lion1430
06 - 05 - 2009, 15:34
بسم الله الرحمن الرحيم
الوحي ؟
الوحي في اللّغة : هو الإعلام السريع الخفي . أما الوحي في المصطلح الإسلامي فهو : كلمة اللّه جلّ اسمه التي يلقيها إلى أنبيائه ورسله بسماع كلام اللّه جَلَّ جَلالُه دونما رؤية اللّه سبحانه مثل تكليمه موسى بن عمران ( عليه السَّلام )، أو بنزول ملك يشاهده الرّسول ويسمعه مثل تبليغ جبرائيل ( عليه السَّلام ) لخاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله )، أو بالرؤيا في المنام مثل رؤيا إبراهيم ( عليه السَّلام ) في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل ( عليه السَّلام )، أو بأنواع أخرى لا يبلغ إدراكها علمنا .
" وبما أنّ الوحي ظاهرة روحيّة، فإنّه بأيّ أقسامه اتفق فإنّما كان مهبطه قلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، قال عزَّ مِنْ قائل : { قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }. وقال جَلَّ جَلالُه : { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ }. " والقلب هو لبّ الشيء وحقيقته الأصلية ".
" وفي هذا إشارة إلى كيفيّة تلقّيه ( صلى الله عليه وآله ) القرآن النازل عليه، وأنّ الذي كان يتلقاه من الروح هي نفسه الكريمة من غير مشاركة الحواسّ الظاهرة التي هي أدوات لإدراكات جزئيّة خارجيّة . فكان ( صلى الله عليه وآله ) " يرى شخص الملَك ويسمع صوت الوحي، ولكن لا بهذه يسمع أو يبصر هو دون غيره، فكان يأخذه برحاء الوحي وهو بين الناس فيوحي إليه ولا يشعر الآخرون الحاضرون ".
أَنْوَاعُ الْوَحْيِ :-
وَكَانَ الْوَحْيُ الّذِي يَأْتِيهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْوَاعًا :-
أَحَدُهَا : الرّؤْيَا . قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ " رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ " ثُمّ قَرَأَ ( 37 : 102 ) ( إِنّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ ).
الثّانِي : مَا كَانَ الْمَلَكُ يُلْقِيهِ فِي رَوْعِهِ - أَيْ قَلْبِهِ - مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ كَمَا قَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّ رُوحَ الْقُدُسِ نُفِثَ فِي رَوْعِي : ( أَنّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا، فَاتّقُوا اللّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنكُمْ اسْتِبْطَاءُ الرّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللّهِ . فَإِنّ مَا عِنْدَ اللّهِ لَا يَنَالُ إلّا بِطَاعَتِهِ ).
الثّالِثُ : أَنّ الْمَلَكَ يَتَمَثّلُ لَهُ رَجُلًا فَيُخَاطِبُهُ . وَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ كَانَ يَرَاهُ الصّحَابَةُ أَحْيَانًا .
الرّابِعُ : أَنّهُ كَانَ يَأْتِيهِ مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدّ عَلَيْهِ . فَيَلْتَبِسُ بِهِ الْمَلَكُ . حَتّى إنّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصّدُ عَرَقًا فِي الْيَوْمِ الشّدِيدِ الْبَرْدِ . وَحَتّى إنّ رَاحِلَتَهُ لَتَبْرُكُ بِهِ إلَى الْأَرْضِ وَجَاءَهُ مَرّةً وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَكَادَتْ تُرَضّ .
الْخَامِسُ : أَنْ يَأْتِيَهُ الْمَلَكُ فِي الصّورَةِ الّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا . فَيُوحِي إلَيْهِ مَا شَاءَ اللّهُ وَهَذَا وَقَعَ مَرّتَيْنِ كَمَا ذَكَرَ اللّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي سُورَةِ النّجْمِ .
السّادِسُ : مَا أَوْحَاهُ اللّهُ لَهُ فَوْقَ السّمَوَاتِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ مِنْ فَرْضِ الصّلَاةِ وَغَيْرِهَا .
قَالَ ابْنُ الْقَيّمِ رَحِمَهُ اللّهُ : أَوّلُ مَا أَوْحَى إلَيْهِ رَبّهُ أَنْ يَقْرَأَ بِاسْمِ رَبّهِ الّذِي خَلَقَ . وَذَلِكَ أَوّلُ نُبُوّتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِالتّبْلِيغِ . ثُمّ أَنَزَلَ اللّهُ عَلَيْهِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ فَنَبّأَهُ بِاقْرَأْ وَأَرْسَلَهُ بـِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ ثُمّ أَمَرَهُ أَنْ يُنْذِرَ عَشِيرَتَهُ الْأَقْرَبِينَ . ثُمّ أَنْذَرَ قَوْمَهُ . ثُمّ أَنْذَرَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنْ الْعَرَبِ . ثُمّ أَنْذَرَ الْعَرَبَ قَاطِبَةً . ثُمّ أَنْذَرَ الْعَالَمِينَ .
فَأَقَامَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً يُنْذِرُ بِالدّعْوَةِ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ وَلَا جِزْيَةٍ . وَيَأْمُرهُ اللّهُ بِالْكَفّ وَالصّبْرِ . ثُمّ أَذِنَ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ وَأَذِنَ لَهُ فِي الْقِتَالِ . ثُمّ أَمَرَهُ أَنْ يُقَاتِلَ مَنْ قَاتَلَهُ وَيَكُفّ عَمّنْ لَمْ يُقَاتِلْهُ . ثُمّ أَمَرَهُ بِقِتَالِ الْمُشْرِكِينَ حَتّى يَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ . وله المثل ألأعلى . منقول وتقبلوا تحياتي .
الوحي ؟
الوحي في اللّغة : هو الإعلام السريع الخفي . أما الوحي في المصطلح الإسلامي فهو : كلمة اللّه جلّ اسمه التي يلقيها إلى أنبيائه ورسله بسماع كلام اللّه جَلَّ جَلالُه دونما رؤية اللّه سبحانه مثل تكليمه موسى بن عمران ( عليه السَّلام )، أو بنزول ملك يشاهده الرّسول ويسمعه مثل تبليغ جبرائيل ( عليه السَّلام ) لخاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله )، أو بالرؤيا في المنام مثل رؤيا إبراهيم ( عليه السَّلام ) في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل ( عليه السَّلام )، أو بأنواع أخرى لا يبلغ إدراكها علمنا .
" وبما أنّ الوحي ظاهرة روحيّة، فإنّه بأيّ أقسامه اتفق فإنّما كان مهبطه قلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، قال عزَّ مِنْ قائل : { قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }. وقال جَلَّ جَلالُه : { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ }. " والقلب هو لبّ الشيء وحقيقته الأصلية ".
" وفي هذا إشارة إلى كيفيّة تلقّيه ( صلى الله عليه وآله ) القرآن النازل عليه، وأنّ الذي كان يتلقاه من الروح هي نفسه الكريمة من غير مشاركة الحواسّ الظاهرة التي هي أدوات لإدراكات جزئيّة خارجيّة . فكان ( صلى الله عليه وآله ) " يرى شخص الملَك ويسمع صوت الوحي، ولكن لا بهذه يسمع أو يبصر هو دون غيره، فكان يأخذه برحاء الوحي وهو بين الناس فيوحي إليه ولا يشعر الآخرون الحاضرون ".
أَنْوَاعُ الْوَحْيِ :-
وَكَانَ الْوَحْيُ الّذِي يَأْتِيهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْوَاعًا :-
أَحَدُهَا : الرّؤْيَا . قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ " رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ " ثُمّ قَرَأَ ( 37 : 102 ) ( إِنّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ ).
الثّانِي : مَا كَانَ الْمَلَكُ يُلْقِيهِ فِي رَوْعِهِ - أَيْ قَلْبِهِ - مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ كَمَا قَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّ رُوحَ الْقُدُسِ نُفِثَ فِي رَوْعِي : ( أَنّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا، فَاتّقُوا اللّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنكُمْ اسْتِبْطَاءُ الرّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللّهِ . فَإِنّ مَا عِنْدَ اللّهِ لَا يَنَالُ إلّا بِطَاعَتِهِ ).
الثّالِثُ : أَنّ الْمَلَكَ يَتَمَثّلُ لَهُ رَجُلًا فَيُخَاطِبُهُ . وَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ كَانَ يَرَاهُ الصّحَابَةُ أَحْيَانًا .
الرّابِعُ : أَنّهُ كَانَ يَأْتِيهِ مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدّ عَلَيْهِ . فَيَلْتَبِسُ بِهِ الْمَلَكُ . حَتّى إنّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصّدُ عَرَقًا فِي الْيَوْمِ الشّدِيدِ الْبَرْدِ . وَحَتّى إنّ رَاحِلَتَهُ لَتَبْرُكُ بِهِ إلَى الْأَرْضِ وَجَاءَهُ مَرّةً وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَكَادَتْ تُرَضّ .
الْخَامِسُ : أَنْ يَأْتِيَهُ الْمَلَكُ فِي الصّورَةِ الّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا . فَيُوحِي إلَيْهِ مَا شَاءَ اللّهُ وَهَذَا وَقَعَ مَرّتَيْنِ كَمَا ذَكَرَ اللّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي سُورَةِ النّجْمِ .
السّادِسُ : مَا أَوْحَاهُ اللّهُ لَهُ فَوْقَ السّمَوَاتِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ مِنْ فَرْضِ الصّلَاةِ وَغَيْرِهَا .
قَالَ ابْنُ الْقَيّمِ رَحِمَهُ اللّهُ : أَوّلُ مَا أَوْحَى إلَيْهِ رَبّهُ أَنْ يَقْرَأَ بِاسْمِ رَبّهِ الّذِي خَلَقَ . وَذَلِكَ أَوّلُ نُبُوّتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِالتّبْلِيغِ . ثُمّ أَنَزَلَ اللّهُ عَلَيْهِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ فَنَبّأَهُ بِاقْرَأْ وَأَرْسَلَهُ بـِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ ثُمّ أَمَرَهُ أَنْ يُنْذِرَ عَشِيرَتَهُ الْأَقْرَبِينَ . ثُمّ أَنْذَرَ قَوْمَهُ . ثُمّ أَنْذَرَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنْ الْعَرَبِ . ثُمّ أَنْذَرَ الْعَرَبَ قَاطِبَةً . ثُمّ أَنْذَرَ الْعَالَمِينَ .
فَأَقَامَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً يُنْذِرُ بِالدّعْوَةِ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ وَلَا جِزْيَةٍ . وَيَأْمُرهُ اللّهُ بِالْكَفّ وَالصّبْرِ . ثُمّ أَذِنَ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ وَأَذِنَ لَهُ فِي الْقِتَالِ . ثُمّ أَمَرَهُ أَنْ يُقَاتِلَ مَنْ قَاتَلَهُ وَيَكُفّ عَمّنْ لَمْ يُقَاتِلْهُ . ثُمّ أَمَرَهُ بِقِتَالِ الْمُشْرِكِينَ حَتّى يَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ . وله المثل ألأعلى . منقول وتقبلوا تحياتي .