المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اّدم عليه السلام وإبليس لعنه الله


خيَّال الغلباء
01 - 07 - 2009, 22:45
بسم الله الرحمن الرحيم

الكِبر والتَكبُر :-

قال تعالى : ( قال ما منعك ألا تَسجُدَ إِذ أمرتُكَ قال انا خيرٌ منهُ خلقتني من نارٍ وخَلقتهُ من طين ) هل ظن إبليس لعنه الله أنه فعلاً خيرٌ من آدم عليه السلام ؟ تعالوا نرى ما قال الشيخ العلامة المحدث القاضي / بدر الدين بن عبدالله الشبلى في كتاب آكام المرجان في أحكام الجآن, تحقيق وتعليق الأستاذ / إبراهيم محمد الجمل والذي عنونه بـ ( اخترت لك ) من التراث ( غرائب وعجائب الجن ) إذ يقول : ( اعلم ) أن هذه الشبهة التي ذكرها إبليس إنما ذكرها على سبيل التعنت فقط, وإلا فامتناعه من السجود لآدم إنما كان عن كبر وكفر ومجرد إباء وحسد, ومع ذلك فما أبداء من الشبهة, فهو داحض لأنه رتب على ذلك أنه خير من آدم لكونه خُلق من نارٍ وآدم خُلق من طين ورتب على هذا أنه لا يُحسن منه الخضوع لمن دونه هو خير منه وهذا باطل من عدة وجوه :-

( الأول ) : أن النار طبعها الفساد وإتلاف ما تعلقت به بخلاف التراب .

( الثاني ) : أن النار طبعها الخفة والطيش والحدة، والتراب طبعه الرزانة والسكون والثبات .

( الثالث ) : أن التراب يتكون فيه ومنه أرزاق الحيوان, وأقواتهم, ولباس العباد وزينتهم، وآلات معايشهم ومساكنهم . والنار لا يكون فيها شئ من ذلك .

( الرابع ) : أن التراب ضروري للحيوان إذ لا يستغنى عنه البتة، ولا عما يتكون فيه ومنه . والنار يستغنى عنها الحيوان البهيم مطلقاً . وقد يستغنى عنها الإنسان الأيام والشهور فلا يدعوه إليها ضرورة .

( الخامس ) : أن التراب إذا وضع فيه القوت أخرجه أضعاف أضعاف ما وضع فيه . فمن بركته يؤدي ما استودعته فيه إليك مضاعفاً . ولو استودعته النار لخانتك وأكلته ولم تبقِ ولم تذر .

( السادس ) : أن النار لا تقوم بنفسها بل هي مفتقرة إلى محل تقوم به يكون حاملاً لها، والتراب لا يفتقر إلى حامل . فالتراب أكمل منها لغناه وافتقارها .

( السابع ) : أن النار مفتقرة إلى التراب وليس التراب مفتقراً إليها . فإن المحل الذي تقوم به النار لا يكون إلا متكوناً أوفيه من التراب، فهي الفقيرة إلى التراب وهو الغنىُ عنها .

( الثامن ) : أن المادة الإبليسية هي المارج من النار وهو ضعيف تتلاعب به الأهواء فيميل معها كيفما مالت، ولهذا غلب الهوى على المخلوق منه فأسره وقهره . ولما كانت المادة الآدمية من التراب وهو قوي لا يذهب مع الهواء أينما ذهب فقهر هواه وأسره ورجع إلى ربه فاجتباه واصطفاه وكان الهواء الذي مع المادة الآدمية عارضاُ سريع الزوال فزال وكان الثبات والرزانة أصلاً له فعاد إليهِ، وكان إبليس بالعكس من ذلك فعاد كل منهما إلى أصله وعنصره, آدم إلى أصله الطيب الشريف واللعين إلى أصله الردى .

( التاسع ) : أن النار وإن حصل منها بعض المنفعة والمتاع فالشر كامن فيها لا يصدها عنه إلا قسرها وحبسها, ولولا القاسر والحابس لها لأفسدت الحرث والنسل . والتراب فالخير والبركة كامن فيه كلما أثير وقلب ظهرت بركته وخيره وثمرته فأين أحدهما من الآخر ؟.

( العاشر ) : أن الله تعالى أكثر ذكر الأرض في كتابه وأخبر عن منافعها وخلقها وأنه جعلها مهاداً وفراشاً وبساطاً وقراراً أو كفات للأحياء والأموات ودعا عباده إلى التفكر فيها والنظر في آياتها وعجائبها وما أودع فيها . ولم يذكر النار إلا في معرض العقوبة والتخويف والعذاب إلا في موضع أو موضعين ذكرها فيه بأنها تذكرة ومتاع للمقوين تذكرة بنار الآخرة ومتاع لبعض أفراد الناس وهم المقوون النازلون بالقرى, وهي الأرض الخالية إذا نزلها يمنع بالنار في منزله . فأين هذا من أوصاف الأرض في القرآن .

( الحادي عشر ) : أن الله تعالى وصف النار بالبركة في غير موضع من كتابه خصوصاً, وأخبر أنه بارك فيها عموماً فقال تعالى : ( أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) إلى أن قال : ( وبارك فيها وقدر فيها أقواتها ) فهذه بركة عامة . وأما البركة الخاصة فكقوله تعالى : ( ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها ) وأما النار فلم يخبر أنه جعل فيها بركة أصلاً بل أنها ذاهبة للبركة ماحقة لها . فأين المبارك في نفسه المبارك فيما وضع فيه من مزيل البركة وماحقها ؟.

( الثاني عشر ) : أن الله جعل الأرض محل بيوته التي يذكر فيها اسمه ويسبح له فيها بالغدو والآصال عموماً وبيته الحرام الذي جعله قياماً للناس مباركاً وهدى للعالمين خصوصاُ فلو لم يكن في الأرض إلا بيته الحرام لكفاها ذلك شرفاً وفخراً على النار .

( الثالث عشر ) : أن الله تعالى أودع في الأرض من المعادن, والأنهار, والعيون, والثمرات، والحبوب والأقوات, وأصناف الحيوانات وأمتعتها, والجبال، والرياض، والمراكب البهية، والصور البهيجة مالم يودع في النار شيئاً منه . فأي روضة وجدت في النار أوجنة أو معدن أو صورة أو عين خرارة أو نهرٍ مطرد أو ثمرة لذيذة .

( الرابع عشر ) : أن غاية النار أنها وضعت خادمة لما في الأرض . فالنار أنما محلها محل الخادم لهذه الأشياء فهي تابعة لها خادمة فقط إذا استغنت عنها طردتها وأبعدتها عن قربها وإذا احتاجت إليها استدعتها استدعاء الخادم لخادمه .

( الخامس عشر ) : أن اللعين لقصر نظره وضعف بصيرته رأى صورة الطين تراباً ممتزجاً بماء فأحتقره ولم يعلم أن الطين مركب من أصلين . الماء الذي جعل الله تعالى منه كل شيء حياً, والتراب الذي جعله خزانة المنافع والنعم . هذا ولم يجئ من النار من المنافع وأنواع الأمتعة, فلو تجاوز نظره صورة الطين إلى مادته ونهايته لرأى أن الطين خيراً من النار وأفضل . ثم لو سلم بطريق الفرض الباطل . إن النار خيرُ من الطين لم يلزم من ذلك أن يكون المخلوق منها خيراً من الطين فأن القادر على كل شئ يخلق من المادة المفضولة من هو خيراً ممن خلقه من المادة الفاضلة . فالاعتبار بكمال النهاية لا بنقص المادة . فاللعين لم يتجاوز نظره محل المادة ولم يعبر منها إلى كمال الصورة ونهاية الخلقة والله تعالى أعلم . انتهى كلام الشيخ رحمه الله .

انظروا إخواني الأعزاء كم كان اللعين مغروراً متكبراً وأورد نفسه المذلة والمهانة من حيث أراد العلو والكبرياء والأفضلية فوعده الله بنار جهنم خالداً فيها جراء فِعلهِ ذلك بعد أن أنظرَهُ إلى الوقت المعلوم . وكم في زماننا هذا ممن أغواهم ذلك الملعون وفعلوا فعله من تَكبُر وعًجباً بالنفس، فأوردهم المهالك إن لم يتوبوا قبل فوات الأوان . فلن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر, أو كما قال صلى الله عليه وسلم . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

lion1430
02 - 07 - 2009, 17:01
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
02 - 07 - 2009, 21:43
الأسد جزاك الله خيرا ولا هنت

حزم الجلاميد
03 - 07 - 2009, 02:43
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
03 - 07 - 2009, 09:42
حزم الجلاميد جزاك الله خيراً ولا هنت

وصف ضاوي
04 - 07 - 2009, 22:57
عساك على القوه اخي خيال الغلبا

تحياتي

صامل الميقاف
05 - 07 - 2009, 20:22
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
14 - 07 - 2009, 10:49
وصف ضاوي جزاك الله خيراً ولا هنت

خيَّال الغلباء
15 - 07 - 2009, 20:10
صامل الميقاف جزاك الله خيراً ولا هنت

خيّال العرفا
16 - 07 - 2009, 15:14
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
17 - 07 - 2009, 12:42
خيال العرفا جزاك الله خيراً ولا هنت