المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الربابة.. تنهيدة الصحراء التي عشقها أبناء البوادي


راعي الجوفا
11 - 07 - 2008, 04:42
الجمعة, 11 يوليو 2008



تعتبر آلة الربابة من أقدم الآلات الموسيقية التي عرفها أبناء الصحاري، حيث كان البدوي يلجأ إليها وقت راحته وهدوئه، كما كان يصطحبها معه وهو يرعى أغنامه ليبوح لها بهمومه وتؤنس وحدته في تلك البراري التي تحض على الانطوائية. فيعبر عن شكواه من خلالها، ويبث شجونه بالغناء على موسيقاها الشجية.
وقد صنعها البدوي من أدوات بسيطة متوفرة لديه، فهيكلها وقوسها من خشب الاشجار الموجودة في الصحراء. و “طارتها” من جلد الماعز أو الشاة أو حتى جلد صغار الإبل (الحويِّر). أما وترها فهو من سبيب (شَعر) الخيل، والشبّة التي يمسح بها الوتر من “دموع” الاشجار.
“المدينة” زارت عازف الربابة فهيد البقمي ليصف لنا تلك الآلة المحبوبة، وعلاقتها بأبناء البادية. يقول فهيد: كانت الربابة في الماضي هي الآلة الموسيقية الوحيدة التي يستخدمها ابناء البوادي، فلا يخلو منها بيت شعر أو خيمة، فتراها معلقة في بيت شعر البسطاء، كما تراها في خيمة الوجهاء وشيوخ العشائر، وعند الضيافة يقوم أحد البارعين بجر الربابة (العزف) وسط الحضور الذين يستمتعون بالعزف والاستماع إلى قصائد المديح والكرم والمروءة والفخر بالعشيرة وحماية الجار وإغاثة الملهوف والدعوة الى التسامح والصفاء بين القبائل. كما يتناولها الضيف العابر او صاحب الحاجة ليعبر بها عن شكواه او مطلبه من خلال قصيدة يلحنها ويبوح بها على الربابة مما يجعل الاخرين يهبون لنجدته ومساعدته لحل موضوع شكواه. وأضاف البقمي أن الربابة تنتشر بشكل كبير في منطقة نجد والشام حيث كانت رفيق البدوي يخلو بنفسه مع الربابة في بطون الاودية والأماكن البعيدة عن الناس وفي قمم الجبال ينشد عليها القصائد التي تعبر عما يدور في خاطره ويشكو إليها همومه.
وأوضح البقمي أن من غرائب الربابة ما ذكر في الروايات القديمة بأن صوتها يجذب الجن الذي يحب الاستماع إليها، وأكد أن الإبل أيضا تقترب من صوت الربابة وترخي مسامعها لها، ويقول: لاحظت عند عزفي على الربابة أن الابل تقترب مني وتتوقف ثم ترخي رأسها للاستماع إلى العزف والألحان. وتتكون الربابة من عدة أجزاء أساسية، هي:
الهيكل: وهو عبار ة عن عصى طويلة وهي عنق الربابة التي يثبت عليها الوتر في اسفلها الطارة وفي اعلاها يوضع الكراب الذي يشد به الوتر.
الطارة: وهي عبارة عن هيكل خشبي مجوف من الداخل يشد عليها جلد الماعز او الغزلان او جلد “الحوير” ويتم تثبيت الجلد بواسطة الخيوط ووظيفتها تكبير الذبذبات الصادرة من الوتر.
الكراب: وهي قطعة من الخشب مثبتة بأعلى العصى لشد وتر الربابة إلى الدرجة المطلوبة.
الوتر: وهو مجموعة من شعر ذيل الحصان ويصنع منه وتر الربابة ووتر القوس ويثبت بخيوط متينة.
القوس: ويصنع عادة من عود الرمان أو الخيزران لمرونته، ويمر به العازف على وتر الربابة ذهابا وإيابا ونتيجة للاحتكاك ينتج الصوت.
الغزال: قطعة صغيرة من الخشب توضع على الطارة لرفع الوتر حتى لا يلامسها عند العزف.
المخدة: قطعة قماش صغيرة توضع تحت الوتر من الاعلى لرفع الوتر عن ساق الربابة.
والربابة لا تخرج الصوت الا بعد مسح وترها ووتر القوس بالشبة، التي تؤخذ من دموع الاشجار.



المدينة

خيَّال الغلباء
16 - 09 - 2008, 22:01
جزاك الله خيرا والتحريم عم كل اّلة وترية

ابو سعود 99
17 - 09 - 2008, 00:59
الأخ راعي الجوفا شكراً على هذه المعلومات التي تخص آلة الربابه التي عرفها الناس منذوا القدم وهي كما ذكرت صديقة الرجل البدوي وانيسه في الصحراء وكلنا نعشقها ونطرب لسماع صوتها الشجي