المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث التاريخي وأخلاقيات المنهج


خيَّال الغلباء
27 - 01 - 2009, 01:56
بسم الله الرحمن الرحيم

البحث التاريخي وأخلاقية المنهج :

ما أكثر الأخطاء التي يقع فيها كُتَّاب التاريخ !! ومن أخطائهم المنهجية : إهمال ( الدقائق والتفصيلات )، والاكتفاء بالوقوف أمام الأحداث الكبيرة المتوهجة ، وإصدار الأحكام تأسيسًا عليها ، والكاتب الذي يسلك مثل هذا المسلك لا يعدو - في نظري - كونه " مشاهدًا أو متفرجًا " يرى بالبصر ، ولكنه معطل البصيرة ، والبصيرة العلمية تعتمد على الاستنباط والتعمق ، وربط الأسباب بالمسببات ، والعلل بالمعلولات ، والأحداث الظاهرة الطافية على السطح بجذورها الضاربة في الأعماق .

بين القديم والحديث :

وقبل أن نعرض لمزالق أخرى يقع فيها كثير من المؤرخين وكتَبة التاريخ أجدني أمام سؤال يطرح نفسه ، مؤداه : أيُّهما أسهل تناولاً وأقل مزالق ، وأوضح سُبلاً : التاريخ القديم أم التاريخ الحديث ؟ ولعلي أكون في جانب الصواب إذا رأيت أن دراسة التاريخ القديم أسهل- إلى حد كبير - من دراسة التاريخ الحديث ، مع أن هذا الأخير أوفر مصادر ، وقد يلتقي الباحث المصادر الحية من الشهود الذين عاصروا الأحداث ، وأراني أستند في رؤيتي هذه إلى الأسباب التالية :

-1- التاريخ القديم استكمل كل ملامحه وسماته ، أو أغلبها ، ومِنْ ثَمَّ لا يعوز عهوده النضج والتكامل ، إنه أشبه ما يكون بالوجبة الناضجة الجاهزة ، أو الجسد المستعد للتشريح ، بينما التاريخ الحديث لمَّا يستكمل حلقاته ، ولمَّا تتجمع عناصره التي يتكون منها الموجود الناضج ، وقد يكون ما نجزم بأنه نتائج حاسمة لا يعدو كونه مقدمات لنتائج لم تُولد بعد .

-2- التاريخ القديم لا يثير فينا - غالبًا - حدة الانفعال لبعد عهده وجذوره الضاربة في القدم ، فالناظر إليه وفيه لا تأخذه - في الغالب - الحماسات والانفعالات الحادة ، وإن أثار التفاعل والتعاطف والاعتزاز أو الازدراء ، بينما التاريخ الحديث ما زال يرتبط بكثيرٍ جدًا من قضايانا الحساسة ، ومن ثَمَّ يصعب التخلص تجاهه من عواطفنا المتوقدة ، ويكون التجرد في دراسته وتقييمه عملاً من أشق الأعمال .

- 3- أصبحت دراسة التاريخ العربي الحديث - ابتداءً من الخمسينيات - خاضعةً للتكييف السياسي المرتبط بنزعات أيديولوجية وسياسية وحزبية عاتية ، واقترب هذا التكييف - الذي يتظاهر بالعلمية - من التزوير الذي يمحو الحسنات ، ويبرز السيئات أو العكس ، ويتغافل عن كثير من الحقائق لخدمة أهداف سياسية معينة .

- 4- من الأمثال الفرنسية " لن ترى الصورة إلا إذا كنت خارج إطارها "، وهذا يعني أن شدة الالتصاق والقُرب قد تسمح برؤية جزئية واضحة ، ولكنها تُضبِّب الرؤية الكلية الشاملة , فالمواجهة القريبة المباشرة تعطينا الصورة الواضحة للمساحة المنظورة ، ولكنها تحرمنا الرؤية الشاملة لكل الأبعاد والمنعطفات والزوايا للمرئي المنظور ، وكلما ازداد القُرب قلت المساحة المرئية ، وقد يصحب ذلك الغلط في التعريف والتقييم ، كالذي خرج لاستطلاع رؤية هلال رمضان ، وشهد بأنه يراه رأي العين ، ولم يكن ما رأى غير شعرة بيضاء سقطت من رأسه على أطراف رموش إحدى عينيه .

مزالق ذات أخطار :

والكاتب الذي يتصدى للحُكم على العصر والوقائع والشخصيات يتعرَّض - إذا لم يُرزَق روح التجرد والبصيرة النافذة - للوقوع في عدة مآزق أو مزالق كل منها خطير ومُجافٍ للتفكير المنهجي السديد ، وهي - في النهاية - تقود إلى متاهات تبعده عن الحكم الصحيح السليم ، ومن هذه المزالق :

-1- الخلط بين الأسباب الظاهرية والأسباب الحقيقية لحادثة من الحوادث أو ظاهرة من الظواهر ، فليس من اللازم أن يكون السبب الظاهري هو السبب الحقيقي ، بل قد يكون السبب الحقيقي أخفى الأسباب على الإطلاق , ومن هذا القبيل الخلط بين الأسباب الرئيسية والأسباب الثانوية للحدث أو الظاهرة .

-2- التقاط الحدث والتعامل معه معزولاً عن مجموعة الأحداث والوقائع التي ترسم ملامح الشخصية التاريخية ، وتفتح عيوننا على معطيات العصر والبيئة .

-3- الحكم على معطيات عصر وظواهره بمعايير عصر آخر ، فمن الحقائق البدهية أن لكل عصرٍ آلياته وأبعاده وعاداته وتقاليده ، ومناهجه في العيش والتفكير .

والحكم على العصر بغير معاييره نزعة تفشَّت - للأسف - مع مطلع الخمسينيات ، وتولى كبْرَ ذلك أدعياءُ التجديد ودعاةُ التحديث , ومن النماذج الصارخة لهذه النزعة ما كتبه أحدهم - وهو يفسر اختلاف وجهات النظر بين بعض المسلمين في صدر الإسلام - إذ جعل هذا الاختلاف صراعًا بين اليمين واليسار - فحكم على صحابيٍّ جليل هو " أبوذر الغفاري " بأنه كان يمثل اليسار الإسلامي أو " البلوريتاريا الإسلامية "، أما " عبدالرحمن بن عوف " فهو في نَظر الكاتب يمثل " اليمين الرأسمالي ".

- 4 - وآفةُ الآفات ألا يقرأ الباحث التاريخ نفسه بل يكتفي بالقراءة " عن التاريخ " وفرق شاسع بين مَنْ يقرأ تاريخ العصر أو الشخصية من المصادر الأصلية ، ومَنْ يكتفي ويقنع بآراء الآخرين عنهما .

وتكون الخطورة أشد وأعتى إذا ما كانت هذ الآراء لمشاهير لهم ثقلهم ومكانهم المرموق في الساحة الفكرية ؛ مما قد يستهوي الباحث ويستغويه ، فينساق إليها مُردِّدًا مسبِّحًا ، دون الرجوع إلى المصادر الأصلية ، ودون تحكيم العقل والبصيرة وهؤلاء الذين يروجون أقوال المشاهير وآراءهم في العهود والأشخاص والوقائع - اعتمادًا على شهرتهم دون تمحيص وتدقيق ، يشبههم " أرنولد توينبي " بمروجي " العملة الزائفة " همّهم الأول والأخير أن تُروّج العملة ، ولو أدَّى ذلك إلى إفلاس الاقتصاد القومي .

العُميان والفيل المظلوم :

هذه الآفات العلمية التي أصابت كثيرًا من الأقلام والمفاهيم وتلك المزالق التي يهوي إليها كثير من الدارسين وتكون حصيلتها الأحكام القاصرة الغالطة ، التي حرمت النظرة الشمولية المحيطة بكل الجوانب والأجزاء والملامح تذكِّرني بقصة قرأتُها في صغري خلاصتها أن جماعةً من العميان أحاطوا بفيل ، وشرعوا يتبارون في وصفه ، فوضع أولهم يدَه على خرطومه ، وقال " إن الفيل حيوان لا عظام فيه ، وهو يتحرك إلى أعلى وأسفل " ووصفه الأعمى الذي لمس نابه بأنه " حيوان صلب مدبب " أما الأعمى الذي أمسك برجله فقال " الفيل حيوان غليظ قائم "، وكانت هذ هي حصيلة المباراة التي ظُلِم فيها الفيل ، كما ظُلم ويُظلم التاريخ والحق والحقيقة بأقلام عاجزة عمياء .

منهج أخلاقي :

ومنهج البحث في التاريخ بخاصة يجب أن يكون منهجًا أخلاقيًا قبل كل شيء ؛ معتمدًا على الصدق في الرواية ، والصدق في التثبُّت ، والصدق في التفسير ، والصدق في التكييف ، مع توافر حسن النية في كل مرحلةٍ من المراحل .

ولا أغلو إذا قلت إن تراثنا الإسلامي قد أرسى قواعد هذا المنهج العلمي الأخلاقي في نفوس المسلمين وضمائرهم , ويشدّني ما جاء في الأثر من أنَّ رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أمسك بتلابيب رجل آخر ، وهو يقول في غضب شديد وثورة " يا رسول الله إن هذا الرجل سرق مني كذا وكذا " فرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- قائلاً :" لاَ تَقُلْ سَرَقَ ، وَلَكِنْ قُلْ أَخَذَ "، نعم لا تقل سرق ، ولكن قل أخذ ، إنها كلمات مشرقة عجيبة تكثّف في بساطة ووضوح المنهج الأخلاقي في ملء مناحي الحياة ، فمن معطيات هذه الكلمات العلوية قاعدة قانونية إنسانية ، خلاصتها : ضرورة التثبت قبل الإدانة ، فالمتَّهم برئ حتى تثبت إدانته ، والأصل هو البراءة ، ولا جريمة ولا عقوبة إلا بنص .

والعطاء الذي تمنحه هذه الكلمات يمتد حتى تصبح " منهجًا علميًا " من ملامحه التأنّي والتعمق ، والتمحيص ، والترفع على مستوى الشبهات والبُعد عن كل ما لا يطمئن إليه القلب والعقل والضمير .

واستقاءً من هذا المنهج العذب حرص أسلافنا - في كتابة التاريخ ، وتدوين الحديث النبوي - على " السند " أو " الإسناد "، أي " العنعنة " : حدثنا فلان عن فلان عن فلان ، وظهرت كتب " الجرح والتعديل "، وهي الكتب التي تبحث في أحوال الرواة والمحدثين وأخبارهم ، وتضع معايير الأخذ منهم أو رفض ما قدموا ، فتُجيز مَن يُطمأَن إلى دينه وأخلاقه وحفظه ، وترفض من يشك في يقينه وعقيدته ، أو مروءته ، أو سلوكه ، أو حافظته .

وقد تأخذ الحيطة والأناة والحذر والتثبت العلمي عند بعض السلف صورةً تدعو إلى الدهشة والإعجاب ، وفي هذا المقام يُروَى أن " أحمد بن حنبل " - رضي الله عنه - تجشَّم مشاق السفر إلى اليمن لأسابيع أو أشهر ليتحقق من صحة حديث نبوي ، فلما عثر على العالِم المحدث المطلوب رآه يضم إليه أطراف ثوبه ، ويدعو بغلته النافرة إلى طعام في حِجره ، وحِجره فارغ ، فتراجَع " أحمد بن حنبل "، ورفض أن يسأله عن الحديث الذي جاء من أجله ؛ لأنه كذِب على بغلته بإيهامها أن في حِجره طعامًا ؛ مما يشكك في مصداقيته ومروءته .

تلك هي الوجهة الأخلاقية التي يجب أن يتسم بها منهج البحث في كل العلوم ، وخصوصًا التاريخ ، حتى لا نكون أدعياءَ وعالةً على تراثنا وتاريخنا البعيد والقريب ، وحتى لا تتكرر في حياتنا قصةُ " الفيل والعميان "، وتصبح منهجًا له قواعده وكتبه ورجاله وحواريوه . أ . د / جابر قميحة . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

al-sary
27 - 01 - 2009, 10:12
جزاك الله خير يا خيال على الموضوعات الحلوة نتمنا لك التوفيق

ماجد الشماسي
27 - 01 - 2009, 14:06
جزاك الله خير بالفعل موضوع مهم يستحق القراءه

خيَّال الغلباء
28 - 01 - 2009, 06:31
أخي الكريم الفاضل / الساري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالبحث التاريخي وأخلاقيات المنهج وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك عند يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويوفقك في الدنيا والاّخرة هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

خيَّال الغلباء
30 - 01 - 2009, 21:04
أخي الكريم الفاضل الأستاذ / ماجد الشماسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالبحث التاريخي وأخلاقيات المنهج وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك عند يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويوفقك في الدنيا والاّخرة هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

صامل الميقاف
15 - 03 - 2009, 08:22
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

خيَّال الغلباء
16 - 03 - 2009, 22:46
أخي الكريم الفاضل الأستاذ / صامل الميقاف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالبحث التاريخي وأخلاقيات المنهج وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك عند يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويوفقك في الدنيا والاّخرة هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

جعد الوبر
09 - 04 - 2009, 10:49
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

خيَّال الغلباء
11 - 04 - 2009, 20:29
أخي الكريم الفاضل الأستاذ / جعد الوبر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالبحث التاريخي وأخلاقيات المنهج وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك عند يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويوفقك في الدنيا والاّخرة هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب والقصور يولي ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

lion1430
13 - 04 - 2009, 03:04
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

خيَّال الغلباء
13 - 04 - 2009, 14:19
أخي الكريم الفاضل / الأسد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالبحث التاريخي وأخلاقيات المنهج وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك عند يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويوفقك في الدنيا والاّخرة هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب والقصور يولي ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

حمد ع ح
24 - 04 - 2009, 10:40
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

خيَّال الغلباء
06 - 05 - 2009, 21:20
أخي الكريم الفاضل / حمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بالبحث التاريخي وأخلاقيات المنهج وجعل الله مرورك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك خيرا ويبيض وجهك عند يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويوفقك في الدنيا والاّخرة هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام ولا شكر على واجب والقصور يولي ومن قال ما هان والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

عواكيس
05 - 07 - 2009, 10:58
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
06 - 07 - 2009, 18:32
عواكيس جزاك الله خيراً ولا هنت

خيّال العرفا
18 - 08 - 2009, 05:43
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
19 - 08 - 2009, 07:12
خيال العرفا جزاك الله خيراً ولا هنت

حزم الجلاميد
15 - 09 - 2009, 01:24
مشكور وما قصرت ولا هنت

كليب
18 - 09 - 2009, 22:38
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
19 - 09 - 2009, 03:50
حزم الجلاميد جزاك الله خيراً ولا هنت

خيَّال الغلباء
21 - 09 - 2009, 06:24
كليب عامر جزاك الله خيراً ولا هنت

منسم الحفيات
23 - 10 - 2009, 00:16
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
26 - 10 - 2009, 14:43
منسم الحفيات جزاك الله خيراً ولا هنت

خيَّال الغلباء
11 - 11 - 2009, 13:28
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإنه مما يسر الباحث الاهتمامك بمنهج المؤرخين، وهناك كتاب قيم في هذا المجال، يُفترض ألا تخلو منه مكتبة كل باحث في التاريخ، وخاصة المهتمين بمناهج البحث التاريخي وإليكم معلومات عن الكتاب : منهج كتابة التاريخ الإسلامي : لفضيلة الدكتور / محمد بن صامل السلمي،الطبعة الثانية، 1418هـ - 1998م، دار الرسالة العلمية وتزيد عدد صفحاته عن 600 صفحة أرجو أن تجدوه، وأنا على ثقة - بعون الله - أنكم ستجدون فيه ما يسركم، ويفيدكم .

وقد كتب أحد الإخوة عن مدارس المؤرخين في التحليل والاستنتاج، ودوافعهم !!! حيث قال : التاريخ هو قصة الإنسان على الأرض وهو قصة الصراع بين الخير والشر والبحث في العبر منه هو لبه فهو تحري وجمع معلومات، وتحليلها والخروج باستنتاجات، لهذه المعلومات ولدى بعض المؤرخين خلل في المفاهيم لهذه النتائج فهو يرى أن الحاضر أفضل من الماضي، وأن المستقبل يجب أن يفوق الحاضر !! وسبب الخلل من فلسفته التاريخية أو نظرته للمعطيات المادية فقط وهذه نظرة أحادية إن لم نقل انحراف عن الغاية العظمى التي خلق من أجلها الجن والإنس !! وهي ( عبادة الله وحده ) فبتحققها على الوجه المراد فإن كل نعيم دنيوي مادي أو أخروي غيبي متحقق لا محالة تبعا، اقرأ إن شئت : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لو توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام وحديث ما تقرب إلي عبدي بأحب مما افترضته عليه ثم يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ... الخ، فما ذا تساوي المنجزات التقنية الحديثة التي يتفاخر بها المعاصرون مع هذا لفضل الرباني الذي حباه لأوليائه من رسله وتابعيهم وهو متحقق لمن سار على نهج خاتمهم عليه الصلاة والسلام إلى يوم الدين قال تعالى : ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) والنعيم الأخروي مجموع في قوله تعالى : ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) أي في الجنة أما الخطأ في هذه النظرة الشاملة لجميع المعطيات فإن الماضي كان فيه ارتباط السماء بالأرض، بالوحي على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وخاتمهم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فلا وجه للمقارنة فضلا عن الأفضلية لأنه لن يتساوى في الفضل أمم كانت فيهم الرسل والحواريون والصديقون بمن سواهم ومدارس المؤرخين في التحليل والاستنتاج، ودوافعهم :-

1- دوافع عقدية
2- دوافع نفسية

وهما مكملتان لبعضهما البعض فالأولى قطب الرحى لجميع التصورات والاستنتاجات, والثانية هي المحرك والقوة الدافعة لذلك ومن هاتين المدرستين تزخر مؤلفات اليوم بذلك مع تفاوت ملحوظ قربا وبعدا من طرفي الوسط وقد قال أهل العلم : ( إن أهل العدل يذكرون مالهم وما عليهم بكل حيادية وتجرد وقليل ما هم، وأن أهل الهوى والعياذ بالله يذكرون ما لهم ويكتمون ما عليهم ) وصاحب الهوى ليس سويا لأن العدل قامت به السماوات والأرض وما كان خلافه فلا خير فيه .

الهوى من سمات الجاهلية السلوكية, والجاهلية ظهر مفهومها بعد ظهور الإسلام وقد وردت في الوحيين ولها معنيان في اللغة ( إما عدم العلم، وإما السفه والطيش ) وفي المفهوم التاريخي تطلق على أحوال العرب حتى بداية البعثة النبوية الشريفة قال صلى الله عليه وسلم : ( الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) فهي هنا مباينة للإسلام فكل فعل خالف تعاليم الدين فهو من أعمال الجاهلية بمعنى ( السفه والطيش ) أي ليس فقها وفهما على تعاليم الوحيين وحينما يشوب تصرفات المسلم شيئا مخالفا للتعاليم ففيه من الجاهلية ( السفه والطيش ) بقدر الشائبة فذلك الرجل من الصحابة رضوان الله عليهم جميعا عندما عاب الآخر بقوله يا ابن السوداء !!! قال له صلى الله عليه وسلم : ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) !!! وعندما اختصم المهاجرون والأنصار، وتنادى كل منهما بمسماه ( يال الأنصار وقال الآخرون يال المهاجرة ) قال لهم صلى الله عليه وسلم : ( أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم ) !!! مع أن كلمة أنصاري، مهاجري من استخدامات الاسلام وفي كل منهما منقبة ولكن استعمالهما بطريقة الحمية الجاهلية أفسدهما في هذا الاستعمال الجاهلي، ففقه الإسلام انصر أخاك ظالما أو مظلوما معلوم في الأول بمنعه من الظلم لا بإعانته عليه !!! ( بتصرف من كتابي مدخل إلى تاريخ التربية الاسلامية، للدكتور / مصطفى محمد متولي وكتاب إقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم تحقيق العقل ) هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

منسم الحفيات
11 - 11 - 2009, 22:35
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
12 - 11 - 2009, 00:27
منسم الحفيات جزاك الله خيراً ولا هنت

مخايل الغربي
12 - 11 - 2009, 02:11
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
12 - 11 - 2009, 12:51
مخايل الغربي جزاك الله خيراً ولا هنت

وطبان
12 - 11 - 2009, 21:13
مشكور وما قصرت ولا هنت

lion1430
12 - 11 - 2009, 23:22
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
13 - 11 - 2009, 23:14
وطبان جزاك الله خيراً ولا هنت

خيَّال الغلباء
16 - 11 - 2009, 14:24
الأسد جزاك الله خيراً ولا هنت