السنه السنه
11 - 04 - 2009, 19:04
بسم الله الرحمنالرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين اما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( تفاوت الناس في التوحيد))
التوحيد ألطف شيء ،وانزهه، وأنظفه ، وأصفاه ، فأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه، فهو كأبيض ثوب يكون
،يؤثر فيه أدنى أثر ، وكالمرآة الصافية جداً ، ادنى شيء يؤثر فيها ، ولهذا تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة
الخفية ، فإن بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده وإلا:استحكم وصار طبعاً يتعسر عليه قلعه.
وهذه الآثار والطبوع التي تحصل فيه منها مايكون سريع الحصول سريع الزوال ومنها مايكون سريع الحصول
بطيء الزوال ومنها مايكون بطيء الحصول سريع الزوال ومنها مايكون بطيء الحصول بطيء الزوال.
التوحيد والذنوب:
ولكن من الناس من يكون توحيده كبيراً عظيماً ينغمر فيه كثير من تلك الآثار ويستحل فيه بمنزلة الماء الكثير
الذي يخالطه ادنى نجاسة او وسخ فيغتر به صاحب التوحيد الذي هو دونه فيخلط توحيده الضعيف بما خلط به
صاحب التوحيد العظيم توحيده فيظهر من تأثيره فيه ما لم يظهر في التوحيد الكثير.
وأيضاً: فإن المحل الصافي جداً يظهر لصاحبه مما يدنسه ما لا يظهر في المحل الذي لم يبلغ الصافي مبلغه
فيتداركه بالازالة دون هذا فإنه لا يشعر به.
وأيضاً: فإن قوة الإيمان والتوحيد إذا كانت قوية جداً أحالت المواد الرديئة وقهرتها بخلاف القوة الضعيفة.
وأيضاً: فإن صاحب المحاسن الكثيرة والغامرة للسيئات ليسامح بما به من أتى مثل تلك السيئات وليست له مثل
تلك المحاسن كما قيل:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحدٍ جاءت محاسنه بالف شفيعٍ
وأيضاً : فإن صدق الطلب وقوة الإرادة وكمال الإنقياد يحيل تلك العوارض والغواشي الغريبة الى مقتضاه
وموجبه، وكما أن الكذب وفساد القصد وضعف الإنقياد يحيل الأقوال والأفعال الممدوحة الى مقتضاه وموجبه ،
كما يشاهد ذلك في الأخلاط الغالبة وإحالتها لصالح الأغذية الى طبعها.
((من كلام الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله)(فوائد الفوائد)ص38-39).
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين اما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( تفاوت الناس في التوحيد))
التوحيد ألطف شيء ،وانزهه، وأنظفه ، وأصفاه ، فأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه، فهو كأبيض ثوب يكون
،يؤثر فيه أدنى أثر ، وكالمرآة الصافية جداً ، ادنى شيء يؤثر فيها ، ولهذا تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة
الخفية ، فإن بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده وإلا:استحكم وصار طبعاً يتعسر عليه قلعه.
وهذه الآثار والطبوع التي تحصل فيه منها مايكون سريع الحصول سريع الزوال ومنها مايكون سريع الحصول
بطيء الزوال ومنها مايكون بطيء الحصول سريع الزوال ومنها مايكون بطيء الحصول بطيء الزوال.
التوحيد والذنوب:
ولكن من الناس من يكون توحيده كبيراً عظيماً ينغمر فيه كثير من تلك الآثار ويستحل فيه بمنزلة الماء الكثير
الذي يخالطه ادنى نجاسة او وسخ فيغتر به صاحب التوحيد الذي هو دونه فيخلط توحيده الضعيف بما خلط به
صاحب التوحيد العظيم توحيده فيظهر من تأثيره فيه ما لم يظهر في التوحيد الكثير.
وأيضاً: فإن المحل الصافي جداً يظهر لصاحبه مما يدنسه ما لا يظهر في المحل الذي لم يبلغ الصافي مبلغه
فيتداركه بالازالة دون هذا فإنه لا يشعر به.
وأيضاً: فإن قوة الإيمان والتوحيد إذا كانت قوية جداً أحالت المواد الرديئة وقهرتها بخلاف القوة الضعيفة.
وأيضاً: فإن صاحب المحاسن الكثيرة والغامرة للسيئات ليسامح بما به من أتى مثل تلك السيئات وليست له مثل
تلك المحاسن كما قيل:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحدٍ جاءت محاسنه بالف شفيعٍ
وأيضاً : فإن صدق الطلب وقوة الإرادة وكمال الإنقياد يحيل تلك العوارض والغواشي الغريبة الى مقتضاه
وموجبه، وكما أن الكذب وفساد القصد وضعف الإنقياد يحيل الأقوال والأفعال الممدوحة الى مقتضاه وموجبه ،
كما يشاهد ذلك في الأخلاط الغالبة وإحالتها لصالح الأغذية الى طبعها.
((من كلام الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله)(فوائد الفوائد)ص38-39).