راعي الجوفا
21 - 09 - 2008, 20:33
الرياض - فيصل المخلفي الحياة - 20/09/08//
خوفاً عليه من «الهجرة» إلى شوارع المدينة الواسعة ووظائفها، قرر «أبو سعد» حرمان ابنه من «الهوية الوطنية» ومن الدراسة والسفر والوظيفة، والاحتفاظ به إلى جانبه في البادية. «سعد» الابن الذي يشرف على تربية أغنام والده، يبلغ من العمر 30 عاماً، لكنه لا يستطيع إثبات أي من المعلومات السابقة، كونه لا يحمل أي إثبات شخصي يعرّفه.
فشلت محاولات «سعد» صاحب السجل المدني رقم 1050368297 المتواصلة على مدى أعوام في اقناع والده باستصدار هوية له، على غرار إخوته، إذ إن والده رفض بشدة الذهاب به إلى أحوال الطائف لاستخراج هوية وطنية.
يقول سعد في حديثه إلى«الحياة»: «لا يوجد أي خلاف مع والدي، إلا أنه يريدني معه في تربية الماشية»، مضيفاً: «حرمت لعدم حملي هوية وطنية من الدراسة وأداء فريضة الحج والحصول على وظيفة تضمن لي حياة كريمة. وواجهتني مصاعب الدنيا كوني لا أجيد القراءة والكتابة، ولم أتلق أي تعليم»، مشيراً إلى أن إخوته جميعاً يحملون هوياتهم الوطنية.
ويتابع سعد بحسرة: «أشعر بأنني فاقد للآدمية، وأدنى حقوق الإنسان هو أن يعرّف الشخص بنفسه، وأنا لا أستطيع التعريف بنفسي، ولا أملك وثائق رسمية تثبت ذلك».
ويذكر أحد أقارب سعد (فضل عدم ذكر اسمه) أن تفكير والده بامتلاك سعد الهوية الوطنية يعني الهجرة إلى حياة المدينة وتركه وحيداً. يقول: «حاول سعد منذ سنتين الحصول على الهوية، وكثرت مراجعاته للإدارات الحكومية، خصوصاً إدارة الأحوال المدنية في كل من الرياض وعفيف والطائف، لكن محاولاته راحت أدراج الرياح، إذ لا بد من حضور ولي الأمر إلى الأحوال المدنية، وأبوه رافض لذلك تماماً».
ويضيف: «يجد صعوبة كبيرة في وسيلة التنقل لمراجعة معاملته، فالنقل الجماعي يرفض إركابه بحجة عدم حمله هوية وطنية، الأمر الذي أثر في نفسيته»، مؤكداً عدم وجود أي خلافات بين الابن وأبيه.
ويعمل سعد مع والده في تربية الماشية التي تزيد على ألف شاة، وقطيع كبير من الماعز يزيد على 500 رأس، إضافة إلى الإبل، يقول: «قضيت حياتي مع الأغنام والإبل، فأنا لا أعترض على خدمة والدي، وأقوم يومياً بتعبئة الوايت من آبار بعيدة» (60 كيلومتراً عن مكان إقامتهم).
وعلى رغم موقف والده منه إلا أن سعد يحب والده ويصفه بـ«الكريم» مع أهله وضيوفه، «فهو يذبح كل يومين ذبيحة لنا، ما يعني أنه يذبح في الشهر الواحد 15 رأساً».
ويروي سعد معاناته في التنقل عندما قرر مراجعة الإدارات الحكومية لاستصدار هوية وطنية يثبت بها ذاته أمام الجهات الرسمية، يقول: «غادرت إلى مدينة عفيف عند خالي، لتبدأ المعاناة مع الهوية الوطنية، فنقاط التفتيش تسألني عن إثبات هويتي، وأنا أعجز عن ذلك، ما سبّب لي مشكلات كثيرة، خصوصاً عندما كنت أتنقل كثيراً بين عفيف والرياض لمراجعة معاملتي». لكن مرور 30 عاماً على حياة سعد من دون هوية، لم يفقده الأمل أو الرغبة في الحصول عليها، يقول: «أنا مصرّ على استخراج هوية وطنية، فمن حقي كمواطن سعودي الحصول على الهوية الوطنية، والحصول على حقوق المواطنة كاملة، كما أنني أحلم باليوم الذي أتنقل فيه وأنا مطمئن البال».
من جهته، أكد وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأحوال المدنية ناصر الحنايا على حضور المواطن «سعد» إلى إدارة الأحوال المدنية ومعه والده وأحد إخوته أو أعمامه أو شخصان للتعريف به.
خوفاً عليه من «الهجرة» إلى شوارع المدينة الواسعة ووظائفها، قرر «أبو سعد» حرمان ابنه من «الهوية الوطنية» ومن الدراسة والسفر والوظيفة، والاحتفاظ به إلى جانبه في البادية. «سعد» الابن الذي يشرف على تربية أغنام والده، يبلغ من العمر 30 عاماً، لكنه لا يستطيع إثبات أي من المعلومات السابقة، كونه لا يحمل أي إثبات شخصي يعرّفه.
فشلت محاولات «سعد» صاحب السجل المدني رقم 1050368297 المتواصلة على مدى أعوام في اقناع والده باستصدار هوية له، على غرار إخوته، إذ إن والده رفض بشدة الذهاب به إلى أحوال الطائف لاستخراج هوية وطنية.
يقول سعد في حديثه إلى«الحياة»: «لا يوجد أي خلاف مع والدي، إلا أنه يريدني معه في تربية الماشية»، مضيفاً: «حرمت لعدم حملي هوية وطنية من الدراسة وأداء فريضة الحج والحصول على وظيفة تضمن لي حياة كريمة. وواجهتني مصاعب الدنيا كوني لا أجيد القراءة والكتابة، ولم أتلق أي تعليم»، مشيراً إلى أن إخوته جميعاً يحملون هوياتهم الوطنية.
ويتابع سعد بحسرة: «أشعر بأنني فاقد للآدمية، وأدنى حقوق الإنسان هو أن يعرّف الشخص بنفسه، وأنا لا أستطيع التعريف بنفسي، ولا أملك وثائق رسمية تثبت ذلك».
ويذكر أحد أقارب سعد (فضل عدم ذكر اسمه) أن تفكير والده بامتلاك سعد الهوية الوطنية يعني الهجرة إلى حياة المدينة وتركه وحيداً. يقول: «حاول سعد منذ سنتين الحصول على الهوية، وكثرت مراجعاته للإدارات الحكومية، خصوصاً إدارة الأحوال المدنية في كل من الرياض وعفيف والطائف، لكن محاولاته راحت أدراج الرياح، إذ لا بد من حضور ولي الأمر إلى الأحوال المدنية، وأبوه رافض لذلك تماماً».
ويضيف: «يجد صعوبة كبيرة في وسيلة التنقل لمراجعة معاملته، فالنقل الجماعي يرفض إركابه بحجة عدم حمله هوية وطنية، الأمر الذي أثر في نفسيته»، مؤكداً عدم وجود أي خلافات بين الابن وأبيه.
ويعمل سعد مع والده في تربية الماشية التي تزيد على ألف شاة، وقطيع كبير من الماعز يزيد على 500 رأس، إضافة إلى الإبل، يقول: «قضيت حياتي مع الأغنام والإبل، فأنا لا أعترض على خدمة والدي، وأقوم يومياً بتعبئة الوايت من آبار بعيدة» (60 كيلومتراً عن مكان إقامتهم).
وعلى رغم موقف والده منه إلا أن سعد يحب والده ويصفه بـ«الكريم» مع أهله وضيوفه، «فهو يذبح كل يومين ذبيحة لنا، ما يعني أنه يذبح في الشهر الواحد 15 رأساً».
ويروي سعد معاناته في التنقل عندما قرر مراجعة الإدارات الحكومية لاستصدار هوية وطنية يثبت بها ذاته أمام الجهات الرسمية، يقول: «غادرت إلى مدينة عفيف عند خالي، لتبدأ المعاناة مع الهوية الوطنية، فنقاط التفتيش تسألني عن إثبات هويتي، وأنا أعجز عن ذلك، ما سبّب لي مشكلات كثيرة، خصوصاً عندما كنت أتنقل كثيراً بين عفيف والرياض لمراجعة معاملتي». لكن مرور 30 عاماً على حياة سعد من دون هوية، لم يفقده الأمل أو الرغبة في الحصول عليها، يقول: «أنا مصرّ على استخراج هوية وطنية، فمن حقي كمواطن سعودي الحصول على الهوية الوطنية، والحصول على حقوق المواطنة كاملة، كما أنني أحلم باليوم الذي أتنقل فيه وأنا مطمئن البال».
من جهته، أكد وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأحوال المدنية ناصر الحنايا على حضور المواطن «سعد» إلى إدارة الأحوال المدنية ومعه والده وأحد إخوته أو أعمامه أو شخصان للتعريف به.