خيَّال الغلباء
21 - 05 - 2009, 21:47
بسم الله الرحمن الرحيم
( جبلة ) :-
قمم جبلية معزولة في وسط نجد اكتسبت أهميتها من حصانتها الطبيعة وقيمتها التاريخية حيث دار ت الحرب في يوم " جبلة " فتردد ذكرها في القصص والأشعار تقف جبلة شامخة على ضفاف وادي الرشا في أحضان قرين الدلابحة بالجمش، وعلى مقربة من نفي تشاهد وحيدة معزولة للقادم من الدوادمي والذي تبعد عنه بما يقارب الـ 70 كم تقريبا بعد بلدتي الجمش والقرين على يمين الطريق المتجه إلى مدينة الرس بمسافة خمسة كيلومترات وتبعد عن " الرس " بما يقارب 140 كم وهي على اليسار للقادم من طريق الدوادمي عرجا إلى نفي بما يقارب العشرين كيلو متر وتشاهد بالعين المجردة قبل وصول نفي بذات المسافة .
http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/53ebd63ccd.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/03/2007-03-24_160148.jpg
تقع جبلة على الإحداثيات التالية :-
N 24 – 47 – 312
E 043 – 53 – 836
وتمتاز بجبالها ذات القمم الهرمية وتشكيلاتها الصخرية الجميلة وشعابهاالمنحدرة وأشجارها الوارفة الظلال، وتحيط بها أرض منبسطة واسعة، ومراع خصبة، وتضم في ناحيتها الجنوبية بقايا بئراً يطلق عليها بئر ( ليلي ) وهي جيولوجية ألمانية قدمت في الثمانينات الهجرية تسمى : ( ليلي سنجر ) وحفرت البئر بمساعدة فتيان من مدينة الدوادمي، وبالقرب من البئر غار كبير يستهوي المتنزهين ويسمى ( غار الشيوخ ) حيث كان مقصد الشيوخ في رحلات القنص وفي منطقة الجدعا من جبلة تجري المياه المتدفقة على شكل ينابيع وتبقى لعدة أشهر بعد موسم الأمطار .
http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/42c578d8ba.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-016-large.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-023.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-028.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-029.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-030-large.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-037.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-042.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-048.jpg
يقول الشيخ / عبدالله بن خميس واصفاً جمال جبلة :-
« ما أجملك جبلة تتربعين على شاطئ التسرير وتصافحين صبا نجد وهي تحمل عرف الشيح والقيصوم وتتخلل الرمث والعرار وتداعب الأقحوان والخزامى لو نطقت معتدلات المناكب منك لما أعوزها الحديث عن واله يبثك وجده وشاعر يروض فوقك قوافيه وإلفين يتساقطان حلو الحديث ويشكوان حرارة الشوق لأنت قصيدة مملوءة بالعبر ناطقة عمن غبر »
وقال الهمداني عن جبلة :-
« جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقى الجبل إلا من قبل الشعب، والشعب متقارب وداخله متسع »
وقال أبو زياد :-
« جبلة هضبة طولها مسيرة يوم، وعرضها مسيرة نصف يوم، وليس فيها طريق إلا طريقان فطريق من قبل مطلع الشمس وطريق آخر من قبل مغرب الشمس »
( يوم جبلة ) :-
وقعة يوم جبلة كانت قبل عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة سنة بين عبس وذبيان وكانت نهاية حرب ضروس بينهما فقد تحزب مع ذبيان قبائل من تميم وبني أسد وبني سعد من غطفان ضد عبس وحلفائهم من بني عامر الذين تحصنوا في شعب جبلة بمشورة من / قيس بن زهير العبسي وقد كانت هذه الفكرة هي الملجأ لهم حينما ضاقت الأرض عليهم بما رحبت وأيقنوا أن لا طاقة لهم بمواجهة القوم المتحزبين فأشار عليهم / قيس بن زهير بأن يأخذوا النساء والذراري والمتاع والأنعام ويتحصنوا بها في شعب جبله وأمر بالإبل أن تعطش وتعقل وتقيد بالحجارة الكبيرة وأن تكون الإبل في مقدمة الشعب ويستتر خلفها الرماة والمقاتلون وأمرهم إذا غشاهم القوم أن يطلقوا قيود الإبل ثم ينخسوها بالعصي والرماح لتنطلق في اتجاه القوم المتحزبين الذين يقفون في طريقها إلى الماء فتدكهم الجمال والحجارة ثم يأتي دور المقاتلين من خلفهم فيرمونهم بالسهام والنبل والحجارة ويتعقبون فلولهم المذعورة بالسيوف فطبقت الخطة وحدثت مذبحة عظيمة للمتحزبين فدكتهم الإبل والحجارة وأجهز عليهم المقاتلون حتى أنها كانت كفيلة بنهاية حرب ضروس بينهما ولم تقم القائمة لذبيان بعدها على عبس حتى أن بنو تميم حلفاء بني ذبيان قالوا لأول مرة نرى الإبل تقاتل مع أصحابها وفي ذلك يقول / العامري :-
لم أر يوماً مثل يوم جبلة
يوم أتتنا أسد وحنظلة
وغطفان والملوك أزفلة
نضربهم بقضب منتخلة
لم تعد أن أفرش عنها الصقلة
وقال / لبيد في يوم جبلة :-
ومنا حماة الشعب يوم تواعدت
= أسد وذبيان الصفا وتميم
وقال / جرير يذكر مقتل لقيط :-
ويوم الشعب قد تركوا لقيطا
= كـــأن عـلـيـه حُـلّــة أرجـــوان
هذا مختصر ما حصل في يوم جبلة أما القصة بالتفصيل كما وردت في كتاب الكامل للتاريخ فهي كما يلي : « كان لقيط بن زرارة قد عزم على غزو بني عامر بن صعصعة للأخذ بثأر أخيه / معبد بن زرارة وقد ذكرنا موته عندهم أسيرًا فبينما هو يتجهز أتاه الخبر بحلف بني عبس وبني عامر فلم يطمع في القوم وأرسل إلى كل من كان بينه وبين عبس ذحل يسأله الحلف والتضافر على غزو عبس وعامر فاجتمعت إليه أسد وغطفان وعمرو بن الجون ومعاوية بن الجون واستوثقوا واستكثروا وساروا فعقد معاوية بن الجون الألوية فكان بنو أسد وبنو فزارة بلواء مع معاوية بن الجون وعقد لعمرو بن تميم مع / حاجب بن زرارة وعقد للرباب مع / حسان بن همام وعقد لجماعة من بطون تميم مع / عمرو بن عدس وعقد لحنظلة بأسرها على / لقيط بن زرارة وكان مع لقيط ابنته / دخنتوس وكان يغزو بها معه ويرجع إلى رأيها وساروا في جمع عظيم لا يشكون في قتل عبس وعامر وإدراك ثأرهم فلقي لقيط في طريقه / كرب بن صفوان بن الحباب السعدي وكان شريفًا فقال : ما منعك أن تسير معنا في غزاتنا قال : أنا مشغول في طلب إبل لي قال : لا بل تريد أن تنذر بنا القوم ولا أتركك حتى تحلف أنك لا تخبرهم فحلف له ثم سار عنه وهو مغضب فلما دنا من عامر أخذ خرقة فصر فيها حنظلةً وشوكًا وترابًا وخرقتين يمانيتين وخرقة حمراء وعشرة أحجار سود ثم رمى بها حيث يسقون ولم يتكلم فأخذها / معاوية بن قشير فأتى بها الأحوص بن جعفر وأخبره أن رجلًا ألقاها وهم يسقون فقال الأحوص لقيس بن زهير العبسي : ما ترى في هذا الأمر قال : هذا من صنع الله لنا هذا رجل قد أخذ عليه عهدٌ على أن لا يكلمكم فأخبركم أن أعداءكم قد غزوكم عدد التراب وأن شوكتهم شديدة وأما الحنظلة فهي رؤساء القوم وأما الخرقتان اليمانيتان فهما حيان من اليمن معهم وأما الخرقة الحمراء فهي / حاجب بن زرارة وأما الأحجار فهي عشر ليال يأتيكم القوم إليها قد أنذرتكم فكونوا أحرارًا فاصبروا كما يصبر الأحرار الكرام قال الأحوص : فإنا فاعلون وآخذون برأيك فإنه لم تنزل بك شدة إلا رأيت المخرج منها قال : فإذا قد رجعتم إلى رأيي فأدخلوا نعمكم شعب جبلة ثم اظمئوها هذه الأيام ولا توردوها الماء فإذا جاء القوم أخرجوا عليهم الإبل وانخسوها بالسيوف والرماح فتخرج مذاعير عطاشا فتشغلهم وتفرق جمعهم واخرجوا أنتم في آثارها واشفوا نفوسكم ففعلوا ما أشار به وعاد / كرب بن صفوان فلقي لقيطًا فقال له : أنذرت القوم فأعاد الحلف له أنه لم يكلم أحدًا منهم فخلى عنه فقالت / دخنتوس ابنة لقيط لأبيها : ردني إلى أهلي ولا تعرضني لعبس وعامر فقد أنذرهم لا محالة فاستحمقها وساءه كلامها وردها وسار حتى نزل على فم الشعب بعساكر جرارة كثيرة الصواهل وليس لهم هم إلا الماء فقصدوه فقال لهم قيس : أخرجوا عليهم الآن الإبل ففعلوا ذلك فخرجت الإبل مذاعير عطاشا وهم في أعراضها وأدبارها فخبطت تميمًا ومن معها وقطعتهم وكانوا في الشعب وأبرزتهم إلى الصحراء على غير تعبئة وشغلوا عن الاجتماع إلى ألويتهم وحملت عيهم عبس وعامر فاقتتلوا قتالًا شديدًا وكثرت القتلى في تميم وكان أول من قتل من رؤسائهم / عمرو بن الجون وأسر / معاوية بن الجون و / عمرو بن عمرو بن عدس زوج / دخنتوس بنت لقيط وأسر / حاجب بن زرارة وانحاز / لقيط بن زرارة فدعا قومه وقد تفرقوا عنه فاجتمع إليه نفر يسير فتحرز برايته فوق جرف ثم حمل فقتل فيهم ورجع وصاح : أنا لقيط وحمل ثانيةً فقتل وجرح وعاد فكثر جمعه فانحط الجرف بفرسه وحمل عليه / عنترة فطعنه طعنة قصم بها صلبه وضربه / قيس بالسيف فألقاه متشحطًا في دمه فذكر ابنته دخنتوس فقال : يا ليت شعري عنك دخنتوس إذا أتاها الخبر المرموس أتحلق القرون أم تميس لا بل تمس إنّها عروس ثم مات وتمت الهزيمة على تميم وغطفان ثم فدوا / حاجبًا بخمسمائة من الإبل وفدوا / عمرو بن عمرو بمائتين من الإبل وعاد من سلم إلى أهله »
يوم جبلة :-
جبلة هضبة عالية كانوا قد أحرزوا فيها عيالهم وأموالهم وكان معهم في ذلك اليوم رئيس نجران، وهو ابن الجون الكندي وأخ للنعمان بن المنذر أحسب اسمه / حسان بن وبرة وهو أخو النعمان لأمه وفي أيام جبلة كان مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولثنتين وأربعين سنة من ملك أنوشروان بن قباذ وكان مولد أبيه عبدالله لأربع وعشرين مضت من ملك أنوشروان المذكور فبينه - عليه السلام - وبين أبيه عبدالله نحو من ثمان عشرة سنة . وأنشد / لقيط بن زرارة الدارمي التميمي في يوم جبلة :-
أجذم إليك إنها بنو عبس
= المعشر الجلة في القوم الحمس
لأن بني عبس كانوا يوم جبلة حلفاء في بني عامر بن صعصعة ويوم جبلة : يوم كان بين بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وبين بني عامر بن صعصعة فكان الظفر فيه لبني عامر بن صعصعة على بني حنظلة وقتل يومئذ / لقيط بن زرارة بن عدس وأسر / حاجب بن زرارة بن عدس وانهزم / عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبدالله بن دارم بن مالك بن حنظلة ففيه يقول / جرير للفرزدق :-
كأنك لم تشهد لقيطا وحاجبا
= وعمر بن عمرو إذ دعوا : يالدارم
وهذا البيت في قصيدة له ويقول / ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان : ( جبلة بالتحريك مرتجل اسم لعدة مواضع، منها جبلة ويقال شعب جبلة الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر وتميم وعبس وذبيان وفزارة وجبلة هذه هضبة حمراء بنجد بين الشرَيف والشرف والشريف ماء لبني نمير والشرف ماءَ لبني كلاب، وجبلَةُ جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقي الجبل إلا من قبل الشعب والشعب متقارب وداخله متسع وبه عرَينة بطن من بَجيلة، وقال أبو زياد جبلة هضبة طولها مسيرة يوم وعرضها مسيرة نصف يوم وليس فيها طريق إلا طريقان فطريق من قبل مطلع الشمس وهو أسفل الوادي الذي يجي من جبلة وبه ماءة لعرينة يقال لها سلعة وعرينة حي من بجيلة حلفاء في بني كلاب وطريق آخر من قبل مغرب الشمس يسمى الخليف وليس إلى جبلة طريق غير هذين، وقال أبو أحمد : يوم شعب جبلة وهو يوم بين بني تميم وبين بني عامر بن صعصعة فانهزمت تميم ومن ضامها وهذا اليوم الذي قتل فيه / لقيط بن زرارة وهو المشهور بيوم تَعطيش النوق برأي / قيس بن زهير العبسي وكان قد قتل لقيطاً / جعدَةُ بن مرداس وزعم بعضهم أن / شريح بن الأحوص قتله واستشهد بقول / دخنتوس بنت لَقيط : وجعل بنو عبس يضربونه وهو ميت .
ألا يالها الويلات ويلة من هوى
= بضرب بني عبس لقيطاً وقد قَضى
له عفرها وجهاً عـلـيه مـهـابة
= ولا تحفل الصم الجنادل من ثـوى
وما ثأره فـيكـم ولـكـن ثـأره
= شريح أرادته الأسـنة والـقَـنـا
وكان يوم جبلة من أعظم أيام العرب وأذكرها وأشدها وكان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة وقبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بسبع عشرة سنة ) انتهي كلامه فعندما لجأ بنو عامر وحلفائها إلي شعب جبله حصنوا النساء والذراري والأموال في رأس الجبل ومنعوا الإبل من الماء واقتسموا الماء بينهم ثم أقبلت بنو تميم وحلفائها من ذبيان وبني أسد وهم جموع عظيمة, فلما وصلوا إلى شعب جبله قال الناس للقيط ما تري ؟ فقال : أري أن تصعدوا عليهم فقال / شاس بن أبي ليلي : لا تدخلوا على بني عامر فإني أعلم الناس بهم قاتلتهم وقاتلوني فما رأيت قوما قط أقلق بمنزل من بني عامر ووالله ما وجدت لهم مثلا إلا الشجاع فإنه لا يقر في جحره قلقا وسيخرجون إليكم والله لئن نمتم هذه الليلة لا تشعرون بهم إلا وهم منحدرون عليكم .
يقصد بكلامه : ( ما وجدت لهم مثلا إلا الشجاع فإنه لايقر في جحره قلقا ) أي كالحية الذكر لا يعتدي ولكنه يعطب من يعتدي عليه إن تمكن منه وقال / زهير بن جذيمة في مجمل كلامه عن بني كلاب : ( أما بنو كلاب فهي كالحية إن تركتها تركتك وإن وطئتها عضتك ) انتهى كلامه . ثم بعد ذلك صعدوا عليهم الجبل, فقالت بنو عامر : للأحوص أتوك القوم فقال : دعوهم حتى ينتصفوا في الجبل ثم حلوا عقل الإبل ثم اتبعوا آثارها وليتبع كل رجل منكم بعيره بحجر أو حجرين ففعلوا وصاحوا بها فخرجت تحطم كل شيئ مرت به وخبطت تميما ومن معها وانحطوا منهزمين من الجبل إلى السهل ولما بلغوا السهل لم يكن لأحد همة إلا أن يذهب على وجهه وجعلت بنو عامر يقتلونهم ويصرعونهم بالسيوف في آثارهم وانهزموا شر هزيمة وقد ذكر أنها أول حرب مدرعة في العرب . والله اعلم . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
( جبلة ) :-
قمم جبلية معزولة في وسط نجد اكتسبت أهميتها من حصانتها الطبيعة وقيمتها التاريخية حيث دار ت الحرب في يوم " جبلة " فتردد ذكرها في القصص والأشعار تقف جبلة شامخة على ضفاف وادي الرشا في أحضان قرين الدلابحة بالجمش، وعلى مقربة من نفي تشاهد وحيدة معزولة للقادم من الدوادمي والذي تبعد عنه بما يقارب الـ 70 كم تقريبا بعد بلدتي الجمش والقرين على يمين الطريق المتجه إلى مدينة الرس بمسافة خمسة كيلومترات وتبعد عن " الرس " بما يقارب 140 كم وهي على اليسار للقادم من طريق الدوادمي عرجا إلى نفي بما يقارب العشرين كيلو متر وتشاهد بالعين المجردة قبل وصول نفي بذات المسافة .
http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/53ebd63ccd.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/03/2007-03-24_160148.jpg
تقع جبلة على الإحداثيات التالية :-
N 24 – 47 – 312
E 043 – 53 – 836
وتمتاز بجبالها ذات القمم الهرمية وتشكيلاتها الصخرية الجميلة وشعابهاالمنحدرة وأشجارها الوارفة الظلال، وتحيط بها أرض منبسطة واسعة، ومراع خصبة، وتضم في ناحيتها الجنوبية بقايا بئراً يطلق عليها بئر ( ليلي ) وهي جيولوجية ألمانية قدمت في الثمانينات الهجرية تسمى : ( ليلي سنجر ) وحفرت البئر بمساعدة فتيان من مدينة الدوادمي، وبالقرب من البئر غار كبير يستهوي المتنزهين ويسمى ( غار الشيوخ ) حيث كان مقصد الشيوخ في رحلات القنص وفي منطقة الجدعا من جبلة تجري المياه المتدفقة على شكل ينابيع وتبقى لعدة أشهر بعد موسم الأمطار .
http://www.al-najim.net/up/uploads/picture/42c578d8ba.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-016-large.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-023.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-028.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-029.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-030-large.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-037.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-042.jpg
http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/05/hima-dhariah-048.jpg
يقول الشيخ / عبدالله بن خميس واصفاً جمال جبلة :-
« ما أجملك جبلة تتربعين على شاطئ التسرير وتصافحين صبا نجد وهي تحمل عرف الشيح والقيصوم وتتخلل الرمث والعرار وتداعب الأقحوان والخزامى لو نطقت معتدلات المناكب منك لما أعوزها الحديث عن واله يبثك وجده وشاعر يروض فوقك قوافيه وإلفين يتساقطان حلو الحديث ويشكوان حرارة الشوق لأنت قصيدة مملوءة بالعبر ناطقة عمن غبر »
وقال الهمداني عن جبلة :-
« جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقى الجبل إلا من قبل الشعب، والشعب متقارب وداخله متسع »
وقال أبو زياد :-
« جبلة هضبة طولها مسيرة يوم، وعرضها مسيرة نصف يوم، وليس فيها طريق إلا طريقان فطريق من قبل مطلع الشمس وطريق آخر من قبل مغرب الشمس »
( يوم جبلة ) :-
وقعة يوم جبلة كانت قبل عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة سنة بين عبس وذبيان وكانت نهاية حرب ضروس بينهما فقد تحزب مع ذبيان قبائل من تميم وبني أسد وبني سعد من غطفان ضد عبس وحلفائهم من بني عامر الذين تحصنوا في شعب جبلة بمشورة من / قيس بن زهير العبسي وقد كانت هذه الفكرة هي الملجأ لهم حينما ضاقت الأرض عليهم بما رحبت وأيقنوا أن لا طاقة لهم بمواجهة القوم المتحزبين فأشار عليهم / قيس بن زهير بأن يأخذوا النساء والذراري والمتاع والأنعام ويتحصنوا بها في شعب جبله وأمر بالإبل أن تعطش وتعقل وتقيد بالحجارة الكبيرة وأن تكون الإبل في مقدمة الشعب ويستتر خلفها الرماة والمقاتلون وأمرهم إذا غشاهم القوم أن يطلقوا قيود الإبل ثم ينخسوها بالعصي والرماح لتنطلق في اتجاه القوم المتحزبين الذين يقفون في طريقها إلى الماء فتدكهم الجمال والحجارة ثم يأتي دور المقاتلين من خلفهم فيرمونهم بالسهام والنبل والحجارة ويتعقبون فلولهم المذعورة بالسيوف فطبقت الخطة وحدثت مذبحة عظيمة للمتحزبين فدكتهم الإبل والحجارة وأجهز عليهم المقاتلون حتى أنها كانت كفيلة بنهاية حرب ضروس بينهما ولم تقم القائمة لذبيان بعدها على عبس حتى أن بنو تميم حلفاء بني ذبيان قالوا لأول مرة نرى الإبل تقاتل مع أصحابها وفي ذلك يقول / العامري :-
لم أر يوماً مثل يوم جبلة
يوم أتتنا أسد وحنظلة
وغطفان والملوك أزفلة
نضربهم بقضب منتخلة
لم تعد أن أفرش عنها الصقلة
وقال / لبيد في يوم جبلة :-
ومنا حماة الشعب يوم تواعدت
= أسد وذبيان الصفا وتميم
وقال / جرير يذكر مقتل لقيط :-
ويوم الشعب قد تركوا لقيطا
= كـــأن عـلـيـه حُـلّــة أرجـــوان
هذا مختصر ما حصل في يوم جبلة أما القصة بالتفصيل كما وردت في كتاب الكامل للتاريخ فهي كما يلي : « كان لقيط بن زرارة قد عزم على غزو بني عامر بن صعصعة للأخذ بثأر أخيه / معبد بن زرارة وقد ذكرنا موته عندهم أسيرًا فبينما هو يتجهز أتاه الخبر بحلف بني عبس وبني عامر فلم يطمع في القوم وأرسل إلى كل من كان بينه وبين عبس ذحل يسأله الحلف والتضافر على غزو عبس وعامر فاجتمعت إليه أسد وغطفان وعمرو بن الجون ومعاوية بن الجون واستوثقوا واستكثروا وساروا فعقد معاوية بن الجون الألوية فكان بنو أسد وبنو فزارة بلواء مع معاوية بن الجون وعقد لعمرو بن تميم مع / حاجب بن زرارة وعقد للرباب مع / حسان بن همام وعقد لجماعة من بطون تميم مع / عمرو بن عدس وعقد لحنظلة بأسرها على / لقيط بن زرارة وكان مع لقيط ابنته / دخنتوس وكان يغزو بها معه ويرجع إلى رأيها وساروا في جمع عظيم لا يشكون في قتل عبس وعامر وإدراك ثأرهم فلقي لقيط في طريقه / كرب بن صفوان بن الحباب السعدي وكان شريفًا فقال : ما منعك أن تسير معنا في غزاتنا قال : أنا مشغول في طلب إبل لي قال : لا بل تريد أن تنذر بنا القوم ولا أتركك حتى تحلف أنك لا تخبرهم فحلف له ثم سار عنه وهو مغضب فلما دنا من عامر أخذ خرقة فصر فيها حنظلةً وشوكًا وترابًا وخرقتين يمانيتين وخرقة حمراء وعشرة أحجار سود ثم رمى بها حيث يسقون ولم يتكلم فأخذها / معاوية بن قشير فأتى بها الأحوص بن جعفر وأخبره أن رجلًا ألقاها وهم يسقون فقال الأحوص لقيس بن زهير العبسي : ما ترى في هذا الأمر قال : هذا من صنع الله لنا هذا رجل قد أخذ عليه عهدٌ على أن لا يكلمكم فأخبركم أن أعداءكم قد غزوكم عدد التراب وأن شوكتهم شديدة وأما الحنظلة فهي رؤساء القوم وأما الخرقتان اليمانيتان فهما حيان من اليمن معهم وأما الخرقة الحمراء فهي / حاجب بن زرارة وأما الأحجار فهي عشر ليال يأتيكم القوم إليها قد أنذرتكم فكونوا أحرارًا فاصبروا كما يصبر الأحرار الكرام قال الأحوص : فإنا فاعلون وآخذون برأيك فإنه لم تنزل بك شدة إلا رأيت المخرج منها قال : فإذا قد رجعتم إلى رأيي فأدخلوا نعمكم شعب جبلة ثم اظمئوها هذه الأيام ولا توردوها الماء فإذا جاء القوم أخرجوا عليهم الإبل وانخسوها بالسيوف والرماح فتخرج مذاعير عطاشا فتشغلهم وتفرق جمعهم واخرجوا أنتم في آثارها واشفوا نفوسكم ففعلوا ما أشار به وعاد / كرب بن صفوان فلقي لقيطًا فقال له : أنذرت القوم فأعاد الحلف له أنه لم يكلم أحدًا منهم فخلى عنه فقالت / دخنتوس ابنة لقيط لأبيها : ردني إلى أهلي ولا تعرضني لعبس وعامر فقد أنذرهم لا محالة فاستحمقها وساءه كلامها وردها وسار حتى نزل على فم الشعب بعساكر جرارة كثيرة الصواهل وليس لهم هم إلا الماء فقصدوه فقال لهم قيس : أخرجوا عليهم الآن الإبل ففعلوا ذلك فخرجت الإبل مذاعير عطاشا وهم في أعراضها وأدبارها فخبطت تميمًا ومن معها وقطعتهم وكانوا في الشعب وأبرزتهم إلى الصحراء على غير تعبئة وشغلوا عن الاجتماع إلى ألويتهم وحملت عيهم عبس وعامر فاقتتلوا قتالًا شديدًا وكثرت القتلى في تميم وكان أول من قتل من رؤسائهم / عمرو بن الجون وأسر / معاوية بن الجون و / عمرو بن عمرو بن عدس زوج / دخنتوس بنت لقيط وأسر / حاجب بن زرارة وانحاز / لقيط بن زرارة فدعا قومه وقد تفرقوا عنه فاجتمع إليه نفر يسير فتحرز برايته فوق جرف ثم حمل فقتل فيهم ورجع وصاح : أنا لقيط وحمل ثانيةً فقتل وجرح وعاد فكثر جمعه فانحط الجرف بفرسه وحمل عليه / عنترة فطعنه طعنة قصم بها صلبه وضربه / قيس بالسيف فألقاه متشحطًا في دمه فذكر ابنته دخنتوس فقال : يا ليت شعري عنك دخنتوس إذا أتاها الخبر المرموس أتحلق القرون أم تميس لا بل تمس إنّها عروس ثم مات وتمت الهزيمة على تميم وغطفان ثم فدوا / حاجبًا بخمسمائة من الإبل وفدوا / عمرو بن عمرو بمائتين من الإبل وعاد من سلم إلى أهله »
يوم جبلة :-
جبلة هضبة عالية كانوا قد أحرزوا فيها عيالهم وأموالهم وكان معهم في ذلك اليوم رئيس نجران، وهو ابن الجون الكندي وأخ للنعمان بن المنذر أحسب اسمه / حسان بن وبرة وهو أخو النعمان لأمه وفي أيام جبلة كان مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولثنتين وأربعين سنة من ملك أنوشروان بن قباذ وكان مولد أبيه عبدالله لأربع وعشرين مضت من ملك أنوشروان المذكور فبينه - عليه السلام - وبين أبيه عبدالله نحو من ثمان عشرة سنة . وأنشد / لقيط بن زرارة الدارمي التميمي في يوم جبلة :-
أجذم إليك إنها بنو عبس
= المعشر الجلة في القوم الحمس
لأن بني عبس كانوا يوم جبلة حلفاء في بني عامر بن صعصعة ويوم جبلة : يوم كان بين بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وبين بني عامر بن صعصعة فكان الظفر فيه لبني عامر بن صعصعة على بني حنظلة وقتل يومئذ / لقيط بن زرارة بن عدس وأسر / حاجب بن زرارة بن عدس وانهزم / عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبدالله بن دارم بن مالك بن حنظلة ففيه يقول / جرير للفرزدق :-
كأنك لم تشهد لقيطا وحاجبا
= وعمر بن عمرو إذ دعوا : يالدارم
وهذا البيت في قصيدة له ويقول / ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان : ( جبلة بالتحريك مرتجل اسم لعدة مواضع، منها جبلة ويقال شعب جبلة الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر وتميم وعبس وذبيان وفزارة وجبلة هذه هضبة حمراء بنجد بين الشرَيف والشرف والشريف ماء لبني نمير والشرف ماءَ لبني كلاب، وجبلَةُ جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقي الجبل إلا من قبل الشعب والشعب متقارب وداخله متسع وبه عرَينة بطن من بَجيلة، وقال أبو زياد جبلة هضبة طولها مسيرة يوم وعرضها مسيرة نصف يوم وليس فيها طريق إلا طريقان فطريق من قبل مطلع الشمس وهو أسفل الوادي الذي يجي من جبلة وبه ماءة لعرينة يقال لها سلعة وعرينة حي من بجيلة حلفاء في بني كلاب وطريق آخر من قبل مغرب الشمس يسمى الخليف وليس إلى جبلة طريق غير هذين، وقال أبو أحمد : يوم شعب جبلة وهو يوم بين بني تميم وبين بني عامر بن صعصعة فانهزمت تميم ومن ضامها وهذا اليوم الذي قتل فيه / لقيط بن زرارة وهو المشهور بيوم تَعطيش النوق برأي / قيس بن زهير العبسي وكان قد قتل لقيطاً / جعدَةُ بن مرداس وزعم بعضهم أن / شريح بن الأحوص قتله واستشهد بقول / دخنتوس بنت لَقيط : وجعل بنو عبس يضربونه وهو ميت .
ألا يالها الويلات ويلة من هوى
= بضرب بني عبس لقيطاً وقد قَضى
له عفرها وجهاً عـلـيه مـهـابة
= ولا تحفل الصم الجنادل من ثـوى
وما ثأره فـيكـم ولـكـن ثـأره
= شريح أرادته الأسـنة والـقَـنـا
وكان يوم جبلة من أعظم أيام العرب وأذكرها وأشدها وكان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة وقبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بسبع عشرة سنة ) انتهي كلامه فعندما لجأ بنو عامر وحلفائها إلي شعب جبله حصنوا النساء والذراري والأموال في رأس الجبل ومنعوا الإبل من الماء واقتسموا الماء بينهم ثم أقبلت بنو تميم وحلفائها من ذبيان وبني أسد وهم جموع عظيمة, فلما وصلوا إلى شعب جبله قال الناس للقيط ما تري ؟ فقال : أري أن تصعدوا عليهم فقال / شاس بن أبي ليلي : لا تدخلوا على بني عامر فإني أعلم الناس بهم قاتلتهم وقاتلوني فما رأيت قوما قط أقلق بمنزل من بني عامر ووالله ما وجدت لهم مثلا إلا الشجاع فإنه لا يقر في جحره قلقا وسيخرجون إليكم والله لئن نمتم هذه الليلة لا تشعرون بهم إلا وهم منحدرون عليكم .
يقصد بكلامه : ( ما وجدت لهم مثلا إلا الشجاع فإنه لايقر في جحره قلقا ) أي كالحية الذكر لا يعتدي ولكنه يعطب من يعتدي عليه إن تمكن منه وقال / زهير بن جذيمة في مجمل كلامه عن بني كلاب : ( أما بنو كلاب فهي كالحية إن تركتها تركتك وإن وطئتها عضتك ) انتهى كلامه . ثم بعد ذلك صعدوا عليهم الجبل, فقالت بنو عامر : للأحوص أتوك القوم فقال : دعوهم حتى ينتصفوا في الجبل ثم حلوا عقل الإبل ثم اتبعوا آثارها وليتبع كل رجل منكم بعيره بحجر أو حجرين ففعلوا وصاحوا بها فخرجت تحطم كل شيئ مرت به وخبطت تميما ومن معها وانحطوا منهزمين من الجبل إلى السهل ولما بلغوا السهل لم يكن لأحد همة إلا أن يذهب على وجهه وجعلت بنو عامر يقتلونهم ويصرعونهم بالسيوف في آثارهم وانهزموا شر هزيمة وقد ذكر أنها أول حرب مدرعة في العرب . والله اعلم . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .