"فهد البكران"
20 - 05 - 2008, 03:51
لبيد بن ربيعة العامري الشاعر ، كان من المعمرين، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عمره مائة سنة وأربعين، وأدرك الإسلام فأسلم،
وأنه لما بلغ سبعين سنة من عمره قال:
كأني وقد جاوزتُ سبعين حجةً = خلعتُ بها عن منكبـيّ ردائيا
فلما بلغ سبعاً وسبعين سنة أنشأ يقول:
باتت تشكَّى إليَّ النفسُ مجهشة = وقد حملتك سبعاً بعد سبعـين
فإن تزادي تبـلـغـي أمـلاً = وفي الثلاث وفاءً للثمـانـين
فلما بلغ تسعين سنة قال:
كأني وقد جاوزت تسعـين حـجةً = خلعتُ بها عنـي عِـذار لـجـامِ
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أرى = فكيف لمن يُرمى ولـيس بـرام?
فلو أنني أُرمى بـنـبـل رأيتـهـا = ولكنني أُرمـى بـغـير سـهـام
ولما بلغ مائة سنة وعشرة قال:
أليس في مائة قد عاشها رجـل = وفي تكامل عشرٍ بعدها عُمرا!
فلما بلغ مائة وعشرين سنة قال:
غَلب الرجالَ وكان غير مغلَّب = دهرٌ طـويل دائم مـمـدود
دهرٌ إذا يأتي عـلـيّ ولـيلة = وكلاهما بعد المضي يعـود
فلما حضرته الوفاة قال لابنه:
إن أباك بم يمت، ولكن فني! فإذا قبض أبوك فأغمضه، وأقبله القبلة، وسجه بثوبه ولا أعلمن ما صرخت عليّ صارخة ولا بكت عليّ باكية. وانظر إلى جفنتي اللتين منت أصنعهما فأصنعهما ثم أحملهما إلى مسجدك، ومن كان عليها حضورن فإذا سلم الإمام فقدمهما إليهم يأكلوا، فإذا فرغوا فقل: احضروا جنازة أخيكم لبيد بن ربيعة فقد قبضه الله. ثم أنشأ يقول:
وإذا دفـنــت أبـــاك = فاجعل فوقه خشباً وطينا
وصفائحـاً صُـمـاً روا = سيها يسددّن الغضـونـا
ليقـين وجـه الـمــرء = سفساف التراب، ولن يقينا
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد لما قال:
ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطلٌ = وكل نعيم لا مـحـالة زائل
وقال عليه السلام: "صدقت في الأولى، وكذبت في الثانية. نعيم الجنة لا يزول".
ولما أسلم قال:
ولى الشبابُ ولم أحفل به بـالاً = وأقيل الشيبُ في الإسلام إقبالاً
والحمد لله إذا لم يأتني أجلـي = حتى لبستُ من الإسلام سربالاً
هذا والله أعلم ... أخوكم / فهد البكران
.
.
وأنه لما بلغ سبعين سنة من عمره قال:
كأني وقد جاوزتُ سبعين حجةً = خلعتُ بها عن منكبـيّ ردائيا
فلما بلغ سبعاً وسبعين سنة أنشأ يقول:
باتت تشكَّى إليَّ النفسُ مجهشة = وقد حملتك سبعاً بعد سبعـين
فإن تزادي تبـلـغـي أمـلاً = وفي الثلاث وفاءً للثمـانـين
فلما بلغ تسعين سنة قال:
كأني وقد جاوزت تسعـين حـجةً = خلعتُ بها عنـي عِـذار لـجـامِ
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أرى = فكيف لمن يُرمى ولـيس بـرام?
فلو أنني أُرمى بـنـبـل رأيتـهـا = ولكنني أُرمـى بـغـير سـهـام
ولما بلغ مائة سنة وعشرة قال:
أليس في مائة قد عاشها رجـل = وفي تكامل عشرٍ بعدها عُمرا!
فلما بلغ مائة وعشرين سنة قال:
غَلب الرجالَ وكان غير مغلَّب = دهرٌ طـويل دائم مـمـدود
دهرٌ إذا يأتي عـلـيّ ولـيلة = وكلاهما بعد المضي يعـود
فلما حضرته الوفاة قال لابنه:
إن أباك بم يمت، ولكن فني! فإذا قبض أبوك فأغمضه، وأقبله القبلة، وسجه بثوبه ولا أعلمن ما صرخت عليّ صارخة ولا بكت عليّ باكية. وانظر إلى جفنتي اللتين منت أصنعهما فأصنعهما ثم أحملهما إلى مسجدك، ومن كان عليها حضورن فإذا سلم الإمام فقدمهما إليهم يأكلوا، فإذا فرغوا فقل: احضروا جنازة أخيكم لبيد بن ربيعة فقد قبضه الله. ثم أنشأ يقول:
وإذا دفـنــت أبـــاك = فاجعل فوقه خشباً وطينا
وصفائحـاً صُـمـاً روا = سيها يسددّن الغضـونـا
ليقـين وجـه الـمــرء = سفساف التراب، ولن يقينا
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد لما قال:
ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطلٌ = وكل نعيم لا مـحـالة زائل
وقال عليه السلام: "صدقت في الأولى، وكذبت في الثانية. نعيم الجنة لا يزول".
ولما أسلم قال:
ولى الشبابُ ولم أحفل به بـالاً = وأقيل الشيبُ في الإسلام إقبالاً
والحمد لله إذا لم يأتني أجلـي = حتى لبستُ من الإسلام سربالاً
هذا والله أعلم ... أخوكم / فهد البكران
.
.