راعي الجوفا
14 - 09 - 2008, 05:30
ناصر الحمدان ( الوئام ) الرياض :
تواجه الفضائيات العربية في الآونة الأخيرة حملة ضغوطات متواصلة و"غير مسبوقة" تنوعت بين مطالب بالمقاطعة أو اعادة النظر فيما يعرض من خلالها أو حتى ايقافها.
وتزايدت هذه الحملة بشكل لافت في شهر رمضان المبارك حيث ان قدسية الشهر تحتم على المجتمع المسلم العيش في اجواء ايمانية بعيداً عن ما يعكر صفوها من مواد اعلامية لا تلائم روحانية هذا الشهر الكريم وقدسيته , في الوقت الذي تحرص فيه هذه الفضائيات على تكثيف برامجها "المثيرة لإستياء الشارع" وتحديد وقت عرضها .
وبدى المجتمع متفاعلاً بشكل قوي وجاد مع هذه المطالب على الرغم من امتلاك بعض المعارضين لاطباق فضائية تزخر بمئات القنوات موضع الجدل.
ويقود حملة الضغط مجموعة من العلماء والدعاة المتنفذين في اوساط المجتمع السعودي والخليجي بالإضافة الى بعض من فئات المجتمع نفسه ممن اخذوا على عاتقهم "مجاهدة" كل مظاهر الفساد لمواجهة أي دعوى تحاول تغريب المجتمع أو زعزعة قيمه .
ويبدو ان عرض هذه المواد بشكل متزايد ومكثف ساهم في تنامي حالة الاستياء الواسع ضد هذه القنوات, في الوقت الذي احدثت فيه احدى هذه القنوات موجة من الانتقاد الحاد عندما عرضت مسلسلات تركية مدبلجة احتوت على مشاهد ولقطات خادشة للحياء بشكل متكرر قبيل رمضان .
وغير بعيد من القنوات الفنية والغنائية وصلت موجة الاعتراض الى قنوات دينية محافظة عندما عارض الكثيرون بث مسلسل درامي يحكي العلاقة بين سكان القرى والبادية وطالبوا غير مرة ادارة القناة المحافظة بايقافه لانه مثير للكراهية , على الرغم من خروج مخرج المسلسل وطلبه من المعارضين التريث لحين انتهاء حلقات المسلسل لأن الصورة الحقيقية ستتضح في النهاية وسيظهر للمشاهد ان المسلسل لم يتعمد أي اثارة للعنصرية .
وكان رئيس دولة الامارات قد وجه أيضاً بالغاء مسلسل قبلي يعرض في رمضان على احدى القنوات الخليجية بعد شكاوى متكررة من بعض وجهاء القبائل قالوا ان المسلسل سيثير فتنة قبلية "وشيكة" في حال استمرت القناة في تجاهلها لمشاعر المشاهدين واصرت على عرضه .
وسبق ان أوقفت قناة اخرى مسلسلاً آخراً بعد سلسلة من الاعتراضات ولنفس السبب .
وامام موجة الاعتراض هذه تستغل قنوات اخرى - حظيت بشئ من رضى المشاهد الخليجي المحافظ - هذا التنافر لصالحها عندما قطعت برامجها الرمضانية وكثفت من عرض برامج تناقش الغاء المسلسلات التي دعت الى القبلية , وعمدت قنوات الشعر الشعبي الى مناقشة تبعات قرار الغاء المسلسلات القبلية ورصدت حالة الرضا من قبل بعض أبناء القبائل المعنية بالأمر .
وعلى الطرف الآخر استقطعت قناة شعر اخرى بعضاً من وقتها لعرض برنامج حواري على شاشتها والذي ناقش تأثير الفضائيات العربية على حال المسلم في رمضان وتطرق حديث الشيخ عوض القرني في برنامج "البينة"في اجابته على سؤال مقدم البرنامج الى التأثير السلبي لهذه القنوات على حياة المسلم بل انه رفض فكرة خروج الداعية الاسلامي عائض القرني والدكتور سلمان العودة على قناة ام بي سي موضحاً انه يجب مقاطعة هذه القنوات بشكل كامل .
وافردت قناة الجزيرة ذات التأثير القوي في حلقتين متتاليتين في برنامج "الاتجاه المعاكس" مساحةً حرة لمناقشة تزايد خطر المسلسلات الرمضانية التي تبثها الفضائيات العربية بشكل صارخ دون ان تكلف نفسها في بث برامج مفيدة.
وعلى الرغم من مساحة الحرية التي تمنحها الجهات الحكومية في البلدان العربية للإعلام الفضائي إلا ان هذه القنوات زادت في عرض ما يمكن القول بأنه "خادش للحياء والذوق العام" متجاهلةً نداءات الدعاة وبعض فئات المجتمع حول ضرورة ضبط مايعرض فيها واستجلاء خطرها على الاسرة المسلمة .
وعلى المستوى الرسمي خرج اجتماع وزاري اعلامي بنتائج مخيبة لآمال الشارع عندما قرر المجتمعون في القاهرة مؤخراً ضبط مايعرض في هذه القنوات على المستوى السياسي متجاهلين الجانب الآخر المثير للجدل دون أي ضوابط جديدة .
وامام حالة الغضب التي اجتاحت المشاهد العربي حول الفضائيات العربية وماتعرضه بشكل مستمر خرجت فتوى مثيرة قبل اربعة أيام من فضيلة رئيس مجلس القضاء الاعلى في المملكة الشيخ صالح اللحيدان الذي وصف الأمر بأنه "خطير" مطالباً ملاك هذه القنوات بالخوف من الله والعودة اليه منوهاً الى ان ملاك هذه القنوات ان لم يستجيبوا لدعوات المسلمين والدعاة فهم عرضة للـ "القتل" بموجب محاكمة قضائية شرعية .
ولاتزال هذه الفتوى "المدوية" موضع جدل حاد في الاوساط الاجتماعية والاعلامية , في الوقت الذي سعت فيه جهات اعلامية للإتصال بالشيخ لحثه على التراجع عن الفتوى لكن الشيخ لم يستجب لمطالبهم واصر على رأيه الواضح دون تحريف مشدداً على قناعة التامة فيما ذكره في فتواه .
ويؤيد المعارضون لسياسة الاعلام الفضائي الفتوى الاخيرة ويعتبرونها نتاج طبيعي لما تقوم به هذه القنوات من استباحة لجميع المحرمات والعمل على افساد عقول المشاهدين والتركيز على جيل الشباب من كلا الجنسين .
ولا يعلم المشاهد لهذه الفضائيات متى سترضخ هذه القنوات لمطالب العلماء ومن خلفهم المشاهدين الغاضبين , واللذين سبق لهم التحذير مراراً من عواقب الاعلام الفضائي المفتوح , لكن موجة الغضب الأخيرة - بحسب النقاد - قد تحدث نوعاً آخراً من التغيير سيما وأن طابور "الممتعضين" بات أكثر عدداً وأشد غضبا
تواجه الفضائيات العربية في الآونة الأخيرة حملة ضغوطات متواصلة و"غير مسبوقة" تنوعت بين مطالب بالمقاطعة أو اعادة النظر فيما يعرض من خلالها أو حتى ايقافها.
وتزايدت هذه الحملة بشكل لافت في شهر رمضان المبارك حيث ان قدسية الشهر تحتم على المجتمع المسلم العيش في اجواء ايمانية بعيداً عن ما يعكر صفوها من مواد اعلامية لا تلائم روحانية هذا الشهر الكريم وقدسيته , في الوقت الذي تحرص فيه هذه الفضائيات على تكثيف برامجها "المثيرة لإستياء الشارع" وتحديد وقت عرضها .
وبدى المجتمع متفاعلاً بشكل قوي وجاد مع هذه المطالب على الرغم من امتلاك بعض المعارضين لاطباق فضائية تزخر بمئات القنوات موضع الجدل.
ويقود حملة الضغط مجموعة من العلماء والدعاة المتنفذين في اوساط المجتمع السعودي والخليجي بالإضافة الى بعض من فئات المجتمع نفسه ممن اخذوا على عاتقهم "مجاهدة" كل مظاهر الفساد لمواجهة أي دعوى تحاول تغريب المجتمع أو زعزعة قيمه .
ويبدو ان عرض هذه المواد بشكل متزايد ومكثف ساهم في تنامي حالة الاستياء الواسع ضد هذه القنوات, في الوقت الذي احدثت فيه احدى هذه القنوات موجة من الانتقاد الحاد عندما عرضت مسلسلات تركية مدبلجة احتوت على مشاهد ولقطات خادشة للحياء بشكل متكرر قبيل رمضان .
وغير بعيد من القنوات الفنية والغنائية وصلت موجة الاعتراض الى قنوات دينية محافظة عندما عارض الكثيرون بث مسلسل درامي يحكي العلاقة بين سكان القرى والبادية وطالبوا غير مرة ادارة القناة المحافظة بايقافه لانه مثير للكراهية , على الرغم من خروج مخرج المسلسل وطلبه من المعارضين التريث لحين انتهاء حلقات المسلسل لأن الصورة الحقيقية ستتضح في النهاية وسيظهر للمشاهد ان المسلسل لم يتعمد أي اثارة للعنصرية .
وكان رئيس دولة الامارات قد وجه أيضاً بالغاء مسلسل قبلي يعرض في رمضان على احدى القنوات الخليجية بعد شكاوى متكررة من بعض وجهاء القبائل قالوا ان المسلسل سيثير فتنة قبلية "وشيكة" في حال استمرت القناة في تجاهلها لمشاعر المشاهدين واصرت على عرضه .
وسبق ان أوقفت قناة اخرى مسلسلاً آخراً بعد سلسلة من الاعتراضات ولنفس السبب .
وامام موجة الاعتراض هذه تستغل قنوات اخرى - حظيت بشئ من رضى المشاهد الخليجي المحافظ - هذا التنافر لصالحها عندما قطعت برامجها الرمضانية وكثفت من عرض برامج تناقش الغاء المسلسلات التي دعت الى القبلية , وعمدت قنوات الشعر الشعبي الى مناقشة تبعات قرار الغاء المسلسلات القبلية ورصدت حالة الرضا من قبل بعض أبناء القبائل المعنية بالأمر .
وعلى الطرف الآخر استقطعت قناة شعر اخرى بعضاً من وقتها لعرض برنامج حواري على شاشتها والذي ناقش تأثير الفضائيات العربية على حال المسلم في رمضان وتطرق حديث الشيخ عوض القرني في برنامج "البينة"في اجابته على سؤال مقدم البرنامج الى التأثير السلبي لهذه القنوات على حياة المسلم بل انه رفض فكرة خروج الداعية الاسلامي عائض القرني والدكتور سلمان العودة على قناة ام بي سي موضحاً انه يجب مقاطعة هذه القنوات بشكل كامل .
وافردت قناة الجزيرة ذات التأثير القوي في حلقتين متتاليتين في برنامج "الاتجاه المعاكس" مساحةً حرة لمناقشة تزايد خطر المسلسلات الرمضانية التي تبثها الفضائيات العربية بشكل صارخ دون ان تكلف نفسها في بث برامج مفيدة.
وعلى الرغم من مساحة الحرية التي تمنحها الجهات الحكومية في البلدان العربية للإعلام الفضائي إلا ان هذه القنوات زادت في عرض ما يمكن القول بأنه "خادش للحياء والذوق العام" متجاهلةً نداءات الدعاة وبعض فئات المجتمع حول ضرورة ضبط مايعرض فيها واستجلاء خطرها على الاسرة المسلمة .
وعلى المستوى الرسمي خرج اجتماع وزاري اعلامي بنتائج مخيبة لآمال الشارع عندما قرر المجتمعون في القاهرة مؤخراً ضبط مايعرض في هذه القنوات على المستوى السياسي متجاهلين الجانب الآخر المثير للجدل دون أي ضوابط جديدة .
وامام حالة الغضب التي اجتاحت المشاهد العربي حول الفضائيات العربية وماتعرضه بشكل مستمر خرجت فتوى مثيرة قبل اربعة أيام من فضيلة رئيس مجلس القضاء الاعلى في المملكة الشيخ صالح اللحيدان الذي وصف الأمر بأنه "خطير" مطالباً ملاك هذه القنوات بالخوف من الله والعودة اليه منوهاً الى ان ملاك هذه القنوات ان لم يستجيبوا لدعوات المسلمين والدعاة فهم عرضة للـ "القتل" بموجب محاكمة قضائية شرعية .
ولاتزال هذه الفتوى "المدوية" موضع جدل حاد في الاوساط الاجتماعية والاعلامية , في الوقت الذي سعت فيه جهات اعلامية للإتصال بالشيخ لحثه على التراجع عن الفتوى لكن الشيخ لم يستجب لمطالبهم واصر على رأيه الواضح دون تحريف مشدداً على قناعة التامة فيما ذكره في فتواه .
ويؤيد المعارضون لسياسة الاعلام الفضائي الفتوى الاخيرة ويعتبرونها نتاج طبيعي لما تقوم به هذه القنوات من استباحة لجميع المحرمات والعمل على افساد عقول المشاهدين والتركيز على جيل الشباب من كلا الجنسين .
ولا يعلم المشاهد لهذه الفضائيات متى سترضخ هذه القنوات لمطالب العلماء ومن خلفهم المشاهدين الغاضبين , واللذين سبق لهم التحذير مراراً من عواقب الاعلام الفضائي المفتوح , لكن موجة الغضب الأخيرة - بحسب النقاد - قد تحدث نوعاً آخراً من التغيير سيما وأن طابور "الممتعضين" بات أكثر عدداً وأشد غضبا