خيَّال الغلباء
11 - 05 - 2008, 22:05
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة صبحا :
صبحا في اللغة كل ذي غرة من الدواب والغرة بياض مقدمة الرأس . وتطلق عادة على الخيل وتطلق أيضاً على الإبل الشهباء .
وقد أشار المؤرخون إلى الحادثة التاريخية التي وقعت في إطارها قصة صبحا ونظراً لأن المؤرخين في تلك الفترة كانوا يميلون إلى الاختصار المخل فإننا لا نستطيع إدراج القصة بالكامل إلا من خلال دعم تلك المصادر التاريخية بالرواية الشفوية المتواترة لدى القواسم جيلا بعد جيل .
ذكر العصامي في تاريخه المسمى ( سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ) وابن ربيعة في تاريخه والفاخري في تاريخه غزوة الشريف / حمود بن عبدالله بن حسن على الظفير في سنة 1079 هــ . ويقول العصامي عن سبب هذه الغزوة : ( وكان جرى من الظفير جرم اقتضى أن يؤخذوا بما هو معتاد وهو أخذ الشعثاء والنعامة وهي خيار أوائل الأباعر وخيار تواليها فلم يرضوا بذلك وقالوا : هو جور وحيف , وليس عندنا دون ذلك إلا السيف ... ) ويشير العصامي إلى أن / سلامة بن سويط اعتزل هذه المعركة وكذلك طائفة من الصمدة أيضا
مما يعني أن المجموعة التي قاتلت مع القواسم كانت قليلة .
ورواية العصامي مطابقة تماما للرواية الشفوية لدى القواسم حيث قال لي الشيخ / نايف بن عفيصان :
( طلب الشريف من كل ذود ناقتين الشعثاء والنعامة .. واحدة مخيرة والثانية وسط وكان الشريف جالس على تخت ( كرسي ) ويمر كل ذود وراعيه يعرضون أمامه كل الحلال ولا يخفون شيئاً فإذا رأى ما يعجبه قال : اعقلوا وهذي عنوة وأثناء العرض وقع اختيار الشريف على الناقة ( صبحا ) وهي ناقة من أجمل الإبل ويملكها / صقر الخشيبي . فلحقوا رجال الشريف صقراً وقالوا له الشريف يريد هذه الناقة ( صبحا ) وتلك ( ناقة أخرى ). فقال صقر : أنا خيال هذي وهذي وأنا راعي صبحا .
يقول الشيخ نايف حسب ما وصله أن صقراً قد قتل الشريف على التخت . أما / بطحي الخشيبي وهو حفيد صقر فيقول أنه قتله وهو على ظهر حصانه فتعالوا بنا إلى بقية القصة حسب رواية / بطحي الخشيبي لمندوب / عباس باشا . يقول / بطحي الخشيبي عند لقائه بمندوب / عباس باشا سنة 1850م ( مخطوطة عباس باشا ) وقد نقلها الشيخ حمد الجاسر في كتابه ( أصول الخيل الحديثة ) :
( درجت الربدا إلى جدودي من سنين طويلة من شريف مكة , فقد حدث كون بينه وبين الظفير وكانت الربدا مربطا للشريف , فرمى / منيخر الخشيبي أحد الأشراف عن الربدا , وأخذها فأعطاها أخاه / صقر بن خشيبة . وبعد عام غزا الشريف الظفير وهم في نجد , فكسروه , ورمى / صقر الخشيبي الشريف فقتله وقلع الربدا , فصارتا فرسين من الربد عند / صقر الخشيبي , وهو جدي .... )
وهذا يعني أن الشريف / حمود بن عبدالله قد غزا الظفير سنة 1079هـ فخسر المعركة فعاود الغزو مرة أخرى سنة 1080هـ ونظرا لأن جيش الشريف حمود كان متضمناً لمجموعة من الأشراف لقيادة الحملة فإن صقرا هذه المرة رمى أحد هذه القيادات من فوق فرسه وقتله . وقد أكد الغزوة الثانية ابن بشر في تاريخه ( عنوان المجد في تاريخ نجد ) حيث أوردها في حوادث سنة 1080هـ كما ذكر ذلك ابن عباد في تاريخه وقال ما نصه :
( وفي سنة ثمانين وألف , ذبحة الأشراف ذبحوهم الظفير ). وهذا يطابق رواية / بطحي الخشيبي من وقوع معركتين مع الشريف في سنتين متتتاليتين .
وقد ذكر العصامي أن مجموعة من الأشراف قتلوا في هذه المعركة منهم :
1- السيد / زين العابدين بن عبدالله
2- السيد / أحمد بن حسين بن عبدالله
3- السيد / شنبر بن أحمد بن عبدالله
ومن الجرحى :
4-السيد / ظفير بن السيد زامل بن عبدالله
5-السيد / باز بن هاشم بن عبدالله
وتتوالى الحالة العدائية بين أشراف مكة والظفير عامة والقواسم خاصة حتى سنة 1088هـ عندما حسم الشريف / محمد بن الحارث هذا النزاع لصالح الأشراف في تلك السنة .
واستمر القواسم بهذه النخوة حتى يومنا هذا لأنها ترمز لرفض الذل والهوان وقد كان القواسم ينتخون بها في كل المعارك التي خاضوها والتي سوف نتطرق إلى الكثير منها عبر هذه السلسلة.
ولا يفوتني أن أستدرك ما ذكره المؤرخ الكبير الأستاذ / عبدالله بن على العسكر في كتابه ( تنوير المسير عن تاريخ الظفير ) حيث قال أنه يميل إلى أن صبحا نسبة إلى جبل صبحا المعروف قديما بيذبل واستدراكي لكلام العسكر يعود لأمرين :
أولاً : مخالفة ذلك لصريح المنقول عن القواسم جيلا بعد جيل وكذلك مخالفة هذا الرأي للشواهد التاريخية التي ذكرناها من مصادرها .
الثاني : أن هذا يخالف ما درج عليه أهل البادية من النخوة بالخيل أو بالإبل فليس من المعتاد أن ينتخي البدوي بجبل أو هضبة .
سند الحشار بتاريخ 21/6/2006
قصة صبحا :
صبحا في اللغة كل ذي غرة من الدواب والغرة بياض مقدمة الرأس . وتطلق عادة على الخيل وتطلق أيضاً على الإبل الشهباء .
وقد أشار المؤرخون إلى الحادثة التاريخية التي وقعت في إطارها قصة صبحا ونظراً لأن المؤرخين في تلك الفترة كانوا يميلون إلى الاختصار المخل فإننا لا نستطيع إدراج القصة بالكامل إلا من خلال دعم تلك المصادر التاريخية بالرواية الشفوية المتواترة لدى القواسم جيلا بعد جيل .
ذكر العصامي في تاريخه المسمى ( سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ) وابن ربيعة في تاريخه والفاخري في تاريخه غزوة الشريف / حمود بن عبدالله بن حسن على الظفير في سنة 1079 هــ . ويقول العصامي عن سبب هذه الغزوة : ( وكان جرى من الظفير جرم اقتضى أن يؤخذوا بما هو معتاد وهو أخذ الشعثاء والنعامة وهي خيار أوائل الأباعر وخيار تواليها فلم يرضوا بذلك وقالوا : هو جور وحيف , وليس عندنا دون ذلك إلا السيف ... ) ويشير العصامي إلى أن / سلامة بن سويط اعتزل هذه المعركة وكذلك طائفة من الصمدة أيضا
مما يعني أن المجموعة التي قاتلت مع القواسم كانت قليلة .
ورواية العصامي مطابقة تماما للرواية الشفوية لدى القواسم حيث قال لي الشيخ / نايف بن عفيصان :
( طلب الشريف من كل ذود ناقتين الشعثاء والنعامة .. واحدة مخيرة والثانية وسط وكان الشريف جالس على تخت ( كرسي ) ويمر كل ذود وراعيه يعرضون أمامه كل الحلال ولا يخفون شيئاً فإذا رأى ما يعجبه قال : اعقلوا وهذي عنوة وأثناء العرض وقع اختيار الشريف على الناقة ( صبحا ) وهي ناقة من أجمل الإبل ويملكها / صقر الخشيبي . فلحقوا رجال الشريف صقراً وقالوا له الشريف يريد هذه الناقة ( صبحا ) وتلك ( ناقة أخرى ). فقال صقر : أنا خيال هذي وهذي وأنا راعي صبحا .
يقول الشيخ نايف حسب ما وصله أن صقراً قد قتل الشريف على التخت . أما / بطحي الخشيبي وهو حفيد صقر فيقول أنه قتله وهو على ظهر حصانه فتعالوا بنا إلى بقية القصة حسب رواية / بطحي الخشيبي لمندوب / عباس باشا . يقول / بطحي الخشيبي عند لقائه بمندوب / عباس باشا سنة 1850م ( مخطوطة عباس باشا ) وقد نقلها الشيخ حمد الجاسر في كتابه ( أصول الخيل الحديثة ) :
( درجت الربدا إلى جدودي من سنين طويلة من شريف مكة , فقد حدث كون بينه وبين الظفير وكانت الربدا مربطا للشريف , فرمى / منيخر الخشيبي أحد الأشراف عن الربدا , وأخذها فأعطاها أخاه / صقر بن خشيبة . وبعد عام غزا الشريف الظفير وهم في نجد , فكسروه , ورمى / صقر الخشيبي الشريف فقتله وقلع الربدا , فصارتا فرسين من الربد عند / صقر الخشيبي , وهو جدي .... )
وهذا يعني أن الشريف / حمود بن عبدالله قد غزا الظفير سنة 1079هـ فخسر المعركة فعاود الغزو مرة أخرى سنة 1080هـ ونظرا لأن جيش الشريف حمود كان متضمناً لمجموعة من الأشراف لقيادة الحملة فإن صقرا هذه المرة رمى أحد هذه القيادات من فوق فرسه وقتله . وقد أكد الغزوة الثانية ابن بشر في تاريخه ( عنوان المجد في تاريخ نجد ) حيث أوردها في حوادث سنة 1080هـ كما ذكر ذلك ابن عباد في تاريخه وقال ما نصه :
( وفي سنة ثمانين وألف , ذبحة الأشراف ذبحوهم الظفير ). وهذا يطابق رواية / بطحي الخشيبي من وقوع معركتين مع الشريف في سنتين متتتاليتين .
وقد ذكر العصامي أن مجموعة من الأشراف قتلوا في هذه المعركة منهم :
1- السيد / زين العابدين بن عبدالله
2- السيد / أحمد بن حسين بن عبدالله
3- السيد / شنبر بن أحمد بن عبدالله
ومن الجرحى :
4-السيد / ظفير بن السيد زامل بن عبدالله
5-السيد / باز بن هاشم بن عبدالله
وتتوالى الحالة العدائية بين أشراف مكة والظفير عامة والقواسم خاصة حتى سنة 1088هـ عندما حسم الشريف / محمد بن الحارث هذا النزاع لصالح الأشراف في تلك السنة .
واستمر القواسم بهذه النخوة حتى يومنا هذا لأنها ترمز لرفض الذل والهوان وقد كان القواسم ينتخون بها في كل المعارك التي خاضوها والتي سوف نتطرق إلى الكثير منها عبر هذه السلسلة.
ولا يفوتني أن أستدرك ما ذكره المؤرخ الكبير الأستاذ / عبدالله بن على العسكر في كتابه ( تنوير المسير عن تاريخ الظفير ) حيث قال أنه يميل إلى أن صبحا نسبة إلى جبل صبحا المعروف قديما بيذبل واستدراكي لكلام العسكر يعود لأمرين :
أولاً : مخالفة ذلك لصريح المنقول عن القواسم جيلا بعد جيل وكذلك مخالفة هذا الرأي للشواهد التاريخية التي ذكرناها من مصادرها .
الثاني : أن هذا يخالف ما درج عليه أهل البادية من النخوة بالخيل أو بالإبل فليس من المعتاد أن ينتخي البدوي بجبل أو هضبة .
سند الحشار بتاريخ 21/6/2006