فـــالح السبيعي
17 - 10 - 2006, 09:12
( بايع صغيراً , ووفى كبيراً )
في السنة التاسعة للهجرة كان الإسلام قوياً صلباً ، وجاءت وفود العرب تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام .
وكان في جملة هذه الوفود وفد بني حنيفة ، فجاؤوا وأعلنوا إسلامهم وكان على رأسهم مسيلمة بن حبيب الحنفي ، ولما عادوا إلى منازلهم ارتدَّ مسيلمة بن حبيب ، وقام في الناس يعلن لهم : أنه نبي مرسل أرسله الله إلى بني حنيفة كما أرسل محمداً إلى قريش .
ولما قوي ساعِدُ مسيلمة ، والتف الناس حوله كتب إلى رسول الله كتاباً جاء فيه : " من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك: أما بعد فإني أُشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً قوم يعتدون ... "
ازداد شر مسيلمة وانتشر فساده ، فرأى رسول الله أن يبعث إليه برسالة يزجره فيه عن غَيِّه ، وبعث هذه الرسالة مع حبيب بن زيد
فكتب له رسول الله رسالة جاء فيها : " بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " .
مضى حبيب إلى حيث أمره رسول الله حتى بلغ ديار بني حنيفة ، فما كاد مسيلمة يقرأ ما فيها حتى اشتد غضبه ، وبدا الشر والغدر على قسمات وجهه ، وأمر بحبيب أن يُقيَّد ، وأن يؤتى به إليه في ضحى اليوم التالي ..
فلما كان الغد تصدَّر مسيلمة مجلسه ، وأذن للعامة بالدخول عليه ، ثم أمر بحبيب فجيء به وهو مقيد .
قال له مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟
قال : نعم أشهد بذلك .
قال مسيلمة : وتشهد بأني رسول الله ؟
قال حبيب في سخرية : إن في أذني صمماً عن سماع ما تقول .
فغضب مسيلمة وقال لجلاده : اقطع قطعة من جسده .
فأهوى الجلاد بسيفه وقطع قطعة تدحرجت على الأرض .
ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟
قال : نعم أشهد بذلك .
قال : وتشهد أني رسول الله ؟
قال حبيب : قلت لك إني لا أسمع ما تقول .
فأمر بأن تُقطع من جسده قطعة أخرى ، فقطعت والناس ينظرون .
ومضى مسيلمة يسأل ... والجلاد يقطع ... وحبيب يقول : أشهد أن محمداً رسول الله .
حتى صار نصفه قطعاً منثورة على الأرض ، ونصفه الآخر كتلة تتكلم..
ثم فاضت روحه الطاهرة واسم محمد لم يغادر شفتيه .
ولما وصل خبر استشهاد حبيب إلى أمه ( نسيبة ) قالت : " لمثل هذا الموقف أعددته .. وعند الله احتسبته , لقد بايع رسول الله صغيراً ليلة العقبة ... ووفى له اليوم كبيراً " .
-------------------------------
.:. رجال ومواقف .:.
في السنة التاسعة للهجرة كان الإسلام قوياً صلباً ، وجاءت وفود العرب تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام .
وكان في جملة هذه الوفود وفد بني حنيفة ، فجاؤوا وأعلنوا إسلامهم وكان على رأسهم مسيلمة بن حبيب الحنفي ، ولما عادوا إلى منازلهم ارتدَّ مسيلمة بن حبيب ، وقام في الناس يعلن لهم : أنه نبي مرسل أرسله الله إلى بني حنيفة كما أرسل محمداً إلى قريش .
ولما قوي ساعِدُ مسيلمة ، والتف الناس حوله كتب إلى رسول الله كتاباً جاء فيه : " من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك: أما بعد فإني أُشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً قوم يعتدون ... "
ازداد شر مسيلمة وانتشر فساده ، فرأى رسول الله أن يبعث إليه برسالة يزجره فيه عن غَيِّه ، وبعث هذه الرسالة مع حبيب بن زيد
فكتب له رسول الله رسالة جاء فيها : " بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " .
مضى حبيب إلى حيث أمره رسول الله حتى بلغ ديار بني حنيفة ، فما كاد مسيلمة يقرأ ما فيها حتى اشتد غضبه ، وبدا الشر والغدر على قسمات وجهه ، وأمر بحبيب أن يُقيَّد ، وأن يؤتى به إليه في ضحى اليوم التالي ..
فلما كان الغد تصدَّر مسيلمة مجلسه ، وأذن للعامة بالدخول عليه ، ثم أمر بحبيب فجيء به وهو مقيد .
قال له مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟
قال : نعم أشهد بذلك .
قال مسيلمة : وتشهد بأني رسول الله ؟
قال حبيب في سخرية : إن في أذني صمماً عن سماع ما تقول .
فغضب مسيلمة وقال لجلاده : اقطع قطعة من جسده .
فأهوى الجلاد بسيفه وقطع قطعة تدحرجت على الأرض .
ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟
قال : نعم أشهد بذلك .
قال : وتشهد أني رسول الله ؟
قال حبيب : قلت لك إني لا أسمع ما تقول .
فأمر بأن تُقطع من جسده قطعة أخرى ، فقطعت والناس ينظرون .
ومضى مسيلمة يسأل ... والجلاد يقطع ... وحبيب يقول : أشهد أن محمداً رسول الله .
حتى صار نصفه قطعاً منثورة على الأرض ، ونصفه الآخر كتلة تتكلم..
ثم فاضت روحه الطاهرة واسم محمد لم يغادر شفتيه .
ولما وصل خبر استشهاد حبيب إلى أمه ( نسيبة ) قالت : " لمثل هذا الموقف أعددته .. وعند الله احتسبته , لقد بايع رسول الله صغيراً ليلة العقبة ... ووفى له اليوم كبيراً " .
-------------------------------
.:. رجال ومواقف .:.