تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : علم النسب وتطوره


خيَّال الغلباء
01 - 04 - 2009, 14:22
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن النسب لغة : نسب القرابات، وهو القرابة في الآباء خاصة, وجمعها أنساب والنسب اصطلاحا : هو علم يعرف منه أنساب الناس, والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في نسب الأشخاص والاهتمام بالأنساب لم يكن وليد عصر خاص, أو قومية خاصة أو بلد خاص بل هو وليد حاجة الإنسان في عصوره الغابرة، إذ كانت الحاجة تدعو إلى الألفة والتعاطف, وكان تنازع البقاء يخلق أجواء محمومة يحتاج معها الإنسان إلى الحماية والقوة, فهو منيع بعشيرته, عزيز بأقوامه, لذلك اهتم بنسبه ووشائجه وحدبت عليه أصوله فضمته بين أحضانها, تحميه عادية الأبعدين, وترد عنه كيد المعتدين, وقد قص علينا الله تعالى حال نبيين من أنبيائه نعى أحدهما قوته لفقدان العشيرة فقال : ( لو أن لى بكم قوة أو اّوي إلى ركن شديد ) والثاني حمته منعة قومه حتى هابه أعداؤه فقالوا له : ( لولا رهطك لرجمناك ) وقد اعتنى العرب قبل الإسلام وبعده في ضبط أنسابهم إلى أن اختلط العرب بالأعاجم فتعذر ضبط النسب بالآباء لدى الكثيرين فانتسبو ا إلى بلدانهم أو حرفهم أو نحو ذلك, حتى غلب هذا النوع من النسب في بعض البلدان على نسب الأصول والمعرفة بعلم الأنساب من الأمور المطلوبة والمعارف المندوبة لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية والمعالم الدينية فقد وردت الشريعة المطهرة باعتبارها في مواضيع منها العلم بنسب النبي صلى الله عليه وسلم أنه النبي القرشي الهاشمي الذي كان بمكة وهاجر منها إلى المدينة المنورة ولا بد من معرفة ذلك ولا يعذر مسلم في الجهل به ومهنا التعارف بين الناس حتى لا يعتزي أحد إلى غير اّبائه ولا ينتسب إلى سوى أجداده وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) وعلى هذا يترتب أحكام الورثة فيحجب بعضهم بعضا وأحكام الأولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض وأحكام الواقف إذا خص الواقف بعض الأقارب أو بعض الطبقات دون بعض وأحكام العاقلة في الدية حتي يضرب الدية على بعض العصبات دون بعض وما يجري مجرى ذلك فلولا معرفة الأنساب لفات إدراك هذه الأمور وتعذر الوصول إليها ومنه اعتبار النسب في كفاة الزوج والزوجة في النكاح ففي مذهب الإمام الشافعي لا يكافي الهاشمية والمطلبية غيرهما من قريش ولا يكافي القرشية غيرهما من العرب ممن ليس بقرشي وفي الكنانية وجهان أصحهما أن لا يكافئها غيرها ممن ليس بكناني ولا قرشي وفي اعتبار النسب في العجم أيضا وجهان أصحهما الاعتبار وفي مذهب الإمام أبي حنيفة قريش بعضهم أكفاء بعض وبقية العرب بعضهم أكفاء بعض وقال صاحب الدر والحق الإطلاق أما في العجم فلا يعتبر النسب عندهم فإذا لم يعرف النسب تعذرت معرفة الأحكام ومنه مراعاة النسب الشريف في المراة المنكوحة فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المراة لأربع لدينها وحسبها ومالها وجمالها فراعى صلى الله عليه وسلم في المراة المنكوحة الحسب وهو الشرف في الاّباء والعرب كلها ترجع إلى أصلين عدنان وقحطان وكان الملك في الجاهلية لقحطان حتى نقله الإسلام إلى عدنان ولكل واحد منهم فروع وست طبقات : الطبقة الأولى : الشعب وهو النسب الأبعد والطبقة الثانية : وهي القبيلة والطبقة الثالثة : العمارة والطبقة الرابعة : البطون والطبقة الخامسة : الفخذ والطبقة السادسة : الفصيلة . وعلم النسب هو علم معرفة أصول الفرد وفروعه معرفة قد تضيق أحياناً لتقصر على ذكر أسماء الاّباء والأجداد والأبناء والأحفاد وقد تتسع أحياناً أخرى لتبلغ مبلغ الترجمة الوافية لحياتهم وهو من أوثق العلوم ارتباطاً بالعرب في الجاهلية فأمتازوا به على سـائر الأمم براعة في حفظه حتى أدرجوه في كثير من أشعارهم غير أن الغاية من تعلم الأنساب في الجاهلية انصرفت إلى التفاخر والتفاضل والعصبية والهجاء والترغيب في أخذ الثار فلما جاء الإسلام نبذ تلك الغايات وصرف علم النسب لغايات أخرى محمودة كقول النبي صلى الله عليه وسلم : " تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم" لذا وجب عدم الخلط بين غاية البشر من العلم وبين العلم في ذاته بل جاء الإسلام ليدعم علم النسب بمبادئه السامية فمنع أنواعا من الزواج كانت تبلغ مبلغ السفاح كزواج المقت وزواج الأخدان وزواج الإستبضاع كما حرم الزنا والتبني قال تعالى : " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " وحرم ادعاء الرجل لغير أبيه قال صلى الله عليه وسلم : " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام " متفق عليه ولعلم النسب أهمية بالغة في الفقه الإسلامي فعليه تترتب أحكام الوراثة فيحجب بعضهم بعضاً وأحكام الأولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض وأحكام العاقلة في الدية حتى تضرب الدية على بعض العصبة دون بعض وممن برع في علم النسب من الصحابة رضوان الله عليهم : أبو بكر الصديق وأبو الجهم بن حذيفة وجبير بن مطعم وعقيل بن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم وقد سار علم النسب عند العرب من الحفظ في الصدور إلى التدوين فآفة العلم النسيان وقيل : إن أول ما كان ذلك في زمن الخلافة العباسية فألفت العديد من الكتب في هذا المجال كنسب قريش لمصعب بن عبدالله الزبيري " 236 هـ " وأشارف عبدالقيس للمدائني " 225 هـ " وأنساب الأمم للبرقي " 274 هـ " وغيرها وقسمت كتب الأنساب إلى مبسوطات ومشجرات فالمبسوط هو تسطير النسب على السطور وفيه يبدأ بذكر الاّباء ثم الاأبناء ثم الاأحفاد وهكذا ويتمكن للنسابة في المبسوط من الإسهاب في ذكر أخبار الأسـر وتاريخها أما المشجر فهو ما أخذ هيئة الشجرة من تفرعات كالساق والأغصان والأوراق وقيل : أن أول من وضع التشجير الإمام الشافعي رحمه الله وكانت المشجرات في السابق تعتمد على رسم حرف النون أمام اسم الأب ثم تتصل بهذه النون باءات الأبناء فلو أن رجلاً لديه أبناء عديدون ذكر اسم كل منهم ثم لحق باسمه حرف الباء فقط وهذا الباء يمد حتى يصل النون الموجودة أمام اسم الأب مشكلة بذلك كلمة " بن " ثم يلحق باسم الولد الاّخر حرف الباء الذي يمد كذلك ليتصل بذات النون الموجودة أمام اسم الأب وهكذا بقية الأبناء لذا كان يفرق بين المشجر والمبسوط قديما بضرورة ذكر الأبناء أولا في المشجرات لإلحاق حرف الباء بهم ثم يذكر الاّباء ثم الأجداد أما في المبسوط فكما بينا آنفاً يأتي النسابة على ذكر الأب أولاً ثم الأبناء فالأحفاد وفي المشجر لا يسهب النسابة في الترجمة لكل فرد من أفراد أسرة مكتفياً أحياناً بالتاريخ ليوم الوفاة أو ذكر المهنة أو البلد التي يقيم فيها الفرد ثم أخذت كتب الأنساب المشجرة صوراً أخرى كرسم أوراق كأوراق الشجر وتدوين الأسماء بها أو رسم حلقات أو خطوط تصل بين الأبناء والاّباء مما لا يستلزم ذكر الأبناء الأولاد كما في المشجرات القديمة وفيما بعد ظهرت وثائق نسب تخص كل أسرة بذاتها فتقسم ذات الوثيقة إلى ديباجة يحمد الله فيها ويصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسرد النسب مبسوطاً ثم يلحق به المشجر وتزان الوثيقة بتواقيع وتصديقات النسابين والعلماء والأمراء والوجهاء . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

عواكيس
01 - 04 - 2009, 16:36
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

خيَّال الغلباء
01 - 04 - 2009, 21:39
عواكيس جزاك الله خيرا ومن قال ما هان

وطبان
02 - 04 - 2009, 06:28
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

خيَّال الغلباء
02 - 04 - 2009, 18:51
وطبان جزاك الله خيرا ومن قال ما هان

حزم الجلاميد
09 - 04 - 2009, 16:39
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

lion1430
11 - 04 - 2009, 09:12
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

خيَّال الغلباء
11 - 04 - 2009, 18:59
حزم الجلاميد جزاك الله خيرا ومن قال ما هان

خيَّال الغلباء
13 - 04 - 2009, 11:24
الأسد جزاك الله خيرا ومن قال ما هان

حمد ع ح
24 - 04 - 2009, 10:40
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

صامل الميقاف
26 - 04 - 2009, 14:44
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

منسم الحفيات
26 - 04 - 2009, 18:02
مشكور وما قصرت والله لا يهينك

جعد الوبر
30 - 04 - 2009, 16:54
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
05 - 05 - 2009, 00:31
حمد جزاك الله خيرا ومن قال ما هان

خيَّال الغلباء
06 - 05 - 2009, 16:36
بسم الله الرحمن الرحيم

أهمية علم الانساب :-

علم الأنساب واسع جدا وشعبه كثيرة وطويلة للغاية واعتنى به العرب دون غيرهم في الجاهلية والإسلام وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا ترفعوني فوق عدنان كذب النسابون ) قالها ثلاثا فمعرفة النسب مجلبة للعز ومدعاة للقوة فمتى عرفت أفراد من البشر أو قبائل منهم أنهم تلفهم أواصر النسب فإن قلب كل واحد منهم يبيت طاويا على المحبة والحنان للآخر كما تصبح نفسه تنزع للاحتكاك به, والتزلف إليه, وإدنائه منه والأخذ بناصرته, والقيام بما يدفع عنه الضيم ويسد أعوازه, ولا تدور هذه الهاجسة من خلد أي أحد منهم إلا ويجد مثلها من صاحبه, وقد أكد ذلك الإسلام, وبنى مكارم الأخلاق على أسس ما وجده باقياً منها في مجتمع الجاهلية, وبها اّواه عمه أبو طالب لما جفته كفار قريش وإن لم يكن على دينه, وأمر بصلة الرحم, ووعد بالمثوبات الجزيلة عليها, وتوعد من قطعها أو تسبب في قطعها جفاء وغلظة وبها قال : ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ونزل فيه قوله الله تعالى : تأييدا له : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) كما حذر مما يبني على مقاطعتها من الشرور اللاحقة بالأسرة أولا والمجتمع الإسلامي ثانيا مما يلحقه من التأخر والانحطاط عن ركب الإنسانية, ثم يلحقه الفشل في سياسته واقتصاده وقوته الاجتماعية قال الله تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) أي قوتكم, وإلى ذلك يشير حكيم الشعراء بقوله :-

فإنـما الأمـم الأخلاق ما بقــيت
= وإن هـمو ذهـبت أخلاقهم ذهـبوا

فبإضاعتها يخسر المسلم دنياه وآخرته وذلك هو الخسران المبين ومن أجل ذلك كان النسب أساس الشرف الدنيوي والأخروي وجذور الفضيلة, ومناط الفخر, ومرتكز لواء العظمة ومنبثق روائها, وبه يعرف الصميم من اللصيق, والمفتعل من العريق فيذاذ عن حوزة الخطر من ليس له بكفء ويزوي عن حومته من أقصته السفالة والرذائل, ومن أجل صيانة النسب جاءت الحنيفية البيضاء بإكرام الشريف, وتحري المنابت الكريمة في الزواج وأداء حق الرسالة بالمودة في القربى .

وهل تعرف القبائل والأفخاذ والفصائل التي هي موضوع علم الأنساب إلا بواسطة الأرحام الموصولة ومن أجلها أمر الله نبيه الأعظم أن يبدأ بها في تبليغ الرسالة, فقال الله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ليكونوا ردءاً على دعوته, وحصنا من عادية العتاة من قومه وكانت حصانة الأسرة معروفة بين الأمم, فقال الله تعالى في المتمردين من قوم شعيب عليه الصلاه والسلام : ( ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ) وقال الله تعالى في حق موسى عليه الصلاة والسلام : ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوي فوكزه موسى فقضى عليه ) ومن الاعتناء بالأسرة والعشيرة وصية أمير المومنين / علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه لولده الحسن رضي الله عنه وأرضاه وهي قوله : ( أكرم عشيرتك, فإنهم جناحك الذي به تطير, وأصلك الذي إليه تصير, ويدك التي بهل تصول, ولا يستغني الرجل عن عشيرته وإن كان ذا مال, فإنه يحتاج إلى دفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم, وهي أعظم الناس حيطة من ورائه والمهم لشعثه, وأعظمهم عليه إن نزلت به نازلة أو حلت به مصيبة, ومن يقبض يده عن عشيرته, فإنما يقبض عنهم يداً واحدة وتقبض عنه أيد كثيرة ) يعني باليد الجود, وبالجود ينفعل الوجود .

وأوجبت الشريعة دية قتل الخطا على العائلة وبالجملة فإن علم الأنساب من أهم ما يجب تحصيله على العالم وأن يطلبه للدنيا والدين, خلافا لقولهم علم الأنساب علم لا ينفع وجهالة لا تضر, لأن الله تعالى يقول : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ويجب على العالم أن يتعلمه للتهذيب والفضيلة والأخلاق الكريمة ومن أول من أفرد علم الأنساب بالتأليف وألف فيه كثيرا النسابة والتاء فيه لتاكيد المبالغة أبو المنذر / هشام بن محمد السائب الكلبي المتوفى سنة 206 للهجرة أخذ عن أبيه أبي النضر / محمد بن السائب وأخذ عن / جعفر الصادق وأبيه / محمد الباقر, كما أخذ أبوه أبو النضر نسب قريش عن أبي صالح عن / عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وقال بعضهم : إن علم النسب مندفعا إلى مكارم الأخلاق كما أن فيها مزدجرا عن الملكات الرديئة, فمتى عرف الإنسان أن له نسبا شريفا في أصله تنزه عما لا يليق به, فإذا علم أن له حسبا نقيا ومنبتا طيبا حمله ذلك على أن يرى في نفسه خطرا باتصال نبه إلى أصل عظيم فإنه يأنف عن تعاطي دنايا الأمور, وارتكاب الرذائل حيطة على سمعته من التشويه, وحذراً عن ذكره في شية العار وتنزيها لسلفه من سوء الأحدوثة والشنار .

لقد أكثر العلماء من التآليف بخصوص النسب الهاشمي لأن له شرفا وضاحاً لا يجاري, وشأوا بعيدا لا يدرك ولا يمارى وكرامة ظاهرة للعيان, وليس بعد العيان بيان, وحسبه من المفاخر الجليلة, والمآثر الفريدة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصه بقوله : ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ) وأكد في الأصهار بشرف اّله الأنجبين بأساليب وأنحاء من القول بالبيان, حتى جعل ودهم أجر رسالته, فأوجبه على أمته جمعاء, فكان ودهم ومعاملتهم من فرائض هذا الدين الحنيف .

وبه فسر قوله : ( لما بعث عليا رضي الله عنه نائبا عنه لينادي في الناس باللعن على ثلاثة أحدهم من خان أجيرا على أجرته ) الحديث فكان : هو الأجير للأمة على بث الدعوة الألهية, وأجر رسالته محبة سلالته؛ وتظافرت الأخبار عنه في الأمر بحبهم, والحض على الأخذ بصالحهم وسد خلل عوزهم وإقامة أمرهم, وإكبار مقامهم, والاحتفاء بهم وقضاء حاجتهم, وجعل ذلك كله يداً عنده مشكورة لمن عمل بشيء منها وعن عناية الله لأنهم القربى أن جعل لهم حقا ماديا يتلى هو قول الله تعالى : ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذى القربى ) أدته الأمة أو لم تؤده فلا مبرر لها لسقوطه عنها فهو دين عليها حتى يقضي مع الديون الأخرى في القيامة فالخلفاء الراشدون أدوه عنهم والذين من بعدهم نكلوا عن أدائه, والله هو الذي يتولى حسابهم لأن هذه الضريبة قد قررها الله تعالى لهم ونزههم عن أخذ الصدقات لأنها أوساخ الناس, يجب التلمظ بها آل محمد ولما اشتدت رغبة الأمة إلى تسنم هذا المنصب البعيد المدى جعلوا يتسلقون إليه ويتسابقون عليه, وعند ذلك جرد الأفاضل من العلماء سيف القلم للدفاع عن العترة الظاهرة حتى لا يختلط الحابل بالنابل, ويقع الالتباس بين الناس ويتسنم رتبة الشرف في الظاهر من ليس بشريف, أو ينزل عنها من أزرت به الدنيا ورمته بين أكنافها وجعلوا لعلم الأنساب اصطلاحات بينهم يشيرون بها إلى تمييز الصحيح من الدخيل وقد رأيت أن أنقل هنا ما وضح عن دقتها .

بعض اصطلاحات النسابين :-

إن علم الأنساب من أجل العلوم قدرا, وأرفعها ذكرا, وأحصنها مجدا وفخرا, وقد وضع له النسابون ألغازا يتداولونها بينهم يعرفهم البعض منها عمن ليس منهم, ولكل أهل فن لهم أن يصطلحوا في فنهم بما شاءوا على ما شاءوا, وهذه بعض الكلمات من تلك الاصطلاحات فقولهم :-

( صحيح النسب ) هو الذي ثبت عند النسابة في ديوانه وقوبل بنسخة الأصل فوجدت منصوصا عليها ثابتة بإجماع النسابين من العلماء المشهورين بالعلم والأمانة والصلاح وكمال العقل, وطهارة المولد .

وقولهم : ( مقبول النسب ) فهو الذي أنكره بعضهم وثبت نسبه بشهادة عدلين فصار نسبه مقبولا عندهم فحينئذ لا يلتفت إلى خط نسابة آخر لم يثبت نسبه عنده وإن لم يوجد منصوصا عليه من طرف مشائخ النسابين, وإن نفى أو ألصق فلا تتساوى مرتبته بمرتبة من اتفق عليه بإجماع النسابين ولا يرجع إلى قول ذلك البعض المنكر فيه ويعرف هذا النوع عندهم بقبول النسب .

وقولهم : ( مردود النسب ) هو الذي ادعى إلى قبيلة أي عائلة ولم يكن منهم فعلم به النسابون وأعلموا به تلك القبيلة فانكلاتع وثبت بطلانه, ثم منعوه من دعوة الشرف فصار حكمه عند النسابة أنه مردود النسب وخارج عن البيت الشريف .

وقولهم : ( مشهور النسب ) فهو من اشتهر بالسيادة ولم يعرف نسبه فحكمه عند النسابة, مجهول النسب مشهور عند العامة وهذه كلمات أخرى يتداولها النسابون .

فقولهم : ( في صح ) له معان : منها عندهم أنهم إذا لم يعرفوا الرجل هل عقب أم لا ؟ كتبوا تحته ( في صح ) ومنها إذا كتب في صح, وجاءت في عرض الاسم, فلا يخلو إما أن تكون قبله, وأما أن تكون بعده وأما أن تكون فوقه, فالأول يدل على أن الشك في اتصال والده, والثاني يدل على أن الشك في اتصاله, والثالث لدفع وهم التكرار, إذا كان اسم الأب مثل اسم ابنه وقد يجعلون عوضا عن قولهم : ( صح ) صورة دائرة باللون الأحمر ( 0 ) وقد يعبرون عمن لم يتحققوا اتصالهم بقولهم : ( في صح ) وكذا إذا قالوا : ( صح فلان عند النسابة ) فإنه إشارة منهم إلى أنهم لم يتحقق عندهم اتصاله, وكذا إذا لم يذكر المشائخ المتفقون لرجل ( ذيلا ) ولا ذكروا له ( عقبا ) ولا نصوا على انقراضه, قالوا هو ( في صح ) وقد يحققون فيكتبون ( صح ) وقولهم : ( صح عند فلان ) فهو اشارة إلى أن ذلك الرجل قد شك في بعضهم وصح نسبه عند النسابة الآخر, ومن ذلك الاشارة إذا كتبوا عليه ( وحده ) إلى أ، أباه لم يلد غيره, ومن ذلك أيضا إذا قالوا : ( عقبه من فلان )فهو يدل على أن عقبه منحصر فيه وكذا قولهم : ( أعقب من فلان ) فإن عقبه ليس بمحصور فيه لجواز أن يكون عقب من غيره, وكذا قولهم : ( أعقب أولادا ) وقد تستعمل ( أولد ) مكان أعقب, وهما بمعنى واحد, وكذا قولهم : ( أظنه كذا ) وإذا تردد النسابة في شأن أحد ولم يترجح له أحد الطرفين, قال : ( أظنه كذا ) وكذا قولهم : ( ينظر حاله ) وإذا شكوا في اتصال نسب رجل قالوا : ( ينظر حاله ) وكذا قولهم : ( هم في نسب القطع ) وإذا كانت جماعة في صقع من الأصقاع لم ير لهم خبر ولا عرف لهم النسابين أثر, قالوا : ( هم في نسب القطع ) أي نسبهم مقطوع عن الاتصال, وإن كانوا من قبل مشهورين, وكذا إذا أحاطوا الاسم بقوسين اثنين من أمام واثنين من خلف فإنه إشارة إلى أن ذلك الاسم رفعه من لا يوثق به, وكذا إذا كتبوا : ( نسأل عنه ) وإذا شكوا في اتصال الرجل كتبوا بينه وبين الخط بالحمرة : ( ابن ) وقولهم : ( لغير رشده ) وهو إشارة إلى أنه من نكاح فاسد هكذا : ( لغير رشده ) وإذا كتبوا (غ) = و (غ) إشارة إلى أنه فيه غمز, والغمز أهون من الطعن, وإذا كتبوا (و) = وإذا كتبو نصيبه هكذا : (و) فإنه إشارة إلى أن الناسب شك فيه وفي الحاقه بأبيه, وقولهم : ( عليه علامة ) فإنها إشارة إلى نصيبة هكذا : ( عليه علامة ) وهذا اصطلاح النسابة ابن غانم الزبيدي .

وإذا لم يقفوا على اتصال رجل كتبوا عليه ( فيه نظر ) وإذا شككت في عدد العمود النسبي فقسه بالصحيح فإن تساوت الاّباء أو زادت واحدا أو نقصت واحدا فهو التفاوت بما جرت به العادة, غلب الظن على الصحة وإن كان التفاوت أكثر وخرج عن العادة اكتب عليه : نقص من عدد الأباء شيء ( نحقق إن شاء الله ) وإذا توقفوا في اتصال شخص كتبوا عليه : ( فلان يحقق ) وإن كانت أمه سيئة الأفعال قبيحة الطريقة كتبوا أمه : ( فيها وما فيها ) وإذا كتبوا : (ض) هكذا (ض) اشارة إلى أنه كان له عقب وانقرض, وإن كان دارجا أي لا ولد كتبوا عليه : ( حجب ) ويكتبون لمن انقطع نسله : ( درج ) أو يخففونها ( ر . ج ) وإذا لم يثبت على الوجه المرضي كتبوا : ( نسأل عنه ) ويكتبون : ( ق ) اشارة إلى أن فيه قولاً, ويكتبون عريق النسب لمن أمه علوية وأمها علوية, وكلما زادت كانت أعرق, وإذا كتبوا : ( رآه فلان ) فهو اشاره إلى أنه لم يره .

وإذا كتبوا : ( نسب مفتعل ) أي لا حقيقة له فهو موضوع على غير أصل, وإذا كتبوا : ( فيه ) أو فيها ( فيهم ) فهو إشارة إلى أن فيهم كلاما, وإذا كتبوا : ( ن ) إشارة إلى أنه مطعون فيه, وإذا كتبوا عليه ( قك ) فهو إشارة إلى أنه فيك شك قوي وإذا كتبوا ( خ ) فإنها إشارة إلى نسخة أخرى وإذا كتبوا : ( مخلط ) فهو إشارة إلى أنه ليس على طريقة واحدة فهو مضطرب في أمور دينه ودنياه, ويكتبوه في العى خذه الكلمات ويعبرون بها عنه وهي : دعي, وملصق, ورحيم, وعبيد, ومرجى, ومناط, ومغموز, ومفروق, ومتحير, ومنقوذ, ولقيط, وغير ذلك الأدعياء الذين لا حجة لهم على ما يقولون ويكتبون : ( قعدد ) لأقرب العائلة إلى الهالك, وإذا ادعى الرجل إلى قوم وأنكروه ولم يثبت عند النسابه قوله ولا قولهم, ذكروه منفردا وكتب عليه ادعي إلى بني فلان وأنكروه ولم يثبت الطرفان, وإن رجح قولهم قال : أنكروه ولم يثبت, وبالعكس وإن اعترفوا به نظر, فإن كانوا ممن يقبل قولهم, ودلت إمارة صحته على انتفاء التهم عن شهادتهم ألحقه وكتب عليه : ( ثبت بشهادة قومه ) وإذا لحقتهم التهم لم يثبته, وإذا اختلف النسابون فيه لم يقطع, بل يذكر بما فيه من الطعن وغيره, ويؤيد الراجح, وإن اتفقوا فيه قطع, ولهم علامات إذا شكوا في اتصال رجل قد يجعلون من فوقه نقطا من الاسم الذي قبله إلى الاسم الذي بعده هكذا : ( بن ـــ زيد ـــ بن ) وقد يجعلون الخطة متصلة وفيها دائرة بالحمرة هكذا : ( بـ 0 ـــ ن ) وقد يخلون موضوع الاسم المشكوك ويكتبون دائرة على الموضوع الخالي هكذا : ( بن 0 بن ) وقد يخلون الموضوع من الخط هكذا نحو : ( زيد بن ) وإذا قطعوا : ( بن ) بالنقط هكذا ( ... بن ) دل عل أن فيه طعنا, وكلما كثر النقط قوى الطعن, وأقوى منه أن يقطعهما ويخلي الطرفين من النقط هكذا : ( / بن / بن ) وهذا أقوى الطعن والقطع وإذا قيل أسقط إشارة إلى أنه أسقط من العلويين, لعدم اتصاله أو لسوء فعله والله المستعان وإذا باختلاف النسابين في الوصل, وبه لم يقطع ومراتبه متفاوتة, فإن لم يختلفوا فيه قطع’وعلامة أدنى الاضطراب هكذا : ( رب 0 ــــ ) وقد يجعلون الدائرة بالحمرة أو يخطون فوق بن هكذا : (بن) وأقوى من ذلك خطة هكذا : ( ـــ ) يعبرون ولا رأس, وأقوى منه الذي بعده هكذا : ( علي ... بن ... محمد ... ) وقال شيخي النقيب النقطة في الخط في اصطلاح ابن المرتضى الموسي, علامة لمن يتحققه أو يكون من إملاء صاحبه وإذا توقفوا في اتصال شخص كتبوا عليه : ( نحقق ) وإذا كتبوا على الرجل : ( 0 فيه ما فيه ) فهو اشاره إلى غمز إما في نسبه وأما في أفعاله, وإذا كتبوا على امرأة : ( فيه ما فيها ) أنها غير مأمونة على بيتها, وإذا كتبوا هكذا : ( ج ) فهو إشارة إلى أنه درج ويكتبون على من عقبه قليل : ( مقل ) وعلى من عقبه كثير : ( مكثر ) وإذا كتبوا : ( فيه حديث ) أي طعن, وكذا : ( له حديث ) وإذا تردد النسابة في أمر أحد قال : ( أظنه كذا ) وإذا شك في اتصال رجل قال : ( ننظر حاله ) وإذا كتبوا عليه علامة : ( ق ) فهو يحتاج إلى تحقيق وهذا هو بعض ما أشاروا إليه بهذا العلامات في كتبهم رحمهم الله . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

خيَّال الغلباء
22 - 05 - 2009, 13:14
صامل الميقاف جزاك الله خيرا ولا هنت

كليب
24 - 05 - 2009, 08:18
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
24 - 05 - 2009, 19:05
منسم الحفيات جزاك الله خيراً ولا هنت

خيَّال الغلباء
14 - 07 - 2009, 00:10
جعد الوبر جزاك الله خيراً ولا هنت

خيَّال الغلباء
14 - 07 - 2009, 14:23
كليب عامر جزاك الله خيراً ولا هنت

lion1430
23 - 08 - 2009, 00:59
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
24 - 08 - 2009, 01:22
الأسد جزاك الله خيراً ولا هنت

وطبان
25 - 08 - 2009, 20:26
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
30 - 08 - 2009, 03:54
وطبان جزاك الله خيراً ولا هنت

خيَّال الغلباء
03 - 09 - 2009, 05:26
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم هذا الأنموذج لمشجر أحد أسر الأشراف والذي يبلغ طوله أربع وثلاثون مترا :-

http://up.arab-x.com/Aug09/PpE98890.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/rKS98890.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/wmf98890.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/S2D99137.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/3Qq99137.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/7DO99499.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/yUS99499.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/33K99499.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/qAP99623.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/but99623.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/uXQ99623.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/VRc99738.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/ExU99738.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/PeV99738.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/R2h99924.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/RHf99924.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/4Ma99924.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/6Pc00215.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/wjc00215.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/tiJ00215.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/Zup64371.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/Ojk64371.jpg

http://up.arab-x.com/Aug09/6KW64371.jpg

http://www4.0zz0.com/2009/08/22/18/324579931.jpg

http://www12.0zz0.com/2009/08/22/18/950703804.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/yxI68784.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/ESf68784.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/jQL68784.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/xzi68784.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/LNt68784.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/hTX68784.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/gVK68784.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/fr368784.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/CFV68784.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/QaT69072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/JUY69072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/Vz669072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/Eum69072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/DIQ69072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/q5f69072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/a6d69072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/pYo69072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/uIS69072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/mKg69072.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/Vgv69389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/Rgn69389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/Cgj69389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/ySU69389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/aSb69389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/uO369389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/NKK69389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/ccY69389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/BdB69389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/hDc69389.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/tFP69885.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/VCu69885.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/SkL69885.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/3su69885.jpg

http://www.600kb.com/upjpg/TOC69886.jpg

وقد سقط منه بعض الأوراق التي لم تقبل التحميل هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

خيّال العرفا
08 - 09 - 2009, 02:37
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
09 - 09 - 2009, 02:23
أخي الكريم الفاضل / خيال العرفا بعد السلام شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بعلم النسب وتطوره والله يبيض وجهك وجزاك الله خيراً ولا هنت واسلم وسلم والسلام .

جعد الوبر
17 - 10 - 2009, 10:48
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
18 - 10 - 2009, 01:25
جعد الوبر جزاك الله خيراً ولا هنت

عواكيس
24 - 10 - 2009, 10:01
مشكور وما قصرت ولا هنت

مسلط 22
30 - 10 - 2009, 06:52
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
20 - 11 - 2009, 10:46
عواكيس جزاك الله خيراً ولا هنت