محمد العرفج
31 - 01 - 2009, 12:40
لعل من المضحك والمحزن في آن واحد هو أن البيتين اللذين وضعتهما لجنة التحكيم دعاية لمسابقة (شاعر المليون) ينقصهما الوزن! خصوصاً أنهما – أي البيتين- على وزن الطرق الهلالي القصير الذي لايعرف وزنه في الخليج سوى ثلاثة شعراء ، أحدهم توفي وهو ناصر بن مهدي الدوسري –رحمه الله – من قطر، والآخر تطوّع وهو مسلّم البحيري من الكويت ، والثالث اعتكف وهو فاضل الغشم من السعودية .
ولأنني علمت بكسر البيتين أخذتهما إلى الأخير ، فرفض أن يعطي رأيه بهما ، بحجة أنني فقيه في البحر الهلالي وأسراره . فإذا كانت دعايتهم هي بيتان مكسوران فكيف يقيمون الشعر الجيد من الرديء؟
إن أي لجنة تحكيم يجب أن تكون ذات علم وخبرة في المحكوم به وبأنظمته ولوائحه . وفي مجال الشعر النبطي يجب أن تكون اللجنة عليمة وخبيرة بالأوزان ، بمعرفة الترنيم النبطي والحميني والحوراني والألحان البدوية والدنيّة ، كاللويحاني واللعبوني والحميداني والسواحلي ، لا بالعروض وحده ، وفي علم القوافي كعلم الروي ، ومعرفة عيوب القافية كالإجازة وغيرها مااختص بها علم العروض والقافية اللذان وضعهما كاملين الخليل بن أحمد الفراهيدي –رحمه الله- والبلاغة بأنواها كعلم البديع بفصوله ، كالإقتباس والتضمين والطباق والجناس والتورية .
ومايلاحظ على لجنة التحكيم في برنامج شاعر المليون الذي تنظمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في مهرجانها للشعر النبطي ، أنها لم توفق في الاختيار ، إذ إنها اختارت مثلاً علي المسعودي ، ومانعرفه عن المسعودي أنه شاب مثقف وخلوق ، لكنه لا يعرف في الشعر والأوزان وليس لديه إحساس شاعر .
وكذلك تركي المريخي الذي ليس لديه أي ثقافة على الأقل في مجال أوزان الشعر ، إذ عرف أنه يحمل الجهل المركب في هذا المضمار ، ولم يرصد في مسيرته كلها سوى اربع قصائد فقط!
إن أحد المتسابقين مثل الشاعر فيصل اليامي لهو أفضل من أعضاء لجنة التحكيم ، إذ إن اليامي شاعر جيد على الأقل يجيد معظم أوزان الشعر النبطي ، في حين أن أعضاء اللجنة لايميزون مابين طرق السامري ولحن العرضة ، وحكمت اللجنة بإخراجه من المسابقة!
إذن كيف تكون هذه لجنة تحكيم؟ علماً بأن الدكتوراه في مجال الأدب لا تعلّم الترنيم النبطي ، فالشعر النبطي فن قائم بحد ذاته على إيقاعات وترانيم ، فكيف تقوّم تلك اللجنة القصيدة الموزونة من غيرها ؟
فإذا أتى شاعر من بوادي بلاد الشام ونجد واليمن ، وألقى قصيدته على البحر الهلالي ، فهل تعرف لجنة التحكيم أن قصيدته موزونة أم لا؟ أو حينما يأتي شاعر من سواحل عمان أو سواحل اليمن ، ويلقي قصيدته على تقاطيع الألحان الساحلية أو ألحان المسدوس أو المثمون أو النشيدة ، فهل تعرف لجنة التحكيم هذه الألحان؟ أو أتى شاعر من منطقة (حتّا) الإماراتية ، أو من (ظفار) أو (جدّة الحراسيس) في عمان ، أو من (عسير) في السعودية ، وقام بوضع بعض الأشكال البديعية كالجناس أو الطباق أو بعض العلوم كعلم التعمية ، فهل تعرف اللجنة تلك العلوم واستخراج أسرار الحروف النارية والترابية والمائية والهوائية ، وأنواعاً أخرى من الشعر كالشعر الريحاني والدرسعي والأبجدي؟ وحين يستمعون إلى القصيدة كيف سيكون تقويمهم لها ، وهم لا يملكون حتى العلم بأوزان القصائد النبطية في بلدانهم؟ وإنما يعرفون جملة واحدة هي (صح لسانك) ويرددونها خلف الشاعر والشويعر!
محمد عبدالعزيز العرفج
جريدة الحياة اللندنية
ولأنني علمت بكسر البيتين أخذتهما إلى الأخير ، فرفض أن يعطي رأيه بهما ، بحجة أنني فقيه في البحر الهلالي وأسراره . فإذا كانت دعايتهم هي بيتان مكسوران فكيف يقيمون الشعر الجيد من الرديء؟
إن أي لجنة تحكيم يجب أن تكون ذات علم وخبرة في المحكوم به وبأنظمته ولوائحه . وفي مجال الشعر النبطي يجب أن تكون اللجنة عليمة وخبيرة بالأوزان ، بمعرفة الترنيم النبطي والحميني والحوراني والألحان البدوية والدنيّة ، كاللويحاني واللعبوني والحميداني والسواحلي ، لا بالعروض وحده ، وفي علم القوافي كعلم الروي ، ومعرفة عيوب القافية كالإجازة وغيرها مااختص بها علم العروض والقافية اللذان وضعهما كاملين الخليل بن أحمد الفراهيدي –رحمه الله- والبلاغة بأنواها كعلم البديع بفصوله ، كالإقتباس والتضمين والطباق والجناس والتورية .
ومايلاحظ على لجنة التحكيم في برنامج شاعر المليون الذي تنظمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في مهرجانها للشعر النبطي ، أنها لم توفق في الاختيار ، إذ إنها اختارت مثلاً علي المسعودي ، ومانعرفه عن المسعودي أنه شاب مثقف وخلوق ، لكنه لا يعرف في الشعر والأوزان وليس لديه إحساس شاعر .
وكذلك تركي المريخي الذي ليس لديه أي ثقافة على الأقل في مجال أوزان الشعر ، إذ عرف أنه يحمل الجهل المركب في هذا المضمار ، ولم يرصد في مسيرته كلها سوى اربع قصائد فقط!
إن أحد المتسابقين مثل الشاعر فيصل اليامي لهو أفضل من أعضاء لجنة التحكيم ، إذ إن اليامي شاعر جيد على الأقل يجيد معظم أوزان الشعر النبطي ، في حين أن أعضاء اللجنة لايميزون مابين طرق السامري ولحن العرضة ، وحكمت اللجنة بإخراجه من المسابقة!
إذن كيف تكون هذه لجنة تحكيم؟ علماً بأن الدكتوراه في مجال الأدب لا تعلّم الترنيم النبطي ، فالشعر النبطي فن قائم بحد ذاته على إيقاعات وترانيم ، فكيف تقوّم تلك اللجنة القصيدة الموزونة من غيرها ؟
فإذا أتى شاعر من بوادي بلاد الشام ونجد واليمن ، وألقى قصيدته على البحر الهلالي ، فهل تعرف لجنة التحكيم أن قصيدته موزونة أم لا؟ أو حينما يأتي شاعر من سواحل عمان أو سواحل اليمن ، ويلقي قصيدته على تقاطيع الألحان الساحلية أو ألحان المسدوس أو المثمون أو النشيدة ، فهل تعرف لجنة التحكيم هذه الألحان؟ أو أتى شاعر من منطقة (حتّا) الإماراتية ، أو من (ظفار) أو (جدّة الحراسيس) في عمان ، أو من (عسير) في السعودية ، وقام بوضع بعض الأشكال البديعية كالجناس أو الطباق أو بعض العلوم كعلم التعمية ، فهل تعرف اللجنة تلك العلوم واستخراج أسرار الحروف النارية والترابية والمائية والهوائية ، وأنواعاً أخرى من الشعر كالشعر الريحاني والدرسعي والأبجدي؟ وحين يستمعون إلى القصيدة كيف سيكون تقويمهم لها ، وهم لا يملكون حتى العلم بأوزان القصائد النبطية في بلدانهم؟ وإنما يعرفون جملة واحدة هي (صح لسانك) ويرددونها خلف الشاعر والشويعر!
محمد عبدالعزيز العرفج
جريدة الحياة اللندنية