المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن فعلاً نعاني من خلل عاطفي واجتماعي


ابن دهيم
10 - 09 - 2008, 21:58
المتطلع إلى حالنا يرى أن نسبة كبيرة من بين رجالنا لا يعبرون عن عاطفتهم الحقيقية تجاه المقربين منهم، وأيضاً هو لا يسمح لنفسه بالتعبير عن مشاعره لأن المجتمع يعتبر ذلك نقصاً في رجولته فيتربى على إخفائها رغم حاجته الشديدة لإظهارها والبوح بها.

فينشأ الفتى ولديه قناعات متوارثة فيما يتعلق بالعاطفة والمشاعر.

يساعد على ذلك القناعة التامة لدينا كمجتمع أن القوة هي صفة من الصفات الذكورية التي يتميز بها الرجل منذ طفولته، ومن هذه اللحظة تنشأ فكرة ونظرة الطفل الذكر للعالم من حوله، فلا يحظى هذا الطفل بالقدر الذي يحتاجه من العاطفة لهذا ينشأ وبه خلل عاطفي متأصل يقوده إلى تناقض بين الأفكار والمشاعر.

على الطرف الآخر فالفتاة وبشكل عام تتربى على أهمية ألا تبوح بمشاعرها أيضاً لأن في ذلك خدش لحيائها.

يساعد على كل هذا أن الطفل الذكر والطفلة الأنثى يعيشان في منزل لا يشاهدان فيها أو يسمعان مشاهد ولغة عاطفية ما بين الوالدين اللذان هما في الأصل زوجان يُفترض أن يجمع بينهما رباط عاطفي يعبر فيه كل منهما قولاً وفعلاً عن حقيقة مشاعره تجاه الآخر.

فتجد الرجل يتردد في التعبير عن عاطفته حتى بعد أن يصلح لديهما أبناء، وكذلك المرأة تنتظر أن يبادرها الزوج وقلمّا تجد طرفاً مبادراً يفتتح المشروع وإن وجد فإنه يستسلم سريعاً.

رغم كل هذا إلا أن الحاجة لهذه العاطفة وممارستها وإطلاقها يبقى بداخلنا مهما اجتهدنا في إثبات العكس أو حبسها.

فترى أن من يحبس هذه العاطفة وأقصد التعبير عن الحب الطبيعي بين الزوجين، ينجذب وبشكل قوي جداً لحكايات الحب والغرام وكذلك للأشعار الغزلية.

لأنه بكل بساطة يرى فيها متنفساً لما يتمناه أو يرى في مشاهدتها أو سماعها تعويضاً له عمّا يفتقده فعلاً.

السؤال هنا:
كيف يمكن علاج مثل هذا الأمر حتى لا تفعل بنا هذه القصص والمسلسلات أفعالها؟

الإجابة بكل بساطة:
أن نعيش عاطفتنا بكل صدق ولا نحبسها، وعندها لن تشدنا كثيراً مثل هذه الأفلام أو المسلسلات لأننا في الأصل نعيش واقعاً أكثر رومانسية منها.

وبنفس الوقت فحياتنا العاطفية الصحيحة ستكشف لنا أن الحب الحقيقي ليس علاقات يسعى فيها الذكر وراء الأنثى.

بالطبع هذا لن يحصل في يوم وليلة أو بمجرد كبسة زر، فخلق اتصال تسوده المحبة بين الزوجين يحتاج لأن يمر بمراحل، ومن لديه الرغبة في أن يعيش هذه التجربة أضع هذه المفاتيح المهمة التي ستعينك كثيراً إن أنت عملت عليها باكراً:

– زوجك / زوجتك ليس من ستعيش معه بل من لن تستطيع العيش بدونه:
ونعني هنا أن حالك من غيره لن تكون بروعة وهناء حالك معه.

– احرص على تغيير نفسك فهذا ما تستطيعه أنت:
كم سيلزمك من الوقت والجهد لتغير الآخرين، ولكن حتماً لن تحتاج إلى مثيله في عملية تغيير نظرتك لهم وردود أفعالك تجاههم.

– أيامكم مع بعضكم هي درجات في سلم المتعة والسعادة وليست درجات إلى محطة المتعة والسعادة:
وهذا يساعدنا على فهم أن السعادة رحلة مستمرة وليست محطة وصول ننتظرها بفارغ الصبر ثم نخلد إليها بعد عناء السفر..

– الالتزام الديني:
ولا أعني هنا التقسيم السائد في مجتمعنا أن هذا ملتزم أو تلك ملتزمة والآخر أو الأخرى غير ذلك، إن ما أعنيه هنا هو :
إلى أي درجة يهمني أن يكون شريكي على نفس مساري تديناً، وكيف ستكون علاقتي معه وإحساسي تجاهه إن لم يكن على نفس المسار الذي أنا عليه !!

– مع من تسكن؟
وهذه تعني أن الحياة التي ستعيشها هنا هي مشاركة مستمرة تتفاوت فيها النسبة حسب المواقف والأحداث فمرة تكون النسبة الأكبر لك وأخرى تكون عليك.

قد يرى البعض أن هذه مجرد فلسفات أو كتابات لا تستطيع العيش على أرض الواقع وقد يراها البعض الآخر غير ذلك .

فأياً كانت نظرتك لها فإن تأثيرها عليك يتوقف على ما تعتقده أنت حيالها.

س ب ع 777
11 - 09 - 2008, 22:11
لاهنت على المعلومه