راعي الجوفا
24 - 06 - 2008, 12:51
المدينة المنورة - ردينة هاشم الحياة - 22/06/08//
26 عاماً أمضاها فرحان سعيد المطيري وراء القضبان جراء قتل أخيه إثر خلاف بينهما في المدينة المنورة، فدخل على إثرها السجن «حزيناً» على ما فعل. دخله شاباً قوياً ينضح حيوية لم يتجاوز الرابعة والثلاثين، وخرج منه شيخاً يتوكأ على عكازه في الطريق إلى العقد السابع من العمر. ندم كما ندم قابيل حين ارتكب أول جريمة شهدها تاريخ البشرية، لكن التاريخ رحمه من حمل جثة أخيه على ظهره. يتلعثم فرحان في حديثه مع «الحياة»، ويعاني ثقلاً في اللسان وهو يقول: «ليس في خاطري أي شيء سوى أن أقضي بقية عمري في عبادة الله، وأن أذهب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة». «نعم نادم أشد الندم حتى الموت، يقول، ولم أكن متعمداً قتل أخي، فهو كان أعز إخواني بالنسبة لي، ولكن شاءت الأقدار، وكان بحوزتي مسدس لحظة الخلاف، ولا أعرف كيف انطلقت الرصاصة منه، ولكن يشهد الله على أنني لم أكن أتعمد قتله»، أما بخصوص قرار التنازل الذي جاء متأخراً فلم يعلق عليه سوى بقوله «الحمد لله على كل شيء، وهذا قضاء الله وقدره». وعما إذا كان حاول مراسلة ذويه وهو في السجن أو التحدث معهم لإقناعهم بالتنازل عنه قال: «لم أحاول، ولكن إخواني وأولادي لم يقصروا معي، وكانوا دائماً يزورونني ولم ينقطعوا عني، وأنا لدي والحمد لله 13 أخاً وثلاثة أولاد وابنتان، أما زوجتي فقد طلبت الطلاق بعد دخولي السجن فلبيت لها رغبتها خوفاً من الله، نظراً لاعتقادي بأنني سأظل فترة طويلة في السجن، وهي الآن متزوجة ولديها أربعة أولاد».
أما في ما يخص والده فقال: «أبي انتقل إلى رحمة الله وأنا في السجن قبل نحو عشر سنوات، وكنت أتمنى أن يكون أول شخص أراه ويراني بعد خروجي من السجن».
يقول ابن فرحان سجدي حول ملابسات الحادثة والتنازل: «إن عمي المقتول ليس شقيق والدي لأن جدي متزوج من أربع نساء، وكان جدي خائفاً من أن تتطور الأحداث، وأن تحصل انتقامات بعد خروج أبي من السجن فتكون الخسارة أكبر، لذلك اختار أن يظل والدي في السجن تفادياً لخسائر أرواح أخرى، على رغم أن جدي كان يحب والدي حباً شديداً، وهو أكثر أبنائه براً به، وكان لا يذهب إلى زيارته لأنه كان يقول لا يستطيع أن يراه مكبلاً بالحديد». ويضيف «جاء قرار التنازل الآن بعد أن رأوا حال والدي الصحية في تدهور شديد، فهو عندما دخل السجن كان في كامل صحته، ولا يعاني من أي شيء، أما الآن فهو مصاب بشلل في رجله اليسرى، وكسر في رجله اليمنى، وهشاشة في العظام، وضغط وسكر ومريض بالقلب». وأصر على نقل شكره عبر الحياة إلى ولاة الأمر على ما قدموه لوالده من خدمات، إضافة إلى إدارة السجن وجميع المسؤولين الذين وفروا له كل ما يحتاجه في مرضه.
جريدة الحياة
.
.
.
.
26 عاماً أمضاها فرحان سعيد المطيري وراء القضبان جراء قتل أخيه إثر خلاف بينهما في المدينة المنورة، فدخل على إثرها السجن «حزيناً» على ما فعل. دخله شاباً قوياً ينضح حيوية لم يتجاوز الرابعة والثلاثين، وخرج منه شيخاً يتوكأ على عكازه في الطريق إلى العقد السابع من العمر. ندم كما ندم قابيل حين ارتكب أول جريمة شهدها تاريخ البشرية، لكن التاريخ رحمه من حمل جثة أخيه على ظهره. يتلعثم فرحان في حديثه مع «الحياة»، ويعاني ثقلاً في اللسان وهو يقول: «ليس في خاطري أي شيء سوى أن أقضي بقية عمري في عبادة الله، وأن أذهب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة». «نعم نادم أشد الندم حتى الموت، يقول، ولم أكن متعمداً قتل أخي، فهو كان أعز إخواني بالنسبة لي، ولكن شاءت الأقدار، وكان بحوزتي مسدس لحظة الخلاف، ولا أعرف كيف انطلقت الرصاصة منه، ولكن يشهد الله على أنني لم أكن أتعمد قتله»، أما بخصوص قرار التنازل الذي جاء متأخراً فلم يعلق عليه سوى بقوله «الحمد لله على كل شيء، وهذا قضاء الله وقدره». وعما إذا كان حاول مراسلة ذويه وهو في السجن أو التحدث معهم لإقناعهم بالتنازل عنه قال: «لم أحاول، ولكن إخواني وأولادي لم يقصروا معي، وكانوا دائماً يزورونني ولم ينقطعوا عني، وأنا لدي والحمد لله 13 أخاً وثلاثة أولاد وابنتان، أما زوجتي فقد طلبت الطلاق بعد دخولي السجن فلبيت لها رغبتها خوفاً من الله، نظراً لاعتقادي بأنني سأظل فترة طويلة في السجن، وهي الآن متزوجة ولديها أربعة أولاد».
أما في ما يخص والده فقال: «أبي انتقل إلى رحمة الله وأنا في السجن قبل نحو عشر سنوات، وكنت أتمنى أن يكون أول شخص أراه ويراني بعد خروجي من السجن».
يقول ابن فرحان سجدي حول ملابسات الحادثة والتنازل: «إن عمي المقتول ليس شقيق والدي لأن جدي متزوج من أربع نساء، وكان جدي خائفاً من أن تتطور الأحداث، وأن تحصل انتقامات بعد خروج أبي من السجن فتكون الخسارة أكبر، لذلك اختار أن يظل والدي في السجن تفادياً لخسائر أرواح أخرى، على رغم أن جدي كان يحب والدي حباً شديداً، وهو أكثر أبنائه براً به، وكان لا يذهب إلى زيارته لأنه كان يقول لا يستطيع أن يراه مكبلاً بالحديد». ويضيف «جاء قرار التنازل الآن بعد أن رأوا حال والدي الصحية في تدهور شديد، فهو عندما دخل السجن كان في كامل صحته، ولا يعاني من أي شيء، أما الآن فهو مصاب بشلل في رجله اليسرى، وكسر في رجله اليمنى، وهشاشة في العظام، وضغط وسكر ومريض بالقلب». وأصر على نقل شكره عبر الحياة إلى ولاة الأمر على ما قدموه لوالده من خدمات، إضافة إلى إدارة السجن وجميع المسؤولين الذين وفروا له كل ما يحتاجه في مرضه.
جريدة الحياة
.
.
.
.