ماجد الشماسي
13 - 03 - 2009, 22:05
هذا هو خط السير المباشر لرحلة التحدي التي اختارها جابر العامري الحارس الأول لفريق نجران، كان بإمكان هذا الشاب أن يرضى بالأمر الواقع ويواصل قناعته بمستواه الفني في الدفاع عن مرماه، ويمكث ما شاء الله له أن يمكث في الملاعب ثم يعتزل في صمت أو صخب أو يضع النهاية التي تروق له.
• بإمكانه تكرار السيناريو المعروف والأسطوانة المكررة والمتداولة بين حراس المرمى في أنديتنا، لكن العامري نظر من زاوية مختلفة، وهي الزاوية التي تتولد معها الأفكار وينضج على نارها الإصرار ويتصاعد معها بخار التحدي.. فالتحدي ليس كلمة تقال ولا مجرد أفعال، إنما هو خليط من هذا وذاك، يبدأ مع النفس ثم يتطور فيستجمع قواه ليواجه كل العراقيل والعقبات ليحقق الهدف.
• من هذا الرفض للوضع الراهن قرر العامري كسر قاعدة النمطية وتجاوز القيود المحلية وتطوير مستواه الفني والانتقال به إلى مرحلة متقدمة تليق بطموحاته وآماله.. ولاحظوا أن مستواه كحارس مرمى جيد جداً، وطالما أثبت جدارته وتميزه في مباريات كبيرة أمام قوى الهجوم الضارب في الاتحاد والهلال وغيرهما.. وبالرغم من هذا لم يتردد في الاتصال بالحارس الدولي لمنتخب عمان علي الحبسي المحترف في أحد الأندية الإنجليزية، وأبدى له رغبته في الحصول على دورة تدريبية خاصة لتطوير مستوى حراس المرمى ودخول معسكر إعدادي لمدة شهر في أحد الأندية هناك.
• والأجمل في هذه المبادرة الشخصية أن العامري سيتكفل بكافة مصاريف رحلته التدريبية ويدفعها من جيبه الخاص، وفي هذا إشارة إلى رغبته الأكيدة وإصراره الشديد على تحقيق غايته ومقصده بتطوير مستواه لينافس بقوة على المراكز الأولى في سلم ترتيب حراس كرة القدم في ملاعبنا السعودية.
• لقد تجاوز العامري مرحلة المنافسة على حراسة مرمى نجران بعد نجاحه في إثبات وجوده كأفضل من يحمي عرين الفريق.. لكن الطموحات تتصاعد والتطلعات تمتد عند أصحاب الهمم العالية.. فبحث عن وسيلة يطور بها مستواه ويرتقي من خلالها سلم المنافسة مع حراس المرمى في الأندية الأخرى.. كان لديه نموذج يتمثل في الحارس العماني (علي الحبسي) وأراد الاستفادة من تجربته بعد أن شاهد تطور مستواه في دورة كأس الخليج الأخيرة.
• ليس مهماً كم المبلغ المرصود للقيام بهذه الخطوة على درب تطوير المستوى، لكن المهم أن في ملاعبنا من يفكر بصورة سليمة.. ويجتهد لتجاوز العراقيل والعقبات التي تقف في طريق تطور كرتنا السعودية، لقد رمى العامري بكل السلبيات المحلية خلف ظهره ونظر لما هو أبعد.. وأخذ زمام المبادرة والتحدي (من عندياته).. فالاحتراف الحقيقي لا يقف عند حدود الرضا بالمستوى الفني وما يتخلله من صعود وهبوط في منحنى الأداء، بل هو آفاق ممتدة تستوعب طموحات التطوير والتقدم والترقي عند من يريد ذلك فعلاً.
• تحية من الأعماق لحارس نجران، فقد سجل سابقة هي الأولى من نوعها بين حراس المرمى السعوديين، ولو كنت مسؤولا في الاتحاد السعودي لكرة القدم لتبنيت هذه المبادرة الشخصية ودعمتها مالياً وساندتها بكل الإمكانات، لأنها رسالة لكل لاعب سعودي محترف بأن هناك اتحاداً يهتم به ويفكر معه ويدعم خطوات تطوير مستواه.. ثم إن هذا - في تصوري - أحد واجبات لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي مسؤولة عن ذلك، ولكن يبدو أن العامري أراد أن يتجاوز كل التعقيدات والروتين والمراسلات الجوفاء ناهيك عن الميول والأهواء الأخرى فاختصر الطريق واتصل مباشرة بالحبسي وأنهى الترتيبات اللازمة للدورة والمعسكر في أقل من ثلاثة أيام.
• فهل تخرج لجنة احترافنا الموقرة من قوقعة القضايا والقرارات الغارقة فيها.. لتبدأ - ولو مؤقتاً - التفكير بصوت عال مع نجوم ملاعبنا الراغبين في تطبيق الاحتراف الحقيقي وتقف معهم لتطوير مستوياتهم؟.
الكاتب الكبير : صالح العمودي - الوطن
• بإمكانه تكرار السيناريو المعروف والأسطوانة المكررة والمتداولة بين حراس المرمى في أنديتنا، لكن العامري نظر من زاوية مختلفة، وهي الزاوية التي تتولد معها الأفكار وينضج على نارها الإصرار ويتصاعد معها بخار التحدي.. فالتحدي ليس كلمة تقال ولا مجرد أفعال، إنما هو خليط من هذا وذاك، يبدأ مع النفس ثم يتطور فيستجمع قواه ليواجه كل العراقيل والعقبات ليحقق الهدف.
• من هذا الرفض للوضع الراهن قرر العامري كسر قاعدة النمطية وتجاوز القيود المحلية وتطوير مستواه الفني والانتقال به إلى مرحلة متقدمة تليق بطموحاته وآماله.. ولاحظوا أن مستواه كحارس مرمى جيد جداً، وطالما أثبت جدارته وتميزه في مباريات كبيرة أمام قوى الهجوم الضارب في الاتحاد والهلال وغيرهما.. وبالرغم من هذا لم يتردد في الاتصال بالحارس الدولي لمنتخب عمان علي الحبسي المحترف في أحد الأندية الإنجليزية، وأبدى له رغبته في الحصول على دورة تدريبية خاصة لتطوير مستوى حراس المرمى ودخول معسكر إعدادي لمدة شهر في أحد الأندية هناك.
• والأجمل في هذه المبادرة الشخصية أن العامري سيتكفل بكافة مصاريف رحلته التدريبية ويدفعها من جيبه الخاص، وفي هذا إشارة إلى رغبته الأكيدة وإصراره الشديد على تحقيق غايته ومقصده بتطوير مستواه لينافس بقوة على المراكز الأولى في سلم ترتيب حراس كرة القدم في ملاعبنا السعودية.
• لقد تجاوز العامري مرحلة المنافسة على حراسة مرمى نجران بعد نجاحه في إثبات وجوده كأفضل من يحمي عرين الفريق.. لكن الطموحات تتصاعد والتطلعات تمتد عند أصحاب الهمم العالية.. فبحث عن وسيلة يطور بها مستواه ويرتقي من خلالها سلم المنافسة مع حراس المرمى في الأندية الأخرى.. كان لديه نموذج يتمثل في الحارس العماني (علي الحبسي) وأراد الاستفادة من تجربته بعد أن شاهد تطور مستواه في دورة كأس الخليج الأخيرة.
• ليس مهماً كم المبلغ المرصود للقيام بهذه الخطوة على درب تطوير المستوى، لكن المهم أن في ملاعبنا من يفكر بصورة سليمة.. ويجتهد لتجاوز العراقيل والعقبات التي تقف في طريق تطور كرتنا السعودية، لقد رمى العامري بكل السلبيات المحلية خلف ظهره ونظر لما هو أبعد.. وأخذ زمام المبادرة والتحدي (من عندياته).. فالاحتراف الحقيقي لا يقف عند حدود الرضا بالمستوى الفني وما يتخلله من صعود وهبوط في منحنى الأداء، بل هو آفاق ممتدة تستوعب طموحات التطوير والتقدم والترقي عند من يريد ذلك فعلاً.
• تحية من الأعماق لحارس نجران، فقد سجل سابقة هي الأولى من نوعها بين حراس المرمى السعوديين، ولو كنت مسؤولا في الاتحاد السعودي لكرة القدم لتبنيت هذه المبادرة الشخصية ودعمتها مالياً وساندتها بكل الإمكانات، لأنها رسالة لكل لاعب سعودي محترف بأن هناك اتحاداً يهتم به ويفكر معه ويدعم خطوات تطوير مستواه.. ثم إن هذا - في تصوري - أحد واجبات لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي مسؤولة عن ذلك، ولكن يبدو أن العامري أراد أن يتجاوز كل التعقيدات والروتين والمراسلات الجوفاء ناهيك عن الميول والأهواء الأخرى فاختصر الطريق واتصل مباشرة بالحبسي وأنهى الترتيبات اللازمة للدورة والمعسكر في أقل من ثلاثة أيام.
• فهل تخرج لجنة احترافنا الموقرة من قوقعة القضايا والقرارات الغارقة فيها.. لتبدأ - ولو مؤقتاً - التفكير بصوت عال مع نجوم ملاعبنا الراغبين في تطبيق الاحتراف الحقيقي وتقف معهم لتطوير مستوياتهم؟.
الكاتب الكبير : صالح العمودي - الوطن