كثر الخلاف في الجهاد وكثر الكلام فيه و تجد الادله كثيره ومتوافره في هذا الباب وهي من الادله المحكمه ليست من المتشابه وهذه المسأله خلافيه من القديم بين اهل العلم وليست جديده واختلاف العلماء بإجتهاداتهم وفهمهم للنصوص فمن يقول بقول يخالف قول العالم الاخر لا يعني انه مبتدع او زنديق بل هو بالدليل الشرعي و الفم له وكل من الفريقين له ادلته المعتبره في هذا الباب وكلامه له حض من النظر ولكن ماهو الجديد في المسأله؟
الجديد في المسأله:
هو ما حصل اليوم من الفتن بين شباب الامه والخلاف والشقاق بينهم بسبب هذا الامر و اصبح بعضهم يبدع بعض وبعضهم يكفر بعض والسبب خلاف فقهي ليس في الاصول ومعنى الخلاف اني اقول بقول قد يكون راجح او قد يكون مرجوح ولكن لا تصل الامور الى التبديع والتكفير وغيرها من الامور التي لا يحمد عقباها ونحن اليوم في حاجه ماسه جدا للاجتماع ويكفينا تفرق ولسنا بحاجه الى شقاق بل الامم من حولنا تتربص بنا ونحن نتربص ببعض كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم قال:حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم عن علي بن عبد الرحمن عن حذيفة بن اليمان قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرة بني معاوية اتبعت أثره حتى ظهر عليها فصلى الضحى ثمان ركعات طول فيهن ثم انصرف فقال : (( يا حذيفة طولت عليك , قلت : الله ورسوله أعلم , قال : إني سألت الله فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة , سألته أن لا يظهر على أمتي غيرها فأعطاني , وسألته أن لا يهلكها بالسنين , فأعطاني ; وسألته أن لا يجعل بأسها بينها , فمنعني )).
هذا الامر ليس بجديد الا في كيفية التعامل وظهر عندنا التعصب للرأي وتبديع من يخالف ذلك الرأي سواء اكان عالم ام طالب علم خلاصة القول ما اقول انا ومن خالفني فإنه مبتدع وهذا الامر وهو التعصب ظهر من القدم في زمن التعصب للمذاهب الاربعه وكان هذا من اسباب وضع بعض الاحاديث و تجد هذا المسكين يضع حديث لكي يؤيد رأيه وهو يعلم ان الحديث غير صحيح ولكن بسبب التعصب المقيت والغلو الشنيع ولا يهمه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من قال عني كذبا فليتبؤ مقعده من النار )) نسأل العافيه من التعصب للرأي وتبديع اخواننا المسلمين وتحمل وزرهم الى يوم القيامه ومن تلك القصص التي حدثت في وقت التعصب للمذاهب وادت الى وضع الاحاديث على الرسول صلى الله عليه وسلم ان رجل ممن يتبع لمذهب ابي حنيفه وضع حديث يسب فيه الشافعي رحم الله الجميع كي يؤيد مذهب ابي حنيفه -تعصبا فقط- قال: عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس الشافعي، أضر على أمتي من إبليس، ويكون في أمتي رجل يقال له النعمان أبو حنيفة، هو سراج أمتي )) كل هذا يا اخواني من التعصب للمذهب واشد منه التعصب للرأي لكثرة الخلاف في المسأل الفقيه وهناك خلاف بسيط وقع بين اهل السنه و الجماعه وهو في العقيده -ليس في الفقه- واختلفوا فيه ولم يبدع بعضهم بعض وهو مسألة نزول الرب جل وعلا الى السماء الدنيا في الثلث الاخير من الليل هل يخلو منه العرش ام لا يخلو؟ فمنهم من قال يخلو منه العرش ومنهم من قال لا يخلو منه العرش ولم يبدع بعضهم بعض فلننتبه لذلك ولا نتعجل الحكم فحتى الاختلاف البسيط في العقيده لا يؤثر مع الاجتهاد اذا كان الشخص مجتهد في ذلك وليس هناك دليل سمعي كا المسأله المذكوره آنفاً.
اين نحن من الصحابه رضي الله عنهم الذين اثنى عليهم الله جل وعلا بقوله: (( ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله )) الايه, وكذلك ما جاء في الحديث (( مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهِم وتعاطُفِهِم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسدِ بالسـهر والحمى )) وهذه الاحاديث والايات ليست شعارات نقولها فقط بألسنتنا دون عمل فكل علم يحتاج الى عمل اذا كان يجب عليك ان ترفق بالمشركين وترحمهم لانك تعرف انهم من اهل النار اذا ماتوا فما بالك بأخوانك المسلمين وان خالفوك الرأي وعليكم بالرفق فما كان الرفق في شيء الا زانه و ما نزع من شيء الا شانه كثير من الاخوان سلم منه الروم و الفرس والعجم المشركين و العرب النصارى و اليهود ولم يسلم منه اخوانه بحجة انه ليس له حرمه وهذا لتبيين خطائه وبدعته ووالله الذي لا اله الا هو لو فتش الانسان في نفسه لوجد من الاخطاء في العقيده و التوحيد ووجد من التقصير في جنب الله شيء يذكر فلماذا التهى الانسان عن عيوبه وهفواته و انشغل بأخوانه هذا جامي هذا قطبي هذا حزبي نسأل العافيه ومسميات اخرى هذا سلفي لانه يوافق رأيه وهذا ليس سلفي لانه يخالف رأيه هذا جهادي وعلى المنهج وهذا ليس بجهادي وكأن السلفيه نادي من الانديه او قبيله من القبائل وكأنه وكيل الله في ارضه على الناس.
حدثت معي قصه مع احد هؤلاء الشباب كان هناك شابين لهم فكر معين وهما متوافقين في الفكر كما يبدو ودائما مع بعضهما البعض وفي يوم جائني واحد منهما يسألين عن شيخين يقول: حصل بينهم نزاع في بيت احدهما وجاء يسئلني لاني احد طلاب واحد منهما وجاء لمعرفتي بالشيخ وقال هل هذا صحيح قلت: له ما ادري اذهب الى الشيخ واسأله فاذا قال لك لم يحدث ذلك قل للشيخ فلان يقول عنك كذا وكذا وذهب الى الشيخ فقال له الشيخ لم يحدث ذلك والشيخ الذي تقول عنه بيني وبينه صداقه وهو يأتيني الى بيتي وانا اذهب اليه في بيته فقال له فلان يقول عنك كذا وكذا فعندما علم هذا الشاب ان صاحبه ذهب الى الشيخ واخبره بذلك غضب وقال له وانا اسمع يا جامي عجيب فتح الله عليك لمجرد مخالفه في الرأي و هو يكذب على الشيخ سبحان الله الى هذا الحد اصبح الحال.
يا اخواني هذه فتن اتتكم بعضها يرقق بعض اتت كالسيل الجارف من استشرفها اهلكته قال عليه الصلاة والسلام: (( ألا وان عافية هذه الأمة في أولها وسيصيب آخرها بلاء وفتن يرقق بعضها بعضا تجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ثم تجيء فيقول هذه هذه ثم تجيء فيقول هذه هذه ثم تنكشف فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب ان يؤتى إليه )) [ أحمد ، ومعناه عند مسلم ] وقوله عليه الصلاة والسلام: (( تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير .. فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء .. وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى يصير القلب على قلبين : أبيض مثل الصفا لا يضره فتنة ما دامت السماوات والأرض .. والآخر أسود مربد كالكوز مجخًيا - وأمال كفه - .. لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا .. إلا ما أشرب من هواه )) وهذين الحديثين الصحيحين لم يقل بهما المصطفى صلى الله عليه وسلم عبث بل قالهما لنعمل بهما والان تفرقنا وتشرذمنا بسبب هذه الفتن وكان من الائمه من يرى وضع اليدين على الصدر و صلى خلف امام يرى تسبيل اليدين ولم يقول هذا الرجل مبتدع او زائغ فلا اصلي خلفه وانا سمعت احد الشباب بنفسي يقول التالي:
يقول ذهبت اصلى في مساجد ادركتني الصلاة عنده واذا الامام الشيخ الفلاني وهو ينقم عليه فيقول كدت ان اخرج من الصلاة لكن استحييت من الناس عجيب يستحيي من الناس ولا يستحيي من الله نسأل الله العافيه ورأيت شخصين خرجا من صلاة الجمعه في اثناء الخطبه لانها لم ترق لهما وهل يجوز الخروج من المسجد بعد دخوله و تعرفون قول ابو هريره رضي الله عنه عندما اذن المؤذن وخرج بعد الاذان من المسجد فقال ابو هريره رضي الله عنه هذا الرجل عصى ابا القاسم.
وهناك من يقول عن من يؤيد الشيخ فلان وفلان حزبي لانه يؤيد هذين الشيخين الحزبيين وسمعت من يقول فلان قطبي لانه خالفه في الرأي ودافع عن سيد قطب وان كان عنده بعض تأول في الصفات رحمة الله قال هذا قطبي عجيب هذا الزمان في افعال شباب الامه ولكن لا غرابه في زمن الفتن الذي فيه العباده كهجره الى الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه العباده للرجل بأجر خمسين من الصحابه اللهم لك الحمد ان عافيتني اللهم ادم علي نعمتك في الذب عن اخواني المظلومين في المسميات المقيته الجاميه والحزبيه والقطبيه و السروريه وهذه لا تعدو كونها تهم فقط ليست حقيقه.
ورأينا من يهاجم الجهاد و المجاهدين حتى اصبح الجهاد جريمة يعاقب عليها القانون في كثير من البلدان الاسلاميه واصبح من شباب الاسلام الصالح من يهاجم المجاهدين وهم تحت دوي الانفجارات والصواريخ ويكابدون الجوع و الضمئ و الاصابات ويعانون الغربه وهوانهم على الناس وهم متمسكون بحبل الله المتين قال تعالى: (( ان الذين ءامنوا و الذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم )) واصبحوا يبدعون المجاهدين وينعتونهم بأسماء هي ليست لهم فإن اكرم الكرم ان يجود الناس بأرواحهم و اموالهم قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (( وددت ان اغزو في سبيل الله فاقتل ثم احياء ثم اغزو فأقتل ثم احياء ثم اغزو فأقتل )) هذا ما تمناه الحبيب صلى الله عليه وسلم وان لم يكن الجهاد في سبيل الله في قتال امريكا و الرافضه و النصارى و اليهود فمتى يكون الجهاد؟ وكيف؟ واين؟والله لا نعرف جهادا غيره في الوقت الحالي وان احمرت انوف بعض الناس.
اخي الحبيب لا تنظر الى الهالك كيف هلك ولكن انظر الى الناجي كيف نجى اسأل عن الشر مخافة الوقوع فيه ولا تسأل عن الشر لتنال من اخوانك, العلم زكاته في العمل به وليس في التصدي للناس والفتن وقد يكون هذا الشخص غير مؤثر ومع الزمن يتأثر بهذه الفتن وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان الانسان يعرض نفسه للفتن وكذا قال عن الفتن اذا اتت اسمعوا يا اخواني هذا الحديث العظيم وانظر من اي الاصناف انت, الحديث (( إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة! فإن دخل على أحد منكم بيته فليكن كخير ابني آدم )) لا تعرض نفسك للفتن وانت في عافيه وجاء في البخاري باب من الدين الفرارمن الفتن عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:قال عليه الصلاة والسلام: (( يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن )) وجاء في حديث اخر (( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا )).
يأ اخواني كنا في يوم من الايام عصاه واصحاب تقصير و اليوم هدانا الله القلب بين اصبعين من اصابع الله جل وعلا والهدايه منّه وفضل من الله جل وعلا وهو الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ولو شاء الله لاضلنا فليس بيننا وبين الله جل وعلا لا نسب ولا عهد فنحن عبيد من عبيده وانا رأيت بعض من خاض في هذه الفتن كانت نهايته الانتكاس نسأل الله العافيه, احمد ربك على العافيه اترك اخوانك, النصيحه لجمع الكلمه فقط وليس التعرض الى بعض الامور و الخلافات التي لا تجدي نفعا فمن خالفته او من يقع بينه وبين اخوانه خلاف فلينظر الى قلبه اذا كان غاضبا عليهم ويجد في قلبه غل للذين آمنوا فليراجع نفسه فإن في نفسه خلل وفي قلبه زيغ.
هذه نصيحه لكل اخ تساهل في امر الفتن و انصح بالانشغال في العباده في زمن الفتن و الاكثار منها والله اعلم والله من وراء القصد.
غير متصل
