الشامل
19 - 04 - 2003, 13:25
بسم الله الرحمن الرحيم
هلموا إلى قصعتنا الشهية
لو أن أعداء الإسلام تداعوا على هذه القصعة مع ضعف أهلها، بدون تعاون منهم مع أعدائهم على اغتصابها، لكان الأمر أهون، ولكن المسلمين هم الذين بسطوا قصعتهم(أي حقوقهم المتنوعة) ودعوا أعداءهم إلى اغتصابها والسيطرة عليها.
حارب كثير من المسلمين هذا الدين والدعاة إليه، ونبذوا كتاب الله وسنة رسوله وراء ظهورهم، واستبدل غالبهم ما شرعه البشر بما شرعه الله، واتخذوا كل سبب يؤدي إلى تنازعهم وتمزيق صفوفهم، ورفع بعضهم سلاحه ضد بعض، بدلا من رفعهم ذلك السلاح في وجه عدوهم الذي احتل أرضهم، ودنس مساجدهم، وقتل إخوانهم وأخرجهم من ديارهم، وسامهم سوء العذاب،استجابوا في ذلك كله لرغبة اليهود والصليبيين وحققوا به أهدافهم.
أغروا دولتي العراق وبعض الدول العربية بالحرب الخليجية الأولى مع إيران، فقتل فيها الملايين من المسلمين وصرفت فيها أموال هائلة من أموال المسلمين، وبدد فيها سلاح فتاك كثير من أسلحة المسلمين، وتلك كلها كانت رصيد نصر وردع لليهود أعداء المسلمين.
ثم أغروا نظام العراق بغزو الكويت واحتلالها، لتنفيذ حرب الخليج الثانية التي خططوا لها قبل ذلك بأكثر من عشر سنين، فاستجاب النظام لذلك الإغراء، فكان سببا في تداعي الأكلة على قصعتها، وبذلك حطموا ما بقي من مال واقتصاد للمسلمين، ودمروا ما بقي من سلاح وعتاد للمسلمين، وأزهقوا الكثير من أرواح المسلمين، ووسعوا دائرة النزاع والخلاف بين المسلمين، ولا زالت آثار تلك الحرب المدمرة تخيم على المسلمين، وكانت فاتحة للاعتراف بشرعية الدولة اليهودية المغتصبة لأرضنا في فلسطين.
وهاهما اليهودية الصهيونية، والصليبية المعاصرة الغربية، قد دبرتا خطة جديدة لمزيد من ضرب المسلمين ببعض، وهاهي غالب حكومات المسلمين تستضيف الأمم المتداعية إلى قصعتهم متعاونين مع تلك الأمم على إخوانهم في أفغانستان، يحاصرونهم من كل جانب، لا يجدون طعاما يأكلون، ولا ماء يشربون، ولا كساء يلبسون، ولا علاجا به يتداوون، ينتظرون الموت بالحصار، قبل أن ينزل بهم عن طريق إطلاق النار.
والمسلمون يعلمون أن امرأ عذبت بسبب هرة حبستها، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي أطلقتها لتأكل من خشاش الأرض.
تجتمع حكومات البلدان الإسلامية عندما تدعوها الأمم المتداعية إلى قصعتها، لضرب بلد إسلامي، أو جماعة إسلامية تقاوم عدوها المغتصب لأرضها، ولا تجتمع كلمة تلك الحكومات للدفاع عن المستضعفين من إخوانهم المسلمين، والشواهد على للتَّصَرُّفَيْنِ كثيرة، وأقربها مؤتمر قمة شرم الشيخ لاستئصال إرهاب المجاهدين في فلسطين، وما يجري اليوم في بلاد الأفغان.
وكأن لسان حالنا يقول للأمم المحاربة للإسلام: " هلموا إلى قصعتنا الشهية!"
ولا توجد حجة صحيحة تسوغ لنا التعاون مع الصليبيين واليهود، ضد دولة إسلامية، غير ما يصرحون به بعض الزعماء، من الخوف على مصالحهم أن ينالها الضرر من قوة عظمى لا طاقة لهم بها، وهي دعوى لا تصدر ممن قويت ثقته بالله وثبت توكله عليه، وقد رد الله هذه الدعوى على مدعيها في كتابه الكريم: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء بعضهم أولى ببعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين)) [المائدة: 50-51]
ومن أغرب الغرائب أن تظهر المعارضة الأفغانية-وعلى رأسها العالم الأزهري برهان الدين رباني-مسرورة بالحملة الصليبية على بلادهم، ظانين أن هذه الحملة ستعينهم على خصومهم (طالبان) ليطردوهم ويتربعوا على كراسي الحكم المحطمة!
فما واجب المسلمين في الحملة اليهودية الصهيونية، والغربية الصليبية؟
مقتطع من مقالة هلموا الى قصعتنا الشهية(1)
للشيخ/د . عبد الله قادري الأهدل
هلموا إلى قصعتنا الشهية
لو أن أعداء الإسلام تداعوا على هذه القصعة مع ضعف أهلها، بدون تعاون منهم مع أعدائهم على اغتصابها، لكان الأمر أهون، ولكن المسلمين هم الذين بسطوا قصعتهم(أي حقوقهم المتنوعة) ودعوا أعداءهم إلى اغتصابها والسيطرة عليها.
حارب كثير من المسلمين هذا الدين والدعاة إليه، ونبذوا كتاب الله وسنة رسوله وراء ظهورهم، واستبدل غالبهم ما شرعه البشر بما شرعه الله، واتخذوا كل سبب يؤدي إلى تنازعهم وتمزيق صفوفهم، ورفع بعضهم سلاحه ضد بعض، بدلا من رفعهم ذلك السلاح في وجه عدوهم الذي احتل أرضهم، ودنس مساجدهم، وقتل إخوانهم وأخرجهم من ديارهم، وسامهم سوء العذاب،استجابوا في ذلك كله لرغبة اليهود والصليبيين وحققوا به أهدافهم.
أغروا دولتي العراق وبعض الدول العربية بالحرب الخليجية الأولى مع إيران، فقتل فيها الملايين من المسلمين وصرفت فيها أموال هائلة من أموال المسلمين، وبدد فيها سلاح فتاك كثير من أسلحة المسلمين، وتلك كلها كانت رصيد نصر وردع لليهود أعداء المسلمين.
ثم أغروا نظام العراق بغزو الكويت واحتلالها، لتنفيذ حرب الخليج الثانية التي خططوا لها قبل ذلك بأكثر من عشر سنين، فاستجاب النظام لذلك الإغراء، فكان سببا في تداعي الأكلة على قصعتها، وبذلك حطموا ما بقي من مال واقتصاد للمسلمين، ودمروا ما بقي من سلاح وعتاد للمسلمين، وأزهقوا الكثير من أرواح المسلمين، ووسعوا دائرة النزاع والخلاف بين المسلمين، ولا زالت آثار تلك الحرب المدمرة تخيم على المسلمين، وكانت فاتحة للاعتراف بشرعية الدولة اليهودية المغتصبة لأرضنا في فلسطين.
وهاهما اليهودية الصهيونية، والصليبية المعاصرة الغربية، قد دبرتا خطة جديدة لمزيد من ضرب المسلمين ببعض، وهاهي غالب حكومات المسلمين تستضيف الأمم المتداعية إلى قصعتهم متعاونين مع تلك الأمم على إخوانهم في أفغانستان، يحاصرونهم من كل جانب، لا يجدون طعاما يأكلون، ولا ماء يشربون، ولا كساء يلبسون، ولا علاجا به يتداوون، ينتظرون الموت بالحصار، قبل أن ينزل بهم عن طريق إطلاق النار.
والمسلمون يعلمون أن امرأ عذبت بسبب هرة حبستها، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي أطلقتها لتأكل من خشاش الأرض.
تجتمع حكومات البلدان الإسلامية عندما تدعوها الأمم المتداعية إلى قصعتها، لضرب بلد إسلامي، أو جماعة إسلامية تقاوم عدوها المغتصب لأرضها، ولا تجتمع كلمة تلك الحكومات للدفاع عن المستضعفين من إخوانهم المسلمين، والشواهد على للتَّصَرُّفَيْنِ كثيرة، وأقربها مؤتمر قمة شرم الشيخ لاستئصال إرهاب المجاهدين في فلسطين، وما يجري اليوم في بلاد الأفغان.
وكأن لسان حالنا يقول للأمم المحاربة للإسلام: " هلموا إلى قصعتنا الشهية!"
ولا توجد حجة صحيحة تسوغ لنا التعاون مع الصليبيين واليهود، ضد دولة إسلامية، غير ما يصرحون به بعض الزعماء، من الخوف على مصالحهم أن ينالها الضرر من قوة عظمى لا طاقة لهم بها، وهي دعوى لا تصدر ممن قويت ثقته بالله وثبت توكله عليه، وقد رد الله هذه الدعوى على مدعيها في كتابه الكريم: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء بعضهم أولى ببعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين)) [المائدة: 50-51]
ومن أغرب الغرائب أن تظهر المعارضة الأفغانية-وعلى رأسها العالم الأزهري برهان الدين رباني-مسرورة بالحملة الصليبية على بلادهم، ظانين أن هذه الحملة ستعينهم على خصومهم (طالبان) ليطردوهم ويتربعوا على كراسي الحكم المحطمة!
فما واجب المسلمين في الحملة اليهودية الصهيونية، والغربية الصليبية؟
مقتطع من مقالة هلموا الى قصعتنا الشهية(1)
للشيخ/د . عبد الله قادري الأهدل