مفتي الغلبا
26 - 08 - 2008, 17:57
في الخامس من شهر شوال 1319هـ ( 15 كانون الثاني / يناير 1905م )، خرج جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مجاهدا في سبيل الله، معليا كلمته، محاربا للبدع والأضاليل، عاملا على توحيد أجزاء متناثرة من شبه الجزيرة العربية.
وإذ تكلل ذلك الجهاد بنصر الله ، وظهرت " المملكة العربية السعودية " إلى الوجود ( 21 جمادى الأولى 1351هـ - 21 أيلول / سبتمبر 1932م ) كان أول ـ واهم ـ ما أعلنه الملك عبد العزيز هو تحكيم شريعة الله في كل شؤون المملكة الناشئة .
وفي معظم خطاباته وأحاديثه كان يحرص على تأكيد هذه الحقيقة .
من ذلك قوله :
((إنني أوصي الجميع بالرجوع إلى الله تعالي، فهو القادر على كل شيء, وهو الذي بيده كل شيء، ويجب أن نتمسك بديننا، وبما جاء به كتاب الله تعالى وشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم، وهذا ما وصي نفسي وأوصيكم به.
- يقولون " الحرية " ويدعي البعض أنها من وضع الأوربيين ،والحقيقة أن القرآن الكريم قد جاء بالحرية التامة ، الكافلة لحقوق الناس جميعا ، وجاء بـ " الإخاء " و " المساواة " المطلقة التي لم تحلم بها امة من الأمم ، فآخي بين الصغير والكبير ، والقوي والضعيف , الغني والفقير , وساوى بينهم .
- نحن دعاة إلى الإيمان بالله تعالى ،ورسول الله ، وبكتاب الله ، وبسنة نبيه ، نحن ندعو إلى ذلك جهد طاقتنا في السر والعلن .
- أن اعتمد في جميع أعمالي على الله وحده لا شريك له ،اعتمد عليه في السر والعلانية ، والظاهر والباطن ، ان الله مسهل طريقنا لاعتمادنا عليه ، واني أجاهد في سبيل كلمة التوحيد والحرص عليها .
- ليس لنا من المقاصد والغايات إلا أن تكون كلمة الله هي العليا ، نحن سرنا في الجادة ولم يكن عندنا مال ولا رجال ، نحن أهل بادية ، وان ما ترونه اليوم لم يكن إلا من بركة الله تعالى ، ونحن نعاهد الله ، ونقسم أمامكم على ذلك ، إننا لن نتنكب الطريق السوي مهما تحملنا من المتاعب والمشاق ، فان الذي يجمع شملنا ويوحد بيننا هو الالتفاف حول كلمة التوحيد ، والعمل بما أمر به الله ورسوله)) .
وكما نرى ، كان العمل على إعلاء كلمة الله ، والأخذ بشريعته ، وإتباع هديه ،هو الأساس الأول للدولة التي أقامها الملك عبد العزيز ، وجعل الالتزام بها ، والأخذ بأوامرها ونواهيها ، في المقام الأول من اهتمامه .
أما الأساس الثاني ، فهو الأمن .
والأمن له أهميته القصوى في الشريعة الإسلامية .
وفي القرآن الكريم ضوابط لهذا الأمن ، أمر بها الله تعالى في كتابه العظيم ، فحث عليه ، وقضى بعقاب من ينتهكونه ، وحدد العقوبات التي يجب تطبيقها على الخارجين على الامن أفرادا وجماعات .
وأتمت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تطبيقاته العملية، هذا الأساس الذي لا غنى عنه في حياة المجتمع، وأولته ما يستحقه من الشرح والإيضاح.
ويبدو لنا الفارق العظيم بين ما كان عليه حال شبه الجزيرة العربية قبل عبد العزيز وبعده.
فلقد عاش هذا الجزء من العالم مئات السنين، في حالة انفلات أمني كامل، وانتشر السطو، و قطع الطرق، والقتل، في معظم إرجاء شبه الجزيرة.
وبات الحج مغامرة لا تؤمن عقباها ، بسبب وجود عصابات احترفت قطع الطرق ، على الحجاج ، وسلبهم أموالهم وأمتعتهم ، في اغلب الأحيان .
فجاء عبدا لعزيز رحمه الله، وأعلن ـ بكل وضوح ـ أن عهد الفوضى والتسيب والإجرام قد انتهى، وان بينه وبين الخارجين على الأمن شريعة الله، يطبقها في حقهم وينزل بهم عقوباتها، ليضع بذلك حدا لتلك الأمور.
وسرعان ما تبين للخارجين على الأمن أن الأمر اكبر مما يتصورون، وإنهم أمام عهد جديد، ومسئول متميز، ما اعتاد أن يقول إلا ما يفعل.
وخلال بضع سنوات ، استقر الأمن الشامل في المملكة العربية السعودية شرقها وغربها ، وشمالها وجنوبها ، حتى بات هذا الأمن مضرب الأمثال ، وحتى قيل أن جملا محملا بالأرزاق ، تاه عن صاحبه ، فقطع الفيافي والبوادي أياما طوالا ، وحين عثر عليه صاحبه ، وجد إن رزقه ظل على حاله ، لم تنقص منه ذرة واحدة .
وقدا أشار الملك عبد العزيز إلى ذلك بقوله:
" ((لقد حكمت هذه البلاد حكومات قوية ذات حول وطول قبلنا ، ولكنها لم تقدر على تأمين الطرق بين مكة وجدة ، فضلا عن بقية الأماكن والطرقات ، أما اليوم فان الأمن سائد في طول البلاد وعرضها ، قد لمستموه بأيديكم ، وشاهدتموه بأعينكم ، وهذا من فضل ربي علينا ، ونحن لا نقول هذا للافتخار ، وإنما للإشارة إلى أننا ، أسرتي وشعبي ، جند من جنود الله ، نسعى لخير المسلمين ، ولتأمين راحة الوافدين إلى بيت الله الحرام " )).
فهذا هو ما يستقر به الأمن وهو الأمن المؤيد من الله.
وإذ تكلل ذلك الجهاد بنصر الله ، وظهرت " المملكة العربية السعودية " إلى الوجود ( 21 جمادى الأولى 1351هـ - 21 أيلول / سبتمبر 1932م ) كان أول ـ واهم ـ ما أعلنه الملك عبد العزيز هو تحكيم شريعة الله في كل شؤون المملكة الناشئة .
وفي معظم خطاباته وأحاديثه كان يحرص على تأكيد هذه الحقيقة .
من ذلك قوله :
((إنني أوصي الجميع بالرجوع إلى الله تعالي، فهو القادر على كل شيء, وهو الذي بيده كل شيء، ويجب أن نتمسك بديننا، وبما جاء به كتاب الله تعالى وشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم، وهذا ما وصي نفسي وأوصيكم به.
- يقولون " الحرية " ويدعي البعض أنها من وضع الأوربيين ،والحقيقة أن القرآن الكريم قد جاء بالحرية التامة ، الكافلة لحقوق الناس جميعا ، وجاء بـ " الإخاء " و " المساواة " المطلقة التي لم تحلم بها امة من الأمم ، فآخي بين الصغير والكبير ، والقوي والضعيف , الغني والفقير , وساوى بينهم .
- نحن دعاة إلى الإيمان بالله تعالى ،ورسول الله ، وبكتاب الله ، وبسنة نبيه ، نحن ندعو إلى ذلك جهد طاقتنا في السر والعلن .
- أن اعتمد في جميع أعمالي على الله وحده لا شريك له ،اعتمد عليه في السر والعلانية ، والظاهر والباطن ، ان الله مسهل طريقنا لاعتمادنا عليه ، واني أجاهد في سبيل كلمة التوحيد والحرص عليها .
- ليس لنا من المقاصد والغايات إلا أن تكون كلمة الله هي العليا ، نحن سرنا في الجادة ولم يكن عندنا مال ولا رجال ، نحن أهل بادية ، وان ما ترونه اليوم لم يكن إلا من بركة الله تعالى ، ونحن نعاهد الله ، ونقسم أمامكم على ذلك ، إننا لن نتنكب الطريق السوي مهما تحملنا من المتاعب والمشاق ، فان الذي يجمع شملنا ويوحد بيننا هو الالتفاف حول كلمة التوحيد ، والعمل بما أمر به الله ورسوله)) .
وكما نرى ، كان العمل على إعلاء كلمة الله ، والأخذ بشريعته ، وإتباع هديه ،هو الأساس الأول للدولة التي أقامها الملك عبد العزيز ، وجعل الالتزام بها ، والأخذ بأوامرها ونواهيها ، في المقام الأول من اهتمامه .
أما الأساس الثاني ، فهو الأمن .
والأمن له أهميته القصوى في الشريعة الإسلامية .
وفي القرآن الكريم ضوابط لهذا الأمن ، أمر بها الله تعالى في كتابه العظيم ، فحث عليه ، وقضى بعقاب من ينتهكونه ، وحدد العقوبات التي يجب تطبيقها على الخارجين على الامن أفرادا وجماعات .
وأتمت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تطبيقاته العملية، هذا الأساس الذي لا غنى عنه في حياة المجتمع، وأولته ما يستحقه من الشرح والإيضاح.
ويبدو لنا الفارق العظيم بين ما كان عليه حال شبه الجزيرة العربية قبل عبد العزيز وبعده.
فلقد عاش هذا الجزء من العالم مئات السنين، في حالة انفلات أمني كامل، وانتشر السطو، و قطع الطرق، والقتل، في معظم إرجاء شبه الجزيرة.
وبات الحج مغامرة لا تؤمن عقباها ، بسبب وجود عصابات احترفت قطع الطرق ، على الحجاج ، وسلبهم أموالهم وأمتعتهم ، في اغلب الأحيان .
فجاء عبدا لعزيز رحمه الله، وأعلن ـ بكل وضوح ـ أن عهد الفوضى والتسيب والإجرام قد انتهى، وان بينه وبين الخارجين على الأمن شريعة الله، يطبقها في حقهم وينزل بهم عقوباتها، ليضع بذلك حدا لتلك الأمور.
وسرعان ما تبين للخارجين على الأمن أن الأمر اكبر مما يتصورون، وإنهم أمام عهد جديد، ومسئول متميز، ما اعتاد أن يقول إلا ما يفعل.
وخلال بضع سنوات ، استقر الأمن الشامل في المملكة العربية السعودية شرقها وغربها ، وشمالها وجنوبها ، حتى بات هذا الأمن مضرب الأمثال ، وحتى قيل أن جملا محملا بالأرزاق ، تاه عن صاحبه ، فقطع الفيافي والبوادي أياما طوالا ، وحين عثر عليه صاحبه ، وجد إن رزقه ظل على حاله ، لم تنقص منه ذرة واحدة .
وقدا أشار الملك عبد العزيز إلى ذلك بقوله:
" ((لقد حكمت هذه البلاد حكومات قوية ذات حول وطول قبلنا ، ولكنها لم تقدر على تأمين الطرق بين مكة وجدة ، فضلا عن بقية الأماكن والطرقات ، أما اليوم فان الأمن سائد في طول البلاد وعرضها ، قد لمستموه بأيديكم ، وشاهدتموه بأعينكم ، وهذا من فضل ربي علينا ، ونحن لا نقول هذا للافتخار ، وإنما للإشارة إلى أننا ، أسرتي وشعبي ، جند من جنود الله ، نسعى لخير المسلمين ، ولتأمين راحة الوافدين إلى بيت الله الحرام " )).
فهذا هو ما يستقر به الأمن وهو الأمن المؤيد من الله.