الشريف الشنبري
15 - 12 - 2008, 17:39
مقامة الفالنتاين
نام أبو إسماعيل على صوت أطيط وصهيل, واستغرق في نوم طويــل وبعد أن مرت السنون, و انقضت القرون استيقظ الرجل المفتون ,وقال أصبحنا وأصبح الملك لله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بعد هذا النوم العميق لم يجد سوى حماره رفيق, فلا خليل له ,ولا شقيق يعينه على طول الطريق .
هـذا حماري في الحمير حمار في كل خطوة كبوة وعثار
قنطار تبن في حشاه شعــيرة وشعيرة على ظهره قنطار
فركب الرجل على حماره . يبحث في الفلا عن أهله وجاره بعد أن محت الأيام آثار داره, ومن مكان ليس ببعيد سمع الرجل أعذب نشــــيد, ولكنه ليس بشعر لبيد ,ولا بشعر عنترة العنيد ,وقال: لعلي غلطان ,وربما ســقم حــل في الآذان ولكن الصوت رنان, والموسيقى تملأ المكان.
ومشى الرجل وكأنه في سبق, ومع ظهور أول الشفق, فإذا بمدينة تلوح في الأفق ,فدخل إليها بواسطة نفق, وقال:لا عهد لي بمدينة في هذا المكان!,ولكن ربما تغير الزمان.
سأدخلها وأسكن فيها, فلعلي أتقرب من الله فيها, ودخل المدينة قبل شروق الشمس, ولم يسمع فيها أي همس, كأن ساكنيها لم يكونوا في الأمس.
تِلكَ دارُ الأَلوفِ أَضحَت خَلاءً بَعدَما قَد تَحُلُّها في نَشاطِ
وأمعن ذلك الرجل النظر... في الدور التي ساكنوها من البشر ,وقال: والله هذا ليس زماني, ومحال أن يكون بينهم أبنائي, ولكن ما رام ذلك الرجل, وجعل قلبه في وجل , الشوارع الحمراء,والزينة والأضواء.
وقال في نفسه: بينما كنت في سهاد... نادى منادي الجهاد, وذهب للحرب كل العباد ؛ليتني أعرف ساحة الوغى ؛لأعلّمنّ العدو كلّ من بغى.
فهذه الرايات الحمراء دليل كثرة الدماء, واستشهاد الشهداء بعد أن تجاوز الحدََّ الأعداء.
بيضٌ صَنائِعُنا سودٌ وَقائِعُنا خُضرٌ مَرابِعُنا حُمرٌ مَواضينا
آه.. يا صلاح الدين!! تعال وانظر للمسلمين ,فقد نصروا الدين وبذلوا من أجله الرخيص والثمين ,فإذا كان هذا هو حال العصر ,فسوف يتحقق النصر وترفع راية الإسلام في كل الامصار.
وتابع المسير في الحارات يتذكر ما كان للعرب من انتصارات, وما قدموه للدين من تضحيات سطروا من خلالها أروع البطولات ,وتمنى أن يلقى من يجيبه عن بعض التساؤلات.
فبينما هو كذلك ولطرق الظن والشك سالك.. رأى رجلاً صاحب لون حالك نائما على قارعة الطريق ,وقال: لعله مثلي عابر طريق, أو يكون الرجل من الرقيق فدنا منه فإذا هو شاب رقيق.. صاحب خصر دقيق..... وكأنه مسلّ سيف عتيق ظهر على وجهه أثار الحزن والتعب, فظن أنها آثار الحرب, فأيقظه وأجلسه وبتحية الإسلام آنسه ,وثوب الأمن قد ألبسه ,فقال له: يا ابن الإسلام هذا حال من استيقظ من منام ,فأخبرني عن المعارك ...التي كنت فيها تشارك؛ والرجل لم يثبت على حال ,ولسانه ما عبر عن مقال..
وقال: لا عليك ودعني أنظر بين يديك: وأقبّل بين عينيك, فإن المجاهد في سبيل الله ؛يحبه كل خلق الله؛ وقل لي: هل فيك جراح...؟ من آثار السيوف والرماح، فقال بصوت مبحوح :القلب هو المجروح.. فاستغرب الرجل قائلا!! ونظر إليه متسائلا: ولكني لا أرى دماء تسيل على الرداء...
فقال له: دماء الحب لا ترى ....كما طيف المحب في ليل سرى.
سرى طيفُ من أهوىفارقني والحب يعترض اللذات بالألم
وقال: والله إنك لمجنون ,وأنا غبي مغبون ؛راية الجهاد مرفوعة ,وكلماتك في هذا المقام ممنوعة.
أكلمك عن المعارك والجهاد, وتكلمني عن الحب والسهاد, فقال في نبرة رجل رشيد: أيُّ معارك تريد ,وتتكلم عنها وتزيد؛ فمنذ زمن طويل.. وسيف الجهاد بغمده ذليل.. فقال: عجب هذا والله عجب, وهذه الرايات التي يراها كل من رغب, فقال :أغرتك هذه الرايات الحمراء ..؟إن لها قصة وحق خالق السماء..
فمنذ أن تخلف المسلمون عن جهاد الأعادي.دخل الفسق البيوت وجعلها نوادي وشاعت الفحشاء بين العباد, وأرضنا المحتلة في كل حين أبناءها تنادي..... يسهر الأب مع بنيه! على الرقص الشرقي والباليه
فقال له بغضب : اتكئ لجنبك وانقلب ..اسكت يا غلام ,ودعني من هذه الكوابيس و الأحلام.. سوف أقطع كلامك وأجعلك تتابع منامك ,فتركه وسار وراحت تدور بباله الأفكار . هل ما قاله الغلام صحيح؟؟ والدين بين العباد شحيح ؟؟لا لا أظن كذلك, فالناس ما زالت حتى الآن بالمعارك, فبينما هو على هذه الحال ؛يفكر بكل كلمة في المقال, فإذا بشيخ كبير .. صاحب وجه منير وقلب بحب الإله أسير
فقال له :والله إنك من أهل الإيمان ,وخروجك من المسجد أكبر دليل وبرهان أخبرني عن أمة الإسلام ؛التي رفعت للجهاد أجمل الأعلام, فقال له :لعمري إنك ليس من هذا المكان ,ولا علاقة لك بالزمان ,وجهلك بالأمة أكبر عنوان
فالأمة الإسلامية ,تركت القرآن والسنة النبوية ,وأبدلت الآخرة بالحياة الدنيوية, فالشباب غارقون في الملذات, تاركون كل العبادات, يراقبون بلهف أحدث الموضات؛ والغزل والهيام, والعشق والغرام ,وفعل الحرام ,هو الهدف الأسمى لكل شاب همام .
إني لأعلم أن الأعلام والرايات ,التي تزين الشوارع والساحات ,قد أوقعتك في متاهات.
ففي الرابع عشر من فبراير .. تخرج الأمة للرقص لا للرباط ... فهو عيد الحب المحبين ,وكل شيء مباح للراغبين تتبادل الورود بين العاشقين, وتحمل الهدايا باليسار واليمين, وننسى بهذا إخوة لنا في العراق وفلسطين..
أعرفت لما هذه الرايات ,ولماذا المدينة في سبات ,لقد أطالوا في ليل البارحة السهر, بعد أن أكثر من الرقص البشر ,هداهم الله أجمعين لما فيه خير المسلمين ؛فأطرق أبو إسماعيل الرأس خجل, وقال: وا عاراه لما حصل ....
أمة نبيها محمد ,صاحب الخلق الممجد ,و قادتها صحابته الكرام لهم منا التحية والسلام ,تكون على هذا المستوى من السقوط ,وتأخذ بالرذيلة كل طريق للهبوط , وبعد هذا الحوار ,أبدل أبو إسماعيل المسار,وسلك في طرق قصار,ليرجع لقبره,قبل أن ينفذ صبره .
(منقوله لما تحمله من معاني ساميه عن واقع الحال الذي تعيشه الأمة)
نام أبو إسماعيل على صوت أطيط وصهيل, واستغرق في نوم طويــل وبعد أن مرت السنون, و انقضت القرون استيقظ الرجل المفتون ,وقال أصبحنا وأصبح الملك لله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بعد هذا النوم العميق لم يجد سوى حماره رفيق, فلا خليل له ,ولا شقيق يعينه على طول الطريق .
هـذا حماري في الحمير حمار في كل خطوة كبوة وعثار
قنطار تبن في حشاه شعــيرة وشعيرة على ظهره قنطار
فركب الرجل على حماره . يبحث في الفلا عن أهله وجاره بعد أن محت الأيام آثار داره, ومن مكان ليس ببعيد سمع الرجل أعذب نشــــيد, ولكنه ليس بشعر لبيد ,ولا بشعر عنترة العنيد ,وقال: لعلي غلطان ,وربما ســقم حــل في الآذان ولكن الصوت رنان, والموسيقى تملأ المكان.
ومشى الرجل وكأنه في سبق, ومع ظهور أول الشفق, فإذا بمدينة تلوح في الأفق ,فدخل إليها بواسطة نفق, وقال:لا عهد لي بمدينة في هذا المكان!,ولكن ربما تغير الزمان.
سأدخلها وأسكن فيها, فلعلي أتقرب من الله فيها, ودخل المدينة قبل شروق الشمس, ولم يسمع فيها أي همس, كأن ساكنيها لم يكونوا في الأمس.
تِلكَ دارُ الأَلوفِ أَضحَت خَلاءً بَعدَما قَد تَحُلُّها في نَشاطِ
وأمعن ذلك الرجل النظر... في الدور التي ساكنوها من البشر ,وقال: والله هذا ليس زماني, ومحال أن يكون بينهم أبنائي, ولكن ما رام ذلك الرجل, وجعل قلبه في وجل , الشوارع الحمراء,والزينة والأضواء.
وقال في نفسه: بينما كنت في سهاد... نادى منادي الجهاد, وذهب للحرب كل العباد ؛ليتني أعرف ساحة الوغى ؛لأعلّمنّ العدو كلّ من بغى.
فهذه الرايات الحمراء دليل كثرة الدماء, واستشهاد الشهداء بعد أن تجاوز الحدََّ الأعداء.
بيضٌ صَنائِعُنا سودٌ وَقائِعُنا خُضرٌ مَرابِعُنا حُمرٌ مَواضينا
آه.. يا صلاح الدين!! تعال وانظر للمسلمين ,فقد نصروا الدين وبذلوا من أجله الرخيص والثمين ,فإذا كان هذا هو حال العصر ,فسوف يتحقق النصر وترفع راية الإسلام في كل الامصار.
وتابع المسير في الحارات يتذكر ما كان للعرب من انتصارات, وما قدموه للدين من تضحيات سطروا من خلالها أروع البطولات ,وتمنى أن يلقى من يجيبه عن بعض التساؤلات.
فبينما هو كذلك ولطرق الظن والشك سالك.. رأى رجلاً صاحب لون حالك نائما على قارعة الطريق ,وقال: لعله مثلي عابر طريق, أو يكون الرجل من الرقيق فدنا منه فإذا هو شاب رقيق.. صاحب خصر دقيق..... وكأنه مسلّ سيف عتيق ظهر على وجهه أثار الحزن والتعب, فظن أنها آثار الحرب, فأيقظه وأجلسه وبتحية الإسلام آنسه ,وثوب الأمن قد ألبسه ,فقال له: يا ابن الإسلام هذا حال من استيقظ من منام ,فأخبرني عن المعارك ...التي كنت فيها تشارك؛ والرجل لم يثبت على حال ,ولسانه ما عبر عن مقال..
وقال: لا عليك ودعني أنظر بين يديك: وأقبّل بين عينيك, فإن المجاهد في سبيل الله ؛يحبه كل خلق الله؛ وقل لي: هل فيك جراح...؟ من آثار السيوف والرماح، فقال بصوت مبحوح :القلب هو المجروح.. فاستغرب الرجل قائلا!! ونظر إليه متسائلا: ولكني لا أرى دماء تسيل على الرداء...
فقال له: دماء الحب لا ترى ....كما طيف المحب في ليل سرى.
سرى طيفُ من أهوىفارقني والحب يعترض اللذات بالألم
وقال: والله إنك لمجنون ,وأنا غبي مغبون ؛راية الجهاد مرفوعة ,وكلماتك في هذا المقام ممنوعة.
أكلمك عن المعارك والجهاد, وتكلمني عن الحب والسهاد, فقال في نبرة رجل رشيد: أيُّ معارك تريد ,وتتكلم عنها وتزيد؛ فمنذ زمن طويل.. وسيف الجهاد بغمده ذليل.. فقال: عجب هذا والله عجب, وهذه الرايات التي يراها كل من رغب, فقال :أغرتك هذه الرايات الحمراء ..؟إن لها قصة وحق خالق السماء..
فمنذ أن تخلف المسلمون عن جهاد الأعادي.دخل الفسق البيوت وجعلها نوادي وشاعت الفحشاء بين العباد, وأرضنا المحتلة في كل حين أبناءها تنادي..... يسهر الأب مع بنيه! على الرقص الشرقي والباليه
فقال له بغضب : اتكئ لجنبك وانقلب ..اسكت يا غلام ,ودعني من هذه الكوابيس و الأحلام.. سوف أقطع كلامك وأجعلك تتابع منامك ,فتركه وسار وراحت تدور بباله الأفكار . هل ما قاله الغلام صحيح؟؟ والدين بين العباد شحيح ؟؟لا لا أظن كذلك, فالناس ما زالت حتى الآن بالمعارك, فبينما هو على هذه الحال ؛يفكر بكل كلمة في المقال, فإذا بشيخ كبير .. صاحب وجه منير وقلب بحب الإله أسير
فقال له :والله إنك من أهل الإيمان ,وخروجك من المسجد أكبر دليل وبرهان أخبرني عن أمة الإسلام ؛التي رفعت للجهاد أجمل الأعلام, فقال له :لعمري إنك ليس من هذا المكان ,ولا علاقة لك بالزمان ,وجهلك بالأمة أكبر عنوان
فالأمة الإسلامية ,تركت القرآن والسنة النبوية ,وأبدلت الآخرة بالحياة الدنيوية, فالشباب غارقون في الملذات, تاركون كل العبادات, يراقبون بلهف أحدث الموضات؛ والغزل والهيام, والعشق والغرام ,وفعل الحرام ,هو الهدف الأسمى لكل شاب همام .
إني لأعلم أن الأعلام والرايات ,التي تزين الشوارع والساحات ,قد أوقعتك في متاهات.
ففي الرابع عشر من فبراير .. تخرج الأمة للرقص لا للرباط ... فهو عيد الحب المحبين ,وكل شيء مباح للراغبين تتبادل الورود بين العاشقين, وتحمل الهدايا باليسار واليمين, وننسى بهذا إخوة لنا في العراق وفلسطين..
أعرفت لما هذه الرايات ,ولماذا المدينة في سبات ,لقد أطالوا في ليل البارحة السهر, بعد أن أكثر من الرقص البشر ,هداهم الله أجمعين لما فيه خير المسلمين ؛فأطرق أبو إسماعيل الرأس خجل, وقال: وا عاراه لما حصل ....
أمة نبيها محمد ,صاحب الخلق الممجد ,و قادتها صحابته الكرام لهم منا التحية والسلام ,تكون على هذا المستوى من السقوط ,وتأخذ بالرذيلة كل طريق للهبوط , وبعد هذا الحوار ,أبدل أبو إسماعيل المسار,وسلك في طرق قصار,ليرجع لقبره,قبل أن ينفذ صبره .
(منقوله لما تحمله من معاني ساميه عن واقع الحال الذي تعيشه الأمة)