خيَّال الغلباء
27 - 03 - 2009, 14:55
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن الشيخ / عثمان بن بشر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته قد قال في كتابه عنوان المجد في تاريخ : نجد ثُمَّ دَخَلت السَّنة السَّابعة بعد المائتين والألف وَفيهَا سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع نواحي نجد وعربانها وقصد ناحية الشمال يريد عربان بني خالد وهم على الجهرا الماء المعروف فلما قرب منهم وجد آثار الجيوش والخيل غازية وعادية من تلك العربان المقصودة وكان بنو خالد تابعوا / براك بن عبدالمحسن وطردوا أولاد عريعر وذويهم فلما تولى عليهم براك نهض بهم تلك الغزوة ونهض معه جميع بني خالد وورد اللصافة الماء المعروف فأغار منها على عربان من سبيع وغيرهم فأخذ منهم إبلاً كثيرة فلما وجد سعود آثارهم عادين نزل بالمسلمين ليختبر آثارا أمر هؤلاء الجنود فأخبره صلبي من هتيم أن هذا / براك بن عبدالمحسن وجنوده من بني خالد فأرسل سعود إلى رؤساء المسلمين واستشارهم في النفير أو الحضير فقال له رؤساء العربان انهض وشن الغارة على أهليهم وخذ أموالهم ومواشيهم ومحلهم فليس دونها صادّ ولا راد فتكلم / حجيلان بن حمد فقال : كلٌّ على ما يريد يشير وهؤلاء المشيرون مقصدهم الغنيمة ونحن مقصدنا عز الإسلام والمسلمين كما يقال في الأمثال : الأولى رأس الحية يا موسى انهض بالمسلمين في ساقة هذه الشوكة فإن أظفرك الله بهم لم يقم بعدها لبني خالد قائمة حتى الحسا بيدك وأعطاك الله من الأموال ما هو خيرٌ مما في محلتهم وأحلاسهم وهؤلاء الجنود رؤساء بني خالد ورجالهم وشوكتهم فنهض سعود بجنود المسلمين وتبع ساقتهم وورد ماء اللصافة فوجد آثار الجيوش صادرة منها فنزل على الماء وتحقق أن قفولهم عليه أو على اللّهابة أو القرعاء وكانت موارداً قريباً بعضها من بعض فبعث سعود خيلاً إلى اللهابة وخيلاً إلى القرعاء خوفاً أن يردونها وهو لا يعلم ورتب عيونا لقفولهم فلم يلبثوا إلا أن أقبلت عليهم جموع بني خالد واردين كأنها قطع الليل فنهض المسلمون فرسان وركباناً فلم يثبتوا لهم ساعة واحدة حتى انهزمُوا لا يلوى أحد على أحد ولا والد على ما ولد فتبعهم المسلمون في ساقتهم يقتلون ويغنمون واستأصلوا تلك الجمُوع قتلاً ونهباً وانهزم / براك بن عبدالمحسن ومعهُ شر ذمةٌ قليلة من الخيالة إلى المنتفق وهلك من بني خالد في هذه الوقعة بين القتل والظمأ خلايق كثيرة قيل إنَّهُ أكثر من ألف رجل وأخذ جميع ركابهم وخيلهم وأزوادهم وأمتاعهم وفرشهم وجميع ما معهم والخيل أكثر من مائتي فرس وحاز سعود تلك الغنائم وأخذ خمسها وقسم الباقي في المسلمين للراجل سهمٌ وللفارس سهمان ولم يقم لبني خالد بعد هذه الوقعة العظمى قائمة وتسمى هذه الوقعة وقعة : ( الشيَّط ) والشيط موضع معروف شرقي ماء اللصافة ولمّا بلغ أهل الأحساء خبر هذه الوقعة وقع الرعبُ في قلوبهم وخافوا خوفاً عظيماً ثُمَّ إِنَّ سعودا رحل بجنود المسلمين وقصد ناحية الأحساء وأرسل أمامه / غنيم أبا العلا من عتيبة و / مهوس بن شقير إلى أهل الأحساء يدعوهم إلى دين الله ورسوله والمبايعة والسمع والطاعة وأرسل خلفهم سعود / ابن غيث ومعه جيش من المسلمين يترصدون للهارب من الأحساء فصادفوا غزواً من أهل عُمَان ومعهم خيل وإبل فقتلوهم وأخذوا ما معهم وهم يزيدون على المائة فسار سعود ونزل الردينية الماء المعروف في الطف وأقام عليه أياماً وأتته المكاتبات مع رسله من أهل الأحساء يدعونه إليه ليبايعوه فارتحل منها وسار إلى الأحساء ونزل : ( عين نجم ) خارج البلد فخرج إليه أهلها وبايعوه على دين الله ورسوله والسمع والطاعة ودخل المسلمون الأحساء وهدموا جميع ما فيه من القباب والمشاهد التي على القبور والمواضع الشركية فلم يتركوا لها أثراً وأقام سعود قريباً من شهر ورتب أئمة المساجد وأمرهم بالمواظبة على الصلوات وإقامة الجمع والجماعات ونادى بإبطال جميع المعاملات الربويّة وما خالف الشرع وإفساد الحيل ورتب الدروس وجعل فيهم رجالاً علماء من قومه يعلمونهم التوحيد ويذاكرونهم فيه ويعلمونهم أصول الإسلام وهم / عبدالله بن فاضل و / إبراهيم بن حسن بن عيدان وأمير المرابطة / محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن خريف و / حمد بن حسين بن سبيت وجعل في الثغور مرابطة ثُمَّ أن سعوداً رحمه الله ارتحل من الأحساء قافلاً ونزل نطاع الماء المعروف في الطف وأقام عليه أكثر من شهر وكان أهل الأحساء قد أبطنوا الغدر والارتداد وقتل من كان عندهم من العلماء المعلّمة والأمير وصاحب بيت المال وهم نحو ثلاثون رجلاً فأجمعُوا على ذلك فقتلوا الأمير / محمد الحملي ونهبوا بيته و / ابن سبيت ونهبوا بيته وقتلوا باقيهم وجروهم في الأسواق وفعلوا بهم أفعالاً قبيحة وكان / محمد بن غشيان ورجال معه جعلهم سعود في كوت الحصار مرابطة فمر بهم أهل الأحساء وأقاموا أياماً محصورين فثبتهم الله تعالى وخرج إليهم / ابن غشيان وقتل منهم أربعة رجال فلما قَلَّ عليهم الزهاب والزهبة هربوا منه في الليل وقصدوا مأمنهم واستولى على الأحساء / زيد بن عريعر واستوطن البلد فلما بلغ سعود ذلك الخبر وهو على مائه ذلك استشار المسلمين فمنهم من أشار بالمسير إلى الأحساء ومنهم من أشار بالقفول فعزم على القفول لأنه رحمه الله يحب الأناءة ويكره مبادرة أهل الشر عند أول شرهم فقفل راجعاً إلى وطنه وأذن لأهل النواحي يرجعون إلى أوطانهم وكان الذي اجتمع لهذا الغدر / محمد بن سعدون و / حمد بن عبدالعزيز ومن العتبان / مهيني بن عمران ومن أهل الهفوف / سعد بن ملحم و / ابن عفات و / الجنابي و / علي بن أحمد بن حبيل و / صالح النجار فتعاطوا هذا الغدر وشفى الله صدور المسلمين من هؤلاء يوم الرقيقة قتلاً وجلاء . منقول والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن الشيخ / عثمان بن بشر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته قد قال في كتابه عنوان المجد في تاريخ : نجد ثُمَّ دَخَلت السَّنة السَّابعة بعد المائتين والألف وَفيهَا سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع نواحي نجد وعربانها وقصد ناحية الشمال يريد عربان بني خالد وهم على الجهرا الماء المعروف فلما قرب منهم وجد آثار الجيوش والخيل غازية وعادية من تلك العربان المقصودة وكان بنو خالد تابعوا / براك بن عبدالمحسن وطردوا أولاد عريعر وذويهم فلما تولى عليهم براك نهض بهم تلك الغزوة ونهض معه جميع بني خالد وورد اللصافة الماء المعروف فأغار منها على عربان من سبيع وغيرهم فأخذ منهم إبلاً كثيرة فلما وجد سعود آثارهم عادين نزل بالمسلمين ليختبر آثارا أمر هؤلاء الجنود فأخبره صلبي من هتيم أن هذا / براك بن عبدالمحسن وجنوده من بني خالد فأرسل سعود إلى رؤساء المسلمين واستشارهم في النفير أو الحضير فقال له رؤساء العربان انهض وشن الغارة على أهليهم وخذ أموالهم ومواشيهم ومحلهم فليس دونها صادّ ولا راد فتكلم / حجيلان بن حمد فقال : كلٌّ على ما يريد يشير وهؤلاء المشيرون مقصدهم الغنيمة ونحن مقصدنا عز الإسلام والمسلمين كما يقال في الأمثال : الأولى رأس الحية يا موسى انهض بالمسلمين في ساقة هذه الشوكة فإن أظفرك الله بهم لم يقم بعدها لبني خالد قائمة حتى الحسا بيدك وأعطاك الله من الأموال ما هو خيرٌ مما في محلتهم وأحلاسهم وهؤلاء الجنود رؤساء بني خالد ورجالهم وشوكتهم فنهض سعود بجنود المسلمين وتبع ساقتهم وورد ماء اللصافة فوجد آثار الجيوش صادرة منها فنزل على الماء وتحقق أن قفولهم عليه أو على اللّهابة أو القرعاء وكانت موارداً قريباً بعضها من بعض فبعث سعود خيلاً إلى اللهابة وخيلاً إلى القرعاء خوفاً أن يردونها وهو لا يعلم ورتب عيونا لقفولهم فلم يلبثوا إلا أن أقبلت عليهم جموع بني خالد واردين كأنها قطع الليل فنهض المسلمون فرسان وركباناً فلم يثبتوا لهم ساعة واحدة حتى انهزمُوا لا يلوى أحد على أحد ولا والد على ما ولد فتبعهم المسلمون في ساقتهم يقتلون ويغنمون واستأصلوا تلك الجمُوع قتلاً ونهباً وانهزم / براك بن عبدالمحسن ومعهُ شر ذمةٌ قليلة من الخيالة إلى المنتفق وهلك من بني خالد في هذه الوقعة بين القتل والظمأ خلايق كثيرة قيل إنَّهُ أكثر من ألف رجل وأخذ جميع ركابهم وخيلهم وأزوادهم وأمتاعهم وفرشهم وجميع ما معهم والخيل أكثر من مائتي فرس وحاز سعود تلك الغنائم وأخذ خمسها وقسم الباقي في المسلمين للراجل سهمٌ وللفارس سهمان ولم يقم لبني خالد بعد هذه الوقعة العظمى قائمة وتسمى هذه الوقعة وقعة : ( الشيَّط ) والشيط موضع معروف شرقي ماء اللصافة ولمّا بلغ أهل الأحساء خبر هذه الوقعة وقع الرعبُ في قلوبهم وخافوا خوفاً عظيماً ثُمَّ إِنَّ سعودا رحل بجنود المسلمين وقصد ناحية الأحساء وأرسل أمامه / غنيم أبا العلا من عتيبة و / مهوس بن شقير إلى أهل الأحساء يدعوهم إلى دين الله ورسوله والمبايعة والسمع والطاعة وأرسل خلفهم سعود / ابن غيث ومعه جيش من المسلمين يترصدون للهارب من الأحساء فصادفوا غزواً من أهل عُمَان ومعهم خيل وإبل فقتلوهم وأخذوا ما معهم وهم يزيدون على المائة فسار سعود ونزل الردينية الماء المعروف في الطف وأقام عليه أياماً وأتته المكاتبات مع رسله من أهل الأحساء يدعونه إليه ليبايعوه فارتحل منها وسار إلى الأحساء ونزل : ( عين نجم ) خارج البلد فخرج إليه أهلها وبايعوه على دين الله ورسوله والسمع والطاعة ودخل المسلمون الأحساء وهدموا جميع ما فيه من القباب والمشاهد التي على القبور والمواضع الشركية فلم يتركوا لها أثراً وأقام سعود قريباً من شهر ورتب أئمة المساجد وأمرهم بالمواظبة على الصلوات وإقامة الجمع والجماعات ونادى بإبطال جميع المعاملات الربويّة وما خالف الشرع وإفساد الحيل ورتب الدروس وجعل فيهم رجالاً علماء من قومه يعلمونهم التوحيد ويذاكرونهم فيه ويعلمونهم أصول الإسلام وهم / عبدالله بن فاضل و / إبراهيم بن حسن بن عيدان وأمير المرابطة / محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن خريف و / حمد بن حسين بن سبيت وجعل في الثغور مرابطة ثُمَّ أن سعوداً رحمه الله ارتحل من الأحساء قافلاً ونزل نطاع الماء المعروف في الطف وأقام عليه أكثر من شهر وكان أهل الأحساء قد أبطنوا الغدر والارتداد وقتل من كان عندهم من العلماء المعلّمة والأمير وصاحب بيت المال وهم نحو ثلاثون رجلاً فأجمعُوا على ذلك فقتلوا الأمير / محمد الحملي ونهبوا بيته و / ابن سبيت ونهبوا بيته وقتلوا باقيهم وجروهم في الأسواق وفعلوا بهم أفعالاً قبيحة وكان / محمد بن غشيان ورجال معه جعلهم سعود في كوت الحصار مرابطة فمر بهم أهل الأحساء وأقاموا أياماً محصورين فثبتهم الله تعالى وخرج إليهم / ابن غشيان وقتل منهم أربعة رجال فلما قَلَّ عليهم الزهاب والزهبة هربوا منه في الليل وقصدوا مأمنهم واستولى على الأحساء / زيد بن عريعر واستوطن البلد فلما بلغ سعود ذلك الخبر وهو على مائه ذلك استشار المسلمين فمنهم من أشار بالمسير إلى الأحساء ومنهم من أشار بالقفول فعزم على القفول لأنه رحمه الله يحب الأناءة ويكره مبادرة أهل الشر عند أول شرهم فقفل راجعاً إلى وطنه وأذن لأهل النواحي يرجعون إلى أوطانهم وكان الذي اجتمع لهذا الغدر / محمد بن سعدون و / حمد بن عبدالعزيز ومن العتبان / مهيني بن عمران ومن أهل الهفوف / سعد بن ملحم و / ابن عفات و / الجنابي و / علي بن أحمد بن حبيل و / صالح النجار فتعاطوا هذا الغدر وشفى الله صدور المسلمين من هؤلاء يوم الرقيقة قتلاً وجلاء . منقول والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .