مشاهدة النسخة كاملة : بعض ما جاء عن الإبل في معاجم وشعر العرب
جعد الوبر
11 - 01 - 2008, 13:22
بسم الله الرحمن الرحيم
( أفلا ينظرون , الى الابل , كيف خلقت )
( مقتطفات من بعض ما ورد عن الإبل في قواميس اللغة العربية )
1- ذكر الرازي في مختار الصحاح الإبل لا واحد لها من لفظها ، وهي مؤنثة لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الأولين فالتأنيث لازم لها ، والجمع ( آبال ) وإذا قالوا ( إبلان ) فإنما يريدون قطيعين من الإبل ( والأبلة ) بفتحتين الوخامه والثقل من الطعام .
2- ويندرج تحت الإبل : البعير والناقة والجمل والنعم .
3- البعير : وهو من الإبل بمعزلة الإنسان من الناس ويقع على الذكر والأنثى : حيث يقال : حلبت بعيري ، وصرعتني بعيري . والجمع : ( أبعر ، أباعر ، وبعران ) .
4- الجمل : وهو الذكر من الإبل وجمعه : ( جمال ، وأجمال ، وجمالات ، وجمائل )
5- والجمّالة : أصحاب الجمال .
♣- الناقة : وهي الأنثى من الإبل ، ولا تسمى ناقة حتى تجذع . ومن جموعها ( ناق ،ونوق ، ونياق ، وأنوق ، وأنيق ) .
6- النعم : وهي الإبل ، يذكر ويؤنث ، والجمع : أنعام ومنه حمر النعم في الحديث .
7- الفرش : صغار الإبل .
8- أطيط الإبل : أنينها من ثقل الحمل .
9- البغام : صوت الإبل المتقطع .
10- أبرقت الناقة : شالت من غير حمل ، وهي مبرق وبروق .
11- الزفيف : ضرب من السير السريع ، وقيل هو الزميل .
12- الحفد : سير دون الخبب .
13- ثفنان البعير : ما أصاب الأرض من أعضائه ، أي الركبتان والسعدانه وتسمى الكركة ، وأصول الفخذين ، والأخفاف . واحدتها ثفنة .
14- الجمزي : العدو دون الخصر وفوق العنق .
15- الجمالة : جمع من الإبل إذا كانت ذكوراً كلها ، وأجمل القوم : كثرت جمالهم .
16- الحوز : السير الرويد .
17- الخبب : سير سريع تراوح الناقة فيه بين يديها ورجليها .
18- الخبير : زبد أفواه الإبل .
19- الخف : الخف من الإبل كالحافز من الخيل ، جمعه أخفاف ، وخفاف .
20- الخيف : جلد الضرع ، وناقة خيفاء : واسعة جلد الضرع ، ويسمى الضرع خيفاً إذا خلا من اللبن ، والخيفانة : الناقة السريعة ، وقد شبهت بالجرادة .
21- الأدب : الجمل الكثير وبر الوجه .
22- الرسيم : سير للإبل سريع فوق الزميل .
23- رشرش البعير : برك ثم فحص بصدره في الأرض لبروكه .
24- الرغاء : صوت الإبل مع الضجيج .
25- الأرقال : سرعة السير للإبل .
26- الزفيف : من السير السريع وقيل هو الزميل .
27- الإساد : أن تسير الإبل الليل مع النهار .
28- السنور : فقارة عنق البعير .
29- السنام : أعلى ظهر البعير ، وتسنم الفحل الناقة : علاها .
30- شخشخت الناقة : رفعت صدرها وهي باركة .
31- شراع البعير : عنقه .
32- المشفر من البعير : بمنزلة الشفة من الإنسان ، والشفير : حد مشفر البعير .
33- المشفوف : الجمل الهائج ، والمطلى بالقطران .
34- الصائل من الجمال : الذي يخبط برجله ، وتسمع لجوفه دوياً من عزة نفسه عند الهياج ، وهو الذي يواثب راعيه ، ويواثب الناس فيأكلهم .
35- التطفيل : السير الرويد .
36- الطاط ، والطائط ، والطوط : الفحل الهائج .
37- العطن : مبرك الإبل حول الماء . الجمع أعطان .
38- العنق : سير مسبطر ، أي ممتد .
39- الغارب : الكاهل ، والغاربان : ظهر البعير من مقدمه ومؤخره والغاربان من البعير حرفا الوركين اللذان فوق الذنب .
40- الفرسن : طرف خف البعير . الجمع فراسن .
41- فرشط البعير : برك بروكاً مسترخياً ، وألصق أعضاءه بالأرض .
41- القرب : سير الليل لورود الغد .
42- القعود : الفصيل ، وهو الذي فصل عن أمه . ويسمى عند بادية اليوم مفرودا
43- القلوص : الشابه من الإبل .
44- اللغام من الإبل : بمنزلة البصاق من الإنسان .
45- تمغط البعير في سير : مد يديه مداً شديداً .
46- الملاطان : كتفا البعير وقيل : العضدان ، وجانبا السنام .
47- النبل : السير الشديد للإبل .
48- تنخنخ البعير : برك ، ومكن ثفناته في الأرض .
49- المنسم : طرف خف البعير .
50- النعج : ضرب من سير الإبل السريع ، والناعجة : الناقة التي يصاد عليها نعاج الوحش ، ولا يكون ذلك إلا في الإبل المهرية. وما على شاكلتها من النجائب
51- الهدير : صوت البعير المستمر الذي لا يكاد ينقطع .
52- هاج الفحل يهيج هياجاً : هدر ، وأراد الضرب .
53- الوجيف : من السير السريع للإبل .
54- الموحف : مبرك الإبل .
55- الولق : سرعة سير الإبل .
56- المواهقة : المواظبة على السير ، ومد الأعناق .
¤ - تعددت مفردات اللغة الدالة على كثير من الصفات التي خلعها العربي على الإبل ومن ذلك :
57- أولا : مما تساوى فيه المذكر والمؤنث
تقول العرب للعظيم من الإبل (الجراهم والعرهم وللقوي الضمازر وللقصير البركع وإذا جمع بين ضخامة الجسم والقصر قيل له القذعم) . والشابه من الإبل تسمى القلوص .
58- ثانيا : ما اختص به المذكر دون المؤنث قولهم للبعير الضخم الخال . وإذا جمع بين العظم والجمال فإنه العبل وبين القوة وسمنة الجسم فإنه الضوبان ويقولون للجمل الشديد الغليض الجلنفع . والسريع الشديد من النوق الخيفانة .
¤ - حليب الناقة وحلبها :
الصري هو اللبن المحفل في الضرع , والسيء ما كان من اللبن في ضرع الناقة قبل أن تدر . وللعربي في حلب ناقته طرق كثيرة وسياسة خاصة فهو يتلطف للناقة حتى تسكن وتهدأ فيحلبها . قالت العرب " الإيناس قبل الإبساس ". وقد يدعون حلبة بين حلبتين ويسمون ذلك التفرير وقد يضربون ضرعها بالماء البادر لليزداد اللبن ويسمن ذلك الكسع ونظر لقيمة اللبن فإنهم يمتدحون الناقة العظيمة الضرع والغزيرة اللبن ويسمونها السلجاء .
ومن الأدوات التي يستخدمها العربي في عملية الحلب الصرار وهو خيط يشد به على الضرع وإذا صرت الناقة فإنهم يشدون على خلفها بخشبة يسمونها التودية .
¤ - لقاح النوق وحملها وولادتها :
رصدت اللغة بعض الطرق التي يتم بها التلقيح فإذا ضرب الفحل برأسه تحت الناقة من قبل ضرعها قالوا " شغر الناقة " وإذا ركب عنقها وتقحمها من فوق قالوا " إعلوط الناقة" , وإذا علا الفحل الناقة قالوا " توسنا "
ومن ملاحظات العربي أن الناقة إن رغبت في الضراب لم ترض فقيل لها " مبلم " وإذا كان في بطن الناقة ولد سميت " الجمع "
والشرخ هو نتاج كل سنة من أولاد الإبل , أما القارح فهي أول ما تحمل وإذا حملت شالت بذنبها وأعلمت بلقاحها
والمشاحذ من النوق التي أخذها المخاض ولوت بذنبها من الألم التي تحسه وقد تتمرغ على الأرض ظهرا لبطن عند المخاض فيقولون " تصلفت الناقة " ويسمونها بدو اليوم نازع لانها تنتزع عن الذود لتلد منفرده .
¤ - ترنم الشعراء العرب في وصف الإبل ترنماً يدل على مدى ارتباطها بحياتهم حيث لا تكاد تخلو قصائد الشعراء العرب من ذكر الإبل وذكرت الإبل في معلقاتهم كمعلقة النابغة الذبياني وطرفة بن العبد والأعشى وحسان بن ثابت الأنصاري وغيرهم من الشعراء :
♠- ففي معلقة طرفة بن العبد :
وإنِّي لأمضي الهمَّ ، عند احتضاره
= بعوجاءَ مرقالٍ تروح وتغتـدي
أمون كألواح الأران نصأتهــــا
= على لاحبٍ كأنه ظهر برجـد
جمالية وجناء تردي كأنهــــا
= سفنجة تبرى لأزعر أربـــد
تباري عتاقاً نـــاجيات وأتبعت
= وظيفاً فوق مور معبـــــد
تربعت القفين في الشــول ترتعي
= حدائق مولي الأسرة أغيــــد
♠- وقال الأعشى في معلقته في وصف الناقة والصحراء :
خنوف حيرانه شــملال
= وعسر أدماء حادره العيـون
من سراه الهجان جلبها العض
= ورعى الحمى وطول الحال
لم تعطف على حوار ولم يقطع
= عبيد عروقها من خــكال
عنتريس تعدو إذا مسها السوط
= كعدو المصلصل الجــوال
♠- وقال الأعشى أيضاً في معلقته :
ودع هريرة إن الركب مرتحل
= وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها
= تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
♠- وقال امرؤ القيس في وصف ناقته وما تمتاز به من جودة اللحم والشحم :
ويـوم عقـرتُ للعـذارى مطيتـي
= فيا عَجَبـاً مـن كورِهـا المُتَحَمَّـلِ
فظـلَّ العـذارى يرتميـنَ بلحمهـا
= وشحـمٍ كهـداب الدمقـس المفتـل
ويوم دخلتُ الخـدرِ خـدر عنيـزة
= فقالت لك الويـلات إنـكَ مُرجلـي
تقولُ وقد مـالَ الغَبيـطُ بنـا معـاً
= عقرت بعيري يامرأ القيـس فأنـزلِ
فقُلتُ لها سيـري وأرْخـي زِمامَـهُ
= ولا تُبعدينـي مـن جنـاك المعلـلِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْـتُ ومُرْضـعٍ
= فألهيتُهـا عـن ذي تمائـمَ محـول
♠- وقد ورد ذكر الإبل في شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه حيث قال :
وأني لمزجاء المطي على الوجى
= وإني لتراك الفراش الممهـــد
وأعمل ذات اللوث حتى أردهـا
= إذا حل عنها رحلها لم تقيـــد
أكلفها إذا تـدلـج الليل كلــه
= تروح إلى باب ابن سلمى وتعتدي
♠- وقال أيضاً :
مما يرون بها من الفتـر
= والعيس قد رفضت أزمتها
مما أضر بها من الضمر
= وعلت مساوئها محاسـنها
لفتاله بنجائب صعـــر
= كنا إذا ركد النهار لنــا
يعفين دون النص والزجر
= عوج ، نواج ، يعتلين بنا
ينفخن في حلق من الصفر
= مستقبلات كل هــاجرة
♠- وقال المتنبي في ديوانه :
لا أبغض العيس لكني وقيت بها
= قلبي من الحزن أو جسمي من السقم
طرقت من مصر أيديها بأرجلها
= حتى مرقت بنــا من جوش والعلم
نبرى بهن نعام الدو مســرجة
= تعارض الجدل والمرخــــاة باللجم
♠- ويقول المتنبي أيضا :
أرأيت همة ناقتي في ناقة
= نقلت يدا سرحا وخفا مجمرا
تركت دخان الرمث في أوطانها
= طلبا لقوم يوقدون العنبرا
وتكرمت ركباتها عن مبرك
= تقعان فيه وليس مسكا أفرا
فأتتك دامية الأظل كأنما
= حذيت قوائمها العقيق الحمرا
♠- أما النابغة الذبياني فيقول :
مقرنـــة بالعيس والأدم
= عليها الحبور محقبات المراجل
مضت إلى عذافرة صموت
= مذكرة نخل عن الكــــلال
(العيس : الإبل البيض ، الأدم : الإبل التي شاب بياضها صفرة ، العذافرة : الناقة العظيمة الشديدة ، الصموت : التي لا تشكو من تعب ، مذكر : تشبه في خلقتها خلقة الجمل)
♠- ويقول عنترة في الإبل :
وللرعيان في لقح ثمان
= تحادثهن صرا أو غرارا
أقام على خسيستهن حتى
= لقحن ونتج الأخر العشارا
وقظن على لصاف وهن غلب
= ترن متونها ليلا ظؤارا
ومنجوب له منهن صرع
= يميل إذا عدلت به الشوارا
أقل عليك ضرا من قريح
= إذا أصحابه ذمروه سارا .
-ويقول بعد أن أثقل الإبل بالأحمال مع شيبوب الذي يحدو لها :
تسير الهوينا وشيبوب حادي
= وأرجع والنوق موقـورة
وترقـد أعين أهـل الـوداد
= وتسهر لي أعين الحاسدين
♠- وقال أبو العلاء المعري :
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
= والماء فوق ظهورها محمول
♠- وقال البحتري في ديوانه :
وإذا ما تنكرت لــي بـلاد
= وخليل فإنني بالخيـــار
وخدان القلاص حولاً إذا قابلن
= حولاً من أنجم الأســحار
يترقرقن كالسراب وقد خضن
= غمارا من السراب الجاري
كالقس المعطفات بـل
= الأسهم مبريــة بـل الأوتــار
♠- وقال محمود سامي البارودي في ديوانه :
وروعاء المسامع مـا تمطت
= خروج الليث من سدف الغياض
خرجت بها على البيداء وهنأ
= إلى الغايات كالنبل المــواض
تقلب أيديــا متســابقات
= فما كفكفتها والليل غـــاض
منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
حزم الجلاميد
24 - 01 - 2008, 03:01
مشكور اخوي جعد الوبر على الموضوع مع اطيب الامنيات والسلام
خيَّال الغلباء
15 - 02 - 2008, 02:28
أخي الكريم / جعد الوبر بعد التحية مشكور على هذا الموضوع الجميل عن الإبل عطايا الله مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .
خيال العرفاء
24 - 02 - 2008, 20:53
أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
جزاك الله خير
جعد الوبر
13 - 03 - 2008, 03:54
حزم الجلاميد مشكور على المرور خالص تحياتي
خيَّال الغلباء
14 - 03 - 2008, 23:44
بسم الله الرحمن الرحيم
الإبل في الشعر العربي :
اهتم أهل البادية ، منذ القدم ، اهتماماً واضحاً بإبلهم ، لما تربطهم بها من علاقة حميمة ، ولاعتمادهم الكبير عليها في حياتهم ، حتى أصبحت محل مباهاة بينهم ، ولذا لم يعد غريباً أن ينظموا مسابقات تأخذ شكلاً عصرياً ، ترمي إلى التشجيع على امتلاك الإبل والعناية بها ، بوصفها جزءاً أساسياً في حياتهم ، وعنواناً لها . حلت وسائل المواصلات الحديثة محل كثير من حيوانات النقل والمواصلات في العصر الحديث ، الأمر الذي قلل إلى حدٍ بعيد من أهمية الكثير منها ويأتي الجمل في مقدمة هذه المخلوقات في منطقتنا العربية لما كان له في الماضي القريب من أهمية بالغة وعلى الرغم من هذه الحقائق إلا أن الجمل لايزال يحضى بالرعاية في الصحراء العربية للحاجة الدائمة للحومه ووبره وغير ذلك من منتجاته ، علاوة على الأهمية الإستراتيجية غير الخافية .والتي يجب أن يعيها الجميع ، إنطلاقاً من الحقائق الجيوغرافية لمناطقنا العربية ويوجد اليوم في العالم أعداد قليلة من هذا المخلوق الجميل والهام ، وتبلغ أعداده تقريبا حوالي 9 مليون راس آخذه بالتناقص للزحف المدني الجائر على المناطق الرعوية التقليدية . جاء ذكر الابل في القراء الكريم : عندما اختار الله سبحانه وتعالى الإبل ليتدبرها البشر ، فلابد أن يكون فيها من الأسرار والمواعظ الكثيرة التي تدل على عظمة الخالق جل شأنه حين قال : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) سورة الغاشية 17 خلق الله الإبل فجعل منها الناقة آية للناس فقال : ( قل هذه ناقة لها شرب ولكم شربَ يوم معلوم ولا تمسوها بسوءٍ فيأخذكم عذاب يوم عظيم ) سورة الشعراء 155
والله الذي أحاط بكل شيء علما جعل الآية من الإبل ( الناقة ) لقوم صالح وقال : ( إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ) سورة القمر 27
أشهـر الإبـل :
(1) ناقة الله لثمود : فقد اشترط قوم صالح عليه أن يقدم لهم آية ، عبارة عن ناقة عشراء تتمخض من صخرة ، فاستجاب الله لهم وكانت ترد يوماً وهم يردون في يوم آخر ، ثم أنهم عقروها فكان هذا سبب وقوع العذاب عليهم .
(2) ناقة رسول الله القصواء : وهي التي هاجر عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقال للإنصار حين استقبلوه اتركوها فهي مأمورة .
(3) ناقة البسوس : والبسوس إمرأة استجارت بجساس بن مرة ، وحين رآى ناقتها كليب بن ربيعة ترعى في حماه قتل فصيلها ، فثارت الحرب بسببها بين قبيلتي بكر وتغلب لأربعين عاماً .
(4) خلوج ابن رومي : ولها قصة مشهورة يتناقلها ابناء الجزيرة العربية .
الإبل في تراث العرب : تزخر الثقافة العربية بالكثير من الأدبيات المرتبطة بالإبل من مؤلفات وقصص وأشعار ، ذلك أن الإبل ارتبطت ( كما ارتبطت الخيل ) بإنسان الجزيرة العربية ارتباطاً عضوياً تحتمه طبيعة البيئة التي يعيش بها هذا الإنسان فكان للإبل كما للخيل مكانة خاصة لديهم ، فالإبل ترتبط بمناحي حياتهم ارتباطاً وثيقاً فعليها يركبون ويرحلون وينقلون متاعهم ، ومن حليبها يتغذون وعلى لحومها يقتاتون ، ومن وبرها يلبسون .
الإبل في أشعار قدماء العرب :
يقول عمرو بن كلثوم :
ذراعـي عيطلٍ أدماء بكــرٍ
= هجــان اللون لم تقرأ جنينا
ويقول عنترة :
فـوقـفت فيها ناقتـي وكأنها
= فـدنٌ لأقـضي حاجة المتلومِ
كما يقول :
هـل تبلّغنـي دارهـا شدنـيةٌ
= لعنـت بمحروم الشراب مصرم
ويقول الحارث بن حلزة :
غيـر أنـي قد أستعين على الهم
= إذا خـف بالثـوي النجـاء
كما يقول :
إذ رفعنا الجمال من سعف البحـ
= ريـن سيراً حتى نهاها الحساءُ
ويقول النابغة الذبياني :
أعطـى لفارهـة حلـو توابعها
= من المواهب لا تعطى على نكد ِ
أهم الكتب والمؤلفات العربية في الإبل ومن أهمها ما يلي :
(1) الإبل للكلابي
(2) الإبل للنظر بن شميل
(3) أعشار الجزور لمعمر بن المثنى
(4) الإبل للأصمعي
(5) الإبل لابن سيده
(6) حنين الإبل إلى الأوطان لربيعة البصري
(7) الإبل والشاة لابن أوس الأنصاري
(8) الإبل لأحمد بن حاتم
(9) الإبل للسجستاني
(10) الإبل لنصر بن يوسف
(11) أسنان الجزور للكلبي
(12) الإبل للرياشي
المراحل السنية للأبل : حوار - فطيم - حق - لجي - يذع - ثني - رباع - سدس - ثلب
الإبل في الشعر والأدب :
كانت الإبل ومازالت ذات أثر كبير في الأدب العربي ، فقد تناول الرواة أخبارها في أشعارهم وأقوالهم وأمثالهم فإذا كان الشعر العربي هو ديوان العرب ، فإن الإبل عمود مهم من أعمدة هذا الديوان منذ عصر الجاهلية حتى الإسلام ومابعده ، ولعلنا عندما ننتقي من اهتمامات فحول شعراء العربية ماتعلق بالإبل فإننا بذلك نكون قد أرجعنا السيف إلى غمده ، والفرع إلى أصله ، لا سيّما وأن الإبل كانت محط عناية الطبقة الأولى من الشعراء العرب .
الإبل في الشعر :
شالح بن هدلان :
يا ذيب بأوصيك لا تاكل الذيب
= كم ليلة عشاك عقب المجاعة
كم ليلة عشاك حرش العراقيب
= وكم شيخ قوم كزتة لك ذراعة
قال الشاعر سليم عبد الحي :
قم يا نديبي وارتحل بنت هملول
= عملية تقطع سراب أشهب اللال
شملولة منجوبة نسل شملول
= هباعه رباعة تهذل هذال
وجنا تبوج من الفضا كل مجهول
= وتدني المدى النايد بخف وزرفال
هي منواة الطارش الى راح مرسول
= من عند اديب مهدى نظم الامثال
وقال سليم بن عبدالحي :
يا ركب يا معتلين اكوار كوم
= من عرايب خيره القوم الهمام
صعيريات النضا حمص الخصوم
= كنهن هيم ولا فيهن اهيام
با طنيات صحيفات الحزوم
= كنس حيل لهن سبعه عوام
من نما ظبيان صحيفات الحزوم
= لينات الروس طوعات الخطام
قال الشاعر محمد بن حريب العاطفي القحطاني :
يا فاطري درهمي بي دام به شله
= من ديرة الغرب يا وجناى هجي بي
يا ما حلا بعض مرواح على حله
= لي طرف اليوم وقد الشمس بتغيبي
وقال الشاعر شليل بن عايض العلياني القحطاني :
يا راكب فوق حيل ما لها اثماني
= كنها نعام بصافي الملح رامينه
حراير من ضرايب جيش ابن ثاني
= هدو ولا باعها المكزوم في دينه
وقال الشاعر راكان بن حثلين :
يا فاطري ذبي طوارف طمية
= الى زمالك لون خشم الحصان
خبي خبيب الذيب في جـرهدية
= لا طالع الزيلان والليل داني
خبي طمية والرياض العذيــة
= وتنحــري برزان زيــن المباني
في الوصف :
لعل أجود ما قيل في وصف الإبل ، قول الشاعر العربي طرفة بن العبد في معلقته المشهورة :
وإني لأمضي الهم عند احتضاره
= بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي
أمون كألواح الآران نصاتها
= على لاحب ظهرٍ كأنّه برجدِ
وقال امرؤ القيس :
فدع ذا وسل الهم عنك بحسرةِ
= ذمولٌ إذا صام النهار وهجرا
تقطع غيطاناص كأن متونه
= إذا أظهرت تكسي ملاء منشرا
بعيدة بين المنكبين كأنها
= ترى عند مجرى الضفر هراً مشّجراً
وقال خصيمه عبيد بن الأبرص :
كأن فيه عشاراً جلةٌ شرفا
= شعثاً لها ميم قدْ همّت بأرشاحِ
بحا حناجرها هدلاً مشافرها
= تسيم أولادها في قرقر ضاحي
وقال شاعر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حسان بن ثابت رضي الله عنه :
طوى أبرق العُزاّفِ يرعدُ متنَهُ
= حنين المثالي نحْوَ صوتِ المشايِعِ
ويمضي الشاعر المرقّش الأكبر بناقته تاركاً خلفه الليل الطويل وموقد النار ، وينتهي به إلى وصف المكان في هدأة الليل :
تركتُ بها ليلاً طويلاً ومنزلاً
= وموقدُ نارٍ لمْ ترُمْهُ القوابيسُ
وتسمعُ تزقاءً من البومِ حوْلنا
= كما ضُربتْ بعدَ الهدوءِ النواقيسُ
ومن جميل قول الشعراء في وصف الناقصة ما نظمه الشاعر بشامة بن الغدير :
كأنّ يديها إذا أرقدت
= وقدْ حرن ثمّ اهتدين السبيلا
يدا سابحٍ خرّ في غمرةٍ
= وقد شارف الموتُ إلاّ قليلا
إذا أقبلت قلت مشحونةً
= أطاعت لها الريح قلعاً جفولا
وإذا أدبرت قلت مذعورةً
= من الربد تتبع هيقاً ذمولا
وقول الشاعر أبي تماّم الطائي :
وبدلها السرى بالجهل حلما
= وقد أديمها قد الأديمِ
بدت كالبدر في ليلٍ بهيمٍ
= وآبت مثل عرجونٍ قديمِ
ناقة طرفة بن العبد :
يذكر بأن الشاعر طرفة بن العبد من أكثر الشعراء صحبةً للناقة حتى أن مشكلته مع أهله صغيراً وإسرافه في اللهو شاباً دفعه إلى التغرب في البلدان هائماً على وجهه متنقّلاً بين أحياء العرب أو قاصداً الملوك ، ولا أنيس له إلا ناقته ، وهو القائل :
كأن حدوج المالكية غدوةً
= خلايا سفينٍ بالنواصفِ من ددِ
غدوليةً أو من سفين ابن يامنٍ
= يجوزُ بها الملاح طوْراً ويهتدي
يشق حباب الماء حيزومها بها
= كما قسم التربُ المفايل باليدِ
وقالت الخنساء ، وقد اتخذت الناقة مثالاً لها للتعبير عن حزنها على فقدها لشقيقها صخر فرثته بقولها :
ياصخر وراّد ماءٍ قد تناذرهُ
= أهل المواردِ ما في وردِهِ عارُ
فما عجولٌ على بوٍّ تطيف بهِ
= لها حنينانِ : أصغارٌ وأكبارُ
أما شاعر المعلقات عنترة بن شداد العبسي ، فكثيراً ما كان يوقف ناقته في دار عبلة ، ويشبهها بالبناء المتماسك المحكم في قوّته وعنفوانه :
فوقفتُ فيها ناقتي وكأنها
= فدنٌ لأقضي حاجةَ المتلوّمِ
تأوىّ له لقْصُ النعامِ كما أوَتْ
= حزق عانية لاعجم طمطمِ
كما تعبد ناقته ملهمته التي توصله إلى محبوبته وابنة عمه فيقول :
هل تبلغني دارها شدنية
= لعنت بمحروم الشراب مصرم
خطارة غب السرى زيافه
= تطس الآكام بذات خف ميثم
وصو الشاعر / كعب بن زهير الناقة بقوله :
أمست سعادُ بأرْض لا يبلغها
= إلى العتاق النجيبات المراسيل
ولن يبلغها إلا عذافرة
= لها على الإين أرقالٌ وتبغيلِ
وغير هذه الأبيات كثيرة في هذا الشأنْ , فالإبل لمْ تكن فقط رأس مال يتفاخر به ، ولكن كانت إلْهاماً يشكي إليه الشاعر همّه ، ويصفه بعدَ المشاكاة بالوصْف الدقيق . ولعل من أجمل القصائد التي ورد فيها صور جميلة هي معلقة طرفة بن العبد والتي قال فيها :-
لِخَـوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ
تلُوحُ كَباقي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يقولونَ لا تَهْلِكْ أسًى وتَجَلَّدِ
كأنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً
خَلا ياسَفينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أو مِنْ سَفينِ ابن يامِنٍ
يَجورُ بِها الملاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي
يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزومُها بِها
كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلَ باليَدِ
وفي الحَيِّ أحْوَى يَنْفُضُ المرْدَ شادِنٌ
مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ
خَذولٌ تُراعىَ رَبْرَباً بِخَميلَةٍ
تَناولُ أطْرافَ البَريرِ وتَرْتَدي
وتَبْسِمُ عن أَلْمى كأنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ له نَدِ
سَفَتْهُ إياةُ الشَّمسِ إلاّ لِثاتِهِ
أُسِفَّ ولم تَكْدِمْ عليهِ بإثمِدِ
ووجْهٍ كأنَّ الشَّمسَ ألْقتْ رِداءهَا
عليه نقيِّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ
وإنِّي لأُمْضي الهَمَّ عند احْتِضارِهِ
بعَوْجاءَ مِرْقالٍِ تَرُوحُ وتَغْتدي
أمونٍ كألْواحِ الإرانِ نَصَأْتُها
على لاحِبٍ كأنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
جُمالِيَّةٍ وَجْناءَ تَرْدى كأنَّها
سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أرْبَدِ
تُبارِي عِتاقاً ناجياتٍ وأتْبَعَتْ
وظيفاً وظيفاً فوْقَ موْرٍ مُعْبَّدِ
تَرَبَّعتِ القُفَّيْنِ في الشَّولِ ترْتَعي
حدائقَ موْلِىَّ الأسِرَّةِ أغْيَدِ
تَريعُ إلى صَوْبِ المُهيبِ وتَتَّقي
بِذي خُصَلٍ روْعاتِ أكْلَف مُلْبِدِ
كأنَّ جَناحَيْ مَضْرَحيٍّ تَكَنَّفا
حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسيبِ بِمِسْرَدِ
فطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّميلِ وتارَةً
على حَشَفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
لها فِخْذان أُكْمِلَ النَّحْضُ فيهِما
كأنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ
وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيِّ خُلوفُهُ
وأجْرِنَةٌ لُزَّتْ برأيٍ مُنَضَّدِ
كأنَّ كِنَاسَيْ ضالَةٍ يَكْنِفانِها
وأطْرَ قِسِيٍّ تحت صَلْبٍ مًؤيَّدِ
لها مِرْفقانِ أفْتلانِ كأنَّها
تَمُرُّ بسَلْمَىْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ
كقَنْطَرةِ الرُّوميِّ أقْسَمَ رَبُّها
لَتُكْتَنَفَنْ حتى تُشادَ بقَرْمَدِ
صُهابيةُ العُثْنونِ مُوجَدَةُ القَرَا
بَعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ
أُمِرَّتْ يَداها فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَتْ
لها عَضُداها في سَقيفٍ مُسَنَّدِ
جَنوحٌ دِفاقٌ عَنْدَلٌ ثم أُفْرِعَتْ
لها كَتِفاها في مُعالىً مُصَعِّدِ
كأنَّ عُلوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها
موارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهْرِ قَرْدَدِ
تَلاقَى وأَحْياناً تَبينُ كأنَّها
بَنائِقُ غُرٍّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ
وأتْلَعُ نَهَّاضٌ إذا صَعَّدَتْ به
كَسُكَّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ
وجُمْجُمَةٌ مثلُ العَلاةِ كأنَّما
وَعَى المُلْتَقَى منها إلى حَرْف مِبْرَدِ
وخَدٌّ كقِرْطاسِ الشَّآمِي ومِشْفَرٌ
كَسِبْتِ اليَماني قَدُّهُ لم يُجرَّدِ
وعَيْنانِ كالماوِيَّتَيْن اسْتَكَنَّتَا
بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
طَحورانِ عُوَّارَ القَذَى فتراهُما
كَمَكْحولَتَيْ مذْعورَةٍ أُمِّ فَرْقَد
وصادِقَتا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرَى
لِهَجْسٍ خَفيٍّ أو لِصوْتٍ مُنَدِّدِ
مُؤَلَّلتانِ تَعْرفُ العِتْقَ فيهِما
كسامَعَتَيْ شاة بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ
وأرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَذُّ مُلَمْلَمٌ
كَمِرْداةِ صَخْرٍ في صَفيحٍ مُصَمَّدِ
وأعْلَمُ مَخْروتٌ من الأنْفِ مارِنٌ
عَتيقٌ متى تَرْجُمْ به الأرضَ تَزْدَدِ
وإنْ شِئْتُ لم تُرْقِلْ وإنْ شِئْتُ أرْقَلَتْ
مَخافَةَ مَلْوِيٍّ من القَدِّ مُحْصَدِ
وإنْ شِئْتُ سامَى واسِطَ الكُورِ رأسُها
وعامَتْ بضَبْعَيْها نَجاءَ الخَفَيْدَدِ
عَلى مِثْلِها أمْضِي إذا قالَ صاحبي
ألا لَيْتَني أفْديكَ مِنْها وأفْتَدِي
وجاشَتْ إليهِ النَّفُسُ خَوْفا وخالَهُ
مُصاباً ولو أمْسَى على غيرِ مرْصَدِ
إذا القَوْمُ قالوا مَن فَتَىً خِلْتُ أنَّني
عُنيتُ فَلمْ أكْسَلْ ولم أَتَبلَّدِ
أحَلْتُ عَلَيْها بالقَطيعِ فأجْذَمَتْ
وقد خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
فَذَالَتْ كما ذالَتْ ولِيدَةُ مَجْلِسٍ
تُرِى ربَّها أذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
نَدامايَ بِيضٌ كالنُّجومِ وقَيْنَةٌ
تَروحُ إِليْنا بينَ بُرْدٍ ومُجْسَدِ
رَحيبٌ قِطابُ الجَيِبِ منها رفيقَةٌ
بِجَسِّ النَّدامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
إذا نَحنُ قُلنا أسْمِعينا انْبَرَتْ لنا
على رِسْلِها مَطْروفَةٌ لم تَشَدَّدِ
إذا رَجَّعَتْ في صَوْتِها خِلْتَ صَوْتَها
تَجاوُبَ أظْآرٍ عَلَى رُبَعٍ رَدِ
وما زالَ تَشْرابي الخُمُورَ ولَذَّتي
وبَيْعي وإنْفاقي طَريفي ومُتْلَدي
إلى أنْ تَحامَتْني العَشيرَةُ كُلُّها
وأُفْرِدْتُ إَفُرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
رأيْتُ بَني غَبْراءَ لا يُنْكُرونَني
ولا أهْلُ هذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ
ألا أيُّهذا الزَّاجِرِي أحْضُرَ الوَغَى
وأنْ أشْهَدَ الَّلذَّاتِ هل أنتَ مُخْلِدِي
فإنْ كُنْتَ لا تَسْطيعُ دفْعَ مَنِيَّتي
فدَعْني أُبادِرْها بِما مَلَكَتْ يَدِي
ولوْلا ثلاثٌ هُنَّ مِن عَيْشَةِ الفَتَى
وجَدِّكَ لم أحْفِلْ مَتَى قامَ عُوَّدِي
فمِنْهُنَّ سَبْقي العاذِلاتِ بِشَرْبَةٍ
كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ بالماءِ تزْبِدِ
وكرِّى إذا نادى المُضافُ مُجَنَّباً
كَسِيدِ الغَضا نَبَّهْتَهُ المُتَورِّدِ
وتَقْصيُر يَومِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ
مُعْجِبٌ بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُعَمَّدِ
كأنَّ البُرينَ والدَّماليجَ عُلَّقَتْ
على عَشَرٍ أو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّدِ
كريمٌ يُرَوِّي نَفْسَهُ في حَياتِهِ
سَتَعْلَمُ إنْ مُتْنا غَدا أيُّنا الصَّدِي
أرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بخيلٍ بِمالِهِ
كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالَةِ مُفْسِدِ
ترى جَثْوتَيْنِ مِن تُرابٍ عَلَيْهِما
صَفائحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أرى الموْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي
عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ
أرى العَيْشَ كنْزا ناقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ
وما تَنْقُصُ الأيَّامُ والدَّهْرُ يَنْفَدِ
لَعَمْرُكَ إنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى
لَكالطِّوالِ المُرْخى وثِنْياهُ باليَدِ
مَتَى ما يَشَأْ يَوْما يَقُدْهُ لحتْفِهِ
ومَن يَكُ في حَبْلِ المنِيَّةِ يَنْقَدِ
فما لي أَراني وابْنَ عَمِّي مالكاً
متى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأ عَنِّي ويَبْعُدِ
يلومُ وما أدْري عَلامَ يلومُني
كما لاَمني في الحَيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبَدِ
وأيْأَسَني مِن كُلِّ خيرٍ طَلَبْتُهُ
كأنَّا وضعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ
على غيرِ شيْءٍ قُلْتُهُ غيرَ أنَّني
نَشَدْتُ فلَمْ أُفِلْ حُمولَةَ مَعْبَدِ
وقَرَّبْتُ بالقُرْبى وجَدِّكَ إنَّهُ
متى يَكُ أمْرٌ للنَّكيثَةِ أشْهَدِ
وإنْ أُدْعَ للْجُلَى أكُنْ مِن حُماتِها
وأنْ يِأْتِكَ الأعْداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ
وإنْ يِقْذِفوا بالقَذْعِ عِرْضَكَ أسْقَهِمْ
بِشُرْبِ حِياضِ الموْتِ قبْلَ التَّهَدُّدِ
بِلا حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْدَثٍ
هِجائي وقَذْفي بالشَّكاةِ ومُطْرَدي
فلَوْ كانَ مَوْلايَ امْرأً هُو غَيْرُهُ
لَفَرَّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرَني غَدي
ولكنَّ مَوْلايَ امرؤٌ هُوَ خانِقي
على الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفْتَدِ
وظُلْمُ ذَوي القُرْبَى أَشَدُّ مَضاضَةً
على المرْءِ مِن وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
فذَرْني وخُلْقِي إنَّني لكَ شاكِرٌ
ولوْ حَلَّ بَيْتِي نائياً عِنْدَ ضَرْغَدِ
فلَوْ شاءَ ربِّي كُنْتُ قيْسَ بن خالِدٍ
ولو شاءَ ربِّي كُنْتُ عَمْرَو بن مَرْثَدِ
فأصْبَحْتُ ذا مالٍ كثيرٍ وزارَني
بَنـونَ كِـرامٌ ســادَةٌ لِمُسَوَّدِ
أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفونَهُ
خَشـاشٌ كَــرَأْسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ
فآلَيْتُ لا يَنْفَكُ كَشْحي بِطانَةً
لِعَضْبٍ رقيــقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ
حُسامٍ إذا ما قُمْتُ مُنْتَصِراً بِهِ
كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدءُ ليْسَ بَمَعْضَدِ
أخي ثِقَةٍ لا يَنْثَني عَنْ ضَريبَةٍ
إذا قيلَ مَهْلاً قالَ حاجِزُهُ قَدِي
إذا ابْتَدَرَ القوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَني
منيعـاً إذا بَلَّتْ بِقائِمـهِ يَدِي
وَبَرْكٍ هُجودٍ قَدْ أثارَتْ مَخافَتي
بَواديَها أمْشي بِعَضْبٍ مُجَرَّدِ
فَمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جَلالَةٌ
عَقيلَــةَ شَيْـخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِ
يقولُ وقد تَرَّ الوَظيفُ وِسَاقُها
أَلَسْتَ تَرَى أنْ قد أتَيْتَ بِمُؤِْيِدِ
وقالَ ألاَ ماذا تَرونَ بِشارِبٍ
شَديـدٌ عَلَيْنا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّدِ
وقالَ ذَروهُ إنَّما نَفْعُها لهُ
وإلاَّ تَكُفُّوا قاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ
فظَلَّ الإِماءُ يَمْتَلِلْنَ حُوارَها
ويُسْعَى عَلَيْنا بِالسَّديفِ المُسَرْهَدِ
فإنْ مُتُّ فانْعيني بِما أنا أَهْلُهُ
وشُقِّي عَليَّ الجَيْبَ يا ابْنَةَ مَعْبَدِ
ولا تَجْعَليني كأمْرِىءٍ ليْسَ هَمُّهُ
كَهَمِّي ولا يُغْني غَنائي ومَشْهَدي
بَطيءٌ عَنْ الجُلَّى سَريعٍ إلى الخَنا
ذَلـولٍ بِأَجْماعِ الرِّجالِ مُلَهَّدِ
فَلَوْ كُنْتُ وَغْلا في الرِّجالِ لَضَرَّني
عَداوَةُ ذي الأصْحابِ والمُتَوَحِّدِ
ولكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجالَ جَراءَتي
عَلَيْهِمْ وإِقْدامي وصِدْقي ومَحْتِدي
لَعَمْرُكَ ما أمْري عَلَّي بُغُمَّةٍ
نَهـارِي ولا لَيْلي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
ويَوْمٌ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِراكِها
حِفاظـاً عَلَى عَوْراتــه والتَّهَدُّدِ
عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى
متـى تَعْتـَرِكْ فيهِ الفَرائِصُ تُرْعَدِ
وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَهُ
عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ
أرى الموتَ أعْدادَ الُّنفوسِ ولا أَرَى
بعيداً غَدًا ما أَقْرَبَ اليَوْمَ مَنْ غَدِ
سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً
ويَأْتيـكَ بِالأَخْبارِ مَـنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وَيَأْتيكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لمْ تَبِعْ لَهُ
بَتاتاً ولَمْ تَضْرِبْ لَهُ وقْتَ
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
خيَّال الغلباء
15 - 03 - 2008, 00:20
http://www.alashraf.ws/up/uploads/6f8f31c9e9.jpg (http://www.alashraf.ws/up/)
http://www.alashraf.ws/up/uploads/9c157ce9bf.jpg (http://www.alashraf.ws/up/)
جعد الوبر
30 - 03 - 2008, 11:31
أخوي خيال الغلباء مشكور على المرور بالابل والاضافات المفيدة مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي
جعد الوبر
31 - 05 - 2008, 20:56
أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
جزاك الله خير
أخوي خيال العرفاء مشكور على المرور بالابل عطايا الله مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي
جعد الوبر
17 - 06 - 2008, 19:50
أخوي حزم الجلاميد مشكور على المرور بالإبل عطايا الله مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي
منسم الحفيات
18 - 07 - 2008, 01:29
جزاكم الله خيرا
جعد الوبر
19 - 07 - 2008, 00:57
بسم الله الرحمن الرحيم
( أفلا ينظرون , الى الابل , كيف خلقت )
( مقتطفات من بعض ما ورد عن الإبل في قواميس اللغة العربية )
1- ذكر الرازي في مختار الصحاح الإبل لا واحد لها من لفظها ، وهي مؤنثة لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الأولين فالتأنيث لازم لها ، والجمع ( آبال ) وإذا قالوا ( إبلان ) فإنما يريدون قطيعين من الإبل ( والأبلة ) بفتحتين الوخامه والثقل من الطعام .
2- ويندرج تحت الإبل : البعير والناقة والجمل والنعم .
3- البعير : وهو من الإبل بمعزلة الإنسان من الناس ويقع على الذكر والأنثى : حيث يقال : حلبت بعيري ، وصرعتني بعيري . والجمع : ( أبعر ، أباعر ، وبعران ) .
4- الجمل : وهو الذكر من الإبل وجمعه : ( جمال ، وأجمال ، وجمالات ، وجمائل )
5- والجمّالة : أصحاب الجمال .
♣- الناقة : وهي الأنثى من الإبل ، ولا تسمى ناقة حتى تجذع . ومن جموعها ( ناق ،ونوق ، ونياق ، وأنوق ، وأنيق ) .
6- النعم : وهي الإبل ، يذكر ويؤنث ، والجمع : أنعام ومنه حمر النعم في الحديث .
7- الفرش : صغار الإبل .
8- أطيط الإبل : أنينها من ثقل الحمل .
9- البغام : صوت الإبل المتقطع .
10- أبرقت الناقة : شالت من غير حمل ، وهي مبرق وبروق .
11- الزفيف : ضرب من السير السريع ، وقيل هو الزميل .
12- الحفد : سير دون الخبب .
13- ثفنان البعير : ما أصاب الأرض من أعضائه ، أي الركبتان والسعدانه وتسمى الكركة ، وأصول الفخذين ، والأخفاف . واحدتها ثفنة .
14- الجمزي : العدو دون الخصر وفوق العنق .
15- الجمالة : جمع من الإبل إذا كانت ذكوراً كلها ، وأجمل القوم : كثرت جمالهم .
16- الحوز : السير الرويد .
17- الخبب : سير سريع تراوح الناقة فيه بين يديها ورجليها .
18- الخبير : زبد أفواه الإبل .
19- الخف : الخف من الإبل كالحافز من الخيل ، جمعه أخفاف ، وخفاف .
20- الخيف : جلد الضرع ، وناقة خيفاء : واسعة جلد الضرع ، ويسمى الضرع خيفاً إذا خلا من اللبن ، والخيفانة : الناقة السريعة ، وقد شبهت بالجرادة .
21- الأدب : الجمل الكثير وبر الوجه .
22- الرسيم : سير للإبل سريع فوق الزميل .
23- رشرش البعير : برك ثم فحص بصدره في الأرض لبروكه .
24- الرغاء : صوت الإبل مع الضجيج .
25- الأرقال : سرعة السير للإبل .
26- الزفيف : من السير السريع وقيل هو الزميل .
27- الإساد : أن تسير الإبل الليل مع النهار .
28- السنور : فقارة عنق البعير .
29- السنام : أعلى ظهر البعير ، وتسنم الفحل الناقة : علاها .
30- شخشخت الناقة : رفعت صدرها وهي باركة .
31- شراع البعير : عنقه .
32- المشفر من البعير : بمنزلة الشفة من الإنسان ، والشفير : حد مشفر البعير .
33- المشفوف : الجمل الهائج ، والمطلى بالقطران .
34- الصائل من الجمال : الذي يخبط برجله ، وتسمع لجوفه دوياً من عزة نفسه عند الهياج ، وهو الذي يواثب راعيه ، ويواثب الناس فيأكلهم .
35- التطفيل : السير الرويد .
36- الطاط ، والطائط ، والطوط : الفحل الهائج .
37- العطن : مبرك الإبل حول الماء . الجمع أعطان .
38- العنق : سير مسبطر ، أي ممتد .
39- الغارب : الكاهل ، والغاربان : ظهر البعير من مقدمه ومؤخره والغاربان من البعير حرفا الوركين اللذان فوق الذنب .
40- الفرسن : طرف خف البعير . الجمع فراسن .
41- فرشط البعير : برك بروكاً مسترخياً ، وألصق أعضاءه بالأرض .
41- القرب : سير الليل لورود الغد .
42- القعود : الفصيل ، وهو الذي فصل عن أمه . ويسمى عند بادية اليوم مفرودا
43- القلوص : الشابه من الإبل .
44- اللغام من الإبل : بمنزلة البصاق من الإنسان .
45- تمغط البعير في سير : مد يديه مداً شديداً .
46- الملاطان : كتفا البعير وقيل : العضدان ، وجانبا السنام .
47- النبل : السير الشديد للإبل .
48- تنخنخ البعير : برك ، ومكن ثفناته في الأرض .
49- المنسم : طرف خف البعير .
50- النعج : ضرب من سير الإبل السريع ، والناعجة : الناقة التي يصاد عليها نعاج الوحش ، ولا يكون ذلك إلا في الإبل المهرية. وما على شاكلتها من النجائب
51- الهدير : صوت البعير المستمر الذي لا يكاد ينقطع .
52- هاج الفحل يهيج هياجاً : هدر ، وأراد الضرب .
53- الوجيف : من السير السريع للإبل .
54- الموحف : مبرك الإبل .
55- الولق : سرعة سير الإبل .
56- المواهقة : المواظبة على السير ، ومد الأعناق .
¤ - تعددت مفردات اللغة الدالة على كثير من الصفات التي خلعها العربي على الإبل ومن ذلك :
57- أولا : مما تساوى فيه المذكر والمؤنث
تقول العرب للعظيم من الإبل (الجراهم والعرهم وللقوي الضمازر وللقصير البركع وإذا جمع بين ضخامة الجسم والقصر قيل له القذعم) . والشابه من الإبل تسمى القلوص .
58- ثانيا : ما اختص به المذكر دون المؤنث قولهم للبعير الضخم الخال . وإذا جمع بين العظم والجمال فإنه العبل وبين القوة وسمنة الجسم فإنه الضوبان ويقولون للجمل الشديد الغليض الجلنفع . والسريع الشديد من النوق الخيفانة .
¤ - حليب الناقة وحلبها :
الصري هو اللبن المحفل في الضرع , والسيء ما كان من اللبن في ضرع الناقة قبل أن تدر . وللعربي في حلب ناقته طرق كثيرة وسياسة خاصة فهو يتلطف للناقة حتى تسكن وتهدأ فيحلبها . قالت العرب " الإيناس قبل الإبساس ". وقد يدعون حلبة بين حلبتين ويسمون ذلك التفرير وقد يضربون ضرعها بالماء البادر لليزداد اللبن ويسمن ذلك الكسع ونظر لقيمة اللبن فإنهم يمتدحون الناقة العظيمة الضرع والغزيرة اللبن ويسمونها السلجاء .
ومن الأدوات التي يستخدمها العربي في عملية الحلب الصرار وهو خيط يشد به على الضرع وإذا صرت الناقة فإنهم يشدون على خلفها بخشبة يسمونها التودية .
¤ - لقاح النوق وحملها وولادتها :
رصدت اللغة بعض الطرق التي يتم بها التلقيح فإذا ضرب الفحل برأسه تحت الناقة من قبل ضرعها قالوا " شغر الناقة " وإذا ركب عنقها وتقحمها من فوق قالوا " إعلوط الناقة" , وإذا علا الفحل الناقة قالوا " توسنا "
ومن ملاحظات العربي أن الناقة إن رغبت في الضراب لم ترض فقيل لها " مبلم " وإذا كان في بطن الناقة ولد سميت " الجمع "
والشرخ هو نتاج كل سنة من أولاد الإبل , أما القارح فهي أول ما تحمل وإذا حملت شالت بذنبها وأعلمت بلقاحها
والمشاحذ من النوق التي أخذها المخاض ولوت بذنبها من الألم التي تحسه وقد تتمرغ على الأرض ظهرا لبطن عند المخاض فيقولون " تصلفت الناقة " ويسمونها بدو اليوم نازع لانها تنتزع عن الذود لتلد منفرده .
¤ - ترنم الشعراء العرب في وصف الإبل ترنماً يدل على مدى ارتباطها بحياتهم حيث لا تكاد تخلو قصائد الشعراء العرب من ذكر الإبل وذكرت الإبل في معلقاتهم كمعلقة النابغة الذبياني وطرفة بن العبد والأعشى وحسان بن ثابت الأنصاري وغيرهم من الشعراء :
♠- ففي معلقة طرفة بن العبد :
وإنِّي لأمضي الهمَّ ، عند احتضاره
= بعوجاءَ مرقالٍ تروح وتغتـدي
أمون كألواح الأران نصأتهــــا
= على لاحبٍ كأنه ظهر برجـد
جمالية وجناء تردي كأنهــــا
= سفنجة تبرى لأزعر أربـــد
تباري عتاقاً نـــاجيات وأتبعت
= وظيفاً فوق مور معبـــــد
تربعت القفين في الشــول ترتعي
= حدائق مولي الأسرة أغيــــد
♠- وقال الأعشى في معلقته في وصف الناقة والصحراء :
خنوف حيرانه شــملال
= وعسر أدماء حادره العيـون
من سراه الهجان جلبها العض
= ورعى الحمى وطول الحال
لم تعطف على حوار ولم يقطع
= عبيد عروقها من خــكال
عنتريس تعدو إذا مسها السوط
= كعدو المصلصل الجــوال
♠- وقال الأعشى أيضاً في معلقته :
ودع هريرة إن الركب مرتحل
= وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها
= تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
♠- وقال امرؤ القيس في وصف ناقته وما تمتاز به من جودة اللحم والشحم :
ويـوم عقـرتُ للعـذارى مطيتـي
= فيا عَجَبـاً مـن كورِهـا المُتَحَمَّـلِ
فظـلَّ العـذارى يرتميـنَ بلحمهـا
= وشحـمٍ كهـداب الدمقـس المفتـل
ويوم دخلتُ الخـدرِ خـدر عنيـزة
= فقالت لك الويـلات إنـكَ مُرجلـي
تقولُ وقد مـالَ الغَبيـطُ بنـا معـاً
= عقرت بعيري يامرأ القيـس فأنـزلِ
فقُلتُ لها سيـري وأرْخـي زِمامَـهُ
= ولا تُبعدينـي مـن جنـاك المعلـلِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْـتُ ومُرْضـعٍ
= فألهيتُهـا عـن ذي تمائـمَ محـول
♠- وقد ورد ذكر الإبل في شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه حيث قال :
وأني لمزجاء المطي على الوجى
= وإني لتراك الفراش الممهـــد
وأعمل ذات اللوث حتى أردهـا
= إذا حل عنها رحلها لم تقيـــد
أكلفها إذا تـدلـج الليل كلــه
= تروح إلى باب ابن سلمى وتعتدي
♠- وقال أيضاً :
مما يرون بها من الفتـر
= والعيس قد رفضت أزمتها
مما أضر بها من الضمر
= وعلت مساوئها محاسـنها
لفتاله بنجائب صعـــر
= كنا إذا ركد النهار لنــا
يعفين دون النص والزجر
= عوج ، نواج ، يعتلين بنا
ينفخن في حلق من الصفر
= مستقبلات كل هــاجرة
♠- وقال المتنبي في ديوانه :
لا أبغض العيس لكني وقيت بها
= قلبي من الحزن أو جسمي من السقم
طرقت من مصر أيديها بأرجلها
= حتى مرقت بنــا من جوش والعلم
نبرى بهن نعام الدو مســرجة
= تعارض الجدل والمرخــــاة باللجم
♠- ويقول المتنبي أيضا :
أرأيت همة ناقتي في ناقة
= نقلت يدا سرحا وخفا مجمرا
تركت دخان الرمث في أوطانها
= طلبا لقوم يوقدون العنبرا
وتكرمت ركباتها عن مبرك
= تقعان فيه وليس مسكا أفرا
فأتتك دامية الأظل كأنما
= حذيت قوائمها العقيق الحمرا
♠- أما النابغة الذبياني فيقول :
مقرنـــة بالعيس والأدم
= عليها الحبور محقبات المراجل
مضت إلى عذافرة صموت
= مذكرة نخل عن الكــــلال
(العيس : الإبل البيض ، الأدم : الإبل التي شاب بياضها صفرة ، العذافرة : الناقة العظيمة الشديدة ، الصموت : التي لا تشكو من تعب ، مذكر : تشبه في خلقتها خلقة الجمل)
♠- ويقول عنترة في الإبل :
وللرعيان في لقح ثمان
= تحادثهن صرا أو غرارا
أقام على خسيستهن حتى
= لقحن ونتج الأخر العشارا
وقظن على لصاف وهن غلب
= ترن متونها ليلا ظؤارا
ومنجوب له منهن صرع
= يميل إذا عدلت به الشوارا
أقل عليك ضرا من قريح
= إذا أصحابه ذمروه سارا .
-ويقول بعد أن أثقل الإبل بالأحمال مع شيبوب الذي يحدو لها :
تسير الهوينا وشيبوب حادي
= وأرجع والنوق موقـورة
وترقـد أعين أهـل الـوداد
= وتسهر لي أعين الحاسدين
♠- وقال أبو العلاء المعري :
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
= والماء فوق ظهورها محمول
♠- وقال البحتري في ديوانه :
وإذا ما تنكرت لــي بـلاد
= وخليل فإنني بالخيـــار
وخدان القلاص حولاً إذا قابلن
= حولاً من أنجم الأســحار
يترقرقن كالسراب وقد خضن
= غمارا من السراب الجاري
كالقس المعطفات بـل
= الأسهم مبريــة بـل الأوتــار
♠- وقال محمود سامي البارودي في ديوانه :
وروعاء المسامع مـا تمطت
= خروج الليث من سدف الغياض
خرجت بها على البيداء وهنأ
= إلى الغايات كالنبل المــواض
تقلب أيديــا متســابقات
= فما كفكفتها والليل غـــاض
منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
أخوي منسم الحفيات مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
خيَّال الغلباء
17 - 08 - 2008, 23:19
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : قال الشاعر / فر اج بن مشرع الهويج السبيعي هذه القصيدة في الإبل :
نحمـد الله سعـدت بشوفـة نيـاقـي
= عقب بطاهـا علـي هـي وراعيهـا
أقولها من صميـم القلـب وأعماقـي
= وأحبهـا مـن محبـة واحـدٍ فيهـا
شعلٍ لراعي العصا مهيـب تنساقـي
= ساروحهـا مـا عـوّد يـم تاليـهـا
ما ترتـع إلا مـن البتـرا إلى صفاقـي
= ما ردها في طفاف السيـف راعيهـا
في ضف ربـعٍ إلى مـن لاح براقـي
= يرعون سحج العشاير فـي مشاهيهـا
يرعون عشب الخطر مختلف الأوراقي
= والروح تدبيرها فـي كـف واليهـا
يرعون زملوق نبـتٍ جالـه أعناقـي
= يـوم الأنـذال قاصـرةٍ هقاويـهـا
ما هم حضرٍ تعدل الماء على الساقـي
= تلقى إيديهـا حفايـا مـن مساحيهـا
كما قال الشاعر / فراج بن مشرع الهويّج السبيعي هذه القصيدة :
شريت صفراً نهار الـورد طرابـه
= صفراً طفوحٍ عذاب اللـي يماريهـا
شريتها من طورشٍ جـوك جلابـه
= يـومٍ حظـي تعـلا حـظ راعيهـا
ما ني بجمّـع رحايـل ___ و _
= ما نشري إلا سنادٍ والجرس فيهـا
عذروبها لا جاء للـورد ضبضابـه
= تشدي هنوفٍ تمقّل مـن مهاويهـا
تشدي هنوفٍ نهار العيـد نصابـه
= تضحك بسن الجهل والزين مغريها
أبغي إليا جاء من الوديـان نجابـه
= منجوبة الصـق تلفينـا طراقيهـا
قالوا من الأيسـري لتيـن نهابـه
= غدا زبدها علـى عالـي نوازيهـا
أراعى بها فاطري وأنزل مع اللابه
= اللابة اللـي تنـزّح مـن يعاديهـا
مرباعنا في شمال الصلب وحرابـه
= ومقياضنا البتر لا زانـت لياليهـا
والله ما أغبط الغشيم اللي نقش بابه
= في فيلةٍ من قروض البنك بانيهـا
وقد قال شاعر القبيلتين / دسمان بن مناحي اّل محمد السبيعي في الإبل :
العين متعة نظر والقلب مفتاحه
= أدنات ما حرك الأشواق وأحياها
لا شفت لى من خيار الذود طفاحه
= ملحاً طفوح تموح الأرض بخطاها
من طيب أبوها رقاق الزين تجتاحه
= تشعف هل الصنف والهقوه تعداها
عسماء الأيادى لجرد البيد مياحه
= وطفا تدك الوطا من كبر ماطاها
فرعاً سناد من الذرعان منزاحه
= سودا على بنتها تعـرف تهاياها
فجحاً من الساق للوبال لواحه
= غريبة اللـون تفرقها بسمراها
ملحاً تسربل بزين المشى مرتاحه
= يسبح ذهنك بصورتها وممشاها
لا حذفت راهى الأشناق شواحه
= هزعا العراقيب غاية من تمناها
خفقاء اللواحي عريضة خد مطواحه
= مشرهفة الأذن والزين يتغرشاها
واسع نحر لأوحت الهوبال فداحه
= للحوض تدحم بيسراها ويمناها
يا زينها وسط قفرٍ غـاديٍ واحه
= فيه أم سالم تجر الصوت بغناها
في نقرةٍ من خليط العشب فواحه
= وإليا روّحت عقبها من راس مفلاها
تشرب زلال الغدير وترشح ضحاحه
= تشعى المولع بحب البل ويشعاها
يقدر لها التاجر اللي يرصد أرباحه
= وإلا مقل العرب ما هوب وياها
لا شافها يشغل الناس بتلحلاحه
= ويجنب لغيرها لو كان يبغاها
ما هيب دناء تقاصرها بدوباحه
= ولا هيب زقما تسد النفس برغاها
هذيك تطلق عليها الناس جوباحه
= مستبرمٍ وجهها كنه مقفاها
تكسر شنار الهشاش وتدمر مراحه
= يا عزتي للعديم إليا تضواها
والزين يعشق بعد شقحا ومضياحه
= وضحا تردد على الأسماع طرياها
وصفراً تصاغي دقاق الشول ولقاحه
= يا زين طرخمة الصفـرا يا محلاها
وشعلٍ ليا شاشها المطنوخ بصياحه
= كن السباع الضواري تنهش أتلاها
البل سفاين ظهور البيـد شلاحه
= يا بعـد مصباحها يا بعـد ممساها
والمراجل من قديم فالبـل وفلاحه
= وإنا هل المجد والثنتيـن أخذناها
دايم زمام المكارم نلبـس وشاحه
= وأهل الوفاء تنعرف لو ما مدحناها
كل القبايل ببحر الطيب سباحه
= والمرجلة غبة ما يلحق أقصاها
والطيب قفلٍ يحوش الفذ مفتاحه
= والطايله ما تجي له كان ما جاها
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
عواكيس
18 - 08 - 2008, 01:01
جزاكم الله خيرا وبيض الله وجيهكم
جعد الوبر
18 - 08 - 2008, 21:02
بسم الله الرحمن الرحيم
( أفلا ينظرون , الى الابل , كيف خلقت )
( مقتطفات من بعض ما ورد عن الإبل في قواميس اللغة العربية )
1- ذكر الرازي في مختار الصحاح الإبل لا واحد لها من لفظها ، وهي مؤنثة لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الأولين فالتأنيث لازم لها ، والجمع ( آبال ) وإذا قالوا ( إبلان ) فإنما يريدون قطيعين من الإبل ( والأبلة ) بفتحتين الوخامه والثقل من الطعام .
2- ويندرج تحت الإبل : البعير والناقة والجمل والنعم .
3- البعير : وهو من الإبل بمعزلة الإنسان من الناس ويقع على الذكر والأنثى : حيث يقال : حلبت بعيري ، وصرعتني بعيري . والجمع : ( أبعر ، أباعر ، وبعران ) .
4- الجمل : وهو الذكر من الإبل وجمعه : ( جمال ، وأجمال ، وجمالات ، وجمائل )
5- والجمّالة : أصحاب الجمال .
♣- الناقة : وهي الأنثى من الإبل ، ولا تسمى ناقة حتى تجذع . ومن جموعها ( ناق ،ونوق ، ونياق ، وأنوق ، وأنيق ) .
6- النعم : وهي الإبل ، يذكر ويؤنث ، والجمع : أنعام ومنه حمر النعم في الحديث .
7- الفرش : صغار الإبل .
8- أطيط الإبل : أنينها من ثقل الحمل .
9- البغام : صوت الإبل المتقطع .
10- أبرقت الناقة : شالت من غير حمل ، وهي مبرق وبروق .
11- الزفيف : ضرب من السير السريع ، وقيل هو الزميل .
12- الحفد : سير دون الخبب .
13- ثفنان البعير : ما أصاب الأرض من أعضائه ، أي الركبتان والسعدانه وتسمى الكركة ، وأصول الفخذين ، والأخفاف . واحدتها ثفنة .
14- الجمزي : العدو دون الخصر وفوق العنق .
15- الجمالة : جمع من الإبل إذا كانت ذكوراً كلها ، وأجمل القوم : كثرت جمالهم .
16- الحوز : السير الرويد .
17- الخبب : سير سريع تراوح الناقة فيه بين يديها ورجليها .
18- الخبير : زبد أفواه الإبل .
19- الخف : الخف من الإبل كالحافز من الخيل ، جمعه أخفاف ، وخفاف .
20- الخيف : جلد الضرع ، وناقة خيفاء : واسعة جلد الضرع ، ويسمى الضرع خيفاً إذا خلا من اللبن ، والخيفانة : الناقة السريعة ، وقد شبهت بالجرادة .
21- الأدب : الجمل الكثير وبر الوجه .
22- الرسيم : سير للإبل سريع فوق الزميل .
23- رشرش البعير : برك ثم فحص بصدره في الأرض لبروكه .
24- الرغاء : صوت الإبل مع الضجيج .
25- الأرقال : سرعة السير للإبل .
26- الزفيف : من السير السريع وقيل هو الزميل .
27- الإساد : أن تسير الإبل الليل مع النهار .
28- السنور : فقارة عنق البعير .
29- السنام : أعلى ظهر البعير ، وتسنم الفحل الناقة : علاها .
30- شخشخت الناقة : رفعت صدرها وهي باركة .
31- شراع البعير : عنقه .
32- المشفر من البعير : بمنزلة الشفة من الإنسان ، والشفير : حد مشفر البعير .
33- المشفوف : الجمل الهائج ، والمطلى بالقطران .
34- الصائل من الجمال : الذي يخبط برجله ، وتسمع لجوفه دوياً من عزة نفسه عند الهياج ، وهو الذي يواثب راعيه ، ويواثب الناس فيأكلهم .
35- التطفيل : السير الرويد .
36- الطاط ، والطائط ، والطوط : الفحل الهائج .
37- العطن : مبرك الإبل حول الماء . الجمع أعطان .
38- العنق : سير مسبطر ، أي ممتد .
39- الغارب : الكاهل ، والغاربان : ظهر البعير من مقدمه ومؤخره والغاربان من البعير حرفا الوركين اللذان فوق الذنب .
40- الفرسن : طرف خف البعير . الجمع فراسن .
41- فرشط البعير : برك بروكاً مسترخياً ، وألصق أعضاءه بالأرض .
41- القرب : سير الليل لورود الغد .
42- القعود : الفصيل ، وهو الذي فصل عن أمه . ويسمى عند بادية اليوم مفرودا
43- القلوص : الشابه من الإبل .
44- اللغام من الإبل : بمنزلة البصاق من الإنسان .
45- تمغط البعير في سير : مد يديه مداً شديداً .
46- الملاطان : كتفا البعير وقيل : العضدان ، وجانبا السنام .
47- النبل : السير الشديد للإبل .
48- تنخنخ البعير : برك ، ومكن ثفناته في الأرض .
49- المنسم : طرف خف البعير .
50- النعج : ضرب من سير الإبل السريع ، والناعجة : الناقة التي يصاد عليها نعاج الوحش ، ولا يكون ذلك إلا في الإبل المهرية. وما على شاكلتها من النجائب
51- الهدير : صوت البعير المستمر الذي لا يكاد ينقطع .
52- هاج الفحل يهيج هياجاً : هدر ، وأراد الضرب .
53- الوجيف : من السير السريع للإبل .
54- الموحف : مبرك الإبل .
55- الولق : سرعة سير الإبل .
56- المواهقة : المواظبة على السير ، ومد الأعناق .
¤ - تعددت مفردات اللغة الدالة على كثير من الصفات التي خلعها العربي على الإبل ومن ذلك :
57- أولا : مما تساوى فيه المذكر والمؤنث
تقول العرب للعظيم من الإبل (الجراهم والعرهم وللقوي الضمازر وللقصير البركع وإذا جمع بين ضخامة الجسم والقصر قيل له القذعم) . والشابه من الإبل تسمى القلوص .
58- ثانيا : ما اختص به المذكر دون المؤنث قولهم للبعير الضخم الخال . وإذا جمع بين العظم والجمال فإنه العبل وبين القوة وسمنة الجسم فإنه الضوبان ويقولون للجمل الشديد الغليض الجلنفع . والسريع الشديد من النوق الخيفانة .
¤ - حليب الناقة وحلبها :
الصري هو اللبن المحفل في الضرع , والسيء ما كان من اللبن في ضرع الناقة قبل أن تدر . وللعربي في حلب ناقته طرق كثيرة وسياسة خاصة فهو يتلطف للناقة حتى تسكن وتهدأ فيحلبها . قالت العرب " الإيناس قبل الإبساس ". وقد يدعون حلبة بين حلبتين ويسمون ذلك التفرير وقد يضربون ضرعها بالماء البادر لليزداد اللبن ويسمن ذلك الكسع ونظر لقيمة اللبن فإنهم يمتدحون الناقة العظيمة الضرع والغزيرة اللبن ويسمونها السلجاء .
ومن الأدوات التي يستخدمها العربي في عملية الحلب الصرار وهو خيط يشد به على الضرع وإذا صرت الناقة فإنهم يشدون على خلفها بخشبة يسمونها التودية .
¤ - لقاح النوق وحملها وولادتها :
رصدت اللغة بعض الطرق التي يتم بها التلقيح فإذا ضرب الفحل برأسه تحت الناقة من قبل ضرعها قالوا " شغر الناقة " وإذا ركب عنقها وتقحمها من فوق قالوا " إعلوط الناقة" , وإذا علا الفحل الناقة قالوا " توسنا "
ومن ملاحظات العربي أن الناقة إن رغبت في الضراب لم ترض فقيل لها " مبلم " وإذا كان في بطن الناقة ولد سميت " الجمع "
والشرخ هو نتاج كل سنة من أولاد الإبل , أما القارح فهي أول ما تحمل وإذا حملت شالت بذنبها وأعلمت بلقاحها
والمشاحذ من النوق التي أخذها المخاض ولوت بذنبها من الألم التي تحسه وقد تتمرغ على الأرض ظهرا لبطن عند المخاض فيقولون " تصلفت الناقة " ويسمونها بدو اليوم نازع لانها تنتزع عن الذود لتلد منفرده .
¤ - ترنم الشعراء العرب في وصف الإبل ترنماً يدل على مدى ارتباطها بحياتهم حيث لا تكاد تخلو قصائد الشعراء العرب من ذكر الإبل وذكرت الإبل في معلقاتهم كمعلقة النابغة الذبياني وطرفة بن العبد والأعشى وحسان بن ثابت الأنصاري وغيرهم من الشعراء :
♠- ففي معلقة طرفة بن العبد :
وإنِّي لأمضي الهمَّ ، عند احتضاره
= بعوجاءَ مرقالٍ تروح وتغتـدي
أمون كألواح الأران نصأتهــــا
= على لاحبٍ كأنه ظهر برجـد
جمالية وجناء تردي كأنهــــا
= سفنجة تبرى لأزعر أربـــد
تباري عتاقاً نـــاجيات وأتبعت
= وظيفاً فوق مور معبـــــد
تربعت القفين في الشــول ترتعي
= حدائق مولي الأسرة أغيــــد
♠- وقال الأعشى في معلقته في وصف الناقة والصحراء :
خنوف حيرانه شــملال
= وعسر أدماء حادره العيـون
من سراه الهجان جلبها العض
= ورعى الحمى وطول الحال
لم تعطف على حوار ولم يقطع
= عبيد عروقها من خــكال
عنتريس تعدو إذا مسها السوط
= كعدو المصلصل الجــوال
♠- وقال الأعشى أيضاً في معلقته :
ودع هريرة إن الركب مرتحل
= وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها
= تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
♠- وقال امرؤ القيس في وصف ناقته وما تمتاز به من جودة اللحم والشحم :
ويـوم عقـرتُ للعـذارى مطيتـي
= فيا عَجَبـاً مـن كورِهـا المُتَحَمَّـلِ
فظـلَّ العـذارى يرتميـنَ بلحمهـا
= وشحـمٍ كهـداب الدمقـس المفتـل
ويوم دخلتُ الخـدرِ خـدر عنيـزة
= فقالت لك الويـلات إنـكَ مُرجلـي
تقولُ وقد مـالَ الغَبيـطُ بنـا معـاً
= عقرت بعيري يامرأ القيـس فأنـزلِ
فقُلتُ لها سيـري وأرْخـي زِمامَـهُ
= ولا تُبعدينـي مـن جنـاك المعلـلِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْـتُ ومُرْضـعٍ
= فألهيتُهـا عـن ذي تمائـمَ محـول
♠- وقد ورد ذكر الإبل في شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه حيث قال :
وأني لمزجاء المطي على الوجى
= وإني لتراك الفراش الممهـــد
وأعمل ذات اللوث حتى أردهـا
= إذا حل عنها رحلها لم تقيـــد
أكلفها إذا تـدلـج الليل كلــه
= تروح إلى باب ابن سلمى وتعتدي
♠- وقال أيضاً :
مما يرون بها من الفتـر
= والعيس قد رفضت أزمتها
مما أضر بها من الضمر
= وعلت مساوئها محاسـنها
لفتاله بنجائب صعـــر
= كنا إذا ركد النهار لنــا
يعفين دون النص والزجر
= عوج ، نواج ، يعتلين بنا
ينفخن في حلق من الصفر
= مستقبلات كل هــاجرة
♠- وقال المتنبي في ديوانه :
لا أبغض العيس لكني وقيت بها
= قلبي من الحزن أو جسمي من السقم
طرقت من مصر أيديها بأرجلها
= حتى مرقت بنــا من جوش والعلم
نبرى بهن نعام الدو مســرجة
= تعارض الجدل والمرخــــاة باللجم
♠- ويقول المتنبي أيضا :
أرأيت همة ناقتي في ناقة
= نقلت يدا سرحا وخفا مجمرا
تركت دخان الرمث في أوطانها
= طلبا لقوم يوقدون العنبرا
وتكرمت ركباتها عن مبرك
= تقعان فيه وليس مسكا أفرا
فأتتك دامية الأظل كأنما
= حذيت قوائمها العقيق الحمرا
♠- أما النابغة الذبياني فيقول :
مقرنـــة بالعيس والأدم
= عليها الحبور محقبات المراجل
مضت إلى عذافرة صموت
= مذكرة نخل عن الكــــلال
(العيس : الإبل البيض ، الأدم : الإبل التي شاب بياضها صفرة ، العذافرة : الناقة العظيمة الشديدة ، الصموت : التي لا تشكو من تعب ، مذكر : تشبه في خلقتها خلقة الجمل)
♠- ويقول عنترة في الإبل :
وللرعيان في لقح ثمان
= تحادثهن صرا أو غرارا
أقام على خسيستهن حتى
= لقحن ونتج الأخر العشارا
وقظن على لصاف وهن غلب
= ترن متونها ليلا ظؤارا
ومنجوب له منهن صرع
= يميل إذا عدلت به الشوارا
أقل عليك ضرا من قريح
= إذا أصحابه ذمروه سارا .
-ويقول بعد أن أثقل الإبل بالأحمال مع شيبوب الذي يحدو لها :
تسير الهوينا وشيبوب حادي
= وأرجع والنوق موقـورة
وترقـد أعين أهـل الـوداد
= وتسهر لي أعين الحاسدين
♠- وقال أبو العلاء المعري :
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
= والماء فوق ظهورها محمول
♠- وقال البحتري في ديوانه :
وإذا ما تنكرت لــي بـلاد
= وخليل فإنني بالخيـــار
وخدان القلاص حولاً إذا قابلن
= حولاً من أنجم الأســحار
يترقرقن كالسراب وقد خضن
= غمارا من السراب الجاري
كالقس المعطفات بـل
= الأسهم مبريــة بـل الأوتــار
♠- وقال محمود سامي البارودي في ديوانه :
وروعاء المسامع مـا تمطت
= خروج الليث من سدف الغياض
خرجت بها على البيداء وهنأ
= إلى الغايات كالنبل المــواض
تقلب أيديــا متســابقات
= فما كفكفتها والليل غـــاض
منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .بسم الله الرحمن الرحيم
الإبل في الشعر العربي :
اهتم أهل البادية ، منذ القدم ، اهتماماً واضحاً بإبلهم ، لما تربطهم بها من علاقة حميمة ، ولاعتمادهم الكبير عليها في حياتهم ، حتى أصبحت محل مباهاة بينهم ، ولذا لم يعد غريباً أن ينظموا مسابقات تأخذ شكلاً عصرياً ، ترمي إلى التشجيع على امتلاك الإبل والعناية بها ، بوصفها جزءاً أساسياً في حياتهم ، وعنواناً لها . حلت وسائل المواصلات الحديثة محل كثير من حيوانات النقل والمواصلات في العصر الحديث ، الأمر الذي قلل إلى حدٍ بعيد من أهمية الكثير منها ويأتي الجمل في مقدمة هذه المخلوقات في منطقتنا العربية لما كان له في الماضي القريب من أهمية بالغة وعلى الرغم من هذه الحقائق إلا أن الجمل لايزال يحضى بالرعاية في الصحراء العربية للحاجة الدائمة للحومه ووبره وغير ذلك من منتجاته ، علاوة على الأهمية الإستراتيجية غير الخافية .والتي يجب أن يعيها الجميع ، إنطلاقاً من الحقائق الجيوغرافية لمناطقنا العربية ويوجد اليوم في العالم أعداد قليلة من هذا المخلوق الجميل والهام ، وتبلغ أعداده تقريبا حوالي 9 مليون راس آخذه بالتناقص للزحف المدني الجائر على المناطق الرعوية التقليدية . جاء ذكر الابل في القراء الكريم : عندما اختار الله سبحانه وتعالى الإبل ليتدبرها البشر ، فلابد أن يكون فيها من الأسرار والمواعظ الكثيرة التي تدل على عظمة الخالق جل شأنه حين قال : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) سورة الغاشية 17 خلق الله الإبل فجعل منها الناقة آية للناس فقال : ( قل هذه ناقة لها شرب ولكم شربَ يوم معلوم ولا تمسوها بسوءٍ فيأخذكم عذاب يوم عظيم ) سورة الشعراء 155
والله الذي أحاط بكل شيء علما جعل الآية من الإبل ( الناقة ) لقوم صالح وقال : ( إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ) سورة القمر 27
أشهـر الإبـل :
(1) ناقة الله لثمود : فقد اشترط قوم صالح عليه أن يقدم لهم آية ، عبارة عن ناقة عشراء تتمخض من صخرة ، فاستجاب الله لهم وكانت ترد يوماً وهم يردون في يوم آخر ، ثم أنهم عقروها فكان هذا سبب وقوع العذاب عليهم .
(2) ناقة رسول الله القصواء : وهي التي هاجر عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقال للإنصار حين استقبلوه اتركوها فهي مأمورة .
(3) ناقة البسوس : والبسوس إمرأة استجارت بجساس بن مرة ، وحين رآى ناقتها كليب بن ربيعة ترعى في حماه قتل فصيلها ، فثارت الحرب بسببها بين قبيلتي بكر وتغلب لأربعين عاماً .
(4) خلوج ابن رومي : ولها قصة مشهورة يتناقلها ابناء الجزيرة العربية .
الإبل في تراث العرب : تزخر الثقافة العربية بالكثير من الأدبيات المرتبطة بالإبل من مؤلفات وقصص وأشعار ، ذلك أن الإبل ارتبطت ( كما ارتبطت الخيل ) بإنسان الجزيرة العربية ارتباطاً عضوياً تحتمه طبيعة البيئة التي يعيش بها هذا الإنسان فكان للإبل كما للخيل مكانة خاصة لديهم ، فالإبل ترتبط بمناحي حياتهم ارتباطاً وثيقاً فعليها يركبون ويرحلون وينقلون متاعهم ، ومن حليبها يتغذون وعلى لحومها يقتاتون ، ومن وبرها يلبسون .
الإبل في أشعار قدماء العرب :
يقول عمرو بن كلثوم :
ذراعـي عيطلٍ أدماء بكــرٍ
= هجــان اللون لم تقرأ جنينا
ويقول عنترة :
فـوقـفت فيها ناقتـي وكأنها
= فـدنٌ لأقـضي حاجة المتلومِ
كما يقول :
هـل تبلّغنـي دارهـا شدنـيةٌ
= لعنـت بمحروم الشراب مصرم
ويقول الحارث بن حلزة :
غيـر أنـي قد أستعين على الهم
= إذا خـف بالثـوي النجـاء
كما يقول :
إذ رفعنا الجمال من سعف البحـ
= ريـن سيراً حتى نهاها الحساءُ
ويقول النابغة الذبياني :
أعطـى لفارهـة حلـو توابعها
= من المواهب لا تعطى على نكد ِ
أهم الكتب والمؤلفات العربية في الإبل ومن أهمها ما يلي :
(1) الإبل للكلابي
(2) الإبل للنظر بن شميل
(3) أعشار الجزور لمعمر بن المثنى
(4) الإبل للأصمعي
(5) الإبل لابن سيده
(6) حنين الإبل إلى الأوطان لربيعة البصري
(7) الإبل والشاة لابن أوس الأنصاري
(8) الإبل لأحمد بن حاتم
(9) الإبل للسجستاني
(10) الإبل لنصر بن يوسف
(11) أسنان الجزور للكلبي
(12) الإبل للرياشي
المراحل السنية للأبل : حوار - فطيم - حق - لجي - يذع - ثني - رباع - سدس - ثلب
الإبل في الشعر والأدب :
كانت الإبل ومازالت ذات أثر كبير في الأدب العربي ، فقد تناول الرواة أخبارها في أشعارهم وأقوالهم وأمثالهم فإذا كان الشعر العربي هو ديوان العرب ، فإن الإبل عمود مهم من أعمدة هذا الديوان منذ عصر الجاهلية حتى الإسلام ومابعده ، ولعلنا عندما ننتقي من اهتمامات فحول شعراء العربية ماتعلق بالإبل فإننا بذلك نكون قد أرجعنا السيف إلى غمده ، والفرع إلى أصله ، لا سيّما وأن الإبل كانت محط عناية الطبقة الأولى من الشعراء العرب .
الإبل في الشعر :
شالح بن هدلان :
يا ذيب بأوصيك لا تاكل الذيب
= كم ليلة عشاك عقب المجاعة
كم ليلة عشاك حرش العراقيب
= وكم شيخ قوم كزتة لك ذراعة
قال الشاعر سليم عبد الحي :
قم يا نديبي وارتحل بنت هملول
= عملية تقطع سراب أشهب اللال
شملولة منجوبة نسل شملول
= هباعه رباعة تهذل هذال
وجنا تبوج من الفضا كل مجهول
= وتدني المدى النايد بخف وزرفال
هي منواة الطارش الى راح مرسول
= من عند اديب مهدى نظم الامثال
وقال سليم بن عبدالحي :
يا ركب يا معتلين اكوار كوم
= من عرايب خيره القوم الهمام
صعيريات النضا حمص الخصوم
= كنهن هيم ولا فيهن اهيام
با طنيات صحيفات الحزوم
= كنس حيل لهن سبعه عوام
من نما ظبيان صحيفات الحزوم
= لينات الروس طوعات الخطام
قال الشاعر محمد بن حريب العاطفي القحطاني :
يا فاطري درهمي بي دام به شله
= من ديرة الغرب يا وجناى هجي بي
يا ما حلا بعض مرواح على حله
= لي طرف اليوم وقد الشمس بتغيبي
وقال الشاعر شليل بن عايض العلياني القحطاني :
يا راكب فوق حيل ما لها اثماني
= كنها نعام بصافي الملح رامينه
حراير من ضرايب جيش ابن ثاني
= هدو ولا باعها المكزوم في دينه
وقال الشاعر راكان بن حثلين :
يا فاطري ذبي طوارف طمية
= الى زمالك لون خشم الحصان
خبي خبيب الذيب في جـرهدية
= لا طالع الزيلان والليل داني
خبي طمية والرياض العذيــة
= وتنحــري برزان زيــن المباني
في الوصف :
لعل أجود ما قيل في وصف الإبل ، قول الشاعر العربي طرفة بن العبد في معلقته المشهورة :
وإني لأمضي الهم عند احتضاره
= بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي
أمون كألواح الآران نصاتها
= على لاحب ظهرٍ كأنّه برجدِ
وقال امرؤ القيس :
فدع ذا وسل الهم عنك بحسرةِ
= ذمولٌ إذا صام النهار وهجرا
تقطع غيطاناص كأن متونه
= إذا أظهرت تكسي ملاء منشرا
بعيدة بين المنكبين كأنها
= ترى عند مجرى الضفر هراً مشّجراً
وقال خصيمه عبيد بن الأبرص :
كأن فيه عشاراً جلةٌ شرفا
= شعثاً لها ميم قدْ همّت بأرشاحِ
بحا حناجرها هدلاً مشافرها
= تسيم أولادها في قرقر ضاحي
وقال شاعر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حسان بن ثابت رضي الله عنه :
طوى أبرق العُزاّفِ يرعدُ متنَهُ
= حنين المثالي نحْوَ صوتِ المشايِعِ
ويمضي الشاعر المرقّش الأكبر بناقته تاركاً خلفه الليل الطويل وموقد النار ، وينتهي به إلى وصف المكان في هدأة الليل :
تركتُ بها ليلاً طويلاً ومنزلاً
= وموقدُ نارٍ لمْ ترُمْهُ القوابيسُ
وتسمعُ تزقاءً من البومِ حوْلنا
= كما ضُربتْ بعدَ الهدوءِ النواقيسُ
ومن جميل قول الشعراء في وصف الناقصة ما نظمه الشاعر بشامة بن الغدير :
كأنّ يديها إذا أرقدت
= وقدْ حرن ثمّ اهتدين السبيلا
يدا سابحٍ خرّ في غمرةٍ
= وقد شارف الموتُ إلاّ قليلا
إذا أقبلت قلت مشحونةً
= أطاعت لها الريح قلعاً جفولا
وإذا أدبرت قلت مذعورةً
= من الربد تتبع هيقاً ذمولا
وقول الشاعر أبي تماّم الطائي :
وبدلها السرى بالجهل حلما
= وقد أديمها قد الأديمِ
بدت كالبدر في ليلٍ بهيمٍ
= وآبت مثل عرجونٍ قديمِ
ناقة طرفة بن العبد :
يذكر بأن الشاعر طرفة بن العبد من أكثر الشعراء صحبةً للناقة حتى أن مشكلته مع أهله صغيراً وإسرافه في اللهو شاباً دفعه إلى التغرب في البلدان هائماً على وجهه متنقّلاً بين أحياء العرب أو قاصداً الملوك ، ولا أنيس له إلا ناقته ، وهو القائل :
كأن حدوج المالكية غدوةً
= خلايا سفينٍ بالنواصفِ من ددِ
غدوليةً أو من سفين ابن يامنٍ
= يجوزُ بها الملاح طوْراً ويهتدي
يشق حباب الماء حيزومها بها
= كما قسم التربُ المفايل باليدِ
وقالت الخنساء ، وقد اتخذت الناقة مثالاً لها للتعبير عن حزنها على فقدها لشقيقها صخر فرثته بقولها :
ياصخر وراّد ماءٍ قد تناذرهُ
= أهل المواردِ ما في وردِهِ عارُ
فما عجولٌ على بوٍّ تطيف بهِ
= لها حنينانِ : أصغارٌ وأكبارُ
أما شاعر المعلقات عنترة بن شداد العبسي ، فكثيراً ما كان يوقف ناقته في دار عبلة ، ويشبهها بالبناء المتماسك المحكم في قوّته وعنفوانه :
فوقفتُ فيها ناقتي وكأنها
= فدنٌ لأقضي حاجةَ المتلوّمِ
تأوىّ له لقْصُ النعامِ كما أوَتْ
= حزق عانية لاعجم طمطمِ
كما تعبد ناقته ملهمته التي توصله إلى محبوبته وابنة عمه فيقول :
هل تبلغني دارها شدنية
= لعنت بمحروم الشراب مصرم
خطارة غب السرى زيافه
= تطس الآكام بذات خف ميثم
وصو الشاعر / كعب بن زهير الناقة بقوله :
أمست سعادُ بأرْض لا يبلغها
= إلى العتاق النجيبات المراسيل
ولن يبلغها إلا عذافرة
= لها على الإين أرقالٌ وتبغيلِ
وغير هذه الأبيات كثيرة في هذا الشأنْ , فالإبل لمْ تكن فقط رأس مال يتفاخر به ، ولكن كانت إلْهاماً يشكي إليه الشاعر همّه ، ويصفه بعدَ المشاكاة بالوصْف الدقيق . ولعل من أجمل القصائد التي ورد فيها صور جميلة هي معلقة طرفة بن العبد والتي قال فيها :-
لِخَـوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ
تلُوحُ كَباقي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يقولونَ لا تَهْلِكْ أسًى وتَجَلَّدِ
كأنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً
خَلا ياسَفينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أو مِنْ سَفينِ ابن يامِنٍ
يَجورُ بِها الملاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي
يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزومُها بِها
كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلَ باليَدِ
وفي الحَيِّ أحْوَى يَنْفُضُ المرْدَ شادِنٌ
مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ
خَذولٌ تُراعىَ رَبْرَباً بِخَميلَةٍ
تَناولُ أطْرافَ البَريرِ وتَرْتَدي
وتَبْسِمُ عن أَلْمى كأنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ له نَدِ
سَفَتْهُ إياةُ الشَّمسِ إلاّ لِثاتِهِ
أُسِفَّ ولم تَكْدِمْ عليهِ بإثمِدِ
ووجْهٍ كأنَّ الشَّمسَ ألْقتْ رِداءهَا
عليه نقيِّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ
وإنِّي لأُمْضي الهَمَّ عند احْتِضارِهِ
بعَوْجاءَ مِرْقالٍِ تَرُوحُ وتَغْتدي
أمونٍ كألْواحِ الإرانِ نَصَأْتُها
على لاحِبٍ كأنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
جُمالِيَّةٍ وَجْناءَ تَرْدى كأنَّها
سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أرْبَدِ
تُبارِي عِتاقاً ناجياتٍ وأتْبَعَتْ
وظيفاً وظيفاً فوْقَ موْرٍ مُعْبَّدِ
تَرَبَّعتِ القُفَّيْنِ في الشَّولِ ترْتَعي
حدائقَ موْلِىَّ الأسِرَّةِ أغْيَدِ
تَريعُ إلى صَوْبِ المُهيبِ وتَتَّقي
بِذي خُصَلٍ روْعاتِ أكْلَف مُلْبِدِ
كأنَّ جَناحَيْ مَضْرَحيٍّ تَكَنَّفا
حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسيبِ بِمِسْرَدِ
فطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّميلِ وتارَةً
على حَشَفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
لها فِخْذان أُكْمِلَ النَّحْضُ فيهِما
كأنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ
وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيِّ خُلوفُهُ
وأجْرِنَةٌ لُزَّتْ برأيٍ مُنَضَّدِ
كأنَّ كِنَاسَيْ ضالَةٍ يَكْنِفانِها
وأطْرَ قِسِيٍّ تحت صَلْبٍ مًؤيَّدِ
لها مِرْفقانِ أفْتلانِ كأنَّها
تَمُرُّ بسَلْمَىْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ
كقَنْطَرةِ الرُّوميِّ أقْسَمَ رَبُّها
لَتُكْتَنَفَنْ حتى تُشادَ بقَرْمَدِ
صُهابيةُ العُثْنونِ مُوجَدَةُ القَرَا
بَعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ
أُمِرَّتْ يَداها فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَتْ
لها عَضُداها في سَقيفٍ مُسَنَّدِ
جَنوحٌ دِفاقٌ عَنْدَلٌ ثم أُفْرِعَتْ
لها كَتِفاها في مُعالىً مُصَعِّدِ
كأنَّ عُلوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها
موارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهْرِ قَرْدَدِ
تَلاقَى وأَحْياناً تَبينُ كأنَّها
بَنائِقُ غُرٍّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ
وأتْلَعُ نَهَّاضٌ إذا صَعَّدَتْ به
كَسُكَّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ
وجُمْجُمَةٌ مثلُ العَلاةِ كأنَّما
وَعَى المُلْتَقَى منها إلى حَرْف مِبْرَدِ
وخَدٌّ كقِرْطاسِ الشَّآمِي ومِشْفَرٌ
كَسِبْتِ اليَماني قَدُّهُ لم يُجرَّدِ
وعَيْنانِ كالماوِيَّتَيْن اسْتَكَنَّتَا
بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
طَحورانِ عُوَّارَ القَذَى فتراهُما
كَمَكْحولَتَيْ مذْعورَةٍ أُمِّ فَرْقَد
وصادِقَتا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرَى
لِهَجْسٍ خَفيٍّ أو لِصوْتٍ مُنَدِّدِ
مُؤَلَّلتانِ تَعْرفُ العِتْقَ فيهِما
كسامَعَتَيْ شاة بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ
وأرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَذُّ مُلَمْلَمٌ
كَمِرْداةِ صَخْرٍ في صَفيحٍ مُصَمَّدِ
وأعْلَمُ مَخْروتٌ من الأنْفِ مارِنٌ
عَتيقٌ متى تَرْجُمْ به الأرضَ تَزْدَدِ
وإنْ شِئْتُ لم تُرْقِلْ وإنْ شِئْتُ أرْقَلَتْ
مَخافَةَ مَلْوِيٍّ من القَدِّ مُحْصَدِ
وإنْ شِئْتُ سامَى واسِطَ الكُورِ رأسُها
وعامَتْ بضَبْعَيْها نَجاءَ الخَفَيْدَدِ
عَلى مِثْلِها أمْضِي إذا قالَ صاحبي
ألا لَيْتَني أفْديكَ مِنْها وأفْتَدِي
وجاشَتْ إليهِ النَّفُسُ خَوْفا وخالَهُ
مُصاباً ولو أمْسَى على غيرِ مرْصَدِ
إذا القَوْمُ قالوا مَن فَتَىً خِلْتُ أنَّني
عُنيتُ فَلمْ أكْسَلْ ولم أَتَبلَّدِ
أحَلْتُ عَلَيْها بالقَطيعِ فأجْذَمَتْ
وقد خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
فَذَالَتْ كما ذالَتْ ولِيدَةُ مَجْلِسٍ
تُرِى ربَّها أذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
نَدامايَ بِيضٌ كالنُّجومِ وقَيْنَةٌ
تَروحُ إِليْنا بينَ بُرْدٍ ومُجْسَدِ
رَحيبٌ قِطابُ الجَيِبِ منها رفيقَةٌ
بِجَسِّ النَّدامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
إذا نَحنُ قُلنا أسْمِعينا انْبَرَتْ لنا
على رِسْلِها مَطْروفَةٌ لم تَشَدَّدِ
إذا رَجَّعَتْ في صَوْتِها خِلْتَ صَوْتَها
تَجاوُبَ أظْآرٍ عَلَى رُبَعٍ رَدِ
وما زالَ تَشْرابي الخُمُورَ ولَذَّتي
وبَيْعي وإنْفاقي طَريفي ومُتْلَدي
إلى أنْ تَحامَتْني العَشيرَةُ كُلُّها
وأُفْرِدْتُ إَفُرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
رأيْتُ بَني غَبْراءَ لا يُنْكُرونَني
ولا أهْلُ هذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ
ألا أيُّهذا الزَّاجِرِي أحْضُرَ الوَغَى
وأنْ أشْهَدَ الَّلذَّاتِ هل أنتَ مُخْلِدِي
فإنْ كُنْتَ لا تَسْطيعُ دفْعَ مَنِيَّتي
فدَعْني أُبادِرْها بِما مَلَكَتْ يَدِي
ولوْلا ثلاثٌ هُنَّ مِن عَيْشَةِ الفَتَى
وجَدِّكَ لم أحْفِلْ مَتَى قامَ عُوَّدِي
فمِنْهُنَّ سَبْقي العاذِلاتِ بِشَرْبَةٍ
كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ بالماءِ تزْبِدِ
وكرِّى إذا نادى المُضافُ مُجَنَّباً
كَسِيدِ الغَضا نَبَّهْتَهُ المُتَورِّدِ
وتَقْصيُر يَومِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ
مُعْجِبٌ بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُعَمَّدِ
كأنَّ البُرينَ والدَّماليجَ عُلَّقَتْ
على عَشَرٍ أو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّدِ
كريمٌ يُرَوِّي نَفْسَهُ في حَياتِهِ
سَتَعْلَمُ إنْ مُتْنا غَدا أيُّنا الصَّدِي
أرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بخيلٍ بِمالِهِ
كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالَةِ مُفْسِدِ
ترى جَثْوتَيْنِ مِن تُرابٍ عَلَيْهِما
صَفائحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
أرى الموْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي
عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ
أرى العَيْشَ كنْزا ناقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ
وما تَنْقُصُ الأيَّامُ والدَّهْرُ يَنْفَدِ
لَعَمْرُكَ إنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى
لَكالطِّوالِ المُرْخى وثِنْياهُ باليَدِ
مَتَى ما يَشَأْ يَوْما يَقُدْهُ لحتْفِهِ
ومَن يَكُ في حَبْلِ المنِيَّةِ يَنْقَدِ
فما لي أَراني وابْنَ عَمِّي مالكاً
متى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأ عَنِّي ويَبْعُدِ
يلومُ وما أدْري عَلامَ يلومُني
كما لاَمني في الحَيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبَدِ
وأيْأَسَني مِن كُلِّ خيرٍ طَلَبْتُهُ
كأنَّا وضعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ
على غيرِ شيْءٍ قُلْتُهُ غيرَ أنَّني
نَشَدْتُ فلَمْ أُفِلْ حُمولَةَ مَعْبَدِ
وقَرَّبْتُ بالقُرْبى وجَدِّكَ إنَّهُ
متى يَكُ أمْرٌ للنَّكيثَةِ أشْهَدِ
وإنْ أُدْعَ للْجُلَى أكُنْ مِن حُماتِها
وأنْ يِأْتِكَ الأعْداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ
وإنْ يِقْذِفوا بالقَذْعِ عِرْضَكَ أسْقَهِمْ
بِشُرْبِ حِياضِ الموْتِ قبْلَ التَّهَدُّدِ
بِلا حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْدَثٍ
هِجائي وقَذْفي بالشَّكاةِ ومُطْرَدي
فلَوْ كانَ مَوْلايَ امْرأً هُو غَيْرُهُ
لَفَرَّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرَني غَدي
ولكنَّ مَوْلايَ امرؤٌ هُوَ خانِقي
على الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفْتَدِ
وظُلْمُ ذَوي القُرْبَى أَشَدُّ مَضاضَةً
على المرْءِ مِن وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
فذَرْني وخُلْقِي إنَّني لكَ شاكِرٌ
ولوْ حَلَّ بَيْتِي نائياً عِنْدَ ضَرْغَدِ
فلَوْ شاءَ ربِّي كُنْتُ قيْسَ بن خالِدٍ
ولو شاءَ ربِّي كُنْتُ عَمْرَو بن مَرْثَدِ
فأصْبَحْتُ ذا مالٍ كثيرٍ وزارَني
بَنـونَ كِـرامٌ ســادَةٌ لِمُسَوَّدِ
أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفونَهُ
خَشـاشٌ كَــرَأْسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ
فآلَيْتُ لا يَنْفَكُ كَشْحي بِطانَةً
لِعَضْبٍ رقيــقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ
حُسامٍ إذا ما قُمْتُ مُنْتَصِراً بِهِ
كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدءُ ليْسَ بَمَعْضَدِ
أخي ثِقَةٍ لا يَنْثَني عَنْ ضَريبَةٍ
إذا قيلَ مَهْلاً قالَ حاجِزُهُ قَدِي
إذا ابْتَدَرَ القوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَني
منيعـاً إذا بَلَّتْ بِقائِمـهِ يَدِي
وَبَرْكٍ هُجودٍ قَدْ أثارَتْ مَخافَتي
بَواديَها أمْشي بِعَضْبٍ مُجَرَّدِ
فَمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جَلالَةٌ
عَقيلَــةَ شَيْـخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِ
يقولُ وقد تَرَّ الوَظيفُ وِسَاقُها
أَلَسْتَ تَرَى أنْ قد أتَيْتَ بِمُؤِْيِدِ
وقالَ ألاَ ماذا تَرونَ بِشارِبٍ
شَديـدٌ عَلَيْنا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّدِ
وقالَ ذَروهُ إنَّما نَفْعُها لهُ
وإلاَّ تَكُفُّوا قاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ
فظَلَّ الإِماءُ يَمْتَلِلْنَ حُوارَها
ويُسْعَى عَلَيْنا بِالسَّديفِ المُسَرْهَدِ
فإنْ مُتُّ فانْعيني بِما أنا أَهْلُهُ
وشُقِّي عَليَّ الجَيْبَ يا ابْنَةَ مَعْبَدِ
ولا تَجْعَليني كأمْرِىءٍ ليْسَ هَمُّهُ
كَهَمِّي ولا يُغْني غَنائي ومَشْهَدي
بَطيءٌ عَنْ الجُلَّى سَريعٍ إلى الخَنا
ذَلـولٍ بِأَجْماعِ الرِّجالِ مُلَهَّدِ
فَلَوْ كُنْتُ وَغْلا في الرِّجالِ لَضَرَّني
عَداوَةُ ذي الأصْحابِ والمُتَوَحِّدِ
ولكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجالَ جَراءَتي
عَلَيْهِمْ وإِقْدامي وصِدْقي ومَحْتِدي
لَعَمْرُكَ ما أمْري عَلَّي بُغُمَّةٍ
نَهـارِي ولا لَيْلي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
ويَوْمٌ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِراكِها
حِفاظـاً عَلَى عَوْراتــه والتَّهَدُّدِ
عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى
متـى تَعْتـَرِكْ فيهِ الفَرائِصُ تُرْعَدِ
وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَهُ
عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ
أرى الموتَ أعْدادَ الُّنفوسِ ولا أَرَى
بعيداً غَدًا ما أَقْرَبَ اليَوْمَ مَنْ غَدِ
سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً
ويَأْتيـكَ بِالأَخْبارِ مَـنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وَيَأْتيكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لمْ تَبِعْ لَهُ
بَتاتاً ولَمْ تَضْرِبْ لَهُ وقْتَ
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : قال الشاعر / فر اج بن مشرع الهويج السبيعي هذه القصيدة في الإبل :
نحمـد الله سعـدت بشوفـة نيـاقـي
= عقب بطاهـا علـي هـي وراعيهـا
أقولها من صميـم القلـب وأعماقـي
= وأحبهـا مـن محبـة واحـدٍ فيهـا
شعلٍ لراعي العصا مهيـب تنساقـي
= ساروحهـا مـا عـوّد يـم تاليـهـا
ما ترتـع إلا مـن البتـرا إلى صفاقـي
= ما ردها في طفاف السيـف راعيهـا
في ضف ربـعٍ إلى مـن لاح براقـي
= يرعون سحج العشاير فـي مشاهيهـا
يرعون عشب الخطر مختلف الأوراقي
= والروح تدبيرها فـي كـف واليهـا
يرعون زملوق نبـتٍ جالـه أعناقـي
= يـوم الأنـذال قاصـرةٍ هقاويـهـا
ما هم حضرٍ تعدل الماء على الساقـي
= تلقى إيديهـا حفايـا مـن مساحيهـا
كما قال الشاعر / فراج بن مشرع الهويّج السبيعي هذه القصيدة :
شريت صفراً نهار الـورد طرابـه
= صفراً طفوحٍ عذاب اللـي يماريهـا
شريتها من طورشٍ جـوك جلابـه
= يـومٍ حظـي تعـلا حـظ راعيهـا
ما ني بجمّـع رحايـل ___ و _
= ما نشري إلا سنادٍ والجرس فيهـا
عذروبها لا جاء للـورد ضبضابـه
= تشدي هنوفٍ تمقّل مـن مهاويهـا
تشدي هنوفٍ نهار العيـد نصابـه
= تضحك بسن الجهل والزين مغريها
أبغي إليا جاء من الوديـان نجابـه
= منجوبة الصـق تلفينـا طراقيهـا
قالوا من الأيسـري لتيـن نهابـه
= غدا زبدها علـى عالـي نوازيهـا
أراعى بها فاطري وأنزل مع اللابه
= اللابة اللـي تنـزّح مـن يعاديهـا
مرباعنا في شمال الصلب وحرابـه
= ومقياضنا البتر لا زانـت لياليهـا
والله ما أغبط الغشيم اللي نقش بابه
= في فيلةٍ من قروض البنك بانيهـا
وقد قال شاعر القبيلتين / دسمان بن مناحي اّل محمد السبيعي في الإبل :
العين متعة نظر والقلب مفتاحه
= أدنات ما حرك الأشواق وأحياها
لا شفت لى من خيار الذود طفاحه
= ملحاً طفوح تموح الأرض بخطاها
من طيب أبوها رقاق الزين تجتاحه
= تشعف هل الصنف والهقوه تعداها
عسماء الأيادى لجرد البيد مياحه
= وطفا تدك الوطا من كبر ماطاها
فرعاً سناد من الذرعان منزاحه
= سودا على بنتها تعـرف تهاياها
فجحاً من الساق للوبال لواحه
= غريبة اللـون تفرقها بسمراها
ملحاً تسربل بزين المشى مرتاحه
= يسبح ذهنك بصورتها وممشاها
لا حذفت راهى الأشناق شواحه
= هزعا العراقيب غاية من تمناها
خفقاء اللواحي عريضة خد مطواحه
= مشرهفة الأذن والزين يتغرشاها
واسع نحر لأوحت الهوبال فداحه
= للحوض تدحم بيسراها ويمناها
يا زينها وسط قفرٍ غـاديٍ واحه
= فيه أم سالم تجر الصوت بغناها
في نقرةٍ من خليط العشب فواحه
= وإليا روّحت عقبها من راس مفلاها
تشرب زلال الغدير وترشح ضحاحه
= تشعى المولع بحب البل ويشعاها
يقدر لها التاجر اللي يرصد أرباحه
= وإلا مقل العرب ما هوب وياها
لا شافها يشغل الناس بتلحلاحه
= ويجنب لغيرها لو كان يبغاها
ما هيب دناء تقاصرها بدوباحه
= ولا هيب زقما تسد النفس برغاها
هذيك تطلق عليها الناس جوباحه
= مستبرمٍ وجهها كنه مقفاها
تكسر شنار الهشاش وتدمر مراحه
= يا عزتي للعديم إليا تضواها
والزين يعشق بعد شقحا ومضياحه
= وضحا تردد على الأسماع طرياها
وصفراً تصاغي دقاق الشول ولقاحه
= يا زين طرخمة الصفـرا يا محلاها
وشعلٍ ليا شاشها المطنوخ بصياحه
= كن السباع الضواري تنهش أتلاها
البل سفاين ظهور البيـد شلاحه
= يا بعـد مصباحها يا بعـد ممساها
والمراجل من قديم فالبـل وفلاحه
= وإنا هل المجد والثنتيـن أخذناها
دايم زمام المكارم نلبـس وشاحه
= وأهل الوفاء تنعرف لو ما مدحناها
كل القبايل ببحر الطيب سباحه
= والمرجلة غبة ما يلحق أقصاها
والطيب قفلٍ يحوش الفذ مفتاحه
= والطايله ما تجي له كان ما جاها
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
أخوي / خيال الغلباء مشكور على المرور بالإبل عطايا الله وعلى الإضافات القيمة والله يجزاك خيرا مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
خيَّال الغلباء
04 - 09 - 2008, 01:30
http://subaevb.googlepages.com/bsmlah_slam.gif
http://subaevb.googlepages.com/l1.gif
هذي قصيدة مزاين قبيلة سبيع الغلباء
للشاعر / ماضي بن محمد بن رشود الصندلي السبيعي
عضو لجنة الشعر والشعراء
والتي عرضت مع العرض الأولي للمزاين
على قناة الساحة الشعبية
للإستماع
http://subaevb.googlepages.com/Mzayn_Subea.mp3
للتحميل
اضغط يمين ثم حفظ الهدف بأسم
مــن هــنــــا (http://subaevb.googlepages.com/Mzayn_Subea.mp3)
وكل عام وانتم بخير
http://up3.m5zn.com/get-8-2008-375mdtlve3q.jpg
http://subaevb.googlepages.com/l1.gif
جعد الوبر
05 - 09 - 2008, 02:46
أخوي / خيال الغلباء مشكور على المرور بالإبل عطايا الله وعلى الإضافات القيمة والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
جعد الوبر
14 - 09 - 2008, 05:31
أخوي / عواكيس مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
حمد ع ح
16 - 09 - 2008, 18:51
جزاك الله خيرا
جعد الوبر
17 - 09 - 2008, 02:59
أخوي / حمد مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
خيّال العرفا
17 - 09 - 2008, 23:40
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم صورة الفحل ولد تمام وهو بسن ( جذع ) :-
http://www.suhol.com/upload//uploads/images/suhol-c33d564d6b.jpg
إنها صورة لأحد أشهر الفحول المغاتير وبالرغم أنه حدث عليه عدة إختلافات وفي عدة منتديات عن مالكه وطرح في عدة صحف إعلاميه وكان من ضمنها المجلة المشهورة ( الذود ) مشكورة وللعلم أن صورة الفحل استخدمت كشعار لأحد المزاينات المشهورة والتي أقيمت في المملكة العربية السعودية ونسب لأكثر من مالك في تلك القبيلة الفحل ولد الهرش تمام، وأمه من أطيب إبل / ابن فنيسان السبيعي ووصل سوم الفحل / مليون ومائتي ألف ريال وعمر الفحل حالياً ( سديس ) ومالك الفحل هو / منصور بن سعود بن دهيمان السبيعي وماشاء الله عليه والله يبارك لراعيه ويرزقه والفحل المشهور ولد تمام وفي حقيقة أمره أنه من نسل ( عليان ) فحل العلياء للعزة من قبيلة سبيع بن عامر الغلباء وإنما غيّر اسمه دون رسمه وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
جعد الوبر
18 - 09 - 2008, 22:36
أخوي / خيال العرفا مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
كليب
30 - 09 - 2008, 09:08
بيض الله وجهك وما قصرت
جعد الوبر
30 - 09 - 2008, 19:59
أخوي / كليب عامر مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
مسلط 22
09 - 10 - 2008, 21:44
جزاك الله خيرا
جعد الوبر
10 - 10 - 2008, 22:46
أخوي / مسلط مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
صامل الميقاف
06 - 11 - 2008, 06:33
مشكور وما قصرت والله لا يهينك
جعد الوبر
07 - 11 - 2008, 21:21
أخوي / صامل الميقاف مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
مخايل الغربي
08 - 12 - 2008, 12:24
جزاك الله خيرا
http://www.sobe3.com/up/uploads/images/sobe3.com-ea6d1fc523.gif
وطبان
10 - 12 - 2008, 11:33
جزاك الله خيرا
جعد الوبر
14 - 12 - 2008, 18:44
أخوي / مخايل الغربي مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
lion1430
16 - 12 - 2008, 07:31
جزاك الله خير
جعد الوبر
18 - 12 - 2008, 22:47
أخوي / وطبان مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
جعد الوبر
16 - 01 - 2009, 02:59
أخوي / الأسد مشكور على المرور بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
حمد ع ح
24 - 04 - 2009, 13:15
مشكور وما قصرت والله لا يهينك
جعد الوبر
26 - 04 - 2009, 05:23
أخوي / حمد مشكور على مرورك العذب الكريم بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا ولا يهينك مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
خيَّال الغلباء
07 - 05 - 2009, 15:04
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى عن الإبل في سورة الغاشية : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) جاء في تفسير ابن كثير فإن خلقها عجيب وتركيبها غريب وهي في غاية القوة والشدة ومع ذلك تنقاد للضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها وكان / شريح القاضي يقول اخرجوا بنا حتى ننظر الإبل كيف خلقت وللإبل خصوصية لا نجدها في غيرها من الحيوانات الأخرى ومن ذلك تعظيم الله لها في كتابة حيث قال : " أقلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت " ثم قال بعد ذلك : " وإلى السماء كيف رفعت, وإلى الحبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت " ومن هذا التعظيم أن قدمها الله سبحانه على السماء التي امتلأت بالمجرات العملاقة وعظمة الجبال الراسيات وعظمة الأرض التي تحمل هذه الرواسي العظام ومن خصوصية الإبل أنه لا يوجد حيوان سواها يستطيع أن يقوم بما تقوم به في الصحارى القفار والمهامة التي توحي للمار بها أنه يسمع زجل الجنة وترانيمها وصبرها على العطش والجوع فكأنها خلقت لجزيرة العرب وما شاكلها من مناطق تحمل صفاتها البيئة الجغرافية ولذلك كانت للإبل في الجزيرة العربية خصوصا مكانة لم يحظ بها حيوان عند أمة من الأمم ولم تأت هذه المكانة من فراغ فالناقة والبعير يمثلان الحياة بمفهومها الشامل عند البادية والحاضرة في شبه الجزيرة العربية ذلك أن الإبل رفيقة العربي في جميع أوقاته وربما قضى من الوقت معها أكثر مما يقضيه مع أخدانه وأحبابه فهي رفيقته وأنيسته في أسفاره وسفينته في إبحاره في الصحاري ولربما اقتضت الضرورة بأن يقسو عليها في أسفاره غير مبغض لها ولا كاره وإنما ليدفع عن قليه الهم وجسمه السقم كما قال / المتنبي :-
لا أبغض العيس لكني وقيت بها
= قلبي من الهم أو جسمي من السقم
طرقت من مصر أيديها بأرجلها
= حتى مرقن بنا من جوش والعلم
نبرى بهن نعام الدو مسرجة
= تعارض الجدل والمرخاة باللحم
ومكعومة في سياط القوم نطردها
= عن منبت العشب نبغى منبت الكرم
ومع هذا تجدها صابرة محتملة لكل هذا الجهد راعية لذمام صاحبها غير ملتفتة لذلك كله لأن الذي بينها وبينه من الصداقة والود والمعروف يجعل تلك القسوة مبررة عندها ويكفيها فخرا أنه يفاخر بها في كل موطن شعرا ونثرا كما قال / المتنبي :-
أرأيت همة ناقتي في ناقة
= نقلت يدا سرحا وخفا مجمرا
تركت دخان الرمث في أوطانها
= طلبا لقوم يوقدون العنبرا
وتكرمت ركباتها عن مبرك
= تقعان فيه وليس مسكا أذفرا
فأتتك دامية الأظل كأنما
= حذيت قوائمها العقيق الأحمرا
ولا يمكن إغفال دور الإبل في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلمه وحربه فهذه القصواء كانت من نعم بني الحريش وقيل : قشير اشتراها الصديق وأخرى معها بثمانمائة درهم فأخذها منه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعمائة درهم فكانت عنده حتى ماتت وهاجر عليها وكانت رباعية عندما هاجر عليها صلى الله عليه وسلم وكانت لا تسبق حتى جاء أعرابي على جمل له فسابقها فسبقها فشق ذلك على المسلمين وقالوا سبقت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إنه حق على الله أن لا يرتفع من الدنيا شيء إلا وضعه ) وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاح عشرون ويراح إليه كل ليلة بقربتين عظيمتين من لبن فكان فيها لقائح منها الحناء والسمراء والعريس والسعدية والبغوم واليسيرة والدباء وكانت تقول أم سلمة رضى الله عنها : ( وكان عيشنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن ) أو قالت : أكثر عيشنا على نسائه فكانت لي منها لقحة تدعي العريس وكنا منها فيما شئنا من اللبن ولعائشة رضي الله تعالى عنها لقحة ولقحة تدعى السمراء غريزة ولم تكن كلقحتى فقرب راعيهن اللقاح إلى مرعى بناحية الجوانية فكانت تروح على أبياتنا فنؤتي بهما فتحلبان فتوجد لقحته تعني النبي صلى الله عليه وسلم أغزر منها بمثل لبنها أو أكثر ومما يروي أن / الضحاك بن سفيان الكلابي أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقحة تدعى بردة لم أر من الإبل شيئا قط أحسن منها وتحلب وما تحلب لقحتان عزيرتان فكانت تروح على أبياتنا يرعاها راعيا بأحد مرة وبالجماء مرة ثم يأوي بها إلى منزلنا معه ملء ثوبه مما يسقط من الشجر وما يهش من الشجر فتبيت في علف حتى الصباح فربما حلبت على أضيافه فيشربون حتى ينهلوا غبوقا ويفرق على البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما فضل ويروى أنه كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبع لقائح تكون بذي الجدر وتكون بالجماء فكان لبنها ويؤوب إلى أهل بيته ومنها لقحة تدعى مهرة ولقحة تدعى الشقراء ولقحة تدعى الدباء فكانت مهرة أرسل بها / سعد بن عبادة من نعم بني عقيل وكانت غزيرة وكانت الشقراء والدباء ابتاعهما بسوق النبط من بني عامر وكانت بردة والسمراء والعريس واليسيره والحنا يحلبن ويراح إليه بلبنهن كل ليلة وكان فيها غلام النبي صلى الله عليه وسلم يسار وعندما نتحدث عن الإبل لا نستطيع أن نتجاوز دورها في توحيد المملكة العربية السعودية حيث اعتمد عليها الملك / عبدالعزيز رحمه الله في فتوحاته التي شملت كافة أنحاء هذه البلاد ولقد استطاعت مفردات اللغة العربية إلى جانب الشعر والمثل أن تحمل إلينا صورة واضحة عن الإبل وهيئاتها وصفاتها وأعمارها وألوانها وسيرها وطباعها, كما كشفت كذلك عن الصلة الوثيقة بين العرب وهذا النوع من الحيوان الذي اعتمد عليه في سلمه وحربه وحله وترحاله وهذه الورقة تحاول أن ترسم بعض ملامح هذا الحيوان من خلال ما جاء في التراث اللغوي والأدبي عند العرب . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
http://www.2mr2.com/up/uploads/978ca2a17f.jpg
جعد الوبر
14 - 05 - 2009, 15:21
أخوي / خيال الغلباء مشكور على مرورك العذب الكريم بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا على الإضافة ولا هنت مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
خيَّال الغلباء
02 - 07 - 2009, 00:47
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن للإبل أسماء كثيرة متداولة بين الناس، نذكر العديد منها للعلم والإفادة، ومن تلك الأسماء :-
1- الإبل :-
اسم عام يشمل الذكر والأنثى والصغير والكبير وهو أشهرها، وقد قيل فيها :-
أما ترى إبلي كأن صدورهـا
= قصب بأيدي الزامرين مجوف
2- الناقة :-
هي الأنثى من الإبل إذا أجذعت، وتكنى بـ : أم مسعود، وأم حوار، وبنات الفحل، وبنات البيداء، وبنات النجائب، ومن النوق المشهورة في التاريخ ناقة الله التي اشتهرت بناقة صالح عليه السلام، والقصواء : ناقة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم التي كانت مطيته عندما هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة والعضباء ناقته الأخرى صلى الله عليه وسلم، ومن النوق المعروفة ( البسوس ) وهي التي أشعلت الحرب لمدة أربعين عاماً بين قبيلتي ابني وائل بكر وتغلب . وفي الناقة قال الشاعر :-
بكيت فحنـت ناقتـي فأجابهـا
صهيل جوادي حين لاحت ديارها
3- الجمل :-
يطلق على الذكر من الإبل، ويكنى بــ : أبي أيوب، وأبي صفوان، وفيه يقول الشاعر :-
تسألني أم الوليد جمـلاً
= يمشي رويداً ويكون أولا
4- المطية :-
هي الأنثى التي يمتطى ظهرها، وفيها يقول الشاعر / جرير التميمي وهو يمدح الخليفة / عبدالملك بن مروان :-
ألستم خير من ركب المطايا
= وأندى العالمين بطون راحِ
5- الفحل :-
ذكر الإبل، وهو الذي يقوم بتلقيح الإبل، وفيه يقول الشاعر :-
وكان هديراً من فحول تركتها
= مهلبة الأذناب خرس الشقاشق
6- البعير :-
اسم عام يشمل الذكر والأنثى، والشائع لدى الغالب أنه يقصد به الذكر من الإبل وقد ورد في كتاب حياة الحيوان للدميري أن البعير سمي بعيراً، لأنه يبعر، وهو يشمل الجمل والناقة كالإنسان يشمل الرجل والمرأة، وقال بعض المُعمرين :-
أصبحت لا أحمل السلاح ولا
= أملك رأس البعيـر إذ نفـرا
والذئب أخشاه إن مررت بـه
= وحدي وأخشى الرياح والمطرا
7- البكرة :-
هي الأنثى الشابة من الإبل، وقد قيل فيها :-
يسوقها شلا إلى أهلـه
= كما يسوق البكرة الفالج
8- الخلفة :-
الناقة عندما تلد، سميت بذلك لأنها خلفت حواراً، وتسمى أيضاً لبون .
9- اللقحة :-
هي الأنثى من الإبل والتي في بطنها مولودها، وتسمى أيضاً مخاض، وفيها يقول الشاعر :-
فأصبحت كمراح الشول حافلة
= من كل لاقحة في بطنها درر
10- الخلوج :-
هي الناقة التي مات ولدها فحزنت وأخذت تحن عليه كثيراً .
11- البدنه :-
هي الناقة التي تنحر كشعيرة من شعائر الحج .
12- الهجن :-
الركايب من الإبل، تتصف بالخفة والرشاقة، وقد قال فيها / النابغة الذبياني :-
فلتأتينك قصائد وليركبن
= جيش إليك قوادم الأكوار
13- الهمل :-
هي الإبل بلا راعِ، وقد قيل فيها :-
ترجو البقاء بدار لا بقـاء لـها
= فهل سمعت بظلٍ غيـر منتقـل
قد هيئوك لأمرٍ لو فطنـت لـه
= فأربى بنفسك أن ترعى مع الهمل
14- الراحلة :-
هي الناقة التي تركب من الإبل، وسميت بذلك لأنه يرحل عليها إلى أي مكان، وقد قيل فيها :-
رواحلنا ست ونحن ثلاثة
= نجنبهن الماء في كل مورد
15- الذلول :-
ما يركب من الإبل بعد عسفها، وتستخدم في السباقات .
16- العشراء :-
هي الناقة التي أتى عليها عشرة أشهر من حملها، وفي ذلك قال الشاعر / عبيد بن الأبرص :-
كأن فيه عشاراً جلـة شرفـا
= شعثا لها ميم قد همت بأرشاح
بحا حناجرها هدلا مشافرهـا
= تسيم أولادها في قرقر ضاحي
17- الزمل :-
الذكور من الإبل، أكثر استعمالها في ظعن النساء، وقد قيل فيها :-
أشكو إلى الله صبري من زواملهم
= وما ألاقي إذا مروا من الحـزن
18- الحيل :-
يطلق على الإبل التي لم ُتلقح أو لقحت ولم تََلقح، وفيها قال الشاعر :-
يطرحن حيرانا بكل مفازة
= سقابا وحولا لم يكمل تمامها
19- القعود :-
ما اتخذه الراعي للركوب وحمل الزاد، وسمي بذلك لأنه يقتعد عليه إلى أن يثني، فإذا أثنى فهو جمل .
20- العيس :-
هي البيض الكرام من الإبل، والتي يخالط بياضها شيء من الشقرة، يقول الشاعر :-
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
= والماء فوق ظهورها محـول
21- المسوح :-
هي الناقة التي تدر الحليب عند المسح على ثديها بدون أن يرضعها وليدها .
22- الدوسر :-
هو الجمل الضخم .
23- البخت :-
الإبل ذات الأعناق الطويلة، يقول الشاعر / عبدالله بن قيس الرقيات وهو يمدح / مصعب بن الزبير :-
إن يعيش مصعـب بخيـر قد
= أتانا من عيشنا ما نرجي
يهب الألف والخيول ويسقي
= لبن البخت في قصاع الخلنج
24- الظعائن :-
هي الإبل التي تحمل الهوادج سواء أكانت محملة بالنساء أم لا، وقال الشاعر فيها :-
بكل فلاة تنكر الأنس أرضهـا
= ظعائن حمر الحلي حمر الأيانق
25- المعاويد :-
هي الإبل التي ترفع الماء من البئر العميقة، وهي ما تسمى بــ ( السواني )
26- القلوص :-
أول ما يركب من إناث الإبل إلى أن تثني، وتكون نشطة في سيرها، يقول / حاتم الطائي :-
إذا كنت ربا للقلوص فلا يكن
= رفيقك يمشي خلفها غير راكب
27- الشول :-
هي النوق التي أتى عليها سبعة أشهر من ولادتها وخف لبنها وأرتفع ضرعها، يقول الشاعر :-
والشول يتبعها بنات لبونها
= شرقا حناجرها من الجرجار
28- الشارف :-
المسنة من النوق، وفيها قال / أبو تمام :-
وكانت كناب شارف السن طرقت
= بسقب وكانت في مخيلـة حائـل
29- الشملال :-
هي الناقة الخفيفة السريعة، قال / عبيد بن الأبرص :-
وقد أسلي همومي حين تحضرني
= بجسرة كعـلاة القيـن شمـلال
وقال الاّخر :-
يا راكب حمرا من الهجن شمليل
= تجفل إلى منه خطم له ظلاله
30- القوداء :-
هي الناقة طويلة العنق والظهر، يقول الشاعر / عبدالله بن عمر العبلي :-
فأغدت في السير حتى أتتكم
= وهي قوداء في سواهم قود
31- المدفأة :-
الإبل كثيرة الشحوم والأوبار، قال / دريد بن الصمة :-
جزيت عياضا كفره وعقوقه
= وأخرجته من المدفأة الدهـم
32- الصعود :-
هي الناقة التي تلد قبل موعدها، وفيها يقول الشاعر :-
وأوصي الراعيين لبوء تراها
= لها لبن الخليـة والصعـود
33- الرؤوم :-
هي الناقة التي تألف ولد غيرها وتدر عليه الحليب وتشمه، وقد قال الشاعر فيها :-
إذا غرقت أرباضها ثنى بكرة
= بتيهاء لم تصبح رؤوماً سلوبها
34- الميسر :-
هي الناقة التي لها رغبة في تلقيح الفحل لها .
35- الحرف :-
هي الناقة الضامرة، قال الشاعر الأموي / ذو الرمة العدوي :-
جمالية حـرف سنـاد يشلهـا
= وظيف أزج الخطو ريان سهوق
36- الوجناء :-
الناقة شديدة الضخامة، قال الشاعر / زهير بن أبي سلمى :-
فلما رأيـت أنهـا لا تجيبنـي نهضت
= إلى وجناء كالفحل جلعد
37- معشر :-
ظهور علامات الحمل على الناقة بعد ( 7 - 10 ) أيام من التلقيح المخصب .
أسماء الإبل حسب أسلوبها في شرب الماء :-
الغب : الإبل التي تشرب مرَّة واحدة كل يومين .
الغب الطلق : الإبل التي تسير أثناء النهار لتشرب من الورد .
الغب القرب : الإبل التي تسير في الليل لتشرب من الورد .
الربع : الإبل التي تشرب الماء مرَّة كل ثلاثة أيام .
الظاهرة : الإبل التي تشرب الماء مرة واحدة كل يوم .
الرفة :الإبل التي تشرب في أي وقت .
القصريد : الإبل التي تشرب القليل من الماء .
العرجاء : الإبل التي تشرب مرَّة في النهار ومرَّة في الليل
التندية : الإبل التي تعود إلى الورد لتشرب ثانية .
سلوف : ناقة تتقدم قطيع الإبل عند الورد لتشرب .
دفون : ناقة في وسط قطيع الإبل الذي يسير للشرب .
ملواح : ناقة سريعة العطش وتسمى أيضاً ( الهافَّة )
عيوف : ناقة تشم الماء ولا تشرب منه كثيراً .
مُقامح : ناقة لا تشرب لداء أصابها .
رقوب : ناقة لا تدنو من حوض الشرب أثناء الزحام, بل تنتظر وتراقب .
ملحاح : ناقة تبقى حول حوض الشرب معظم وقتها, ولا تترك الورد كثيراً .
ميراد : ناقة تتعجل للوصول إلى الورد لتشرب .
الهيام : الإبل العطشى, قال تعالى : ( فشاربون شرب الهيم ) منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
جعد الوبر
03 - 07 - 2009, 10:38
أخوي / خيال الغلباء مشكور على مرورك العذب الكريم بالإبل عطايا الله والله يجزاك خيرا على الإضافة ولا هنت مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .
lion1430
01 - 09 - 2009, 05:29
مشكور وما قصرت ولا هنت
جعد الوبر
01 - 09 - 2009, 06:29
مشكور وما قصرت ولا هنت
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir