الصامت
28 - 04 - 2004, 01:55
بسم الله الرحمن الرحيم
بينما كنت اسير على الطريق قادما من الطائف احتجت لبعض الأشياء من محطة
وقود على يساري . فقمت بالتباطيء شيئا فشيئا ثم ناظرت مرءاة السيارة للخلف
وبرحت الطريق بنظري من الامام فوجدت الفرصة سانحة ثم اشعلت إشارة الإنعطاف لليسار
فتمايلت بالسيارة رويدا رويدا وقطعت الطريق بأمان وراحة والحمد لله
فوصلت للمحطة وتركت السيارة ومن فيها بظل إحدى المظلات وترجلت لإحظر الحاجات اللازمة للطريق
وعدت لسيارتي ثم استعديت لمواصلة المسير
وبينما انا متوجها نحو الطريق واذا أنا أُفاجأ بشبك بين سايدين
لا استطيع من خلاله العبور الى الإتجاه الأييمن
فحاولت ولم اجد منفذا إلا من فتحة صغيرة وعليها لوحة تنبيه ( خاص بنقليات المحطة )
وكانت محصنة بقفل صغير
فأوقفت السيارة واستدرت نازلا لأفتح الباب الخلفي وأحضر شنطة العدة واخرج الشاكوش وبعض اللياور
ثم توجهت ناحية القفل الصغير لأقوم بكسره واخلص نفسي من هذه العارضة
فإذا بإبني يصيح بي . لا . لا . لا يا ابي لاتكن عصبيا ولا تكسر القفل
فنظرت اليه يإستهزاء !! وما العمل إذاً ؟
قال دعنا نذهب الى صاحب المحطة ونستأذنه بحكم ظروف عائلتنا واطفالنا أن يفتح لنا الطريق
وسيفعل ان شاء الله
وفعلا ذهبنا .
فوجدناه عربيا اشماً فاتلا اشنابه جاحضة عيناه
فقلت في نفسي لا يمكن ان ننال من هذا معروفا ولا بد من العنف فتحسست سلا حي في جيبي الأيمن
فلم اجد الا المسواك ولله الحمد
فقررت ان اقول له ( انت يالحضرمي يالزيدي يا لابس الحمودي يا فعلان يا تركان ليه ما تفتح لنا الطريق )
ولكن عندما اقتربنا منه تحركت فيه شيم العرب واصولهم فقال مرحبا بكم عسى ما شر ؟
فقمت باستغلال فرصة النخوة واغاثة الملهوف فيه . فقلت من يوم وصلنا عندك ما عاد لنا شر ان شاء الله
فقال بحرارة . ما الأمر؟ فقلت سهلا يا أخي سهلا على الطيب مثلك
فقال : وما هو ؟ فشرحت له وضع سيارتنا وحاجتنا لعبور الطريق
فقال : والله ما سمحنا لأحد من قبلك ولكن انت جئت مع الدروب
فأمر مسؤول المحطة وذهب معنا وفتح لنا الطريق فواصلنا سيرنا بأمان واطمئنان
فانا اقول ايه الأحباب من كان له حاجة فاليلتمس مواطن قضاأها بكل رحابة وسياسة
وخاصة في هذا العصر . فوالله ما قضى الغضب شأنا ولا جمع بالعصبية شملا
تاجر مع مجتمعك بما آتاك الله من صفات وحفض لك من موروثات
وإذا اغلق بابا فعليك بآخر
ومن جد وجد ومن زرع حصد
راقبو الله واجملوا في الطلب وازرعوا المعروف تجنو ثمارا يانعة تهنئو بإحتسائها
دع الإنفعال في الأوقات الحرجة ولا اشجع الإنفعاليين
لأن الإنفعال طوشة نار منتثر فيها مهيّلة صفراء ينتضرها أهل الكيف شمطان اللحا
نثرها أمحق فأفسد الجلسة وعكر المزاج بشطشطة الجمر وغبار الرماد
عليكم بالرصانة والسياسة حتى ينضب النبع ويقف القطر
فإذا برّكت يالصّمادي عوّدنا للي على الزهاب .
وكم أضحك كثيرا عندما اسمع احدهم يذكر لي قصة المثل (( كسر شداده وارنبه رابظة ))
فقد كان احد الموالي يسير في الصحراء ممتطيا قعوده وراء ذود عمه
ولم يكن متعودا على اكل لحم الصيد ويسمع عمه كلما حضر مجلسا . رمينا الظبي وذبحناه
وطبخنا شواه في منثر دمه وتعشينا عليه عند اهلنا
وحذفت الأرنب وصرّمت رجليها وشتويتها وانا في مقعدي ؛ و . و . وووو
فهذا لا يتقنه الا البواردية واهل الصيد
ولكن الغلام بينما هو يسير بحرها مجلدة << ما هي مرجنة يا اهل الدجاج . تعرّفو علوم الرجال وانا ابوكم >>
يعني مختبئة في أسفل شجيرة وبين اغصانها فسال لعابه ورجف قلبه وتذكر علوم عمه
فهاجت افكاره لينتقي منها الانسب فيصيد هذه الأرنبه.
فكّر في الّرمي بالشوزل فخاف ان يجفّل بقية الصيد اللي بيصيده لا صاد هذه الأرنب
وتوصل الى ان يضربها بالمشعاب ولكن مشعابه صغيّر ماهو مثل مشعاب اخو عجرا دوت كم
وانتهى تفكيره الى ان ينقر القعود في غاربه ثم ينخنخ له ثم يخرج سكينه ثم ينزل الشداد
عن القعود ويقطع سيوره بالسكين ثم يفكك عصيّه فيختار ما يناسبه من العصي
ليضرب بها الأرنب الرابض . كل هذا والأرنب ترقب ما يحدث
فبمجرد لمحتها لعينه انه رآها ستنفج بسرعة وتتركه يولول ويتحسر ويلملم عصياته ويرمي في الهواء
فعندما فاز بإحدى العصي انتصب واقفا ونفّص بعيناه البيضاوان في الأرنب
رافعا شنقه ليطلق سهمه . بدون ما يختلها ثم يسنحها متجاهلا مكانها ثم ينقض عليها
المهم الأرنب عرفت أنه زول أخرق (يعني خرب ـ ذكر الحبارى ) فحثت في وجهه التراب
وهربت ولم يجد في مكانها الا اثر نبثة براثنها بساقيها الطويلتان
فكسر شداده وارنبه رابظة
بينما كنت اسير على الطريق قادما من الطائف احتجت لبعض الأشياء من محطة
وقود على يساري . فقمت بالتباطيء شيئا فشيئا ثم ناظرت مرءاة السيارة للخلف
وبرحت الطريق بنظري من الامام فوجدت الفرصة سانحة ثم اشعلت إشارة الإنعطاف لليسار
فتمايلت بالسيارة رويدا رويدا وقطعت الطريق بأمان وراحة والحمد لله
فوصلت للمحطة وتركت السيارة ومن فيها بظل إحدى المظلات وترجلت لإحظر الحاجات اللازمة للطريق
وعدت لسيارتي ثم استعديت لمواصلة المسير
وبينما انا متوجها نحو الطريق واذا أنا أُفاجأ بشبك بين سايدين
لا استطيع من خلاله العبور الى الإتجاه الأييمن
فحاولت ولم اجد منفذا إلا من فتحة صغيرة وعليها لوحة تنبيه ( خاص بنقليات المحطة )
وكانت محصنة بقفل صغير
فأوقفت السيارة واستدرت نازلا لأفتح الباب الخلفي وأحضر شنطة العدة واخرج الشاكوش وبعض اللياور
ثم توجهت ناحية القفل الصغير لأقوم بكسره واخلص نفسي من هذه العارضة
فإذا بإبني يصيح بي . لا . لا . لا يا ابي لاتكن عصبيا ولا تكسر القفل
فنظرت اليه يإستهزاء !! وما العمل إذاً ؟
قال دعنا نذهب الى صاحب المحطة ونستأذنه بحكم ظروف عائلتنا واطفالنا أن يفتح لنا الطريق
وسيفعل ان شاء الله
وفعلا ذهبنا .
فوجدناه عربيا اشماً فاتلا اشنابه جاحضة عيناه
فقلت في نفسي لا يمكن ان ننال من هذا معروفا ولا بد من العنف فتحسست سلا حي في جيبي الأيمن
فلم اجد الا المسواك ولله الحمد
فقررت ان اقول له ( انت يالحضرمي يالزيدي يا لابس الحمودي يا فعلان يا تركان ليه ما تفتح لنا الطريق )
ولكن عندما اقتربنا منه تحركت فيه شيم العرب واصولهم فقال مرحبا بكم عسى ما شر ؟
فقمت باستغلال فرصة النخوة واغاثة الملهوف فيه . فقلت من يوم وصلنا عندك ما عاد لنا شر ان شاء الله
فقال بحرارة . ما الأمر؟ فقلت سهلا يا أخي سهلا على الطيب مثلك
فقال : وما هو ؟ فشرحت له وضع سيارتنا وحاجتنا لعبور الطريق
فقال : والله ما سمحنا لأحد من قبلك ولكن انت جئت مع الدروب
فأمر مسؤول المحطة وذهب معنا وفتح لنا الطريق فواصلنا سيرنا بأمان واطمئنان
فانا اقول ايه الأحباب من كان له حاجة فاليلتمس مواطن قضاأها بكل رحابة وسياسة
وخاصة في هذا العصر . فوالله ما قضى الغضب شأنا ولا جمع بالعصبية شملا
تاجر مع مجتمعك بما آتاك الله من صفات وحفض لك من موروثات
وإذا اغلق بابا فعليك بآخر
ومن جد وجد ومن زرع حصد
راقبو الله واجملوا في الطلب وازرعوا المعروف تجنو ثمارا يانعة تهنئو بإحتسائها
دع الإنفعال في الأوقات الحرجة ولا اشجع الإنفعاليين
لأن الإنفعال طوشة نار منتثر فيها مهيّلة صفراء ينتضرها أهل الكيف شمطان اللحا
نثرها أمحق فأفسد الجلسة وعكر المزاج بشطشطة الجمر وغبار الرماد
عليكم بالرصانة والسياسة حتى ينضب النبع ويقف القطر
فإذا برّكت يالصّمادي عوّدنا للي على الزهاب .
وكم أضحك كثيرا عندما اسمع احدهم يذكر لي قصة المثل (( كسر شداده وارنبه رابظة ))
فقد كان احد الموالي يسير في الصحراء ممتطيا قعوده وراء ذود عمه
ولم يكن متعودا على اكل لحم الصيد ويسمع عمه كلما حضر مجلسا . رمينا الظبي وذبحناه
وطبخنا شواه في منثر دمه وتعشينا عليه عند اهلنا
وحذفت الأرنب وصرّمت رجليها وشتويتها وانا في مقعدي ؛ و . و . وووو
فهذا لا يتقنه الا البواردية واهل الصيد
ولكن الغلام بينما هو يسير بحرها مجلدة << ما هي مرجنة يا اهل الدجاج . تعرّفو علوم الرجال وانا ابوكم >>
يعني مختبئة في أسفل شجيرة وبين اغصانها فسال لعابه ورجف قلبه وتذكر علوم عمه
فهاجت افكاره لينتقي منها الانسب فيصيد هذه الأرنبه.
فكّر في الّرمي بالشوزل فخاف ان يجفّل بقية الصيد اللي بيصيده لا صاد هذه الأرنب
وتوصل الى ان يضربها بالمشعاب ولكن مشعابه صغيّر ماهو مثل مشعاب اخو عجرا دوت كم
وانتهى تفكيره الى ان ينقر القعود في غاربه ثم ينخنخ له ثم يخرج سكينه ثم ينزل الشداد
عن القعود ويقطع سيوره بالسكين ثم يفكك عصيّه فيختار ما يناسبه من العصي
ليضرب بها الأرنب الرابض . كل هذا والأرنب ترقب ما يحدث
فبمجرد لمحتها لعينه انه رآها ستنفج بسرعة وتتركه يولول ويتحسر ويلملم عصياته ويرمي في الهواء
فعندما فاز بإحدى العصي انتصب واقفا ونفّص بعيناه البيضاوان في الأرنب
رافعا شنقه ليطلق سهمه . بدون ما يختلها ثم يسنحها متجاهلا مكانها ثم ينقض عليها
المهم الأرنب عرفت أنه زول أخرق (يعني خرب ـ ذكر الحبارى ) فحثت في وجهه التراب
وهربت ولم يجد في مكانها الا اثر نبثة براثنها بساقيها الطويلتان
فكسر شداده وارنبه رابظة