تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معركة بلاط الشهداء


عواكيس
22 - 01 - 2009, 17:20
بسم الله الرحمن الرحيم

معركة بلاط الشهداء :

معركة بلاط الشهداء أو معركة بواتييه وقعت 10 أكتوبر عام 732 م بين قوات المسلمين بقيادة / عبدالرحمن الغافقي وقوات الإفرنج بقيادة قارلة ( أو تشارلز / كارل مارتل ).

سبب التسميه :-

البلاط في اللغة العربية تعني القصر أو الرخام ، وحسب رأي سميت هذه المعركة ببلاط الشهداء في التاريخ الإسلامي لأن المعركة وقعت بالقرب من قصر مهجور وحسب رأي أخر سميت المعركة ببلاط الشهداء بسبب الطريق المعبد من زمان الرومان الذي قاتلا الجانبان عليه وأضيفت كلمة الشهداء لكثرة ما وقع في تلك المعركة من قتلى للمسلمين . أما الأوروبيون فينسبون المعركة لمدينة تورز التي وقعت المعركة بالقرب منها فيسمونها معركة تورز وتسمى كذلك معركة بواتييه لوقوعها أيضا بالقرب من بلدة بواتييه في فرنسا .

ما قبل المعركة :

بعد أن احتل العرب اسبانيا ووطدوا حكمهم فيها عبروا جبال البرانس وبدأوا في احتلال الأراضي الإفرنجية ( فرنسا في الوقت الحاضر ) على يد قائدهم في ذلك الوقت / السمح بن مالك الخولاني وتم على يده احتلال مدن منطقة سبتمانيا أربونة وبيزارس وآجده ولوديفيه وماغيولون ونييمس . رجع السمح إلى الأندلس ليجمع جيشا يحاصر به مدينة طولوشة ( أو تولوز ) ويقال أنه جمع أكثر من 100 ألف شخص من الفرسان والمشاة . قام المسلمون بحصار تولوز طويلا حتى كاد أهلها أن يستسلموا إلا إن الدوق أودو دوق أقطانيا ( أكوينتين ) باغته بإرسال جيش ضخم فقامت هنالك معركة عرفت في التاريخ باسم معركة طولوشة أو ( معركة تولوز ) وقاوم المسلمون فيها بالرغم من قلة عددهم وقتل قائدهم / السمح بن مالك فاضطرب الجيش وانسحب المسلمون لقاعدتهم في بلاد الإفرنج مدينة أربونة وكان ذلك في 9 يونيو 721 م . وكان السمح هو والي الأمويين في بلاد الأندلس وبعد وفاته قام الأندلسيون بتعيين / عبدالرحمن الغافقي كوال مؤقت حتى ينظر الخليفة في من سيعين عليهم . وعين / عنبسة بن سحيم الكلبي كوال للأندلس فقام بإكمال ما بدأ به / السمح بن مالك وقد توغل كثيرا في الأراضي الفرنسية حتى بلغ مدينة أوتون في شرق فرنسا وفي طريق عودته إلى الأندلس فاجأته قوات إفرنجية فأصيب إصابة بليغة لم يلبث أن مات على إثرها في ديسمبر 725 م . ثم جاء 4 ولاة للأندلس لم يحكم أغلبهم أكثر من 3 سنين حتى عين / عبدالرحمن الغافقي عام 730 م . وقام / عبدالرحمن بإخماد الثورات القائمة في الأندلس وعمل على تحسين وضع البلاد الأمني والثقافي . وفي تلك الأثناء قام الدوق أودو بالتحالف مع حاكم إقليم كاتالونيا المسلم / عثمان بن نيساء وعقد صلحا بينه وبين المسلمين وتوقفت الغزوات الإسلامية في بلاد الإفرنج . كان الدوق أودو يعلم أن عدوه الأبرز هو تشارلز مارتل - وخاصة بعد معركة طولوشة - وأنه إذا صالح المسلمين فإنه سيأمن هجماتهم من جهة وسيشكلون قوة ورادعا في وجه تشارلز مارتل من جهة أخرى إذ لن يفكر تشارلز في مهاجمته خوفا من المسلمين . قام / عثمان بن نيساء في مالم يكن في الحسبان فقد قام بإعلان استقلال إقليم كاتلونيا عن الدولة الأموية فما كان من / عبدالرحمن الغافقي إلا أن أعلن الحرب ضده بصفته خائنا ولم يستثن عبدالرحمن الدوق أودو من هذا الأمر فجهز جيشه وأخضع كاتلونيا لدولته ثم اتجه صوب أراض أودو وحاصر مدينة البردال ( بوردو ) واحتلها المسلمون وقتلوا من جيش أودو الكثير حتى قال المؤرخ إسيدورس باسينسيز " إن الله وحده يعرف عدد القتلى ".

المعركة :

وجد / تشارلز مارتيل الوضع في بلاده مناسبا لإخضاع الأقاليم الجنوبية التي طالما استعصت عليه وكان يعلم أن العقبة الوحيدة في طريقه هي جيش المسلمين . كان الجيش الإسلامي قد انتهى بعد زحفه إلى السهل الممتد بين مدينتي بواتييه وتور بعد أن استولى على المدينتين ، وفي ذلك الوقت كان جيش تشارلز مارتل قد انتهى إلى نهر اللوار دون أن ينتبه المسلمون بقدوم طلائعه ، وحين أراد الغافقي أن يقتحم نهر اللوار لملاقاة خصمه على ضفته اليمنى قبل أن يكمل استعداده فاجأه مارتل بقواته الجرارة التي تفوق جيش المسلمين في الكثرة ، فاضطر عبدالرحمن إلى الرجوع والارتداد إلى السهل الواقع بين بواتييه وتور ، وعبر تشارلز بقواته نهر اللوار وعسكر بجيشه على أميال قليلة من جيش الغافقي . لقد اختار مارتل بحنكته مكان المعركة وتوقيتها أي أنه أجبر المسلمين على التواجد في المكان الذي يريده لهم . وحصلت بعض المناوشات بين الجيشين وكأن المعركة حرب استنزاف ، أي أن من يصمد أكثر من الطرفين ينتصر . ومكث الطرفين على هذه الحال من 6 إلى 9 أيام ( هناك اختلاف بين المؤرخين على مدة المعركة ) وفي اليوم الأخير للمعركة قامت معركة قوية بين الجيشين ولاح النصر للمسلمين . رأى مارتل شدة حرص جنود المسلمين على الغنائم التي جمعوها فأمر بعض أفراد جيشه بالتوجه لمخيم المسلمين والإغارة عليه لسلب الغنائم فارتدت فرقة كبيرة من الفرسان من قلب المعركة لرد الهجوم المباغت وحماية الغنائم ، فاضطربت صفوف المسلمين واستطاع الإفرنج النفاذ في قلب الجيش الإسلامي . ثبت عبدالرحمن مع قلة من جيشه وحاولوا رد الهجوم بلا جدوى وقتل عبدالرحمن فازداد اضطراب المسلمين وانتظروا نزول الليل حتى ينسحبوا لقاعدتهم أربونة قرب جبال البرانس .

ما بعد المعركة :

أدت المعركة إلى توقف الزحف العربي الإسلامي في أوروبا الغربية وأعطي تشارلز لقب مارتل ( أي المطرقة ) بعد المعركة . وقد اختلف المؤرخون ، قديمون أو معاصرون ، مسلمون أو مسيحيون في أهمية تلك المعركة فالبعض وصفها بأنها حفظت المسيحية من الفناء . فيقول المؤرخ إدوارد جيبون في كتابه اضمحلال الإمبراطورية الرومانية :-

خط انتصار [ المسلمين ] طوله ألف ميل من جبل طارق حتى نهر اللوار كان غير مستبعد أن يكرر في مناطق أخرى في قلب القارة الأوروبية حتى يصل بالساراكنز [ يقصد المسلمين ] إلى حدود بولندا ومرتفعات أسكتلندا ، فالراين ليس بأصعب مرورا من النيل والفرات وإن حصل ما قد ذكرت كنا اليوم سنرى الأساطيل الإسلامية تبحر في التايمز بدون معارك بحرية ولكان القرآن يدرس اليوم في أوكسفورد ولكان وعاظ الجامعة اليوم يشرحون للطلاب المختونين قداسة وصدق الوحي النازل على محمد .

يختلف العديد من المؤرخين مع وجهة نظر جيبون فيخبرون عن توسعات المسلمين أنها لم تكن تتوقف لهزيمة أو خسارة معركة فللمسلمين العديد من المحاولات لاحتلال القسطنطينية قبل أن سقطت في عهد العثمانيين وقد هزم المسلمون أكثر من مرة في الهند وبلاد ما وراء النهرين إلا أن ذلك لم يكن ليمنعهم من مواصلة القتال . ويشير أولئك المؤرخون أن المسلمين لم يكونوا طامحين في مواصلة القتال في القارة الأوروبية لأن تلك الأراضي كانت تعيش في وضع اجتماعي وثقافي وحضاري منحط. ومؤرخوا القرن الحالي يرون بأن المعركة سواء إذا أوقفت المد الإسلامي أم لم تفعل لكنها وضعت الأسس الأولى لبناء الإمبرطورية الشارلكانية وهيمنة الفرنجة لقرن من الزمان . وإنشاء قوة الفرنجة بغرب القارة حددت مصير أوربا والمعركة أثبتت ذلك . كما أن الأمويون في الأندلس عانوا الأمرين بسبب وجود جيوب المقاومة المسيحية في شمال البلاد والتي أرهقتهم وأشغلتهم عن مواصلة القتال في القلب الأوروبي وعانوا كذلك بسبب العباسيين الذين كانوا يتحينون الفرصة لإزالة دولتهم والحصول على أراضيها .

تحليل المعركة :

تضافرت عوامل كثيرة في هذه النتيجة المخزية ، منها أن المسلمين قطعوا آلاف الأميال منذ خروجهم من الأندلس ، وأنهكتهم الحروب المتصلة في فرنسا ، وأرهقهم السير والحركة ، وطوال هذا المسير لم يصلهم مدد يجدد حيوية الجيش ويعينه على مهمته ، فالشقة بعيدة بينهم وبين مركز الخلافة في دمشق ، فكانوا في سيرهم في نواحي فرنسا أقرب إلى قصص الأساطير منها إلى حوادث التاريخ ، ولم تكن قرطبة عاصمة الأندلس يمكنها معاونة الجيش ؛ لأن كثيرًا من المسلمين تفرقوا في نواحيها .

وتبالغ الروايات في قصة الغنائم وحرص المسلمين على حمايتها ، في الوقت التي تذكر فيه الروايات أن الجيش الإسلامي ترك خيامه منصوبة والغنائم مطروحة في أماكنها . منقول وتقبلوا تحياتي .

خالد الشماسي
22 - 01 - 2009, 20:24
شكرا لك عواكيس


هنا يتذكر المسلمون مجدهم وتضحياتهم في سبيل الله


لا هنت

خيَّال الغلباء
02 - 02 - 2009, 20:08
جزاك الله خيرا

عواكيس
14 - 03 - 2009, 00:01
أخوي / خالد الشماسي شكرا لك على المرور وبيض الله وجهك والله لا يهينك مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

عواكيس
11 - 04 - 2009, 00:48
أخوي / خيال الغلباء شكرا لك على المرور وبيض الله وجهك والله لا يهينك مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

صامل الميقاف
21 - 04 - 2009, 09:20
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

كلاشنكوف سبيع
21 - 04 - 2009, 14:00
جـــــــــزاك الله خــــيـــــــر

ومـــا قــصــرت والله لا يــــهــيـــنـــك

وتــــقـــــبل مــــــروري

أخــــوك : كــلاشــنــكــوف ســبـــيــع

خيّال العرفا
21 - 04 - 2009, 23:44
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

عواكيس
22 - 04 - 2009, 16:43
أخوي / صامل الميقاف شكرا لك على المرور وبيض الله وجهك والله لا يهينك مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

كليب
30 - 04 - 2009, 12:15
مشكور وما قصرت ولا هنت

عواكيس
06 - 05 - 2009, 22:50
أخوي / كلاشنكوف سبيع شكرا لك على المرور وبيض الله وجهك ولا هنت مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

خيَّال الغلباء
06 - 05 - 2009, 23:18
بسم الله الرحمن الرحيم

الفتح الإسلامي :-

وصل / حسان بن النعمان المغرب فحاصر قرطاج التي كانت بين أيدي الرومان كعاصمة للمغرب، فاقتحمها وافتتحها وأمر بتدمير سورها، ثم تقدم فافتك بنزرت من الروم، ثم عاد إلي القيروان بعد أن طهر الساحل من برقة حتي قرطاج ثم توجه إلي جبال أوراس النمامشة للقضاء على حركة الكاهنة التي خلفت كسيلة في تمردها علي الفتح العربي الإسلامي كانت الكاهنة جالسة علي عرش رئاسة قبيلة جراوة بهذه الجبال .

كان جيش حسان قد أضعفته المعارك التي خاضها ضد البيزنطيين، فعندما واجه جيش الكاهنة الذي كان جاهزا للحرب مرتاحا، انهزم أمامه اتخذت الكاهنة هضبة ثازبنت كمقر لجيشها قرب مدينة تبسة، تدربه فيها وتستعد للقتال، وما زالت حتي الآن صومعة الكاهنة كما يسميها الشعب قائمة بدوار ثازبنت، وهي عبارة عن برج معسكر بني بحجارة ضخمة يشير إلي أن هذا هو مقر الكاهنة الرئيسي ومن الغريب أن هذه المنطقة نفسها هي التي اتخذها تاكفاريناس ويوغورطا معقلا لجيوشهما ومن غير شك فإن الكاهنة كانت تراقب من مرتفعات الهضبة المطلة علي سهل تبسة تحركات الجيش العربي وتتابع تقدمه، وأنها اختارت هي موقع المعركة سنة 75 هـ 693 م.

يبدو أن القائدة البربرية عندما شاهدت جيش حسان يطل من بكارية آتيا من الحدود التونسية الجزائرية الحالية، ويتقدم نحو الغرب مخترقا سهل تبسة ومتجها نحو منطقة حلوفة، نزلت من هضبة ثازبنت، وتوجهت إلى المنطقة المسماة مسكيانة ( اسمها بالبربرية : ميس الكاهنة، أي ابن الكاهنة )، فقد قتل بالمكان ابن الكاهنة فسمي باسمه، وما زالت هذه القرية تحمل نفس الاسم انتشرت الكاهنة بجيشها في التلال المحيطة بهذه المنطقة، وفاجأت الجيش الإسلامي، فانطلقت من التلال، ويبدو أن الجيش العربي فوجئ بالهجوم الذي كان يشبه كمينا كبيرا، ودارت معركة شرسة، تمكنت الكاهنة من هزم الجيش العربي، وأسر ثمانين من قادته جلهم من التابعين وعندما شعر حسان بأن المعركة حسمت، انسحب بما تبقي له من قوات وطاردته الكاهنة حتي مدينة قابس وانسحب حسان بقواته إلي طرابلس وبقي ينتظر المدد وبني بهذه المدينة معسكرا لجيشه سمي منازل حسان أما القيروان فقد بقيت بأيدي المسلمين ولم تلحق الكاهنة بهم أي أذي بل وأمّنتهم ثم سقطت فيما بعد مدينة قرطاجة بين أيدي البيزنطيين وذلك سنة 76 هـ 695 م ويذكر المؤرخون أن الزعيمة البربرية كانت تتصور أن العرب مثل الرومان، فقامت بتدمير الحصون، وحرق المدن والبساتين، حتي يزهد العرب في بلاد خراب، فيعودون من حيث أتَوا ويذكر ابن عذاري : أن الكاهنة عملت على القضاء علي مظاهر العمران، اعتقادا منها بأن العرب يسعون وراء العمران حيث الذهب والفضة، فوجهت قومها إلي كل ناحية في بلاد إفريقية يحرقون المزارع، ويهدمون الحصون، فبعد أن كانت إفريقيا ظلا واحدا من طرابلس إلى طنجة، قري متصلة ومدنا منتظمة، تلاشي هذا كله، وشمل الخراب سائر هذه البلاد (1). وفي رأيي فإن كلام ابن عذاري فيه كثير من المبالغة عادت الكاهنة إلى موقعها في جبال أوراس النمامشة ويبدو أن هضبة ثازبنت استمرت كمقر لقيادتها اجتمعت بالأسري الثمانين، حاورتهم وسألتهم عن دينهم فاكتشفت أنهم لم يأتوا مستعمرين وإنما حاملين لرسالة، كما اكتشفت أن لغتهم ليست غريبة عن لغة قومها غرابة لغة الرومان، بل هي أخت لها، ومن غير شك فإنها تمكنت من التحدث مع بعضهم القادمين من اليمن بدون ترجمان، سألتهم عن عاداتهم وتقاليدهم فوجدت توافقا غريبا بينها وبين عادات وتقاليد قومها، فحدث زلزال في نفسها، كانت نتيجته أن أطلقت سراح الأسري، واحتفظت بأذكاهم وأوسعهم ثقافة وحفظا للقرآن وتفقها في الدين وهو / خالد بن يزيد العبسي، وكلفته بتعليم ولديها العربية والقرآن بل وعمدت إلي تبنيها لخالد وفقا لشعائر دينها، ولنستعرض ما كتبه المالكي حول هذا التبني : عمدت إلي دقيق الشعير فلثته بزيت، وجعلته علي ثديها، ودعت ولديها وقالت : كلا معه على ثديي من هذا ففعلا، فقالت : صرتم إخوة (2).

ويبدو وفقا لروايات المؤرخين أن الكاهنة ضعف حماسها بحربها ضد العرب، ودخلت في صراع نفسي حاد، توصلت بضغطه إلي اتخاذ قرار بتحرير ولديها بل وحثهم علي عدم اتباعها في حربها، أما هي فقد وعدت قومها عند تعيينها ملكة عليهم أن تقاتل في سبيلهم حتي الموت، ولا بد لها من أن تفي بوعدها ويجمع المؤرخون أنه ما كادت الكاهنة تعلم بوصول جيش حسان إلى إفريقية وتوجهه نحو منطقة تبسة حيث ترابط، حتي غادرت المنطقة واتجهت نحو الجنوب، بعد أن أوصت / خالد العبسي أن يصحب ولديها ويستأمن لهما عند حسان ويقول ابن خلدون : وكان للكاهنة ابنان قد لحقا بحسان قبل الواقعة، أشارت عليهما بذلك أمهما دهيا، وهبا لإشارة علم كان لديها في ذلك من شيطانها، فتقبلهما حسان، وحسن إسلامهما واستقامت طاعتهما وعقد لهما على قومهما جراوة ومن انضوي إليهم بجبل الأوراس (3).

ويوعز ابن خلدون موقفها هذا إلى كهانتها، أي مهارتها في قراءة الغيب، التي كشفت لها أن العرب سينتصروا وسيدين المغرب بدينهم ولهذا فقد لقبها العرب بالكاهنة ويروي عنها أنها قالت لولديها وهي تودعهما : خذ يا خالد أخويك إلى حسان، أوصيكما يا ولديّ بالإسلام خيرا أما أنا فإنما الملكة من تعرف كيف تموت .

ويلاحظ أنها قالت كيف تموت، ولم تقل كيف تنتصر، وهكذا توجهت بغير إيمان بحربها فخاضت آخر معركة لها في منطقة بئر العاتر جنوب ولاية تبسة، سنة 82 هـ، وهزم جيشها وقتلت في المعركة وما زالت حتي الآن البئر التي حفرتها عندما حصرها العرب ومنعوا عن جيشها الماء، ما زالت قائمة تدر الماء، ويسميها الناس بهذه المنطقة : ( بئر الكاهنة ).

وسمى الفاتحون بئر الكاهنة هذا ببئر العاتر بعد انتصارهم على الكاهنة، و هو لا يزال كذلك لليوم ونستنتج من قصة الكاهنة ما يلي :-

1 ـ إن الكاهنة حاربت العرب لأنها كانت تجهل عنهم أي شيء، وعندما احتكت بهم من خلال حوارها مع الأسرى العرب الذين وقعوا بين يديها في معركة مسكيانة، لم تكتشف فيهم فحسب عدالة الرسالة التي حملوها، وإنما اكتشفت في لغتهم وعاداتهم تشابها كبيرا بل وتطابقا مع لغتها وعادات قومها، فاهتز في نفسها الإصرار على دحر العرب فقررت أن تفي بعهدها فتقاتل حتي الموت، لكنها حررت ولديها وكل من يريد التخلي عن الحرب .

2 ـ تدل قصتها مع / خالد بن يزيد العبسي، ومع ولديها علي ما أوردناه في الفقرة السابقة، لأنه ليس من المعقول أن يقوم قائد عسكري مثل الكاهنة بتسليم فلذات كبده إلى عدوه يربيهم علي دينه وعلى لغته وثقافته، ما لم يقع زلزال في نفسه لدرجة أن المؤرخين العرب فسروه على أنه كهانة أما عن تخريج بعض المؤرخين الغربيين ـ الذي تبنته جيزيل حليمي ـ بأنها وقعت في غرام خالد فأمر غير منطقي، لأن فارق السن كبير فخالد كان شابا، والكاهنة كان عمرها 127 سنة مثلما يذكر المؤرخون .

3 ـ لقد أورد المؤرخون قصة احتاروا في أمرها، فعندما هزمت جيش حسان وطاردته حتي طرابلس، دخلت مدينة القيروان، وتجولت في شوارعها ثم غادرتها دون أن تتعرض لا للمدينة ولا لأهلها بسوء، وهو أمر غريب ومحير هل بدأت تدرك مدى قربها وقرب قومها من هؤلاء العرب ؟ هل بدأت تقتنع بعدالة الرسالة التي حملوها معهم، وبخاصة وهي المرأة المحنكة مثلما أورد ابن خلدون : عاشت 127 سنة، وملكت 35 سنة، فأتاحت لها هذه التجربة الواسعة اكتشاف أصول قومها في العرب، فحررت ولديها من مهمة الاستمرار في محاربة العرب، بل وحثتهما علي اعتناق الإسلام، والتآخي مع العرب يتبين مما سبق أن قصتي كسيلة والكاهنة قد حرفتا من طرف المؤرخين الفرنسيين، المنظرين للاستعمار، وفلاسفة فرْنسة الجزائر، والآباء البيض مبشري الاستعمار ورواده، وتلاميذهم الجزائريين من أتباع النزعة البربرية إن موقف الكاهنة هذا يؤكد انتماء البربر والعرب إلى أرومة واحدة فقبل دخول الفرنسيين الجزائر سنة 1830 م، لم يكن في المغرب بربري واحد يقول بفصل العرب عن البربر، وباستبدال العربية بالبربرية هذه كلها حقائق تفند أكاذيب / جيزيل حليمي التي تغلبت يهوديتها على تقدميتها، التي تزعم أن لليهود الحق في المغرب العربي كما أشار لذلك الدكتور / محمد الوادي، وهي نظرية صهيونية، فهي تزعم أن الكاهنة يهودية وهي وثنية بشهادة الرواة والمؤرخين العرب ونحن لا ننكر أبدا أن الفتح الإسلامي وجد مغاربة يدينون باليهودية والمسيحية فعاملهم معاملة أهل الكتاب، لكن الكاهنة لم تكن يهودية .

(1) ابن عذاري ( أبو العباس ) : البيان المغرب في أخبار المغرب صفحة 36 ـ بيروت 1950 .
(2) المالكي ( أبو بكر ) : رياض النفوس صفحة 34 ـ القاهرة 1951 .
(3) ابن خلدون : كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والبربر ج 7 صفحة 18 ـ بيروت 1968 .

ومن المعلوم أن أول الفاتحين للجزائر هو الصحابي الجليل / عقبة بن نافع والذي يوجد ضريحة بها و / عقبة بن نافع بن عبدالقيس الأموي الفهري هو من كبار القادة العرب والفاتحين في صدر الإسلام ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 1 ق. هـ، ولا صحبة له، شهد مع عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه فتح مصر، ثم شارك معه في المعارك التي دارت في أفريقيا ( تونس حاليا )، فولاه عمرو برقة بعد فتحها، فقاد منها حركة الفتح باتجاه الغرب، فظهرت مقدرته الحربية الفائقة وحنكته وشجاعته، وعلا شأنه .

وفي خلافة / معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه ولاه أفريقية، وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فأوغل بهم في بلاد المغرب حتى أتى وادياً فأعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة وسماها القيروان أي محط الجند، ذلك أنها تعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدمة والمواغلة في المغرب العربي كما بنى بها جامعاً لا يزال حتى الآن يعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة 55 هـ عزله معاوية من ولاية أفريقية، فعاد للمشرق .

بعد وفاة معاوية وفي خلافة ابنه يزيد أعاد عقبة مرة ثانية للولاية سنة 62 هـ، فولاه المغرب، فقصد عقبة القيروان، وخرج منها بجيش كثيف فتح حصوناً ومدناً حتى وصل ساحل المحيط الأطلنطي، وتمكن من طرد البيزنطيين من مناطق واسعة من ساحل أفريقيا الشمالي .

توفي عقبة في إحدى حروبه سنة 63 هـ في مكان يعرف حتى الآن باسم سيدي عقبة بالجزائر ومن أحفاد عقبة المشهورين يوسف بن عبدالرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري القرشي أحد القادة الدهاة وعبدالرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري أمه بربرية أمير من الشجعان الدهاة . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

عواكيس
04 - 06 - 2009, 09:22
أخوي / خيال العرفا شكرا لك على المرور وبيض الله وجهك ولا هنت مع أطيب أمنياتي وخالص تحياتي .

عواكيس
06 - 08 - 2009, 16:46
مشكور وما قصرت ولا هنت

مشكور وما قصرت ولا هنت

عواكيس
22 - 08 - 2009, 17:18
بسم الله الرحمن الرحيم

الفتح الإسلامي :-

وصل / حسان بن النعمان المغرب فحاصر قرطاج التي كانت بين أيدي الرومان كعاصمة للمغرب، فاقتحمها وافتتحها وأمر بتدمير سورها، ثم تقدم فافتك بنزرت من الروم، ثم عاد إلي القيروان بعد أن طهر الساحل من برقة حتي قرطاج ثم توجه إلي جبال أوراس النمامشة للقضاء على حركة الكاهنة التي خلفت كسيلة في تمردها علي الفتح العربي الإسلامي كانت الكاهنة جالسة علي عرش رئاسة قبيلة جراوة بهذه الجبال .

كان جيش حسان قد أضعفته المعارك التي خاضها ضد البيزنطيين، فعندما واجه جيش الكاهنة الذي كان جاهزا للحرب مرتاحا، انهزم أمامه اتخذت الكاهنة هضبة ثازبنت كمقر لجيشها قرب مدينة تبسة، تدربه فيها وتستعد للقتال، وما زالت حتي الآن صومعة الكاهنة كما يسميها الشعب قائمة بدوار ثازبنت، وهي عبارة عن برج معسكر بني بحجارة ضخمة يشير إلي أن هذا هو مقر الكاهنة الرئيسي ومن الغريب أن هذه المنطقة نفسها هي التي اتخذها تاكفاريناس ويوغورطا معقلا لجيوشهما ومن غير شك فإن الكاهنة كانت تراقب من مرتفعات الهضبة المطلة علي سهل تبسة تحركات الجيش العربي وتتابع تقدمه، وأنها اختارت هي موقع المعركة سنة 75 هـ 693 م.

يبدو أن القائدة البربرية عندما شاهدت جيش حسان يطل من بكارية آتيا من الحدود التونسية الجزائرية الحالية، ويتقدم نحو الغرب مخترقا سهل تبسة ومتجها نحو منطقة حلوفة، نزلت من هضبة ثازبنت، وتوجهت إلى المنطقة المسماة مسكيانة ( اسمها بالبربرية : ميس الكاهنة، أي ابن الكاهنة )، فقد قتل بالمكان ابن الكاهنة فسمي باسمه، وما زالت هذه القرية تحمل نفس الاسم انتشرت الكاهنة بجيشها في التلال المحيطة بهذه المنطقة، وفاجأت الجيش الإسلامي، فانطلقت من التلال، ويبدو أن الجيش العربي فوجئ بالهجوم الذي كان يشبه كمينا كبيرا، ودارت معركة شرسة، تمكنت الكاهنة من هزم الجيش العربي، وأسر ثمانين من قادته جلهم من التابعين وعندما شعر حسان بأن المعركة حسمت، انسحب بما تبقي له من قوات وطاردته الكاهنة حتي مدينة قابس وانسحب حسان بقواته إلي طرابلس وبقي ينتظر المدد وبني بهذه المدينة معسكرا لجيشه سمي منازل حسان أما القيروان فقد بقيت بأيدي المسلمين ولم تلحق الكاهنة بهم أي أذي بل وأمّنتهم ثم سقطت فيما بعد مدينة قرطاجة بين أيدي البيزنطيين وذلك سنة 76 هـ 695 م ويذكر المؤرخون أن الزعيمة البربرية كانت تتصور أن العرب مثل الرومان، فقامت بتدمير الحصون، وحرق المدن والبساتين، حتي يزهد العرب في بلاد خراب، فيعودون من حيث أتَوا ويذكر ابن عذاري : أن الكاهنة عملت على القضاء علي مظاهر العمران، اعتقادا منها بأن العرب يسعون وراء العمران حيث الذهب والفضة، فوجهت قومها إلي كل ناحية في بلاد إفريقية يحرقون المزارع، ويهدمون الحصون، فبعد أن كانت إفريقيا ظلا واحدا من طرابلس إلى طنجة، قري متصلة ومدنا منتظمة، تلاشي هذا كله، وشمل الخراب سائر هذه البلاد (1). وفي رأيي فإن كلام ابن عذاري فيه كثير من المبالغة عادت الكاهنة إلى موقعها في جبال أوراس النمامشة ويبدو أن هضبة ثازبنت استمرت كمقر لقيادتها اجتمعت بالأسري الثمانين، حاورتهم وسألتهم عن دينهم فاكتشفت أنهم لم يأتوا مستعمرين وإنما حاملين لرسالة، كما اكتشفت أن لغتهم ليست غريبة عن لغة قومها غرابة لغة الرومان، بل هي أخت لها، ومن غير شك فإنها تمكنت من التحدث مع بعضهم القادمين من اليمن بدون ترجمان، سألتهم عن عاداتهم وتقاليدهم فوجدت توافقا غريبا بينها وبين عادات وتقاليد قومها، فحدث زلزال في نفسها، كانت نتيجته أن أطلقت سراح الأسري، واحتفظت بأذكاهم وأوسعهم ثقافة وحفظا للقرآن وتفقها في الدين وهو / خالد بن يزيد العبسي، وكلفته بتعليم ولديها العربية والقرآن بل وعمدت إلي تبنيها لخالد وفقا لشعائر دينها، ولنستعرض ما كتبه المالكي حول هذا التبني : عمدت إلي دقيق الشعير فلثته بزيت، وجعلته علي ثديها، ودعت ولديها وقالت : كلا معه على ثديي من هذا ففعلا، فقالت : صرتم إخوة (2).

ويبدو وفقا لروايات المؤرخين أن الكاهنة ضعف حماسها بحربها ضد العرب، ودخلت في صراع نفسي حاد، توصلت بضغطه إلي اتخاذ قرار بتحرير ولديها بل وحثهم علي عدم اتباعها في حربها، أما هي فقد وعدت قومها عند تعيينها ملكة عليهم أن تقاتل في سبيلهم حتي الموت، ولا بد لها من أن تفي بوعدها ويجمع المؤرخون أنه ما كادت الكاهنة تعلم بوصول جيش حسان إلى إفريقية وتوجهه نحو منطقة تبسة حيث ترابط، حتي غادرت المنطقة واتجهت نحو الجنوب، بعد أن أوصت / خالد العبسي أن يصحب ولديها ويستأمن لهما عند حسان ويقول ابن خلدون : وكان للكاهنة ابنان قد لحقا بحسان قبل الواقعة، أشارت عليهما بذلك أمهما دهيا، وهبا لإشارة علم كان لديها في ذلك من شيطانها، فتقبلهما حسان، وحسن إسلامهما واستقامت طاعتهما وعقد لهما على قومهما جراوة ومن انضوي إليهم بجبل الأوراس (3).

ويوعز ابن خلدون موقفها هذا إلى كهانتها، أي مهارتها في قراءة الغيب، التي كشفت لها أن العرب سينتصروا وسيدين المغرب بدينهم ولهذا فقد لقبها العرب بالكاهنة ويروي عنها أنها قالت لولديها وهي تودعهما : خذ يا خالد أخويك إلى حسان، أوصيكما يا ولديّ بالإسلام خيرا أما أنا فإنما الملكة من تعرف كيف تموت .

ويلاحظ أنها قالت كيف تموت، ولم تقل كيف تنتصر، وهكذا توجهت بغير إيمان بحربها فخاضت آخر معركة لها في منطقة بئر العاتر جنوب ولاية تبسة، سنة 82 هـ، وهزم جيشها وقتلت في المعركة وما زالت حتي الآن البئر التي حفرتها عندما حصرها العرب ومنعوا عن جيشها الماء، ما زالت قائمة تدر الماء، ويسميها الناس بهذه المنطقة : ( بئر الكاهنة ).

وسمى الفاتحون بئر الكاهنة هذا ببئر العاتر بعد انتصارهم على الكاهنة، و هو لا يزال كذلك لليوم ونستنتج من قصة الكاهنة ما يلي :-

1 ـ إن الكاهنة حاربت العرب لأنها كانت تجهل عنهم أي شيء، وعندما احتكت بهم من خلال حوارها مع الأسرى العرب الذين وقعوا بين يديها في معركة مسكيانة، لم تكتشف فيهم فحسب عدالة الرسالة التي حملوها، وإنما اكتشفت في لغتهم وعاداتهم تشابها كبيرا بل وتطابقا مع لغتها وعادات قومها، فاهتز في نفسها الإصرار على دحر العرب فقررت أن تفي بعهدها فتقاتل حتي الموت، لكنها حررت ولديها وكل من يريد التخلي عن الحرب .

2 ـ تدل قصتها مع / خالد بن يزيد العبسي، ومع ولديها علي ما أوردناه في الفقرة السابقة، لأنه ليس من المعقول أن يقوم قائد عسكري مثل الكاهنة بتسليم فلذات كبده إلى عدوه يربيهم علي دينه وعلى لغته وثقافته، ما لم يقع زلزال في نفسه لدرجة أن المؤرخين العرب فسروه على أنه كهانة أما عن تخريج بعض المؤرخين الغربيين ـ الذي تبنته جيزيل حليمي ـ بأنها وقعت في غرام خالد فأمر غير منطقي، لأن فارق السن كبير فخالد كان شابا، والكاهنة كان عمرها 127 سنة مثلما يذكر المؤرخون .

3 ـ لقد أورد المؤرخون قصة احتاروا في أمرها، فعندما هزمت جيش حسان وطاردته حتي طرابلس، دخلت مدينة القيروان، وتجولت في شوارعها ثم غادرتها دون أن تتعرض لا للمدينة ولا لأهلها بسوء، وهو أمر غريب ومحير هل بدأت تدرك مدى قربها وقرب قومها من هؤلاء العرب ؟ هل بدأت تقتنع بعدالة الرسالة التي حملوها معهم، وبخاصة وهي المرأة المحنكة مثلما أورد ابن خلدون : عاشت 127 سنة، وملكت 35 سنة، فأتاحت لها هذه التجربة الواسعة اكتشاف أصول قومها في العرب، فحررت ولديها من مهمة الاستمرار في محاربة العرب، بل وحثتهما علي اعتناق الإسلام، والتآخي مع العرب يتبين مما سبق أن قصتي كسيلة والكاهنة قد حرفتا من طرف المؤرخين الفرنسيين، المنظرين للاستعمار، وفلاسفة فرْنسة الجزائر، والآباء البيض مبشري الاستعمار ورواده، وتلاميذهم الجزائريين من أتباع النزعة البربرية إن موقف الكاهنة هذا يؤكد انتماء البربر والعرب إلى أرومة واحدة فقبل دخول الفرنسيين الجزائر سنة 1830 م، لم يكن في المغرب بربري واحد يقول بفصل العرب عن البربر، وباستبدال العربية بالبربرية هذه كلها حقائق تفند أكاذيب / جيزيل حليمي التي تغلبت يهوديتها على تقدميتها، التي تزعم أن لليهود الحق في المغرب العربي كما أشار لذلك الدكتور / محمد الوادي، وهي نظرية صهيونية، فهي تزعم أن الكاهنة يهودية وهي وثنية بشهادة الرواة والمؤرخين العرب ونحن لا ننكر أبدا أن الفتح الإسلامي وجد مغاربة يدينون باليهودية والمسيحية فعاملهم معاملة أهل الكتاب، لكن الكاهنة لم تكن يهودية .

(1) ابن عذاري ( أبو العباس ) : البيان المغرب في أخبار المغرب صفحة 36 ـ بيروت 1950 .
(2) المالكي ( أبو بكر ) : رياض النفوس صفحة 34 ـ القاهرة 1951 .
(3) ابن خلدون : كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والبربر ج 7 صفحة 18 ـ بيروت 1968 .

ومن المعلوم أن أول الفاتحين للجزائر هو الصحابي الجليل / عقبة بن نافع والذي يوجد ضريحة بها و / عقبة بن نافع بن عبدالقيس الأموي الفهري هو من كبار القادة العرب والفاتحين في صدر الإسلام ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 1 ق. هـ، ولا صحبة له، شهد مع عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه فتح مصر، ثم شارك معه في المعارك التي دارت في أفريقيا ( تونس حاليا )، فولاه عمرو برقة بعد فتحها، فقاد منها حركة الفتح باتجاه الغرب، فظهرت مقدرته الحربية الفائقة وحنكته وشجاعته، وعلا شأنه .

وفي خلافة / معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه ولاه أفريقية، وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فأوغل بهم في بلاد المغرب حتى أتى وادياً فأعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة وسماها القيروان أي محط الجند، ذلك أنها تعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدمة والمواغلة في المغرب العربي كما بنى بها جامعاً لا يزال حتى الآن يعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة 55 هـ عزله معاوية من ولاية أفريقية، فعاد للمشرق .

بعد وفاة معاوية وفي خلافة ابنه يزيد أعاد عقبة مرة ثانية للولاية سنة 62 هـ، فولاه المغرب، فقصد عقبة القيروان، وخرج منها بجيش كثيف فتح حصوناً ومدناً حتى وصل ساحل المحيط الأطلنطي، وتمكن من طرد البيزنطيين من مناطق واسعة من ساحل أفريقيا الشمالي .

توفي عقبة في إحدى حروبه سنة 63 هـ في مكان يعرف حتى الآن باسم سيدي عقبة بالجزائر ومن أحفاد عقبة المشهورين يوسف بن عبدالرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري القرشي أحد القادة الدهاة وعبدالرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري أمه بربرية أمير من الشجعان الدهاة . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

مشكور وما قصرت ولا هنت

حمد ع ح
24 - 08 - 2009, 22:48
مشكور وما قصرت ولا هنت

عواكيس
30 - 08 - 2009, 19:14
مشكور وما قصرت ولا هنت

مشكور وما قصرت ولا هنت