المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هـل نـخرج الـنـاس مـن الـدنـيـا إلـى الـنـار.............؟؟؟


بن منصور
09 - 05 - 2007, 23:55
الحمد لله والصلاة على رسوله الكريم

الدين أغلى عند الله من كل شئ . فالأشياء كلها لا تساوي جناح بعوضة . و عطاء

الله للعبد يكون حسب شأنه تعالى . والدين هو أعظم عطاء عند الله . لأنه يجعل

الإنسان يسير على طريق الحياة التي يفلح بها في الدنيا و الآخرة . و بالدين

تكون نصرةالله تعالى مع عباده . و قدرةالله مع العباد إذا أتت تكون بخلاف

الظاهر مثل النار صارت على إبراهيم بردا و سلاما ونصرةالله عندما جاءت لموسى

لم تكن له وحده بل كانت له و لأتباعه ( إستفادوا منها) أي ليست نصرة خاصة

بالمرسلين فقط بل لهم و لمن معهم من المؤمنين . أما إذا كانت قدرة الله خلاف

العبد فمهما كان عنده من أسباب النجاة والعزة يكون في الهلاك و الخسران
.
فالمال و المادة مثل الجسد و قدرة الله فيها مثل الروح . الجسد تابع للروح

فإذا خرجت الروح من الجسد يصبح غير مجدي . كذلك المادة و المال بدون قدرة الله

فيها لا تنفع و لاتضر ( إذا إمتثل العبد لأوامر الله و قام عليها تكون قدرة

الله معه و في صالحه ) و بداية ذلك يخرج اليقين على ما سوى الله من قلبه

فيكون فقط يقينه بالله و قدرته وعظمته ويأتي ذلك بمذاكرة الغيبيات و صفات

الله الجليله فيدخل في قلبه الإيمان بالغيب . بالإيمان القوي تصعد الأعمال

طيبه لله تعالى و تنزل النصرة و البركات . و إذا كان الإيمان و اليقين ضعيف

فالأعمال ضعيفة فإنها لا تصعد إلى السماء فلا تنزل نصرة الله . مثال : في حنين

بسبب قصور قليل و فساد في اليقين لم تنزل النصرة (كان هناك أصحاب أغراض) .

والمنكر لا يزول بالمنكر و أن حدث فيزداد المنكر . والآن لا نستطيع أن نفعل

مثل عمر عندما ضرب عامل اليمن أمام الناس و عندما سأله عن السبب قال لا شئ و

لكن حفظا للمستقبل . فالأنبياء مع أن قيمتهم عند الله عظيمة و رغم ذلك كلهم

رعوا الغنم ليكتسبوا التواضع والصبر و الحلم و الصفات . على الداعي أن يكون مع

الناس كما يكون أصغر واحد في البيت مع من حوله من إخوة و أقارب . بذلك يستطيع

أن يساير جميع الناس ويصل إليهم . كان موسى عليه السلام قوي البنيان .وكان معه

نصرةالله في العصا ضرب بها البحر و ضرب بها الحجر فأنفجرت العيون وكان قويا

ضرب ملك الموت فخرجت عينه ووكز الرجل فقتله و رفع الحجر الثقيل و سقى

للمرأتين الغنم و رغم ذلك أمر باللين لفرعون . فبالدعوة يصلح اليقين

ويتجدد الإيمان ثم تصلح الأعمال وتكون فيها القوة و هناك مرحلة ثالثة و هي

دعاء الأنبياء والرسل السابقين على أقوامهم الذين لم يقبلوا الدعوة مثل دعوة

نوح و صالح وهود .أما الرسول فالمرحلة الثالثة لمن لم يقبل الدعوة

والدين هي القتال . إذا القتال بهذا يكون رحمة للإنسانية لأنه بديل الهلاك

الجماعي كما حدث للأمم السابقة إذا فالعملية الجراحية أهون من الموت ( العملية

الجراحية مثل القتال ) فالرسول بعث للعالمين رحمة و نحن إمتداد لهذه

الرحمة إلى يوم القيامة . و لذا كل من دخل في هذا الدين عليه أن يبلغه للناس .

و معروف ان أهل الدنيا يجعلون المناصب و المراتب حجرا على فئة معينة أو مجموعة

محدودة والكل يكون تابع لها أما في الدعوة فنحن نوزع المسئولية حتى تتسع دائرة

المناصرين للدين . و الداعي يعلم الناس الدين و جهد الدين حتى إذا مات لا تموت

الدعوة بعده . كما قال عيسى للحواريين : من أنصاري الى الله . فالله

لايحتاج إلى نصرتنا و لكن هذا تشريف لنا : كونوا أنصار الله . و الفرس المتمرن

تكفيه الإشارة . هكذا المؤمن تكفيه الإشارة . هكذا المؤمن تكفي الإشارة له كي

يتوجه . يوم القيامة يقول الله للعبد : مرضت فلم تعدني و إستطعمتك فلم تطعمني

. هكذا مع أن الله لايحتاج إلى العباد و لا طعام و لا شئ من هذه الأشياء ولكن

هذه الأشياء لعباده الفقراء و المرضى والمحتاجين . فكأن حاجةالعباد صارت حاجة

الله و هذا تشريف للعباد. و عند جهد الدعوة البعض يستجيب والبعض لا يستجيب مثل

بني إسرائيل . وإذا أبطأ الناس في الإستجابة فلا نيأس و نترك الدعوة . فالذي

في قلبه أن الفاعل الحقيقي هوالله فلا ييأس للنتائج لأن عليه الجهد و يستمر

فيه محتسبا و يكون عنده إنكار الذات مثل الأنبياء كان يفعلون فموسى : إني

عذت بربي و ربكم ... والرسول يدخل مكة مطأطئ الرأس حياء من الله... و لذا

على الداعي أن يعمل على زيادة إيمانه بالدعوة الإنفرادية ومذاكرة كلام الإيمان

مع غيره و يراقب قلبه بإستمرار فلا يسمع و لا يرى من المشاهدات والمسموعات إلا

ما يوافق الإيمان . لأن المشاهدات ليست كلها حقيقية فأصلها من التراب و مآلها

إلى التراب لاقيمة لها و لا فائدة منها لذا لا نتوجه إليها . و في الصلاة نذكر

نحن من تراب و إلى تراب . ففي السجدة الأولى منها خلقناكم وفي الثانية وفيها

نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى هكذا الصلاة لتعظيم الله وتصغير النفس . يقين

المشاهدات بالنظر ويقين الغيب بالخبر . المشاهدة تقول الأرض تنبت و الحقيقة

أن الله هوالذي ينبت و هوالرازق و الأرض تنبت بأمره و قدره سبحانه وتعالى.

كان موسى يخاف القتل قبل أن يبلغ الرسالة . فخوفه كان على الرسالة وليس

على نفسه فهو يخشى أن تضيع . و لذا طلب من الله أن يكون أخاه هارون وزيرا له.

إختيار الأسباب إمتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى و دون تجاوز حدود الله فلا

بأس به ولكن إذا خفنا تجاوزحدود الله نترك السبب ونعتمد على الله . لأن إختيار

الأسباب لا ينافي اليقين مادامت لا تجاوزالحد الشرعي. مع الأسباب نعتمد على الله .

وعلينا أن نتبع حياة الرسول والصحابة حتى نستفيد ونتعلم كيفية إقامة

الدين و كل ما حدث للصحابة مثال لنا في كل شئ و لهذا أعداء الدين أوالمسلمون

المثقفون يقدحون في الصحابة حتى نقطع الصلة بهم . ونضل و نفسر القرآن والحديث

أساسا من عندنا و الله أمرنا بإتباع الصحابة وهذا الإتباع يكون سبب الرضوان

والجنة . و الآية محمد رسول الله و الذين معه هذه الآية تشهد لهم بكمال

الإيمان وقد أظهر عظمتهم و قيمتهم و شرفهم وذلك من عهد الرسول

( هذهلآية فيها جميع الحروف الأبجدية ) وعندما ذكر الله تقصيرهم يوم إلتقى الجمعان

. ما ترك فرصة لأحد ينقص من شأنهم فذكر العفو عنهم . حتى التي زنت في عهد

النبي و رجمت لم يقبل فيها كلاما بل بين فضيلة توبتها . ومعروف أن النبي

ورث العلم . و الوراثة تنتقل من جيل إلى جيل أو من قلب إلى قلب . فكيف نستغنى

وعن الصحابة لفهم الدين . و لذا اعداء الدين فسروا الجهاد على أنه هو القتال

ذلك لتشويه صورة الدين و لكن الحقيقة إذا رجعنا إلى الصحابة نفهم أن معنى

الجهاد إعلاء كلمة الله . أما القتال فهو آخر مرحلة في الجهاد مثل العملية

الجراحية . أومثل الحشائش الضارة في الأرض و الفلاح يقوم بقطعها حتى نستفيد من

الزرع و لا تؤثر عليه . و لو كان الجهاد هو القتال . فما هو تفسير الآية

المكية في سورة الفرقان : و جاهدهم به جهادا كبيرا . فهل كان في مكة رفع سيف ؟

. إذا معنى ذلك نخرج الناس من الدنيا إلى النار .ولكن الدين رحمة للناس

بدخولهم الجنة . و أيضا قال أعداء الدين أن تبليغ الدين و الدعوة على العلماء

فقط . فالنصارى عندهم التبليغ والدعوة يكون للأحبار والرهبان فقط وبقية الناس

يحضرون لهم الهدايا و يأخذون صكوك الغفران . هكذا ينتشر الفساد بإسم الدين

وهم يجتهدون في المسلمون حتى يأتي عندهم هذا الفكر . وللأسف كثير من المسلمون

يرددون هذا الكلام لأنهم فقدوا الذاكرة فلم يرجعوا إلى الرسول والصحابة و إلى

أهل الدين كيف يحي و ينتشر و ما هي مسئوليتهم أمام الله سواء علماء أو باقي

المسلمين .


شبكة الدعوة والتبليغ


http://www.binatiih.com

شحيفان بن ملفي
10 - 05 - 2007, 00:36
جزاك الله خير اخوي بن منصور

بن منصور
12 - 05 - 2007, 09:30
مشكور أخوي / شحيفان نفع الله بك