خيَّال الغلباء
22 - 12 - 2008, 18:45
بسم الله الرحمن الرحيم
انْصُر أَخَاكَ ظَالماً أو مَظْلُوماً :
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ هذا ، فقيل : يا رسول الله ، هذا ننصره مظلوماً ، فكيف ننصره ظالماً ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : تَرُدُّهُ عن الظلم .
قَالَ أبو عبيد :
أم الحديث فهكذا ، وأما العرب فكان مذهبها في المثل نصرته على كل حال .
قال المفضل :
أول من قَالَ ذلك / جُنْدُب بن العَنْبَر بن تميم بن عمرو ، وكان رجلاً دميماً فاحشاً ، وكان شجاعاً ، وإنه جَلَس هو وسَعْد بن زَيْد مَنَاة يَشْرَبَانِ ، فلما أخذ الشرابُ فيهما
قَالَ / جندب لسعد وهو يمازحه :
يا سعد لشُرْبُ لبن اللقَاح ، وطولُ *** ، وحُسْن المزاح ، أحَبُّ إليك من الكِفَاح ، ودَعْس الرِّمَاح ، ورَكْضِ الوقَاح ،
قَالَ / سعد :
كذَبْتَ ، والله إن لأعْمِلُ العامِلَ ، وأنْحَرُ البازِل ، وأسْكِتُ القائل ،
قَالَ / جُنْدُب :
إنك لتعلم أنك لو فَزِغْتَ دَعَوْتَنِي عجلاً ، وما ابتغيت بي بَدَلاً ، ولرأيتني بَطَلاً ، أركب العزيمة ، وأمنع الكريمة ، وأحمي الحريمة ، فغضب سعد وأنشأ يقول :
هَلْ يَسُودُ الفَتَى إذا قَبُحَ الوَجْـ
هـُ وأمْسَى قراه غَيْرَ عَتِيدِ
وَإذَا الناسُ في النَّدَىِّ رَأوْهُ
نَاطِقاً قَالَ قَوْلَ غَيْرِ سَديِدِ
فأجابه / جندب :
لَيْسَ زَيْنُ الْفَتَى الْجَمَالَ وَلكِنْ
زَيْنُهُ الضَّرْبُ بِالْحُسَامِ التَّلِيدِ
إنْ يَنُلْكَ الْفَتَى فَزَيْنً وَإلاَ
رُبَّمَا ضَنَّ بِاليَسِيرِ الْعَتِيدِ
قَالَ / سعد ، وكان عائفاً :
أما والذي أحْلِفُ به لتأسرنَّكَ ظَعِينة ، بين العَرينة والدهينة ، ولقد أخبرني طَيْرِي ، أنه لاَ يَفُكُّكَ غيري
فَقَالَ / جُنْدُب :
كلاَ! إنك لجَبَان ، تكره الطِعان ، وتُحُبُّ القِيَان ، فتفرقا على ذلك ، فَغبَرا حيناً ، ثم إن جُنْدُبا خرج علي فرس له يطلب القَنَصَ ، فأتى على أمةٍ لبني تميم يُقَال إن أصلها من جُرْهُم فَقَالَ لها : لتمكنني مَسْرُورة ، أو تقهرين مجبورة ،
قَالَت :
مَهْلاً ، فإن المرء من نُوكِه ، يشرب من سقاء لَمْ يُوكِه ، فنزل إليها عن فرسه مُدِلاَّ ، فلما دنا منها قبضَتْ على يديه بيدٍ واحدة ، فما زالت تَعْصِرُهما حتى صار لاَ يستطيع أن يحركهما ثم كتفته بعِنَانِ فَرَسِه وراحت به مع غنمها ، وهي تحدو به وتقول :
لاَ تَأْمَنَنَّ بَعْدَهَا الوَلاَئِدَا
فَسَوْفَ تَلْقَى بَاسِلاً مواردا
وَحَية تُضْحِي لحي رَاصِدَا
قَالَ : فمرَّ بسعد في إبله ، فَقَالَ : يا سعد أغثني ،
قَالَ سعد : إن الجَبَان لاَ يُغيث ،
فَقَالَ / جُنْدُب :
يا أيها المرءُ الكريمُ المشكوم
انْصُرْ أخاك ظالماً أو مظلوم
فأقبل إليه / سعد فأطلقه ، ثم قَالَ : لولاَ أن يُقَال قتل امرأة لقتلتُكِ .
قَالَ جندب : كلاَ! لم يكن ليكذب طَيْرُك ، ويصدق غيرك ، قَالَ : صدقت . قوله : " انصر أخاك ظالماً " يجوز أن يكون ظالماً أو مظلوماً حالين من قوله أخاك ويجوز أن يكونا حالين من الضمير المستكن المستتر في الأمر ، يعني انصره ظالماً إن كنتَ خصمه أو مظلوماً من جهة خصمه ، أي لاَ تُسْلِمه في أي حال كنت . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
انْصُر أَخَاكَ ظَالماً أو مَظْلُوماً :
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ هذا ، فقيل : يا رسول الله ، هذا ننصره مظلوماً ، فكيف ننصره ظالماً ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : تَرُدُّهُ عن الظلم .
قَالَ أبو عبيد :
أم الحديث فهكذا ، وأما العرب فكان مذهبها في المثل نصرته على كل حال .
قال المفضل :
أول من قَالَ ذلك / جُنْدُب بن العَنْبَر بن تميم بن عمرو ، وكان رجلاً دميماً فاحشاً ، وكان شجاعاً ، وإنه جَلَس هو وسَعْد بن زَيْد مَنَاة يَشْرَبَانِ ، فلما أخذ الشرابُ فيهما
قَالَ / جندب لسعد وهو يمازحه :
يا سعد لشُرْبُ لبن اللقَاح ، وطولُ *** ، وحُسْن المزاح ، أحَبُّ إليك من الكِفَاح ، ودَعْس الرِّمَاح ، ورَكْضِ الوقَاح ،
قَالَ / سعد :
كذَبْتَ ، والله إن لأعْمِلُ العامِلَ ، وأنْحَرُ البازِل ، وأسْكِتُ القائل ،
قَالَ / جُنْدُب :
إنك لتعلم أنك لو فَزِغْتَ دَعَوْتَنِي عجلاً ، وما ابتغيت بي بَدَلاً ، ولرأيتني بَطَلاً ، أركب العزيمة ، وأمنع الكريمة ، وأحمي الحريمة ، فغضب سعد وأنشأ يقول :
هَلْ يَسُودُ الفَتَى إذا قَبُحَ الوَجْـ
هـُ وأمْسَى قراه غَيْرَ عَتِيدِ
وَإذَا الناسُ في النَّدَىِّ رَأوْهُ
نَاطِقاً قَالَ قَوْلَ غَيْرِ سَديِدِ
فأجابه / جندب :
لَيْسَ زَيْنُ الْفَتَى الْجَمَالَ وَلكِنْ
زَيْنُهُ الضَّرْبُ بِالْحُسَامِ التَّلِيدِ
إنْ يَنُلْكَ الْفَتَى فَزَيْنً وَإلاَ
رُبَّمَا ضَنَّ بِاليَسِيرِ الْعَتِيدِ
قَالَ / سعد ، وكان عائفاً :
أما والذي أحْلِفُ به لتأسرنَّكَ ظَعِينة ، بين العَرينة والدهينة ، ولقد أخبرني طَيْرِي ، أنه لاَ يَفُكُّكَ غيري
فَقَالَ / جُنْدُب :
كلاَ! إنك لجَبَان ، تكره الطِعان ، وتُحُبُّ القِيَان ، فتفرقا على ذلك ، فَغبَرا حيناً ، ثم إن جُنْدُبا خرج علي فرس له يطلب القَنَصَ ، فأتى على أمةٍ لبني تميم يُقَال إن أصلها من جُرْهُم فَقَالَ لها : لتمكنني مَسْرُورة ، أو تقهرين مجبورة ،
قَالَت :
مَهْلاً ، فإن المرء من نُوكِه ، يشرب من سقاء لَمْ يُوكِه ، فنزل إليها عن فرسه مُدِلاَّ ، فلما دنا منها قبضَتْ على يديه بيدٍ واحدة ، فما زالت تَعْصِرُهما حتى صار لاَ يستطيع أن يحركهما ثم كتفته بعِنَانِ فَرَسِه وراحت به مع غنمها ، وهي تحدو به وتقول :
لاَ تَأْمَنَنَّ بَعْدَهَا الوَلاَئِدَا
فَسَوْفَ تَلْقَى بَاسِلاً مواردا
وَحَية تُضْحِي لحي رَاصِدَا
قَالَ : فمرَّ بسعد في إبله ، فَقَالَ : يا سعد أغثني ،
قَالَ سعد : إن الجَبَان لاَ يُغيث ،
فَقَالَ / جُنْدُب :
يا أيها المرءُ الكريمُ المشكوم
انْصُرْ أخاك ظالماً أو مظلوم
فأقبل إليه / سعد فأطلقه ، ثم قَالَ : لولاَ أن يُقَال قتل امرأة لقتلتُكِ .
قَالَ جندب : كلاَ! لم يكن ليكذب طَيْرُك ، ويصدق غيرك ، قَالَ : صدقت . قوله : " انصر أخاك ظالماً " يجوز أن يكون ظالماً أو مظلوماً حالين من قوله أخاك ويجوز أن يكونا حالين من الضمير المستكن المستتر في الأمر ، يعني انصره ظالماً إن كنتَ خصمه أو مظلوماً من جهة خصمه ، أي لاَ تُسْلِمه في أي حال كنت . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .