ابا الناس
23 - 08 - 2008, 23:30
شركة عالمية كبيرة في مجال المرطبات ، لم يرضى مندوبيها أن ينزلوا في محل مواطن منتجاتها إلا بعد شكاوي ومطالبات؟!
http://www.sndoqy.com/uploads/83c4dd1820.jpg (http://www.sndoqy.com/)
مفلح عشق المنفوري
كاتب سعودي
تطل علينا بين الحين والأخر نظريات لحل مشكلة البطالة، وجميلة تلك النظريات، والأجمل منها وعود وتصريحات المسئولين مباشرة عن هذه المعضلة.
ونشاهد وزير العمل الدكتور غازي القصيبي في أكثر من مؤسسة أو مطعم متوشحا لباس العاملين من السعوديين ، تشجيعا لهم وتحفيزا لمن يحملون المؤهلات العلمية وينتظرون التعيين وفق تخصصاتهم لكي يلحقوا بركب العاملين بتلك المؤسسات أو المحال وعدم التعويل كثيرا على ما يحملون من شهادات وقدرات .
والحديث عن الحلول نظريا أخذ وقته، من قبل خبراء أدلوا بدلوهم في هذا الشأن سواء من كبار التجار المنصفين أو من الكتاب والمفكرين المهتمين بحل هذه الظاهرة.
لكن السؤال هنا : هل ما يحدث على ارض الواقع يصدق تلك النظريات والوعود والتصريحات الرنانة ؟
لنأخذ أمثلة من الوقع تجيب على هذا التساؤل:
قصص واقعية لشباب حدثوني بأنفسهم:
(أنا شاب سعودي ، احمل شهادة الكفاءة المتوسطة ، بحثت عن عمل في أكثر من جهة ولم يحالفني الحظ لأسباب تستطيع أن تختصرها في كلمة ( واسطة ) ، وبعد أن تجاوز عمري 30 عاما بدون عمل ولا زواج قررت أن اعتمد على نفسي ( كما يقولون ) وافتح محل تجاري ، وبالفعل أخذت سلفة مالية من احد أقربائي وقررت فتح تموينات في المدينة المنورة وأنا متحمس كثيرا لما اسمع من تصريحات بتشجيع الشباب السعودي على العمل الحر ودعمهم .
تقدمت إلى البلدية لأخذ رخصة محل ، وعانيت كثيرا من موظفيها لكثرة اشتراطاتهم التي لم أجدها في البقالات المجاورة ، صبرت وجهزت المحل بالمواصفات التي تدعيها البلدية ولم أشاهدها تطبق على غيري، إلا أن البلدية زيادة على ذلك رفضوا اسم تموينات بحجة أن المساحة غير كافية ، وحولوه إلى بقالة وقبلت ذلك رغم أن هناك كشك في نفس الشارع الذي فتحت فيه محلي مكتوب عليه لافته نصها ( مركز ......للتسوق) وعجبت لهذا التناقض فهذا الكشك لا تساوي مساحته 10% من مساحة بقالتي ومع ذلك وافقوا على تسميته مركز تسوق علما أن مركز التسوق في النظام تكون مساحته اكبر من مساحة التموينات .
وافقت مجبرا على ذلك فليس عندي (واسطة ) ولا استعدادا لدفع رسوم (غير مجدولة) !!
وبدأت العمل في بقالتي بحماس ورغبة شديدة في تحقيق طموحاتي في العمل الحر ، ووجدت من المواطنين تشجيعا وتحفيزا كوني سعودي وأعمل في محل أملكه .
إلا أن معاناتي لم تنتهي ، فلقد صدمت بواقع السوق وما يحدث فيه من تحالفات بين الأجانب ضد السعودي ، فمندوبي المبيعات للشركات التي توصل منتجاتها لعملائها في مقر محلاتهم ، وقفوا ضدي من أول زيارة لمحلي عندما عرفوا أني سعودي . وزاد من ذلك التحالف وجود عمالة من نفس الجنسية تملك (بالباطن) بقالات مجاورة لي .
شركة عالمية كبيرة في مجال المرطبات ، لم يرضى مندوبيها أن ينزلوا في محلي منتجاتها إلا بعد شكاوي ومطالبات استمرت أكثر من ستة أشهر( لأن مندوب المبيعات من نفس جنسية صاحب البقالة المجاور لي ) ، والعجيب أيضا أنني عندما ذهبت للأدارة المسئولة عن مندوب المبيعات وجدت الإداريين من نفس جنسيته ولم أجد سوى سعوديين اثنين .
وبعد إجبارهم من قبل الإدارة العامة على تنزيل منتجات الشركة في المحل أصبحوا يعاملونني وكأنهم يتصدقون عليّ.
وحدث هذا الموقف أيضا مع مندوب شركة اللبان كبرى مع اختلاف الجنسية .
قاومت وصبرت ، واستمر المحل يعمل بشكل جيد رغم الصعوبات ، وذهبت لمكتب العمل لاستقدام عامل تحميل يساعدني في ترتيب وتنظيف المحل ، فرض مدير مكتب العمل بحجة أن محلي ( بقالة ) وقال لي : على بقالة مستحيل تأخذ عامل ولو كان مركز تسوق نعطيك عامل واحد ، قلت له أن بجواري كشك باسم مركز تسوق وبه عامل أجنبي قال لي : أسأل البلدية !!!
يا ناس لا نريد مميزات للشباب السعودي( كما تقولون في تصريحاتكم) وليتكم فقط توفرون العدل بيننا وبين الأجنبي ـ وتحاربون الرشوة ومسامحينكم في الواسطة ) .
قصة أخرى:
( أنا شاب سعودي ، تخرجت من الثانوية العامة ، وأتابع باستمرار وسائل الإعلام واسمع كثيرا أن مخرجات التعليم لا توافق سوق العمل وأن العمل المهني هو الذي يجب أن يوجه له الشباب ، فقررت التسجيل في الكلية التقنية بقسم كهرباء ، وجاهدت وصبرت رغم ظروف عائلتي المادية الصعبة حتى تخرجت وأنا سعيد لكون شهادتي توافق سوق العمل ( كما يقولون) أخذت وثيقة التخرج وسافرت من مدينة إلى أخرى باحثا عن عمل يناسب مؤهلي لكن الرفض كان حليف طلبي في كل مكان اذهب إليه ، وأنا الآن اجلس بجوار والدتي المريضة المقعدة ولا أجد ما يكفل لي ولها العيش ، فأين وزير العمل وأين تصريحات مخرجات التعليم التقني المطلوبة ، وأين ؟ وأين ؟
وفي الأخير الوزير يقول وظيفة (نادل ) وأنا أقول اقسم بالله يا معالي الوزير لو وجدت وظيفة نادل لعملت بها ، فحتى هذه بالواسطة أو فقط تسكيت للمطالبين بالسعودة )
قصة أخرى:
( قابلت مدير تنفيذي لأحدى الشركات في حج عام 1427 هـ وسألته عن الوظائف والسعودة ولماذا اشتراطكم على المتقدم أن يجيد اللغة الانجليزية تحدث وكتابة . فقال: لو لم نشترط هذا الشرط لتقدم للوظائف الشباب السعودي العاطل كله، الحقيقة أننا نضعه كي لا يتقدم احد ثم نذهب بتلك الحجة لمكتب العمل لاستقدام عمال أجانب.
للعلم فكثيرا من العاملين والإداريين في الشركة لا يجيدون اللغة الانجليزية )
إلى معالي الوزير الأديب الكبير الدكتور غازي القصيبي : نريد رواية بعنوان : أجنبي مدير ـ سعودي عاطل !
http://www.sndoqy.com/uploads/83c4dd1820.jpg (http://www.sndoqy.com/)
مفلح عشق المنفوري
كاتب سعودي
تطل علينا بين الحين والأخر نظريات لحل مشكلة البطالة، وجميلة تلك النظريات، والأجمل منها وعود وتصريحات المسئولين مباشرة عن هذه المعضلة.
ونشاهد وزير العمل الدكتور غازي القصيبي في أكثر من مؤسسة أو مطعم متوشحا لباس العاملين من السعوديين ، تشجيعا لهم وتحفيزا لمن يحملون المؤهلات العلمية وينتظرون التعيين وفق تخصصاتهم لكي يلحقوا بركب العاملين بتلك المؤسسات أو المحال وعدم التعويل كثيرا على ما يحملون من شهادات وقدرات .
والحديث عن الحلول نظريا أخذ وقته، من قبل خبراء أدلوا بدلوهم في هذا الشأن سواء من كبار التجار المنصفين أو من الكتاب والمفكرين المهتمين بحل هذه الظاهرة.
لكن السؤال هنا : هل ما يحدث على ارض الواقع يصدق تلك النظريات والوعود والتصريحات الرنانة ؟
لنأخذ أمثلة من الوقع تجيب على هذا التساؤل:
قصص واقعية لشباب حدثوني بأنفسهم:
(أنا شاب سعودي ، احمل شهادة الكفاءة المتوسطة ، بحثت عن عمل في أكثر من جهة ولم يحالفني الحظ لأسباب تستطيع أن تختصرها في كلمة ( واسطة ) ، وبعد أن تجاوز عمري 30 عاما بدون عمل ولا زواج قررت أن اعتمد على نفسي ( كما يقولون ) وافتح محل تجاري ، وبالفعل أخذت سلفة مالية من احد أقربائي وقررت فتح تموينات في المدينة المنورة وأنا متحمس كثيرا لما اسمع من تصريحات بتشجيع الشباب السعودي على العمل الحر ودعمهم .
تقدمت إلى البلدية لأخذ رخصة محل ، وعانيت كثيرا من موظفيها لكثرة اشتراطاتهم التي لم أجدها في البقالات المجاورة ، صبرت وجهزت المحل بالمواصفات التي تدعيها البلدية ولم أشاهدها تطبق على غيري، إلا أن البلدية زيادة على ذلك رفضوا اسم تموينات بحجة أن المساحة غير كافية ، وحولوه إلى بقالة وقبلت ذلك رغم أن هناك كشك في نفس الشارع الذي فتحت فيه محلي مكتوب عليه لافته نصها ( مركز ......للتسوق) وعجبت لهذا التناقض فهذا الكشك لا تساوي مساحته 10% من مساحة بقالتي ومع ذلك وافقوا على تسميته مركز تسوق علما أن مركز التسوق في النظام تكون مساحته اكبر من مساحة التموينات .
وافقت مجبرا على ذلك فليس عندي (واسطة ) ولا استعدادا لدفع رسوم (غير مجدولة) !!
وبدأت العمل في بقالتي بحماس ورغبة شديدة في تحقيق طموحاتي في العمل الحر ، ووجدت من المواطنين تشجيعا وتحفيزا كوني سعودي وأعمل في محل أملكه .
إلا أن معاناتي لم تنتهي ، فلقد صدمت بواقع السوق وما يحدث فيه من تحالفات بين الأجانب ضد السعودي ، فمندوبي المبيعات للشركات التي توصل منتجاتها لعملائها في مقر محلاتهم ، وقفوا ضدي من أول زيارة لمحلي عندما عرفوا أني سعودي . وزاد من ذلك التحالف وجود عمالة من نفس الجنسية تملك (بالباطن) بقالات مجاورة لي .
شركة عالمية كبيرة في مجال المرطبات ، لم يرضى مندوبيها أن ينزلوا في محلي منتجاتها إلا بعد شكاوي ومطالبات استمرت أكثر من ستة أشهر( لأن مندوب المبيعات من نفس جنسية صاحب البقالة المجاور لي ) ، والعجيب أيضا أنني عندما ذهبت للأدارة المسئولة عن مندوب المبيعات وجدت الإداريين من نفس جنسيته ولم أجد سوى سعوديين اثنين .
وبعد إجبارهم من قبل الإدارة العامة على تنزيل منتجات الشركة في المحل أصبحوا يعاملونني وكأنهم يتصدقون عليّ.
وحدث هذا الموقف أيضا مع مندوب شركة اللبان كبرى مع اختلاف الجنسية .
قاومت وصبرت ، واستمر المحل يعمل بشكل جيد رغم الصعوبات ، وذهبت لمكتب العمل لاستقدام عامل تحميل يساعدني في ترتيب وتنظيف المحل ، فرض مدير مكتب العمل بحجة أن محلي ( بقالة ) وقال لي : على بقالة مستحيل تأخذ عامل ولو كان مركز تسوق نعطيك عامل واحد ، قلت له أن بجواري كشك باسم مركز تسوق وبه عامل أجنبي قال لي : أسأل البلدية !!!
يا ناس لا نريد مميزات للشباب السعودي( كما تقولون في تصريحاتكم) وليتكم فقط توفرون العدل بيننا وبين الأجنبي ـ وتحاربون الرشوة ومسامحينكم في الواسطة ) .
قصة أخرى:
( أنا شاب سعودي ، تخرجت من الثانوية العامة ، وأتابع باستمرار وسائل الإعلام واسمع كثيرا أن مخرجات التعليم لا توافق سوق العمل وأن العمل المهني هو الذي يجب أن يوجه له الشباب ، فقررت التسجيل في الكلية التقنية بقسم كهرباء ، وجاهدت وصبرت رغم ظروف عائلتي المادية الصعبة حتى تخرجت وأنا سعيد لكون شهادتي توافق سوق العمل ( كما يقولون) أخذت وثيقة التخرج وسافرت من مدينة إلى أخرى باحثا عن عمل يناسب مؤهلي لكن الرفض كان حليف طلبي في كل مكان اذهب إليه ، وأنا الآن اجلس بجوار والدتي المريضة المقعدة ولا أجد ما يكفل لي ولها العيش ، فأين وزير العمل وأين تصريحات مخرجات التعليم التقني المطلوبة ، وأين ؟ وأين ؟
وفي الأخير الوزير يقول وظيفة (نادل ) وأنا أقول اقسم بالله يا معالي الوزير لو وجدت وظيفة نادل لعملت بها ، فحتى هذه بالواسطة أو فقط تسكيت للمطالبين بالسعودة )
قصة أخرى:
( قابلت مدير تنفيذي لأحدى الشركات في حج عام 1427 هـ وسألته عن الوظائف والسعودة ولماذا اشتراطكم على المتقدم أن يجيد اللغة الانجليزية تحدث وكتابة . فقال: لو لم نشترط هذا الشرط لتقدم للوظائف الشباب السعودي العاطل كله، الحقيقة أننا نضعه كي لا يتقدم احد ثم نذهب بتلك الحجة لمكتب العمل لاستقدام عمال أجانب.
للعلم فكثيرا من العاملين والإداريين في الشركة لا يجيدون اللغة الانجليزية )
إلى معالي الوزير الأديب الكبير الدكتور غازي القصيبي : نريد رواية بعنوان : أجنبي مدير ـ سعودي عاطل !