مشاهدة النسخة كاملة : هنا من لدية سؤال في امور دينه ودنياه فليتفضل...باشراف الاخ المناضل
اخو شما
02 - 05 - 2004, 01:52
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا الموضوع سيكون مخصص للفتاوي
من اشكل عليه شي فليضع سؤاله وسيتكفل اخينا الفاضل المناضل بالاجابه
للتذكير:
الاخ المناضل هو خطيب وامام احد الجوامع بنجران
له دروس في مسجده
وهو من رجال الدعوه على مستوى المنطقه
وانا سأبدأ بسؤالي
اخي الكريم المناضل انا خلال هذه الفتره لاأستطيع الجلوس فأصلي على سريري
او واقفا لأجرائي عمليه في الظهر منعت على اثرها من الجلوس
والمسجد لايبعد عن المنزل اكثر من عشرة امتار ولله الحمد
فهل استطيع متابعة الامام وانا على سريري وائتم به لأحصل على اجر الجماعه
شكرا اخي الكريم
المناضل
02 - 05 - 2004, 05:37
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
أولا فأقول: شفاء وطهور ولا بأس ان شاء الله
ولتعلم أخي الحبيب أن الله يكتب للعبد أجره ان كان مريضا أو مسافرا مثلما كان مقيما معافى
اما متابعة الامام فلا تتابعه وانت في البيت ولكن تصلي منفردا وأسأل الله ان يكتب لك أجر الجماعة .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
,أشكر أخي اخوشما على هذه الزاويه المباركه ولا حرمه الله الأجر
شامان
02 - 05 - 2004, 21:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا والله ومسهلا بالخطيب الداعية عسى الله يفتح على يديه قلوب مقفله وأذان صم
وأشكرك يابو تركي على هالطرح المبارك وكان المفروض انك أشرت الى وجود هذا النوع من الرجال بيننا عسى أن يكون له من اسمه نصيب وهو كذلك ان شاء الله
اخوكم
شاامااان
بحر الشوق
02 - 05 - 2004, 22:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فعندي عدة اسأله
1ما صحت الحديث
(من احبه الله احبه الناس والبهائم)
من حيث الاسناد
ومن حيث المعنى
2 ما حكم استخدام البروكسي
3ما حكم استخدام السيديهات المنسوخه
4 حكم الهجاء في شعر المحاوره
5 حكم اشترك النساء فالمنتديات
اسف على الاطاله
مشعاب
02 - 05 - 2004, 22:47
المناضل
هل نحن سوف نحاسب بما في قوبنا بدون ان يحدث هناك عمل ولا كلام .
يعني مثلا أنا احب الجهاااا<ااااوطني
هل هو من الإيمان او من النفاق
اخو شما
02 - 05 - 2004, 23:29
شكر الله لك اخي الكريم المناضل
المناضل
04 - 05 - 2004, 00:22
أخي الفاضل بحر الشوق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما حديث( من أحبه الله وأحبه الناس والبهائم)
حديث غير صحيح من حيث الرواية
أما من حيث المعنى ،،، فله وجه بدون ذكر البهائم
أما استخدام البروكسي للدخول المواقع السيئه والاباحي فلا يجوز
واما السيديهات المنسوخة فان كانت حقوق الطبع أو حقوق النسخ محفوظة فلا يجوز لأنه من التعدي على حقوق الآخرين وقد أفتى الشيخ محمد بن عثيمن رحمه الله بذلك.
اما الهجاء سواء للقبائل أو الافراد كما يحدث بين الشعراء فلا يجوز لأنه نوع من السب وقد يكون أكثره غير صحيح ، قال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن) .
وقال سبحانه وبحمده( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتنب فأولئك هم الظالمون ).
وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: ((ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال))، وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.
والهجاء اما ان يكون في المهجو واما ان لا يكون وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته))، والبهتان هو أعظم الكذب والافتراء.
فإن وصيتي لكل مسلم تقوى الله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال وأن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة؛ لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه وذلك كثير بين الناس قال الله سبحانه وتعالى مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وقال تعالى : وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
اما اشتراك النساء في المنتديات فاذا كان الكتابات طيبة وخيرة فلا بأس ويكون المنتدى مراقب مراقبة جيدة بحيث لا يكون هناك مراسلات على البريد الخاص الموجود في المنتدى
اخو شما
04 - 05 - 2004, 00:28
شكر الله لك اخي الكريم
اشكرك بالنيابه عن الاخوان
وهذه دعوه لجميع الاخوه الكرام للمشاركه وطرح استفساراتهم
المناضل
04 - 05 - 2004, 05:47
أخي الحبيب مشعاب
من رحمة الله بنا أن الله لايحاسبنا على ماخطر في نفوسنا مالم نحدث به أو نعمل
والدليل مارواه أصحاب الكتب الستة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسهامالم تكلم أو تعمل).
اما الجهاد من أجل الوطن أو الجهاد دون العرض أو دون مالك فهذا كله مشروع
و كماثبت في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(( من قتل دون ماله فهوشهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ..... الحديث
المناضل
05 - 05 - 2004, 11:33
أخواني وأحبابي الغالين
أخوشما & شامان
أشكركم على ترحيبكم ومروركم على الموقع
وأسأل الله ان يوفقنا لكل مايحبه ربنا ويرضاه
وأتمنى من كل غالي والجميع غالين اذا كتب سؤالا وتم الاجابه أن يشعرني بذلك
وفق الله الجميع لكل ما يحبه الله ويرضاااااااااااه
البدر
05 - 05 - 2004, 12:38
لايوجد عندي اسأله فقط احببت ان اشكرك يابو تركي واشكر اخي المناضل على خطوتكم المباركه ونسأل الله ان يجعل ما يقومون به في ميزان حسناتكم .
اخوكم البدر
بحر الشوق
07 - 05 - 2004, 01:21
اخي المناضل
جزاك الله خير واكثر من امثالك
المناضل
07 - 05 - 2004, 14:03
أشكرك اخي الغالي البدر يكفيك اسمك وهو أسم على مسمى رفع الله قدرك كما رفع البدر فوق هامات النجوم
كما أشكر الخي الحبيب بحر الشوق والبحر دائما فيه كل غالي ونفيس فيه اللؤلؤ والمرجان والمخلوقات التي لا تفتر عن الله تسبيحا وتهليلا وتكبيرا
أشكركم على المرور
والدعاء متواصل للأخ الحبيب الغالي أخوشما على هذه الزاويه لا حرمه الله الأجر فهنيئا لمن كان مفتاحا للخير
خالد الشماسي
07 - 05 - 2004, 14:11
أهلا بك أخي المناضل وشكرا لأبي تركي على جهوده الموفقه
لدي سؤالين ولكن لعلك تختصرهما لنا .
مالفرق بين الإسماعيليه وأهل السنه والجماعه في العقيدة .
مالفرق بين الإسماعيلية والإثنا عشرية في العقيدة .
المتكهرب
08 - 05 - 2004, 14:47
الله يجزاك خير يالمناضل وياخوشما
ويجعلها في موازين حشاناتكم
مشكوووووووووووورين
المناضل
12 - 05 - 2004, 00:15
أخي الفاضل عمر
أما الفرق بين الاسماعيلية وأهل السنة
كالفرق بين الكفر والاسلام & كالفرق بين الانفاق والايمان
============================================
اما الفرق بين الاسماعيلية والاثناعشرية
فقد كتب أخونا اخوشما في الاسماعيلية وقد كفى ووفى لعلك ترجع اليه
أما الاثناعشرية فلعلك ترجع الى هذه الروابط وتستفيد منها لأنك طلبت مني الاختصار وكيف يكون اختصار في ايضاح ما بين معتقدين فاسدين وكلاهما كفر الاثنا عشرية والاسماعيلية
http://www.alazhr.org/Feqh/Default.asp?Lang=a&Action=View&Doc=Doc1&n=5&StartFrom=2&Total=7
http://www.ansar.org/arabic/th.htm
http://www.ansar.org/arabic/c210.html
http://www.alsaha.com/sahat/Forum2/HTML/004221.html
http://www.alsaha.com/sahat/Forum2/HTML/004240.html
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1071445754
smart
19 - 05 - 2004, 15:50
اخووشماااااااا بيض الله وجهك
اخي الفاااضل المناضل
جزااااك الله خير واكثر الله من امثااالك
عندي سؤااااااااااال
في رمضان الفااايت كنا طاالعين للبر ونحن مجموعه كبيره
ونبعد عن سكنا حواالي 150 كيلو لكن فيه قرى قريبه مننا
وكان معنا امام للمجموووعه
وكنا نقصر الصلاه
لكن
كان يصلي بنا صلاه المغرب والعشاااء والتراويح في وقت واحد
وحصل اختلاف بيننا
هل يجووز ان نصلي المغرب والعشااء والتراويح جميعأ؟
والسلام عليكم..............
المناضل
22 - 05 - 2004, 06:12
الأخ الفاضل سمارت
اقول وفقك الله لكل خير لابد ان نعلم أن المسافر ليس عليه سنة راتبة فضلا عن التراويح
ولكن لو أراد ان يصلي التراويح أو يصلي الوتر بعد صلاة العشاء وان كان الجمع جمع تقديم فله ذلك ولا حرج عليه وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وأعتذر عن التأخير في الاجابة ولكن قليل جدا دخولي الانترنت
عديل الروح
24 - 05 - 2004, 20:42
الشيخ الفاضل .. المناضل ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من رحمة الله بنا أن قال في كتابه العزيز ( ويل للمصلين الذين هم (عن) صلاتهم ساهون)
ولم يقل ( في ) صلاتهم ساهون .. لكنا هلكنا ..
شيخي المحترم ..
آمل منك أن توضح لنا : حالات سجود السهو في الصلاة من حيث :
س - في أي الحالات يكون سجود السهو قبل السلام .. والحالات التي يكون فيها بعد السلام .
هل هناك قاعدة عامة يمكن للمصلي تطبيقها ليصنف حالة سهوه ويحددها بسهولة كأن يكون :
السجود بعد السلام دائماً لحالات الزيادة أو الشك في الزيادة ، حتى لانضيف بالسجود أمراً زائداً على صلاتنا.
السجود قبل السلام دائماً لحالات النقص أو الشك في النقص بعد الإتيان بالناقص ، حتى لا نخرج من صلاتنا وهي غير تامة ...؟؟؟؟؟؟
س - لو تكرر أكثر من سهو في الصلاة الواحدة ، هل يجزئ سجوداً واحداً لجميع السهو ..؟؟؟
وإن كان أحدهم زيادة والآخر نقص ... كيف نتصرف ؟؟؟
في انتظار إجابة فضيلتك ، وبارك الله فيك وبعلمك ،
وجزاك الله خيراً على فتح هذا الباب ،والأجر موصولاً لمن سنه وأعان عليه .
المناضل
28 - 05 - 2004, 11:05
ملخص أحكام سجود السهو
( نقلاً من رسالة سجود السهو في الصلاة للشيخ محمد بن صالح العثيمين )
م المســألـــة حالتهـــا موضع السجود
1 في السلام قبل تمام الصلاة:
إذا سلم المصلي قبل تمام الصلاة ناسياً .
إن ذكر بعد مضي زمن طويل استأنف الصلاة من جديد . وإن ذكر بعد زمن قليل كخمس دقائق فإنه يكمل صلاته ويسلم منها .
يسجد بعد السلام للسهو سجدتين ويسلم مره ثانية .
2 في الزيادة في الصلاة : إذا زاد المصلي في صلاته قياماً أو قعوداً أو ركوعاً أو سجوداً .
إن ذكر بعد الفراغ من الزيادة فليس عليه إلا السجود للسهو وإن ذكر في أثناء الزيادة وجب عليه الرجوع عن الزيادة .
يسجد للسهو بعد السلام ويسلم ثانية .
3 في ترك الأركان : إذا ترك ركن من أركان الصلاة غير تكبيرة الإحرام ناسياً .
فإن وصل إلى مكانه من الركعة التي تليها لغت الركعة التي تركها وقامت التي تليها مقامها وإن لم يصل إلى مكانة من الركعة التي تليها وجب عليه الرجوع إلى محل الركن المتروك وأتى به وبما بعده
في كلتا الحالتين يجب عليه سجود السهو ومحله بعد السلام
4 في الشك في الصلاة : إذا شك في عدد الركعات هل صلى ركعتين أو ثلاثاً فلا يخلو من حالتين
الحالة الأولى : أن يترجح عنده أحد الأمرين فيعمل بالراجح ويتم عليه صلاته ثم يسلم
الحالة الثانية: ألا يترجح عنده أحد الأمرين فإنه يبني على اليقين وهو الأقل ثم يتم عليه
يسجد للسهو بعد السلام في الحالة الأولى .
يسجد للسهو قبل السلام في الحالة الثانية
5 في ترك التشهد الأول : إذا ترك التشهد الأول ناسياً وحكم بقية الواجبات حكم التشهد الأول .
1- إن لم يذكر إلا بعد أن استتم قائما فإنه يستمر في صلاته ولا يرجع للتشهد .
2- إن ذكر بعد نهوضه وقبل أن يستتم قائما فإنه يرجع ويجلس ويتشهد ويكمل صلاته .
3- ..إن ذكر قبل أن ينهض فخذيه عن ساقيه فإنه يستقر جالسا ويتشهد ثم يكمل صلاته ولا يسجد للسهو لأنه لم يحصل منه زيادة ولا نقص .
يسجد للسهو قبل السلام
* أخي الحبيب هل تعلم أنه :
1- إذا سلم المصلي قبل تمام الصلاة متعمداْ بطلت صلاته .
2- إذا زاد المصلي في صلاته قياماْ أو قعودا أو ركوعاْ أو سجوداْ متعمداْ بطلت صلاته .
3- إذا ترك ركن من أركان الصلاة : فان كانت تكبيرة الإحرام فلا صلاة له سواء تركه عمداْ أو سهواً لأن صلاته لم تنعقد ، وإن كان الركن المتروك غير تكبيرة الإحرام فتركه عمداْ بطلت صلاته.
4- إذا ترك واجباْ من واجبات الصلاة متعمداْ بطلت صلاته .
5- إذا كان سجود السهو بعد السلام فلا بد من التسليم مره ثانية بعده.
انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى
==============================================
ويبقى عندنا مسألة وهي اذا سهى في الصلاة أكثر من سهو أحدهما نقص والآخر زيادة
فباجماع اهل العلم انه يلزمه سجدتين فقط وهو مخير في موضع السجود ان شاء قبل السلام وان شاء بعده
===============================================
أنتهت الاجابة على سؤال اخي عديل الروح
============================================== ولكن من باب الفائدة اليكم هذه الفوائد
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم ، أما بعد .
فهذا الموضوع يحتاجه الناس كثيراً ، ولا يكاد أن يمر علي يوم إلا ويأتيني فيه سؤال ، فأحببت بيان أحكامه وفق القول الراجح بدليله .
و قد ثبت في سجود السهو أحاديث كثيرة من قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله ، فلعل الأنسب أن أبدأ بها ، ثم بذكر ما تدل عليه من فوائد .
1. عن عَبْدَاللَّهِ بن بُحَيْنَةَ رضي الله عنه : " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمُ الظَّهْرَ فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ لَمْ يَجْلِسْ فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا قَضَى الصَّلَاةَ وَانْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ وَهُوَ جَالِسٌ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ ثُمَّ سَلَّمَ " متفق عليه .
2. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ ـ أي الظهر أو العصر ـ قَالَ ابْنُ سِيرِينَ سَمَّاهَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَكِنْ نَسِيتُ أَنَا . قَالَ : فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ، فَقَامَ إِلَى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأَنَّه غَضْبَانُ ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، وَوَضَعَ خَدَّهُ الْأَيْمَنَ عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ الْيُسْرَى ، وَخَرَجَتِ السَّرَعَانُ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالُوا قَصُرَتِ الصَّلَاةُ ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ يُقَالُ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتِ الصَّلَاةُ ؟ قَالَ : لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ . فَقَالَ : أَكَمَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ . فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى مَا تَرَكَ ، ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ . فَرُبَّمَا سَأَلُوهُ ـ أي محمد بن سيرين ـ :ثُمَّ سَلَّمَ ؟ فَيَقُولُ : نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ : ثُمَّ سَلَّمَ " متفق عليه.
3. عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعَصْرَ فَسَلَّمَ فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْخِرْبَاقُ وَكَانَ فِي يَدَيْهِ طُولٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَكَرَ لَهُ صَنِيعَهُ ، وَخَرَجَ غَضْبَانَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّاسِ . فَقَالَ : أَصَدَقَ هَذَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَصَلَّى رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ " أخرجه مسلم .
4. عن عَبْدُاللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال : " صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لَا أَدْرِي زَادَ أَوْ نَقَصَ ـ فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ ؟ قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا ، فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ، فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ قَالَ : إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ لَنَبَّأْتُكُمْ بِهِ وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي ، وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ ثُمَّ لِيُسَلِّمْ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ " متفق عليه .
وفي رواية لهما : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا ، فَقِيلَ لَهُ : أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ ؟ فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : صَلَّيْتَ خَمْسًا . فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ " . وفي رواية لمسلم بلفظ :" صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا فَلَمَّا انْفَتَلَ تَوَشْوَشَ الْقَوْمُ بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ زِيدَ فِي الصَّلَاةِ ؟ قَالَ : لَا . قَالُوا : فَإِنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ خَمْسًا . فَانْفَتَلَ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ ".
5. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ ، فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لِأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ " أخرجه مسلم .
6. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ وَاحِدَةً صَلَّى أَوْ ثِنْتَيْنِ فَلْيَبْنِ عَلَى وَاحِدَةٍ ، فَإِنْ لَمْ يَدْرِ ثِنْتَيْنِ صَلَّى أَوْ ثَلَاثًا فَلْيَبْنِ عَلَى ثِنْتَيْنِ ، فَإِنْ لَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أَوْ أَرْبَعًا فَلْيَبْنِ عَلَى ثَلَاثٍ ، وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ " أخرجه أحمد و أبوداود و الترمذي وقال : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ ". وصححه النووي في المجموع (4/107) وصححه من المعاصرين الألباني ( صحيح سنن الترمذي ح399).
ومن فوائد هذه الأحاديث :
أولاً : أن سجود السهو واجب على من سها في صلاته بزيادة أو نقص أو شك ، في الأركان والواجبات. قال ابن تيمية بعد أن أورد الأدلة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأمره في السجود : " وهذه دلائل بينة واضحة على وجوبهما ، وهو قول جمهور العلماء ، وهو مذهب مالك وأحمد وأبي حنيفة ، وليس مع من لم يوجبهما حجة تقارب ذلك ".(مجموع الفتاوى 23/28).
ثانياً : مشروعية التكبير لسجود السهو . قال ابن الملقن : " يشرع التكبير لسجود السهو ، وهذا مجمع عليه". (الإعلام بفوائد عمدة الأحكام 3/294) .
ثالثاً : إذا تكرر السهو في الصلاة فإنه يكفيه بسجود السهو مرة واحدة . فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك التشهد الأول ، والجلوس له ولم يكرر سجود السهو ، كما في حديث عبدالله بن بحينة . قال ابن دقيق معلقاً على هذا الحديث : " فيه دليل على عدم تكرار السجود عند تكرار السهو ؛ لأنه قد ترك الجلوس الأول والتشهد معاً ، واكتفى لهما بسجدتين ". (إحكام الأحكام ص283)
رابعاً : إذا كان سجود السهو بعد السلام ، فيشرع له سلام آخر بعده . وهو الراجح من قولي العلماء لظاهر حديث أبي هريرة وعمران وابن مسعود رضي الله عنهم .
خامساً : من شك في صلاته فعليه أن يتحرى الصواب أولاً ، فإن ترجح له أحد الأمرين عمل به . وإن لم يترجح له شيء بنى على اليقين وهو الأقل ؛ ويدل عليه مجموع حديث عبدالله بن مسعود ، وحديث أبي سعيد ، وابن عوف رضي الله عنهم ".
سادساً : هل يكون سجود السهو قبل السلام أو بعده ؟ خلاف بين العلماء .
القول الأول : أن محل السجود كله قبل السلام . وهو قول الزهري ، و مكحول ، و الأوزاعي ، والليث بن سعد ، و مذهب الشافعية .
القول الثاني : أن محل السجود كله بعد السلام . وهو مذهب الحنفية ، وقول الحسن البصري ، وإبراهيم النخعي ، والثوري .
القول الثالث : أن الأصل في السجود أن يكون قبل السلام ،إلا ما جاءت السنة بالسجود فيه بعد السلام فإنه يسجد بعده . وهو المشهور عن الإمام أحمد .
القول الرابع : أن الأصل في السجود أن يكون بعد السلام ، إلا في حالين فيكون المصلي مخيراً فيهما بالسجود قبل السلام أو بعده : إذا نسي الجلوس للتشهد الأول ، وإذا شك هل صلى ثلاثاً أو أربعاً . وهو قول ابن حزم .
القول الخامس : أن ما ثبت في السنة من السجود قبل السلام أو بعده فإنه يفعل كما ورد ، وما عدا ذلك فإن المصلي مخير بين السجود قبل السلام وبعده . وهذا قول الشوكاني .
القول السادس : أن المصلي مخير بين السجود قبل السلام وبعده مطلقاً . وهو قول بعض الشافعية ، واختيار الصنعاني .
القول السابع : إذا كان السهو عن نقص سجد قبل السلام ، وإن كان عن زيادة سجد بعد السلام . وهو مذهب المالكية . وهذا القول جزء من القول الذي يليه .
القول الثامن : إذا كان السهو عن نقص سجد قبل السلام (1). وإذا كان عن زيادة سجد بعد السلام . وإذا كان عن شك فإنه يتحرى الصواب ؛ فإن غلب على ظنه شيء عمل به وسجد بعد السلام ، وإن لم يغلب على ظنه شيء بنى على اليقين وهو الأقل ، وسجد قبل السلام . وهو رواية عن الإمام أحمد واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذا أرجح الأقوال وأقربها إلى الصواب وبه تجتمع الأدلة ولا تتعارض . فالنبي صلى الله عليه وسلم سجد قبل السلام جبراً للنقص حين ترك التشهد الأول ؛ كما في حديث عبد الله بن بحينة. وسجد بعد السلام حين زاد في الصلاة ركعة خامسة كما في حديث عبدالله بن مسعود ، وسجد بعد السلام أيضاً حين زاد سلاماً بعد الثانية في صلاة الظهر كما في قصة ذي اليدين . وأمر بالسجود قبل للسلام عند الشك في عدد الركعات بعد البناء على اليقين كما في حديث أبي سعيد ، وحديث ابن عوف رضي الله عنه. وأمر بالسجود بعد السلام إذا شك ثم تحرى و عمل بما ترجح له بعد التحري . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فهذا القول الذي نصرناه هو الذي يستعمل فيه جميع الأحاديث ، لا يترك منها حديث مع استعمال القياس الصحيح فيما لم يرد فيه نص ، وإلحاق ما ليس بمنصوص بما يشبهه من المنصوص ".(مجموع الفتاوى23/25).
مناقشة الأقوال الأخرى :
أما القول الأول فهو مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسجود بعد السلام .
والقول الثاني مخالف أيضاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسجود قبل السلام .
والقول الثالث جعل الأصل في السجود قبل السلام ، وهذا يحتاج إلى دليل خاص .
والقول الرابع جعل الأصل في السجود بعد السلام ، و دليلهم حديث ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم " أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه . و في إسناده عندهم زهير بن سالم العنسي ، وهو ضعيف . قال عنه الدارقطني : " منكر الحديث " . وقال عبد الحق الأشبيلي عن هذا الحديث في الأحكام الوسطى (2/29): " و ليس إسناده مما تقوم به حجة " . وقال النووي في المجموع (4/155) : " حديث ضعيف ظاهر الضعف ".
و على فرض صحته فإنه محمول على الأحوال التي يكون السجود فيها بعد السلام جمعاً بينه وبين الأحاديث الأخرى التي ثبت فيها السجود قبل السلام من فعل النبي صلى الله عليه وسلم و أمره .
و تتمة القول الرابع : أنه ذكر حالين يكون المصلي فيهما مخيراً بعد السلام . وكيف يكون مخيراً والنبي صلى الله عليه وسلم سجد قبل السلام في الحال الأولى ، وأمر بالسجود قبل السلام في الحال الثانية ، والصواب الاقتداء بفعله وامتثال أمره .
والقول الخامس شبيه بالقول الراجح إلا أنه جعل المصلي مخير بالسجود قبل السلام أو بعده في كل صورة لم يرد فيها دليل خاص . فمثلاً : النبي صلى الله عليه وسلم صلى العصر ثلاثاً وسلم ، ولما نُبه أتى بركعة وسجد بعد السلام كما في حديث عمران صلى الله عليه وسلم. فلو صلى الإمام ركعة في صلاة الفجر ثم سلم ناسياً ، ثم نُبه ، فهل يسجد بعد إتيانه بالركعة بعد السلام إلحاقاً بنظيرها في حديث عمران وقصة ذي اليدين . أو يكون مخيراً لأنها صورة جديدة ؟!. الأقرب أن يسجد بعد السلام ـ وهو الراجح كما سبق ـ لأن إلحاق النظير بنظيره أولى من إفراده بحكم آخر من غير دليل صريح عليه .
أما القول السادس وهو القول بالتخيير مطلقاً ، فضعيف أيضاً ، إذ كيف يكون المصلي مخيراً والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسجود قبل السلام في أحوال ، وأمر به بعد السجود في أحوال أخرى ؟. ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خير بالسجود ، أو أمر بالسجود قبل السلام وبعده في حال واحدة ، أو أنه فعل ذلك . قال شيخ الإسلام : " ولم ينقل عنه في صورة واحدة أنه سجد تارة قبل السلام وتارة بعده ، ولو نقل ذلك لدل على جواز الأمرين " ثم قال :" الشارع حكيم لا يفرق بين الشيئين بلا فرق ، فلا يجعل بعض السجود بعده ، وبعضه قبله ، إلا لفرق بينهما ". (مجموع الفتاوى 23/21ـ22).
أما القول السابع فهو جزء من القول الثامن .
سابعاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما في الأحاديث السابقة ـ تكلم بعد ما سلم وقبل أن يأتي بما بقي من صلاته وسجود السهو . وغيَّر مكانه ، وخرج من المسجد ، وأن الصحابة تكلموا ، و توشوشوا ، وخرج بعضهم من المسجد وهم يتكلمون قبل أن يتموا صلاتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم . ثم أتم النبي صلى الله عليه وسلم ما أخل في صلاته ، ولم يجعل هذا الفصل بالكلام ، والخروج من المسجد ، و مضي قدر من الوقت مبطلاً للصلاة بل أتم عليه .
وقد اختلف العلماء في من سها في صلاته وسلم ناسياً ثم خرج من المسجد أو تكلم أو طال الفصل قبل أن يتم صلاته ويسجد للسهو ، هل يبدأ من جديد لطول الفصل ، أو يتم صلاته ويسجد للسهو ولو طال الفصل ؟ خلاف بين العلماء .
القول الأول : أن الضابط هو البقاء في المسجد فإذا خرج وجب عليه إعادة الصلاة .
وهذا القول لا دليل عليه ، ثم هو مردود بفعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الذين خرجوا من المسجد .
القول الثاني : أن الضابط هو الكلام ؛ فإذا تكلم في غير مصلحة الصلاة وجب عليه الإعادة .
وهذا القول لا دليل عليه أيضاً ، ثم إن الصحابة تشوشوا ، وخرج السَرَعان وهم يتكلمون ، والنبي صلى الله عليه وسلم دخل بيته ، كل ذلك قبل أن يسجدوا للسهو ، ويبعد جداً أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم بيته ويخرج الصحابة من المسجد بصمت تام دون مخاطبة الآخرين . ثم لو كان الكلام في غير مصلحة الصلاة قبل السجود مبطلاً لها لبينه النبي صلى الله عليه وسلم ولسأل الصحابة الذين شوشوا وخرجوا من المسجد أن من تكلم في غير مصلحتها فعليه الإعادة. فلما لم يحصل شيء من ذلك كان مؤكداً لضعف هذا الضابط .
القول الثالث : أن الضابط هو طول الفصل ، فإذا طال الفصل وجب عليه الإعادة ، وطول الفصل ضابطه العرف .
وهذا القول أيضاً لا دليل عليه . لأن طول الفصل لم يرد اعتباره أصلاً في أحاديث سجود السهو . فكيف يضبط بالعرف ، وهو لم يرد ؟!.
والذي يظهر من الأدلة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتبر طول الفصل لمنع الإتمام على ما سبق من صلاته وسجود السهو، فدخول النبي صلى الله عليه وسلم بيته ، وخروج السرعان من المسجد يأخذ وقتاً ليس بالقليل ، ولو كان طول الفصل معتبراً في منع البناء لبينه النبي صلى الله عليه وسلم .
القول الرابع : أنه يتم صلاته ويسجد للسهو ولو طال الفصل أو تكلم أو خرج من المسجد . وهذا أقرب الأقوال كما يظهر من مناقشة الأقوال السابقة . قال ابن تيمية : " وعن أحمد رواية أخرى أنه يسجد وإن خرج من المسجد وتباعد ، وهو قول للشافعي وهذا هو الأظهر ، فإن تحديد ذلك بالمكان أو بزمان لا أصل له في الشرع ، لا سيما إذا كان الزمان غير مضبوط ، فطول الفصل وقصره ليس له حد معروف في عادات الناس ليرجع إليه ولم يدل على ذلك دليل شرعي ولم يفرق الدليل الشرعي في السجود والبناء بين طول الفصل وقصره ، ولا بين الخروج من المسجد والمكث فيه ، بل قد دخل هو صلى الله عليه وسلم إلى منزله وخرج السرعان من الناس كما تقدم ". ( مجموع الفتاوى 23/43). وقال أيضاً عن خروج السرعان من المسجد : " لا ريب أنه أمرهم بما يعملون . فإما أن يكونوا عادوا أو بعضهم إلى المسجد ، فأتموا معه الصلاة بعد خروجهم من المسجد ، وقولهم قصرت الصلاة ، قصرت الصلاة . وإما أن يكونوا أتموا لأنفسهم لما علموا السنة ، وعلى التقديرين فقد أتموا بعد العمل الكثير ، والخروج من المسجد . وأما أن يقال : إنهم أمروا باستئناف الصلاة : فهذا لم ينقله أحد ولو أمر به لنقل ، ولا ذنب لهم فيما فعلوا ". ( مجموع الفتاوى 23/40ـ41) .
ثامناً : هذا التفصيل في السجود قبل السلام وبعده هل هو على الوجوب أو على الاستحباب ؟
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ذهب كثير من أتباع الأئمة الأربعة إلى أن النزاع إنما هو في الاستحباب ، وأنه لو سجد للجميع قبل السلام ، أو بعده جاز .
والقول الثاني : أن ما شرعه قبل السلام يجب فعله قبله ، وما شرعه بعده لا يفعل إلا بعده . وعلى هذا يدل كلام أحمد وغيره من الأئمة وهو الصحيح .. فهذا أمر فيه بالسلام ثم بالسجود ، وذلك أمر فيه بالسجود قبل السلام ، وكلاهما أمر منه يقتضي الإيجاب .. .
ولكن من سجد قبل السلام مطلقاً ، أو بعده مطلقاً متأولاً فلا شيء عليه ، وإن تبين له فيما بعد السنة استأنف العمل فيما تبين له ، ولا إعادة عليه ". ( مجموع الفتاوى23/36ـ37) .
مسألة : من نسي التشهد الأول وذكره أثناء الصلاة ، فلا يخلوا من حالين :
الحال الأولى : أن يتذكر التشهد الأول بعد ما استتم قائماً في الركعة الثالثة . فهذا يتم صلاته ، ويسجد للسهو قبل السلام جبراً لنقص هذا الواجب .
الحال الثانية : أن يتذكره أثناء النهوض ، وقبل أن يستتم قائماً ؛ فالواجب عليه أن يرجع فيجلس للتشهد ، ولا يلزم في هذه الحالة سجود سهو .
والدليل على هذا التفصيل ما رواه قيس بن أبي حازم قال : " صلى بنا المغيرة بن شعبة ، فقام من الركعتين قائماً ، فقلنا سبحان الله ، فأومأ وقال : سبحان الله ، فمضى في صلاته ، فلما قضى صلاته سجد سجدتين وهو جالس ، ثم قال : صلى بنا رسول الله فاستوى قائماً من جلوسه فمضى في صلاته ، فلما قضى صلاته سجد سجدتين وهو جالس ثم قال : إذا صلى أحدكم فقام من الجلوس ، فإن لم يستتم قائماً فليجلس ، وليس عليه سجدتان ، فإن استوى قائماً فليمض في صلاته وليسجد سجدتين وهو جالس " أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/440) قال : " حدثنا ابن مرزوق ( وهو إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي ) قال : حدثنا أبو عامر ( وهو عبدالملك بن عمرو العقدي ) ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن المغيرة بن شبيل ، عن قيس بن أبي حازم به " وهذا إسناد جيد . قال الألباني في الإرواء (2/110) : " إسناده صحيح ، رجاله كلهم ثقات "
مسألة : قال ابن المنذر : " وأجمعوا على أن ليس على من سها خلف الإمام سجود . وانفرد مكحول وقال عليه " . ( الإجماع لابن المنذر ص8 ) و انظر المغني (2/439).
ولم ينقل عن الصحابة أنهم كانوا ينفردون بسجود السهو خلف إمامهم وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، والسهو في الصلاة لا يسلم منه البشر ، مع كثرة المصلين خلف النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ، واستمرار الصلاة خلفه أكثر من عشر سنوات فيبعد جداً أن لا يقع من أحدهم سهو وهو مؤتم . ولو سجدوا لنقل إلينا لتوافر دواعي النقل .
مسألة : إذا سجد المصلي للسهو بعد السلام ؛ فإنه يسلم بعد سجود السهو ، ولا يتشهد على الصحيح من قولي العلماء وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في سجود السهو من قوله وفعله وليس في شيء منها حديث صحيح أنه تشهد أو أمر به . قال النووي عن التشهد بعد سجود السهو : " لم يصح فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء" اهـ.
أما حديث عمران بن حصين رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم سها فسجد سجدتين ، ثم تشهد ، ثم سلم " أخرجه أبو داود والترمذي . فإن قوله " ثم تشهد " زيادة شاذة تفرد بها أشعث بن عبدالملك عن محمد بن سيرين . وقد رواه جمع من الثقات عن ابن سيرين دون هذه الزيادة . وممن حكم بشذوذها البيهقي وابن عبدالبر وابن حجر ، ومن المعاصرين الألباني في الإرواء (2/128).
قال ابن حجر : " وضعفه البيهقي وابن عبد البر وغيرهما ، ووَهَّموا رواية أشعث لمخالفته غيرَه من الثقات عن ابن سيرين ، فإن المحفوظ عن ابن سيرين في حديث عمران ليس فيه ذكر التشهد ، وروى السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضاً في هذه القصة : قلت لابن سيرين : فالتشهد ؟ قال : لم أسمع في التشهد شيئاً .اهـ فصارت بزيادة أشعث شاذة ، ولهذا قال ابن المنذر : لا أحسب التشهد في سجود السهو يثبت . لكن ورد في التشهد في سجود السهو عن ابن مسعود عند أبي داود والنسائي ، وعن المغيرة عند البيهقي ، وفي إسنادهما ضعف . فقد يقال إن الأحاديث الثلاثة في التشهد باجتماعها ترتقي إلى درجة الحسن .قال العلائي : وليس ذلك ببعيد ، وقد صح عن ابن مسعود من قوله . أخرجه ابن أبي شيبة " (الفتح 2/79).
فالتشهد عند ابن المنذر و العلائي محتمل للتحسين ، لكنهما لم يجزما به . والأصل في العبادات هو المنع حتى يتبين ثبوت الدليل .
مسألة : قال ابن قدامة : " ولا يشرع السجود للسهو في صلاة جنازة .. ولا في سجود تلاوة .. ولا في سجود سهو . نص عليه أحمد . وقال إسحاق : هو إجماع " ( المغني 2/444).
وبهذا ينتهي الموضوع والحمد لله وصلى الله على رسول الله .
------------------
(1) والمراد بالنقص هنا ترك الواجب : كترك التشهد الأول ، والجلوس له ، وتكبيرات الانتقال ، وقول سبحان ربي العظيم في الركوع ، وقول سبحان ربي الأعلى في السجود ، وقو ربي اغفر لي في الجلوس بين السجدتين . فمن ترك شيئاً من ذلك فإنه يجبر بسجود السهو قبل السلام .
اخو شما
12 - 06 - 2004, 03:30
بارك الله فيك اخي المناضل
ورفع قدرك ونفع بعلمك
وكتب لك الاجر
السبع الحر
12 - 06 - 2004, 05:08
ماحكم وضع الصور كصور الصالحين او المجاهدين او اي صور مثل صورة اسامه بن لادن اللي في اسفل مواضيع الاخ شامان مع احترامي الشديد له وللجميع .
عديل الروح
13 - 06 - 2004, 00:11
شيخي الفاضل / المناضل .. حفظك الله ..
بارك الله فيك وفي علمك .. ونفع بك ..
أشكر لك الإجابة الكافية الشافية .. والإضافات المستفيضة .
أسأل الله أن ينفع بها كل من قرأها .. ومن أجاب عليها .. ( وسائلها ) .
ياشيخ / ماكتبته رسالة قيمة .. أتمنى من أعضاء المنتدى وزواره طباعتها وتوزيعها والتدارس بها في مجالس ذكرهم
ومن كان معلماً عليه بالاحتفاظ بنسخة منها لإفادة طلابه ،، والتزود بها كمرجع في شرح درس سجود السهو في المقرر
الدراسي ..
مرة أخرى ، وكثيراً ، شكراً لك شيخي ..
الشمالي
24 - 06 - 2004, 11:48
جيت صلاه الجمعه وكبرت والمطوع يقرى التحيات ويوم قفظ قمت وصليت ركعتين والي جنبي يقول لازم اني اصلي اربع وش رايك
ab0_s3d
06 - 08 - 2004, 23:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر الاخ الفاضل اخو شما، كما أشكر الاخ الفاضل المناضل
جزاكم الله كل خير.
ليس عندي في الوقت الحالي أي سؤال،
ولاكن احببت ان اسجل حضوري في هذا الموضوع القيم.
اخو شما
08 - 08 - 2004, 06:06
هلا اخوي ابو سعد
شاكر لك حضورك الجميل
بارك الله فيك
بحر الشوق
08 - 08 - 2004, 23:01
عندي سؤال صغيييييييييير يا فضيلة الشيخ
عن بطاقتك الشخصية ولا عليك امر وبيض الله وجهك وجزاك الله خير
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir