خيَّال الغلباء
12 - 04 - 2008, 20:30
بسم الله الرحمن الرحيم
" ناقتي يا ناقتي "
كتب : فارس بن حزام :
منذ قصيدة الشاعر / خلف بن هذال إبان حرب تحرير الكويت ، لم تبلغ قصيدة الحضور الطاغي والسريع كقصيدة الشاعر ناصر الفراعنة " ناقتي يا ناقتي ". القصيدة يتناقلها جمع كبير عبر الهواتف المحمولة ، وطالعها عبر موقع " youtube " أكثر من مليون زائر في ظرف شهرين . كما أن البحث عن اسم " ناصر الفراعنة " في محرك " google " قفز في شهرين من 10آلاف رابط إلى نحو المليون ومئة ألف رابط، في حين لم يبلغ الشاعر خلف بن هذال الأربعمئة ألف رابط. . قد تكون للشاعر قصائد أخرى جيدة ، لكن الأكيد أن قصيدته هذه نقلته إلى عالم آخر . بات أيقونة تتناقلها الهواتف والمواقع الإلكترونية ، وأهزوجة يرددها الأطفال ، وعنوان قصيدته يخط على الجدران وعلى زجاج السيارات . كل ذلك جرى سريعاً ، جرى في شهرين .
القصيدة ، وإن كان مطلعها مبسطاً ، إلا أنها مليئة بالمعاني واستحضرت مفردات من تاريخ منطقة نجد ، وعكست ، مع قصائد أخرى مدى إلمام الشاعر واطلاعه ، وتنوعه المعرفي غير المحصور بتفاصيل البادية . ويمكن تفهم سبب انتشارها المذهل وتداولها غير المسبوق لأي قصيدة سابقة ، وذلك ليس لفهم معظم المتلقين معانيها ومقاصدها ، لكن لجودة الأداء المسرحي للشاعر ، المتوافق مع لقبه " الفراعنة "، فأعطى العامة جواً مختلفاً ، ووصف ب " فرعون الشعر ".
ولأنه بات نجماً صاعداً ، خارقاً في صعوده ، ألبسوه الجن ، وكثر الحديث حول تداخله مع العالم الخفي . وهناك كثير من الشعراء من أتى على مفردات الجن في قصائده ، ولم يثر انتباه الجمهور ، وقد يكون لاسمه ولشعره ولأدائه ونظرات عينيه إلى الجمهور والشاشة ، وخلطه مع عبارات الجن في قصائده دفع العامة إلى هذه المسألة .
وللحق ، فإن تأثير قصيدة واحدة للفراعنة له أن يفوق تأثيرات كل أخبار الصحافة السعودية على مدى عام ، فعشاق القصيدة والمستمعون في بلادنا والمنطقة هم القوة الضاربة ، والتعاطي معهم وتمرير الرسائل التوعوية والثقافية عبر القصائد النوعية سيكون مطلباً في مسيرة شاعر خطف الشارع فجأة .
فنحن نعرف أن معظم الشبان في بلادنا ليس لديهم الاستعداد ولا القابلية لقراءة مقال ، لكنهم يملكون القابلية والاندفاع السريع لسماع قصيدة يوصلها الشاعر ، بأداء حماسي أو حتى هادئ ، إلى نفوسهم قبل عقولهم ، وأحياناً حتى دون فهم معانيها ، كما قصيدة " ناقتي يا ناقتي ". وللمعلومية ، فإن كتاب المقالات في الصحافة ، المحلية أو الخارجية ، هم أصحاب الأرقام الأقل عدداً في المطالعة ، فالتقدير الاكاديمي يقول إن بين كل عشرة أشخاص يقرأون خبراً في صحيفة هناك واحد يقرأ مقالاً .
للفراعنة أن يحاكي يوميات الناس وهمومها بقصائده . لا أطلب منه أن يتحول إلى مشاكس في أروقة المؤسسات الحكومية ، ولا مقرعاً في الدول المناكفة لبلادنا . هناك مساحة أخرى متاحة للحركة ، فطالما أن فرص التعبير محدودة ، وبعلو لا يصل إلى رأس ناقة ، فلا بأس من استثمار هذه المساحة المحدودة ( الشعر ) للتنفيس ، وإيصال الرسائل ، سياسية كانت أو اجتماعية ، مع تمنياتي أن لا يسمح لقصائده بالمرور في عالم الغناء ، فهو اليوم ليس بحاجة إلى مغن لينشر قصيدته . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
" ناقتي يا ناقتي "
كتب : فارس بن حزام :
منذ قصيدة الشاعر / خلف بن هذال إبان حرب تحرير الكويت ، لم تبلغ قصيدة الحضور الطاغي والسريع كقصيدة الشاعر ناصر الفراعنة " ناقتي يا ناقتي ". القصيدة يتناقلها جمع كبير عبر الهواتف المحمولة ، وطالعها عبر موقع " youtube " أكثر من مليون زائر في ظرف شهرين . كما أن البحث عن اسم " ناصر الفراعنة " في محرك " google " قفز في شهرين من 10آلاف رابط إلى نحو المليون ومئة ألف رابط، في حين لم يبلغ الشاعر خلف بن هذال الأربعمئة ألف رابط. . قد تكون للشاعر قصائد أخرى جيدة ، لكن الأكيد أن قصيدته هذه نقلته إلى عالم آخر . بات أيقونة تتناقلها الهواتف والمواقع الإلكترونية ، وأهزوجة يرددها الأطفال ، وعنوان قصيدته يخط على الجدران وعلى زجاج السيارات . كل ذلك جرى سريعاً ، جرى في شهرين .
القصيدة ، وإن كان مطلعها مبسطاً ، إلا أنها مليئة بالمعاني واستحضرت مفردات من تاريخ منطقة نجد ، وعكست ، مع قصائد أخرى مدى إلمام الشاعر واطلاعه ، وتنوعه المعرفي غير المحصور بتفاصيل البادية . ويمكن تفهم سبب انتشارها المذهل وتداولها غير المسبوق لأي قصيدة سابقة ، وذلك ليس لفهم معظم المتلقين معانيها ومقاصدها ، لكن لجودة الأداء المسرحي للشاعر ، المتوافق مع لقبه " الفراعنة "، فأعطى العامة جواً مختلفاً ، ووصف ب " فرعون الشعر ".
ولأنه بات نجماً صاعداً ، خارقاً في صعوده ، ألبسوه الجن ، وكثر الحديث حول تداخله مع العالم الخفي . وهناك كثير من الشعراء من أتى على مفردات الجن في قصائده ، ولم يثر انتباه الجمهور ، وقد يكون لاسمه ولشعره ولأدائه ونظرات عينيه إلى الجمهور والشاشة ، وخلطه مع عبارات الجن في قصائده دفع العامة إلى هذه المسألة .
وللحق ، فإن تأثير قصيدة واحدة للفراعنة له أن يفوق تأثيرات كل أخبار الصحافة السعودية على مدى عام ، فعشاق القصيدة والمستمعون في بلادنا والمنطقة هم القوة الضاربة ، والتعاطي معهم وتمرير الرسائل التوعوية والثقافية عبر القصائد النوعية سيكون مطلباً في مسيرة شاعر خطف الشارع فجأة .
فنحن نعرف أن معظم الشبان في بلادنا ليس لديهم الاستعداد ولا القابلية لقراءة مقال ، لكنهم يملكون القابلية والاندفاع السريع لسماع قصيدة يوصلها الشاعر ، بأداء حماسي أو حتى هادئ ، إلى نفوسهم قبل عقولهم ، وأحياناً حتى دون فهم معانيها ، كما قصيدة " ناقتي يا ناقتي ". وللمعلومية ، فإن كتاب المقالات في الصحافة ، المحلية أو الخارجية ، هم أصحاب الأرقام الأقل عدداً في المطالعة ، فالتقدير الاكاديمي يقول إن بين كل عشرة أشخاص يقرأون خبراً في صحيفة هناك واحد يقرأ مقالاً .
للفراعنة أن يحاكي يوميات الناس وهمومها بقصائده . لا أطلب منه أن يتحول إلى مشاكس في أروقة المؤسسات الحكومية ، ولا مقرعاً في الدول المناكفة لبلادنا . هناك مساحة أخرى متاحة للحركة ، فطالما أن فرص التعبير محدودة ، وبعلو لا يصل إلى رأس ناقة ، فلا بأس من استثمار هذه المساحة المحدودة ( الشعر ) للتنفيس ، وإيصال الرسائل ، سياسية كانت أو اجتماعية ، مع تمنياتي أن لا يسمح لقصائده بالمرور في عالم الغناء ، فهو اليوم ليس بحاجة إلى مغن لينشر قصيدته . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .