خيَّال الغلباء
19 - 03 - 2009, 13:45
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن المكر ما نفع :-
لا تخش مكر الناس بك ما دمت واثقاً بربك مطمئناً لما يجريه عليك من قضائه وقدره فكم من ماكر أعاد الله مكره عليه وكم من كائد رد الله كيده إلى نحره وكم من حافر للناس حفرة أوقعه الله فيها والقرآن الكريم يبث في نفوسنا الطمأنينة حتى لا نخاف مكر الماكرين ولا نخشى كيد الكائدين حيث يقول الله عز وجل : " ... ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " ( 43 : فاطر ) وقد أجمع القرشيون مكرهم وتداولوا بينهم كيدهم وأصروا على قتل الصادق الأمين ليلة هجرته بعد أن تآمروا عليه في دار الندوة وعرضوا أكثر من مقترح للخلاص منه صلى الله تعالى عليه وسلم إلا أن الله خيب سعيهم ورد عليهم كيدهم ونجى سيد المتوكلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من مكرهم : " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ( الأنفال : 30 ) وقد فتح الله باب الأمل واسعاً لكل المؤمنين حتى لا نقول أن هذا من خصوصيات الأنبياء حيث يقول عز وجل : " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " ( 173,174 آل عمران ) ويقول / جعفر الصادق واعظا في هذا المجال في حكم رائعة فيما فهمته من معناها : عجبت لمن خاف اجتماع الناس ضده وتآمرهم عليه كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى : " حسبتا الله ونعم الوكيل " فإني سمعت الله بعدها يقول : " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ". وعجبت لمن خاف مكر الناس به كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " فإني سمعت الله بعدها يقول : " فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ". ولنا فيما حدث ليوسف عليه السلام العجب العجاب حيث أتاه المكر من أقرب الناس إليه وأولاهم به ( إخوته ) أولاً ثم من امرأة العزيز ثانياً فهاهم إخوته ـ عليه السلام ـ تدفعهم الغيرة منه للكيد به والخلاص منه إلا أن الله حول كيدهم به كيداً له ( أي لصالحه ) عليه السلام وصار قاع الجب أول مراتب الصعود إلى الحكم والملك حيث وصل بهذا إلى بيت عزيز مصر وعندما كادت له امرأة العزيز والنسوة أتباعها ودخل السجن ممكوراً به مظلوماً مؤثراً السجن على المعصية صابراً محتسباً خرج منه مرفوع الرأس مكرماً منصوراً وكتب أحد الصالحين إلى صديق له سجن ظلماً مبشراً له ومسرياً عنه :-
أما في نبي الله يوسف عبرة
= لمثلك محبوساً على الأثر والفتك
أقام جميل الصبر في السجن ساعة
= فآل به الصبر الجميل إلى الملك
والمؤمن الواثق بربه يصبر بيقين ويأوي إلى ربه منتظراً ما عنده من رد لمكر الماكرين وكيد الكائدين وأعوانهم وأحلافهم الراضين سلوكهم عالما بأن الله يغار على عباده الصابرين الذين يفوضون أمرهم إليه متيقنا من تنجيه الله له . يقول الله عز وجل مثلجا الصدور ومطيباً الخواطر واعداً المحتسبين متوعداً الماكرين : " ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون " (النمل 50 : 53 ) نعم إن الإنسان المؤمن يفوض أمره لله راضياً محتسبا ما عنده سبحانه وتعالى من تصريف الأمور برحمته وتدبيرها بحكمته مهما كان حجم المكر أو شأن الماكر وبذلك تستريح نفسه ويطمئن قلبه ويهنأ باله يقول تعالى : " وقد مكروا وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام " ( إبراهيم 46 ، 47 ) يقول أحد الذين على ربهم يتوكلون متمثلاً ما فهمه من إلهام الله الساري إلى قلوب عباده المؤمنين :-
لا تدبر لنفسك أمرا
= فأولو التدبير هلكى
سلم الأمر تجدنا
= نحن أولى بك منك
إن معية الله لا تفارق عبده المؤمن ومن كان الله معه فمن عليه ؟ فما عليه إلا أن يصبر الصبر الجميل متأسياً بأعظم الرسل وسيد الخلق حين خاطبه ربه ومولاه قائلاً : " واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " ( النحل 127 ، 128 ) فما على المؤمن إلا أن يفوض أمره إلى الله ويقر عينه بما عنده سبحانه معتزاً بما لديه من خير وفضل واثقاً ببوار وبطلان ما يحاك له من مكر " من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور " ( فاطر : 10 ) قال الشاعر في هذا الشأن :-
لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري
= ولا الأمور التي تجري بتقديري
لي خالق رازق ما شاء يفعل بي
= ألطافه بي جرت من قبل تصويري
فسبحان من أحرى لطفه بنا قبل وعينا ويجري ألطافه بنا من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم والعاقل من يتذكر ويتعظ . ولو تفكر من يريد المكر في عاقبة أمره بوعي مستنير وحس صادق وعلم أن ما عند الله يجري بمقادير وتأمل ما جرى وما يجري حوله من أحداث وتقلبات وسأل نفسه موبخاً لها وعرض عليها ما حدث للماكرين من تدمير لحياتهم في الدنيا وما سيحدث لهم من عقاب في الآخرة لابتعد عن المكر فاراً من خزي الدنيا وعذاب الآخرة نسأل الله أن يرد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين بمنه وفضله ورحمته . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
ومن المكر ما نفع :-
لا تخش مكر الناس بك ما دمت واثقاً بربك مطمئناً لما يجريه عليك من قضائه وقدره فكم من ماكر أعاد الله مكره عليه وكم من كائد رد الله كيده إلى نحره وكم من حافر للناس حفرة أوقعه الله فيها والقرآن الكريم يبث في نفوسنا الطمأنينة حتى لا نخاف مكر الماكرين ولا نخشى كيد الكائدين حيث يقول الله عز وجل : " ... ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " ( 43 : فاطر ) وقد أجمع القرشيون مكرهم وتداولوا بينهم كيدهم وأصروا على قتل الصادق الأمين ليلة هجرته بعد أن تآمروا عليه في دار الندوة وعرضوا أكثر من مقترح للخلاص منه صلى الله تعالى عليه وسلم إلا أن الله خيب سعيهم ورد عليهم كيدهم ونجى سيد المتوكلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من مكرهم : " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ( الأنفال : 30 ) وقد فتح الله باب الأمل واسعاً لكل المؤمنين حتى لا نقول أن هذا من خصوصيات الأنبياء حيث يقول عز وجل : " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " ( 173,174 آل عمران ) ويقول / جعفر الصادق واعظا في هذا المجال في حكم رائعة فيما فهمته من معناها : عجبت لمن خاف اجتماع الناس ضده وتآمرهم عليه كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى : " حسبتا الله ونعم الوكيل " فإني سمعت الله بعدها يقول : " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ". وعجبت لمن خاف مكر الناس به كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " فإني سمعت الله بعدها يقول : " فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ". ولنا فيما حدث ليوسف عليه السلام العجب العجاب حيث أتاه المكر من أقرب الناس إليه وأولاهم به ( إخوته ) أولاً ثم من امرأة العزيز ثانياً فهاهم إخوته ـ عليه السلام ـ تدفعهم الغيرة منه للكيد به والخلاص منه إلا أن الله حول كيدهم به كيداً له ( أي لصالحه ) عليه السلام وصار قاع الجب أول مراتب الصعود إلى الحكم والملك حيث وصل بهذا إلى بيت عزيز مصر وعندما كادت له امرأة العزيز والنسوة أتباعها ودخل السجن ممكوراً به مظلوماً مؤثراً السجن على المعصية صابراً محتسباً خرج منه مرفوع الرأس مكرماً منصوراً وكتب أحد الصالحين إلى صديق له سجن ظلماً مبشراً له ومسرياً عنه :-
أما في نبي الله يوسف عبرة
= لمثلك محبوساً على الأثر والفتك
أقام جميل الصبر في السجن ساعة
= فآل به الصبر الجميل إلى الملك
والمؤمن الواثق بربه يصبر بيقين ويأوي إلى ربه منتظراً ما عنده من رد لمكر الماكرين وكيد الكائدين وأعوانهم وأحلافهم الراضين سلوكهم عالما بأن الله يغار على عباده الصابرين الذين يفوضون أمرهم إليه متيقنا من تنجيه الله له . يقول الله عز وجل مثلجا الصدور ومطيباً الخواطر واعداً المحتسبين متوعداً الماكرين : " ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون " (النمل 50 : 53 ) نعم إن الإنسان المؤمن يفوض أمره لله راضياً محتسبا ما عنده سبحانه وتعالى من تصريف الأمور برحمته وتدبيرها بحكمته مهما كان حجم المكر أو شأن الماكر وبذلك تستريح نفسه ويطمئن قلبه ويهنأ باله يقول تعالى : " وقد مكروا وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام " ( إبراهيم 46 ، 47 ) يقول أحد الذين على ربهم يتوكلون متمثلاً ما فهمه من إلهام الله الساري إلى قلوب عباده المؤمنين :-
لا تدبر لنفسك أمرا
= فأولو التدبير هلكى
سلم الأمر تجدنا
= نحن أولى بك منك
إن معية الله لا تفارق عبده المؤمن ومن كان الله معه فمن عليه ؟ فما عليه إلا أن يصبر الصبر الجميل متأسياً بأعظم الرسل وسيد الخلق حين خاطبه ربه ومولاه قائلاً : " واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " ( النحل 127 ، 128 ) فما على المؤمن إلا أن يفوض أمره إلى الله ويقر عينه بما عنده سبحانه معتزاً بما لديه من خير وفضل واثقاً ببوار وبطلان ما يحاك له من مكر " من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور " ( فاطر : 10 ) قال الشاعر في هذا الشأن :-
لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري
= ولا الأمور التي تجري بتقديري
لي خالق رازق ما شاء يفعل بي
= ألطافه بي جرت من قبل تصويري
فسبحان من أحرى لطفه بنا قبل وعينا ويجري ألطافه بنا من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم والعاقل من يتذكر ويتعظ . ولو تفكر من يريد المكر في عاقبة أمره بوعي مستنير وحس صادق وعلم أن ما عند الله يجري بمقادير وتأمل ما جرى وما يجري حوله من أحداث وتقلبات وسأل نفسه موبخاً لها وعرض عليها ما حدث للماكرين من تدمير لحياتهم في الدنيا وما سيحدث لهم من عقاب في الآخرة لابتعد عن المكر فاراً من خزي الدنيا وعذاب الآخرة نسأل الله أن يرد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين بمنه وفضله ورحمته . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .