تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ولى زمن الكسل فأخدم مجتمعك بأحد هذه الطرق


مفتي الغلبا
30 - 03 - 2009, 23:28
ايها الاخوة كفانا تقهقر وتضلع بغفلة واخلاد الى الدنيا ويجب ان لا تبرد عزائمنا في خدمة ديننا وامتنا فإن من اهتم بالمتاجرة بالاراضي فهو بالدنيا راضي ومن انشغل بانقاذ الناس وادخالهم الجنة دخل الجنة وحري بالمسلم ان لا يمر يوم الا واستعمل الوسائل التالية او معظمها لخدمة دينه وأمته:
1ـ المخالطة للناس والشعور بشعورهم ومعايشة أوضاعهم ، وهذا من سنن الأنبياء والمرسلين ، ولهذا فقد ظنَّ مشركو قريش أنَّ الرسول يكون متقوقعاً على نفسه ، منكفئاً على ذاته، ولهذا فقد استغربوا معايشته لوضع الناس وأحوالهم ، بل الدخول في أماكن بيعهم وشرائهم لدعوتهم:(وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا) الفرقان(7) ولهذا فمن صفة الرجل الذي يسعى لبناء منهج تغييري رصين ، أن يسند قوله بعمله ، وكلامه بتطبيقه ، وإلزامه للناس بالأسبقيَّة لهم بالفعل والفعال .

2ـ تفعيل جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والانخراط في واقع الناس والجماهير العريضة في الأمَّة الإسلاميَّة ، وتوجيههم وخدمتهم والسعي في مصالحهم وما هم بحاجة إليه ، وقد جاء في الحديث :( لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا) أخرجه الطبراني وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع برقم(176).

3ـ إن استطاع الداعية والمفكِّر أن يصنع موقفاً يمكن أن يعالج به مشكلة تعترض الجماهير أو العامَّة ، بصنع موقف إيجابي ، وتحويل الحدث المأساوي إلى صياغة عمليَّة موفَّقة فإنَّ هذا سبيل مهم ، ودليل على التربية بالموقف والقدوة الفعَّالة ، وقد سلكه رسول الهدى ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ فقد قال : " لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به عن الناس : خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ، ذلك بأن اليد العليا خير من اليد السفلى" أخرجه مسلم.

وحين جاءه رجل يطلب منه ـ عليه الصلاة والسلام ـ مالاً ويشكو إليه داء الفقر وقلَّة ذات اليد ، صنع عليه السلام موقفاً إيجابيا ، وحوَّل فيه النقمة إلى نعمة ، فعن أنس بن مالك أن رجلاً من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- يسأله فقال: أما في بيتك شيء؟ قال: بلى:حِلْس (الحلس : كساء يوضع على ظهر البعير أو يفرش في البيت تحت حر الثياب). نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقعب (والقعب: القدح - الإناء). نشرب فيه الماء. قال: ائتني بهما، فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: من يشتري هذين؟ قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، وقال: من يزيد على درهم؟ -مرتين أو ثلاثًا- قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين، وأعطاهما الأنصاري وقال: اشتر بأحدهما طعامًا وانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدومًا فائتني به، فشد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عودًا بيده ثم قال له: اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يومًا فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشر دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع (والفقر المدقع: الشديد، وأصله من الدقعاء وهو التراب، ومعناه: الفقر الذي يفضي به إلى التراب، أي لا يكون عنده ما يتقي به التراب)، أو لذي غرم مفظع (والغرم المفظع: أن تلزمه الدية الفظيعة الفادحة، فتحل له الصدقة ويعطى من سهم الغارمين، أو لذي دم موجع" (الدم الموجع: كناية عن الدية يتحملها، فترهقه وتوجعه، فتحل له المسألة فيها) أخرجه أبو داود في سننه 2/120 ، والترمذي في جامعه (3/522) وقال: حسن .

فهو هنا عليه السلام صنع له البديل الأفضل ، والطريقة الأمثل لعلاج ما به من فقر وفاقة، وكما يقول المثل الدارج: "لا تطعمني كل يوم سمكة ولكن علمني كيف أصطاد"•
مع أنَّه ـ عليه الصلاة و السلام ـ بإمكانه أن يقول له : يجب عليك أن لا تكثر السؤال، وينبغي عليك أن تعمل ، ولا بدَّ أن تفكِّر في حلِّ مشكلتك ، ويلزمك .... إلى غير ذلك من العبارات التي يتَّسم بها بعض الدعاة والمفكِّرين بدون تقديم حلول واقعيَّة ، وخطط عمليَّة.

4ـ المساهمة بما يعود على المجتمع بالنفع من برامج عملية واقعية يُنقِذ بها هذا الجيل ، ويرسم البرامج الممكن تحويلها لقنطرة العمل والإصلاح الميداني لإعلاء كلمة الله حتى لا نبقى في حيِّز التنظير.
وختاماً : فالأمَّة اليوم بحاجة إلى رجال عمليين ، وبحاجة إلى رجال الساحة ، وبحاجة إلى رجال الجماهير الذين ينخرطون في واقعهم ، ويوجِّهونهم وهم في ساحة العمل والبناء ... والله اسأل ان يعين كل صادق ويخلفه في عمره وذريته ورزقه بركة.

ماجد الشماسي
31 - 03 - 2009, 00:07
جزاك الله خير

مفتي الغلبا
12 - 04 - 2009, 21:04
وجزاك
اسأل الله ان ينفع بها