خيَّال الغلباء
23 - 02 - 2008, 23:07
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أكاد أجزم بأن هذه القصيدة من أروع ما قرأت في الرثاء وصاحبها / زياد بن سليمان الأعجم ويكنى أبا أمامة يرثي فيها المغيرة بن المهلب . ويقول فيها :
قل للقوافل والغزى إذا غزوا
= والباكرين وللمجد الرائح
إن السماحة والشجاعة ضمنا
= قبراً بمرو على الطريق الواضح
فإذا مرَرت بقبره فاعقر به
= كُوم الهجان وكل طرف سابح
قال فلما أنشد زياد الأعجم المهلب هذا الموضع من القصيدة قال : أعقرت يا أبا أمامة ؟ قال لا والله أصلحك الله ، قال ولم ؟ قال : لأني كنت على ابنة الأتان ، قال : أما إنك لو عقرت ما بقي بالبصرة طرف عتق ولا جمل نجيب إلا شد بمربطك أو نيخ بفنائك .
وانضح جوانب قبره بدمائها
= فلقد يكون أخادم وذبائح
وأظهر ببزته وعقد لوائه
= واهتف بدعوة مصلتين شرامح
أظهر أي أعل بها وفاخر ، وشرامح طوال .
آب الجنود معقبا أو قافلا
= وأقام رهن حفيرة وضرائح
المعقب الراجع ليغزو ثانية .
وأرى المكارم يوم زيل بنعشه
= زالت بفضل فضائل ومدائح
وخلت منابره وحُطَّ سروجه
= عن كل سلهبة وطرف طامح
السلهبة الطويلة ، والطرف الفرس الكريم ، ويروى : عن كل سابحة وطرف سابح .
وكفى لنا حزناً ببيت حله
= أخر المنون فليس عنه يا ريح
رجفت لمصرعه البلاد فأصبحت
= منا القلوب لذاك غير صحائح
وإذا يُناح على امرئ فتعلمنْ
= أن المغيرة فوق نوح النائح
يبكي المغيرةَ ديننا وزماننا
= والمعولات برنة وتصايح
يا من بمغدَى الشمس من حي إلى
= ما بين مسقط قرنها المتنازح
مات المغيرة بعد طول تعرض
= للقتل بين أسنة وصفائح
والقتل ليس إلى القتال ولا أرى
= حيا يؤخر للشفيق الناصح
والخيل تعثرُ في الدماء وقد جرى
= فوق النحور دماؤها بسرائح
سرائح طرائق شبهها بالنعال .
فتلهفي لهفي عليه كلما
= خيف الغرار على المدر الماسح
الغرار قلة اللبن .
تشفي بحلمك لابن عمك جهله
= وترد عنه كفاح كل مكافح
وإذا يصول بك ابن عمك لم يصل
= بمواكل وكل غداة تجايح
المواكل والوكل الذي يتكل على غيره وتجايح يجتاح بعضهم بعضاً
صل يموت سليمه قبل الرقي
= ومخاتل لعدوه بتصافح
شبهه بالصل وهي الحية التي قد صغرت من الكبر .
وإذا الأمور على الرجال تشابهت
= فتوزعت بمغالق ومفاتح
فتل السحيل بمبرم ذي مرة
= دون الرجال بفضل عقل راجح
وأرى الصعالك بالمغيرة أصبحت
= تبكي على طلق اليدين مسامح
كأن الربيع لهم إذا انتجعوا الندى
= وخبت لوامع كل برق لامح
ملك أغرُّ متوج يسمو له
= طرف الصديق وغض طرف الكاشح
دفاع ألوية الحروب إلى العدى
= بسعود طير سوانح وبوارح
كان المهلب بالمغيرة كالذي
= ألقى الدلاء إلى كفيت مائح
الكفيت المنكمش .
فأصاب جمة مستقًى فسقى له
= في حوضه بنوازع ومواتح
الماتح الذي يجبذ الدلو والمائح الذي ينزل إلى أسفل البئر فيملأ الدلو .
أيام لو يحتل وسط مفازة
= فاضت معاطشها بشرب سائح
إن المهالب لا يزال لهم فتى
= يمري قوادم كل حرب لاقح
بالمقربات لواحقا أقرابها
= تجتاب عرض سباسب وصحاصح
المقربات المكرمات من الخيل المدناة من البيوت والأقراب الخواصر .
تردي بكل مدجج ذي نجدة
= كالأسد بين عرينها المتناوح
المتناوح المقابل بعضه بعضاً .
متلبباً تهفو الكتائب حوله
= ملح البطون من النضيح الراشح
متلبب متحزم في سلاحه ، والنضيح العراق ، وملح بيض .
يا عين فابكي ذا الفعال وذا الندى
= بمدامع سكب تجيء سوافح
وابكيه في الزمن العثور لكلنا
= ولكل أرملة ورهب رازح
رهب كبير لا يطيق الحركة ، ورازح مهزول لا نهوض به .
فلقد فقدت مسود إذا نجدة
= كالبدر أزهر ذا جداً ونوافح
كان الملاك لديننا ورجائنا
= وملاذنا في كل خطب فادح
فمضى وخلفنا لكل عظيمة
= ولكل أمر ذي زلازل جامح
ما قلت فيك فأنت أهل مقالتي
= بل قد يقصر عنك مدح المادح
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أكاد أجزم بأن هذه القصيدة من أروع ما قرأت في الرثاء وصاحبها / زياد بن سليمان الأعجم ويكنى أبا أمامة يرثي فيها المغيرة بن المهلب . ويقول فيها :
قل للقوافل والغزى إذا غزوا
= والباكرين وللمجد الرائح
إن السماحة والشجاعة ضمنا
= قبراً بمرو على الطريق الواضح
فإذا مرَرت بقبره فاعقر به
= كُوم الهجان وكل طرف سابح
قال فلما أنشد زياد الأعجم المهلب هذا الموضع من القصيدة قال : أعقرت يا أبا أمامة ؟ قال لا والله أصلحك الله ، قال ولم ؟ قال : لأني كنت على ابنة الأتان ، قال : أما إنك لو عقرت ما بقي بالبصرة طرف عتق ولا جمل نجيب إلا شد بمربطك أو نيخ بفنائك .
وانضح جوانب قبره بدمائها
= فلقد يكون أخادم وذبائح
وأظهر ببزته وعقد لوائه
= واهتف بدعوة مصلتين شرامح
أظهر أي أعل بها وفاخر ، وشرامح طوال .
آب الجنود معقبا أو قافلا
= وأقام رهن حفيرة وضرائح
المعقب الراجع ليغزو ثانية .
وأرى المكارم يوم زيل بنعشه
= زالت بفضل فضائل ومدائح
وخلت منابره وحُطَّ سروجه
= عن كل سلهبة وطرف طامح
السلهبة الطويلة ، والطرف الفرس الكريم ، ويروى : عن كل سابحة وطرف سابح .
وكفى لنا حزناً ببيت حله
= أخر المنون فليس عنه يا ريح
رجفت لمصرعه البلاد فأصبحت
= منا القلوب لذاك غير صحائح
وإذا يُناح على امرئ فتعلمنْ
= أن المغيرة فوق نوح النائح
يبكي المغيرةَ ديننا وزماننا
= والمعولات برنة وتصايح
يا من بمغدَى الشمس من حي إلى
= ما بين مسقط قرنها المتنازح
مات المغيرة بعد طول تعرض
= للقتل بين أسنة وصفائح
والقتل ليس إلى القتال ولا أرى
= حيا يؤخر للشفيق الناصح
والخيل تعثرُ في الدماء وقد جرى
= فوق النحور دماؤها بسرائح
سرائح طرائق شبهها بالنعال .
فتلهفي لهفي عليه كلما
= خيف الغرار على المدر الماسح
الغرار قلة اللبن .
تشفي بحلمك لابن عمك جهله
= وترد عنه كفاح كل مكافح
وإذا يصول بك ابن عمك لم يصل
= بمواكل وكل غداة تجايح
المواكل والوكل الذي يتكل على غيره وتجايح يجتاح بعضهم بعضاً
صل يموت سليمه قبل الرقي
= ومخاتل لعدوه بتصافح
شبهه بالصل وهي الحية التي قد صغرت من الكبر .
وإذا الأمور على الرجال تشابهت
= فتوزعت بمغالق ومفاتح
فتل السحيل بمبرم ذي مرة
= دون الرجال بفضل عقل راجح
وأرى الصعالك بالمغيرة أصبحت
= تبكي على طلق اليدين مسامح
كأن الربيع لهم إذا انتجعوا الندى
= وخبت لوامع كل برق لامح
ملك أغرُّ متوج يسمو له
= طرف الصديق وغض طرف الكاشح
دفاع ألوية الحروب إلى العدى
= بسعود طير سوانح وبوارح
كان المهلب بالمغيرة كالذي
= ألقى الدلاء إلى كفيت مائح
الكفيت المنكمش .
فأصاب جمة مستقًى فسقى له
= في حوضه بنوازع ومواتح
الماتح الذي يجبذ الدلو والمائح الذي ينزل إلى أسفل البئر فيملأ الدلو .
أيام لو يحتل وسط مفازة
= فاضت معاطشها بشرب سائح
إن المهالب لا يزال لهم فتى
= يمري قوادم كل حرب لاقح
بالمقربات لواحقا أقرابها
= تجتاب عرض سباسب وصحاصح
المقربات المكرمات من الخيل المدناة من البيوت والأقراب الخواصر .
تردي بكل مدجج ذي نجدة
= كالأسد بين عرينها المتناوح
المتناوح المقابل بعضه بعضاً .
متلبباً تهفو الكتائب حوله
= ملح البطون من النضيح الراشح
متلبب متحزم في سلاحه ، والنضيح العراق ، وملح بيض .
يا عين فابكي ذا الفعال وذا الندى
= بمدامع سكب تجيء سوافح
وابكيه في الزمن العثور لكلنا
= ولكل أرملة ورهب رازح
رهب كبير لا يطيق الحركة ، ورازح مهزول لا نهوض به .
فلقد فقدت مسود إذا نجدة
= كالبدر أزهر ذا جداً ونوافح
كان الملاك لديننا ورجائنا
= وملاذنا في كل خطب فادح
فمضى وخلفنا لكل عظيمة
= ولكل أمر ذي زلازل جامح
ما قلت فيك فأنت أهل مقالتي
= بل قد يقصر عنك مدح المادح
منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .