تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شباب يتفاخرون بطول الشعر


راعي الجوفا
10 - 07 - 2008, 05:02
علي البحري-الأحساء

ما إن تتواجد في مجمع تجاري أو في احد الأسواق او التجمعات الشبابية حتى تشاهد تلك المناظر الغريبة والعجيبة التي وضع الشباب شعرهم عليها ، حتى أصبح الكثير من الشباب يتنافسون فيما بينهم بنوعية وشكل وموديل قصة الشعر كما تعمل الصالونات جاهدة على إبراز أحدث القصات التي تجذب من خلالها الشباب .وقد كان أبرز قدوة للشباب في عالم قصات الشعر المشاهير كلاعبين ومغنين وفنانين وحتى إعلاميين ما يبين قدرة هؤلاء المشاهير على التأثير الكبير في الشباب والولوج إليهم بسهولة ولفت انتباههم لأشياء قد تكون جديدة على عالم المراهق والتساؤل المطروح هنا هو :
هل تعتبر قصة الشعر موضة عابرة تهدف للتجديد والمظهر الجميل ؟ وما دوافع الشباب لابتكار تسريحات جريئة والتفنن بالقصّات الغريبة ؟ وهل فعلاً للفضائيات الغربية قبل العربية دور فيما نراه اليوم من الحداثة بالمعنى الجديد والشبابي ؟ للإجابة عن هذه التساؤلات أجرينا هذا الاستطلاع:
يقول الشاب محمد السياف إن مثل هذه القصات موضة ويجب علينا مواكبتها ولا نختلف مع من يفعلها معتبراً أنها حرية شخصية تتعلق بذات الشاب ما لم تعتمد على أفكار الآخرين وأكد أن هذه القصات تهدف للظهور بشكل حسن يليق بحداثة عصرنا وليس كما يدعو البعض للفت وجذب انتباه البنات .
وأيّد عيسى النويحل رأي السياف قائلاً :إن هذه القصات شيء خاص ولا يحق لأحد الضغط أو التأثير المباشر علي ولكنها أيضاً يجب أن تكون بحدود معقولة بحيث لا تعتدي على الخطوط التقليدية في مجتمعنا الشرقي مضيفاً أن المظهر الخارجي للشخص لا يعكس بالضرورة أخلاقياته وتصرفاته مثلاً وأعتقد أنها ظاهرة إيجابية في مجتمع الروتين أكثر من كونها سلبية ويحتج بأن ديننا يدعونا ويأمرنا بالاهتمام بالمظهر والتجدد الدائم .
كما أن الشاب عبدالله النشمي والذي اشتهر بتقليعاته المتكررة لقصات الشعر قد وافق سلفه قائلاً: مواكبة العصر ومتابعة الموضة العالمية ضرورة حتمية للشباب العصري مشيراً إلى أن صالونات التجميل هي التي تشجع الزبون على التقليد من خلال توفير كتالوجات متخصصة لاختيار اللوك المناسب تماماً كما في صالونات النساء بل إن بعض المحال مستعدة لقص الشعر حسب صورة الفنان التي يحضرها الشاب معه ليبقى إرضاء الزبون أهم غاية بغض النظر ما إذا كانت القصة لائقة كما لفت إلى أن قصة الشعر وحدها لا تحكم ذات الشاب وطبيعته وإنما مبادئه هي الحكم .
أما الشاب علي المهناء فإنه ضد القصات الجنونية كما وصفها بأنها تتنافى مع عاداتنا والتقاليد السائدة إلى وقتنا هذا في بعض المجتمعات كما أنها إحدى عناصر الفساد والغزو الفكري للشريحة العظمى المفترض أنها تكون منتجة على حد تعبيره كما أنها تسيء إلى سمعة الشاب في محيطه وهي أقرب للموضة وليست للجمال وإنما تقليد أعمى وأردف أن الشباب فهموا الحرية بشكل خاطئ .
ويقول يوسف بوقرصين أنا أعارض من يقول إن شباب اليوم يتجه لهذه القصات هناك البعض وهذا لا يدفعنا للالتحاق بهم أو ولا تعتبر ظاهرة أو مقياساً إجمالياً وإنما هي سلوكيات فردية وهذا طبيعي بسبب العولمة والانفتاح وبالمقابل وافق على أن من يقوم بهذه الأفعال فارغ وأكبر همه جذب انتباه الناس له للافتخار بالذات والإحساس بالقيمة من خلال البحث عن الكينونة في مثل هذه الأشكال ويذكر ضاحكاً أنه كان أحد هؤلاء أيام الصبا والمراهق .
ويضيف الشاب رضا جمعة ابراهيم البحراني : أنا ضد هذه القصات قولاً واحدا لا رجعة فيه معللاً ذلك بأنه محافظ وهي ليست من الحريات بتاتاً إنما صرعات كما يقولون منتقداً الإعلام العربي قبل الغربي الذي يساهم في تخطي الخطوط الحمراء كما تلعب دور في تكوين بعض شخصيات الشباب الصاعد من تقليد للمشاهير و(التافهين ) .
وقال الشاب حسن العيسى لم تظهر هذه القصات من وقتنا الحالي ولكن لو عدنا بالزمن لنحو نصف قرن لوجدنا أن الأناس في تلك البيئات العالمية وحتى العربية كانت قد سبقتنا فيه لذلك لا أرى أي سبب لهذه الضجة الإعلامية أصلاً لأنها من البديهيات ومن المكونات التي تحتاجها الفطرة الإنسانية .
أما محمد اليوسف والذي يخالف العيسى الرأي بقوله بتنا لا نفرق بين (الشاب والفتاة) الجنسين بعدما ظهرت القصات الطويلة للرجل والقصيرة للمرأة ويرى أن الاعتدال في المظهر العام بالنسبة للطرفين مهم وأكثر جمالاً وجاذبة بحيث يتم التفريق والإحساس برجولة الشاب وأنوثة الفتاة وهذا ما تريده الأعين قبل العقول .
في حين يرى استشاري علم النفس الدكتور محمد المقهوي بان لسني العمر عاملا فاعلا في تحديد شكل قصة الشعر عند الشاب فنرى القصات والأشكال التي يقوم بها الشباب لا يقبلها من تخطى عمر العشرينيات ويرى من الأمور التافة و الهامشيّة ، وأضاف إن ظاهرة قصات الشعر أو ما تسمى بالموضة ظهرت في السبعينيات وكانت موضة الشعر الطويل منتشرة آنذاك وبشكل واسع ولكنها مع مرور الوقت اندثرت . وذكر أن ما تعرضه الفضائيات في وقتنا يعتبر تدميراً لمبادئ وأسس تربى عليها المجتمع ككل من خلال رسم صورة الرجل الوسيم ذي البنية القوية وملامح الخشونة والرجولة المعقدة لدية ، كما أنها تلعب دور المفسد ويتجلّى ذلك في توجيه الشباب للانحراف الأخلاقي أو حتى الشذوذ أحياناً. فيصبح أكبر همومه كشاب المظهر والمبالغة بالاهتمام إلى أن تصل لحد القعدة أو الوسواس القهري ويغدو من الصعب أن يتخلّص من هذه العادة لسن متقدم ناهيك عما تسببه من ضياع للوقت والتركيز بالمظهر لحد تضييع المهام والواجبات الأخرى، مردفاً أن سن تقليد الآخرين يبدأ من عمر 12-17 سنة وقد يطول أكثر من هذا وفيه يقومون بالتقليد الأعمى من دون علم ودراية فما حالهم إذا لم يكن هناك مرشد أو موجه، وضرب مثلاً على ذلك أن فتاةً لم تتجاوز 15 من عمرها رفضت إكمال دراستها وعندما سئلت عن ذلك أجابت إن مطربتها المفضلة أصبحت مشهورة بالرغم من مستوى تحصيلها العلمي المتوسط . وشدد على ضرورة عدم معالجة الآباء للخطأ بمثله وبفرض آرائهم على أبنائهم وإنما عليهم تقديم النصيحة التي ترقى لعقول الأطفال والمراهقين مع مراعاة الفوارق الزمنية والمكانية والعمرية والمحدودية التفكير بينهم وباستخدام فرض الرأي والإجبار أو الكبت الزائد يلجأ الأبناء إلى التشبث بآرائهم والعناد وبالتالي يرى أن رأي المجتمع خاطئ ورأيه هو الصائب .




جريدة اليوم