تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شاعر الرسول / حسان بن ثابت الانصاري رضي الله عنه


خيَّال الغلباء
28 - 12 - 2008, 20:07
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم ما قاله : شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم / حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه يرثي ويبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حدث ابن هشام ، عن أبي زيد الأنصاري . وذكر ابن إسحاق مراثي حسان في الرسول صلى الله عليه وسلم وليس فيها ما يشكل فنشرحه وقد رثاه كثير من الشعراء وغيرهم وأكثرهم أفحمهم المصاب عن القول وأعجزتهم الصفة عن التأبين ولن يبلغ بالإطناب في مدح ولا رثاء في كنه محاسنه عليه السلام ولا قدر مصيبة فقده على أهل الإسلام فصلى الله عليه وعلى آله صلاة تتصل مدى الليالي والأيام وأحله أعلى مراتب الرحمة والرضوان والإكرام وجزاه عنا أفضل ما جزى به نبيا عن أمته ولا خالف بنا عن ملته ، إنه ولي الطول والفضل والإنعام وهو حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين . ويقول فيها :

بطيبة رسم للرسول ومعهد
= منير وقد تعفو الرسوم وتهمد

ولا تمتحي الآيات من دار حرمة
= بها منبر الهادي الذي كان يصعد

وواضح آثار وباقي معالم
= وربع له فيه مصلى ومسجد

بها حجرات كان ينزل وسطها
= من الله نور يستضاء ويوقد

معارف لم تطمس على العهد آيها
= أتاها البلى فالآي منها تجدد

عرفت بها رسم الرسول وعهده
= وقبرا بها واراه في الترب ملحد

ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت
= عيون ومثلاها من الجفن تسعد

يذكرن آلاء الرسول وما أرى
= لها محصيا نفسي فنفسي تبلد

مفجعة قد شفها فقد أحمد
= فظلت لآلاء الرسول تعدد

وما بلغت من كل أمر عشيره
= ولكن لنفسي بعد ما قد توجد

أطالت وقوفا تذرف العين جهدها
= على طلل الذي فيه أحمد

فبوركت يا قبر الرسول وبوركت
= بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد

وبورك لحد منك ضمن طيبا
= عليه بناء من صفيح منضد

تهيل عليه الترب أيد وأعين
= عليه وقد غارت بذلك أسعد

لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة
= عشية علوه الثرى لا يوسد

وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم
= وقد وهنت منهم ظهور وأعضد

يبكون من تبكي السماوات يومه
= ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

وهل عدلت يوما رزية هالك
= رزية يوم مات فيه محمد

تقطع فيه منزل الوحي عنهم
= وقد كان ذا نور يغور وينجد

يدل على الرحمن من يقتدي به
= وينقذ من هول الخزايا ويرشد

إمام لهم يهديهم الحق جاهدا
= معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا

عفو عن الزلات يقبل عذرهم
= وإن يحسنوا فالله بالخير أجود

وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله
= فمن عنده تيسير ما يتشدد

فبينا هم في نعمة الله بينهم
= دليل به نهج الطريقة يقصد

عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى
= حريص على أن يستقيموا ويهتدوا

عطوف عليهم لا يثنى جناحه
= إلى كنف يحنو عليهم ويمهد

فبينا هم في ذلك النور إذ غدا
= إلى نورهم سهم من الموت مقصد

فأصبح محمودا إلى الله راجعا
= يبكيه حق المرسلات ويحمد

وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها
= لغيبة ما كانت من الوحي تعهد

قفارا سوى معمورة اللحد ضافها
= فقيد يبكيه بلاط وغرقد

ومسجده فالموحشات لفقده
= خلاء له فيه مقام ومقعد

وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت
= ديار وعرصات وربع ومولد

فبكى رسول الله يا عين عبرة
= ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد

وما لك لا تبكين ذا النعمة التي
= على الناس منها سابغ يتغمد

فجودي عليه بالدموع وأعولي
= لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد

وما فقد الماضون مثل محمد
= ولا مثله حتى القيامة يفقد

أعف وأوفى ذمة بعد ذمة
= وأقرب منه نائلا لا ينكد

وأبذل منه للطريف وتالد
= إذا ضن معطاء بما كان يتلد

وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى
= وأكرم جدا أبطحيا يسود

وأمنع ذروات وأثبت في العلا
= دعائم عز شاهقات تشيد

وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا
= وعودا غذاه المزن فالعود أغيد

رباه وليدا فاستتم تمامه
= على أكرم الخيرات رب ممجد

تناهت وصاة المسلمين بكفه
= فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند

أقول ولا يلقى لقولي عائب
= من الناس إلا عازب العقل مبعد

وليس هواي نازعا عن ثنائه
= لعلي به في جنة الخلد أخلد

مع المصطفى أرجو بذاك جواره
= وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد

وإليكم هذه القصائد من روائع الشاعر المخضرم شاعر المصطفى صلى الله عليه وسلم / حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه يبكي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول :

نب المساكين أن الخبر فارقهم
= مع النبي تولي عنهم سحرا

من ذا الذي عنده رحلي وراحلتي
= ورزق أهلي إذا لم يؤنسوا المطرا

أم من نعاتب لا نخشى جنادعه
= إذ اللسان عتا في القول أو عثرا

كان الضياء وكان النور نتبعه
= بعد الإله وكان السمع والبصرا

فليتنا يوم واروه بملحده
= وغيبوه وألقوا فوقه المدرا

لم يترك الله منا بعده أحدا
= ولم يعش بعده أنثى ولا ذكرا

ذلت رقاب بني النجار كلهم
= وكان أمرا من أمر الله قد قدرا

واقتسم الفيء دون الناس كلهم
= وبددوه جهارا بينهم هدرا

وقال / حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه سلم أيضا :

آليت ما في جميع الناس مجتهدا
= مني إليه بر غير إفناد

تالله ما حملت أنثى ولا وضعت
مثل الرسول نبي الأمة الهادي

ولا برا الله خلقا من بريته
= أوفى بذمة جار أو بميعاد

من الذي كان فينا يستضاء به
= مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد

أمسى نساؤك عطلن البيوت فما
= يضربن فوق قفا ستر بأوتاد

مثل الرواهب يلبسن المباذل قد
= أيقن بالبؤس بعد النعمة البادي

يا أفضل الناس إني كنت في نهر
= أصبحت منه كمثل المفرد الصادي

وهذه القصيدة قد كانت إثر مساجلة بينه وبين الفحلين / النابغة الذبياني و / علقمة بن عبده وكانوا جالسين عند الملك / عمرو بن الحارث فقال له / عمرو بن الحارث كلاماً جعله يأبى إلا أن يرد عليهم قال له : يا ابن الفريعة قد عرفت عيصك ونسبك في غسان فارجع فإني باعث إليك بصلة سنية ولا أحتاج إلى الشعر فإني أخاف عليك من هذين السبعين أن يفضحاك وفضيحتك فضيحتي وأنت والله لا تحسن أن تقول ( من الطويل ) :

رقاق النعال طيب حجزاتهم
= يحيون بالريحان يوم السباسب

تحييهم بيض الولائد بينهم
= وأكسية الإضريج فوق المشاجب

يصونون أجساداً قديماً نعيمها
= بخالصة الأردان خضر المناكب

ولا يحسبون الخير لا شر بعده
= ولا يحسبون الشر ضربة لازب

حبوت بها حسان إذ كنت لاحقاً
= بقومي وإذ أعيت علي مذاهبي

فأبى حسان وقال : لا بد منه ( أي الرد ) فقالا له ذاك إلى عميك ، فقلت لهما بحق الملك إلا قدمتماني عليكما فقالا : قد فعلنا ، فقال / عمرو بن الحارث : هات يابن الفريعة فأنشأ من الكامل :

أسألت رسم الدار أم لم تسأل
= بين الجوابي فالبضيع فحومل

فالمرج مرج الصفرين فجاسم
= فديار سلمى درساً لم تحلل

دمن تعاقبها الرياح دوارس
= والمدجنات من السماك الأعزل

دار لقوم قد أراهم مرة
= فوق الأعزة عزهم لم ينقل

لله در عصابة نادمتهم
= يوماً بجلق في الزمان الأول

يمشون في الحلل المضاعف نسجها
= مشي الجمال إلى الجمال البزل

الضاربون الكبش يبرق بيضه
= ضرباً يطيح له بنان المفصل

والخالطون فقيرهم بغنيهم
= والمنعمون على الضعيف المرمل

أولاد جفنة حول قبر أبيهم
= قبر ابن مارية الكريم المفضل

يغشون حتى ما تهر كلابهم
= لا يسألون عن السواد المقبل

يسقون من ورد البريص عليهم
= بردى يصفق بالرحيق السلسل

يسقون درياق الرحيق ولم تكن
= تدعى ولائدهم لنقف الحنظل

بيض الوجوه كريمة أحسابهم
= شم الأنوف من الطراز الأول

فلبثت أزمانً طوالاً فيهم
= ثم ادكرت كأنني لم أفعل

أما تري رأسي تغير لونه
= شمطاً فأصبح كالثغام المحول

ولقد يراني موعدي كأنني
= في قصر دومة أو سواء الهيكل

ولقد شربت الخمر في حانوتها
= صهباء صافية كطعم الفلفل

يسعى علي بكأسها متنطف
= فيعلني منها ولو لم أنهل

إن التي ناولتني فرددتها
= قتلت قتلت فهاتها لم تقتل

كلتاهما حلب العصير فعاطني
= بزجاجة أرخاهما للمفصل

بزجاجة رقصت بما في قعرها
= رقص القلوص براكب مستعجل

نسبي أصيل في الكرام ومذودي
= تكوي مواسمه جنوب المصطلي

ولقد تقلدنا العشيرة أمرها
= ونسود يوم النائبات ونعتلي

ويسود سيدنا جحاجح سادة
= ويصيب قائلنا سواء المفصل

ونحاول الأمر المهم خطابه
= فيهم ونفصل كل أمر معضل

باكرت لذته وما ماطلتها
= بزجاجة من خير كرم أهدل

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

عواكيس
29 - 12 - 2008, 15:08
جزاك الله خيرا

جعد الوبر
29 - 12 - 2008, 23:18
جزاك الله خيرا

صامل الميقاف
30 - 12 - 2008, 08:41
جزاك الله خيرا

خيَّال الغلباء
30 - 12 - 2008, 22:32
أخي الكريم / عواكيس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالصحابي الجليل الشاعر / حسان بن ثابت النجاري الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه والذي أعطاه الله التوفيق والتأييد في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

خيَّال الغلباء
31 - 12 - 2008, 14:10
أخي الكريم / جعد الوبر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالصحابي الجليل الشاعر / حسان بن ثابت النجاري الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه والذي أعطاه الله التوفيق والتأييد في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

خيَّال الغلباء
01 - 01 - 2009, 16:53
أخي الكريم / صامل الميقاف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالصحابي الجليل الشاعر / حسان بن ثابت النجاري الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه والذي أعطاه الله التوفيق والتأييد في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

lion1430
02 - 01 - 2009, 23:20
جزاك الله خيرا

خيَّال الغلباء
03 - 01 - 2009, 20:57
أخي الكريم / الأسد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالصحابي الجليل الشاعر / حسان بن ثابت النجاري الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه والذي أعطاه الله التوفيق والتأييد في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

حزم الجلاميد
04 - 01 - 2009, 08:55
جزاك الله خيرا

خيَّال الغلباء
06 - 01 - 2009, 10:21
أخي الكريم / حزم الجلاميد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالصحابي الجليل الشاعر / حسان بن ثابت النجاري الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه والذي أعطاه الله التوفيق والتأييد في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

خيّال العرفا
07 - 01 - 2009, 09:24
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

خيَّال الغلباء
09 - 01 - 2009, 10:51
أخي الكريم / خيال العرفا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالصحابي الجليل الشاعر / حسان بن ثابت النجاري الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه والذي أعطاه الله التوفيق والتأييد في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

حمد ع ح
14 - 01 - 2009, 22:10
خيال الغلباء مشكور وما قصرت والله لا يهينك

خيَّال الغلباء
18 - 01 - 2009, 08:12
أخي الكريم / حمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالصحابي الجليل الشاعر / حسان بن ثابت النجاري الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه والذي أعطاه الله التوفيق والتأييد في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

خيَّال الغلباء
09 - 04 - 2009, 06:19
بسم الله الرحمن الرحيم

شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم / حسان بن ثابت الأنصاري

دعوى النقاد على ضعف الشعر الإسلامي :-

مما لا ريب فيه أن شعراء القبائل في الجزيرة العربية ظلوا ينظمون شعرهم بالصورة الجاهلية إلى أن دخلوا في دين الله أفواجا وكان الموت قد سبق إلى كثيرين منهم فماتوا قبل إسلامهم وحرى بهؤلاء أن يدخلوا في غمار الجاهليين ومعروف أن قريشا حادت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث مما اضطره إلى الهجرة من مكة إلى المدينة وسرعان ما نشبت بين البلدتين معركة حامية الوطيس وبمجرد أن اشتبكت السيوف أخذ الشعراء في الجانبين المتناقضين يسلون ألسنتهم دفاعا عن كل منهما وهجاء للآخر إلا أن بعض الباحثين من عرب ومستشرقين أشاعوا فكرة ضعف الشعر العربي بعد الإسلام ويرددون أحكاما وآراء أطلقها بعض النقاد عندما قرروا ضعف الشعر بعد الإسلام وانصراف الشعراء عن قوله وبُعد الناس عن الاهتمام بالشعر منذ أن نزلت الآية الكريمة :-

" والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون " ولعل سببا آخر ما دفع الرواة واللغويين إلى المجاهرة بدعوى ضعف الشعر في العصر الإسلامي هو أن معاني الإسلام تطرقت إلى الشعر في موضوعاته وألفاظه فأصبح يغاير الصورة الجاهلية التي عرف بها وأول ما نلحظه في ذلك أن الجزالة البدوية القديمة التي كانت صفة غالبة على الشعر الجاهلي كادت تذوى تماما لتحل محلها بساطة في الأسلوب والألفاظ الرقيقة لأن الشعر انتقل من البادية إلى المدينة ولقد كانت الأشعار الجاهلية الجزلة تمثل عند العرب النموذج الكامل للشعر العربي .

وقالوا إن بعض الشعراء قد شغلوا عن الشعر بالجهاد في سبيل الله وأن النبي صلى الله عليه وسلم يشجع الشعر الجيد الذي تظهر فيه المثل العليا جلية واضحة وكان يستمع إلى ذلك الشعر ويعجب بحكمه وأمثاله قال صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور :-

" إن من الشعر لحكمة " ومن أمثال هؤلاء الشعراء البارزين في العصر الإسلامي / حسان بن ثابت شاعر الإسلام .

فلنتعرف سوية على حسان بن ثابت ولنسترسل في حياته وشعره وآثاره .

حياة / حسان بن ثابت قبل الإسلام

هو أبو الوليد حسان بن ثابت من قبيلة الخزرج التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز وأقامت في المدينة مع الأوس ولد في المدينة قبل مولد محمد بنحو ثماني سنين عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين أخرى شب في بيت وجاهة وشرف منصرفا إلى اللهو والشرب والغزل فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي من سادة قومه وأشرافهم وأمه " الفريعة " خزرجية مثل أبيه وحسان بن ثابت ليس خزرجيا فحسب بل هو أيضا من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فله به صلة وقرابة .

وكانت المدينة في الجاهلية ميدانا للنـزاع بين الأوس والخزرج تكثر فيها الخصومات والحروب وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس وحسان بن ثابت شاعر الخزرج الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية فطارت له في البلاد العربية شهرة واسعة .

وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة يمدحهم بشعره ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان فقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارف ظلالها ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر فحل محل النابغة حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان فتركه حسان مكرها وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفة بالشعر المدحي وأساليبه ومعرفة بالشعر الهجائي ومذاهبه ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم واشتمل على ألفاظ جزلة قوية .

وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام والمناضلة دونه بسلاحي مدحه وهجائه .

حياة / حسان بن ثابت في الإسلام

لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره هاجر إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم فدخل في الإسلام وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانية ويدافع عن محمد والإسلام ويهجو خصومهما قال صلى الله عليه وسلم يوما للأنصار : " ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ " فقال حسان بن ثابت : أنا لها وأخذ بطرف لسانه وقال عليه السلام : " والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء "

ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صح إسلامهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان وكان يحثه على ذلك ويدعو له بمثل : " اللهم أيده بروح القدس " عطف عليه وقربه منه وقسم له من الغنائم والعطايا إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشا بالكفر وعبادة الأوثان إنما كان يهجوهم بالأيام التي هزموا فيها ويعيرهم بالمثالب والأنساب ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغا كان حسان بن ثابت لا يقوى قلبه على الحرب فاكتفى بالشعر ولم ينصر محمدا بسيفه ولم يشهد معركة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غزوة .

مما لا شك فيه أن حسان بن ثابت كان يحظى بمنزلة رفيعة يجله الخلفاء الراشدون ويفرضون له في العطاء في نفس الوقت فإننا لا نجد في خلافة أبي بكر رضي الله عنه موقفا خاصا من الشعر ويبدو أن انشغاله بالفتوحات وحركة الردة لم تدع له وقتا يفرغ فيه لتوجيه الشعراء أو الاستماع إليهم في حين نجد أن عمر رضي الله عنه يحب الشعر خاصة ما لم يكن فيه تكرار للفظ والمعنى وقد روي عن كل من الخليفتين الراشدين عددا من الأبيات لسنا في صدد إيرادها .

حادثة الإفك : يذهب بعض الرواة إلى أن حسان بن ثابت كان ممن خاض في حديث الإفك الكاذب على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قبل إسلامه ونراه يعلن براءته من هذا القول الآثم بأشعار يمدحها بها مدحا رائعا مثل قوله :-

حصان رزان ما تزن بريبة
= وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

فإن كان ما قد قيل عني قلته
= فلا رفعت سوطى إلي أنامـل

ويظهر أن بعض المهاجرين وعلى رأسهم / صفوان بن المعطل أثاروه في هذا الحادث حتى وجد وجدا شديدا فقال :-

أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا
= وابن الفريعة أمسى بيضة البلد

آثار / حسان بن ثابت

اتفق الرواة والنقاد على أن حسان بن ثابت أشعر أهل المدر في عصره وأشعر أهل اليمن قاطبة وقد خلف ديوانا ضخما رواه ابن حبيب غير أن كثيرا من الشعر المصنوع دخله لأنه لما كان لحسان بن ثابت موقف خاص من الوجهة السياسية والدينية دس عليه كثير من الشعر المنحول قام بهذا العمل أعداء الإسلام كما قام به بعض كتاب السيرة من مثل ابن إسحاق .

أغراض شعر / حسان بن ثابت

أكثر شعر حسان في الهجاء وما تبقى في الافتخار بالأنصار ومدح محمد صلى الله عليه وسلم و الغساسنة والنعمان بن المنذر وغيرهم من سادات العرب وأشرافهم ووصف مجالس اللهو والخمر مع شيء من الغزل إلا أنه منذ إسلامه التزم بمبادئ الإسلام .

ومن خلال شعر / حسان بن ثابت نجد أن الشعر الإسلامي اكتسب رقة في التعبير بعد أن عمر الإيمان قلوب الشعراء وهي شديدة التأثير بالقرآن الكريم والحديث الشريف مع وجود الألفاظ البدوية الصحراوية ومهما استقلت أبيات / حسان بن ثابت بأفكار وموضوعات خاصة فإن كلا منها يعبر عن موضوع واحد هو موضوع الدعوة التي أحدثت أكبر تغيير فكري في حياة الناس وأسلوب معاشهم وسنقسم شخصية / حسان بن ثابت الشعرية إلى أربعة أقسام هي :-

1- حسان شاعر القبيلة : قبل أن يدخل حسان بن ثابت في الإسلام كان منصرفا إلى الذود عن حياض قومه بالمفاخرة فكان شعره النضال القبلي تغلب عليه صبغة الفخر أما الداعي إلى ذلك فالعداء الذي كان ناشبا بين قبيلته والأوس ولقد كان فخر حسان لنفحة عالية واندفاعا شديدا .

2- حسان شاعر التكسب : اتصل حسان بالبلاط الغساني فمدح كثيرا من أمراء غسان أشهرهم عمرو الرابع بن الحرث وأخوه النعمان ولاسيما جبلة بن الأيهم وقد قرب الغساسنة الشاعر وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا وجعلوا له مرتبا سنويا وكان هو يستدر ذلك العطاء بشعره :-

يسقون من ورد البريص عليهم
= بردى يصفق بالرحيق السلـل

بيض الوجوه كريمة أحسابهم
= شم الأنوف من الطراز الأول

3- حسان شاعر الإسلام : نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي والرد على أنصار الجاهلية وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية حامية فكان الشعر شعر نضال يهجى فيه الأعداء ويمدح فيه رجال الفريق ولم يكن المدح ولا الهجاء للتكسب أو الاستجداء بل للدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهذا ينقسم لقسمين :-

أما المدح الذي نجده في شعر حسان لهذا العهد فهو مقصور على النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه وكبار الصحابة والذين أبلوا في الدفاع عن الإسلام بلاء حسنا وهو يختلف عن المدح التكسبي بصدوفه عن التقلب على معاني العطاء والجود والانطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم وما إلى ذلك مما ينبثق من العاطفة الحقة والعقيدة النفسية قال حسان :-

نبي أتانا بعد يأس وفترة
= من الرسل والأوثان في الأرض تعبد

فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا
= يلوح كما لاح الصقيل المهنـد

وأنذرنا نارا وبشر جــنة
= وعلمنا الإسلام فالله نحــمد

وأنت إله الخلق ربي وخالقي
= بذلك ما عمرت في الناس أشهد

ويلحق بهذا المدح رثاء محمد صلى الله عليه وسلم فقد ضمنه الشاعر لوعة وذرف دموعا حارة وتذكرا لأفضال رسول الدين الجديد وحنيا للقائد في النعيم :-

مع المصطفى أرجو بذاك جواره
= وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد

وأما الهجاء النضالي : فقد وجهه إلى القرشيين الذين قاموا في وجه الدين الجديد يحاربونه ويهجون محمدا صلى الله عليه وسلم وكان موقف الشاعر تجاههم حربا لما بينهم وبين محمد من نسب أما أسلوبه في هجائه فقد كان يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية ويجعله فيهم طائرا غريبا يلجأ إليها كعبد ثم يذكر نسبه لأمه فيطعن به طعنا شنيعا ثم يسدد سهامه في أخلاق الرجل وعرضه فيمزقها تمزيقا في إقذاع شديد ويخرج ذلك الرجل موطنا للجهل والبخل والجبن والفرار عن إنقاذ الأحبة من وهدة الموت في المعارك قال حسان هاجبا بني سهم بن عمرو :-

والله ما في قريش كلها نفر
= أكثر شيخا جبانا فاحشا غمرا

هذر مشائيم محروم ثويهم
= إذا تروح منهم زود القـمرا

لولا النبي وقول الحق مغضبة
= لما تركت لكم أنثى ولا ذكرا

ويقول في مقطوعة يعير قريشا فيها بهزيمتها يوم بدر :-

فينا الرسول وفينا الحق نتبعه
= حتى الممات ونصر غير محدود

مستعصمين بحبل غير منجذم
= مستحكم من حبال الله ممدود

من جانب آخر فإننا نبعد عن حسان بن ثابت ما اتهمه الرواة به وألا نقبل من شعره إلا ما يغلب عليه الإقذاع بالأيام والأنساب .

4- حسان شاعر اللهو : كان حسان بن ثابت متوفرا على شرب الخمر والاستمتاع بالغناء وما يتبعه من لهو وعبث ولا سيما قبل دخوله الإسلام وله في الخمر أوصاف شهيرة تأتي خصوصا في مدائحه لملوك غسان كما له غزل وشعره هذا غير مستقل يختلط عادة بالفخر والمدح وغزله تقليدي في معانيه وصوره .

قيمة شعر / حسان بن ثابت

شعر حسان بن ثابت طبع مندفع وقريحة هائجة ومن جوانب قيمة شعره :-

1- القيمة الفنية : حسان بن ثابت شاعر شديد التأثر قوي العاطفة يفوته التأني ولهذا ترى شعره يتدفع تدفعا متتبعا في ذلك الطبع والفطرة لا الصنعة والتعمل ومن ثم تلقى شعره خاليا من كل ما يتطلب النظر الهادئ المتفحص فمطالعه مقتضبة اقتضابا شديدا يسرع في الانتقال منها إلى موضوعة الذي تحتدم به نفسه وانتقاله غير بارع عادة ثم إن كلامه يخلو من الترتيب والتساوق لما في عاطفته في فوران وهذا الفوران نفسه يحول دون التنقيح وقد نتج عن ذلك لين وضعف في شعره الإسلامي خصوصا لتقدمه في السن ولما كان هنالك من أحوال مثيرة للعاطفة وقد حمي النضال واستعر القتال ولانصراف الشاعر إلى الارتجال والسرعة في القول والتدقيق الموضوعي بذكر الغزوات وأربابها وقد يكون بعض ذلك الضعف ناتجا عما أضيف إلى ديوان حسان بن ثابت من الشعر المنحول ويخلو شعره من الوصف والتمثيل اللذين كانا في الشعر الجاهلي عموما إلا أنه لا يخلو على كل حال من الاندفاع العاطفي العنيف والصدق في ذلك الاندفاع وانتفاض العصب في الأبيات التي تنطلق أحيانا كالسهام أو كالسيل الذي يجرف السخط والهيجان والكلام المقذع الذي يهشم تهشيما وإننا نلمس في كلام حسان أثرا للدين الجديد وللقرآن وذلك ظاهر في المعاني الجديدة من ارتياح إلى المصير وتفصيل بعض العقائد والشعائر من توحيد وتنزيه وثواب وعقاب وذلك ظاهر أيضا في الألفاظ التي أعطاها الإسلام إيحاء جديدا ونثرها حسان في شعره ولقد حق بعد ذلك أن يقال أن حسان بن ثابت هو مؤسس الشعر الديني في الإسلام .

2- القيمة التاريخية : لشعر حسان فضلا عن القيمة الفنية قيمة تاريخية كبرى فهو مصدر من مصادر تاريخ تلك الأيام يسجل مآتي الغساسنة ويصف غزواتهم وممتلكاتهم ويسجل أحداث الفجر الإسلامي ويطلعنا على أخبار محمد صلى الله عليه وسلم في غاراته وغزواته وفتح مكة كما يطلعنا على أسماء الصحابة وأعداء الإسلام وهكذا كان حسان بن ثابت شاعرا ومؤرخا كما كان شعره فاتحة للشعر السياسي الذي ازدهر في عهد بني أمية .

نماذج من شعر / حسان بن ثابت

لحسان بن ثابت لاميته التي يمدح بها الغساسنة بمثل قوله :-

بيض الوجوه كريمة أحسابهم
= شم الأنوف من الطراز الأول

ومقطوعته الدالية التي يستهلها بقوله :-

وإن سنام المجد من آل هاشم
= بنو بنت مخزوم ووالدك العبد

ومقطوعته الميمية التي يقول فيها :-

لعمرك إن إلك من قريش
= كإل السقب من رأل النعام

وقصيدته الهمزية التي يقول فيها لأبي سفيان بن الحارث :-

هجوت محمد فأجبت عنه
= وعند الله في ذاك الجزاء

وجبريل أمين الله فينا
= وروح القدس ليس له كفاء

فإن أبي ووالده وعرضي
= لعرض محمد منكم وقاء

أتهجوه ولست له بكفء
= فشركما لخيركما الفداء

وهو في هذه القصيدة يعرض لنا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ومتابعة قومه له ونصرتهم لدينه ويقول أيضا في دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم :-

إن كان في الناس سباقون بعدهم
= فكل سبق لأدنى سبقهم تبــع

أعفة ذكرت في الوحي عفتهم
= لا يطمعون ولا يزري بهم طمع

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم
= أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

لا يفخرون إذا نالوا عدوهم
= وإن أصيبوا فلا خور ولا جزع

ومن رثائه :-

مرثيته البديعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها أبو زيد الأنصاري فيقول :-

ما بال عينك لا تنام كأنما
= كحلت مآقيها بكحل الأرمد

جزعا على المهدي أصبح ثاويا
= يا خير من وطئ الثر : لا تبعد

جنبي يقيك الترب لهفي ليتني
= غيبت قبلك في بقيع الغرقد

ورثاؤه لعمر حين توفي على إثر طعنة فيروز أبو لؤلؤة المجوسي :-

وفجعنا فيروز لا در دره
= بأبيض يتلو المحكمات منيب

إن من يتعمق في ديوان حسان بن ثابت يجد أن فحلولة شعره لم تفارقه في جاهليته وإسلامه وفي فخامته وعذوبته ولا شك في أن ما يظهر من ضعف ولين في بعض إسلامياته ليس أصيلا في فنه وإنما هو عارض ساقته ظروف طارئة أو منحول دس عليه لغرض ديني أو فكاهي فلقد كان حسان بن ثابت رمزا من رموز المدافعين عن حياض الإسلام والمسلمين فلقد سخر هجاءه في ذم أعداء النبي عليه الصلاة والسلام ولقد مضى مفتخرا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنين وإخوانه الأنصار رحم الله / حسان بن ثابت وجزاه عنا خير الجزاء .

المراجع :- الـــناشر اسم المؤلف اسم الكتاب

دار المعارف - مصر
الدكتور / شوقي ضيف
العصر الإسلامي

حنا الفاخوري
تاريخ الأدب العربي

مكتبة لبنان
الدكتور / محمود علي مكي
المدائح النبوية

دار المعرفة الجامعية
الدكتور / محمد مصطفى هدارة
دراسات في الشعر العربي

دار الشروق - جدة
الدكتور / عمر الطيب الساسي
دراسات في الأدب العربي

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

كليب
20 - 05 - 2009, 16:59
جزاك الله خيرا

خيَّال الغلباء
16 - 06 - 2009, 23:23
كليب عامر جزاك الله خيرا ولا هنت

جعد الوبر
25 - 08 - 2009, 01:48
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
04 - 09 - 2009, 20:44
جعد الوبر جزاك الله خيراً ولا هنت

الاضجم
21 - 09 - 2009, 02:23
مشكور ولا قصرت
تحياتي وتقديري

خيَّال الغلباء
28 - 09 - 2009, 21:02
الأضجم جزاك الله خيراً ولا هنت

مسلط 22
30 - 10 - 2009, 05:53
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
02 - 11 - 2009, 13:53
مسلط جزاك الله خيراً ولا هنت