تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ = بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني


جعد الوبر
13 - 01 - 2008, 00:38
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم قصيدة أحد قتلى الغرام لا بلاكم الله بما ابتلاه به ألا وهو / عروة بن حزام بن مهاجر الضني من بني عذرة شاعر من متيّمي العرب كان يحب ابنة عم له اسمها ( عفراء ) نشأ معها في بيت واحد لأن أباه خلفه صغيراً فكفله عمه ولما كبر خطبها عروة فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن وعاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء ( بالشام ) فلحق بها فأكرمه زوجها فأقام أياماً وودعها وانصرف فضنى حباً فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى مدائن صالح ( قرب المدينة ). ويقول فيها :



خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ = بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني

أَلم تَحْلِفا بِالله أَنِّي أَخُوكُمَا = فلمْ تفعلا ما يفعلُ الأخوانِ

ولم تَحْلِفا بِالله قدْ عَرَفْتُمَا = بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثُمَّ لاتَقِفَانِ

ولاتَزْهدا في الذُّخْرِ عندي وَأَجْمِلاَ= فَإنَّكُمَا بِيْ اليومَ مبتَلِيَانِ

أفي كلِّ يومٍ أنتَ رامٍ بلادها= بِعَيْنَيْنِ إنساناهما غَرِقَانِ

وعينايَ ما أوفيتُ نشزاً فتنظرا= بِمَأْقَيْهما إلاَّ هما تَكِفَانِ

إلمّا على العفراءِ أنّكما غداً = وَمَنْ حَلِيتْ عَيني به ولساني

فيا واشِيَيْ عفرا دعاني ونظرة ً = تقرُّ بها عينايَ ثمَّ دعاني

أَغَرَّكما لابَارَكَ الله فيكما = قميصٌ وَبُرْدا يَمنة ٍ زَهَوانِ

متى تكشفا عنِّي القميصَ تَبَيَّنا = بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيَانِ

وَتَعْتَرفَا لَحْماً قليلاً وَأَعْظُماً= دِقَاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ

على كبدي منْ حبِّ عفراءَ قرحة =ٌ وعينايَ منْ وجدٍ بها تكِفانِ

فعفراءُ أرجى النّاسُ عندي مودّة ً= وعفراء عنّي المُعْرِضُ المتواني

أُحِبُ ابْنَة َالعُذْرِيِّ حُباً وَإنْ نَأَتْ= وَدانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ

إذَا رَامَ قلبي هَجْرَهَا حالَ دونَه= شَفِيعانِ من قَلْبِي لها جَدِلانِ

إذَا قلتُ لا قالا : بلي ، ثمَّ أَصْبَحَا = جَمِعياً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ

فيا ربِّ أنتَ المستعانُ على الّذي= تحمّلتُ منْ عفراءَ منذُ زمانِ

فيا ليتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوى ً = منَ النّاسِ والأنعامِ يلتقيانِ

فَيَقْضِي مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ لُبَانة ً = ويرعاهما ربّي فلا يُريانِ

أَمامي هوى ًلانومَ دونَ لِقَائِهِ = وَخَلْفِي هوى ً قد شفَّني وبَرَاني

فمنْ يكُ لم يغرضْ فإنّي وناقتي = بِحَجْرٍ إلَى أَهْلِ الحِمى غَرَضانِ

تحنُّ فتبدي مابها منْ صبابة ٍ = وأخفي الّذي لولا الأسى لقضاني

هوى ناقتي خَلْفِي وقُدَّامي الهوى = وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ

هوايَ عراقيٌّ وتثني زمامها = لبرقٍ إذا لاحَ النجومُ يمانِ

هوايَ أمامي ليسَ خلفي معرَّجٌ = وشوق قَلوصي في الغُدُو يمانِ

لعمري إنّي يومَ بصرى وناقتي = لَمُخْتَلِفَا الأَهْواءِ مُصْطَحَبانِ

فَلَوْ تَرَكَتْنِي ناقتي من حَنِينَها = وما بي منْ وجدٍ إذاً لكفاني

متى تَجْمعي شوقي وشوقَكِ تُفْدحِي= وما لكِ بِالْعِبْءِ الثَّقِيلِ يَدَانِ

ياكبدي انا منْ مخافة ِلوعة = ِالفراقِ ومنْ صرفِ النّوى تجِفانِ

وإذْ نحن منْ أنْ تشحطَ الدّارُ غربة ً = وإنْ شقَّ البينُ للعصا وجلانِ

يقولُ ليَ الأصحابُ إذ يعذلونني = أَشَوْقٌ عِراقيٌّ وَأَنْتَ يَمَانِ

وليسَ يَمانٍ للعِراقيْ بِصَاحِبٍ = عسى في صُرُوفِ الدَّهْرِ يَلْتَقِيانِ

تحمّلتُ منْ عفراءَ ما ليسَ لي بهِ = ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ

كَأَنَّ قَطاة ٌ عُلِّقَتْ بِجَناحَهَا = على كبدي منْ شدّة ِ الخفقانِ

جعلتُ لعرّافِ اليمامة ِحكمهُ = وَعَرّافِ حَجْرٍ إنْ هما شَفيانِي

فَقالاَ : نَعَمْ نَشْفِي مِنَ الدَّاءِ كُلَّهِ= وقاما مع العُوَّادِ يُبتَدَرانِ

ودانَيْتُ فيها المُعْرِضُ المُتَوَانِي = لِيَسْتَخْبِرانِي . قُلْتُ : منذ زمانِ

فما تركا من رُقْيَة ٍ يَعْلمانِها = ولا شُرْبَة ٍ إلاَّ وقد سَقَيَانِي

فما شفا الدّاءَ الّذي بي كلّهُ = وما ذَخَرَا نُصْحاً، ولا أَلَوانِي

فقالا : شفاكَ اللهُ ، واللهِ مالنا = بِما ضُمِّنَتْ منكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ

فرُحْتُ مِنَ العَرّافِ تسقُطُ عِمَّتِي = عَنِ الرَّأْسِ ما أَلْتاثُها بِبَنانِ

معي صاحبا صِدْقٍ إذَا مِلْتُ مَيْلَة ً = وكانَ بدفّتي نضوتي عدلاني

ألا أيّها العرّافُ هل أنتَ بائعي= مكانكَ يوماً واحداً بمكاني ؟

أَلَسْتَ تراني ، لارأَيْتَ ، وأَمْسَكَتْ = بسمعكَ روعاتٌ منَ الحدثانِ

فيا عمٌ يا ذا الغَدْرِ لازِلْتَ مُبْتَلى ً = حليفاً لهمٍّ لازمٍ وهوانِ

غدرتَ وكانَ الغدرُ منكَ سجيّة ً= فَأَلْزَمْتَ قلبي دائمَ الخفقانِ

وأورثتني غمّاً وكرباً وحسرة ً = وأورثتَ عيني دائمَ الهملانِ

فلا زِلْتَ ذا شوقٍ إلَى مَنْ هويتهُ = وقلبكَ مقسومٌ بِكُلِّ مكانِ

وَإنَّا على ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا = مِنَ الحبِّ يا عفرا لَمُهْتَجِرانِ

تحدّثَ أصحابي حديثاً سمعتهُ = ضُحَيّاً وَأَعْنَاقُ المَطِيِّ ثَوانِ

فقلتُ لهم : كلاّ. وقالوا . جماعة ً = بلى ، والذي يُدْعى بِكلِّ مكانِ

أَنَاسِيَة ٌعَفْراءُ ذكريَ بَعْدَما = تركتُ لها ذِكْرا بِكُلِّ مَكَانِ

ألا لعنَ اللهُ الوشاة َ وقولهمْ = فُلاَنَة ُ أَمْسَتْ خُلَّة ٌ لِفُلاَنِ

فَوَيْحَكُمَا ياواشِيَيُ أَمِّ هَيْثَمٍ = ففيمَ إلى منْ جئتما تشيانِ ؟

ألا أيّها الواشي بعفراءَ عندنا = عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلَسْتَ ترانِي ؟

أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تَخلَّلَتْ= عناجيجهُ جسمي ، وكيفَ براني ؟

لو أنَّ طبيبَ الإنسِ والجنِّ داوياً = الّذي بيَ منْ عفراءَ ماشفياني

إذا ماجلسنا مجلساً نستلذّهُ = تَواشَوا بِنَا حتى أَمَلَّ مكاني

تكنّفني الواشونَ منْ كلِّ جانبٍ= ولو كانَ واشٍ واحدٍ لكفاني

ولو كانَ واشٍ باليمامة ِ دارهُ= وداري بأعْلى حَضْرَمُوت أَتَانِي

فَيَا حَبَّذَا مَنْ دونَهُ تَعْذِلونَنِي = ومنْ حليتْ بهِ عيني ولساني

ومنْ لو أراهُ في العدوِّ أتيتهُ = وَمَنْ لو رآنِي في العَدُوِّ أَتَانِي

ومنْ لو أراهُ صادياً لسقيتهُ = ومَنْ لو يرَانِي صادياً لَسَقَانِي

ومنْ لو أراهُ عانياً لكفيتهُ = ومَنْ لَوْ يَرانِي عانِياً لَكَفَانِي

ومنْ هابني في كلِّ أمرٍ وهبتهُ = ولو كنتُ أمضي منْ شباة ِسنانِ

يُكَلِّفُنِي عَمِّي ثمانين بَكْرَة ً = ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ

ثَمانٍ يُقْطِّعْنَ الأَزِمَّة ِبالبُرى = ويقطعنَ عرضَ البيدِ بالوخدانِ

فيا ليتَ عمّي يومَ فرّقَ بيننا= سُقيْ السُّمَّ ممزوجاً بِشَبِّ يَمانِ

بنيّة ُعمّي حيلَ بيني وبينها= وضجَّ لِوَشْكِ الفُرْقَة ِالصُّرَدانِ

فياليتَ محيّانا جميعاً وليتنا= إذا نحنُ متنا ضمّنا كفنانِ

وياليت أَنَّا الدَّهْرَ في غيرِ رِيبة ٍ= بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ

يُطْرِّدُنا الرُّعْيَانُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلٍ = يقولونَ بَكْرا عُرَّة ٍ جَربَانِ

فواللهِ ماحدّثتُ سرّكِ صاحباً = أَخاً لِي ولا فَاهَتْ بِهِ الشَّفَتانِ

سِوى أَنَّنِي قد قُلْتُ يوماً لِصَاحبي= ضُحى ًوقَلوصانا بنا تَخِدَانِ

ضُحَيّاً وَمَسَّتْنَا جَنوبٌ ضَعيفة =ٌ نسيمٌ لريّاها بنا خفقانِ

تحمّلتُ زفراتِ الضّحى فأطقتها = ومالي بزفراتِ العشيِّ يدانِ

فياعَمِّ لاأُسْقِيتَ من ذي قَرابَة ٍ = بلالاً فقدْ زلّتْ بكَ القدمانِ

فأنتَ ولم ينفعكَ فرّقتَ بيننا = ونحنُ جمعٌ شعبنا متدانِ

وَمَنَّيْتَنِي عَفْراء حتى رَجَوْتُها = وشاعَ الذي مَنَّيْتَ كُلَّ مكانِ

منعّمة ٌلمْ يأتْ بينَ شبابها = ولا عَهْدِها بِالثَّدْيِ غيرُ ثَمانِ

ترى بُرَتَيْ سِتِّ وستِّين وافياً = تهابانِ ساقيها فتنفصمانِ

فواللهِ لولا حبُّ عفراءَ ما التقى= عليَّ رواقا بيتكِ الخلِقانِ

خُلَيْقانِ هَلْها لانِ لا خَيْرَ فيهما = إذَا هَبَّتِ الأَرْواحُ يَصْطَفِقَانِ

رواقانِ تهوي الرّيحُ فوقَ ذراهما= وبِاللّيْلِ يسرِي فيهما اليَرقانِ

أَعَفْراءُ كم مِنْ زَفْرَة ٍ قد أَذقْتِنِي= وحزنٍ ألجَّ العينَ بالهملانِ

فلو أنَّ عينيْ ذي هوى ًفاضتا دماً = لفاضتْ دماً عينايَ تبتدرانِ

فهلْ حاديا عفراءَ إنْ خفتَ فوتها = عَلَيَّ إذَا نَادَيْتُ مُرعَويانِ

ضَرُوبانِ للتّالِي القطوفِ إذَا وَنَى= مشيحانِ منْ بغضائنا حذرانِ

فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما= بحمّى وطاعونٍ إلا تقفانِ ؟

فمالكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما = سرابِيلَ مُغْلاَة ًمن القَطِرانِ

فويلي على عفراءَ ويلٌ كأنّهُ = على النَّحْرِ والأَحشاءِ حَدُّ سِنَانِ

ألا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى = نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ

أحقاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ زائراً = عفيراءَ إلا والوليدُ يراني

لَوْ أَنَّ النَّاسِ وَجْدا وَمِثْلَهُ= مِنَ الجنِّ بعد الإنس يلتقيان

فيشتكيان الوجدَ تمَّت أشتكي = لأَضْعَفَ وَجْدِي فوقَ مايَجِدانِ

وماتَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوى ً = بِدِوْمة ٍ مَطْويٌّ له كَفَنَانِ

فقد تَرَكْتَنِي ما أَعِي لمحدِّثٍ = حديثاً وإنْ ناجيتهُ ونجاني

وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَّأَنَّهُ = جَنَاحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقَانِ

فسبحان الله تعالى الفرق شاسع بين قصائد الغـزل في الماضي وعفتها وقصائده ومجونها في وقتنا الحاضر اللي محبتهم محبة هرافي . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

سعد الشميسي
18 - 01 - 2008, 21:23
ولا زلت احييك فبارك الله بيككككككككككككككككككككككك

حزم الجلاميد
24 - 01 - 2008, 03:26
مشكور اخوي جعد الوبر على القصيدة مع اطيب الامنيات والسلام

جعد الوبر
31 - 05 - 2008, 21:32
بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : اليكم قصيدة أحد قتلى الغرام لا بلاكم الله بما ابتلاه به ألا وهو / عروة بن حزام بن مهاجر الضني ، من بني عذرة . شاعر ، من متيّمي العرب ، كان يحب ابنة عم له اسمها ( عفراء ) نشأ معها في بيت واحد ، لأن أباه خلفه صغيراً ، فكفله عمه . ولما كبر خطبها عروة ، فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن ، وعاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء ( بالشام ) فلحق بها ، فأكرمه زوجها . فأقام أياماً وودعها وانصرف ، فضنى حباً ، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى مدائن صالح ( قرب المدينة ).

خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ
= بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني

أَلم تَحْلِفا بِالله أَنِّي أَخُوكُمَا
= فلمْ تفعلا ما يفعلُ الأخوانِ

ولم تَحْلِفا بِالله قدْ عَرَفْتُمَا
= بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثُمَّ لاتَقِفَانِ

ولاتَزْهدا في الذُّخْرِ عندي وَأَجْمِلاَ
= فَإنَّكُمَا بِيْ اليومَ مبتَلِيَانِ

أفي كلِّ يومٍ أنتَ رامٍ بلادها
= بِعَيْنَيْنِ إنساناهما غَرِقَانِ

وعينايَ ما أوفيتُ نشزاً فتنظرا
= بِمَأْقَيْهما إلاَّ هما تَكِفَانِ

إلمّا على العفراءِ أنّكما غداً
= وَمَنْ حَلِيتْ عَيني به ولساني

فيا واشِيَيْ عفرا دعاني ونظرة ً
= تقرُّ بها عينايَ ثمَّ دعاني

أَغَرَّكما لابَارَكَ الله فيكما
= قميصٌ وَبُرْدا يَمنة ٍ زَهَوانِ

متى تكشفا عنِّي القميصَ تَبَيَّنا
= بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيَانِ

وَتَعْتَرفَا لَحْماً قليلاً وَأَعْظُماً
= دِقَاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ

على كبدي منْ حبِّ عفراءَ قرحة
=ٌ وعينايَ منْ وجدٍ بها تكِفانِ

فعفراءُ أرجى النّاسُ عندي مودّة ً
= وعفراء عنّي المُعْرِضُ المتواني

أُحِبُ ابْنَة َالعُذْرِيِّ حُباً وَإنْ نَأَتْ
= وَدانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ

إذَا رَامَ قلبي هَجْرَهَا حالَ دونَه
= شَفِيعانِ من قَلْبِي لها جَدِلانِ

إذَا قلتُ لا قالا : بلي ، ثمَّ أَصْبَحَا
= جَمِعياً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ

فيا ربِّ أنتَ المستعانُ على الّذي
= تحمّلتُ منْ عفراءَ منذُ زمانِ

فيا ليتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوى ً
= منَ النّاسِ والأنعامِ يلتقيانِ

فَيَقْضِي مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ لُبَانة ً
= ويرعاهما ربّي فلا يُريانِ

أَمامي هوى ًلانومَ دونَ لِقَائِهِ
= وَخَلْفِي هوى ً قد شفَّني وبَرَاني

فمنْ يكُ لم يغرضْ فإنّي وناقتي
= بِحَجْرٍ إلَى أَهْلِ الحِمى غَرَضانِ

تحنُّ فتبدي مابها منْ صبابة ٍ
= وأخفي الّذي لولا الأسى لقضاني

هوى ناقتي خَلْفِي وقُدَّامي الهوى
= وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ

هوايَ عراقيٌّ وتثني زمامها
= لبرقٍ إذا لاحَ النجومُ يمانِ

هوايَ أمامي ليسَ خلفي معرَّجٌ
= وشوق قَلوصي في الغُدُو يمانِ

لعمري إنّي يومَ بصرى وناقتي
= لَمُخْتَلِفَا الأَهْواءِ مُصْطَحَبانِ

فَلَوْ تَرَكَتْنِي ناقتي من حَنِينَها
= وما بي منْ وجدٍ إذاً لكفاني

متى تَجْمعي شوقي وشوقَكِ تُفْدحِي
= وما لكِ بِالْعِبْءِ الثَّقِيلِ يَدَانِ

ياكبدي انا منْ مخافة ِلوعة
= ِالفراقِ ومنْ صرفِ النّوى تجِفانِ

وإذْ نحن منْ أنْ تشحطَ الدّارُ غربة ً
= وإنْ شقَّ البينُ للعصا وجلانِ

يقولُ ليَ الأصحابُ إذ يعذلونني
= أَشَوْقٌ عِراقيٌّ وَأَنْتَ يَمَانِ

وليسَ يَمانٍ للعِراقيْ بِصَاحِبٍ
= عسى في صُرُوفِ الدَّهْرِ يَلْتَقِيانِ

تحمّلتُ منْ عفراءَ ما ليسَ لي بهِ
= ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ

كَأَنَّ قَطاة ٌ عُلِّقَتْ بِجَناحَهَا
= على كبدي منْ شدّة ِ الخفقانِ

جعلتُ لعرّافِ اليمامة ِحكمهُ
= وَعَرّافِ حَجْرٍ إنْ هما شَفيانِي

فَقالاَ : نَعَمْ نَشْفِي مِنَ الدَّاءِ كُلَّهِ
= وقاما مع العُوَّادِ يُبتَدَرانِ

ودانَيْتُ فيها المُعْرِضُ المُتَوَانِي
= لِيَسْتَخْبِرانِي . قُلْتُ : منذ زمانِ

فما تركا من رُقْيَة ٍ يَعْلمانِها
= ولا شُرْبَة ٍ إلاَّ وقد سَقَيَانِي

فما شفا الدّاءَ الّذي بي كلّهُ
= وما ذَخَرَا نُصْحاً، ولا أَلَوانِي

فقالا : شفاكَ اللهُ ، واللهِ مالنا
= بِما ضُمِّنَتْ منكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ

فرُحْتُ مِنَ العَرّافِ تسقُطُ عِمَّتِي
= عَنِ الرَّأْسِ ما أَلْتاثُها بِبَنانِ

معي صاحبا صِدْقٍ إذَا مِلْتُ مَيْلَة ً
= وكانَ بدفّتي نضوتي عدلاني

ألا أيّها العرّافُ هل أنتَ بائعي
= مكانكَ يوماً واحداً بمكاني ؟

أَلَسْتَ تراني ، لارأَيْتَ ، وأَمْسَكَتْ
= بسمعكَ روعاتٌ منَ الحدثانِ

فيا عمٌ يا ذا الغَدْرِ لازِلْتَ مُبْتَلى ً
= حليفاً لهمٍّ لازمٍ وهوانِ

غدرتَ وكانَ الغدرُ منكَ سجيّة ً
= فَأَلْزَمْتَ قلبي دائمَ الخفقانِ

وأورثتني غمّاً وكرباً وحسرة ً
= وأورثتَ عيني دائمَ الهملانِ

فلا زِلْتَ ذا شوقٍ إلَى مَنْ هويتهُ
= وقلبكَ مقسومٌ بِكُلِّ مكانِ

وَإنَّا على ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا
= مِنَ الحبِّ يا عفرا لَمُهْتَجِرانِ

تحدّثَ أصحابي حديثاً سمعتهُ
= ضُحَيّاً وَأَعْنَاقُ المَطِيِّ ثَوانِ

فقلتُ لهم : كلاّ. وقالوا . جماعة ً
= بلى ، والذي يُدْعى بِكلِّ مكانِ

أَنَاسِيَة ٌعَفْراءُ ذكريَ بَعْدَما
= تركتُ لها ذِكْرا بِكُلِّ مَكَانِ

ألا لعنَ اللهُ الوشاة َ وقولهمْ
= فُلاَنَة ُ أَمْسَتْ خُلَّة ٌ لِفُلاَنِ

فَوَيْحَكُمَا ياواشِيَيُ أَمِّ هَيْثَمٍ
= ففيمَ إلى منْ جئتما تشيانِ ؟

ألا أيّها الواشي بعفراءَ عندنا
= عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلَسْتَ ترانِي ؟

أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تَخلَّلَتْ
= عناجيجهُ جسمي ، وكيفَ براني ؟

لو أنَّ طبيبَ الإنسِ والجنِّ داوياً
= الّذي بيَ منْ عفراءَ ماشفياني

إذا ماجلسنا مجلساً نستلذّهُ
= تَواشَوا بِنَا حتى أَمَلَّ مكاني

تكنّفني الواشونَ منْ كلِّ جانبٍ
= ولو كانَ واشٍ واحدٍ لكفاني

ولو كانَ واشٍ باليمامة ِ دارهُ
= وداري بأعْلى حَضْرَمُوت أَتَانِي

فَيَا حَبَّذَا مَنْ دونَهُ تَعْذِلونَنِي
= ومنْ حليتْ بهِ عيني ولساني

ومنْ لو أراهُ في العدوِّ أتيتهُ
= وَمَنْ لو رآنِي في العَدُوِّ أَتَانِي

ومنْ لو أراهُ صادياً لسقيتهُ
= ومَنْ لو يرَانِي صادياً لَسَقَانِي

ومنْ لو أراهُ عانياً لكفيتهُ
= ومَنْ لَوْ يَرانِي عانِياً لَكَفَانِي

ومنْ هابني في كلِّ أمرٍ وهبتهُ
= ولو كنتُ أمضي منْ شباة ِسنانِ

يُكَلِّفُنِي عَمِّي ثمانين بَكْرَة ً
= ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ

ثَمانٍ يُقْطِّعْنَ الأَزِمَّة ِبالبُرى
= ويقطعنَ عرضَ البيدِ بالوخدانِ

فيا ليتَ عمّي يومَ فرّقَ بيننا
= سُقيْ السُّمَّ ممزوجاً بِشَبِّ يَمانِ

بنيّة ُعمّي حيلَ بيني وبينها
= وضجَّ لِوَشْكِ الفُرْقَة ِالصُّرَدانِ

فياليتَ محيّانا جميعاً وليتنا
= إذا نحنُ متنا ضمّنا كفنانِ

وياليت أَنَّا الدَّهْرَ في غيرِ رِيبة ٍ
= بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ

يُطْرِّدُنا الرُّعْيَانُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلٍ
= يقولونَ بَكْرا عُرَّة ٍ جَربَانِ

فواللهِ ماحدّثتُ سرّكِ صاحباً
= أَخاً لِي ولا فَاهَتْ بِهِ الشَّفَتانِ

سِوى أَنَّنِي قد قُلْتُ يوماً لِصَاحبي
= ضُحى ًوقَلوصانا بنا تَخِدَانِ

ضُحَيّاً وَمَسَّتْنَا جَنوبٌ ضَعيفة
=ٌ نسيمٌ لريّاها بنا خفقانِ

تحمّلتُ زفراتِ الضّحى فأطقتها
= ومالي بزفراتِ العشيِّ يدانِ

فياعَمِّ لاأُسْقِيتَ من ذي قَرابَة ٍ
= بلالاً فقدْ زلّتْ بكَ القدمانِ

فأنتَ ولم ينفعكَ فرّقتَ بيننا
= ونحنُ جمعٌ شعبنا متدانِ

وَمَنَّيْتَنِي عَفْراء حتى رَجَوْتُها
= وشاعَ الذي مَنَّيْتَ كُلَّ مكانِ

منعّمة ٌلمْ يأتْ بينَ شبابها
= ولا عَهْدِها بِالثَّدْيِ غيرُ ثَمانِ

ترى بُرَتَيْ سِتِّ وستِّين وافياً
= تهابانِ ساقيها فتنفصمانِ

فواللهِ لولا حبُّ عفراءَ ما التقى
= عليَّ رواقا بيتكِ الخلِقانِ

خُلَيْقانِ هَلْها لانِ لا خَيْرَ فيهما
= إذَا هَبَّتِ الأَرْواحُ يَصْطَفِقَانِ

رواقانِ تهوي الرّيحُ فوقَ ذراهما
= وبِاللّيْلِ يسرِي فيهما اليَرقانِ

أَعَفْراءُ كم مِنْ زَفْرَة ٍ قد أَذقْتِنِي
= وحزنٍ ألجَّ العينَ بالهملانِ

فلو أنَّ عينيْ ذي هوى ًفاضتا دماً
= لفاضتْ دماً عينايَ تبتدرانِ

فهلْ حاديا عفراءَ إنْ خفتَ فوتها
= عَلَيَّ إذَا نَادَيْتُ مُرعَويانِ

ضَرُوبانِ للتّالِي القطوفِ إذَا وَنَى
= مشيحانِ منْ بغضائنا حذرانِ

فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما
= بحمّى وطاعونٍ إلا تقفانِ ؟

فمالكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما
= سرابِيلَ مُغْلاَة ًمن القَطِرانِ

فويلي على عفراءَ ويلٌ كأنّهُ
= على النَّحْرِ والأَحشاءِ حَدُّ سِنَانِ

ألا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى
= نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ

أحقاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ زائراً
= عفيراءَ إلا والوليدُ يراني

لَوْ أَنَّ النَّاسِ وَجْدا وَمِثْلَهُ
= مِنَ الجنِّ بعد الإنس يلتقيان

فيشتكيان الوجدَ تمَّت أشتكي
= لأَضْعَفَ وَجْدِي فوقَ مايَجِدانِ

وماتَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوى ً
= بِدِوْمة ٍ مَطْويٌّ له كَفَنَانِ

فقد تَرَكْتَنِي ما أَعِي لمحدِّثٍ
= حديثاً وإنْ ناجيتهُ ونجاني

وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَّأَنَّهُ
= جَنَاحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقَانِ

سبحان الله الفرق شاسع بين قصائد الغـزل في الماضي وعفتها وقصائده ومجونها في وقتنا الحاضر . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

أخوي سعد الشميسي مشكور على المرور بقصيدة العذري في الهلاليين وأحبك الله مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي

ابوحمدان
02 - 06 - 2008, 06:39
المكرم الاخ / جعد الوبر ........... حفظه الله ،،،

.. القصه معروفه .. وقداطلعت عليها في الأغاني .. ولكني لم أقع قبل هذا عل نص القصيده كاملاً..وألتمس _ اذاأمكن _ ذكر المرجع لأقتنائه وعسى أن نجد فيه من الجيد مالانتوقعه .

.. أشكرك جزيل الشكر ..

... تقبل تشرفي بالمرور والاطلاع ...

جعد الوبر
05 - 06 - 2008, 20:47
أخوي أبوحمدان مشكور على المرور بقصيدة العذري في الهلاليين وهناك كتب كثيرة تكلمت عن قتلى الغرام وقد نقلتها من أحد المواقع في الشبكة العنكبوتية مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي

خيَّال الغلباء
06 - 06 - 2008, 01:45
أخي الكريم / جعد الوبر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على هذه القصيدة الرائعة للمتيم / عروة عفراء العذري في خليليه من عليا هلال بن عامر بن صعصعة والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

خالد الشماسي
06 - 06 - 2008, 19:59
شكرا لك اخي جعد الوبر على ايراد قصيدة عروة بن حزام بن مهاجر الضني


حسبي الله على أمها اللي حرمته بنت عمه وزوجتها الأموي



ماله عم ولا كان سنع ولده

جعد الوبر
11 - 06 - 2008, 23:43
أخوي حزم الجلاميد شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين مع خالص تحياتي .

جعد الوبر
15 - 06 - 2008, 12:00
أخوي / خيال الغلباء شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين مع خالص تحياتي .

منسم الحفيات
16 - 07 - 2008, 10:50
جعد الوبر جزاك الله خيرا

جعد الوبر
19 - 07 - 2008, 01:07
بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : اليكم قصيدة أحد قتلى الغرام لا بلاكم الله بما ابتلاه به ألا وهو / عروة بن حزام بن مهاجر الضني ، من بني عذرة . شاعر ، من متيّمي العرب ، كان يحب ابنة عم له اسمها ( عفراء ) نشأ معها في بيت واحد ، لأن أباه خلفه صغيراً ، فكفله عمه . ولما كبر خطبها عروة ، فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن ، وعاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء ( بالشام ) فلحق بها ، فأكرمه زوجها . فأقام أياماً وودعها وانصرف ، فضنى حباً ، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى مدائن صالح ( قرب المدينة ).

خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ
= بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني

أَلم تَحْلِفا بِالله أَنِّي أَخُوكُمَا
= فلمْ تفعلا ما يفعلُ الأخوانِ

ولم تَحْلِفا بِالله قدْ عَرَفْتُمَا
= بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثُمَّ لاتَقِفَانِ

ولاتَزْهدا في الذُّخْرِ عندي وَأَجْمِلاَ
= فَإنَّكُمَا بِيْ اليومَ مبتَلِيَانِ

أفي كلِّ يومٍ أنتَ رامٍ بلادها
= بِعَيْنَيْنِ إنساناهما غَرِقَانِ

وعينايَ ما أوفيتُ نشزاً فتنظرا
= بِمَأْقَيْهما إلاَّ هما تَكِفَانِ

إلمّا على العفراءِ أنّكما غداً
= وَمَنْ حَلِيتْ عَيني به ولساني

فيا واشِيَيْ عفرا دعاني ونظرة ً
= تقرُّ بها عينايَ ثمَّ دعاني

أَغَرَّكما لابَارَكَ الله فيكما
= قميصٌ وَبُرْدا يَمنة ٍ زَهَوانِ

متى تكشفا عنِّي القميصَ تَبَيَّنا
= بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيَانِ

وَتَعْتَرفَا لَحْماً قليلاً وَأَعْظُماً
= دِقَاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ

على كبدي منْ حبِّ عفراءَ قرحة
=ٌ وعينايَ منْ وجدٍ بها تكِفانِ

فعفراءُ أرجى النّاسُ عندي مودّة ً
= وعفراء عنّي المُعْرِضُ المتواني

أُحِبُ ابْنَة َالعُذْرِيِّ حُباً وَإنْ نَأَتْ
= وَدانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ

إذَا رَامَ قلبي هَجْرَهَا حالَ دونَه
= شَفِيعانِ من قَلْبِي لها جَدِلانِ

إذَا قلتُ لا قالا : بلي ، ثمَّ أَصْبَحَا
= جَمِعياً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ

فيا ربِّ أنتَ المستعانُ على الّذي
= تحمّلتُ منْ عفراءَ منذُ زمانِ

فيا ليتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوى ً
= منَ النّاسِ والأنعامِ يلتقيانِ

فَيَقْضِي مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ لُبَانة ً
= ويرعاهما ربّي فلا يُريانِ

أَمامي هوى ًلانومَ دونَ لِقَائِهِ
= وَخَلْفِي هوى ً قد شفَّني وبَرَاني

فمنْ يكُ لم يغرضْ فإنّي وناقتي
= بِحَجْرٍ إلَى أَهْلِ الحِمى غَرَضانِ

تحنُّ فتبدي مابها منْ صبابة ٍ
= وأخفي الّذي لولا الأسى لقضاني

هوى ناقتي خَلْفِي وقُدَّامي الهوى
= وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ

هوايَ عراقيٌّ وتثني زمامها
= لبرقٍ إذا لاحَ النجومُ يمانِ

هوايَ أمامي ليسَ خلفي معرَّجٌ
= وشوق قَلوصي في الغُدُو يمانِ

لعمري إنّي يومَ بصرى وناقتي
= لَمُخْتَلِفَا الأَهْواءِ مُصْطَحَبانِ

فَلَوْ تَرَكَتْنِي ناقتي من حَنِينَها
= وما بي منْ وجدٍ إذاً لكفاني

متى تَجْمعي شوقي وشوقَكِ تُفْدحِي
= وما لكِ بِالْعِبْءِ الثَّقِيلِ يَدَانِ

ياكبدي انا منْ مخافة ِلوعة
= ِالفراقِ ومنْ صرفِ النّوى تجِفانِ

وإذْ نحن منْ أنْ تشحطَ الدّارُ غربة ً
= وإنْ شقَّ البينُ للعصا وجلانِ

يقولُ ليَ الأصحابُ إذ يعذلونني
= أَشَوْقٌ عِراقيٌّ وَأَنْتَ يَمَانِ

وليسَ يَمانٍ للعِراقيْ بِصَاحِبٍ
= عسى في صُرُوفِ الدَّهْرِ يَلْتَقِيانِ

تحمّلتُ منْ عفراءَ ما ليسَ لي بهِ
= ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ

كَأَنَّ قَطاة ٌ عُلِّقَتْ بِجَناحَهَا
= على كبدي منْ شدّة ِ الخفقانِ

جعلتُ لعرّافِ اليمامة ِحكمهُ
= وَعَرّافِ حَجْرٍ إنْ هما شَفيانِي

فَقالاَ : نَعَمْ نَشْفِي مِنَ الدَّاءِ كُلَّهِ
= وقاما مع العُوَّادِ يُبتَدَرانِ

ودانَيْتُ فيها المُعْرِضُ المُتَوَانِي
= لِيَسْتَخْبِرانِي . قُلْتُ : منذ زمانِ

فما تركا من رُقْيَة ٍ يَعْلمانِها
= ولا شُرْبَة ٍ إلاَّ وقد سَقَيَانِي

فما شفا الدّاءَ الّذي بي كلّهُ
= وما ذَخَرَا نُصْحاً، ولا أَلَوانِي

فقالا : شفاكَ اللهُ ، واللهِ مالنا
= بِما ضُمِّنَتْ منكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ

فرُحْتُ مِنَ العَرّافِ تسقُطُ عِمَّتِي
= عَنِ الرَّأْسِ ما أَلْتاثُها بِبَنانِ

معي صاحبا صِدْقٍ إذَا مِلْتُ مَيْلَة ً
= وكانَ بدفّتي نضوتي عدلاني

ألا أيّها العرّافُ هل أنتَ بائعي
= مكانكَ يوماً واحداً بمكاني ؟

أَلَسْتَ تراني ، لارأَيْتَ ، وأَمْسَكَتْ
= بسمعكَ روعاتٌ منَ الحدثانِ

فيا عمٌ يا ذا الغَدْرِ لازِلْتَ مُبْتَلى ً
= حليفاً لهمٍّ لازمٍ وهوانِ

غدرتَ وكانَ الغدرُ منكَ سجيّة ً
= فَأَلْزَمْتَ قلبي دائمَ الخفقانِ

وأورثتني غمّاً وكرباً وحسرة ً
= وأورثتَ عيني دائمَ الهملانِ

فلا زِلْتَ ذا شوقٍ إلَى مَنْ هويتهُ
= وقلبكَ مقسومٌ بِكُلِّ مكانِ

وَإنَّا على ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا
= مِنَ الحبِّ يا عفرا لَمُهْتَجِرانِ

تحدّثَ أصحابي حديثاً سمعتهُ
= ضُحَيّاً وَأَعْنَاقُ المَطِيِّ ثَوانِ

فقلتُ لهم : كلاّ. وقالوا . جماعة ً
= بلى ، والذي يُدْعى بِكلِّ مكانِ

أَنَاسِيَة ٌعَفْراءُ ذكريَ بَعْدَما
= تركتُ لها ذِكْرا بِكُلِّ مَكَانِ

ألا لعنَ اللهُ الوشاة َ وقولهمْ
= فُلاَنَة ُ أَمْسَتْ خُلَّة ٌ لِفُلاَنِ

فَوَيْحَكُمَا ياواشِيَيُ أَمِّ هَيْثَمٍ
= ففيمَ إلى منْ جئتما تشيانِ ؟

ألا أيّها الواشي بعفراءَ عندنا
= عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلَسْتَ ترانِي ؟

أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تَخلَّلَتْ
= عناجيجهُ جسمي ، وكيفَ براني ؟

لو أنَّ طبيبَ الإنسِ والجنِّ داوياً
= الّذي بيَ منْ عفراءَ ماشفياني

إذا ماجلسنا مجلساً نستلذّهُ
= تَواشَوا بِنَا حتى أَمَلَّ مكاني

تكنّفني الواشونَ منْ كلِّ جانبٍ
= ولو كانَ واشٍ واحدٍ لكفاني

ولو كانَ واشٍ باليمامة ِ دارهُ
= وداري بأعْلى حَضْرَمُوت أَتَانِي

فَيَا حَبَّذَا مَنْ دونَهُ تَعْذِلونَنِي
= ومنْ حليتْ بهِ عيني ولساني

ومنْ لو أراهُ في العدوِّ أتيتهُ
= وَمَنْ لو رآنِي في العَدُوِّ أَتَانِي

ومنْ لو أراهُ صادياً لسقيتهُ
= ومَنْ لو يرَانِي صادياً لَسَقَانِي

ومنْ لو أراهُ عانياً لكفيتهُ
= ومَنْ لَوْ يَرانِي عانِياً لَكَفَانِي

ومنْ هابني في كلِّ أمرٍ وهبتهُ
= ولو كنتُ أمضي منْ شباة ِسنانِ

يُكَلِّفُنِي عَمِّي ثمانين بَكْرَة ً
= ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ

ثَمانٍ يُقْطِّعْنَ الأَزِمَّة ِبالبُرى
= ويقطعنَ عرضَ البيدِ بالوخدانِ

فيا ليتَ عمّي يومَ فرّقَ بيننا
= سُقيْ السُّمَّ ممزوجاً بِشَبِّ يَمانِ

بنيّة ُعمّي حيلَ بيني وبينها
= وضجَّ لِوَشْكِ الفُرْقَة ِالصُّرَدانِ

فياليتَ محيّانا جميعاً وليتنا
= إذا نحنُ متنا ضمّنا كفنانِ

وياليت أَنَّا الدَّهْرَ في غيرِ رِيبة ٍ
= بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ

يُطْرِّدُنا الرُّعْيَانُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلٍ
= يقولونَ بَكْرا عُرَّة ٍ جَربَانِ

فواللهِ ماحدّثتُ سرّكِ صاحباً
= أَخاً لِي ولا فَاهَتْ بِهِ الشَّفَتانِ

سِوى أَنَّنِي قد قُلْتُ يوماً لِصَاحبي
= ضُحى ًوقَلوصانا بنا تَخِدَانِ

ضُحَيّاً وَمَسَّتْنَا جَنوبٌ ضَعيفة
=ٌ نسيمٌ لريّاها بنا خفقانِ

تحمّلتُ زفراتِ الضّحى فأطقتها
= ومالي بزفراتِ العشيِّ يدانِ

فياعَمِّ لاأُسْقِيتَ من ذي قَرابَة ٍ
= بلالاً فقدْ زلّتْ بكَ القدمانِ

فأنتَ ولم ينفعكَ فرّقتَ بيننا
= ونحنُ جمعٌ شعبنا متدانِ

وَمَنَّيْتَنِي عَفْراء حتى رَجَوْتُها
= وشاعَ الذي مَنَّيْتَ كُلَّ مكانِ

منعّمة ٌلمْ يأتْ بينَ شبابها
= ولا عَهْدِها بِالثَّدْيِ غيرُ ثَمانِ

ترى بُرَتَيْ سِتِّ وستِّين وافياً
= تهابانِ ساقيها فتنفصمانِ

فواللهِ لولا حبُّ عفراءَ ما التقى
= عليَّ رواقا بيتكِ الخلِقانِ

خُلَيْقانِ هَلْها لانِ لا خَيْرَ فيهما
= إذَا هَبَّتِ الأَرْواحُ يَصْطَفِقَانِ

رواقانِ تهوي الرّيحُ فوقَ ذراهما
= وبِاللّيْلِ يسرِي فيهما اليَرقانِ

أَعَفْراءُ كم مِنْ زَفْرَة ٍ قد أَذقْتِنِي
= وحزنٍ ألجَّ العينَ بالهملانِ

فلو أنَّ عينيْ ذي هوى ًفاضتا دماً
= لفاضتْ دماً عينايَ تبتدرانِ

فهلْ حاديا عفراءَ إنْ خفتَ فوتها
= عَلَيَّ إذَا نَادَيْتُ مُرعَويانِ

ضَرُوبانِ للتّالِي القطوفِ إذَا وَنَى
= مشيحانِ منْ بغضائنا حذرانِ

فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما
= بحمّى وطاعونٍ إلا تقفانِ ؟

فمالكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما
= سرابِيلَ مُغْلاَة ًمن القَطِرانِ

فويلي على عفراءَ ويلٌ كأنّهُ
= على النَّحْرِ والأَحشاءِ حَدُّ سِنَانِ

ألا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى
= نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ

أحقاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ زائراً
= عفيراءَ إلا والوليدُ يراني

لَوْ أَنَّ النَّاسِ وَجْدا وَمِثْلَهُ
= مِنَ الجنِّ بعد الإنس يلتقيان

فيشتكيان الوجدَ تمَّت أشتكي
= لأَضْعَفَ وَجْدِي فوقَ مايَجِدانِ

وماتَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوى ً
= بِدِوْمة ٍ مَطْويٌّ له كَفَنَانِ

فقد تَرَكْتَنِي ما أَعِي لمحدِّثٍ
= حديثاً وإنْ ناجيتهُ ونجاني

وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَّأَنَّهُ
= جَنَاحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقَانِ

سبحان الله الفرق شاسع بين قصائد الغـزل في الماضي وعفتها وقصائده ومجونها في وقتنا الحاضر . منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

أخوي الأستاذ أبو عمر خالد الشماسي شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

س ب ع 777
19 - 07 - 2008, 01:38
بيض الله وجهك

جعد الوبر
20 - 07 - 2008, 13:56
أخوي منسم الحفيات شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

مسلط 22
25 - 07 - 2008, 23:50
جعد الوبر بيض الله وجهك ولا هنت .

عواكيس
26 - 07 - 2008, 05:57
أخوي / جعد الوبر بيض الله وجهك وشكرا لك على هذه القصيدة الجميلة مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

جعد الوبر
01 - 08 - 2008, 22:42
أخوي / سبع شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

جعد الوبر
03 - 08 - 2008, 01:25
أخوي / مسلط شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

جعد الوبر
05 - 08 - 2008, 07:16
أخوي / عواكيس شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

حمد ع ح
22 - 08 - 2008, 14:03
مشكور ولا هنت

جعد الوبر
23 - 08 - 2008, 13:35
أخوي / حمد شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين والله لا يهينك مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

صامل الميقاف
17 - 09 - 2008, 04:07
جزاك الله خيرا

جعد الوبر
18 - 09 - 2008, 22:47
أخوي / صامل الميقاف شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين والله لا يهينك مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

كليب
19 - 09 - 2008, 07:23
جزاك الله خيرا

جعد الوبر
20 - 09 - 2008, 18:50
أخوي / كليب عامر شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين والله لا يهينك مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

خيّال العرفا
29 - 09 - 2008, 00:15
جزاك الله خيرا

جعد الوبر
29 - 09 - 2008, 20:55
أخوي / خيال العرفا شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

جميعان
05 - 10 - 2008, 00:00
بسم الله الرحمن الرحيم


الشكر الجزيل لأستاذنا الفاضل جعد الوبر على هذا الموضوع الجميل.


وأسأل الله العظيم إن كان الشاعر من الطيبين أن يعوضه الله بالحور العين في جنات النعيم آمين.


ففي الناس أبدال وفي الترك راحة.

والعاشق مثل فاقد العقل يحتاج إلى تذكر وإلى إدراك أن الذي قد خلقها ، قد خلق غيرها وقلب الرجل يتسع

لأكثر مما يراه العشاق المتوهمون. وابن آدم عجيب يتعلق بالشي ، وإذا حصله زهد فيه أو على الأقل انشغل عنه بغيره.

نسأل الله العافية كما نسأله أن يرد عقول العاشقين.

جعد الوبر
05 - 10 - 2008, 17:25
أخينا الكريم وشيخنا الفاضل / جميعان بعد السلام شكرا لمرورك العذب والله يعوض الشاعر وإخوانه شهداء الغرام بالجنة والحور العين وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

وطبان
19 - 11 - 2008, 18:40
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

جعد الوبر
23 - 11 - 2008, 15:49
أخوي / وطبان شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

مخايل الغربي
08 - 12 - 2008, 11:33
جزاك الله خيرا

http://www.sobe3.com/up/uploads/images/sobe3.com-ea6d1fc523.gif

جعد الوبر
12 - 12 - 2008, 01:16
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم قصيدة أحد قتلى الغرام لا بلاكم الله بما ابتلاه به ألا وهو / عروة بن حزام بن مهاجر الضني من بني عذرة شاعر من متيّمي العرب كان يحب ابنة عم له اسمها ( عفراء ) نشأ معها في بيت واحد لأن أباه خلفه صغيراً فكفله عمه ولما كبر خطبها عروة فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن وعاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء ( بالشام ) فلحق بها فأكرمه زوجها فأقام أياماً وودعها وانصرف فضنى حباً فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى مدائن صالح ( قرب المدينة ). ويقول فيها :



خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ = بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني

أَلم تَحْلِفا بِالله أَنِّي أَخُوكُمَا = فلمْ تفعلا ما يفعلُ الأخوانِ

ولم تَحْلِفا بِالله قدْ عَرَفْتُمَا = بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثُمَّ لاتَقِفَانِ

ولاتَزْهدا في الذُّخْرِ عندي وَأَجْمِلاَ= فَإنَّكُمَا بِيْ اليومَ مبتَلِيَانِ

أفي كلِّ يومٍ أنتَ رامٍ بلادها= بِعَيْنَيْنِ إنساناهما غَرِقَانِ

وعينايَ ما أوفيتُ نشزاً فتنظرا= بِمَأْقَيْهما إلاَّ هما تَكِفَانِ

إلمّا على العفراءِ أنّكما غداً = وَمَنْ حَلِيتْ عَيني به ولساني

فيا واشِيَيْ عفرا دعاني ونظرة ً = تقرُّ بها عينايَ ثمَّ دعاني

أَغَرَّكما لابَارَكَ الله فيكما = قميصٌ وَبُرْدا يَمنة ٍ زَهَوانِ

متى تكشفا عنِّي القميصَ تَبَيَّنا = بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيَانِ

وَتَعْتَرفَا لَحْماً قليلاً وَأَعْظُماً= دِقَاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ

على كبدي منْ حبِّ عفراءَ قرحة =ٌ وعينايَ منْ وجدٍ بها تكِفانِ

فعفراءُ أرجى النّاسُ عندي مودّة ً= وعفراء عنّي المُعْرِضُ المتواني

أُحِبُ ابْنَة َالعُذْرِيِّ حُباً وَإنْ نَأَتْ= وَدانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ

إذَا رَامَ قلبي هَجْرَهَا حالَ دونَه= شَفِيعانِ من قَلْبِي لها جَدِلانِ

إذَا قلتُ لا قالا : بلي ، ثمَّ أَصْبَحَا = جَمِعياً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ

فيا ربِّ أنتَ المستعانُ على الّذي= تحمّلتُ منْ عفراءَ منذُ زمانِ

فيا ليتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوى ً = منَ النّاسِ والأنعامِ يلتقيانِ

فَيَقْضِي مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ لُبَانة ً = ويرعاهما ربّي فلا يُريانِ

أَمامي هوى ًلانومَ دونَ لِقَائِهِ = وَخَلْفِي هوى ً قد شفَّني وبَرَاني

فمنْ يكُ لم يغرضْ فإنّي وناقتي = بِحَجْرٍ إلَى أَهْلِ الحِمى غَرَضانِ

تحنُّ فتبدي مابها منْ صبابة ٍ = وأخفي الّذي لولا الأسى لقضاني

هوى ناقتي خَلْفِي وقُدَّامي الهوى = وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ

هوايَ عراقيٌّ وتثني زمامها = لبرقٍ إذا لاحَ النجومُ يمانِ

هوايَ أمامي ليسَ خلفي معرَّجٌ = وشوق قَلوصي في الغُدُو يمانِ

لعمري إنّي يومَ بصرى وناقتي = لَمُخْتَلِفَا الأَهْواءِ مُصْطَحَبانِ

فَلَوْ تَرَكَتْنِي ناقتي من حَنِينَها = وما بي منْ وجدٍ إذاً لكفاني

متى تَجْمعي شوقي وشوقَكِ تُفْدحِي= وما لكِ بِالْعِبْءِ الثَّقِيلِ يَدَانِ

ياكبدي انا منْ مخافة ِلوعة = ِالفراقِ ومنْ صرفِ النّوى تجِفانِ

وإذْ نحن منْ أنْ تشحطَ الدّارُ غربة ً = وإنْ شقَّ البينُ للعصا وجلانِ

يقولُ ليَ الأصحابُ إذ يعذلونني = أَشَوْقٌ عِراقيٌّ وَأَنْتَ يَمَانِ

وليسَ يَمانٍ للعِراقيْ بِصَاحِبٍ = عسى في صُرُوفِ الدَّهْرِ يَلْتَقِيانِ

تحمّلتُ منْ عفراءَ ما ليسَ لي بهِ = ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ

كَأَنَّ قَطاة ٌ عُلِّقَتْ بِجَناحَهَا = على كبدي منْ شدّة ِ الخفقانِ

جعلتُ لعرّافِ اليمامة ِحكمهُ = وَعَرّافِ حَجْرٍ إنْ هما شَفيانِي

فَقالاَ : نَعَمْ نَشْفِي مِنَ الدَّاءِ كُلَّهِ= وقاما مع العُوَّادِ يُبتَدَرانِ

ودانَيْتُ فيها المُعْرِضُ المُتَوَانِي = لِيَسْتَخْبِرانِي . قُلْتُ : منذ زمانِ

فما تركا من رُقْيَة ٍ يَعْلمانِها = ولا شُرْبَة ٍ إلاَّ وقد سَقَيَانِي

فما شفا الدّاءَ الّذي بي كلّهُ = وما ذَخَرَا نُصْحاً، ولا أَلَوانِي

فقالا : شفاكَ اللهُ ، واللهِ مالنا = بِما ضُمِّنَتْ منكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ

فرُحْتُ مِنَ العَرّافِ تسقُطُ عِمَّتِي = عَنِ الرَّأْسِ ما أَلْتاثُها بِبَنانِ

معي صاحبا صِدْقٍ إذَا مِلْتُ مَيْلَة ً = وكانَ بدفّتي نضوتي عدلاني

ألا أيّها العرّافُ هل أنتَ بائعي= مكانكَ يوماً واحداً بمكاني ؟

أَلَسْتَ تراني ، لارأَيْتَ ، وأَمْسَكَتْ = بسمعكَ روعاتٌ منَ الحدثانِ

فيا عمٌ يا ذا الغَدْرِ لازِلْتَ مُبْتَلى ً = حليفاً لهمٍّ لازمٍ وهوانِ

غدرتَ وكانَ الغدرُ منكَ سجيّة ً= فَأَلْزَمْتَ قلبي دائمَ الخفقانِ

وأورثتني غمّاً وكرباً وحسرة ً = وأورثتَ عيني دائمَ الهملانِ

فلا زِلْتَ ذا شوقٍ إلَى مَنْ هويتهُ = وقلبكَ مقسومٌ بِكُلِّ مكانِ

وَإنَّا على ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا = مِنَ الحبِّ يا عفرا لَمُهْتَجِرانِ

تحدّثَ أصحابي حديثاً سمعتهُ = ضُحَيّاً وَأَعْنَاقُ المَطِيِّ ثَوانِ

فقلتُ لهم : كلاّ. وقالوا . جماعة ً = بلى ، والذي يُدْعى بِكلِّ مكانِ

أَنَاسِيَة ٌعَفْراءُ ذكريَ بَعْدَما = تركتُ لها ذِكْرا بِكُلِّ مَكَانِ

ألا لعنَ اللهُ الوشاة َ وقولهمْ = فُلاَنَة ُ أَمْسَتْ خُلَّة ٌ لِفُلاَنِ

فَوَيْحَكُمَا ياواشِيَيُ أَمِّ هَيْثَمٍ = ففيمَ إلى منْ جئتما تشيانِ ؟

ألا أيّها الواشي بعفراءَ عندنا = عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلَسْتَ ترانِي ؟

أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تَخلَّلَتْ= عناجيجهُ جسمي ، وكيفَ براني ؟

لو أنَّ طبيبَ الإنسِ والجنِّ داوياً = الّذي بيَ منْ عفراءَ ماشفياني

إذا ماجلسنا مجلساً نستلذّهُ = تَواشَوا بِنَا حتى أَمَلَّ مكاني

تكنّفني الواشونَ منْ كلِّ جانبٍ= ولو كانَ واشٍ واحدٍ لكفاني

ولو كانَ واشٍ باليمامة ِ دارهُ= وداري بأعْلى حَضْرَمُوت أَتَانِي

فَيَا حَبَّذَا مَنْ دونَهُ تَعْذِلونَنِي = ومنْ حليتْ بهِ عيني ولساني

ومنْ لو أراهُ في العدوِّ أتيتهُ = وَمَنْ لو رآنِي في العَدُوِّ أَتَانِي

ومنْ لو أراهُ صادياً لسقيتهُ = ومَنْ لو يرَانِي صادياً لَسَقَانِي

ومنْ لو أراهُ عانياً لكفيتهُ = ومَنْ لَوْ يَرانِي عانِياً لَكَفَانِي

ومنْ هابني في كلِّ أمرٍ وهبتهُ = ولو كنتُ أمضي منْ شباة ِسنانِ

يُكَلِّفُنِي عَمِّي ثمانين بَكْرَة ً = ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ

ثَمانٍ يُقْطِّعْنَ الأَزِمَّة ِبالبُرى = ويقطعنَ عرضَ البيدِ بالوخدانِ

فيا ليتَ عمّي يومَ فرّقَ بيننا= سُقيْ السُّمَّ ممزوجاً بِشَبِّ يَمانِ

بنيّة ُعمّي حيلَ بيني وبينها= وضجَّ لِوَشْكِ الفُرْقَة ِالصُّرَدانِ

فياليتَ محيّانا جميعاً وليتنا= إذا نحنُ متنا ضمّنا كفنانِ

وياليت أَنَّا الدَّهْرَ في غيرِ رِيبة ٍ= بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ

يُطْرِّدُنا الرُّعْيَانُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلٍ = يقولونَ بَكْرا عُرَّة ٍ جَربَانِ

فواللهِ ماحدّثتُ سرّكِ صاحباً = أَخاً لِي ولا فَاهَتْ بِهِ الشَّفَتانِ

سِوى أَنَّنِي قد قُلْتُ يوماً لِصَاحبي= ضُحى ًوقَلوصانا بنا تَخِدَانِ

ضُحَيّاً وَمَسَّتْنَا جَنوبٌ ضَعيفة =ٌ نسيمٌ لريّاها بنا خفقانِ

تحمّلتُ زفراتِ الضّحى فأطقتها = ومالي بزفراتِ العشيِّ يدانِ

فياعَمِّ لاأُسْقِيتَ من ذي قَرابَة ٍ = بلالاً فقدْ زلّتْ بكَ القدمانِ

فأنتَ ولم ينفعكَ فرّقتَ بيننا = ونحنُ جمعٌ شعبنا متدانِ

وَمَنَّيْتَنِي عَفْراء حتى رَجَوْتُها = وشاعَ الذي مَنَّيْتَ كُلَّ مكانِ

منعّمة ٌلمْ يأتْ بينَ شبابها = ولا عَهْدِها بِالثَّدْيِ غيرُ ثَمانِ

ترى بُرَتَيْ سِتِّ وستِّين وافياً = تهابانِ ساقيها فتنفصمانِ

فواللهِ لولا حبُّ عفراءَ ما التقى= عليَّ رواقا بيتكِ الخلِقانِ

خُلَيْقانِ هَلْها لانِ لا خَيْرَ فيهما = إذَا هَبَّتِ الأَرْواحُ يَصْطَفِقَانِ

رواقانِ تهوي الرّيحُ فوقَ ذراهما= وبِاللّيْلِ يسرِي فيهما اليَرقانِ

أَعَفْراءُ كم مِنْ زَفْرَة ٍ قد أَذقْتِنِي= وحزنٍ ألجَّ العينَ بالهملانِ

فلو أنَّ عينيْ ذي هوى ًفاضتا دماً = لفاضتْ دماً عينايَ تبتدرانِ

فهلْ حاديا عفراءَ إنْ خفتَ فوتها = عَلَيَّ إذَا نَادَيْتُ مُرعَويانِ

ضَرُوبانِ للتّالِي القطوفِ إذَا وَنَى= مشيحانِ منْ بغضائنا حذرانِ

فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما= بحمّى وطاعونٍ إلا تقفانِ ؟

فمالكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما = سرابِيلَ مُغْلاَة ًمن القَطِرانِ

فويلي على عفراءَ ويلٌ كأنّهُ = على النَّحْرِ والأَحشاءِ حَدُّ سِنَانِ

ألا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى = نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ

أحقاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ زائراً = عفيراءَ إلا والوليدُ يراني

لَوْ أَنَّ النَّاسِ وَجْدا وَمِثْلَهُ= مِنَ الجنِّ بعد الإنس يلتقيان

فيشتكيان الوجدَ تمَّت أشتكي = لأَضْعَفَ وَجْدِي فوقَ مايَجِدانِ

وماتَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوى ً = بِدِوْمة ٍ مَطْويٌّ له كَفَنَانِ

فقد تَرَكْتَنِي ما أَعِي لمحدِّثٍ = حديثاً وإنْ ناجيتهُ ونجاني

وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَّأَنَّهُ = جَنَاحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقَانِ

فسبحان الله تعالى الفرق شاسع بين قصائد الغـزل في الماضي وعفتها وقصائده ومجونها في وقتنا الحاضر اللي محبتهم محبة هرافي . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

أخوي / مخايل الغربي شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

lion1430
08 - 01 - 2009, 20:07
جزاك الله خيرا

جعد الوبر
11 - 01 - 2009, 11:00
أخوي / الأسد شكرا لك على المرورك بقصيدة العذري في الهلاليين والله يجزاك خيرا وكل عام وأنتم بخير مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

خيَّال الغلباء
17 - 10 - 2009, 22:52
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم قصيدة أحد قتلى الغرام لا بلاكم الله بما ابتلاه به ألا وهو / عروة بن حزام بن مهاجر الضني من بني عذرة شاعر من متيّمي العرب كان يحب ابنة عم له اسمها ( عفراء ) نشأ معها في بيت واحد لأن أباه خلفه صغيراً فكفله عمه ولما كبر خطبها عروة فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن وعاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء ( بالشام ) فلحق بها فأكرمه زوجها فأقام أياماً وودعها وانصرف فضنى حباً فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى مدائن صالح ( قرب المدينة ) ويقول فيها :-


خليليَّ منْ عليا هلالِ بنِ عامرٍ = بِصَنْعَاءِ عوجا اليومَ وانتظراني

أَلم تَحْلِفا بِالله أَنِّي أَخُوكُمَا = فلمْ تفعلا ما يفعلُ الأخوانِ

ولم تَحْلِفا بِالله قدْ عَرَفْتُمَا = بذي الشِّيحِ رَبْعاً ثُمَّ لاتَقِفَانِ

ولاتَزْهدا في الذُّخْرِ عندي وَأَجْمِلاَ= فَإنَّكُمَا بِيْ اليومَ مبتَلِيَانِ

أفي كلِّ يومٍ أنتَ رامٍ بلادها= بِعَيْنَيْنِ إنساناهما غَرِقَانِ

وعينايَ ما أوفيتُ نشزاً فتنظرا= بِمَأْقَيْهما إلاَّ هما تَكِفَانِ

إلمّا على العفراءِ أنّكما غداً = وَمَنْ حَلِيتْ عَيني به ولساني

فيا واشِيَيْ عفرا دعاني ونظرة ً = تقرُّ بها عينايَ ثمَّ دعاني

أَغَرَّكما لابَارَكَ الله فيكما = قميصٌ وَبُرْدا يَمنة ٍ زَهَوانِ

متى تكشفا عنِّي القميصَ تَبَيَّنا = بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيَانِ

وَتَعْتَرفَا لَحْماً قليلاً وَأَعْظُماً= دِقَاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ

على كبدي منْ حبِّ عفراءَ قرحة =ٌ وعينايَ منْ وجدٍ بها تكِفانِ

فعفراءُ أرجى النّاسُ عندي مودّة ً= وعفراء عنّي المُعْرِضُ المتواني

أُحِبُ ابْنَة َالعُذْرِيِّ حُباً وَإنْ نَأَتْ= وَدانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ

إذَا رَامَ قلبي هَجْرَهَا حالَ دونَه= شَفِيعانِ من قَلْبِي لها جَدِلانِ

إذَا قلتُ لا قالا : بلي ، ثمَّ أَصْبَحَا = جَمِعياً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ

فيا ربِّ أنتَ المستعانُ على الّذي= تحمّلتُ منْ عفراءَ منذُ زمانِ

فيا ليتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوى ً = منَ النّاسِ والأنعامِ يلتقيانِ

فَيَقْضِي مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ لُبَانة ً = ويرعاهما ربّي فلا يُريانِ

أَمامي هوى ًلانومَ دونَ لِقَائِهِ = وَخَلْفِي هوى ً قد شفَّني وبَرَاني

فمنْ يكُ لم يغرضْ فإنّي وناقتي = بِحَجْرٍ إلَى أَهْلِ الحِمى غَرَضانِ

تحنُّ فتبدي مابها منْ صبابة ٍ = وأخفي الّذي لولا الأسى لقضاني

هوى ناقتي خَلْفِي وقُدَّامي الهوى = وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ

هوايَ عراقيٌّ وتثني زمامها = لبرقٍ إذا لاحَ النجومُ يمانِ

هوايَ أمامي ليسَ خلفي معرَّجٌ = وشوق قَلوصي في الغُدُو يمانِ

لعمري إنّي يومَ بصرى وناقتي = لَمُخْتَلِفَا الأَهْواءِ مُصْطَحَبانِ

فَلَوْ تَرَكَتْنِي ناقتي من حَنِينَها = وما بي منْ وجدٍ إذاً لكفاني

متى تَجْمعي شوقي وشوقَكِ تُفْدحِي= وما لكِ بِالْعِبْءِ الثَّقِيلِ يَدَانِ

ياكبدي انا منْ مخافة ِلوعة = ِالفراقِ ومنْ صرفِ النّوى تجِفانِ

وإذْ نحن منْ أنْ تشحطَ الدّارُ غربة ً = وإنْ شقَّ البينُ للعصا وجلانِ

يقولُ ليَ الأصحابُ إذ يعذلونني = أَشَوْقٌ عِراقيٌّ وَأَنْتَ يَمَانِ

وليسَ يَمانٍ للعِراقيْ بِصَاحِبٍ = عسى في صُرُوفِ الدَّهْرِ يَلْتَقِيانِ

تحمّلتُ منْ عفراءَ ما ليسَ لي بهِ = ولا للجبالِ الرّاسياتِ يدانِ

كَأَنَّ قَطاة ٌ عُلِّقَتْ بِجَناحَهَا = على كبدي منْ شدّة ِ الخفقانِ

جعلتُ لعرّافِ اليمامة ِحكمهُ = وَعَرّافِ حَجْرٍ إنْ هما شَفيانِي

فَقالاَ : نَعَمْ نَشْفِي مِنَ الدَّاءِ كُلَّهِ= وقاما مع العُوَّادِ يُبتَدَرانِ

ودانَيْتُ فيها المُعْرِضُ المُتَوَانِي = لِيَسْتَخْبِرانِي . قُلْتُ : منذ زمانِ

فما تركا من رُقْيَة ٍ يَعْلمانِها = ولا شُرْبَة ٍ إلاَّ وقد سَقَيَانِي

فما شفا الدّاءَ الّذي بي كلّهُ = وما ذَخَرَا نُصْحاً، ولا أَلَوانِي

فقالا : شفاكَ اللهُ ، واللهِ مالنا = بِما ضُمِّنَتْ منكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ

فرُحْتُ مِنَ العَرّافِ تسقُطُ عِمَّتِي = عَنِ الرَّأْسِ ما أَلْتاثُها بِبَنانِ

معي صاحبا صِدْقٍ إذَا مِلْتُ مَيْلَة ً = وكانَ بدفّتي نضوتي عدلاني

ألا أيّها العرّافُ هل أنتَ بائعي= مكانكَ يوماً واحداً بمكاني ؟

أَلَسْتَ تراني ، لارأَيْتَ ، وأَمْسَكَتْ = بسمعكَ روعاتٌ منَ الحدثانِ

فيا عمٌ يا ذا الغَدْرِ لازِلْتَ مُبْتَلى ً = حليفاً لهمٍّ لازمٍ وهوانِ

غدرتَ وكانَ الغدرُ منكَ سجيّة ً= فَأَلْزَمْتَ قلبي دائمَ الخفقانِ

وأورثتني غمّاً وكرباً وحسرة ً = وأورثتَ عيني دائمَ الهملانِ

فلا زِلْتَ ذا شوقٍ إلَى مَنْ هويتهُ = وقلبكَ مقسومٌ بِكُلِّ مكانِ

وَإنَّا على ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا = مِنَ الحبِّ يا عفرا لَمُهْتَجِرانِ

تحدّثَ أصحابي حديثاً سمعتهُ = ضُحَيّاً وَأَعْنَاقُ المَطِيِّ ثَوانِ

فقلتُ لهم : كلاّ. وقالوا . جماعة ً = بلى ، والذي يُدْعى بِكلِّ مكانِ

أَنَاسِيَة ٌعَفْراءُ ذكريَ بَعْدَما = تركتُ لها ذِكْرا بِكُلِّ مَكَانِ

ألا لعنَ اللهُ الوشاة َ وقولهمْ = فُلاَنَة ُ أَمْسَتْ خُلَّة ٌ لِفُلاَنِ

فَوَيْحَكُمَا ياواشِيَيُ أَمِّ هَيْثَمٍ = ففيمَ إلى منْ جئتما تشيانِ ؟

ألا أيّها الواشي بعفراءَ عندنا = عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلَسْتَ ترانِي ؟

أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تَخلَّلَتْ= عناجيجهُ جسمي ، وكيفَ براني ؟

لو أنَّ طبيبَ الإنسِ والجنِّ داوياً = الّذي بيَ منْ عفراءَ ماشفياني

إذا ماجلسنا مجلساً نستلذّهُ = تَواشَوا بِنَا حتى أَمَلَّ مكاني

تكنّفني الواشونَ منْ كلِّ جانبٍ= ولو كانَ واشٍ واحدٍ لكفاني

ولو كانَ واشٍ باليمامة ِ دارهُ= وداري بأعْلى حَضْرَمُوت أَتَانِي

فَيَا حَبَّذَا مَنْ دونَهُ تَعْذِلونَنِي = ومنْ حليتْ بهِ عيني ولساني

ومنْ لو أراهُ في العدوِّ أتيتهُ = وَمَنْ لو رآنِي في العَدُوِّ أَتَانِي

ومنْ لو أراهُ صادياً لسقيتهُ = ومَنْ لو يرَانِي صادياً لَسَقَانِي

ومنْ لو أراهُ عانياً لكفيتهُ = ومَنْ لَوْ يَرانِي عانِياً لَكَفَانِي

ومنْ هابني في كلِّ أمرٍ وهبتهُ = ولو كنتُ أمضي منْ شباة ِسنانِ

يُكَلِّفُنِي عَمِّي ثمانين بَكْرَة ً = ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ

ثَمانٍ يُقْطِّعْنَ الأَزِمَّة ِبالبُرى = ويقطعنَ عرضَ البيدِ بالوخدانِ

فيا ليتَ عمّي يومَ فرّقَ بيننا= سُقيْ السُّمَّ ممزوجاً بِشَبِّ يَمانِ

بنيّة ُعمّي حيلَ بيني وبينها= وضجَّ لِوَشْكِ الفُرْقَة ِالصُّرَدانِ

فياليتَ محيّانا جميعاً وليتنا= إذا نحنُ متنا ضمّنا كفنانِ

وياليت أَنَّا الدَّهْرَ في غيرِ رِيبة ٍ= بعيرانِ نرعى القفرَ مؤتلفانِ

يُطْرِّدُنا الرُّعْيَانُ عَنْ كُلِّ مَنْهَلٍ = يقولونَ بَكْرا عُرَّة ٍ جَربَانِ

فواللهِ ماحدّثتُ سرّكِ صاحباً = أَخاً لِي ولا فَاهَتْ بِهِ الشَّفَتانِ

سِوى أَنَّنِي قد قُلْتُ يوماً لِصَاحبي= ضُحى ًوقَلوصانا بنا تَخِدَانِ

ضُحَيّاً وَمَسَّتْنَا جَنوبٌ ضَعيفة =ٌ نسيمٌ لريّاها بنا خفقانِ

تحمّلتُ زفراتِ الضّحى فأطقتها = ومالي بزفراتِ العشيِّ يدانِ

فياعَمِّ لاأُسْقِيتَ من ذي قَرابَة ٍ = بلالاً فقدْ زلّتْ بكَ القدمانِ

فأنتَ ولم ينفعكَ فرّقتَ بيننا = ونحنُ جمعٌ شعبنا متدانِ

وَمَنَّيْتَنِي عَفْراء حتى رَجَوْتُها = وشاعَ الذي مَنَّيْتَ كُلَّ مكانِ

منعّمة ٌلمْ يأتْ بينَ شبابها = ولا عَهْدِها بِالثَّدْيِ غيرُ ثَمانِ

ترى بُرَتَيْ سِتِّ وستِّين وافياً = تهابانِ ساقيها فتنفصمانِ

فواللهِ لولا حبُّ عفراءَ ما التقى= عليَّ رواقا بيتكِ الخلِقانِ

خُلَيْقانِ هَلْها لانِ لا خَيْرَ فيهما = إذَا هَبَّتِ الأَرْواحُ يَصْطَفِقَانِ

رواقانِ تهوي الرّيحُ فوقَ ذراهما= وبِاللّيْلِ يسرِي فيهما اليَرقانِ

أَعَفْراءُ كم مِنْ زَفْرَة ٍ قد أَذقْتِنِي= وحزنٍ ألجَّ العينَ بالهملانِ

فلو أنَّ عينيْ ذي هوى ًفاضتا دماً = لفاضتْ دماً عينايَ تبتدرانِ

فهلْ حاديا عفراءَ إنْ خفتَ فوتها = عَلَيَّ إذَا نَادَيْتُ مُرعَويانِ

ضَرُوبانِ للتّالِي القطوفِ إذَا وَنَى= مشيحانِ منْ بغضائنا حذرانِ

فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما= بحمّى وطاعونٍ إلا تقفانِ ؟

فمالكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما = سرابِيلَ مُغْلاَة ًمن القَطِرانِ

فويلي على عفراءَ ويلٌ كأنّهُ = على النَّحْرِ والأَحشاءِ حَدُّ سِنَانِ

ألا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى = نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ

أحقاً عبادَ اللهِ أنْ لستُ زائراً = عفيراءَ إلا والوليدُ يراني

لَوْ أَنَّ النَّاسِ وَجْدا وَمِثْلَهُ= مِنَ الجنِّ بعد الإنس يلتقيان

فيشتكيان الوجدَ تمَّت أشتكي = لأَضْعَفَ وَجْدِي فوقَ مايَجِدانِ

وماتَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوى ً = بِدِوْمة ٍ مَطْويٌّ له كَفَنَانِ

فقد تَرَكْتَنِي ما أَعِي لمحدِّثٍ = حديثاً وإنْ ناجيتهُ ونجاني

وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَّأَنَّهُ = جَنَاحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقَانِ

فسبحان الله تعالى الفرق شاسع بين قصائد الغـزل في الماضي وعفتها وقصائده ومجونها في وقتنا الحاضر اللي محبتهم محبة هرافي . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

جعد الوبر جزاك الله خيراً ولا هنت

جعد الوبر
14 - 11 - 2009, 11:23
خيال الغلباء مشكور وما قصرت ولا هنت