تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العلامة السعدي (موعظة نافعة ووصية صادقة )


هادي عرقبي
18 - 10 - 2008, 22:14
أنقل لكم ما كتبه الشيخ العلامه عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى من موعظة نافعه ووصية صادقه فيما عليه الناس في هذه الدنيا وما يفترض أن يجتهد فيه ويحرص عليه وذلك بتفسيره للآيتين في قوله تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً {45}‏ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً {46} )
سورة الكهف .

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أصلاً , ولمن قام بوراثته بعده تبعاً : اضرب للناس مثل الحياة الدنيا , ليتصوروها حق التصور , ويعرفوا ظاهرها وباطنها , فيقيسوا بينها وبين الدار الباقية , ويؤثروا أيهما أولى بالإيثار , وأن مثل هذه الحياة الدنيا كمثل المطر , ينزل على الأرض فيختلط نباتها , تنبت من كل زوج بهيج , فبينا زهرتها وزخرفها تسر الناظرين , وتفرح المتفرجين , وتأخذ بعيون الغافلين , إذ أصبحت هشيماً تذروه الرياح , فذهب ذلك النبات الناضر , والزهر الزاهر , والمنظر البهي , فأصبحت الأرض غبراء تراباً , قد انحرف عنها النظر , وصرف عنها البصر , وأوحشت القلب .

كذلك هذه الدنيا , بينما صاحبها قد أعجب بشبابه , وفاق فيها على أقرانه وأترابه , وحصل درهمها ودينارها , واقتطف من لذته أزهارها , وخاض في الشهوات في جميع أوقاته , وظن أنه لا يزال فيها سائر أيامه , إذ أصابه الموت أو التلف لماله . فذهب عنه سروره , وزالت لذته وحبوره , واستوحش قلبه من الآلام وفارق شبابه وقوته وماله , وانفرد بصالح أو سيئ أعماله , هنالك يعض الظالم على يديه , حين يعلم حقيقة ما هو عليه , ويتمنى العود إلى الدنيا , لا ليستكمل الشهوات بل ليستدرك ما فرط منه من الغفلات بالتوبة والأعمال الصالحات .

فالعاقل الحازم الموفق , يعرض على نفسه هذه الحالة ويقول لنفسه : قدري أنك قد مت , ولا بد أن تموتي , فأي الحالتين تختارين ؟ الاغترار بزخرف هذه الدار , والتمتع بها كتمتع الأنعام السارحة أم العمل لدار أكلها دائم وظلها , وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ؟ فبهذا يعرف توفيق العبد من خذلانه , وربحه من خسرانه .

ولهذا أخبر تعالى , أن المال والبنين زينة الحياة الدنيا , أي : ليس وراء ذلك شيء , وأن الذي يبقى للإنسان وينفعه ويسره , الباقيات الصالحات . وهذا يشمل جميع الطاعات الواجبة والمستحبة : من حـقـوق الله , وحـقـوق عـبـاده مـن صـلاة , وزكـاة , وصـدقـة , وحــج , وعـمـرة , وتـسـبـيـح , وتـحـمـيـد , وتـهـلـيـل , وتـكـبـيـر , وقــراءة , وطـلـب عـلـم نـافـع , وأمـر بـمـعـروف ونـهـي عـن مـنـكـر , وصـلـة رحــم , وبــر والـديـن , وقـيـام بـحـق الـزوجـات والـمـمـالـيـك والـبـهـائـم , وجـمـيـع وجـوه الإحـسـان إلـى الخـلـق , كـل هـذه مـن الـبـاقـيـات الـصـالـحـات , فهذه خير عند الله ثواباً وخير أملا , فثوابها يبقى , ويتضاعف على الآباد , ويؤمل أجرها وبرها ونفعها عند الحاجة , فهذه التي ينبغي أن يتنافس بها المتنافسون , ويستبق إليها العاملون , ويجد في تحصيلها المجتهدون .

وتأمل , كيف لما ضرب الله مثل الدنيا وحالها واضمحلالها , ذكر أن الذي فيها نوعان : نوع من زينتها , يتمتع به قليلاً , ثم يزول بلا فائدة تعود لصاحبه , بل ربما لحقته مضرته وهو المال والبنون .

ونوع يبقى وينفع صاحبه على الدوام , وهي الباقيات الصالحات ... انتهى كلامه رحمه الله


المصـدر : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

ص 550 " دراابن الجوزي " الطبعة الأولى
تقديم فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

خيَّال الغلباء
18 - 10 - 2008, 22:30
أخي الكريم / هادي عرقبي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على هذا الموضوع القيم والجميل وجعله الله في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ورحم الله الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر السعدي وأسكنه فسيح جناته والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

هادي عرقبي
18 - 10 - 2008, 22:33
وعلكيم السلام ورحمة الله وبركاته

وحفظك الله وبارك فيك أخي خيال الغلباء وأجزل لك الأجروالمثوبـــــــــــــة

لك شكري وتقديري

وسلمك الله من كل سوء

حمد ع ح
19 - 10 - 2008, 19:42
جزاك الله خيرا

هادي عرقبي
19 - 10 - 2008, 21:53
وإياك أخي حمد وبارك الله فيك

ابن جعوان
22 - 10 - 2008, 15:44
جزاك الله خير

ابو راجس
22 - 10 - 2008, 16:22
بيض الله وجهك