خيَّال الغلباء
31 - 01 - 2009, 23:39
بسم الله الرحمن الرحيم
إطلال تاريخية : الحج في الرياض قديماً الاستعداد والأماكن وأسماء القوافل !!
المحرر :-
كتب الله عز وجل الحج على كل مسلم . وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة . قال تعالى : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ". ولذلك سار المسلمون إلى مكة من كافة أرجاء المعمورة طلباً للثواب من رب الأرباب .
http://www.alriyadh.com/2008/12/26/img/312891.jpg
ولا شك أن كثيراً من المصاعب تكتنف الحاج في طريقه إلى هذه المنطقة لعل من أهمها توفر الأمن وهو الهاجس الأكبر لدى الحجاج . ويليه الزاد والمؤن اللازمة من الشراب والطعام .
وبعد قيام الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ وما تلاها حتى عصرنا الحاضر يسر الله عز وجل هذا الركن بتوفر هذا الأساس وهو الأمن .
وقبل قيام الدولة السعودية كانت الهواجس والمصاعب مؤرقة في هذا الجانب فمن ينظر للمصادر والوثائق يجد الكم الهائل من الأخبار والحوادث في هذا الجانب .
( قوافل الحج المارة بالعارض من خلال وثيقة عثمانية أشارت إلى جد الأسرة السعودية وشيخ الدرعية سنه 981هـ / 1573م، لكاتبه )
وقد كان لكل بلد من بلاد الجزيرة العربية طريقة في إعداد العدة والإنطلاق إلى مكة المكرمة وبلاد الحجاز في مواسم الحج .
وتشترك كثير من الصفات الجامعة للإعداد لهذه الرحلة وخصوصاً البلاد النجدية . وفي هذه الإطلالة نستعرض الحديث عن طريقة أهالي الرياض في إنطلاقهم لمكة المكرمة وخصوصاً في مواسم الحج .
فقد جرت العادة منذ القدم في الرياض للانطلاق إلى مكة عبر قافلتين رئيستين الأولى : القافلة الكبيرة أو القوافل الأميرية التي يكون على رأسها الأمير أو الحاكم ومن وقف على كثير من التواريخ النجدية والحجازية وغيرهما وجد هؤلاء الأمراء ينضم إليهم الناس للإنطلاق إلى مكة ويكون معهم العدة اللازمة والأدلاء والمختصين . فمثلاً نجد في القرن الثامن الهجري وتحديداً عام 732 هـ زيارة ابن بطوطة للرياض ( حجر اليمامة ) ثم أداءه لمناسك الحج عبر قافلة تقله مع الأمير / طفيل بن غانم وهو رئيس الحج ومثله في القرن التاسع انضمام الناس إلى قوافل الحج لأمراء الأحساء كالأمير / أجود بن زامل الجبري . وفي القرن العاشر الهجري نجد أن جد الأسرة السعودية اليوم وهو / إبراهيم بن موسى بن مانع المريدي الدرعي الحنفي هو الذي كان يقوم بحماية الحجاج والقوافل العابرين إلى مكة من بلاد العارض عام 981 هـ . وقبلها أيضاً عام 980هـ كما أوردت ذلك الوثائق العثمانية ( قوافل الحج من خلال وثيقة عثمانية أشارت إلى جد الأسرة السعودية وشيخ الدرعية عام 981هـ / 1573م ) وصولاً إلى عهد إمارة الدولة السعودية الإمام / سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود ثم أفراد هذا البيت وصولاً إلى موحد هذه البلاد / عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل قدس الله روحه .
وقد أشار العلامة ومفتي نجد الشيخ / عبدالله بن محمد بن ذهلان المتوفى في الرياض عام 1099 هـ عن ما يدفعه الحجاج للجند الذين يحمون قوافل الحج بالقول " والذي ظهر لنا ما يدفعه للجند أنه مباح لأنه مصلحة الحاج ولولا الجند لم يقدروا على الحج " الفواكه العديدة في المسائل المفيدة للفقيه الشيخ / أحمد المنقور المتوفى عام 1125 هـ : 170 / 1 . ووقفت على نص آخر باختلاف يسير عن سابقه منقول عن الشيخ ابن ذهلان بواسطة تلميذه العلامة / محمد بن ربيعة العوسجي رحمه الله ( ت 1158هـ )
والقسم الثاني من أنواع القوافل هو القوافل التجارية ويمكن إدراجها تحت إطارين .
الأول : ما يقوم به صاحب الحملة التجارية بنفسه من إيصال الحجاج إلى البقاع المقدسة . وذلك بمقابل مال يدفعه الحاج ومكفول له إيصاله إلى مكة شاملة الأجرة من النقل والطعام والمؤن أو حسب الإتفاق المبرم بينهما في الأمرين الأخيرين . وتسمى ما يدفع له " كروة " أي أجرة . ويستعين صاحب الحملة بالأدلاء والعارفين للطريق .
الثاني : الرفقه . وهي ما تسمى " الخبر " والخبرة هم مجموعة أو جماعة من الناس ثلاثة أو أربعة أو أكثر ويشتركون فيما يحتاجه المسافر من طعام أو شراب فيكون مطبخهم واحدأً ومأكلهم واحداً ويقتسمون نفقة ذلك موزعاً عليهم .
( كلمات قضت، تأليف / محمد بن ناصر العبودي، 221 / 1 دارة الملك عبدالعزيز )
ويوفر هؤلاء الخبر المواد اللازمة للرحلة من الطعام من البر والتمر والجريش والأرز فيما بعد والشراب والمراكب والخيام والإبل والأغراض اللازمة من قرب المياه والمزاود والخرج لوضع المتعلقات الشخصية . كما يعمل للنساء الرداء أو الستر أو المحامل التي تجلس فيها المرأة وتوضع عليها قوائم ساترة حتى لا يراها الرجال . ويكونون حاجين من محارمهم . ويردد أهل الرياض أو أهالي العارض ونجد مثلاً مشهوراً وهو " كل زهابة على جنب بعيرة ". كناية عن جلب الحاج حاجاته الشخصية معه .
ويرافق الرَفقء أيضاً أشخاص يطلق عليهم : " خوي الجنب " وهو يسير مع القافلة ويدفع مصاريف الغذاء والأكل وهو على مطيته أو راحلته .
كيفية انطلاق الرحلة من الرياض :-
يتفق صاحب الحملة مع الحجاج على الإنطلاق بوقت محدد فيضرب لهم موعداً في الجهة تلك . فمثلاُ ينطلق بعض الحجاج من تجمع في بلدة معكال بقرب مقبرتها الحالية اليوم . جنوب المحكمة الكبرى اليوم . ويتفق البعض خصوصاً أهل الخبر داخل أسوار الرياض أن يكون الإنطلاق من محلة دخنه . والبعض الآخر ينطلق بقرب الجهة الغربية من سور الرياض في محلة سلام التي تقوم عليها اليوم الحديقة المشهورة . ويجتمع بعض أقسامهم على أن يكون ملتقى الاجتماع جهة الرياض الغربية الجنوبية غرب وادي نمار . المؤدي إلى جهة ديراب .
وفي فترة الإمام / فيصل بن تركي كان مجمع انطلاق بعض قوافل الحج لأهالي الرياض من مكان الشمسية . بقرب المربع حالياً أو بقرب وزارة الصحة حاليا أو بقرب محلة سلام والتي هي اليوم أحد أشهر الحدائق في مدينة الرياض .
الاستعانة بالأدلاء :-
أشرنا إلى أن صاحب الحملة يقوم بالاستعانة بالأدلاء ( جمع دليل ) وهو العارف بالطرق وعلاماتها ويستطيع تحديد الطريق بالنجوم أو القمر والجدي وسهيل والثريا ومعرفة الإتجاه والزمن وقد يتخذ من هذا الدليل إحدى الذرائع لاتقاء شر قطاع الطرق خصوصاً ما قبل فترة توحيد البلاد .
طرق الخروج من المدينة : هناك طريقان بعد الخروج منها يسلكها الحاج في الإتجاه الغربي .
الطريق الأول : طريق القدية .
أشار الهمداني والأصفهاني وياقوت الحموي في معجم البلدان إلى الطرق الخارجة من حجر اليمامة منذ العصور الجاهلية حتى العصور الإسلامية ( بلاد العرب للأصفهاني، ص 361 . الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 343 ) ولم تزل هذه الأماكن هي حتى اليوم الطرق الرئيسة المغادرة من الرياض لبلاد الحجاز .
وهذا الطريق هو يقع غرب مدينة الرياض . وهو طريق مهم للمغادر من حجر اليمامة أو الرياض حالياً . وقبل النزول مع هذا الطريق يترك على ميمنته وميسرته شعاب وادي حنيفة المشهورة شعيب " لبن " ونمار .
وهو الذي عناه الشاعر / عمرو بن كلثوم التغلبي بعدما أتى يريد غزو حجر اليمامة فأسرته بنو حنيفة ثم أطلقته . وفي ذلك قوله :-
فأعرضت اليمامة واشمخرت
= كأسياف بأيدي مصلتينا
ويسمى في بعض المصادر العثمانية الجبل الأبيض . والذي أعلاه تقع بلدة العارض وقراها ( قوافل الحج المارة بالعارض، ص 42 )
كما سلك هذا الطريق القوافل المتجهة من بلدة الأحساء إلى بلاد الحجاز وكتب عنها كثير من الرحالة .
http://www.alriyadh.com/2008/12/26/img/312889.jpg
وطريق القدية القديم لا تزال بعض آثاره القديمة بادية عليه اليوم فإن النازل يجدها على ميسرته وهي أرصفة حجرية وضعت لترميم هذا المكان وصعود الدواب والناس . وآخر ما تم ترميمه في عهد الملك / عبدالعزيز وذلك في عام 1355هـ تقريباً وأشرف عليه الشيخ / عبدالعزيز بن حسن من أهالي الرياض عن أمر الملك / عبدالعزيز . ويشاهد المرء قبل بدء النزول آثار ودوائر حجرية تقدر أعمارها بأكثر من ثلاثة اّلاف عام لا تزال إلى اليوم وقد خرجت مع شيخنا / إبراهيم بن عثمان - رحمه الله - والباحث الأثري المعني بآثار الرياض والمملكة الأستاذ / محمد الحمود الصنداح وفقه الله . وذلك قبل عشر سنوات تقريباً .
الطريق الثاني : ديراب .
ويطلق علية البعض " أديراب " ولا يعرف ذلك الإشتقاق .
ويتجه السالك له عبر المرور بشعيب يقال له نمار . وهو اليوم أحد المحلات المشهورة للسكن في الرياض . وكان الأعشى المنفوحي قد أشار له في شعره بالقول :-
قالوا نمار فبطن الخال جادهما
= فالعسجدية فالأبلاء فالرجل
ويصب هذا الشعيب في وادي حنيفة اليوم . وتنتشر بين جوانبه المذيلات والحصون والأبراج التي تزال كل يوم للأسف الشديد ولا مجيب !!.
وهذا الطريق يسمى منذ القدم بطريق السقطة أو " سقطة آل أًبيَ " وذكره ياقوت بأنه عارض اليمامة ( معجم البلدان : 227 / 3 )
أو جيفان السقطة فيما بعد . وهو بقرب النازل إلى وادي " لحا ".
وقد أُصلح هذا الطريق في عهد الملك / فيصل ثم وسع الطريق في عهد الملك / فهد رحمهما الله تعالى .
وبعد أن ينزل القوافل من هذين الطريقين يأخذون طريقا يسمى الغزيز يحاذي بلدة ضرما والمزاحمية ثم يتجهون إلى قذلة فالقويعية وصولاً إلى عشيرة . وقد يأخذ البعض طريقاً آخر فيمر على الشعراء فالدوادمي فالقاعية وهكذا .
( وهذا الطريق وصفه بالتفصيل الأصفهاني في كتابه بلاد العرب، 361 وما بعدها )
وبعد قدوم السيارات في عهد الملك / عبدالعزيز ودخولها للرياض في أوائل الأربعينيات الهجرية اتجه الملك / عبدالعزيز في تلك السنة بصحبة والده الإمام / عبدالرحمن الفيصل رحمهما الله إلى الحجاز . وأشارت بعض المؤلفات والصحف لتلك المسيرة حيث نشرت في جريدة أم القرى في عام 1343ه - 1346ه ودونها / يوسف ياسين . وطبعت تحت عنوان الرحلة الملكية وصدرت طبعتها الثانية عن دارة الملك عبدالعزيز في عام 1419هـ .
واستمرت القوافل لكن أصبحت قوافل السيارات بدل الإبل في تلك الفترة فكانت السيارات في الستينيات الهجرية من القرن الماضي تقطع المسافة بين الرياض وصولا إلى بلاد الحجاز لمدة ثلاثة أيام وربما أكثر حسب وعورة الطريق أو سهولته حيث تتعرض بعض السيارات للأعطال .
وكانت الأجرة من مائة ريال حتى الثلاث مائة ريال ويقوم صاحب السيارة بأخذ هؤلاء الحجاج في سيارة تسمى " لوري " وتكون من طابقين الأعلى للرجال ويتخذ النساء الطابق الأسفل . وهذه السيارات تأخذ الركب من مواقع معينة فمثلاً في محلة دخنة أو داخل أسوار الرياض لتنطلق إلى مكة . ثم أضيفت إلى السيارات وسيلة النقل في الطائرة وها نحن ننتظر وسيلة القطار خلال هذه السنوات بحوله تعالى .
أشهر أصحاب الحملات والقوافل في الرياض .
اشتهرت الحملات التالية منذ مطلع القرن الرابع عشر قبل عصر السيارات ومنها :-
1- حملة صالح بن هديان .
2- حملة بدينان " البدنه ".
3- حملة علي بن عاصم ( من أهل الظهيرة )
4- حملة عمر بن بكر ( تنطلق من قرب مقبرة معكال )
5- حملة فراج ( من أهل الحريق )
6- حملة الكثيري .
7- حملة الشيخ / صالح الدخيّل ( توفي قبل سنوات قليلة . ومنه رحمه الله أفدت من بعض المعلومات . مع بعض التسجيلات الخاصة )
وقد كان أصحاب هذه الحملات يحظون بمكانة اجتماعية طيبة وباحترام وتقدير من قبل مجتمع الرياض .
الحج من خلال الوثائق الأسرية :-
أشارت أعداد كبير من الوثائق الأسرية المدونة إلى تأدية فريضة الحج بطريق مباشر أو غير مباشر . فقد يشير الموصي بالوصية لتأدية الحج عنه . وبعض الوثائق تشير إلى منح أحد أفراد الأسرة مبلغاً من المال لإكمال هذا النسك . وفي البعض الآخر يقوم بعض الأفراد ببيع بعض أملاكه الزراعية أو الخاصة لتأمين مصاريف الحج .
من فوائد الطريق والمسير للحج :-
ينطلق في هذه القوافل عدد من الأفراد والأسر والمجموعات وقد يكون فيها طالب علم . ومعه بعض المؤلفات والكتب وقد يمر على منطقه من المناطق أو بلدة من البلدات في الطريق أو على بعض أهل البادية فيستشيرون ويسألون عن أمور الشريعة أو العبادات أو إمضاء بيوع أو شهادات أو كتابة وتوثيق عقود الأنكحة .
ومن الطرائف التي حدثني بها الشيخ المعمر / عبدالعزيز الدخيّل رحمه الله أنه في أوائل الأربعينيات الهجرية من القرن الماضي كانت قافلته تضم الشيخ / عبدالرحمن بن محمد بن عساكر " ت 1380هـ " وهو أحد أشهر كتاب الوثائق في الرياض وتلقى العلم عن الشيخ / عبدالله بن عبداللطيف رحم الله الجميع بالقول بينما نحن نقطع منطقة نجد بقرب الدوادمي قدم إلينا ونحن في مسيرة القافلة رجال من البادية يريدون كتابة عقد للزواج . فسألوا عن شيخ تحمله القافلة لتدوين ذلك فأشرنا إلى الشيخ ابن عساكر فأتوا إليه فرفض في أول الأمر وبعد إصرارهم طلب منهم شهود فأتوا بهم فتم كتابة العقد لهم . ففرح هؤلاء بذلك فقاموا بذبح أحد الخراف تكريماً للشيخ ففرحنا بذلك فرحاً كبيراً كوننا لا يدخل بطوننا من الأكل إلا الشيء القليل .
ومن الفوائد العلمية لقاء بعض العلماء في الطريق فتحدث المناقشة والإفادة خلافاً لما هو في المشعر الحرام في مكة من لقاء العلماء والناس فيما بينهم والإفادة من ذلك والتي يتجه بعض العلماء النجديين وأهل الرياض للاتجاه إلى بلاد الشام ومصر بعد الفراغ من موسم الحج كما حصل مع العلامة الشيخ / زامل بن سلطان بن موسى الخطيب أو العلامة الفقيه الشيخ / عثمان بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن قائد في القرن الحادي عشر الهجري في اتجاههم لمصر مع القوافل المتجهة إلى تلك البلاد .
كما تأتي الإفادة من انتقال بعض الأفراد إلى هذه القوافل في السير من الرياض أو الرجوع بالتحاق بعض الأفراد والأسر للعيش والسكن في هذه المنطقة .
ومن الفوائد العناية بكتابة مذكرات الحج والإشارة إلى بعض الأماكن وتدوينها والحديث عن الرحلة ويحصل البعض على مؤلفات أوكتب مخطوطة عند سيره لأداء هذه الفريضة فمثلاً أنطلق الشيخ / محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن اّل الشيخ " ت 1367هـ " مع الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ " ت 1389هـ " حجاجاً فعندما وصلوا بلدة البرة وكانت هناك بلدة أقصر منها طلب الشيخ / محمد بن عبداللطيف من أحد الرجال لشراء كتاب مخطوط وهو كتاب التمهيد لابن عبد البر . فقال الشيخ / محمد بن إبراهيم يا عم : مهدت الطريق لأجل التمهيد فاستحسن منه هذه البديعة .
( علماء نجد خلال ثمانية قرون للشيخ البسام : 135 / 6 ) قلت وهذا الكتاب مع غيره من النوادر نقلت إلى مكتبة الإفتاء السعودية والمحفوظة اليوم في مكتبة الملك فهد الوطنية .
وخلاصة القول : إن السبل لم تكن ميسرة وسهلة في الماضي لبلوغ الحج بينما هي اليوم بخلاف ذلك فلله الحمد والفضل وبالشكر تدوم النعم . كتبه / راشد بن محمد بن عساكر . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
إطلال تاريخية : الحج في الرياض قديماً الاستعداد والأماكن وأسماء القوافل !!
المحرر :-
كتب الله عز وجل الحج على كل مسلم . وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة . قال تعالى : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ". ولذلك سار المسلمون إلى مكة من كافة أرجاء المعمورة طلباً للثواب من رب الأرباب .
http://www.alriyadh.com/2008/12/26/img/312891.jpg
ولا شك أن كثيراً من المصاعب تكتنف الحاج في طريقه إلى هذه المنطقة لعل من أهمها توفر الأمن وهو الهاجس الأكبر لدى الحجاج . ويليه الزاد والمؤن اللازمة من الشراب والطعام .
وبعد قيام الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ وما تلاها حتى عصرنا الحاضر يسر الله عز وجل هذا الركن بتوفر هذا الأساس وهو الأمن .
وقبل قيام الدولة السعودية كانت الهواجس والمصاعب مؤرقة في هذا الجانب فمن ينظر للمصادر والوثائق يجد الكم الهائل من الأخبار والحوادث في هذا الجانب .
( قوافل الحج المارة بالعارض من خلال وثيقة عثمانية أشارت إلى جد الأسرة السعودية وشيخ الدرعية سنه 981هـ / 1573م، لكاتبه )
وقد كان لكل بلد من بلاد الجزيرة العربية طريقة في إعداد العدة والإنطلاق إلى مكة المكرمة وبلاد الحجاز في مواسم الحج .
وتشترك كثير من الصفات الجامعة للإعداد لهذه الرحلة وخصوصاً البلاد النجدية . وفي هذه الإطلالة نستعرض الحديث عن طريقة أهالي الرياض في إنطلاقهم لمكة المكرمة وخصوصاً في مواسم الحج .
فقد جرت العادة منذ القدم في الرياض للانطلاق إلى مكة عبر قافلتين رئيستين الأولى : القافلة الكبيرة أو القوافل الأميرية التي يكون على رأسها الأمير أو الحاكم ومن وقف على كثير من التواريخ النجدية والحجازية وغيرهما وجد هؤلاء الأمراء ينضم إليهم الناس للإنطلاق إلى مكة ويكون معهم العدة اللازمة والأدلاء والمختصين . فمثلاً نجد في القرن الثامن الهجري وتحديداً عام 732 هـ زيارة ابن بطوطة للرياض ( حجر اليمامة ) ثم أداءه لمناسك الحج عبر قافلة تقله مع الأمير / طفيل بن غانم وهو رئيس الحج ومثله في القرن التاسع انضمام الناس إلى قوافل الحج لأمراء الأحساء كالأمير / أجود بن زامل الجبري . وفي القرن العاشر الهجري نجد أن جد الأسرة السعودية اليوم وهو / إبراهيم بن موسى بن مانع المريدي الدرعي الحنفي هو الذي كان يقوم بحماية الحجاج والقوافل العابرين إلى مكة من بلاد العارض عام 981 هـ . وقبلها أيضاً عام 980هـ كما أوردت ذلك الوثائق العثمانية ( قوافل الحج من خلال وثيقة عثمانية أشارت إلى جد الأسرة السعودية وشيخ الدرعية عام 981هـ / 1573م ) وصولاً إلى عهد إمارة الدولة السعودية الإمام / سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود ثم أفراد هذا البيت وصولاً إلى موحد هذه البلاد / عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل قدس الله روحه .
وقد أشار العلامة ومفتي نجد الشيخ / عبدالله بن محمد بن ذهلان المتوفى في الرياض عام 1099 هـ عن ما يدفعه الحجاج للجند الذين يحمون قوافل الحج بالقول " والذي ظهر لنا ما يدفعه للجند أنه مباح لأنه مصلحة الحاج ولولا الجند لم يقدروا على الحج " الفواكه العديدة في المسائل المفيدة للفقيه الشيخ / أحمد المنقور المتوفى عام 1125 هـ : 170 / 1 . ووقفت على نص آخر باختلاف يسير عن سابقه منقول عن الشيخ ابن ذهلان بواسطة تلميذه العلامة / محمد بن ربيعة العوسجي رحمه الله ( ت 1158هـ )
والقسم الثاني من أنواع القوافل هو القوافل التجارية ويمكن إدراجها تحت إطارين .
الأول : ما يقوم به صاحب الحملة التجارية بنفسه من إيصال الحجاج إلى البقاع المقدسة . وذلك بمقابل مال يدفعه الحاج ومكفول له إيصاله إلى مكة شاملة الأجرة من النقل والطعام والمؤن أو حسب الإتفاق المبرم بينهما في الأمرين الأخيرين . وتسمى ما يدفع له " كروة " أي أجرة . ويستعين صاحب الحملة بالأدلاء والعارفين للطريق .
الثاني : الرفقه . وهي ما تسمى " الخبر " والخبرة هم مجموعة أو جماعة من الناس ثلاثة أو أربعة أو أكثر ويشتركون فيما يحتاجه المسافر من طعام أو شراب فيكون مطبخهم واحدأً ومأكلهم واحداً ويقتسمون نفقة ذلك موزعاً عليهم .
( كلمات قضت، تأليف / محمد بن ناصر العبودي، 221 / 1 دارة الملك عبدالعزيز )
ويوفر هؤلاء الخبر المواد اللازمة للرحلة من الطعام من البر والتمر والجريش والأرز فيما بعد والشراب والمراكب والخيام والإبل والأغراض اللازمة من قرب المياه والمزاود والخرج لوضع المتعلقات الشخصية . كما يعمل للنساء الرداء أو الستر أو المحامل التي تجلس فيها المرأة وتوضع عليها قوائم ساترة حتى لا يراها الرجال . ويكونون حاجين من محارمهم . ويردد أهل الرياض أو أهالي العارض ونجد مثلاً مشهوراً وهو " كل زهابة على جنب بعيرة ". كناية عن جلب الحاج حاجاته الشخصية معه .
ويرافق الرَفقء أيضاً أشخاص يطلق عليهم : " خوي الجنب " وهو يسير مع القافلة ويدفع مصاريف الغذاء والأكل وهو على مطيته أو راحلته .
كيفية انطلاق الرحلة من الرياض :-
يتفق صاحب الحملة مع الحجاج على الإنطلاق بوقت محدد فيضرب لهم موعداً في الجهة تلك . فمثلاُ ينطلق بعض الحجاج من تجمع في بلدة معكال بقرب مقبرتها الحالية اليوم . جنوب المحكمة الكبرى اليوم . ويتفق البعض خصوصاً أهل الخبر داخل أسوار الرياض أن يكون الإنطلاق من محلة دخنه . والبعض الآخر ينطلق بقرب الجهة الغربية من سور الرياض في محلة سلام التي تقوم عليها اليوم الحديقة المشهورة . ويجتمع بعض أقسامهم على أن يكون ملتقى الاجتماع جهة الرياض الغربية الجنوبية غرب وادي نمار . المؤدي إلى جهة ديراب .
وفي فترة الإمام / فيصل بن تركي كان مجمع انطلاق بعض قوافل الحج لأهالي الرياض من مكان الشمسية . بقرب المربع حالياً أو بقرب وزارة الصحة حاليا أو بقرب محلة سلام والتي هي اليوم أحد أشهر الحدائق في مدينة الرياض .
الاستعانة بالأدلاء :-
أشرنا إلى أن صاحب الحملة يقوم بالاستعانة بالأدلاء ( جمع دليل ) وهو العارف بالطرق وعلاماتها ويستطيع تحديد الطريق بالنجوم أو القمر والجدي وسهيل والثريا ومعرفة الإتجاه والزمن وقد يتخذ من هذا الدليل إحدى الذرائع لاتقاء شر قطاع الطرق خصوصاً ما قبل فترة توحيد البلاد .
طرق الخروج من المدينة : هناك طريقان بعد الخروج منها يسلكها الحاج في الإتجاه الغربي .
الطريق الأول : طريق القدية .
أشار الهمداني والأصفهاني وياقوت الحموي في معجم البلدان إلى الطرق الخارجة من حجر اليمامة منذ العصور الجاهلية حتى العصور الإسلامية ( بلاد العرب للأصفهاني، ص 361 . الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 343 ) ولم تزل هذه الأماكن هي حتى اليوم الطرق الرئيسة المغادرة من الرياض لبلاد الحجاز .
وهذا الطريق هو يقع غرب مدينة الرياض . وهو طريق مهم للمغادر من حجر اليمامة أو الرياض حالياً . وقبل النزول مع هذا الطريق يترك على ميمنته وميسرته شعاب وادي حنيفة المشهورة شعيب " لبن " ونمار .
وهو الذي عناه الشاعر / عمرو بن كلثوم التغلبي بعدما أتى يريد غزو حجر اليمامة فأسرته بنو حنيفة ثم أطلقته . وفي ذلك قوله :-
فأعرضت اليمامة واشمخرت
= كأسياف بأيدي مصلتينا
ويسمى في بعض المصادر العثمانية الجبل الأبيض . والذي أعلاه تقع بلدة العارض وقراها ( قوافل الحج المارة بالعارض، ص 42 )
كما سلك هذا الطريق القوافل المتجهة من بلدة الأحساء إلى بلاد الحجاز وكتب عنها كثير من الرحالة .
http://www.alriyadh.com/2008/12/26/img/312889.jpg
وطريق القدية القديم لا تزال بعض آثاره القديمة بادية عليه اليوم فإن النازل يجدها على ميسرته وهي أرصفة حجرية وضعت لترميم هذا المكان وصعود الدواب والناس . وآخر ما تم ترميمه في عهد الملك / عبدالعزيز وذلك في عام 1355هـ تقريباً وأشرف عليه الشيخ / عبدالعزيز بن حسن من أهالي الرياض عن أمر الملك / عبدالعزيز . ويشاهد المرء قبل بدء النزول آثار ودوائر حجرية تقدر أعمارها بأكثر من ثلاثة اّلاف عام لا تزال إلى اليوم وقد خرجت مع شيخنا / إبراهيم بن عثمان - رحمه الله - والباحث الأثري المعني بآثار الرياض والمملكة الأستاذ / محمد الحمود الصنداح وفقه الله . وذلك قبل عشر سنوات تقريباً .
الطريق الثاني : ديراب .
ويطلق علية البعض " أديراب " ولا يعرف ذلك الإشتقاق .
ويتجه السالك له عبر المرور بشعيب يقال له نمار . وهو اليوم أحد المحلات المشهورة للسكن في الرياض . وكان الأعشى المنفوحي قد أشار له في شعره بالقول :-
قالوا نمار فبطن الخال جادهما
= فالعسجدية فالأبلاء فالرجل
ويصب هذا الشعيب في وادي حنيفة اليوم . وتنتشر بين جوانبه المذيلات والحصون والأبراج التي تزال كل يوم للأسف الشديد ولا مجيب !!.
وهذا الطريق يسمى منذ القدم بطريق السقطة أو " سقطة آل أًبيَ " وذكره ياقوت بأنه عارض اليمامة ( معجم البلدان : 227 / 3 )
أو جيفان السقطة فيما بعد . وهو بقرب النازل إلى وادي " لحا ".
وقد أُصلح هذا الطريق في عهد الملك / فيصل ثم وسع الطريق في عهد الملك / فهد رحمهما الله تعالى .
وبعد أن ينزل القوافل من هذين الطريقين يأخذون طريقا يسمى الغزيز يحاذي بلدة ضرما والمزاحمية ثم يتجهون إلى قذلة فالقويعية وصولاً إلى عشيرة . وقد يأخذ البعض طريقاً آخر فيمر على الشعراء فالدوادمي فالقاعية وهكذا .
( وهذا الطريق وصفه بالتفصيل الأصفهاني في كتابه بلاد العرب، 361 وما بعدها )
وبعد قدوم السيارات في عهد الملك / عبدالعزيز ودخولها للرياض في أوائل الأربعينيات الهجرية اتجه الملك / عبدالعزيز في تلك السنة بصحبة والده الإمام / عبدالرحمن الفيصل رحمهما الله إلى الحجاز . وأشارت بعض المؤلفات والصحف لتلك المسيرة حيث نشرت في جريدة أم القرى في عام 1343ه - 1346ه ودونها / يوسف ياسين . وطبعت تحت عنوان الرحلة الملكية وصدرت طبعتها الثانية عن دارة الملك عبدالعزيز في عام 1419هـ .
واستمرت القوافل لكن أصبحت قوافل السيارات بدل الإبل في تلك الفترة فكانت السيارات في الستينيات الهجرية من القرن الماضي تقطع المسافة بين الرياض وصولا إلى بلاد الحجاز لمدة ثلاثة أيام وربما أكثر حسب وعورة الطريق أو سهولته حيث تتعرض بعض السيارات للأعطال .
وكانت الأجرة من مائة ريال حتى الثلاث مائة ريال ويقوم صاحب السيارة بأخذ هؤلاء الحجاج في سيارة تسمى " لوري " وتكون من طابقين الأعلى للرجال ويتخذ النساء الطابق الأسفل . وهذه السيارات تأخذ الركب من مواقع معينة فمثلاً في محلة دخنة أو داخل أسوار الرياض لتنطلق إلى مكة . ثم أضيفت إلى السيارات وسيلة النقل في الطائرة وها نحن ننتظر وسيلة القطار خلال هذه السنوات بحوله تعالى .
أشهر أصحاب الحملات والقوافل في الرياض .
اشتهرت الحملات التالية منذ مطلع القرن الرابع عشر قبل عصر السيارات ومنها :-
1- حملة صالح بن هديان .
2- حملة بدينان " البدنه ".
3- حملة علي بن عاصم ( من أهل الظهيرة )
4- حملة عمر بن بكر ( تنطلق من قرب مقبرة معكال )
5- حملة فراج ( من أهل الحريق )
6- حملة الكثيري .
7- حملة الشيخ / صالح الدخيّل ( توفي قبل سنوات قليلة . ومنه رحمه الله أفدت من بعض المعلومات . مع بعض التسجيلات الخاصة )
وقد كان أصحاب هذه الحملات يحظون بمكانة اجتماعية طيبة وباحترام وتقدير من قبل مجتمع الرياض .
الحج من خلال الوثائق الأسرية :-
أشارت أعداد كبير من الوثائق الأسرية المدونة إلى تأدية فريضة الحج بطريق مباشر أو غير مباشر . فقد يشير الموصي بالوصية لتأدية الحج عنه . وبعض الوثائق تشير إلى منح أحد أفراد الأسرة مبلغاً من المال لإكمال هذا النسك . وفي البعض الآخر يقوم بعض الأفراد ببيع بعض أملاكه الزراعية أو الخاصة لتأمين مصاريف الحج .
من فوائد الطريق والمسير للحج :-
ينطلق في هذه القوافل عدد من الأفراد والأسر والمجموعات وقد يكون فيها طالب علم . ومعه بعض المؤلفات والكتب وقد يمر على منطقه من المناطق أو بلدة من البلدات في الطريق أو على بعض أهل البادية فيستشيرون ويسألون عن أمور الشريعة أو العبادات أو إمضاء بيوع أو شهادات أو كتابة وتوثيق عقود الأنكحة .
ومن الطرائف التي حدثني بها الشيخ المعمر / عبدالعزيز الدخيّل رحمه الله أنه في أوائل الأربعينيات الهجرية من القرن الماضي كانت قافلته تضم الشيخ / عبدالرحمن بن محمد بن عساكر " ت 1380هـ " وهو أحد أشهر كتاب الوثائق في الرياض وتلقى العلم عن الشيخ / عبدالله بن عبداللطيف رحم الله الجميع بالقول بينما نحن نقطع منطقة نجد بقرب الدوادمي قدم إلينا ونحن في مسيرة القافلة رجال من البادية يريدون كتابة عقد للزواج . فسألوا عن شيخ تحمله القافلة لتدوين ذلك فأشرنا إلى الشيخ ابن عساكر فأتوا إليه فرفض في أول الأمر وبعد إصرارهم طلب منهم شهود فأتوا بهم فتم كتابة العقد لهم . ففرح هؤلاء بذلك فقاموا بذبح أحد الخراف تكريماً للشيخ ففرحنا بذلك فرحاً كبيراً كوننا لا يدخل بطوننا من الأكل إلا الشيء القليل .
ومن الفوائد العلمية لقاء بعض العلماء في الطريق فتحدث المناقشة والإفادة خلافاً لما هو في المشعر الحرام في مكة من لقاء العلماء والناس فيما بينهم والإفادة من ذلك والتي يتجه بعض العلماء النجديين وأهل الرياض للاتجاه إلى بلاد الشام ومصر بعد الفراغ من موسم الحج كما حصل مع العلامة الشيخ / زامل بن سلطان بن موسى الخطيب أو العلامة الفقيه الشيخ / عثمان بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن قائد في القرن الحادي عشر الهجري في اتجاههم لمصر مع القوافل المتجهة إلى تلك البلاد .
كما تأتي الإفادة من انتقال بعض الأفراد إلى هذه القوافل في السير من الرياض أو الرجوع بالتحاق بعض الأفراد والأسر للعيش والسكن في هذه المنطقة .
ومن الفوائد العناية بكتابة مذكرات الحج والإشارة إلى بعض الأماكن وتدوينها والحديث عن الرحلة ويحصل البعض على مؤلفات أوكتب مخطوطة عند سيره لأداء هذه الفريضة فمثلاً أنطلق الشيخ / محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن اّل الشيخ " ت 1367هـ " مع الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ " ت 1389هـ " حجاجاً فعندما وصلوا بلدة البرة وكانت هناك بلدة أقصر منها طلب الشيخ / محمد بن عبداللطيف من أحد الرجال لشراء كتاب مخطوط وهو كتاب التمهيد لابن عبد البر . فقال الشيخ / محمد بن إبراهيم يا عم : مهدت الطريق لأجل التمهيد فاستحسن منه هذه البديعة .
( علماء نجد خلال ثمانية قرون للشيخ البسام : 135 / 6 ) قلت وهذا الكتاب مع غيره من النوادر نقلت إلى مكتبة الإفتاء السعودية والمحفوظة اليوم في مكتبة الملك فهد الوطنية .
وخلاصة القول : إن السبل لم تكن ميسرة وسهلة في الماضي لبلوغ الحج بينما هي اليوم بخلاف ذلك فلله الحمد والفضل وبالشكر تدوم النعم . كتبه / راشد بن محمد بن عساكر . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .