الإكثار من مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان ما في أخلاقه من سمو وفضيلة، وما في سياسته من حكمة وحنكة، وبيان أنه وحمة من الله تبارك وتعالى وتسديد منه لأفعال النبي صلى اللّه عليه وسلم وأقواله لكونه معصوما لا ينطق عن الهوى، وأكثر ما يتجلى هذا الفكر القويم فيما نظم محرم، وشوقي، ومحمد حسن فقي، وأمثالهم من الشعراء الذين مدحوا النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا على بصيرة في قولهم.
هـ- كثر اختلاط العرب بالإفرنجٍ ، وانضم إلى هذا آثار الحربين العالميتين، فخلفَ ذلك خللًا اجتماعيا كبيرا نتج عنه شيوع المفاسد والانحلال الخلقي، حتى صار فعل الكبائر من الأمور المألوفة لدى كثير من الناس، وجهر بعض المثقفين ثقافة غربية بالمناداة بالمنكر، كسفور المرأة مثلًا فقام كثير من الشعراء في وجه هذا الفساد يحاولون صده وصرف الناس عنه، وأكثرهم حديثاً في هذا: محمود غنيم، وأحمد محرم، ثم حافظ وشوقي، وغيرهم كثيرون، على أنهم في قضية السفور قد انقسموا ثلاث فرق: فريق أنكره لأول وهلة إنكارًا شديدا وراح يدعو إلى محاربته، وخير من يذكر في هذا أحمد محرم. وفريق ترددوا يؤيدونه حينا بتحفظ وينكرونه حيناً آخر، ومن هؤلاء شوقي، وحافظ، ومحمد حسن عواد. أما الفريق الثالث فكان موقفهم موقفاً مؤيداً للسفور وفي المقدمة من هؤلاء معروف الرصافي.
وعلى أي حال فإن شعر الدعوة في العصر الحديث قد اتسع ميدانه حتى شمل نَظم العلوم والفنون، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث عن المناسبات الدينية، كرمضان، والحج والهجرة النبوية، الدفاع عن الإسلام وبيان محاسنه وصد هجمات أعدائه، ومحاربة الفساد والرذيلة، والدعوة إلى الأخلاق الفاضلة النبيلة ثم المفاخرة بأمجاد الإسلام السالفة، وأكثر ما يتجلى هذا الأخير عند محرم وشوقي، وعبد الله بن خميس، ومما يلحق بذلك الحديث عن المعالم الإسلامية الشهيرة كالكعبة المشرفة، والبيت الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، والأزهر. ومن هؤلاء الشعر أحمد شوقي وحافظ إبراهيم واحمد محرم

مختارات من رواد الشعر العربي الحديث :

1) جامع الأزهر ................. لأحمد شوقي
قيلت هذه القصيدة بمناسبة البدء في إصلاح الأزهر الشريف في سنة 1924 م ومنها :

قمْ في فم الدنيا وحيِّ الأزْهرا
= وانثر على سمع الزمان الجوْهرا

واجْعل مكان الدر إنْ فصًلْتهُ
= في مدْحه خرز السًماء النًيرا

وَاذكرْهُ بعْد المسجديْنِ معظَماَ
= لمِساجدِ اللًهِ الثلاثَة فكْبرا

وَاخْشعْ مَليا واقْضِ حقً أَئِمًةٍ
= طَلَعُوا بِهِ زهْرًا وَمَاجوا أَبْحُرَا

كَانُوْا أجَلً مِنَ المُلُوكِ جَلالَةً
= وَأعزً سلْطَاناً وأفْخمَ مَظْهَرَا

زَمَن المَخاَوِفِ كَانَ فِيْه جَنَابُهُمْ
= حَرَمَ الأمَانِ وَكانَ ظِلًهُمُ الذَّرَا

مِنْ كُل بَحْرِ فيِ الشَريِعَة زَاخِرٍ
= ويُريكة الخلق العَظيمُ غَضَنفْرَا

لا تَحذ حَذْو عِصَابَةٍ مَفْتُوُنَةٍ
= يَجدُوْن كل قَديْمِ شَيء منكْرا

وَلوِ اسْتَطاعُوا فِي الَمَجَامعِ أنْكَرُوْا
= مَنْ مَاتَ مِنْ آبائِهمْ أَوْ عُمِّرِاَ

مِنْ كُل مَاضٍ في القَدِيمْ وَهَدْمِهِ
= وإِذَا تَقَدمَ للْبنايَةِ قَصَّرَا

وَأتى الحضَارَة بالصَناعةِ رثةً
= وَالْعلمِ نَزْراً والبيانِ مُثَرْثِراَ

يَا مَعْهَداً أفْنَى القرونَ جِدَارهُ
= وَطوَى اللَيَالي ركْنُهُ والأعصرَا

وَمشَى عَلَى يَبَس المَشَارِقِ نُوْرُهُ
= وَأضَاءَ أبْيَضَ لُجِّهَا والأحْمَرَا

وأتى الزمَاَنُ عَلَيْهِ يَحْمِي سُنةً
= وَيَذُوْد عَنْ نُسُكٍ وَيَمْنَعُ مَشْعرَا

عَيْن مِنَ الفُرْقَانِ فَاضَ نَمِيُرهَا
= وَحيًا مِنَ الفُصْحَى جَرَى وَتَحذَرَا

2) حافظ ابراهيم.
أما عمريته فإنها قصة شعرية صاغ فيها الشاعر سيرة الفاروق رضي الله عنه صياغة موفقه، بها تبوأ مكانة بين شعراء الإِسلام يقول في مطلعها :

حسْبُ القَوافي وَحسبِي حِيْنَ ألْقيْهِا
= أَنَي إِلَى سَاحَةِ [الْفارُوق] أُهدِيْهَا

لهُمَّ هَبْ لي بَيَاناً أَسْتَعِيْن بهِ
= عَلَى قَضاءِ حُقُوقٍ نَامَ قَاضِيْهَا

قد نَازَعَتْنِيَ نَفْسِيْ أَنْ أُوَفًيها
= وَلَيْسر فِي طوق مِثْلى أَنْ يُوَفّيْهَا

فَمُر سرِيَّ الْمَعَاني أن يُوَاتِيَنِيْ
= فِيْها فَإِنَيْ ضَعيْفُ الْحالِ وَاهِيْهَا

غير أن حافظاً أعقب الفاتحة بمقتل عمر رضي الله عنه وكان عليه أن يبدأ الحديث عن سيرته من بدايتها حتى الوفاة، لكن لعل الشاعر أنفعل بالحدث وأثر فيه تأثيرَاَ جعله يقدم الحديث فيه وكأنه يريد أن ينفض عن نفسه هما علق بها من تذكر مقتل عمر رضي الله عنه، أو لعله أراد أن يستدر أسماع الناس وعواطفهم بالبدء بالحديث عن هذا الأمر الجلل الذي ضجت له الأمة الإسلامية بأسرها لكونه رماها في الصميم يقول حافظ في ذلك :

مَوْلَى المُغِيرَةِ لا جَادَتْكَ غَاديَةٌ
= مِنْ رَحْمَة اللَّهِ مَا جَادَتْ غَوَادِيْهَا

مَزَقْتَ مِنْهُ أَدِيْماً حَشوُة هِمَم
= في ذِمًةِ اللَّهِ عَالِيْهَا ومَاضِيْها

طَعَنْتَ خَاصِرَةَ [الْفَارُوِقِ] مُنْتَقِماً
= مِنَ الْحَنِيْقَة في أعلَى مَجَالِيها

فَأصْبَحَتْ دَوْلةُ الإسلاَم حَائِرةً
= تَشْكُو الْوَجِيْعَة لَمًا مَات آسِيْهَا

مَضَى وَخَلَّفَهَا كَالطّوِدَِ رَاسِخَةً
= وَزَانَ بِالْعَدْلِ والتَّقْوى مَغَانِيْهَا

تنْبُو الْمعَاوِلُ عَنْهَا وَهْيَ قَائِمَة
= وَالْهَادِمُوْنَ كَثِيْر فِي نَوَاحِيهَا

وبعد الحديث عن مقتل الفاروق رجع إلى حديث إسلامه، تم مضى يتحدث عن سيرة الفاروق وأخلاقه وصفاته وزهده حديثاً إن لم يدل على سعة اطلاع حافظ فإنه يدل على تجاوب عاطفته مع الموضوع.
ولنأخذ مثلاً قوله في زهد عمر وتصويره لذلك الموقف الذي نزل فيه رضي الله عنه عن البرذون حين رأى في مشيته تبخترًا وخيلاء :

يا مَنْ صَدَفْتَ عَن الدنْيَا وَزِيْنَتِها
= فَلَمْ يَغرَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ مُغْرِيْهَا

مَاذَا رَأَيتْ بِبَابِ الشام حِيْن رَأوْا
= أَنْ يلْبِسوكَ مِنَ الأثْوَابِ زَاهِيْها

وَيرْكِبوُكَ عَلى الْبِرْذًوْنِ تقُدمُه
= خَيْلِّ مُطَهمة تَحْلوْ لِرَائِيْها

مَشَى فَهْملَجَ مُخْتاَلا بَرِاكِبِهِ
= وَفِى الْبَراَذِيْنِ مَا تَزْهَى بِعَالِيْهَا

فَصِحْتَ يَا قَوم كَادَ الزًهْو يَقْتلنِي
= وَدَاخَلَتْنِيَ حَال لسْت أَدْرِيْهاَ

وَكَادَ يَصْبُو إِلَى دُنْياكُمُ [عمرّ]
= ويَرتَضِىْ بَيْعَ بَاقِيه بَفِانِيْهَا

رُدُّوْا رِكَابِيْ فَلا أَبْغي بِهِ بَدَلا
= ردُّوْا ثِيَابِيْ فَحسْبي الْيوم بَالِيِهَا

وهكذا يتنقل من حديث عن رحمة عمر وشفقته؟ إلى حديث عن تقشفه؟ فآخر عن هيبته فرجوعه عن الخطأ حتى يختم عمريته هذه بقوله :

هَذيْ مَنَاقبهُ فِي عَهْدِ دَوْلَتِهِ
= لِلشًاهِدِيْنَ وَللأعْقَابِ أَحْكِيْها

في كُلً واحِدةٍ مِنْهنَ نَابلَةّ
= مِنَ الطَبَائعِ تغْذوً نَفْسَ واعِيْهَا

لَعَل فِي أمًةِ الإسلامِ نَابتَةً
= تَجْلوْ لِحاضرِهَا مِرْآةَ مَاضِيْهَا

حتًى ترَى بعْضَ مَا شَادَتْ أَوائلها
= مِيتَ الصُّروْحِ وَمَا عَانَاه باَنِيْها

وحسْبهَا أَن تَرى ما كَانَ مِنْ [عمرِ]
= حتَى ينَبهَ مِنْهَا عَيْن غَافِيهاَ

والآن وقد فرغنا من هذا التعريف المقتضب بحافظ وعمريته نثبت هنا قول حافظ في إسلام عمر :

رَأيتَ فِي الدًيْنِ آرَاءً مُوفَّقَةً
= فَأنْزَلَ اللَّهُ قُرْآنا يُزكّيْها

وَكُنْتَ أوَّلَ مَنْ قَرت بِصُحْبَتِهِ
= عيْنُ الْحَنِيْفَةِ وَاجْتَازَتْ أمَانِيْها

قَدْ كُنْتَ أعْدى أعَاديْها فَصرْتَ لَهَا
= بِنِعْمَةِ اللهِ حِصْناً مِنْ أعَاديْهَا

خَرجْتَ تَبْغِي أذَاهَا في [مُحَمَّدهَا]
= وَلِلْحَنِيْفَةِ جَبارٌ يُوَالِيْهَا

فَلَمْ تَكَدْ تَسْمَعُ الآيَاتِ بَالِغَةً
= حَتَى انْكَفَأْتَ تُنَاوِىْ مَنْ يُنَاوِبْها

سَمِعْتَ [سًوْرَةَ طَه] مِنْ مًرَتَلِها
= فَزَلْزَلَتْ نِيَّةً قدْ كُنْتَ تَنْويْهَا

وَقُلْتَ فِيْهَا مَقَالا لا يُطَاوِلهُ
= قَوْلُ الْمحِبً الذِي قَدْ بَاتَ يُطْرِيْهَا

وَيَوْمَ أسْلَمْتَ عَز الْحَق وَاْرتَفَعَتْ
= عَنْ كَاهِلِ الدًيْنِ أثْقَال يُعَانِيْهَا

وَصَاحَ فِيْه [بلاَلٌ] صَيْحةً خَشَعَتْ
= لَهَا الْقُلُوبُ وَلبَّتْ أمْرَ بَارِيْهَا

فَأنْتَ فِي زَمَنِ [الْمُخْتَارِ] مُنْجِدُهَا
= وَأَنتْ في زَمَنِ [الصًدً يْق] مًنْجِيْهَاْ

كَمِ أستراك رَسَوُلُ اللهِ مُغْتَبِطاً
= بِحِكْمَةٍ لَكَ عِنْد الَرأيِ يُلِفْيهَا

3) أحمد محرم
ينفى على قاسم أمين دعوته للسفور ورفع الحجاب

أغرَّكِ يا أسماءُ ما ظَنً قاسِمُ
= أقِيْمِي وَرَاءَ الخِدْرِ فالمرءُ واهِمُ

ذَكَرتُك إني إِن تَجلَّت غَيَابَتي
= على ما نُمِي مِنْ ذِكرك اليومَ نادِمُ

ضيقِينَ ذرعاً بالحجاب وَمَا بهِ
= سِوَى ما جَنَت تِلكَ الرُّؤى والمزاعمُ

سلام على الأخلاقِ في الشرقِ كُلَهِ
= إذا ما اسْتُبيحَتْ في الخُدورِ الكَرائِمُ

أقاسِمُ لا تَقْذِفْ بجَيشِك تَبْتغِي
= بِقَوْمكَ والإِسلامِ ما الله عالمُ

لَنا من بناءِ الأوّلينَ بَقِية
= تلوذُ بها أعراضُنا والمحارِمُ

هَمَمْتَ بِرَبَّات الحِجَالِ تُريدُها
= أقَاطِيعَ تَرْعَى العيشَ وَهْيَ سَوائِمُ

وإنً امْرَأَ يلْقِي بلَيلٍ نِعاجَهُ
= إلى حَيث تَسْتَنُ الذئابُ لَظَالمُ

وكُل حَياةٍ تَثْلُمُ العِرضَ سُبةٌ
= ولا كحياة جَلًلَتْها المآثمً

أتَأتي الثنايا الغر والطرَرُ العُلا
= بما عَجَزتْ عنه اللَحَى والعَمائمُ؟

فلا ارتفعَتْ سُفْنُ الجواءِ بصاعدٍ
= إذا حَلَقَتْ فوق النسورِ الحمائِم

عَفَا الله عن قومٍ تمادتْ ظُنونهم
= فلا النًهْجُ مأمون ولا الرأيُ حَازِمُ

ألا إن بالإسلام داءً مخامرًا
= وإنَ كتابَ الله للِدًاءِ حاسِمُ

4ـ الشاعر د. عبد المعطي الدالاتي
على ضفاف الكوثر :

تيهي جلالاً بالهدى .. وتعطّري
= بالياسمين على ضفافِ الكوثرِ

خَطرَتْ رُؤاكِ تجوبُ آفاقَ السما
= وسرَتْ خُطاكِ على مدار المُشتري

فسرَتْ حروفي في مداكِ لِتحتفي
= فدعي الحروفَ تنام فوق الأسطُرِ

يا من دعوْتِ ودمعُ عينِك قد هَما
= متضرّعاً من دون أنْ يتكلما !

خطَراتُ قلبِكِ يا أخيّة ُ أسلمتْ
= وبريقُ فكرِك في سجودٍ أسلما

أعلِمتِ يا أختاهُ كم ندعو لكي
= يبقى مسارُك في ارتقاء ٍللسما ؟!

حسِبَ الغزاةُ بأنّ حِصنَك يُهدمُ !
= والروحُ تفدي طهرَ وجهِك والدمُ

ظنّوا، وخابوا،ويحهمْ يا جَهلهمْ!
= تهوي النجومُ وليس يهوي المسلمُ

يا أمة لا تـُهزَمُ .. يا قلعة لا تـُهدَم
= بالدين أسّسها النبيُّ الأعظم

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 05 - 06 - 2008 الساعة 22:00
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

سادسا : ـ الشعر الإسلامي في العصر السعودي

أول مظهر من مظاهر حياة شعر الدعوة يتجلى في أثر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، ذلك الأثر الذي نشهده في شعر الشيخ حسين بن غنام، ثم من تبعه من الشعراء.
ولقد نشط هذا الغرض نشاطا ملحوظا عندما قام الإمام محمد بن عبد الوهاب بدعوته في منتصف القرن الثاني عشر، فوقف في وجهه أعداء الدعوة، وكان فيهم من استخدم الشعر سلاحاً وبخاصة في القرن الثالث عشر الهجري وما بعده.
وكان من الشعراء من استخدم الشعر في نظم العلوم والفنون ومسائل الدين، مثل الشيخ ابن مشرف، أوفي نظم المواعظ والحكَم، مثل أحمد بن عبد القادر الحفظي صاحب [التحفة القدسية والنفحة الأنسية] التي يقول فيها.

إن دعيْتم للحياةْ
= أَيُها الناس استجيبوا

قبلِ تعجيل المماتْ
= واسْتَقيموا وأنيبوا

ونظموا الشعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم كابن مشرف غير أنهم لم يقبلوا على ذلك كثيرا إلا بعد منتصف القرن الرابع عشر حين رأوا إقبال المتأخرين على ذلك، ويندر أن تجد شاعرا من هؤلاء المتأخرين لم يطرق هذا الميدان.
وبعد منتصف القرن الرابع عشر بدأ الشعراء يعالجون في شعرهم القضايا الإسلامية العامة، كمواقف أعداء الإسلام منه ومن رجاله، وبخاصة مواقفهم من الكتاب العزيز، ومن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسنتَه المطهرة، وهذا كثير في شعرهم، لشيوع ذلك في آثار المستشرقين والمستغربين من العرب.
وإذا تحدث المتأخرون من الشعراء عن العبادات فإن حديثهم يجيء على نحو من قول محمد على السنوسي في أذان الفجر، فلقد سمع الشاعر في أذان الفجر دعوة
تهيب بالناس والحياة أن يستقبلوا يومهم الجديد بعبادة الباري تبارك وتعالى الذي جعل الليل لباسا وجعل النهار معاشاً.
يسمع آذان الفجر فيبصر مع كل نغمة من نغمات المؤذن موجة من أمواج نور الصباح الجديد، ويحس فيه جمال النسمات العطرة [تتندى بها النفوس وترتاح] فتبادر إلى ترديد لفظ الأذان مع المؤذن، وهي ترفع مع الشاعر الدعاء إلى الله بأن يظل هذا النداء خالدا خلود الوجود إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ,
واليكم قصيدة أذن الفجر للشاعر / محمد على السنوسي

فِي انْبِلاَجِ الصَّبَاحِ وَاللَّيْلُ سَاكِنْ
= ارْتفَاعُ الآذَانِ فَوْقَ المَآذِنْ

دعوةٌ تحملُ الحياةَ إلى الكوْ
= نِ وسُكَّانِهِ قُرَىً ومدائِن

ونِداءٌ من السماءِ إلى الأرْ
= ضِ إلى ظاهرٍ عليها وباطِنْ

ولقاءٌ بين الملائك والإِيـْ
= ـــمانِ والمؤمنينَ مِنْ غيرِ آذِن

وانطلاقٌ إلى الفلاح إلى الخيـْ
= ـر إلى الحقِّ والهُدى والمحاسِنْ

كُلَما رَدًدَ المُؤَذًّنُ لَفْظاً
= شَعْشَعَ النوْرُ وانْجَلَى كل غَايِنْ

نَغمات كأنها نَسَمَات
= رَقْرَقَتهَا خَمَائِل وَجَنَائِنْ

تَتَنَدَّى بها النفوسُ وترتا
= حُ ارتياحَ الرُّبى بقَطْرِ الهواتِنْ

تمْسخ الأرْض مِنْ غبار الملاَهِيْ
= ودُخُان الهَوَى وَلَهْوِ الَمَفاتِنْ

كلُّ حرْفٍ مِنْ لفْظِهِ كًل معْنىً
= منْ معَانيْه يَسْتَثِيْرُ الكَوَامِنْ

رَدَّدتْة منَابر وَقِبَاب
= تتعَالَى ورجَّعَتْها مَلاسِن

فأفِضْهُ يا رب مِلءَ الأحاسيـ
= سِ ومِلْءَ النُّهى ومِلءَ الشَّواحِنْ

وَامْلأ النفْسَ مِنْ شَذَاهً عَبِيْراً
= وامْلأ الرُّوْحَ مِنْ صداهُ مَلاَحِنْ

أَذًن الفَجْرُ يا َفُؤُاديْ وَلاَحَت
= قَسمَات الضيَاء فاسْمَعْ وَعَايِنْ

وتَأَمًلْ رْؤىً تَشفُّ ودُنْياً
= تتجلى سرائر وَعَلاين

أشْرَقَتْ فَامَحَى الظلامُ وَزَالتْ
= كِسَفُ من سحائِبِ ودجَائِنْ

فَالْتَمِسْ مِنْ خَزائِنِ الله مَاشِئْـ
= ــتَ نوَالاً فليس لله خازِنْ

ـ مختارات من ديوان الشعر السعودي
العذراء والطبق ( القنوات الفضائيه )
للشاعر / محمد بن عبد الرحمن المقرن

كفى لوماً أبي أنت الملامُ
= كفاك فلم يَعُدْ يُجدي المَلامُ

بأيِّ مواجعِ الآلام أشكوا
= أبي من أين يُسعفني الكلامُ

عفافي يشتكي وينوحُ طهري
= ويُغضي الطرف بالألم احتشامُ

أبي كانت عيونُ الطهر كحْلى
= فسال بكحلها الدمعُ السِّجامُ

تقاسي لوعة الشكوى عذاباً
= ويجفو عين شاكيها المنامُ

أنا العذراءُ يا أبتاه أمست
= على الأرجاس يُبصِرُها الكرامُ

سهامُ العارِ تُغْرَسُ في عفافي
= وما أدراك ما تلك السهامُ ؟!

أبي من ذا سيغضي الطرف عذراً
= وفي الأحشاءِ يختلجُ الحرامُ

أبي من ذا سيقبلني فتاةً
= لها في أعين الناس اتهامُ !!؟

جراحُ الجسمِ تلتئمُ اصطباراً
= وما للعِرْضِ إن جُرِحَ التئامُ!!

أبي قد كان لي بالأمس ثغرٌ
= يلفُّ براءتي فيه ابتسامُ

بألعابي أداعبكم وأغفو
= بأحلامٍ يطيبُ بها المنامُ

يقيمُ الدارَ بالإيمانِ حزمٌ
= ويحملها على الطهر احتشامُ

أجبني يا أبي ماذا دهاها
= ظلامٌ لا يُطاق به المقام ُ

أجبني أين بسمتها لماذا
= غدا للبؤس في فمها ختامُ

بأي جريرة وبأيِّ ذنبٍ
= يُساقُ لحمأة العارِ الكرامُ

أبي هذا عفافي لا تلمني
= فمن كفيك دنّسه الحرامُ

زرعتَ بدارنا أطباق فسقٍ
= جناها يا أبي سمٌّ وسَامُ

تشُبُّ الكفرَ والإلحادَ ناراً
= لها بعيون فطرتنا اضطرامُ

تشُبُّ الكفرَ والإلحادَ ناراً
= لها بعيون فطرتنا اضطرامُ

نرى قِصَصَ الغرامِ فيحتوينا
= مثارُ النفس ما هذا الغرامُ !!

فنون إثارةٍ قد أتقنوها
= بها قـلبُ المشاهِد مستهامُ

نرى الإغراءَ راقصةً وكأساً
= وعهراً يرتقي عنه الكلامُ

كأنَّك قد جلبت لنا بغيّاً
= تراودنا إذا هجع النيامُ

فلو للصخر يا أبتاه قلبٌ
= لثارَ 000 فكيف يا أبت الأنامُ

زرعت الشوك في دربي فأجرى
= دمَ الأقدامِ وانهدَّ القَوَامُ

جناكَ وما أبّرّيء منه نفسي
= ولستُ بكلِّ ما تَجْني أُلامُ

أبي هذا العتابُ وذاك قلبي
= يؤرّقه بآلامي السقامُ

ندمتُ ندامةً لو وزّعوها
= على ضُلاّل قومي لاستقاموا !!!

مددتُ إلى إله العرش كفى
= وقد وَهَنَتْ من الألم العظامُ

إلهي إن عفوتَ فلا أُبالي
= وإن أرغى من الناس الكلامُ

أبي لا تغضِ رأسك في ذهولٍ
= كما تغصيه في الحُفَرِ النَّعامُ

لجاني الكرْم كأسُ الكرم حلوٌ
= وَجَنْيُ الحنظل المرُّ الزؤامُ

إذا لم ترضَ بالأقدارِ فاسألْ
= ختام العيش إن حَسُنَ الختامُ

وكبّرْ أربعاً بيديك واهتف
= عليك اليومَ يا دنيا السلامُ

أبي حطمْتَنِي وأتيتَ تبكي
= على الأنقاض ما هذا الحُطامُ ؟!!

أبي هذا جناك دمَاءُ طْهري !!
= فمن فينا أيا أبتِ المُلامُ !!؟

أختاه عزك في حجابك الشاعر : ـ علي بن حسن الحارثي

أختاه عزكِ في حجابكِ فاعلمي
= امضي بــعزمٍ في الطريق الأقوم

لا تسمعي لدعايةٍ مسمومـةٍ
= لا تُنصــتي لربيبِ قلبٍ مظلمِ

كالنخلةِ الشمَّاء أنتِ رفيعةٌ
= بل كـالثريَّا أنتِ بين الأنجم

تتسامقين إلى العلا بعقيدةٍ
= وضـاءةٍ بسنى البيان المحكم

أنتِ الشموخُ بحاضرٍ متطامنٍ
= تدعـوكِ أمتكِ الرؤومِ فأقدمي

أختاه : أبواقُ الضـلالِ كثيرةٌ
= في الغـرب أو في شرقنا المستسلم

يدعون للتحرير ! دعوىً فجةً
= وشعارهم : لابد أن تتقدمي !!

وشعارهم : حتّامَ أنتِ حبيســةٌ
= في قبضةِ " السربال " لا تتظلمي ؟!

دعوىً ورب البيت يجثمُ حولَها
= حقــدٌ دفينٌ في فؤاد المجرم

دعوىً يباركها الصليبُ وتنتشي
= طرباً لـها نفسُ الرعين الأشأم

ويصوغ إخوانُ القرود بيانَها
= ويبارك البُلهاءُ قولَ الأجذم

يشدو بها الإعلام في ساحاته
= ويلوكها بلسان وغدٍ معجم

عَبرَ الصحافة ينفثون سمومهم
= ويصفّقون لقـولةِ المتهجّم

وظِلالهم أضحت ضلالاً بيّناً
= صيغت بحقدٍ ظاهرٍ لم يُكتم

يا بنت عائشةٍ وبنــت خديجةٍ
= يا مــن لأمتنا العظيمة تنتمي

قولي لهم : كفّوا العواء فإنني
= بعقيـدتي أسمو برغم اللّوَّم

عزّي حجابي ! ما ارتضيتُ بغيره
= عجبـاً لمن هزؤوا بعزّ المسلم

أختاه : قولي للتي خُدعت بهـم
= وتشرّبـت سَفَهاً زُعافَ الأرقم

ما كلّ ذي نصحٍ يريد بنصحه
= خيراً ولو ألوى بكفّ المُقسم

قولي لها :خدعوكِ حين تظاهروا
= بعبارةٍ معســـولةٍ وتبسُّم

وببهرجٍ في الزيف يضرب جذرُه
= وبدعوة ( التحرير ) ليتكِ تعلمي !

في واحة الإسلام لستِ حبيسةً
= ما حالَ دينُ دون أن تتعلمي

بل أنت للأجيال مدرسةٌ فلا
= تهني لما قالوا ولا تستسلمي

قولي لها : عودي فأنتِ مصونةٌ
= بحجاب دينكِ يا أخية فافهمي

كل المنابع قد تكدَّرَ ماؤها
= وتظلُّ صافيةً منابعُ زمزم

في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والذب عنه
للشاعر الأستاذ صالح بن علي العمري وفقه الله ..

إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحـــي
= وأرواحُ الأئمةِ والدُّعــــاةِ

رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي
= وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقــاةِ

ويا علم الهدى يفديك عمري
= ومالي .. يا نبي المكرماتِ

ويا تاج التُّقى تفديك نفسي
= ونفسُ أولي الرئاسةِ والولاةِ

فداكَ الكون يا عَطِرَ السجايا
= فما للناس دونك من زكاةِ

فأنتَ قداســة ٌ إمَّـا استُحلّتْ
= فذاكَ الموتُ من قبل الممات

ولو جحد البريّةُ منك قــولاً
= لكُبّوا في الجحيم مع العُصاةِ

وعرضُك عرضُنا ورؤاكَ فينا
= بمنزلة الشهادةِ والصــلاةِ

رُفِعْتَ منازلاً .. وشُرحت صدرا
= ودينُكَ ظاهرٌ رغمَ العُداةِ

وذكرُكَ يا رســـولَ اللهِ زادٌ
= تُضاءُ بهِ أسَاريرُ الحَيَــاةِ

وغرسُك مُثمرٌ في كلِّ صِقع ٍ
= وهديُكَ مُشرقٌ في كلِّ ذاتِ

ومَا لِجنان ِ عَدنٍ من طريقٍ
= بغيرِ هُداكَ يا علمَ الهُــداةِ

وأعلى اللهُ شأنكَ في البَرَايا
= وتلكَ اليومَ أجلى المُعجزاتِ

وفي الإسراءِ والمعراج ِ معنى
= لقدركَ في عناقِ المكرماتِ

ولمْ تنطقْ عنْ الأهواءِ يوما
= وروحُ القدسِِ مِنكَ على صِلاتِ

بُعثتَ إلى المَلا بِرّاً ونُعمى
= ورُحمى .. يا نبيَ المَرْحَمَاتِ

رَفَعْتَ عن البريّةِ كلُّ إصرٍ
= وأنتَ لدائها آسي الأُســاةِ

تمنّى الدهرُ قبلك طيفَ نورٍ
= فكان ضياكَ أغلى الأمنياتِ

يتيمٌ أنقذ َ الدّنيا .. فقيــــر ٌ
= أفاضَ على البريّةِ بالهِبَــاتِ

طريدٌ أمّنَ الدنيـا .. فشـادت
= على بُنيانِهِ أيدي البُنَــاةِ

كريمٌ كالسحابِ إذا أهلّت
= شجاعٌ هدَّ أركانَ البُغَاةِ

بليغٌ علّم الدنيــا بوحي ٍ
= ولم يقرأ بلوح ٍ أو دواةِ

حكيمٌ .. جاءَ باليُسْرى .. شَفيقٌ
= فلانتْ منهُ أفئدة ُالقُسـاةِ

فمنكَ شريعتي .. وسكونُ نفسي
= ومنكَ هويتي .. وسمو ذاتي

ولي فيكَ اهتداءٌ .. واقتفـاءٌ
= لأخلاقِِ العُلا والمَكْرماتِ

وفيك هدايتي .. وشفاءُ صدري
= بعلمكَ أو بحلمكَ والأناةِ

ومنك شفاعتي في يومِِ عَرْض ٍ
= ومن كفيّكَ إرواءُ الظُّماةِ

ومنك دعاءُ إمسائي وصحوي
= وإقبالي وغمضي والتفاتي

رسولَ اللهِ قد أسبلتُ دَمْعــي
= ونزَّ القلبُ من لَجَجِ ِالبُغَاةِ

فهذي أمّــةُ الإسلام ضجّـتْ
= وقد تُجبى المُنى بالنائباتِ

هوانُ السيفِ من هُونِ المُباري
= ولِينُ الرمحِ من لِينِ القناةِ

وقد تَشفى الجسومُ على الرزايا
= ويعلو الدينُ من كيدِ الوشاةِ

وفي هزِّ اللواءِ رؤى اتحــادٍ
= ولمُّ الشمل ِ من بعد الشتاتِ

وقد تصحو القلوبُ إذا اسْتُفزّتْ
= ولَفحُ التَّارِ يوقظ ُ من سُبَاتِ

ألا بُترتْ روافدُ كلِّ فــضٍّ
= تمرّغَّ في وحــول ِ السيئاتِ

ألا أبْـلِغْ بَنِــي عِلمــــان عنّي
= وقد عُدَّ العميلُ من الجُنَــاةِ

أراكمْ ترقصونَ على أَســـانا
= وتَسْتَحْلون مَيْــلَ الغانيـــاتِ

وإن مسَّ العدوَ مَسيسُ قَرح ٍ
= رفعتمْ بيننا صوتَ النُّعــــاةِ

وإنْ عَبستْ لكم "ليزا"* خَنَعْتمْ
= خُنوع َ المُوفضينَ إلى مَنــاةِ

وإن ما هَاجتْ الشُبُهاتُ خُضْتم ْ
= بألسنةٍ شِحاح ٍ فاجــــراتِ

"حوارُ الآخرِ " استشرى فذبّوا
= عن المعصومِ ألسنةَ الجُفاةِ

"حوارُ الآخرِ " استشرى فذبّوا
= عن المعصومِ ألسنةَ الجُفاةِ

وصوت "الآخرِ " استعلى فردّوا
= عن الهادي سهامَ الإفتئاتِ

رميتمْ بالغلو دُعــــاة ديني ...
= فهل من حُجّةٍ نحو الغُلاة ؟

أكُـــرّارٌ على قومي كُمــــاةٌ ...
= وفي عينِ المصيبةِ كالبنات

ومن يرجو بني علمـــان عونــاً
= كراجي الروح ِ في الجسـدِ الرُّفات

رسولَ الحُبِّ في ذكراك قُربى
= وتحتَ لواكَ أطواقُ النجـــاةِ

عليك صلاةُ ربِّكَ ما تجلـّـــى
= ضياءٌ .. واعتلى صوتُ الهُداةِ

يحارُ اللفظُ في نجواكَ عجـزا
= وفي القلب اتقادُ المورياتِ

ولو سُفكــتْ دمــانا ما قضينا
= وفاءك والحقوقَ الواجبــاتِ

الخاتمة :

فالشعر نوع من الكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، فلا يمدح لذاته ولا يذم لذاته، ولكن النظر إلى مضمون الشعر قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني (10): "وليس في إباحة الشعر خلاف، وقد قاله الصحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه لمعرفة اللغة العربية والاستشهاد به في التفسير، وتعرف معاني كلام تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستدل به أيضاً على النسب والتاريخ وأيام العرب" ا.هـ وقد أنشد كثير من الصحابة الشعر بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحاديثهم في الصحيحين وغيرهما وهي كثيرة، بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم حساناً وغيره بإنشاد الشعر. وما ورد من ذم الشعراء في القرآن أو ذم الشعر في السنة، فإنما يذم من أسرف وكذب، فالغالب أن الشعراء يقولون الكذب، فيقذفون المحصنات، ويهجون الأبرياء، فوقع الذم على الأغلب، واستثني منهم من لا يفعل ذلك، كما قال سبحانه:
( والشعراء يتبعهم الغاوون *ألم تر أنهم في كل واد يهيمون*وأنهم يقولون ما لا يفعلون* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا ) الشعراء:224-227] وما ورد في السنة من ذم حفظ الشعر فالمقصود به الإكثار من ذلك حتى يشغله عن القرآن والسنة والتفقه في الدين، أو ما كان فيه تشبيب بالنساء ونحوه.والله أعلم."" http://www.islamweb.net

المراجع :

1ـ مؤلفات الأستاذ الدكتور شوقي ضيف ( صدر الإسلام ـ الأموي ـ العباسي ـ الحديث)
2ـ موقع الإسلام اليوم
3ـ موقع كنانة اون لاين
4ـ التراث الادبي في خدمة الاسلام
5ـ موقع ديوان الشعر العربي
6-موقع الشبكة الاسلاميه
7.موقع جامعة طيبه

الفهرس :

م البيان ص
1- المقدمة 1
2- الباب الأول : موقف الإسلام من الشعر 3
3- الباب الثاني : شعر الدعوة الاسلاميه 6
4- أولا : الشعر الإسلامي في صدر الإسلام 6
5- ثانيا : الشعر الإسلامي في العصر الأموي 8
6- ثالثا : الشعر الإسلامي في العصر العباسي 9
7- رابعا : الشعر الإسلامي في العصر العثماني 12
8- خامسا : الشعر الإسلامي في العصر العربي الحديث 13
9- مختارات من روائع الشعر العربي الحديث 14
10- الشاعر أحمد شوقي 14
11- الشاعر حافظ إبراهيم 15
12- الشاعر أحمد محرم 18
13- الشاعر عبد المعطي الدالاتي السوري 19
14- سادسا : الشعر الإسلامي في العصر السعودي 20
15- مختارات من ديوان الشعر الإسلامي 23
16- الشاعر محمد عبد الرحمن المقرن 23
17- الشاعر على بن حسن الحارثي 26
18- الشاعر صالح بن علي العمري 27
19- الخاتمه 29

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 05 - 06 - 2008 الساعة 22:27
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 6 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

لعل اخا فاضلا يعمل على تنسيق قصائده

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
مشعاب
المراقب العام للشبكة
رقم العضوية : 207
تاريخ التسجيل : 25 - 05 - 2003
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4,026 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 45
قوة الترشيح : مشعاب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

الله يجزاك الجنة



ما قصرت يا سنايدي


مشعاب أخو عجراء
رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

= : (( رواية الأدب بين الجاهلية وصدر الاسلام )) : =

أخي الكريم وشيخنا الفاضل / الراعي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على هذا الموضوع القيم والجميل عن الشعر والدعوة إلى الله وقد قال أحد شعراء قبيلة سبيع الغلباء الدعاة الشيخ / مطلق بن راشد الجرد المليحي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :

قم علم اللي يتركون الصلاة
= يا ويلهم لا جاء المحاسب من النار

هو يحسب إنه دايم فالحياة
= بيجي نهار فيه بتضيع الأبصار

ونار تلظى تطرح الحايمات
= يا ويل والله من تعرض للأخطار

وإليك هذا الموضوع المدمج عن رواية الأدب بين الجاهلية وصدر الإسلام للدكتور منذر الزاوي جزاه الله خيرا ووفقه لما يحب ويرضى . كان للشعر والشعراء في المجتمع القبلي الجاهلي قيمة لا تدانيها قيمة لأن الشعر هو صوت القبيلة الناطق , وشعر القبيلة هو المنافح عنها في المفاخرات وأسواق الأدب , ومبارزات الشرف , وكانت ولادة شاعر جديد في القبيلة مبعثا على الاحتفال والتباهي فكان الناس يحفظون شعره ويروونه ويتناقلونه عبر العصور , وقد صحب كل شاعر من شعراء العصر الجاهلي راوية أو شاعر آخر يروي شعره وينشر أخباره ولم يتغير هذا التقليد حتى في صدر الإسلام وكثيرة هي أخبار المنازعات بين رواة شعراء النقائض , ولم يطلب الرواة مقابل روايتهم للشعر مقابلا ماديا بل كان همهم إعلاء شأن قبيلتهم أو شاعرهم , وكانوا يكتفون بما يصيبون من النعم في مجالس الأمراء أو من شاعرهم نفسه , ولكن بعضهم كان ينفض عن شاعره إذا كان بخيلا أو فقيرا وكان الشاعر في تلك الحالة يضطر لراوية شعره بنفسه . تعقدت الرواية فيما بعد ولم تقتصر على لزوم صحبة شاعر بعينه ورواية أشعاره بل تعدتها إلى رواية أشعار المتقدمين والمتأخرين من الشعراء , وترسخ ذلك أكثر عند تراجع القيم القبلية وإنتقال المجتمع من البداوة إلى الحضارة , واستخدم الرواة مخزونهم المحفوظ لنقد الشعر في مجالس الأدب , وتبيان الجيد من الردئ واظهار قيمة الشعراء الذين يتعصبون لهم , وساعد محفوظ الرواة الضخم على تكوين حس نقدي لديهم , وقد عمد بعضهم إلى التوسع في النص الأصلي واختراع إضافات جديدة على القصيدة أو الأثر الأدبي أو نحلوا النص بمجمله ونسبوه إلى شاعر بعينه , ثم تناقلوا النصوص حتى ليصعب التفريق أحيانا بين النص الأصلي والنص المنحول , وإن كان هذا يدل على شئ فإنما يدل على أن من بين الرواة شعراء مفلقين , وقد لجؤوا إلى هذه الطريقة في العصور المتقدمة للتباهي بكثرة ما يروونه من الشعر والتفاخر بأن ما عندهم من بضاعة لا يوجد منها لدى غيرهم , وقد يعود ذلك إلى سببين أولاهما السعي إلى الربح السريع باقتناص أعطيات الأمراء الذين كانت بضاعة الشعراء المشهورين القدماء مطلوبة ونافقة لديهم , وثانيهما أن الظروف الاجتماعية أو الإقتصادية لم تساعد الراوية الناحل على تكوين قامة أدبية مستقلة مشهورة تطاول قامة الأديب الذي يروي له , فاحترف الرواية وتفنن في النحل , ويمكن أن نقول أن نحل الشعر أفلح عندما كانت المادة التي تروى بعيدة العهد عن قائلها ولا يستطيع تكذيب ما قيل على لسانه . تميز الرواة في الجاهلية بقوة حافظة مدهشة , واستخدموا ذاكرتهم وقوة الحفظ لديهم في جمع أشعار البادية بسبب عدم وجود التدوين في ذلك الزمان وعدم توفر وسائله , وعندما انتقل المجتمع من مجتمع بدوي إلى مجتمع مديني لم تنقطع صلة الرواة بباديتهم وبقيت البادية مصدرا لجمع الشعر وبقي الأعراب مرجعا لا غنى عنه عند رواة الشعر . لم تقتصر الرواية في الجاهلية على الشعر وحسب بل تعدتها إلى رواية المفاخر والمثالب والأنساب وأيام العرب , وكانت أيام العرب ووقائعها وما يرتبط بها من شعر يتداولها القوم في مجالسهم . كان الإسلام زلزالاً قلب كيانهم , وبدأ المجتمع يتمايز أكثر فأكثر بين مجتمع بدوي ومجتمع حضري رغم أن مثل هذا التمايز كان موجودا إلى حد ما قبل الإسلام إلا أن المجتمع الجاهلي لم يتخذ شكل دولة ونظام حكم بالمفهوم الإسلامي حتي في مجتمعه الحضري إلا بعد مجيئ الإسلام وتوطد أركانه لأن الاسلام كنظام حكم وحضارة ودولة يرتبط بالمجتمع المدني بكل مؤسساته رغم اعترافه بالخلفية القبلية البدوية العربية . أخذ المصحف المبارك يصبح مرجعا في الأحكام , وحل شيئا فشيئا محل العادات البدوية الجاهلية وانشغل المسلمون في صدر الإسلام الأول في توطيد أركان الدين , ونشأت الحاجة في عصر الراشدين إلى وجود إسناد قوي للرواية و ليس مجرد نقل شفهي وحسب لأن الأحكام ينبغي أن تؤيدها حجة قوية , فنشأ تدريجيا ما يسمى بالرواية الدينية وكانت هذه الرواية أكثر علمية وحرفية من الرواية الجاهلية الأدبية فأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكتفى بسماعها وقبولها على ذمة الراوي بل قلبت على وجوهها ومحصت على نواحيها وتم التفريق بين الصحيح والمكذوب منها , وكان ذلك نوعا من البحث العلمي التحقيقي الذي أرسى قواعده الإسلام . في هذا العصر تغلبت الرواية الدينية على الرواية الأدبية الشعرية واكتسبت في نفوس الناس قيمة لا تدانيها قيمة وهل ثمة أشرف من نقل أحاديث سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لكن الرواية الأدبية رغم تراجعها بقيت إلى حد ما قوية ومتماسكة واستمرت رواية التراث الأدبي الموروث المنقول من شعر وأدب وأنساب ولم تتوقف خلال فترة نزاع المسلمين مع المشركين بل حرص المسلمون على استعادة جزء من قصص التراث الجاهلي الحامل للقيم النبيلة والإحتفاظ به . بقيت الرواية في هذا العصر رهنا بذاكرة الحفاظ فالتدوين لم يكن بعد قد ظهر بقوة , وأسباب ذلك كثيرة منها قلة العارفين بالقراءة والكتابة وقلة وسائل الكتابة وغلاء أثمانها , ولذلك ذهب العصر وذهب معه كثير من الكنوز غير المدونة , وكلمة أبي عمرو بن العلاء معروفة : " ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير " . كان ظهور التدوين ثورة تماثل في قيمتها ثورة اختراع الطباعة في العصر الحديث فقد انتشرت الكتابة وبدأ تدوين العلوم الفقهية والأدبية . كان التدوين معروفا على نطاق ضيق في الجاهلية لأسباب ذكرناها آنفا , واقتصر على كتابة الصكوك والأنساب , ومنقولات عن التوراة والحكمة , وقد نقلت إلينا الكتب أخبارا عن صحيفة لقمان التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد فتح تدوين القرآن وتدوين النحو الطريق أمام ثورة التدوين والكتابة وبصّر الناس بالحاجة إليها لأن الناس ليسوا كلهم على سوية واحدة من الذاكرة والحفظ والإستيعاب , ولا يمكن الإعتماد على توفر الحفاظ في أي وقت كما أن الأثر المكتوب يبقى ويتوارثه الناس . عند إنتهاء العصر الراشدي إنتشر التدوين وتوسعت آفاق الكتابة وبدأت تظهر بعض المكتبات الخاصة وفي تلك المرحلة إرتقت الرواية الشفاهية المنقولة وأخذت شكلها الجديد المتمازج مع التدوين وأخذ الحفاظ الرواة يكتبون محفوظاتهم وبدأت تظهر دواوين للشعراء الجاهليين المعروفين كامرئ القيس والنابغة وزهير , واختطت الرواية طريقها العلمي الجديد فقد استفادت من رواية الحديث في العناية بالسند لنفي النحل والوضع , وقرر علماء الحديث الشريف الإهتمام برواية الأدب والمغازي والسيرة وحجتهم في ذلك استعانتهم بالأدب لتفسير المتشابه والغريب من القرآن , ونشأت رابطة لا ينفصم عراها بين الإسلام والأدب وبين الإسلام والعروبة . كان الشعبي وحماد الراوية وأبو عمرو بن العلاء من مشاهير رواة العصر الذين تخصصوا برواية الأدب واعتمدوها حرفة وصناعة علمية مدعمة بالسند والإثبات ونتيجة لذلك خف النحل في الأدب وظهر رواة من نوع جديد استطاعوا بمحاكماتهم العلمية تكوين نوع من الإتجاه النقدي الذي فصل الزائد عن الأصل في بعض آثار التراث الأدبي , وخلف هؤلاء في رواية الأدب الأصمعي وأبو عبيدة وآخرون , ويعتقد أن مصطلح الراوية قد أطلق على المشتغل بصناعة الأدب في مرحلة العصر الأموي ولم تكن هذه التسمية متداولة في العصر الجاهلي . بقيت تسمية الراوية في العصر الأموي تطلق على الرواة المعروفين رغم أنهم بدؤوا في مرحلة جديدة من صناعتهم هي مرحلة التصنيف والتأليف إلا أن تصانيفهم بقيت تدور حول ما جمعوه أو حفظوه من شعر وغريب ورغم أنهم أصبحوا أساتذة في فنهم إلا أنهم لم يشقوا طريقا مستقلا في الأدب او تخصصا في فرع من فروعه بل كانوا أقرب إلى المثقف الجامع منهم غلى المختص المتبحر , ولم تتفرع الرواية وتتشعب إلا بعد ظهور المناظرات والنقاشات في اللغة والنحو وتفشي اللحن وتداخل الأعراق , ولكن ذلك كله لم يستطع أن يزيح الوضاعين النحالين من رواة الادب فهم موجودن في كل عصر وزمان . حاول رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر الإسلام جمع شتات القبائل العربية في أمة واحدة دينها الإسلام ودستورها القرآن , ونادى بإبطال الشرك والوثنية وإبطال أكثر المعتقدات والعادات التي كانت شائعة كشرب الخمر ووأد البنات والكهانة وزجر الطير . الخ وإحلال دين التوحيد بأركانه المعروفة مكانها وفرض على المسلم فروضاً هي أبعد ما يكون عما عرف الجاهليون قبل الإسلام . وقد رسم الإسلام مثلا أعلى للإنسان في حياته هو الخضوع لله والتمسك بمكارم الأخلاق وإذابة المصلحة الشخصية في مصلحة الدين الواحد , العمل العظيم الذي قام به الإسلام هو محاربة الروح الجاهلية روح الحمية والتنابز بالألقاب والتفاخر بالأنساب والقبيلة وأوجد كائنا آخر أقوى من القبيلة هو الدين فجعل ولاءهم له . وبذلك انقسم الجاهليون أول الأمر على أنفسهم فمنهم من هدى الله قلبه فتبع محمداً ودينه ومنهم من بقي على شركه ووثنيته وانقسمت العرب إلى فئة تؤمن بالله وأخرى مشركة ظالمة واستخدم كلا الفريقين المتناقضين ما يملكان من وسائل لإثبات رايهما ونشر أفكارهما وكان للأدب والشعر النصيب الأوفى في ذلك فالشعر في تلك الأيام كان هو وسيلة الإعلام التي تنشر الخبر والفكرة والتأثير . كان لا بد لذلك أن يفرض تأثيره على الأدب والشعر فبدأ الشعر في صدر الإسلام يتأثر بالتعاليم الجديدة التي أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعد الشعراء المسلمون يلجؤون إلى الهجاء المسف المقذع أو إلى شعر الخمريات أو التغزل الفاضح بالنساء بل انصرفوا غلى مديح صاحب الرسالة والإشادة بما يمتلكه من مناقب وخصال وخلق عظيم :

نبي أتانــــــــــــا بعد يأس وفترة
= من الرسل والأوثان في الأرض تعبد

فأمسـى ســراجا مستنيراً وهادياً
= يلـــوح كمــــــا لاح الصــــــــقيل المهند

ونرى أيضا فخرهم بالدين الجديد وما يمثل من قيم :

الحمد لله الذي لم يؤتني أجلي
= حتى لبست من الإسلام سربالا

ويتميز هذا الشعر بصدق عاطفة ونقاء وجدان هؤلاء الذين ارتبطوا بالإسلام ارتباطا مصيريا وأحبوا رسوله وكانوا مستعدين للتضحية بكل ما يملكون في سبيله . أما هجاؤهم للمشركين فكان ردا على شعراء المشركين الذين تناولوا الإسلام بالذم والقدح ولكنه كان هجاء شريفا خاليا من الإقذاع والفحش وانصب جام غضبهم على المشركين لانحرافهم عن الدين واعتبروها سبة كبرى فلم يتعرضوا لقبائل المشركين ولا لأحسابهم فكل شيئ يصغر أمام جريمة الكفر . قال / حسان بن ثابت يرد على من هجا محمداً صلى الله عليه وسلم :

هجوت محمدا فأجبت عنه
= وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولســت له بكفء
= فشركما لخيركما الفداء

وكانوا إلى جانب هجائهم للمشركين يرهبونهم بوصف بطولة المسلمين وجلادهم في القتال :

عدمنا خيلنا إن لم تروها
= تثير النقع موعدها كـــداء

يبارين الأسنة مصعدات
= على أكتافها الاسل الظماء

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا
= وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لجلاد يوم
= يعز الله فيه من يشـــــــــــاء

أما جهادهم في سبيل الله فقد كان غاية ما فوقها غاية فهو الطريق إلى الجنة وحياة الخلد وهو السبيل إلى مرضاة الله لذلك تسابقوا لبذل أرواحهم فداء لدينهم وبلغ من إخلاصهم لذلك أنهم في ساعات الجهاد لا يحسون بما حولهم :

أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى
= ويتلــــــــو كتاباً كالمجرة نيرا

وجاهدت حتى ما أحس ومن معي
= سهيلا إذا ما لاح ثمت غورا

وافتخروا ببطولتهم في ساحات القتال وصبرهم على البلاء حتى أنهم أنكروا ألوان الخيل لشدة ما سال عليها من الدماء وهذه الأنفة وإن كانت أنفة الجاهلية إلا أنها كانت مرصودة للدفاع عن العقيدة والمنافحة عن الله ورسوله :

وإنا لقوم ما تعــــــــــود خيـــــلنا
= إذا ما إلتقينا أن تحيد وتنفــــــــــــــــرا

وننكر يوم الروع ألوان خيلنا
= من الطعن حتى تحسب الجون أشقرا

وقال الحصين :

ويوم تسعر فيه الحـــــــروب
= لبست إلى الروع سربالها

فلم يبق من ذاك الا التقى
= ونفــــــــس تعالج آجالها

وقال الآخر أيضاً :

وشد الله ركن نبيــــــــــــه
= بكل فتى حامي الحقيقة باسل

وإني لسهل للصديق وإنني
= لأعدل رأس الأصعر المتمايل

كانت لغة الشعر في صدر الإسلام لا تزال بعيدة عن اللحن ولكنها تأثرت بمعاني القرآن الكريم فعذبت الفاظ الشعراء ورق أسلوبهم وظهر التأثير القرآني واضحا في أشعارهم بما أدخله من المعاني والصور التي لم تكن معروفة لدى البدوي الجاهلي قبل الإسلام وبما كان يملكه من البلاغة التي قهرت بلاغتهم الجاهلية . ونتيجة لذلك ودون أن يشعروا أخذ الأثر القرآني يظهر جليا باقتباساتهم من القرآن وذكر الموت والحياة الآخرة والتقى وهذا ما جعل شعرهم يصبح أبعد عن الغرابة وأكثر اقترابا من البساطة والسهولة وينطبع أكثر فاكثر بالطابع الدينى القرآني لفظا ومعنى , واسمع أبا ذؤيب الهذلي وهو يسلم بقضاء الله وقدره بعد فجيعته بأولاده :

فغبرت بعدهم بعيش ناصــــــــب
= وأخال أني لاحق مستتبع

ولقد حرصت بأن ادافع عنهم
= وإذا المنية أقبلت لا تدفع

وإذا المنية أنشبت أظفارها
= ألفيت كل تميمة لا تنفع

ولا يخفى أن المعاني السابقة قد تأثرت بالآيات القرآنية من مثل " كل نفس ذائقة الموت " أو " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " . واقتبس الحطيئة أيضا قصة سيدنا ابراهيم في قصيدته حين هم بذبح ولده ليطعم ضيفا طارقا . واقتبس أيضا معن بن أوس من القرآن حين قال قصيدته في خلافه مع ابن عمه الذي أساء إليه ولكنه كظم غيظه :

وصبري على أشياء منه تريبني
= وكظمي على غيظي وقد ينفع الكظم

وأثر الإقتباس القرآني واضح جلي ففي القرآن يقول تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " . وعلى العموم فإن الإسلام بتعاليمه السمحة أزال غشاوة الجاهلية ورقق النفوس ورباها وأبعدها عن الحيوانية والإبتذال والحمية الجاهلية ونظم لهم حياتهم فالإسلام كان عقيدة ونظام دولة فنقل الناس من حال إلى حال وأمام هذا الإنقلاب الكبير بل الزلزال في حياتهم كان من المستحيل أن لا يتأثر شعرهم وطبيعتهم وعواطفهم وأخلاقهم بالدين الجديد . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنت سالم وغانم والسلام .


رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
ابن جعوان
وسام التميز
رقم العضوية : 6963
تاريخ التسجيل : 17 - 04 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 9,236 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن جعوان is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 24 - 06 - 2008 ]







: أخي الراعي : بارك الله فيك :

وبيض الله وجهك ماقصرت طال عمرك
اصفقلك على نقل الموضوع الراااائع
والله يجعله في موازين حسناتك


تستاهل
تقبل مروري لاهنت

أخـوك


أبن جعوان















رد مع اقتباس
 
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
س ب ع 777
وسام التميز
رقم العضوية : 7777
تاريخ التسجيل : 31 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : منتديات سبيع الغلباء
عدد المشاركات : 4,976 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 13
قوة الترشيح : س ب ع 777 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 28 - 07 - 2008 ]







الراعي:sparkles:والى الأمام






س ب ع 777


]
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هذه الروابط لمن أراد نشر الخير والدعوة إلى الله abouali المنتدى الإسلامي 31 27 - 06 - 2016 16:36
الصائمون والدعوة المستجابة راعي الجوفا المنتدى الإسلامي 5 07 - 08 - 2009 10:27
الله يحي الشعر والله يحييك فـــالح السبيعي منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) 22 13 - 05 - 2007 14:28
هذه الروابط لمن أراد نشر الخير والدعوة إلى الله دسمان بن مشلهب المنتدى الإسلامي 1 23 - 04 - 2006 18:13
عبد الله القريشي افضل مشارك في الشعر مشعاب منتدى الشعر الشعبي والنبطي ( شعراء الشبكة ) 34 26 - 05 - 2004 12:45


الساعة الآن 18:08.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها