المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ::::.. سيرة الشاعر / أبو العتاهية ..::::


فهيد بن راكان آل دخيل الله الملحي
08 - 11 - 2008, 12:22
.

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق، من موالي قبيلة عنزة، ولد في عين التمر سنة 130 هـ/747 م، ثم أنتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، وأتصل بالخلفاء، فمدح المهدي والهادي والرشيد.

أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

وأبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون (اضطراب في العقل) ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء و كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه.[بحاجة لمصدر] اتصاله بالخلفاء: كان أبو العتاهيه قد قدم من الكوفه إلى بغدادمع إبراهيم الموصلي,ثم افترقا ونزل شاعرناالحيره,ويظهر انه كان اشتهر في الشعرلان الخليفه المهدي لم يسمع بذكره حتى اقدمه بغداد,فامتدحه أبو العتاهيه ونال جوائز.واتفق ان عرف شاعرنا عتبه جاريه مهديه ,فاولع بهاوطفق يذكرهابشعرهزفغضب المهدي وحبسه ولكن الشاغر استعطفه بابياته.فرق له المهدي وخلى سبيله.

وتوفي في بغداد، أختلف في سنة وفاته فقيل سنة 213 هـ، 826م وقيل غيرها.


من شعره ..

/
\
/
\
/
\

نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا ،،،، أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى

مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ واصِلاً ،،،، إِلى حاجَةٍ حَتّى تَكونَ لَهُ أُخرى

لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّةٌ ،،،، مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى

وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَةٍ ،،،، لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبرى

.
.
.
.
.
ومن شعره أيضا:-

بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ

فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ، نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ

عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضا ً كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيب

فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً، فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ




ودمتم بخير ،،



.

شبيه الذيب
08 - 11 - 2008, 14:06
لاهنت ابوراكان وجزاك الله خير

خيَّال الغلباء
08 - 11 - 2008, 14:18
جزاك الله خيرا

محمد التواما
08 - 11 - 2008, 23:14
لاهنت اخوي على الموضوع الرائع

س ب ع 777
11 - 11 - 2008, 00:09
لاهنت ابوخالد
وجزاك الله خير

عواكيس
01 - 12 - 2008, 06:00
جزاك الله خيرا

خيَّال الغلباء
08 - 08 - 2009, 21:20
بسم الله الرحمن الرحيم

أبو العتاهية :-

( 130ه‍ - 212ه‍ (748م- 828م )

أ- نشأته :-

أبو العتاهية كنية غلبت عليه، واسمه إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عنزة، كنيته أبو إسحاق، وأمه أم زيد بنت زياد المحاربي مولى بني زهرة . أما سبب تكنيته بأبى العتاهية ففيه قولان : أحدهما أن الخليفة المهدي قال له يوما : " أنت إنسان متخذلق معته، فاستوت من ذلك كنية غلبت عليه دون اسمه، وسارت له بين الناس .

والقول الثاني لمحمد بن يحيى قال : " كني بابي العتاهية إذ كان يحب الشهرة والمجون والتعته ". وليس من الغريب أن تستوي له هذه الكنية، فقد كان في شبابه يعاشر الخلعاء، وقد كان " قصيفا أبيض اللون، أسود الشعر، له وفرة جعدة وهيئة حسنة ولباقة ". وكان في أول أمره يبيع الجرار الخضر، يحملها في قفص على ظهره، ويدور في الكوفة، وقيل : " بل كان يفعل ذلك أخوه زيد " وسئل بذلك فقال : " أنا جرار القوافي وأخي جرار التجارة ". على أن / عبدالحميد بن سريع، مولى بني عجل، يقول : " أنا رأيت أبا العتاهية، وهو جرار يأتيه الأحداث والمتأدبون فينشدهم أشعاره فيأخذون ما تكسر من الخزف فيكتبونها فيها ". ولكن نفسه الميالة إلى، الشعر جعلته يترك هذه المهنة ويزاول الشعر، فانطبع عليه، حتى صار فيه كما قال عن نفسه : " لو شئت أن أجعل كلامي كله شعرا لفعلت " . وربما لم يغال في كلامه هذا، فقد روي أنه : " كان حلو الإنشاد، مليح الحركات، شديد الطرب، أقدر الناس على وزن الكلام، حتى أنه كان يتكلم بالشعر في جميع دالاته، ويخاطب به جميع الناس ". ويظهر من قول الأغاني أنه كان : " غزير البحر لطيف المعاني، سهل الألفاظ، كثير الألفاظ قليل الأفتان، قليل التكلف إلا أنه مع ذلك كثير الساقط المرذول ".

ب- اتصال أبي العتاهية بالخلفاء :-

في كل عصر من عصور التاريخ، وفي كل قطر من أقطار الأرض، ينشأ مجريان متطرفان في حياة المجتمع البشري، الأول مجرى العبث والخلاعة، والمجرى الثاني الحرص والتقشف في الأول يكثر المسترسلون في الموبقات والشهوات والأهواء، وفي الثاني نرى الذين عافت نفوسهم ملذات الحياة، فانكبوا عنها إلى زوايا الزهد، ينعون إلى الناس زخارفها، ويدعونهم إلى نبذها وإذا كان يطغى على أبي نواس مجرى حياة اللهو والمجون، ويعكس لنا حياة العابثين، فإن أبا العتاهية يمثل المجرى الآخر ويعكس لنا عواصف المتطرفين من الروحيين والأخلاقيين نشأ أبو العتاهية في الكوفة، ولما نضجت صناعة الشعر فيه قصد بغداد واتصل ببلاط العباسيين ومدح المهدي ونال جوائزه واتفق أن عرف أبو العتاهية ( عتبة ) جارية المهدي، فأولع بها وطفق يذكرها بشعره، فغضب المهدي وسجنه، ولكن الشاعر استعطف بأبيات، فرق له الخليفة وخلى سبيله .

ج‍- مذهب أبي العتاهية :-

جاء عن الأغاني أن أبا العتاهية كان يقول بالوعيد وبتحريم المكاسب، ويتشيع بمذهب الزيدية البترية المبتدعة، لا ينتقض أحدا ولا يرى مع ذلك الخروج على السلطان وكان مجبرا وعن ابن قتيبة في الشعر والشعراء جاء : " كان أبو العتاهية طليق التفكير، وكان أهل زمانه ينسبونه إلى القول بمذهب الفلاسفة ممن لا يؤمن بالبعث، ويحتجون بأن شعره إنما هو في ذكر الموت والفناء، دون ذكر النشور والمعاد أما المؤرخون فقد أجمعوا على أن أبا العتاهية كان في أول أمره يعيش كسائر شعراء عصره، فيمدح، ويرثي، ويتغزل ولكنه لم يكد يبلغ الخمسين حتى تحول عن هذا الفن الشعري، والتزم طريقة الزهد والتنسك، وأحب أن ينفرد عن زملائه، وأن يندفع إلى ممارسة الزهد شعرا وعملا وبشوق عميق أما المحرك المباشر الذي حرك نفس أبي العتاهية وحبب إليه ترك حياته الأولى، فيرجعه البعض إلى فشله في حبه لعتبة جارية الخيزران أم الرشيد .

أبو العتاهية شاعر مجدد :-

شهد القرن الثاني الهجري تطورا في أسلوب الشعر وذلك يتمثل في شيوع السهولة وإيثار البساطة، والتحلل من قيود الصنعة الفنية في أسلوب الشعر وليست السهولة في أسلوب الشعر بالأمر الغريب الذي لم يعهده الشعر العربي من قبل، بل إن له في ماضي هذا الشعر سابقة تشابهت في بعض ظروفها بما حدث في هذه الحقبة التي نحن بصدد الكلام عليها فقد كان عمر بن أنجي ربيعة - وهو الذي سلك في غزله طريق القصص أن لجأ إلى أسلوب رخو لين الأعطاف تتمشى أنوثة المرأة في ثناياه وأبو العتاهية بعد أول أمره أخذ يبث حبه لعتبة وهيامه في شعر لين الأسلوب سهل العبارة، يكاد يبلغ في سهولته وفي لينه مبلغ العامية، ويخرج عن المألوف في أساليب الشعراء فأبو العتاهية ذلل أسلوب الشعر للمعاني العقلية والأفكار الفلسفية، بحيث جعل موضوع شعره الأول؛ الحكمة والزهد في الدنيا والدعوة إلى التنسك وهكذا ظهرت النزعة الشعبية عند شاعرنا في مضمون شعره وشكله على السواء فقد ابتعد عن الأسلوب العربي الفصيح الذي عرفناه في الشعر الجاهلي القديم من غريب اللفظ، وجزالة الأسلوب وأبو العتاهية نفسه يقول : " إن الزهد ليس من مذاهب الملوك ولا من مذاهب رواة الشعر ولا طلاب الغريب ". وتتضح لغة شعر أبي العتاهية المولدة في ديوان شعره حله، وفي جميع موضوعاته التي خاض فيها؛ وما أقتها إلى جانب موضوع الزهد عنده وأبو العتاهية يوضح لنا في هذه العبارة تطور لغة الشعر بصورة عامة، فالشعر كما يظهر عنده ثلاثة أنواع :-

1- شعر فحل قاله المتقدمون .
2- شعر وسط كان يتردد بين الفحولة والشعبية كشعر بشار، وابن هرمة، وأضرابهما .
3- شعر شعبي يبتعد عن الفحولة تماماً كشعره هو نفسه، وخاصة لأنه اختار الزهد موضوعاً لهذا الشعر، وهو ليس محل إعجاب الملوك من ناحية موضوعه، وما فيه من تذكير بالموت، وتفاهة الحياة الدنيا، وقيمة العمل الصالح، والورع والتقوى إلى غير ذلك .

العوامل المؤثرة في زهد أبي العتاهية :-

لقد ظهر في العصر العباسي الأول ( القرن الثاني الهجري ) شعر جديد في أغراضه وموضوعاته؛ هو شعر الزهد والحكمة ويجيء أبو العتاهية كأحد أعلام هذا النوع من الشعر وإذا ما تتبعنا الشعر العربي قبل هذه المرحلة فإننا نجد خطوات غير قليلة في الحكمة، وفي فلسفة الحياة ومآلها، وفي النصح والموعظة والإرشاد، بحيث كانت هذه المعاني تشيع في ثنايا القصائد عند بعض الشعراء، وفي معلقة / زهير بن أبي سلمى، ولا سيما حديثه عن السلم وذم الحرب وإسداء النصيحة لقومه بالكف عن الحرب، ونبذ الخصومة والتشاحن، إلى غير ذلك من التجارب الإنسانية والموعظة الحسنة وبعد الإسلام لم نكد نشهد في الشعراء من تناول هذا الموضوع في شعره مثلما فعل / زهير بن أبي سلمى، ويرجع الأمر إلى أن القران الكريم وأساليبه المعجزة، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وما فيه من روائع الحكم، وجوامع الكلم هو الذي منع الشعراء أن يخوضوا في هذا الموضوع، وأن يطرقوا هذه المعاني هذا إذا ما استثنينا / أمية بن أبي الصلت الثقفي، والذي نعتبره متفردا بين معاصريه في الحكم، والمواعظ، والمعاني الدينية .

أما في أواخر العصر الأموي فقد شهدنا طائفة من الناس تنصرف إلى وعظ الناس، وإرشادهم، وتقص عليهم القصص التي ترمي من ورائها إلى الحض على التمسك بالدين، وبث الفضيلة، ونشر مكارم الأخلاق، وهي طائفة الوعاظ والقصاص وكان أبرز رجالها في البصرة، عالمها ومرشدها / الحسن البصري أما الشعر الذي أخرجه أبو العتاهية في الزهد، فإنه كان موضع إعجاب الناس به، بحيث قدمه معاصروه أو أغلبهم وفضلوه كشاعر متقدم ومجدد في هذا الباب وكان أبو العتاهية يصدر في شعره هذا عن موردين اثنين :-

أ- المورد الأول ما أصابه في الفلسفة، والحكمة من ثقافة وما حصله فيها من أفكار فهو قد أخذ من الفلسفة بنصيب وافر، واطلع على طرف منها، وكان له مذهب في العقيدة وفي الفلسفة يدين به، ويذهب إليه أما المورد اليوناني الذي ألم به الشاعر فيرجع إلى تقليده الشاعر ( هزيود ) - ( Hosiod ) واتباع سبيله .

ب- ويتجلى المورد الثاني في القرآن الكريم والذي كان مصدراً للشاعر في زهده، وحكمته وهذه الظاهرة في أدب أبي العتاهية تستحق التأمل والتفكير، فهو يرمي من بعض مؤرخيه؛ بأنه كان يعتنق رغم هذا الزندقة فموقف أبي العتاهية من القرآن، ليس برأي بعض المؤرخين موقف المسلم المؤمن الصادق، بل هو موقف ينم على التحدي والتكابر بحيث ينازله الشاعر، ويقلده، ويزعم أنه يأتي بمثله، أو بأحسن منه .

أبو العتاهية في زهدياته :-

يقول أبو العتاهية :-

إسمع لنصح مشفق
= يدعى أبا العتاهية

يشك الأقدمون في زهد أبي العتاهية، ومرد ذلك أنه كان يجمع المال، وبصرف الناس عنه، ويزهد الناس في الدنيا، ويتفانى في سبيلها فالشاعر / سلم الخاسر يقول فيه :-

ما أقبح التزقد من واعظ
= يزهد الناس ولا يزهد

وعن الحصري جاء دخل أبو العتاهية على ابنه محمد وقد تصوف، فقال : لم أكن نهيتك عن هذا ؟ فقال ابنه : وما عليك أن أتعدد الخبر فأخذ أبو العتاهية يؤنبه ويقرعه ثم قال له : أقبل على سوقك فإنها أعود عليك ومن هذا الشك أخذ النقاد على زهده، فوضعوه في مرتبة الغرض الفني، كي ينفرد به أبو العتاهية عن بقية الشعراء الذين شغلهم الغزل والرثاء والمدح والهجاء ويرجع هذا السبب إلى عوامل أهمها :-

1- إن الفقر الذي مر به الشاعر حمله على الحرص الشديد للمال .
2- كان الشاعر يتذلل في جمع المال ولا ينفق منه للمحتاجين .
3- يتهجم على أخلاق الناس، وينصب نفسه إماما للصالحين .
4- يعد الشاعر خريجا لمدرسة / والبة بن الحباب الخليع، فهو صاحب سيرة شائنة .

والذي يعنينا أن أبا العتاهية في زهده أعطى الشعر العربي سيلا دافقا من الحكم، والمواعظ، والنصائح، أعجبت القدماء والمحدثين على السواء ففي زهد أبي العتاهية تتراءى لنا صور متشابكة داخل القصيدة الواحدة، فإذ بنا أمام جبروت الله تعالى، والموت، والدنيا، والناس، وجميع الأسباب التي تمت إلى الكون والفناء فالسعيد عند الشاعر هو الزاهد الذي يقيم الصلاة في أوقاتها، ويؤتي الزكاة، فيقول :-

وإذا اتسعت برزق ربك فاجعلن
= منه الأجل لأوجه الصدقات

في الأقربين وفي الأباعد تــارة
= إن الزكاة قرينـة الصلوات

ويجيء الزهد عنده في الاكتفاء، كما يجيئ العفو عند المقدرة فلا خير في طمع، بعده مذلة .

بصمات الدين في زهد أبي العتاهية :-

الحمد لله يقضي ما يشاء ولا يقضى عليه

يرى أبو إسحاق أن المرء قلما يشكر الله، وقلما يرضى بقضائه، ومع هذا فإن نعماء الله، وفضله، وإحسانه، يهبها للإنسان بدون حساب ويتساءل لماذا الناس كالذئاب، لا يسألون الله غير الرغائب، والأطماع، إن الله وحده مدبر كل شئ، ومحمل السحاب عيثاً، فمنه الثواب والعقاب، والأجر والمغفرة، به نستعين، فله الحمد والشكر، بطاعته العز، وفي تقواه السلام من غلائل السبيل فالجهاد عند أبي العتاهية، هو جهاد المتصوف . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

جعد الوبر
08 - 08 - 2009, 22:12
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيّال العرفا
09 - 08 - 2009, 16:41
مشكور وما قصرت ولا هنت