اخو شما
29 - 03 - 2004, 11:20
تخيلوا ايها الساده لو يعود الزمان للخلف
اذن اغمضوا اعينكم... واطلقوا لتفاكيركم سرج الخيال
كان الطفل يستيقظ للفجر بركله من والده اذا لم ينهض على صوته
الدنيا برد
ينهض كالعصفور........ يرتعد من البرد
وبمجرد ملامسة انامله الماء الدافئ يخيل اليه انه ارتمى في احضان أمه
يتوضأ والنعاس لم يغادر اجفانه
وبمجرد ان يغلق صنبور الماء ينتفض مرة اخرى كالعصفور نفسه
ولكن هذه المره مبلل الاجنحه
يصلي بجوار والده في مسجد الحي ولايزال يتثائب
كان يتمنى ان يطيل الامام السجود
بعد الصلاة يحاول ان ينام قليلا ولو دقائق قبل الذهاب الى المدرسه
فالفراش مازال دافئ
هذه المره توقظه امه
فوالده بالخارج ينتظره بالسياره
يتناول فطوره الاجباري
وغالبا مايتناول القرصان الخفيفه مع كأس حليب...الشاي محظور صباحا
او قرص مفروك مذرور عليه قليل من السكر والسمن
اعتقد ان ربات البيوت الان لم يعدن يهتممن بهكذا فطور!!!
مدرسوه بالمدرسه كانوا لوحدهم جيلا لاينسى
انموذج لرجال التعليم القداما...صدق اخلاص تربيه
كان الطالب يخاف من مدرسه لدرجه انه يخبره ماسيأكل على الغداء
كل اسبوع او شهر يتلقى المدرس اتصالا هاتفيا من المنزل للأطمئنان
على تحصيل الطفل العلمي
والاب كذلك كان يمر على المدرسه من وقتٍ لأخر
اي فخرٍ يوازي فخر والده به وهو يحضر حفلا مدرسيا يشارك فيه ابنه بقصيده
او تلاوة عطره او انشوده
في نهاية اليوم الدراسي يعود لمنزله ..يتناول غداءه ..وينام حتى الصلاة
بعد صلاة العصر يتسمر امام شاشة التلفاز يتابع مايحب من افلام مدبلجه
وبعدها يتحلق هو واخوته حول والدتهم...تذاكر لهم وتراجع معهم واجباتهم
كانت امهم تملك السادس الابتدائي....وهي في ذلك الوقت تعادل الشهاده الجامعيه
وقد يسمح لهم بالخروج قليلا قبل المغرب بساعه
بعد المغرب الاسره مجتمعه والدفايه الكهربائيه القديمه توزع الحراره في ارجاء
المكان
وفي بعض الاحيان قد يذهب مع والده للمكتبه
واي سعادة تغمره وهو يشتري حقيبة جديده او وسيله ملونه او اقلام الباركر القديمه
مع انه صغير على اقلام الحبر
بعد صلاة العشاء اجتماع للعائله من جديد
الاب يتابع الاخبار... الام تحضر العشا
يوضع العشاء طبعا على الارض لم تدخل ثقافة الطاولات دائرة اهتمام الاسره في
ذلك الوقت
كلهم حول السفره ماعدا الام
متكئه على الحائط تخيط كرة الصوف وتراقب الابناء ووالدهم
تشارك فقط بالنظر لأبناءها
تعودت الام ان لاتجلس مع الاب على الطعام الا نادرا جدا
بعد انتهاء المسلسل المسائي.... تصدرالاوامر بالنوم
الطفل مع اخويه في غرفة واحده كلٌ على فراشه
الفرش متقاربه وكأنهم خائفون
امهم فوق رؤوسهم تغطي هذا وتبعد الدفايه عنهم حتى لاتضرهم حرارتها
ثم تطفئ الانوار
فلاتسمع الا حسيسهم وهمسهم
في ذلك الزمان كان الجو يمطر بأستمرار ويرافقه برد شديد ورياح قويه
في بعض الاحيان كان الطفل يرافق والده للمسجد الكبير لحضور محاضره دينيه
ويُكافأ بان يقود السياره من المسجد للمنزل
من اللحظات التي لاينساها الطفل لحظه انحشاره مع والده في مشلحه وفروته
حياة بسيطه جدا ولكنها مليئه بالحب والدفئ والانتماء لرابط الاسره المقدس
كبر الطفل وانتقل من القريه للمدينه
فارق والديه واخويه
وتلك الغرفه ذات اللّمبه الصغيره ... يطلق عليها لمّبات اكواع
اختلفت عليه الحياه
كل يوم يمر عليه يفقد فيه بريقا كان يملأ عينيه منذ الصغر
اصبحت المسافه تتباعد
اصبحت حياته الهادئه تدخل رويدا رويدا في عالم السراب .. وهو طبعا لايشعر
فوجد نفسه متأثرا بالصخب والضوضاء وضجيج المدينه ورفاهية الحضاره
تغير كل شي فيه تماما الا .... قلبه
فما زال كما هو
يحسن الظن بالاخرين ولايجيد تدبير المؤامرات والدسائس
انتهى من دراسته وعاد ....
ولكنه عاد شاحباً مشوشاً
عاد يحمل الشهاده بيد
وفي الاخرى قلباً محطم
فارتمى في احضان ابويه... وسبحان الله مازالت دافئة لم يغيرها الزمن
ولازالت هذه الذكرى كناقوس يدق في عالم النسيان يأتي صوته من بعيد
ومازال هناك طفلٌ في اعماقه يصارع للبقاء
طفلٌ يصيح من الداخل
وصدى صوته يخلخل اضلاعه ويطبخها
عاد بوجهٍ شاحب
وفكرٍ شارد
عاد وكأنه يحمل الكرة الارضيه فوق رأسه
وكأن جبال الدنيا كلها تطبق على صدره وتكتم انفاسه
عاد وهو يتمنى انه لم يكبر
لم تعد حتى عضلات وجهه قادره على الضحك والابتسام الا بصعوبه
عاد كالشبح والخيال
كالنسر مكسوراً مقصقص الاجنحه...فأصبح فوق الجبال والشواهق ينتظر موته
لاهو استطاع النزول فيصطاده صياد او تأكله وحوش الغاب
ولا هو قادرٌ على التحليق والطيران ليبدل داراً بدار
عاد وهو ينزف دما لو اصطفق لغدا كالانهار في جريانه فغرقت البشريه
عاد يذرف دمعا لو سكب من محاجر العالم لاأتلفتها وارمدتها
عاد وهو يصيح:
ليتني لم أخرج من داري
وعندما عاد اكتشف عجائب الاقدار ولن اقول سخريتها
منذ ولادته وهو يعيش مفترق طرق
ولد ونشأ في دوله
وترعرع في دولة اخرى
وحصل على موته من دولة ثالثه
فلعنة الله على هذه الدنيا...تعطي وتأخذ وتضحك وتكفهر
فلعنة الله عليها
ولكنه وبرغم جروحه وألمه وبرغم المراره والغصه
مازال شاخصاً ببصره الى السماء في انكسار وخشوع منطرحا مناجيا
لسانه يلهج قائلاً :
اللهم اني عبدك وابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك
ماضٍ فيّ حكمك عدل في قضاؤك
اسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك او انزلته
في كتابك او علمته احد من خلقك او استأثرت به
في علم الغيب عندك ان تجعل القرأن ربيع قلبي
ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل
والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال
لا اله الا الله العظيم الحليم
لا اله الا الله رب العرش الكريم
لا اله الا الله رب السموات ورب الارض
ورب العرش الكريم
اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين
واصلح لي شأني كله
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
اللهم عالم الغيب والشهاده فاطر السموات والارض
رب كل شي ومليكه
اشهد ان لا اله الا انت
اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه
وان أقترف على نفسي سوءاً
او اجرّه الى مسلم
اعزائي القراء
الان بأمكانكم ان تفتحوا اعينكم
ودمتم على خير
اخو شما
اذن اغمضوا اعينكم... واطلقوا لتفاكيركم سرج الخيال
كان الطفل يستيقظ للفجر بركله من والده اذا لم ينهض على صوته
الدنيا برد
ينهض كالعصفور........ يرتعد من البرد
وبمجرد ملامسة انامله الماء الدافئ يخيل اليه انه ارتمى في احضان أمه
يتوضأ والنعاس لم يغادر اجفانه
وبمجرد ان يغلق صنبور الماء ينتفض مرة اخرى كالعصفور نفسه
ولكن هذه المره مبلل الاجنحه
يصلي بجوار والده في مسجد الحي ولايزال يتثائب
كان يتمنى ان يطيل الامام السجود
بعد الصلاة يحاول ان ينام قليلا ولو دقائق قبل الذهاب الى المدرسه
فالفراش مازال دافئ
هذه المره توقظه امه
فوالده بالخارج ينتظره بالسياره
يتناول فطوره الاجباري
وغالبا مايتناول القرصان الخفيفه مع كأس حليب...الشاي محظور صباحا
او قرص مفروك مذرور عليه قليل من السكر والسمن
اعتقد ان ربات البيوت الان لم يعدن يهتممن بهكذا فطور!!!
مدرسوه بالمدرسه كانوا لوحدهم جيلا لاينسى
انموذج لرجال التعليم القداما...صدق اخلاص تربيه
كان الطالب يخاف من مدرسه لدرجه انه يخبره ماسيأكل على الغداء
كل اسبوع او شهر يتلقى المدرس اتصالا هاتفيا من المنزل للأطمئنان
على تحصيل الطفل العلمي
والاب كذلك كان يمر على المدرسه من وقتٍ لأخر
اي فخرٍ يوازي فخر والده به وهو يحضر حفلا مدرسيا يشارك فيه ابنه بقصيده
او تلاوة عطره او انشوده
في نهاية اليوم الدراسي يعود لمنزله ..يتناول غداءه ..وينام حتى الصلاة
بعد صلاة العصر يتسمر امام شاشة التلفاز يتابع مايحب من افلام مدبلجه
وبعدها يتحلق هو واخوته حول والدتهم...تذاكر لهم وتراجع معهم واجباتهم
كانت امهم تملك السادس الابتدائي....وهي في ذلك الوقت تعادل الشهاده الجامعيه
وقد يسمح لهم بالخروج قليلا قبل المغرب بساعه
بعد المغرب الاسره مجتمعه والدفايه الكهربائيه القديمه توزع الحراره في ارجاء
المكان
وفي بعض الاحيان قد يذهب مع والده للمكتبه
واي سعادة تغمره وهو يشتري حقيبة جديده او وسيله ملونه او اقلام الباركر القديمه
مع انه صغير على اقلام الحبر
بعد صلاة العشاء اجتماع للعائله من جديد
الاب يتابع الاخبار... الام تحضر العشا
يوضع العشاء طبعا على الارض لم تدخل ثقافة الطاولات دائرة اهتمام الاسره في
ذلك الوقت
كلهم حول السفره ماعدا الام
متكئه على الحائط تخيط كرة الصوف وتراقب الابناء ووالدهم
تشارك فقط بالنظر لأبناءها
تعودت الام ان لاتجلس مع الاب على الطعام الا نادرا جدا
بعد انتهاء المسلسل المسائي.... تصدرالاوامر بالنوم
الطفل مع اخويه في غرفة واحده كلٌ على فراشه
الفرش متقاربه وكأنهم خائفون
امهم فوق رؤوسهم تغطي هذا وتبعد الدفايه عنهم حتى لاتضرهم حرارتها
ثم تطفئ الانوار
فلاتسمع الا حسيسهم وهمسهم
في ذلك الزمان كان الجو يمطر بأستمرار ويرافقه برد شديد ورياح قويه
في بعض الاحيان كان الطفل يرافق والده للمسجد الكبير لحضور محاضره دينيه
ويُكافأ بان يقود السياره من المسجد للمنزل
من اللحظات التي لاينساها الطفل لحظه انحشاره مع والده في مشلحه وفروته
حياة بسيطه جدا ولكنها مليئه بالحب والدفئ والانتماء لرابط الاسره المقدس
كبر الطفل وانتقل من القريه للمدينه
فارق والديه واخويه
وتلك الغرفه ذات اللّمبه الصغيره ... يطلق عليها لمّبات اكواع
اختلفت عليه الحياه
كل يوم يمر عليه يفقد فيه بريقا كان يملأ عينيه منذ الصغر
اصبحت المسافه تتباعد
اصبحت حياته الهادئه تدخل رويدا رويدا في عالم السراب .. وهو طبعا لايشعر
فوجد نفسه متأثرا بالصخب والضوضاء وضجيج المدينه ورفاهية الحضاره
تغير كل شي فيه تماما الا .... قلبه
فما زال كما هو
يحسن الظن بالاخرين ولايجيد تدبير المؤامرات والدسائس
انتهى من دراسته وعاد ....
ولكنه عاد شاحباً مشوشاً
عاد يحمل الشهاده بيد
وفي الاخرى قلباً محطم
فارتمى في احضان ابويه... وسبحان الله مازالت دافئة لم يغيرها الزمن
ولازالت هذه الذكرى كناقوس يدق في عالم النسيان يأتي صوته من بعيد
ومازال هناك طفلٌ في اعماقه يصارع للبقاء
طفلٌ يصيح من الداخل
وصدى صوته يخلخل اضلاعه ويطبخها
عاد بوجهٍ شاحب
وفكرٍ شارد
عاد وكأنه يحمل الكرة الارضيه فوق رأسه
وكأن جبال الدنيا كلها تطبق على صدره وتكتم انفاسه
عاد وهو يتمنى انه لم يكبر
لم تعد حتى عضلات وجهه قادره على الضحك والابتسام الا بصعوبه
عاد كالشبح والخيال
كالنسر مكسوراً مقصقص الاجنحه...فأصبح فوق الجبال والشواهق ينتظر موته
لاهو استطاع النزول فيصطاده صياد او تأكله وحوش الغاب
ولا هو قادرٌ على التحليق والطيران ليبدل داراً بدار
عاد وهو ينزف دما لو اصطفق لغدا كالانهار في جريانه فغرقت البشريه
عاد يذرف دمعا لو سكب من محاجر العالم لاأتلفتها وارمدتها
عاد وهو يصيح:
ليتني لم أخرج من داري
وعندما عاد اكتشف عجائب الاقدار ولن اقول سخريتها
منذ ولادته وهو يعيش مفترق طرق
ولد ونشأ في دوله
وترعرع في دولة اخرى
وحصل على موته من دولة ثالثه
فلعنة الله على هذه الدنيا...تعطي وتأخذ وتضحك وتكفهر
فلعنة الله عليها
ولكنه وبرغم جروحه وألمه وبرغم المراره والغصه
مازال شاخصاً ببصره الى السماء في انكسار وخشوع منطرحا مناجيا
لسانه يلهج قائلاً :
اللهم اني عبدك وابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك
ماضٍ فيّ حكمك عدل في قضاؤك
اسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك او انزلته
في كتابك او علمته احد من خلقك او استأثرت به
في علم الغيب عندك ان تجعل القرأن ربيع قلبي
ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل
والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال
لا اله الا الله العظيم الحليم
لا اله الا الله رب العرش الكريم
لا اله الا الله رب السموات ورب الارض
ورب العرش الكريم
اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين
واصلح لي شأني كله
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
اللهم عالم الغيب والشهاده فاطر السموات والارض
رب كل شي ومليكه
اشهد ان لا اله الا انت
اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه
وان أقترف على نفسي سوءاً
او اجرّه الى مسلم
اعزائي القراء
الان بأمكانكم ان تفتحوا اعينكم
ودمتم على خير
اخو شما