خيَّال الغلباء
06 - 07 - 2009, 21:37
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل الحديث عن حكم الافتخار بالاّباء والأجداد أو العرق أو السلالة أو القوم أو العشيرة يجب أن نفرق بين أمرين :-
الأمر الأول : الاعتزاز بهم والافتخار والارتباط على أساس هذه الرابطة .
الأمر الثاني : المحبة لهم ولكن بظوابط .
نبدأ بالأمر الثاني : ونقول : إن الإنسان بفطرته يحب المكان الذي ولد فيه, ويحب العائلة والعشيرة التي تربى فيها وهذا شيء فطري في الإنسان فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " والله يا مكة لأنت أحب البلاد إلى الله, وأنت أحب البلاد إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ". فهذا الحديث يدل على الحب لهذا المكان الذي يعيش فيه, ولكن الملاحظ في الحديث أيضا أنه يحتوي على حكم شرعي وهو أن الحب مرتبط بمفهوم شرعي وهو محبة الله لمكة, ولذلك يجب على كل مسلم أن يحب مكة على كل البلاد .
ونقول أيضا : أن هذا الحب إذا تعارض مع الحكم الشرعي, يقدم الحكم الشرعي على هذه المحبة .
أما الأمر الأول : وهو الارتباط على أساس العائلة أو الوطن فهذا لا يجوز وذلك :-
أولا : أن رابطة العائلة أو الوطنية رابطة منبعها غريزة البقاء, فالإنسان يندفع غرائزيا ليدافع عن موطنه أو عائلته دون الرجوع إلى أدني تفكير, وهذا الأمر يشترك فيه الإنسان والحيوان أكرمكم الله .
الأمر الثاني : أن هذه الرابطة مؤقتة تظهر بظهور المؤثر الخارجي وتزول بزواله أي تظر بوجود أعداء وتختفي عن ذهابهم .
الأمر الثالث : أن هذه الرابطة لا تحتوي على نظام لتسير شؤن حياة الناس والإنسان يحتاج إلى رابطة دائمية وتحتوي على معالجات لكل مشاكله .
الأمر الرابع : عند ذهاب المؤثر الخارجي وهو الأعداء, تحصل بين أفراد العائلة والقوم منازعات بين أفرادها على سيادة العائلة أو القوم وهذا مشاهد في العائلات, وهذا نتيجة غريزة البقاء وحب السيادة الناتج عنها .
الأمر الخامس : أن تجربة القوميات لم تفلح في المجتمعات الأوربية وكانت سببا في دمارها مع أنهم أصحاب دين واحد, كما حدث مع فرنسا عندما اجتاحت الغرب, وكما حدث مع ألمانيا وإيطاليا وغيرهم كلهم يريد سيادة جنسة .
الأمر السادس : أن القوميات والعصبيات دمرت المسلمين وكانت سبب في ذهاب دولة الإسلام " الخلافة " وهي أيضا سبب في قتل المسلمين, فالمسلم ينظر إلى أخيه المسلم في فلسطين أو في العراق أو في غيرها من البلاد ويقول : ( مالي دخل ) أنا سعودي أو أنا أردني ( ما يخصني الموضوع ) فكانت سببا في مقتل المسلمين على أعين المسلمين .
الأمر السابع : وهو مقدم على جميع ما ذكر وهو أن الحكم الشرعي لا يجوز الارتباط أو الافتخار على أساس غير دين الله . رواى أبو داود رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله [ عز وجل ] قد أذهب عنكم عبية ( عبية الكبر ) الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن ".
وروي الترمذي رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب ".
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فوالذي نفسي بيده لما يدهده الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية ". وروى البخاري رحمه الله في الأدب المفرد عن عتي بن ضمرة رحمه الله قال : رأيت عند أبي رجلا تعزى بعزاء الجاهلية فأعضه أبي ولم يكنه فنظر إليه أصحابه قال : كأنكم أنكرتموه فقال : إني لا أهاب في هذا أحدا أبدا إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوه ".
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه قال : " انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما : أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما : أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك قال : أنا فلان بن فلان بن الإسلام قال : فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن هذين المنتسبين أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة .
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه وأرضاه قال : " كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فاجتمع قوم ذا وقوم ذا وقال هؤلاء : يا للمهاجرين وقال هؤلاء : يا للأنصار فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دعوها فإنها منتنة قال : ثم قال : ألا ما بال دعوى أهل الجاهلية ألا ما بال دعوى أهل الجاهلية ".
روى الإمام مسلم رحمه الله عن جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه وأرضاه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية ) منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
قبل الحديث عن حكم الافتخار بالاّباء والأجداد أو العرق أو السلالة أو القوم أو العشيرة يجب أن نفرق بين أمرين :-
الأمر الأول : الاعتزاز بهم والافتخار والارتباط على أساس هذه الرابطة .
الأمر الثاني : المحبة لهم ولكن بظوابط .
نبدأ بالأمر الثاني : ونقول : إن الإنسان بفطرته يحب المكان الذي ولد فيه, ويحب العائلة والعشيرة التي تربى فيها وهذا شيء فطري في الإنسان فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " والله يا مكة لأنت أحب البلاد إلى الله, وأنت أحب البلاد إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ". فهذا الحديث يدل على الحب لهذا المكان الذي يعيش فيه, ولكن الملاحظ في الحديث أيضا أنه يحتوي على حكم شرعي وهو أن الحب مرتبط بمفهوم شرعي وهو محبة الله لمكة, ولذلك يجب على كل مسلم أن يحب مكة على كل البلاد .
ونقول أيضا : أن هذا الحب إذا تعارض مع الحكم الشرعي, يقدم الحكم الشرعي على هذه المحبة .
أما الأمر الأول : وهو الارتباط على أساس العائلة أو الوطن فهذا لا يجوز وذلك :-
أولا : أن رابطة العائلة أو الوطنية رابطة منبعها غريزة البقاء, فالإنسان يندفع غرائزيا ليدافع عن موطنه أو عائلته دون الرجوع إلى أدني تفكير, وهذا الأمر يشترك فيه الإنسان والحيوان أكرمكم الله .
الأمر الثاني : أن هذه الرابطة مؤقتة تظهر بظهور المؤثر الخارجي وتزول بزواله أي تظر بوجود أعداء وتختفي عن ذهابهم .
الأمر الثالث : أن هذه الرابطة لا تحتوي على نظام لتسير شؤن حياة الناس والإنسان يحتاج إلى رابطة دائمية وتحتوي على معالجات لكل مشاكله .
الأمر الرابع : عند ذهاب المؤثر الخارجي وهو الأعداء, تحصل بين أفراد العائلة والقوم منازعات بين أفرادها على سيادة العائلة أو القوم وهذا مشاهد في العائلات, وهذا نتيجة غريزة البقاء وحب السيادة الناتج عنها .
الأمر الخامس : أن تجربة القوميات لم تفلح في المجتمعات الأوربية وكانت سببا في دمارها مع أنهم أصحاب دين واحد, كما حدث مع فرنسا عندما اجتاحت الغرب, وكما حدث مع ألمانيا وإيطاليا وغيرهم كلهم يريد سيادة جنسة .
الأمر السادس : أن القوميات والعصبيات دمرت المسلمين وكانت سبب في ذهاب دولة الإسلام " الخلافة " وهي أيضا سبب في قتل المسلمين, فالمسلم ينظر إلى أخيه المسلم في فلسطين أو في العراق أو في غيرها من البلاد ويقول : ( مالي دخل ) أنا سعودي أو أنا أردني ( ما يخصني الموضوع ) فكانت سببا في مقتل المسلمين على أعين المسلمين .
الأمر السابع : وهو مقدم على جميع ما ذكر وهو أن الحكم الشرعي لا يجوز الارتباط أو الافتخار على أساس غير دين الله . رواى أبو داود رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله [ عز وجل ] قد أذهب عنكم عبية ( عبية الكبر ) الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن ".
وروي الترمذي رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب ".
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فوالذي نفسي بيده لما يدهده الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية ". وروى البخاري رحمه الله في الأدب المفرد عن عتي بن ضمرة رحمه الله قال : رأيت عند أبي رجلا تعزى بعزاء الجاهلية فأعضه أبي ولم يكنه فنظر إليه أصحابه قال : كأنكم أنكرتموه فقال : إني لا أهاب في هذا أحدا أبدا إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوه ".
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه قال : " انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما : أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما : أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك قال : أنا فلان بن فلان بن الإسلام قال : فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن هذين المنتسبين أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة .
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه وأرضاه قال : " كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فاجتمع قوم ذا وقوم ذا وقال هؤلاء : يا للمهاجرين وقال هؤلاء : يا للأنصار فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دعوها فإنها منتنة قال : ثم قال : ألا ما بال دعوى أهل الجاهلية ألا ما بال دعوى أهل الجاهلية ".
روى الإمام مسلم رحمه الله عن جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه وأرضاه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية فقتلة جاهلية ) منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .