راعي الجوفا
11 - 07 - 2008, 05:17
علياء الهاجري – الدمام
يتصف الرجل عادة في مجتمعنا بالغيرة ويحاول بشتى الطرق حماية قريباته والحفاظ عليهن من كل شيء بإمكانه التأثير على سمعتهن أو المساس بها، ومن السلوكيات المتبعة لتحقيق هذا الحفاظ وتلك الحماية عدم التصريح بأسماء الإناث حقيقة في قائمة الأسماء بالجوال سواء الزوجة أو الأخوات أو البنات ، فبعض الشباب يعمد إلى الرمز إلى أخواته في القائمة بما يوحي إليهن دون الكشف والإفصاح عن أسمائهن ويرى أن ذلك حماية لهن، وكثيرون من يفعلون ذات الشيء مما يدل على أن هذا التصرف ليس غريبا ًأو شاذا بل هو متبع لدى شريحة من المجتمع تحمل عقلية معينة تجعلها تتصرف كذلك في المقابل هناك من يرفض هذا التصرف ويجد فيه تقليلا من شأن المرأة وعدم الوثوق فيها ويجد هؤلاء أن الحفاظ على العرض لا يكون بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب الذي يمس باحترام المرأة ويقلل من قدرها .
الخوف من السرقة
عبدالله طالب في المرحلة المتوسطة يرفض تسمية أخواته وقريباته بأسمائهن في قائمة الأسماء بالجوال ويبرر ذلك بقوله : إن عدم تسميتي لهن بأسمائهن الصريحة ماهو إلا غيرة عليهن وحفاظا من أن يسرق الجوال أو يضيع ويكون في أيدي أشخاص لا يعرفون الحرمات ولا يتقون الله وأكون حينها قد عرضت قريباتي لمواقف وأمور هن في غنى عنها لمجرد أني أفصحت وسجلتهن بأسمائهن الحقيقية وعن كيفية تسميته قريباته في قائمة الأسماء يقول عبدالله: حقيقة لا أختار أسماء مستعارة أو أي شبه للاسم الصريح بل أعمد إلى تسجيل قريباتي برموز معينة موجودة في الجهاز، فعلى سبيل المثال والدتي أرمز لها برمز النجمة وأختي الكبرى برمز المربع وباقي أخواتي اختار لهن من الرموز ما بين علامة الاستفهام والتعجب أو النقطة والفاصلة، وهكذا كل له نصيب من هذه الرموز التي اختارها بما توحي له الشخصية وبما يتناسب معها من الرموز، ويتابع عبدالله القول : لا أرى حقيقة عيبا فيما أفعل ولا أخجل من ذلك فالحفاظ على عرض قريباتي هو أمر في غاية الأهمية وعلي القيام بذلك كوني أحد الذين ينتمون إلى الأسرة والعائلة وغايتي الحفاظ عليها .
صفات مميزة
أحمد القحطاني هو الآخر لا يسجل أسماء قريباته صراحة في قائمة الأسماء بالجوال إلا أنه في الوقت نفسه له طريقة مخالفة عن تلك التي يتبعها زميله عبدالله حيث يعمد أحمد إلى استخدام أسماء أو ألقاب لقريباته ومن ثم تسجيلهن بالقائمة على أساس صفات مميزة بالشخصية، فمثلا اختار لاسم على لقب عالي مستواه وأسجل الاسم بذلك ولهدى أسجل هدية العمر وهكذا وأختي الكبرى أسجلها بحرف « خ « بداية ثم الكبرى، وكذلك أفعل مع باقي قريباتي حرصا مني عليهن كي لا يعرف أسماءهن أحد، كما يرى أحمد أن ما يفعله أمر جدا عادي وأغلب زملائه وأصدقائه ومن يعرف في العائلة يفعلون ذات الشيء وأنه قد تعلم ذلك من والده حيث تربى منذ الصغر على عدم الإفصاح عن اسم والدته أو إحدى أخواته إلا في الضرورة عن مراجعة الدوائر الحكومية مثل المستشفيات أو الجوازات وكل ما هو رسمي أما عدا ذلك فيحرص أحمد على عدم الإفشاء باسم إحدى قريباته اتباعا لنهج والده وأفراد أسرته من جهة واقتناعا بما يفعله من جهة أخرى .
مشاكل و مضايقات
ويرى أبو مروان أنه من الضروري عدم تسجيل أسماء النساء في قائمة الجوال لما في ذلك من مشاكل ومضايقات قد يتعرضن لها في حال سرق الجوال أو وقع بالخطأ في يد شخص ضعيف النفس وأخذ رقما لأي اسم في القائمة وبدأ الاتصال على هذا الرقم وازعاجه وهذا لا يعني عدم ثقة في نسائنا وبناتنا بقدر ما هو حماية لهن وحفاظا على سمعتهن وهو دليل حب كبير منا لهن يجعلنا نغار عليهن مما يمس سمعتهن حتى لو كان ذلك شيئا بسيطا ويقول أبو مروان : زوجتي مثلا أحيانا اسميها بقائمة الجوال أم الأولاد وأحيانا اسمها الأهل وحقيقة أغلب أصدقائي هم كذلك يسجلون أسماء زوجاتهم بلقب « الأهل « وإذا سألهم احد أين أنتم وكانوا برفقة الزوجة يجيبون « أنا مع الأهل « ولا يقولون « مع زوجتي « فهذا كذلك داخل في ذات السياق الذي يندرج تحت مسمى « الغيرة « وبالنسبة لبناتي لدي ابنتان الأولى اسمها الكبرى والثانية الصغرى وهكذا احرص على عدم الافصاح عن أسماء قريباتي الصريحة حفاظا عليهن .
ثقافات مختلفة
بدور السالم باحثة اجتماعية تقول : يحمل كل مجتمع من المجتمعات بداخله عددا من العقليات والثقافات المختلفة التوجهات التي تترجمها السلوكيات والتصرفات التي تصدر من أفراد المجتمع كل حسب ثقافته وموروثه فالطفل في مجتمعنا يتأثر بوالديه كثيرا ويميل إلى التقليد في كل صغيرة وكبيرة فإذا رأى والده على سبيل المثال لا يفصح عن اسم والدته أمام أحد ولا حتى يقول زوجتي بل يستبدلها بالأهل حينها ينشأ الولد على أن ذكر اسم والدته أو أخواته شيء ممنوع في أسرته ويشب على ذلك، وكذلك يكون في المستقبل والأغلبية تقتنع بما يفعله الوالدان مما يندرج في هذا السياق خاصة إذا قيل للطفل إن ذلك من باب الحفاظ على نساء وبنات العائلة وبالتالي يحاول هو الحفاظ على ذلك بأي وسيلة فالغاية هنا تبرر الوسيلة في المقابل لا نستطيع تعميم هذا السلوك على المجتمع ككل، فهناك عقليات وثقافات تأخذ توجها مختلفا في هذا التصرف وتجد أنه سلوك غير مناسب وغير مهذب وتربي أبناءها على ضرورة احترام وتقدير أخواتهن وعدم الخجل من الإفصاح عن أسمائهن وبالنهاية هذا يعتمد على البيئة التي تربى فيها الطفل فالمؤثرات لها دور كبير في تشكيل ثقافة الطفل وأن تكون له شخصية إما مستقلة عن والده أو ذات الشخصية، ففي أحيان يكون الولد نسخة أخرى من والده في كل شيء وفي أحيانا أخرى يختلف الوضع وهكذا لكل سماته الخاصة وتوجهاته الفكرية التي تكون شخصيته وتميزه عن الآخرين .
اليوم
يتصف الرجل عادة في مجتمعنا بالغيرة ويحاول بشتى الطرق حماية قريباته والحفاظ عليهن من كل شيء بإمكانه التأثير على سمعتهن أو المساس بها، ومن السلوكيات المتبعة لتحقيق هذا الحفاظ وتلك الحماية عدم التصريح بأسماء الإناث حقيقة في قائمة الأسماء بالجوال سواء الزوجة أو الأخوات أو البنات ، فبعض الشباب يعمد إلى الرمز إلى أخواته في القائمة بما يوحي إليهن دون الكشف والإفصاح عن أسمائهن ويرى أن ذلك حماية لهن، وكثيرون من يفعلون ذات الشيء مما يدل على أن هذا التصرف ليس غريبا ًأو شاذا بل هو متبع لدى شريحة من المجتمع تحمل عقلية معينة تجعلها تتصرف كذلك في المقابل هناك من يرفض هذا التصرف ويجد فيه تقليلا من شأن المرأة وعدم الوثوق فيها ويجد هؤلاء أن الحفاظ على العرض لا يكون بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب الذي يمس باحترام المرأة ويقلل من قدرها .
الخوف من السرقة
عبدالله طالب في المرحلة المتوسطة يرفض تسمية أخواته وقريباته بأسمائهن في قائمة الأسماء بالجوال ويبرر ذلك بقوله : إن عدم تسميتي لهن بأسمائهن الصريحة ماهو إلا غيرة عليهن وحفاظا من أن يسرق الجوال أو يضيع ويكون في أيدي أشخاص لا يعرفون الحرمات ولا يتقون الله وأكون حينها قد عرضت قريباتي لمواقف وأمور هن في غنى عنها لمجرد أني أفصحت وسجلتهن بأسمائهن الحقيقية وعن كيفية تسميته قريباته في قائمة الأسماء يقول عبدالله: حقيقة لا أختار أسماء مستعارة أو أي شبه للاسم الصريح بل أعمد إلى تسجيل قريباتي برموز معينة موجودة في الجهاز، فعلى سبيل المثال والدتي أرمز لها برمز النجمة وأختي الكبرى برمز المربع وباقي أخواتي اختار لهن من الرموز ما بين علامة الاستفهام والتعجب أو النقطة والفاصلة، وهكذا كل له نصيب من هذه الرموز التي اختارها بما توحي له الشخصية وبما يتناسب معها من الرموز، ويتابع عبدالله القول : لا أرى حقيقة عيبا فيما أفعل ولا أخجل من ذلك فالحفاظ على عرض قريباتي هو أمر في غاية الأهمية وعلي القيام بذلك كوني أحد الذين ينتمون إلى الأسرة والعائلة وغايتي الحفاظ عليها .
صفات مميزة
أحمد القحطاني هو الآخر لا يسجل أسماء قريباته صراحة في قائمة الأسماء بالجوال إلا أنه في الوقت نفسه له طريقة مخالفة عن تلك التي يتبعها زميله عبدالله حيث يعمد أحمد إلى استخدام أسماء أو ألقاب لقريباته ومن ثم تسجيلهن بالقائمة على أساس صفات مميزة بالشخصية، فمثلا اختار لاسم على لقب عالي مستواه وأسجل الاسم بذلك ولهدى أسجل هدية العمر وهكذا وأختي الكبرى أسجلها بحرف « خ « بداية ثم الكبرى، وكذلك أفعل مع باقي قريباتي حرصا مني عليهن كي لا يعرف أسماءهن أحد، كما يرى أحمد أن ما يفعله أمر جدا عادي وأغلب زملائه وأصدقائه ومن يعرف في العائلة يفعلون ذات الشيء وأنه قد تعلم ذلك من والده حيث تربى منذ الصغر على عدم الإفصاح عن اسم والدته أو إحدى أخواته إلا في الضرورة عن مراجعة الدوائر الحكومية مثل المستشفيات أو الجوازات وكل ما هو رسمي أما عدا ذلك فيحرص أحمد على عدم الإفشاء باسم إحدى قريباته اتباعا لنهج والده وأفراد أسرته من جهة واقتناعا بما يفعله من جهة أخرى .
مشاكل و مضايقات
ويرى أبو مروان أنه من الضروري عدم تسجيل أسماء النساء في قائمة الجوال لما في ذلك من مشاكل ومضايقات قد يتعرضن لها في حال سرق الجوال أو وقع بالخطأ في يد شخص ضعيف النفس وأخذ رقما لأي اسم في القائمة وبدأ الاتصال على هذا الرقم وازعاجه وهذا لا يعني عدم ثقة في نسائنا وبناتنا بقدر ما هو حماية لهن وحفاظا على سمعتهن وهو دليل حب كبير منا لهن يجعلنا نغار عليهن مما يمس سمعتهن حتى لو كان ذلك شيئا بسيطا ويقول أبو مروان : زوجتي مثلا أحيانا اسميها بقائمة الجوال أم الأولاد وأحيانا اسمها الأهل وحقيقة أغلب أصدقائي هم كذلك يسجلون أسماء زوجاتهم بلقب « الأهل « وإذا سألهم احد أين أنتم وكانوا برفقة الزوجة يجيبون « أنا مع الأهل « ولا يقولون « مع زوجتي « فهذا كذلك داخل في ذات السياق الذي يندرج تحت مسمى « الغيرة « وبالنسبة لبناتي لدي ابنتان الأولى اسمها الكبرى والثانية الصغرى وهكذا احرص على عدم الافصاح عن أسماء قريباتي الصريحة حفاظا عليهن .
ثقافات مختلفة
بدور السالم باحثة اجتماعية تقول : يحمل كل مجتمع من المجتمعات بداخله عددا من العقليات والثقافات المختلفة التوجهات التي تترجمها السلوكيات والتصرفات التي تصدر من أفراد المجتمع كل حسب ثقافته وموروثه فالطفل في مجتمعنا يتأثر بوالديه كثيرا ويميل إلى التقليد في كل صغيرة وكبيرة فإذا رأى والده على سبيل المثال لا يفصح عن اسم والدته أمام أحد ولا حتى يقول زوجتي بل يستبدلها بالأهل حينها ينشأ الولد على أن ذكر اسم والدته أو أخواته شيء ممنوع في أسرته ويشب على ذلك، وكذلك يكون في المستقبل والأغلبية تقتنع بما يفعله الوالدان مما يندرج في هذا السياق خاصة إذا قيل للطفل إن ذلك من باب الحفاظ على نساء وبنات العائلة وبالتالي يحاول هو الحفاظ على ذلك بأي وسيلة فالغاية هنا تبرر الوسيلة في المقابل لا نستطيع تعميم هذا السلوك على المجتمع ككل، فهناك عقليات وثقافات تأخذ توجها مختلفا في هذا التصرف وتجد أنه سلوك غير مناسب وغير مهذب وتربي أبناءها على ضرورة احترام وتقدير أخواتهن وعدم الخجل من الإفصاح عن أسمائهن وبالنهاية هذا يعتمد على البيئة التي تربى فيها الطفل فالمؤثرات لها دور كبير في تشكيل ثقافة الطفل وأن تكون له شخصية إما مستقلة عن والده أو ذات الشخصية، ففي أحيان يكون الولد نسخة أخرى من والده في كل شيء وفي أحيانا أخرى يختلف الوضع وهكذا لكل سماته الخاصة وتوجهاته الفكرية التي تكون شخصيته وتميزه عن الآخرين .
اليوم