المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أيام بني عامر بن صعصعة يوم جبلة


خيَّال الغلباء
21 - 05 - 2009, 21:47
بسم الله الرحمن الرحيم

( جبلة ) :-

قمم جبلية معزولة في وسط نجد اكتسبت أهميتها من حصانتها الطبيعة وقيمتها التاريخية حيث دار ت الحرب في يوم " جبلة " فتردد ذكرها في القصص والأشعار تقف جبلة شامخة على ضفاف وادي الرشا في أحضان قرين الدلابحة بالجمش، وعلى مقربة من نفي تشاهد وحيدة معزولة للقادم من الدوادمي والذي تبعد عنه بما يقارب الـ 70 كم تقريبا بعد بلدتي الجمش والقرين على يمين الطريق المتجه إلى مدينة الرس بمسافة خمسة كيلومترات وتبعد عن " الرس " بما يقارب 140 كم وهي على اليسار للقادم من طريق الدوادمي عرجا إلى نفي بما يقارب العشرين كيلو متر وتشاهد بالعين المجردة قبل وصول نفي بذات المسافة .

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/53ebd63ccd.jpg

http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/03/2007-03-24_160148.jpg

تقع جبلة على الإحداثيات التالية :-

N 24 – 47 – 312
E 043 – 53 – 836

وتمتاز بجبالها ذات القمم الهرمية وتشكيلاتها الصخرية الجميلة وشعابهاالمنحدرة وأشجارها الوارفة الظلال، وتحيط بها أرض منبسطة واسعة، ومراع خصبة، وتضم في ناحيتها الجنوبية بقايا بئراً يطلق عليها بئر ( ليلي ) وهي جيولوجية ألمانية قدمت في الثمانينات الهجرية تسمى : ( ليلي سنجر ) وحفرت البئر بمساعدة فتيان من مدينة الدوادمي، وبالقرب من البئر غار كبير يستهوي المتنزهين ويسمى ( غار الشيوخ ) حيث كان مقصد الشيوخ في رحلات القنص وفي منطقة الجدعا من جبلة تجري المياه المتدفقة على شكل ينابيع وتبقى لعدة أشهر بعد موسم الأمطار .

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/42c578d8ba.jpg

http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-016-large.jpg

http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-023.jpg

http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-028.jpg

http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-029.jpg

http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-030-large.jpg

http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-037.jpg

http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-042.jpg

http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-048.jpg

يقول الشيخ / عبدالله بن خميس واصفاً جمال جبلة :-

« ما أجملك جبلة تتربعين على شاطئ التسرير وتصافحين صبا نجد وهي تحمل عرف الشيح والقيصوم وتتخلل الرمث والعرار وتداعب الأقحوان والخزامى لو نطقت معتدلات المناكب منك لما أعوزها الحديث عن واله يبثك وجده وشاعر يروض فوقك قوافيه وإلفين يتساقطان حلو الحديث ويشكوان حرارة الشوق لأنت قصيدة مملوءة بالعبر ناطقة عمن غبر »

وقال الهمداني عن جبلة :-

« جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقى الجبل إلا من قبل الشعب، والشعب متقارب وداخله متسع »

وقال أبو زياد :-

« جبلة هضبة طولها مسيرة يوم، وعرضها مسيرة نصف يوم، وليس فيها طريق إلا طريقان فطريق من قبل مطلع الشمس وطريق آخر من قبل مغرب الشمس »

( يوم جبلة ) :-

وقعة يوم جبلة كانت قبل عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة سنة بين عبس وذبيان وكانت نهاية حرب ضروس بينهما فقد تحزب مع ذبيان قبائل من تميم وبني أسد وبني سعد من غطفان ضد عبس وحلفائهم من بني عامر الذين تحصنوا في شعب جبلة بمشورة من / قيس بن زهير العبسي وقد كانت هذه الفكرة هي الملجأ لهم حينما ضاقت الأرض عليهم بما رحبت وأيقنوا أن لا طاقة لهم بمواجهة القوم المتحزبين فأشار عليهم / قيس بن زهير بأن يأخذوا النساء والذراري والمتاع والأنعام ويتحصنوا بها في شعب جبله وأمر بالإبل أن تعطش وتعقل وتقيد بالحجارة الكبيرة وأن تكون الإبل في مقدمة الشعب ويستتر خلفها الرماة والمقاتلون وأمرهم إذا غشاهم القوم أن يطلقوا قيود الإبل ثم ينخسوها بالعصي والرماح لتنطلق في اتجاه القوم المتحزبين الذين يقفون في طريقها إلى الماء فتدكهم الجمال والحجارة ثم يأتي دور المقاتلين من خلفهم فيرمونهم بالسهام والنبل والحجارة ويتعقبون فلولهم المذعورة بالسيوف فطبقت الخطة وحدثت مذبحة عظيمة للمتحزبين فدكتهم الإبل والحجارة وأجهز عليهم المقاتلون حتى أنها كانت كفيلة بنهاية حرب ضروس بينهما ولم تقم القائمة لذبيان بعدها على عبس حتى أن بنو تميم حلفاء بني ذبيان قالوا لأول مرة نرى الإبل تقاتل مع أصحابها وفي ذلك يقول / العامري :-

لم أر يوماً مثل يوم جبلة
يوم أتتنا أسد وحنظلة
وغطفان والملوك أزفلة
نضربهم بقضب منتخلة
لم تعد أن أفرش عنها الصقلة

وقال / لبيد في يوم جبلة :-

ومنا حماة الشعب يوم تواعدت
= أسد وذبيان الصفا وتميم

وقال / جرير يذكر مقتل لقيط :-

ويوم الشعب قد تركوا لقيطا
= كـــأن عـلـيـه حُـلّــة أرجـــوان

هذا مختصر ما حصل في يوم جبلة أما القصة بالتفصيل كما وردت في كتاب الكامل للتاريخ فهي كما يلي : « كان لقيط بن زرارة قد عزم على غزو بني عامر بن صعصعة للأخذ بثأر أخيه / معبد بن زرارة وقد ذكرنا موته عندهم أسيرًا‏ فبينما هو يتجهز أتاه الخبر بحلف بني عبس وبني عامر فلم يطمع في القوم وأرسل إلى كل من كان بينه وبين عبس ذحل يسأله الحلف والتضافر على غزو عبس وعامر‏ فاجتمعت إليه أسد وغطفان وعمرو بن الجون ومعاوية بن الجون واستوثقوا واستكثروا وساروا فعقد معاوية بن الجون الألوية فكان بنو أسد وبنو فزارة بلواء مع معاوية بن الجون وعقد لعمرو بن تميم مع / حاجب بن زرارة وعقد للرباب مع / حسان بن همام وعقد لجماعة من بطون تميم مع / عمرو بن عدس وعقد لحنظلة بأسرها على / لقيط بن زرارة وكان مع لقيط ابنته / دخنتوس وكان يغزو بها معه ويرجع إلى رأيها‏ وساروا في جمع عظيم لا يشكون في قتل عبس وعامر وإدراك ثأرهم فلقي لقيط في طريقه / كرب بن صفوان بن الحباب السعدي وكان شريفًا فقال ‏:‏ ما منعك أن تسير معنا في غزاتنا قال ‏:‏ أنا مشغول في طلب إبل لي‏ قال ‏:‏ لا بل تريد أن تنذر بنا القوم ولا أتركك حتى تحلف أنك لا تخبرهم فحلف له ثم سار عنه وهو مغضب‏ فلما دنا من عامر أخذ خرقة فصر فيها حنظلةً وشوكًا وترابًا وخرقتين يمانيتين وخرقة حمراء وعشرة أحجار سود ثم رمى بها حيث يسقون ولم يتكلم‏ فأخذها / معاوية بن قشير فأتى بها الأحوص بن جعفر وأخبره أن رجلًا ألقاها وهم يسقون‏ فقال الأحوص لقيس بن زهير العبسي ‏:‏ ما ترى في هذا الأمر قال ‏:‏ هذا من صنع الله لنا هذا رجل قد أخذ عليه عهدٌ على أن لا يكلمكم فأخبركم أن أعداءكم قد غزوكم عدد التراب وأن شوكتهم شديدة وأما الحنظلة فهي رؤساء القوم وأما الخرقتان اليمانيتان فهما حيان من اليمن معهم وأما الخرقة الحمراء فهي / حاجب بن زرارة وأما الأحجار فهي عشر ليال يأتيكم القوم إليها قد أنذرتكم فكونوا أحرارًا فاصبروا كما يصبر الأحرار الكرام‏ قال الأحوص ‏:‏ فإنا فاعلون وآخذون برأيك فإنه لم تنزل بك شدة إلا رأيت المخرج منها‏ ‏قال ‏:‏ فإذا قد رجعتم إلى رأيي فأدخلوا نعمكم شعب جبلة ثم اظمئوها هذه الأيام ولا توردوها الماء فإذا جاء القوم أخرجوا عليهم الإبل وانخسوها بالسيوف والرماح فتخرج مذاعير عطاشا فتشغلهم وتفرق جمعهم واخرجوا أنتم في آثارها واشفوا نفوسكم‏ ففعلوا ما أشار به‏ وعاد / كرب بن صفوان فلقي لقيطًا فقال له ‏:‏ أنذرت القوم فأعاد الحلف له أنه لم يكلم أحدًا منهم فخلى عنه‏ فقالت / دخنتوس ابنة لقيط لأبيها‏ :‏ ردني إلى أهلي ولا تعرضني لعبس وعامر فقد أنذرهم لا محالة‏ فاستحمقها وساءه كلامها وردها‏ وسار حتى نزل على فم الشعب بعساكر جرارة كثيرة الصواهل وليس لهم هم إلا الماء فقصدوه‏ فقال لهم قيس ‏:‏ أخرجوا عليهم الآن الإبل ففعلوا ذلك فخرجت الإبل مذاعير عطاشا وهم في أعراضها وأدبارها فخبطت تميمًا ومن معها وقطعتهم وكانوا في الشعب وأبرزتهم إلى الصحراء على غير تعبئة‏ وشغلوا عن الاجتماع إلى ألويتهم وحملت عيهم عبس وعامر فاقتتلوا قتالًا شديدًا وكثرت القتلى في تميم وكان أول من قتل من رؤسائهم / عمرو بن الجون وأسر / معاوية بن الجون و / عمرو بن عمرو بن عدس زوج / دخنتوس بنت لقيط وأسر / حاجب بن زرارة وانحاز / لقيط بن زرارة فدعا قومه وقد تفرقوا عنه فاجتمع إليه نفر يسير فتحرز برايته فوق جرف ثم حمل فقتل فيهم ورجع وصاح ‏:‏ أنا لقيط وحمل ثانيةً فقتل وجرح وعاد فكثر جمعه فانحط الجرف بفرسه وحمل عليه / عنترة فطعنه طعنة قصم بها صلبه وضربه / قيس بالسيف فألقاه متشحطًا في دمه فذكر ابنته دخنتوس فقال ‏:‏ يا ليت شعري عنك دخنتوس إذا أتاها الخبر المرموس أتحلق القرون أم تميس لا بل تمس إنّها عروس ثم مات وتمت الهزيمة على تميم وغطفان ثم فدوا / حاجبًا بخمسمائة من الإبل وفدوا / عمرو بن عمرو بمائتين من الإبل وعاد من سلم إلى أهله ‏»

يوم جبلة :-

جبلة هضبة عالية كانوا قد أحرزوا فيها عيالهم وأموالهم وكان معهم في ذلك اليوم رئيس نجران، وهو ابن الجون الكندي وأخ للنعمان بن المنذر أحسب اسمه / حسان بن وبرة وهو أخو النعمان لأمه وفي أيام جبلة كان مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولثنتين وأربعين سنة من ملك أنوشروان بن قباذ وكان مولد أبيه عبدالله لأربع وعشرين مضت من ملك أنوشروان المذكور فبينه - عليه السلام - وبين أبيه عبدالله نحو من ثمان عشرة سنة . وأنشد / لقيط بن زرارة الدارمي التميمي في يوم جبلة :-

أجذم إليك إنها بنو عبس
= المعشر الجلة في القوم الحمس

لأن بني عبس كانوا يوم جبلة حلفاء في بني عامر بن صعصعة ويوم جبلة : يوم كان بين بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وبين بني عامر بن صعصعة فكان الظفر فيه لبني عامر بن صعصعة على بني حنظلة وقتل يومئذ / لقيط بن زرارة بن عدس وأسر / حاجب بن زرارة بن عدس وانهزم / عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبدالله بن دارم بن مالك بن حنظلة ففيه يقول / جرير للفرزدق :-

كأنك لم تشهد لقيطا وحاجبا
= وعمر بن عمرو إذ دعوا : يالدارم

وهذا البيت في قصيدة له ويقول / ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان : ( جبلة بالتحريك مرتجل اسم لعدة مواضع، منها جبلة ويقال شعب جبلة الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر وتميم وعبس وذبيان وفزارة وجبلة هذه هضبة حمراء بنجد بين الشرَيف والشرف والشريف ماء لبني نمير والشرف ماءَ لبني كلاب، وجبلَةُ جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقي الجبل إلا من قبل الشعب والشعب متقارب وداخله متسع وبه عرَينة بطن من بَجيلة، وقال أبو زياد جبلة هضبة طولها مسيرة يوم وعرضها مسيرة نصف يوم وليس فيها طريق إلا طريقان فطريق من قبل مطلع الشمس وهو أسفل الوادي الذي يجي من جبلة وبه ماءة لعرينة يقال لها سلعة وعرينة حي من بجيلة حلفاء في بني كلاب وطريق آخر من قبل مغرب الشمس يسمى الخليف وليس إلى جبلة طريق غير هذين، وقال أبو أحمد : يوم شعب جبلة وهو يوم بين بني تميم وبين بني عامر بن صعصعة فانهزمت تميم ومن ضامها وهذا اليوم الذي قتل فيه / لقيط بن زرارة وهو المشهور بيوم تَعطيش النوق برأي / قيس بن زهير العبسي وكان قد قتل لقيطاً / جعدَةُ بن مرداس وزعم بعضهم أن / شريح بن الأحوص قتله واستشهد بقول / دخنتوس بنت لَقيط : وجعل بنو عبس يضربونه وهو ميت .

ألا يالها الويلات ويلة من هوى
= بضرب بني عبس لقيطاً وقد قَضى

له عفرها وجهاً عـلـيه مـهـابة
= ولا تحفل الصم الجنادل من ثـوى

وما ثأره فـيكـم ولـكـن ثـأره
= شريح أرادته الأسـنة والـقَـنـا

وكان يوم جبلة من أعظم أيام العرب وأذكرها وأشدها وكان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة وقبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بسبع عشرة سنة ) انتهي كلامه فعندما لجأ بنو عامر وحلفائها إلي شعب جبله حصنوا النساء والذراري والأموال في رأس الجبل ومنعوا الإبل من الماء واقتسموا الماء بينهم ثم أقبلت بنو تميم وحلفائها من ذبيان وبني أسد وهم جموع عظيمة, فلما وصلوا إلى شعب جبله قال الناس للقيط ما تري ؟ فقال : أري أن تصعدوا عليهم فقال / شاس بن أبي ليلي : لا تدخلوا على بني عامر فإني أعلم الناس بهم قاتلتهم وقاتلوني فما رأيت قوما قط أقلق بمنزل من بني عامر ووالله ما وجدت لهم مثلا إلا الشجاع فإنه لا يقر في جحره قلقا وسيخرجون إليكم والله لئن نمتم هذه الليلة لا تشعرون بهم إلا وهم منحدرون عليكم .

يقصد بكلامه : ( ما وجدت لهم مثلا إلا الشجاع فإنه لايقر في جحره قلقا ) أي كالحية الذكر لا يعتدي ولكنه يعطب من يعتدي عليه إن تمكن منه وقال / زهير بن جذيمة في مجمل كلامه عن بني كلاب : ( أما بنو كلاب فهي كالحية إن تركتها تركتك وإن وطئتها عضتك ) انتهى كلامه . ثم بعد ذلك صعدوا عليهم الجبل, فقالت بنو عامر : للأحوص أتوك القوم فقال : دعوهم حتى ينتصفوا في الجبل ثم حلوا عقل الإبل ثم اتبعوا آثارها وليتبع كل رجل منكم بعيره بحجر أو حجرين ففعلوا وصاحوا بها فخرجت تحطم كل شيئ مرت به وخبطت تميما ومن معها وانحطوا منهزمين من الجبل إلى السهل ولما بلغوا السهل لم يكن لأحد همة إلا أن يذهب على وجهه وجعلت بنو عامر يقتلونهم ويصرعونهم بالسيوف في آثارهم وانهزموا شر هزيمة وقد ذكر أنها أول حرب مدرعة في العرب . والله اعلم . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

خيَّال الغلباء
21 - 05 - 2009, 23:09
بسم الله الرحمن الرحيم

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/07fa25a15e.jpg

منطقة المواجه في الجهة الشرقية من جبلة حيث دارت رحى الحرب :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/544554c0ab.jpg

قمم هرمية جميلة في أحضان غابات الطلح الخضراء في منطقة المواجه من جبلة :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/21c9894de8.jpg

إطلالة من سفوح جبلة على منطقة المواجه حيث دارت الحرب :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/6214908e1e.jpg

وهذه إطلالة أخرى من فتحة صخرية مجوفة تقف على مدرج جبلة :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/ce444f7957.jpg

الصخرة المجوفة من الخارج :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/467e6729be.jpg

في هذه المنطقة عقلت الإبل وربطت بالصخور فكأني بها وهي تتدحرج لتدك فلول المتحزبين :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/7cee10412a.jpg

تشكيلات صخرية غريبة وجميلة قرب جبلة :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/d27f76c8d6.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/58fb76cdcb.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/9a572c1da9.jpg

غار بفتحات طبيعية للتهوية والإضاءة ولكنه يشتكي من كتابات العابثين العشوائية :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/b73b760069.jpg

بوابة جبلة الصخرية :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/245afdad2b.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/f827e1ed53.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/a30531919e.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/8efcfbca57.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/ef54ad027d.jpg

لوحة إرشادية بعبارات جميلة للمحافظة على الأشجار من القطع أو التلويث ولكنها لا تكفي :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/e0f21a6daf.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/decbb890ae.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/8f780f4520.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/a5c9f2a5e4.jpg

منطقة الجدعا حيث المستنقعات والبرك المائية القلات :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/c5d178134f.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/2801a51153.jpg

نبع من بين الصخور في الجدعا :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/4e06b479a5.jpg

هذه المياه كانت مقصد الإبل في يوم جبله :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/1bdaa1aa24.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/8930874a71.jpg

بئر ليلى سنجر في جبله :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/648b0e7003.jpg

جبلة منطقة مراعي خصبة :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/f59a7bfffa.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/c9990bc5ac.jpg

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/1862b3ef85.jpg

الفريدة في الجهة الجنوبية الغربية من جبلة :-

http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/cc3b1b6901.jpg

منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

جعد الوبر
22 - 05 - 2009, 00:51
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
22 - 05 - 2009, 10:31
جعد الوبر جزاك الله خيرا ولا هنت

خيّال العرفا
22 - 05 - 2009, 17:07
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
22 - 05 - 2009, 22:37
خيال العرفا جزاك الله خيرا ولا هنت

lion1430
23 - 05 - 2009, 17:28
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
24 - 05 - 2009, 06:05
الأسد جزاك الله خيرا ولا هنت

كليب
24 - 05 - 2009, 08:39
مشكور وما قصرت ولا هنت

النداويـ
24 - 05 - 2009, 14:11
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
25 - 05 - 2009, 18:23
كليب عامر جزاك الله خيراً ولا هنت

خيَّال الغلباء
26 - 05 - 2009, 20:06
محمد المجامعة جزاك الله خيراً ولا هنت

منسم الحفيات
01 - 06 - 2009, 14:06
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
01 - 06 - 2009, 16:54
منسم الحفيات جزاك الله خيراً ولا هنت

صامل الميقاف
07 - 06 - 2009, 08:34
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
07 - 06 - 2009, 19:50
صامل الميقاف جزاك الله خيراً ولا هنت

عواكيس
09 - 06 - 2009, 09:23
جزاك الله خيرا

خيَّال الغلباء
10 - 06 - 2009, 01:28
عواكيس جزاك الله خيراً ولا هنت

قاسي ابن قاسي
10 - 06 - 2009, 20:32
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
12 - 06 - 2009, 01:01
قاسي بن قاسي جزاك الله خيراً ولا هنت

حمد ع ح
01 - 08 - 2009, 04:01
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
02 - 08 - 2009, 01:22
حمد جزاك الله خيراً ولا هنت

ابن خليف الأجود
11 - 08 - 2009, 12:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،

بسم الله الرحمن الرحيم،،،

وبه نستعين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد المرسلين وخاتم النبين

وعلى آل بيته الطاهرين وأصحابه أجمعين......


ثم
أما بعد::

قراءي اأعزاء أقدم لكم وم من أيام العرب في الجاهلية وهو يوم خالد في التاريخ،،،

لما حواه من أحداث عجيبة وأفكار غريبة في ذلك الوقت والزمان،،،،،

أتمنا أن تنال إعجابكم وتحوز على رضاكم.
وهذه غايتنا...
يوم شعب جبلة:هو لبني عامر بن صعصعه وحلفائها من عبس على تميم وحلفائها من ذبيان وأسد وغيرها، وكان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة.
ويعد هذا اليوم من أعظم وأشهر أيام العرب في الجاهلية كحرب البسوس وداحس والغبراء ويوم الفجار وغيرها...
جبلة:
هو جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرق الجبل إلا من قبله وهو من ديار بني عامر بن صعصعه.
الأحداث:

حلف بني عامر وبني عبس:

لما نشبت العداوة بين (عبس وذبيان ابنى غطفان) في حرب (داحس والغبراء)، خرج (بنو عبس) من ديارهم، وعلى رأسهم (الربيع بن زياد العبسي وأخوه عامر، (وقيس بن زهير بن جذيمة؛ وفيما هم سائرون قال لهم الربيع:أما والله لأرمين العرب بحجرها، اقصدو بني عامر.
وساروا حتى نزلوا مضيقا من وادي (بني عامر)، ونزلوا على (ربيعة بن شكل بن كعب) وكان العقد من (بني عامر) إلى (كعب بن ربيعة) فقال ربيعة بن شكل:يابني عبس؛ شأنكم جليل، وذحلكم(1) الذي يطلب منكم عظيم، وأنا والله أعلم أن هذه الحرب أعز حرب، ماحربتها العرب قط ، ولا بد من بني كلاب، فأمهلوني حتى أستطلع طلع(2) قومي.
وخرج في قوم (من بني كعب) حتى (جازوا بني كلاب)، فلقيهم (عوف بن الأحوص)، فحدثوه في أمر (بني عبس)، فقال:ياقوم؛ أطيعوني في هذا الطرف من غطفان، فاقطعوهم واغنموهم لاتفلح غطفان بعدها أبدا، ووالله لا تزيدون على أن تسمنوهم وتمنعونهم؛ ثم يصيروا لقومكم أعداء.فأبوا عليه، وانقلبوا حتى نزلوا على أبيه (الأحوص بن جعفر)، فذكروا له من أمر (عبس)، فقالالأحوص لربيعة بن شكل:أظللتهم ظلك، وأطعمتهم طعامك؟قال: نعم
قال:قد والله أجرت القوم!
ثم جاء (الربيع بن زياد وقيس بن زهير العبسيان) إلى (الأحوص) وكان رجلا شيخا فتقدم إليه (قيس بن زهير)وأخذ بمجامع ثوبه من وراء فقال:هذا مقام العائذ بك، قتلتم أبي(3) فما أخذت له عقلا(4)، ولا قتلت به أحدا، وقد أتيتك لتجيرنا.
فقال الأحوص: نعم؛ أنا لك جار مما أجير منه نفسي.
ولما سمع (عوف) بذلك وكان غائبا أتى أباه (الأحوص) وعنده بنو جعفر فقال: يامعشر بني جعفر؛ أطيعوني اليوم واعصوني أبدا، وإن كنت والله فيكم معصيا؛ إن عبسا والله لو لقوا بي ذبيان لولوكم أطراف الأسنة فابدءوا بهم فاقتلوهم، واجعلوهم مثل البرغوث دماغه في دمه.فأبوا عليه وحالفوهم، وأنزلوهم بحبوحة(5) دارهم.

بني تميم تجمع الأحلاف:

]وكان (لقيط بن زرارة) سيد (بني تميم) قد عزم على غزوا (بني عامر) للأخذ بثأر أخيه (معبد)؛ وبينما هو يتجهز إذ أتاه الخبر بحلف (بني عبس وعامر).
وكان (لقيط) وجيها عند الملوك، فذهب إلى (النعمان بن المنذر) ملك الحيرة يستنجده، وأطمعه في الغنائم فأجابه؛ ثم ذهب إلى (الجون الكلبي) ملك هجر، فقال له: هل لك في قوم قد ملئوا الأرض نعما وشاة، فترسل معي ابنيك، فما أصبنا من مال وسبي فلهما، وما أصبنا من دم فلي؟ فأجابه (الجون) إلى ذلك، وجعل الموعد رأس الحول.
ثم أرسل إلى كل من كان بينه وبين (عبس) ذحل، يسأله الحول والتظاهر على غزو (عبس وعامر)؛ فاجتمع إليه (بنو ذبيان) لعداوتهم (لبني عبس) بسبب حرب (داحس والغبراء)، (وبنو أسد) لحلف كان بنهم وبين (بني ذبيان).

تجمع بني تميم وحلفائها:

ولما كان على رأس الحول من يوم رحرحان انهلت الجيوش على (لقيط)، أرسل (الجون) ملك هجر جيشا وعليه ابناه(عمرو ومعاوية)، وأرسل (النعمان) ملك الحيرة جيشا وعليه أخوه لأمه(حسان بن وبرة الكلبي)، وأقبل الحليفان (أسد وذبيان) وعليهما (حصن بن حذيفة)، وأقبل (شرحبيل بن أخضر بن الجون بن آكل المرار) في جمع من بني كندة.
وسار بنو تميم في رؤسائهم:(حاجب بن زرارة ولقيط بن زرارة وعمرو بن عمرو والحارث بن شهاب)؛ ومعهم أحلافهم، وتبعهم غثاء(1) من الناس يريدون الغنيمة، وتم لهم جمع لم يكن في الجاهلية أكثر منه؛ فلم تشك العرب في هلاك (بني عامر).

تشاور بني عامر:


ولما سمعت (بنو عامر) بمسيرهم اجتمعوا إلى (الأحوص) وهو يومئذ شيخ كبير، قد وقع حاجباه على عينيه، وقد ترك الغزو، غير أنه يدبر أمر الناس، وكان مجربا حازما ميمون النقيبة؛ فأخبروه الخبر، فقال لهم الأحوص:قد كبرت فما أستطيع أن أجئ بالحزم، وقد ذهب الرأي مني؛ ولكن إذا سمعت عرفت، فأجمعوا آراءكم، ثم بيتوا ليلتكم هذه، ثم اغدوا علي، فاعرضوا علي آراءكم.
ففعلوا،فلما أصبحوا غدوا عليه، فوضعت له عباءة بفنائه فجلس عليها، ورفع حاجبيه عن عينيه بعصابة، ثم قال:هاتوا ما عندكم، فقال قيس بن زهير العبسي:بات في كنانتي اليوم مائة رأي، فقال الأحوص:يكفينا منها رأي واحد حازم صليب مصيب؛ هات فانثر كنانتك.فجعل يعرض كل رأي رآه حتى أنفد فقال الأحوص:ماأرى أنه بات في كنانتك الليلة رأي واحد.

وعرض الناس آراءهم حتى أنفدوا.فقال:ما أسمع شيئا، وقد صرتم إلي؛ اجمعوا أثقالكم وضعفاءكم. ففعلوا، ثم قال: حملوا ظعنكم؛ فحملوها.ثم قال:انطلقوا حتى تعلوا في اليمن؛ فإن أدرككم أحد كررتم عليه، وإن أعجزتموهم مضيتم. فسار الناس حتى أتوا وادي نجار(2) ضحوة.
ثم رئي الناس يرجع بعضهم على بعض، فقال الأحوص: ماهذا؟ قيل: هذا عمرو بن عبدالله بن جعدة، قدم في فتيان من بني عامر يعدون بمن أجاز بهم، فقال الأحوص:قدموني، فقدموه حتى وقف عليهم،فقال:ماهذا الذي تصنعون؟
فقال عمرو:أردت أن تفضحنا وتخرجنا هاربين من بلادنا، ونحن أعز العرب، وأكثر عددا وجلدا وأحد شوكه! تريد أن تجعلنا موالي في العرب إذ خرجت بنا هاربا.
قال: فكيف أصنع وقد جاءنا مالا طاقة لنا به؟فما الرأي؟
قال:نرجع إلى شعب جبلة، فنحرز النساء والضعفة والذراري والأموال في رأسه، ونكون في وسطه ففيه ثمل(3)، فإن أقام من جاءك أسفل أقاموا على غير ماء، ولا مقام لهم، وإن صعدوا عليك قاتلتهم من فوق رءوسهم بالحجارة، فكنت في حرز، وكانوا في غير حرز، وكنت على قتالهم أقوى منهم على قتالك.قال:هذا والله الرأي! فأين كان هذا حين استشرت الناس؟
قال: إنما جاءني الآن.
فقال الأحوص للناس: ارجعوا، فرجعوا.


وقال في ذلك النابغة الجعدي:





ونحن حبسنا الحي عبسا وعامـرا=لحسان وابن الجون إذ قيـل أقبـلا
وقد صعدت وادي نجـار نساؤهـم=كإصعاد نسر لا يرومـون منـزلا
عطفنالهم عطف الضروس فصادفوا=من الهضبة الحمراء عزا ومعقـلا



ودخلوا شعب جبلة، وحصنوا النساء والذراري والأموال في رأس الجبل، وحلئوا(4) الإبل عن الماء، واقتسموا الشعب بالقداح والقرع بين القبائل في شظاياه(5)؛ ثم عمي عليهم الخبر، فجعلوا لا يدرون ما قرب القوم من بعدهم.





وصول الخبر إلى بني عامر:

وأقبلت (تميم وأسد وذبيان وأحلافهم) نحو جبلة، فلقوا في طريقهم (كرب بن صفوانالسعدي) فقالو له:ما منعك أن تسير معنا في غزاتنا؟
قال: أنا مشغول في طلب إبل لي.
قالوا: لا، بل تريد أن تنذر بني عامر، ولا نتركك حتى تعطينا عهدا ألا تفعل؛ فحلف لهم.

ثم خرج عنهم وهو مغضب، ومضى مسرعا على فرس له عري(1)، حتى إذا نظر إلى مجلس (بني علمر) نزل تحت شجرة حيث رونه، فأرسلوا إليه يدعونه، فقال: لست فاعلا؛ ولكن إذا رحلت فائتوا منزلي فإن الخبر فيه.

فلما جاءوا منزله، إذا تراب في صرة وشوك قد كسر رؤسه، وفرق جهته، وإذا حنظلة موضوعة، وإذا وطب معلق فيه لبن؛ فقال الأحوص: هذا رجل قد أخذت عليه المواثيق ألا يتكلم، وهو يخبركم أن القوم مثل التراب كثرة، وأن شوكتهم كليلة، وجاءتكم بنو حنظلة.
انظروا مافي الوطب، فاصطبوه، فإذا فيه لبن قارص(2). فقال: القوم منكم على قدر حلاب اللبن إلى أن يحزر.

ثم دعا (الأحوص) (قيس بن زهير العبسي)، فقال له: ماترى؟ فإنك تزعم أنه لم يعرض لك أمران إلا وجدت في أحدهما الفرج؟
فقال قيس: فإذ قد رجعتم إلى رأي فأدخلوا نعمكم شعب جبلة، ثم أظمئوها هذه الأيام ولا توردها الماء، فإذا جاء القوم فإن لقيطا فيه طيش وسيقتحم الجبل، حينئذ أخرجوا عليهم الإبل، وأنحسوها بالسيوف والرماح، فتخرج مذاعير عطاشا، فتشغلهم، وتفرق جمعهم؛ واخرجوا أنتم في آثارها، واشفوا نفوسكم.
فقال الأحوص: نعم ما رأيت؛ وأخذوا برأيه.

وعاد (كرب بن صفوان) فلقي (لقيطا)، فقال له:أ أنذرت القوم؟
فأعاد الحلف له أنه لم يكلم أحدا منهم؛ فخلى سبيله، فقالت له ابنته دختنوس: ردني إلى أهلي ، ولا تعرضني لعبس وعامر فقد أنذرهم لا محاله، فاستحمقها، وردها.




وصول بني تميم وأحلافها:


وفيما هم سائرون قابلهم غلام أعسر(1)؛ فتشاءمت بنو أسد، وقال بعضهم لبعض: ارجعوا عنهم، فرجعوا، ولم يسر مع لقيط منهم إلا نفر يسير.

ولما وصل بنو تميم وأحلافهم إلى شعب جبلة حيث بنو عامر وعبس قال الناس للقيط:
ماترى؟
فقال: أرى أن تصعدوا إليهم.
فقال شاس بن أبي ليلى: لا تدخلوا على بني عامر؛ فإني أعلم الناس بهم، قد قاتلتهم وقاتلوني وهزمتهم وهزموني؛ فما رأيت قوما قط أقلق بمنزل من بني عامر، والله لئن نمتم هذه الليلة لا تشعرون بهم إلا وهم منحدرون عليكم.
قال لقيط: لندخلن عليهم، فأتوهم وقد أخذوا حذرهم.


نشوب المعركة:


وجعل الأحوص ابنه شريحا على تعبية الناس.
وأقبل لقيط وأصحابه مدلين(2)، فأسندوا(3) إلى الجبل حتى ذرت الشمس، ثم أخذوا في الصعود.
فقالت بنو عامر للأحوص: قد أتوك، فقال: دعوهم؛ حتى إذا أنصفوا الجبل وانتشروا فيه قال الأحوص: حلوا عقل الإبل ثم اتبعوا آثارها، وليتبع كل رجل منكم بعيره حجرين أو ثلاثة.
ففعلوا، ثم صاحوا بها فخرجت تحطم كل شيء مرت به وخبطت تميما ومن معها وانحطوا منهزمين في الجبل حتى السهل، ولما بلغوا السهل لم يكن لأحد همة إلا أن يذهب على وجهه، وجعلت بنو عامر يقتلونهم، ويصرعونهم بالسيوف في آثارهم، وانهزموا شر هزيمة.
وقال في ذلك أحد بني أسد:


[poem=font="Simplified Arabic,5,orangered,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
[poem=font="Simplified Arabic,6,orangered,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
زعمت أن العير لا تقاتل=بلى إذا ما قعقع الرحائل
واختلفت الهندى والذوابل=وقالت الأبطال من ينازل

بلى وفيها حسب ونائل

وجعل لقيط لايمر به أحد من الجيش إلا قال: أنت والله قتلتنا!

فجعل يقول:

ياقوم قد أحرقتموني باللوم=ولم أقاتل عامرا قبل اليوم
فاليوم إذ قاتلتهم فلا لوم=تقدموا وقدموني للقوم

فقال له شاس بن أبي ليلى:


لكن أنا قاتلتهم قبل اليوم=إذ كنت لا تعصي أموري في القوم

ثم ركب لقيط فرسه، وزج بنفسه للعراك، فطعنه شريح، وارتث وبه طعنات، فحمل وبقي يوم فلما أحس بالموت أنشد قائلا:

ياليت شعري اليوم دختنوس=إذا أتها الخبر المرموس
تحلق القرون أو تميس=لابل تميس إنها عروس


وأما حاجب بن زرارة فقد ولى منهزما، فتبعه زهدم وقيس ابنا حزن العبسيان، وجعلا يطردانه، ويقولان له: استأسر - وقد قدروا عليه -
فقال: من أنتما؟
فقالا: نحن الزهدمان
فقال: لاأستأسر اليوم لموليين.
وبينهما كذلك إذ أدركهم مالك ذو الرقيبة العامري.
فقال لحاجب: استأسر.
قال: ومن أنت؟
قال: أنا مالك ذو الرقيبة.
فقال: افعل لعمري، ما أدركتني حتى كدت أن أكون عبدا.
وألقى إليه رمحه، واعتنقه زهدم فألقاه عن فرسه.
فصاح حاجب: ياغوثاه!
وجعل زهدم يراوغ قائم السيف فنزل مالك واقتلع زهدما عن حاجب.







انتصار بنو عامر وأحلافها:

فمشى زهدم وأخوه قيس حتى أتيا قيس بن زهير فقالا:
أخذ مالك أسيرنا من أيدينا.
فقال: ومن أسيركما؟
قالا: حاجب بن زرارة.

فخرج قيس حتى وقف على بني عامر فقال:
إن صاحبكم أخذ اسيرنا.
قالوا: من صاحبنا؟
قال: مالك ذو الرقيبة أخذ حاجبا من الزهدمين.
فجاءهم مالك فقال: لم آخذه منهما؛ ولكنه استأسر لي وتركهما؛ فلم يبرحوا حتى حكموا حاجبا في ذلك وهو في بيت ذو الرقيبة فقال: من أسرك يا حاجب؟ فقال: أما من ردني عن قصدي ومنعني أن أنجوا ورأى مني عورة فتركها فالزهدميان، واما الذي استأسرت له فمالك؛ فحكموني في نفسي.
فقال له القوم: قد جعلنا إليك الحكم في نفسك، فقال: أما مالك فله أنف ناقة، وللزهدمان مائة.

ولما انهزم الناس خرجت بنو عامر وحلفاؤهم في آثارهم يقتلون ويأسرون ويسلبون، فلحق قيس بن المنتفق عمرو بن عمرو بن عدس التميمي (ابن عم لقيط وحاجب وزوج دختنوس بنت لقيط ) فأسره، فأقبل الحارث بن الأبرص في سرعان الخيل(1)، فرآه عمرو مقبلا، فقال لقيس: إن أدركني الحارث قتلني، وفاتك ما تلتمس عندي؛ فهل أنت محسن إلي وإلى نفسك؛ تجز ناصيتي فتجعلها في كنانتك، ولك العهد لأفين لك! ففعل، وأدركهما الحارث وهو ينادي قيسا ويقول: اقتل اقتل!
ولكن قيسا أطلق عمرا، ولحق عمرو بقومه.
ولما كان الشهر الحرام خرج قيس بن المنتفق إلى عمرو بن عمرو يستثيبه، وتبعه الحارث بن الأبرص حتى قدما على عمرو بن عمرو، فأمر عمرو ابنة أخيه آمنة وقال له: اضربي على قيس الذي أنعم على عمك هذه القبة وقد كان الحارث قتل أباها زيدا يوم جبلة فجاءت بالقبة فرأت الحارث أحياهما وأجملهما، فظنته قيسا، فضربت عليه القبة وهي تقول:
هذا والله رجل لم يطلع الدهرعليه بما اطلع به علي.
فلما رجعت إلى عمها قال: يابنة أخي، على من ضربتي القبة؟
فنعتت نعت الحارث، قال: ضربتها والله على رجل قتل أباك، وامر بقتل عمك، فجزعت مما قال عمها، فقال الحارث:
أما تدرين يابنة آل زيد=أمين بما أجن اليوم صدري
فكم من فارس لم ترزئيه=فتى الفتيان في عيص وقصر
ورأيت مكانه فصددت عنه=فأعيا أمره وشددت أزرى
أمرت به لتخش حناته=فضيع أمره قيس وأمرى


ثم ان عمرا قال: ياحار مالذي جاء بك؟
فوالله مالك عندي من نعمة، ولقد كنت سيئ الرأي في، وقتلت أخي، وأمرت بقتلي.
فقال: بل كففت عنك ولو شئت إذ أدركتك لقتلتك.
قال: مالك عندي من يد، ثم ثم تذمم منه فأعطاه مائة من الإبل، ثم انطلق وذهب.
ولما جاء قيس عمرا أعطاه عمرو إبلا كثيرة، فخرج قيس بها، حتى إذا دنا من أهله سمع به الحارث بن الأبرص فخرج في فوارس من بني أبيه حتى عرض لقيس فأخذ ما كان معه فلما أتى قيس بني أبيه من بني المنتفق اجتمعوا إليه وأرادوا الخروج فقال: مهلا! لا تقاتلوا إخوانكم فإنه يوشك أن يرجع وأن يؤل إلى الحق فإنه رجل حسود، فلما رأى الحارث أن قيسا قد كف عنه رد إليه ما أخذ منه.

ونزل حسان بن عامر بن الجون وصاح: ياآل كندى! فحمل عليه شريح بن الأحوص، فاعترض دون ابن الجون رجل من كندة، فضربه شريح في رأسه فانكسر السيف، فخرج يعدو بنصف السيف.

وشد طفيل بن مالك فأسر حسان بن الجون، وشد عوف بن الأحوص على معاوية بن الجون فأسره وجز ناصيته وأعتقه على الثواب.
فلقي قيس بن زهير العبسي معاوية فقتله فأتى عوف بن الأحوص بني عبس فقال: قتلتم طليقي فأحيوه أو أتوني بملك مثله، فتخوفت بنو عبس شره وكان مهيبا فقالوا:
أمهلنا، وانطلقوا حتى أتوا أبا براء وعامر بن مالك بن جعفر يستغيثونه على عوف، فقال:
دونكم سلمى بن مالك فإنه نديمه وصديقه، وكان في سلمى حياء فقال: سأكلم لكم طفيل بن مالك أخاه ليسلم لكم حسان بن الجون، فانطلقوا فقال طفيل لسلمى: قد أتوني بك ما أعرفني بما جئتم له أتيتموني تريدون مني حسان بن الجون وكان قد أسره وتسلمونه إلى عوف.
خذوه فأعطاهم إياه فأتوه فجز ناصيته وأعتقه ولذلك سمي عوف الجزاز.


وانصرف سنان بن أبي حارثة المري في بني ذبيان على حاميته ومعه مالك بن حما الفزاري فلحق بهم معاوية بن الصموت الكلابي ومعه حرمله العكلي ونفر من الناس؛ ولما رآهم سنان قال لمالك: يامالك ؛ كر واحمنا، ولك خولة ابنتي أزوجكها؛ فكر مالك فقتل معاوية ثم قتل حرملة واثنين من قيس ومضى بعد ذلك مالك وهو يقول:

ولقد صددت عن الغنيمة حرملا= وبغيته لددا وخيلي تطرد
أقبلته صدر الأغر وصارما= ذكرا فخر على اليدين الأبعد
وابن الصموت تركت حين لقيته= في صدر مارنة يقوم ويقعد
وابنا ربيعة في الغبار كلا هما= وابنا غنى عامر والأسود
حتى تنفس بعد نكظ مجحرا= أذهبت عنه والفرائص ترعد
يعدو ببزي سابح ذو ميعة= نهد المرا كل ذو تليل أقود



وتقبلوا فائق احترامي وتقديري

وأمنياتي لكم بكل خير،،،،،


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.......

خيَّال الغلباء
11 - 08 - 2009, 16:07
ابن خليف الأجود جزاك الله خيراً على الإضافة ولا هنت

حزم الجلاميد
17 - 08 - 2009, 00:16
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
17 - 08 - 2009, 15:10
حزم الجلاميد جزاك الله خيراً ولا هنت

وطبان
06 - 09 - 2009, 16:19
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
09 - 09 - 2009, 04:16
أخي الكريم الفاضل / وطبان بعد السلام شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بيوم جبلة والله يبيض وجهك وجزاك الله خيراً ولا هنت واسلم وسلم والسلام .

مخايل الغربي
29 - 10 - 2009, 05:08
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
07 - 11 - 2009, 06:00
مخايل الغربي جزاك الله خيراً ولا هنت

ابن خليف الأجود
12 - 11 - 2009, 16:05
ابن خليف الأجود جزاك الله خيراً على الإضافة ولا هنت

تسلم يالغالي وما تقصر

وعذرني في التأخير

خيَّال الغلباء
19 - 11 - 2009, 03:25
أخي الكريم / ابن خليف الأجود جزاك الله خيراً ولا هنت