المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عادات وتقاليد وأعراف القبائل العربية


مخايل الغربي
21 - 01 - 2007, 20:22
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن من أساسيات النزوح من قبيلة إلى قبيلة أخرى :-

يقول المحامي الأستاذ / محمد أبو حسان في البحث العاشر من كتابه : ( تراث البدو القضائي ) تحت عنوان ( تغيير جنسية العشيرة ) إن هناك ثلاث حالات تؤدي إلى تغيير جنسية البدوي من عشيرة إلى أخرى وهي :-

1- حين تتبرأ العشيرة من الفرد بسبب قيامه بما يخالف القيم البدوية فإن هذا الفرد يلجأ إلى عشيرة أخرى طالباً الانضمام لها مع عائلته ومواشيه وإبله .
2- حين يقع فرد من العشيرة في مصيبة ما وتتخلى عنه عشيرته .
3- حين يترك البدوي عشيرته وديرته بسبب القحط أو الاضطرابات القبلية .

إن الفرد الذي ينتقل من عشيرته إلى عشيرة أخرى معلناً انضمامه إلى عشيرة جديدة يسمى ( الداخل بالدم ) كما أن هناك اصطلاحاً آخر هو : ( دموي اسموي ) ويقصد بذلك أن هذا الشخص بعد الانضمام للعشيرة الجديدة يصبح وكأن دمه من دم العشيرة الجديدة .

الشكليات اللازمة :-

1- أن توافق العشيرة الجديدة على انضمامه لها .
2- أن يشهد ذلك الشخص ويودع بأنه ترك عشيرته وانضم للعشيرة الجديدة .
3- أن يرسل من ينادي بين العشائر معلناً أنه أصبح من أفراد العشيرة الجديدة .
4- أن يحرق ثوبه ويبدله بثوب جديد كناية عن إبدال العشيرة القديمة بعشيرة جديدة .
5- أن يذبح شاة تسمى عند البدو ( شاة الخشة ) كما يسمونها ( شاة الروكة ) أو ( شات الحلف ) دليلاً على قطع علاقته بالعشيرة القديمة .
6- يعين أحد الشيوخ كفيلاً على الداخل بالدم يكفل قيامه بالالتزامات المترتبة على نتيجة انتسابه للعشيرة الجديدة .

واجبات الداخل بالدم :-

1- أن يستعمل وسم العشيرة الجديدة وأن يحرف وسم إبله من وسم العشيرة القديمة إلى وسم العشيرة الجديدة .
2- أن يتقل خيمته وأفراد عائلته ومواشيه وجميع أمواله إلى ديرة العشيرة الجديدة .
3- أن يحمل هو وأفراد عائلته اسم العشيرة الجديدة بدلاً من القديمة .
4- أن يشترك مع العشيرة الجديدة بالطرد والإجلاء والتأدية لأنه يعتبر قرابة من الدرجة الخامسة للشيخ الذي وافق على انضمامه للعشيرة الجديدة .

واجبات العشيرة الجديدة :-

1- أن تقدم لهذا الشخص وعائلته وأمواله الحماية الكافية .
2- أن تساعده للحصول على حقوقه من أي جهة كانت .
3- أن تقدم له المساعدة التي يحتاجها ضمن إمكانات العشيرة .
4- أن تسمح له باستعمال اسم العشيرة ووسمها وديرتها وغير ذلك باعتبار أنه أصبح من أفرادها .

منقول من كتاب : ( تراث البدو القضائي ) للمحامي الأستاذ / محمد أبو حسان .

وكتب أحد الأخوة من أبناء قبيلة قحطان العزيزة عن الجيرة في قبيلته ويشمل ذلك كل القبائل في الجزيرة العربية لأنها تشرب من نفس المعين وقال :-

مدخل :-

الجيرة لم تكن وليدة اللحظة أو حديثة النشأة فقد كانت منذ القدم بين القبائل العربية من عصر الجاهلية وبداية العصر الإسلامي وصدر الإسلام وحتى يومنا هذا، وقد وردت قصص كثيرة عن الجيرة عند العربي، فكانت القبائل العربية تهتم بأمر الجيرة وهي طلب الأمان بعد الله إما بفعل حادثة إرتكبها العربي أو جناية أدت إلى هذا الجوار .

ولعلنا نأخذ مثالاً وقع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم : لعل أشهر جوار عرفناه هو جوار / مطعم بن عدي للرسول صلى الله عليه وسلم عندما عاد من رحلته إلى الطائف وما لقيه من مصاعب في تلك الرحلة عندما عزم الرسول صلى الله عليه وسلم دخول مكة وأرسل في طلب جوار / الأخنس بن شريق فجبن وتعلل بأنه حليف والحليف لا يجير، ثم طلب جوار / سهيل بن عمرو فرفض بحجة أن بني عمرو لا تجير على بني كعب وأخيراً أرسل في طلب جوار / مطعم بن عدي فاستجاب لذلك وتهيأ ولبس سلاحه هو وبنوه ودخل المسجد فلما رآه أبو جهل قال : أمجير أم تابع ؟ قال بل مجير، قال أجرنا من أجرت، ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى الركن فاستلمه وصلى ركعتين وانصرف إلى بيته ومطعم وأولاده يحيطون به، وقال / حسان بن ثابت رضي الله عنه في ذلك :-

أجرت رسول الله منهم فأصبحوا
= عبيدك مالبــى مهلّ وأحرمـــا

فلو سلت عنه معدّ بأســــــــرها
= وقحطان أو باقي بقية جرهما

لقالوا هو الموفي بخفرة جـــاره
= وذمتــــه يــوما إذا ما تذمــما

الجيرة في اللغة :-

في القاموس المحيط : جار واستجار أي يجار وأجاره : أنقذه وأعاده وفي المصباح المنير : استجاره : طلب منه أن يحفظه فأجاره والمعنى أمنه وفي اصطلاح المفسرين : يقول صاحب تفسير : ( فتح البيان في مقاصد القرآن ) العلامة القنوجي عن آية : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ...... ) أي الناقضين للعهد الذين أمرت بالتعرض لهم، استأمنك من القتل فأجره، يقال استجرت فلاناً أي طلبت أن يكون جاراً أي محامياً ومحافظاً من أن يظلمني أو يتعرض لي متعرض .

الجيرة عند العرب :-

يسمونها إعطاء الوجه أو ردية الشأن وتعتبر من أبرز ما يميز المجتمعات القبلية وهذه العادة موجودة عند قبائل العرب عامة حيث إنها تميزهم عن غيرهم من الأمم وتجعلهم على قمة أرقى الشعوب لكونها عادة طيبة عرفتها لما فيها من حقن الدماء وخمود نار الفتنة والجوار بالمعنى المعروف هو لجوء المطالب بالثأر إلى أحد أبناء القبيلة يطلب منه الجيرة أو إعطاء الوجه أو رد الشأن وكلها معانٍ متقاربة، عندها يصبح في حماية القبيلة كلها إلى أن يفصل في الأمر الذي ألجأه إلى الجوار إما عن طريق الإحتكام إلى الشرع أو الصلح القبلي أو انتهاء مدة الجوار .

مدة الجيرة :-

وللجوار عند العرب أنواع متعددة من الأوجه التي يتحكم فيها نوع الجرم المرتكب فيحدد مدتها ومثال ذلك :-

1ـ جيرة الدم : وهي القتل ومدتها سنة وشهران وأول من حدد هذه الجيرة هم قبائل عبيدة قحطان وأول من سنها وأسس قواعدها في نجد وعند قحطان هو / حقيب من آل شريم آل عاطف الجحادر قحطان وكان ذلك في عام 1100 تقريباً لا تحديداً وتعرف الآن هذه الجيرة بجيرة حقيب .

2ـ جيرة الأسود : وهو الشخص الذي يرتكب جرماً مثل قطع طريق أو أي قضية تخل بالشرف، ومدتها : من ثلاثة أيام إلى ثمانية أيام .

3ـ جيرة الفعل : وهي جيرة الإصابة الناتجة عن مشاجرة كالكسور والجروح وفيها إسالة دم ومدتها : ستة أشهر .

4ـ جيرة العصا : هي الإعتداء على الخصم بضربه بالعصا أو مد اليد بدون إسالة دم ومدتها : ثلاثة أشهر وفي هذه الجيرة لا يحق له تجديد الجيرة عند نفس القبيلة المجيرة إذا انتهت مدة الجيرة قبل الصلح ومن المعروف عن الجيرة في قبيلة قحطان احترام هذا العرف فلا يمكن أن يتعدى على جوار من أجاره حتى يخرج من جيرته وبعدها يصبح المجير في حل من حماية المستجير به بعد الله وبعدها إما ينتهي الموضوع صلحاً أو شرعاً أو ينتقل بجيرته إلى قبيلة أخرى ويظن البعض أن الجيرة ما هي إلا إخفاء للمجرم وجريمته والصحيح إنما هي منع للثأر وخمود للفتنة وحقن للدماء حتى تحل القضية بالصلح أو تنقل الجيرة .

شاة الغرم :-

هي شاة الحلف وقد يضطر لها القوي فقد ساق الشيخ / عبدالمحسن الفرم شيخ بني علي من حرب الشاة على الشيخ / محمد بن هندي شيخ عتيبة فأرسله بها إلى الشيخ / هذال بن فهيد شيخ الشيابين ولم يقبلها وصارت الحروب بما فيها عروى والحرملية وذلك لأن عتيبه ظعنوا عن أراضيهم لأراضي بعيدة ومربعة فبعد رحيلهم أخضبت ديارهم ورعاها الفرم بدون ما يعلق عاني على عتيبة وقد تسمى شاة الحلف بشاة الغرم يذبحها الأضعف للأقوى فيحالفه بها فيكون له ماله وعليه ما عليه مثل ما قيل في الجاهلية الأولى دمي دمك وهدمي هدمك ومن الأعراف الضيف السارح والطنب السابح والثوره بالملحة ولو كانت رجل جربوع أو شربة ماء وكثيرا ما نسمع دائماً من كبار السن كلمة : ( الثلاث البيض ) وإنها من الأمور الملزمة للشخص والذي يجب عليه المحافظة عليها والدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة حتى لو أدى ذلك إلى هلاكه دونها لأن هلاكه دونها والدفاع عنها يعتبر شرفاً كبيراً لدى العرب، وعند ذكر الرجل يقال والله والنعم فيه ( وجهه أبيض ) ومات من أجل الحفاظ على بياض وجهه وتعتبر مفخرة له على مدى الدهر، وحامي الثلاث البيض يعتبر رجل ذا قيمة كبيرة عند ربعه وعند القبائل كافة ومكانه في صدر المجلس دائماً والثلاث البيض هي من العادات والأخلاق الحميده عند العرب حتى في الجاهلية كانت العرب تفتخر بهذه الخصال الحميدة وكثرت في اشعارهم المدحية التي يمتدحون بها شخص معين أو قبيلة معينه، وهي من الصفات والأخلاق الرفيعة التي أتى الإسلام ليتممها كما قال رسوالله عليه الصلاة والسلام : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد اختلف الرواة في تحديد الثلاث البيض ولكن الأغلبية ذكروها في ثلاث أشياء ووضعوا لها كلمات سجعية كقولهم : 1- جار الطنب . 2- خوي الجنب . 3- الدخيل إذا طب . ولتفسير هذه الثلاث البيض نقول وبالله التوفيق :-

1- جار الطنب : المقصود به الجار القريب، والطنب عند لغة العرب هو حبل بيت الشعر الذي يثبت البيت ويحميه من السقوط والمقصود بجار الطنب يعني الجار الذي يكون طنب بيته قريب من طنب بيتك حتى لو كان هذا الجار أو الحليف لك من قبيلة أخرى وحتى لو صار بين قبيلتك وقبيلة جارك ثأر أو حرب مفاجئة فإنه يجب عليك حماية جارك والدفاع عنه من أقرب الناس لك ولا تجعل قبيلتك يعتدون عليه وهو جار لك فإن ذلك يعتبر ( سواد وجه ) لك وعار يلحقك ما حييت لأنك لم تدافع عن جارك وأذكر أن أحد كبار السن لدينا قد حكى لنا قصة حدثت مع رجل من قبيلة ( دعد ) من هذيل حيث قام رجال من قبيلة أخرى بقتل أخيه على مورد ماء وكان لهذا الرجل جار من هذه القبيلة وأتى جماعة الرجل الدعدي يريدون أن يأخذوا بثأرهم من جاره، فتصدى لهم بكل صلابة وقوة ومنعهم من الإعتداء على جاره رغم أن المقتول أخوه، فقالوا له جماعته : تمنعنا عنه وجماعته قتلوا أخيك ؟ فقال لهم : ( أتريدون أن تصيبوني بمصيبتين في وقت واحد قتل أخي وسواد وجهي ؟ ) ثم تركوه وذهبوا وقام بالتلطف لجاره وقال : له إن أحببت أن تقيم معنا فأنت جاري وروحي قبل روحك، وإن أردت الذهاب لأهلك وجماعتك فأنت في حمايتي حتى تصل قومك فطلب الرجل اللحاق بأهله وجماعته فقام بحمايته حتى وصل إليهم ولذلك أصبحت حماية الجار والدفاع عنه من الثلاث البيض لدى العرب .

2- خوي الجنب : هو رفيق الدرب أو صاحبك في السفر أو صديقك الذي عشت معه وأكلت معه الزاد والملح فأنت مطالب بالدفاع عنه وحفظ الأخوة والصداقة له على مدى الدهر وواجب عليك زيارته والسؤال عنه وعدم الغدر به فكل ذلك يعد من بياض الوجه عند العرب، حتى لو حدث بينك وبين جماعة خويك نزاع أو قتال أو حرب فإنك تتحاشى أن تقاتله وتحفظ أخوته حتى في أحلك الظروف وأصعبها .

3- الدخيل إذا طب : ونعني بذلك الدخيل الذي يطب عليك فجأة في بيتك ويطلب حمايتك ويكون هذا الدخيل مطرود من قبل أناس آخرين أو مطالب بثأر من قبيلة أخرى فيهرب منهم ويدخل عليك طالباً حمايتك منهم، أو يدخل عليك شخص لكي تحل له مشكلة كبيرة ألمت به ففي هذه الحالة وجب عليك حمايته والوقوف دونه بكل ما تستطيع حتى لو كلفك ذلك حياتك ومالك وكانت العرب تحمي دخيلها المطلوب في قضية قتل لمدة ( سنه وشهرين ) وأحياناً أكثر من ذلك يكون خلالها هذا الدخيل في أمن وأمان عند هذا الشخص أو هذه القبيلة فلو أعتدي عليه خلال هذه المدة فأنت المسئول عنه وتأخذ بثأهره ممن اعتدى عليه وقد نشبت حروب كثيرة بسبب الدخيل لأنه لو أعتدي على دخيلك وأهين وهو في دخالتك يكون ذلك سبب ( سواد وجهك ) عند قبيلتك وعند قبائل العرب، ولذلك اعتبرت حماية الدخيل من الثلاث البيض التي يجب على الإنسان الدفاع عنها .

والثلاث السود : الأولى / شاري البل ومودعها : أي يشتري الرجل الإبل ثم يدعها أمانه عند غيره فتصبح عارا عليه وعلى الآخر الذي قبلها والثانية / مزوج البنت وتابعها : أي يقوم الرجل بتزويج ابنته لرجل ثم يكثر من الذهاب إليها أو ينام في بيتها أو يأخذها من بيت زوجها لغرض خاص بعائلته فيكون فعله هذا منافيا لما جاء في طاعة المرأة لزوجها ويكون عارا عليه وعلى ابنته والثالثة / شيخ القوم وخاينها : وهو من يخون القوم الذين انتخبوه لقيادتهم وهناك الثلاث المهربات : وهي من العادات والتقاليد الراسخة عند أهل البادية حماية دخيل الوجه أو دخيل البيت والذود عنه بالحال والمال، والدخيل هو من إلتجأ لأحد الرجال ودخل في وجهه أو دخل بيت أحدهم وأكل شيئا من زادهم بسبب جرم ارتكبه على أن لا يكون منتهكا للشرف فهذا لا إجارة له ولا حماية، ولصاحب الوجه الحق في حماية دخيله لمدة ثلاثة أيام بلياليها وهي فرصة تمنحها العادات والتقاليد كي يستطيع صاحب الوجه تهريب دخيله لخارج منطقة الخطر دون أن يمسه أي أذى حتى تنتهي هذه المهلة، أما إذا تعرض له أحدهم خلال هذه المدة فتسمى في هذه الحالة : ( سهجة الوجه ) وفي سلوم القبائل أن لصاحب الوجه الحق في غسل عاره بأخذ الثأر من الذي سهج وجهه واعتدى على دخيله ولا يلحقه لوم في ذلك وهناك بعض القبائل تعطي مهلة أكثر من هذه المدة إلا أن الدارج والمتعارف عليه عند غالبية القبائل هي ثلاثة أيام بلياليها لذلك أطلق عليها : ( الثلاث المهربات ) واشتهرت بهذا الاسم .

من عادات وتقاليد القبائل :-

لا تختلف عادات وتقاليد قبائل غامد عن بقية قبائل المملكة التي منها الشجاعة والكرم والوفاء والذكاء والمروءة واحترام الجار والضيف والخوي ولهم عادات قديمة كانت متبعة في الجاهلية ثم توقف بعضها بعد الحكم السعودي واستتباب الأمن وتطبيق أحكام الشريعة في بلادنا الطاهرة وبعضها ما زال ساري المفعول ومن هذه العادات : 1- الفرقة . 2- الرفـدة . 3- الدخيل . 4- رد النقا . 5- الثار . 6- السمي . 7- المعدال . 8- الوجه . وهذه العادات هي عبارة عن قوانين متعارف عليها بين القبائل ويسرني إيضاح كل عادة على حده فيما يلي :-

1-الفَــرقــة : وهي المبلغ الذي يدفعه أفراد القبلية البالغين لمن يحكم عليه منهم بدية بحيث يوزع المبلغ بالتساوي وأحياناً تقلل حصة الفقير وتزاد حصة الغني ( 1 ) ويسمونها الفرقة الغصابة أي أنها إجبارية وما زالت هذه العادة متبعة لدى قبيلة غامد حتى يومنا هذا .

( 1 ) الديه : هي المبلغ المحكوم به للمقتول الذي يكلف قاتله بدفع الديه الشرعية لورثته مهما كانت أسباب القتل وسواء إن كانت بموجب حكم شرعي أو صلح قبائل وسواء إن كانت ديه شخص واحد أو أكثر .

2- الرفـــدة : وهي ما يدفعه أي شخص لأي شخص حصل عليه نكبة من نكبات الدهر سواء كان من داخل القبيلة أو من خارجها وهي اختيارية وهي متبعة حتى يومنا هذا .

3-الدخـــيل : ( وقد توقفت هذه العادة بعد الحكم السعودي ) . ( 1 ) وهو الرجل الذي يرتكب جريمة قتل ثم يدخل على أي قبيلة توافق على حمايته من أخصامه مدة متعارف عليها بين القبائل وهي سنة وشهرين وليل ونصف ليل وأحياناً يحمونه عشر ليال فقط ويسمونها العشر المؤجـلات بحيث يتمكن الجاني من الإبتعاد خلالها من أخصامه وعلى القبيلة التي توافق على حمايته أن تبلغ أخصامه بالمدة الموافق عليها له وفي أعرافهم لا يمكن أن يمسوه أخصامه بسوء مدة الدخل وإن اعتدى عليه أحد من أخصامه في مدة الدخل فإن القبيلة التي وافقت على حمايته تنتقم له وقد قيل في ذلك قصص وأشعار اخترت منها قصة / عامر الخفاجي الغامدي من قبيلة الهجاهجه الذي ارتكب جريمة قتل ثم دخل على قبيلة سبيع الغلباء أهل رنية وأدخلوه وأكرموه وبقي معهم مدة ثم أرسل قصيدة لخامسه المشانية اخترت منها هذه الأبيات :-

يا راكب من فوق خمس تبارا
= خمس تبارا كنهن البواكير

على مرادفها عيال شطارا
= ومقدمين في الأشــــدة مسافير

من الصفيحه تغتبش بالسحارا
= وعصر تنف خشومها عن صرا البير ( 2 )

خلوا خبه وجبال رافه يسارا
= والريع مدهـال النضا والمعايير ( 3 )

ممســاك ربعــا نزلهم عطف دارا
= ومتيهين خلفها والمعاشـــير ( 4 )

اّلاد ابــن مشني فهــــود الزبـارا
= ديَّـــانهم مـــا يــــاخذ غلا المعـــاذير

كــم من عــروس قنعوهــا الغبــارا
= وأصواتهم معروفــة في المحاضير

إمـــا اشتروني يالعيـــال الغمـــارا
= وإلا فكبــــو هرجكــــم والمعــــــاذير

وبعد وصول القصيدة قام أقرباؤه بالتصالح مع أخصامه واسترجعوه وعاش معهم حتى توفي .

1- الدخيل : يشبه اللجوء السياسي .
2- البير : المقصود بير ابن غنام بروضة البقوم والصفيحة أرض لسبيع بين مدينة رنية والعقيق .
3- رافه : جبل معروف يطل على وادي جرب من الشمال، والريع هو ريع رافه .
4- دارا : أرض بأسفل وادي جرب .

4 رد النقـــا : هو إعلان الحرب من قبيلة على قبيلة أخرى حتى تكون الأخيرة على أتم الإستعداد للمواجهة ويدل ذلك على عدم الغدر وعلى الشجاعة وقوة البـأس وقد توقفت هذه العادة بعد الحكم السعودي .

5 الثـــــــــــــأر : الثأر عادة قديمة توقفت بعد الحكم السعودي وتطبيق أحكام الشرع وهي أن يثأر الرجل فيقتل قاتل ضيفه أو جاره أو خويه حتى لو كان من قبيلته ( 1 ) وكان من عادات قبائل غامد حماية القوافل التي تمر بأرضهم حيث يرافقها رجل منهم حتى تصل حدود القبيلة المجاورة وأي اعتداء على القافلة يعتبر إعتداء على قبيلة الرجل المرافق للحملة ولا بد من الإنتقام من المعتدين ولو كان من الأقربين وقد قيل في ذلك قصص وأشعار اخترت منها قصة / البحي الرفاعي الغامدي الذي رافق قافلة للصلاخات من الشلاوى بلحارث فاعتدى عليه أشخاص من قبيلة الهجاهجة من غامد وأخذوها فانتقم هو وعدد من أفراد قبيلته من المعتدين حيث قتلوا خمسة منهم وأخذوا سلاحهم وجمالهم بحمولها وأنشد شاعرهم قصيــدة اخترت منها قوله :-

ثرت له مدري خطا ولا صواب
= يــا نديـــبيي للصلاخـــي ودهــا

خمسة منهم عشى ســحم الذيـاب
= وأم خمس والجمــــال بشــــدها

ثم أضاف شاعر اّخر قصيدة اخترت منها هذين البيتين :-

يا حيسفى يوم نعطي ربعنـا الذيب
= اّلاد ســـــيار حمــــران العيونــــــي

والله مـا هــو برخـــص للمذاريب
= لكـــن حشمة لحانــــا يــــرخصوني

وأضاف شاعر اّخر قائلاً :

لا يــا بني عمي غدو عند عـــالات
= ما منهم اللي راح في درب صايب

شجعانهم راحوا نقا للصلاخـــــــات
= راحوا ورا صبيــان غامـــد نوايب

( 1 ) الثأر نوعان : ثأر للأقرباء مثل الوالد والولد والأخ، وثأر للجار وللخوي والضيف وهو الأهم عند قبائل غامد .

الســـــــمي : عادة قديمة وتلاشت مؤخراً وهي أنه إذا ولد لشخص مولود وسماه باسم صديق له من قبيلة أخرى فإن المسمى بإسمه يتفــق مع والد المولود على موعد ختانه ويقام حفل أكبر من حفل الزواج ويحضره عدد كبير من أفراد القبيلتين ويقدم السمي لسميه هدية ثمينة بهذه المناسبة ويسمون الهدية ( الواجب ) وقد قيل في ذلك قصص وأشعار واخترت منها قصة / ابراهيم الشلوي الذي سمى بإسمه / محمد بن دخيل الغامدي من قبيلة رفاعة فأقيم بهذه المناسبة حفل وأحضر الشلوي هدية عبارة عن سيارة جيب تويوتا جديدة وبندق أم خمس وعدد من الخرفان وأنشد شاعرهم / مصلح بن عياد قائلاً :-

يا ابراهيم أبد في راس مشذوبة
= وانشر البيضاء على روس الأقذالي

واحتزم وامنع معك كل مركوبه
= بــأم خمس اللي تزلــزل تزلـــزالي

واركب الجيب اركبه واقطع الجوبه
= اركبه لا من حــداك أشـهـب الــلالي

واجب حتى الســـلاطين مــا جوبــه
= اذبح اللــي تذبحه وابتــع التــالي ( 1 )

حنا بالحارث هل المدح ودروبه
= وانشد العربان من ماضي الأجيال

كم عقيد شبت النـــار في ثوبـــــــه
= وأكلــه الســــرحان بـــالمنجم الخـــالي

فأجابه الشاعر / عبدالله بن فهــد بن جهيط الرفاعي الغامدي بقوله :-

مرحبــا من صــدق مــا هي بمقلوبه
= عــد نــواً بارقـــه يشعل اشـــعالي

نفتخــر بــــاللي لفانـــا بمــــا جوبـــه
= والســـمي لــه مقدريـــه وهــو غـــالي

والمدائــح لأهـــل الأمـــداح منصوبــه
= والعوايــد بيننـــا مــا لهـــــا أمثــــالي

عزوتــي غـــــــامـد حمـــى كـــل مشــعوبه
= جارهـم يـا من على طيب الأفعـالي ( 2 )

غــامد اللــي سـالف الطيـب قامو به
= نجــدة المظهـــود لا وصلهــــم جـــالي

1- السلاطين – الحكام . 2- المشعوبة : إبل غامد حيث أن وسم إبلهم يسمى الشعب على الخد الأيمن .

المعـــــــــــــــــدال : هو عبارة عن ضمان يضمن إعطاء صاحب الحق حقـه في المجلس القبلي فإذا حصل بين الطرفين مشكلة يقوم أحدهم بوضع بندقه أو سيفه أو مبلغـاً من المال عند أحد الشخصيات ويطلب عقد مجلس للمقابلــة فيقوم الخصم الذي استلم المعدال بجمع أطراف النزاع في مجلس الصلح ويدعى كل من الأخصام على الآخـر أمام عــدد من المصلحين وكانوا يسمون المصلحين ( الفرضـاء ) والفريض بمثابة قاضي في وقتنا الحاضر ومن يرى المصلحون أنه هو المخطئ يعطي معدالة لخصمة وفي معظم الأحيــان تنتهي القضية بصلح وتسامح بين الطرفين وقد قيل في ذلك أشعار اخترت منها أبياتاً من قصيدة للشاعر / أحمد بن عطية الغامدي من بني ظبيان ( يرحمه الله ) وهي مروبعـة حيث أجــرى محاكمة خيالية بين الجمل والسيارة فيقول :-

عرفتهم بالرمز من غير تدليل
= قلت الجمل هذا وهذا الطرنبيل

قدام نشر الحق ودي معاديل
= الحق ما يظهر بليا ضماني

قال الجمل لا باس ربي كفيلي
= على طريق الخير دائم دليلي

الصبر مفتاح الفرج والجميلي
= أنا ممسك بالرسن والبطاني

قال الطرنبيل الذي جاك ماذون
= أنـا ضماني في يديك الدركسون

إجلس على الكرسي وخلـك مـامون
= يا ســرع مـا أوديــك دار الأمــاني

قلت ادعَّــو وأنــا قبلت الضمانـه
= من الذي يقدم ونسمع مقالــه

قـال الجمل خلــه يقـــدم لحالــه
= يحتـــج وأنــا جالســـاً في مكـــاني

قال الطرنبيل اسمع إن كنـت قـاضي
= أنــا أتقـــدم مــا علــي اعــــتراض

الأولــه وجهـــي مــن النــور يــــاضي
= وأمشـــي على نـــوراً بعيــداً ودانــي

لا والله إلا قــام حظـــي علــى الهــرش
= طــالع لوجهـه غاديــاً كانــه الكــرش

براطمـــه متجرحـــــات من الهــــرش
= خســــران وأنـــا اللي كسبت الرهاني

قال الجمل :-

الإبــــل عطايــا الله وإن ســـلت عنهـــا
= عنــــد البــــداوه مـــا يقــــدر ثمنهــا

حلايـــب الخطــار حلــــواً لبنهـــــا
= جـــدت بــه المجمــول عنـد ابــن ثـــاني

ذكرنــي الله في الكتـب قبــل تنشــــاف
= وأنـا علــى أصحــابي عطوفــاً وميـــلاف

إن كـان عنـد الغـــامـدي حــق وانصــاف
= فيقـــدر الـــوالي عـلـــى كـــل فـــاني

حكم الحكم بالصلح :-

قلت اسكتوا والعلــم منــــكم فهمنــــاه
= والكـــل منكـــم مــــا يغـــــير بمعنـــاه

كـــم واحـــد جانـــا وحقــــه قطعنــــاه
= مــا نحوجــه يمشـــي لـرجــال ثـــاني

وجهـــي عليكـــم تـــتركون الطلايـــب
= تصــالحوا عنـــدي وكونـــوا حـبـــايـب

قالوا صدقت وعلمك اليـــــــوم صائب
= نبقى حبــــايب بــين بــاغض وشـــاني

الوجـــــــــــــــــه : الوجه نوعان .

النوع الأول : أن يطلب رجل من رجل آخر طلب ثم يقول اربـط لي وجهك فإذا مسح وجهه بيده اليمنى فإنه لا يمكن أن يتراجع عن موافقته .

والنوع الثاني : هو أنه إذا ارتكب رجل جريمة وخاف مــن أخصامـه فـإنه يقول لرجل آخر أنا في وجهك بالحق فإذا قال الأخير أنت في وجهــي فإنه لا يمكــن أن يمسه أحـد بسوء ما دام في وجهه حتى لو كان هذا الرجل قاتل أبيــه أو أخيـه لأن ذلـك من أشد العهود والمواثيق بين القبائل وكثيراً ما تنتهي القضية بصلح وتسـامح . وقــد قيـل في ذلك قصص وأشعار اخترت منها القصة الشهيرة قصة الشيخ / فهم بن جبـار الغـامدي شيخ قبيلة آل مُسًّلم رحمه الله الذي قتل أحـد أقرباء / عوظه البقمي بطريـق الخطأ فحـاول البقمي عـدة مرات قتل الغامدي لكنه لم يتمكن من ذلـك وأخيراً قتـل / عوظه البقمي شخص من قبيلته البقوم على إثر مشاجرة جرت بينهما فهرب ودخل بيتاً من بيوت غــامـد بـالليل وقال يا صاحب البيت : تراني في وجهك بالحق فقال صاحب البيت أنت في وجهي قال ذلـــــك دون أن يعرف أحـدهما الآخـر وبعد أن شبت النار وأكرم الغامدي البقمي واتضــح أن صــاحب الدار هو الشيخ / فهم بن جبار الذي كان يبحث عنه / عوظه البقمي ليقتله فقال / عوظه البقمي : يا شيخ فهم أنا كنت أبحث عنك لأجل أن أقتلك واليوم بعد أن دخلت بيتك وأكلت زادك وجعلتني في وجهك وأنـت لا تعرفني فإنني متنـازل عنـك ومسـامحك وأطلب أن أبقى في وجهك من أخصامي وربعي البقوم فوافـق الشـيخ فهـم علـى طلبـه وبقي عوظه مع الشيخ فهـم وقبيلته آل مسلم مـدة طائلة ، وأطلق على البقمي اسـم عوضـه الجلاوي وما زالت عائلته معروفة بهذا الإسم . وقـد رزق الشيخ فهـم بمولـد فسـماه عوضه على اسم جاره ودخيله البقمي وعوضه المسمى باسم عوضه البقمي هو / عوضه بن فهم بن جبار شيخ قبيلة آل مسلم المعروف والمشهور الذي توفي قبل 20 سنه تقريباً . وما زالت الصلة بين العائلتين قائمة حتى يومنا هذا ، مع أن هذه القصة قديمة جداً وقد رواها لي شيخ قبيلة آل مسلم الحالي / محمد بن عوظه بن فهـم حفيد صـاحب القصة .

الأول : الطريد :-

الطريد / هو إذا وقع الشر بينك وبين خصيمك ولحقته وفي أثناء ملاحقته اتجه إلى بيت أو قطين بدو وهو يستفزع هنا يجب عليك أن تمتنع عنه إذا دخل في حدود البيت وحدود البيت عند البادية هي حذفة عصى من البيت وهذا مقياس المسافة وإذا صوبته وهو حول البيت يأتون برجال نشيط ويعطونه عصى تقارب عصى الراعي ويجعلونه يرميها بكل قوته فإذا تعدت المكان الذي صوبت فيها الطريد يركبك الحق وما يلحق ويتقاضى منك راع البيت على حسب العرف وإذا قتله في حمى البيت يكون الرد مربع يعني القضاء أربعة بواحد إلا إذا جاء فيها مصالحة . وإذا هي طقة عصى وتصويب لها غرم مالي أو صلح . وطريقة دخلته إذا كان راع البيت غائبا أن يدخل البيت فيقمن النساء بطرح بيت الشعر عليه كناية عن أنه صار من حرمة البيت أما إذا كانت إصابتك له خارج حدود حذفة العصا فهو لم يزبن وخصومته معك تبقى بينكما .

الثاني : المنيع :-

المنيع إذا وقعت غزوة أو معركة ورمى خصمك سلاحه أو صوبته وفقد قدرته على القتال هنا يستمنع لك على رقبته ولا يبقى له عندك إلا حق الدخيل اللي هو الحمايه والعلاج إذا لزم الأمر وبعدها تطلقه بدون ضرر .

والثالث : والأخير والذي له أنواع هو دخيل البيت أو كما يسمى في الشمال طريح البيت الذي زبن عليك وطاح في بيتك .

الأول : دخيلك وأنت خصمه :-

هذا النوع من أبرز معاني الشهامة عند أهل البادية يعني إذا قتل رجل أحد عيالك تدخله عن باقي ربعك وأولياء الدم ثلاث أيام يسمونها المهربات وتعطيه فرصة يهرب فيها إلى أن يدخل على ناس يحمونه إلى أن تنعقد جلسة القضاء وينحكم له أو عليه .

الثاني : دخيل " واقف شليل " :-

وهذا إذا صارت المخاصمة بين عيال عمك وأنت طرف ثالث يعني ما تقدر تميل مع أحد ضد أحد في هذه الحالة تدخله " واقف شليل ". وهو أنك تدخله بوجهك وترافقه إلى أن توصله ناس يزبنونه وإذا وصل ينتهي دورك .

والثالث : طريح البيت وهذا النوع أشدها وأطولها مدة وأكبرها قدرا وهو أن يدخل الدخيل ويطيح في البيت عند راعيه وهنا يلزمه إدخاله والناس دائما تدخل على ذوي الأقدار لأن دخيل البيت يريد غير الحماية من يتوسط له ويسوق جاهه وماله دونه ويحاول أن يحل الموضوع بالحكمة والتراضي أو بالقضاء وإذا كان الدخيل مظلوما وعليه جور ينصره وإن وصل نصره لشن الحرب .

وهذه القوانين العرفية وضعت لأجل أن لا تكون الدعوى متروكه لثورة الغضب والتي تصاحبها الأخطاء فتعالج بأخطاء أكبر منها ولم توضع لحماية الجاني بقدر ما وضعت لكي تهدأ النفوس ويجدون الفرصة والوقت للحل الذي يكون عادل . منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

lion1430
23 - 06 - 2009, 21:47
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيّال العرفا
24 - 06 - 2009, 10:22
مشكور وما قصرت ولا هنت

صامل الميقاف
26 - 06 - 2009, 13:11
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
09 - 07 - 2009, 00:58
بسم الله الرحمن الرحيم

من عادات وتقاليد وأعراف القبائل العربية :-

1- من صفات العرب في جاهليتهم وإسلامهم إكرام الضيف، وللضيف حقوق وواجبات يطول شرحها، وكان الضيف قديماً عند بعض القبائل لا يقلط معه أحد خشية أن يكون أحد الرجال شبعان بينما الضيف جائع فيقوم ويحرج الضيف، وأيضا يطفي المضيف النار لكي لا يستحي الضيف، وكذلك من التقاليد القديمة أن يكون الطعام المقدم للضيف كثيراً جداً لكي لا يشعر الضيف أنه قليل فيحجم عن الشبع خشية أن ينقص الطعام، وكذلك من عادة المضيف أن يأكل لقمة من الطعام قبل أن يتقدم الضيف، ولا أعلم لهذا تفسيراً سوى أنه تحاشي الشك من أن يكون طعم هذا الطعام مسموما أو مالحاً جداً أو باهتاً، خشية أن يكون قد أصاب الضيف شيء على أثر ذلك فهو كشاهد على أن الطعام خالي من جميع الشوائب وعند مغادرة الضيف لعرب المضيف إذا كان أجنبياً فهو في حماية المضيف طيلة ثلاثة أيام بعد المغادرة قال الشاعر :-

الضيف ضيف الله وصى به حبيب الله
= استقبل ضيفك في تهلي وترحيب

قدم له الميسور وما هان جيبه
= واحلف ورا الميسور دين المعازيب

2- معزة الجار :-

من تقاليد العرب الموروثة معزة الجار، وبذلك وصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والعرب تعز الجار، وعند العرب الجار مجار ويسمى القصير فلا تحفز ذمته عند مجبره وله شان عظيم، قال الشاعر :-

حنّا نداري زلة الجار لو جار
= ونضحك حجاجه بالعلوم اللطيفة

وحناَّ لك الله من قديم لنا كار
= عن جارنا ما قط نخفي الطريفة

نرفي خمالة رفية العش بالغار
= ونودع له النفس القوية ضعيفة

3- الخوي :-

وهو رفيق الدرب، وله حق عند العرب مثل حق الجار والضيف، فهنالك خوي طريق وخوي دنيا، وخوي الدنيا يسمى أخاً وأخو رقبة وهو الذي تطول رفقته فيكون بينه وبين رفيقه تكافل وتضامن في نوائب الأيام .

4- الدخيل :-

فهنالك دخيل قاعة ودخيل ساعة فدخيل القاعة هو الجالي المطلوب دمه، فهذا يدخل طيلة بقائه في العشيرة حتى يقبل، أما دخيل الساعة الذي تكون جنايته وليدة صدفة حيث يلوذ خلف أحد الرجال فيقول : ( أنا دخيلك ) حتى أبلغ مأمني فيدخله في مدة محددة وفي حالة اعتداء خصمه عليه أثناء الدخالة فللمدخل القصاص من غريمه حسب قوته وقوة رجاله .

5 - الوجه :-

وهو أن تحدث منازعة بين شخصين أو بين عشيرتين فيكون شخص أو عشيرة قد عرض وجهه بين الطرفين لفك ارتباط الشر، وهذا بمثابة المتعهد للطرفين بعدم الإعتداء على الآخرين وهنالك من يعمل جناية أو يهدد من فئة فيدخل على شخص حتى يثبت حقه، وفي حال إعتداء غريمه بعد الدخالة يسمى قطعة الوجه ولهذا حق أن يقتص من المعتدي بما يراه مناسباً، ولو تخاذل الشخص الذي لا يحمي وجهه يكون عليه أكبر العار لذا يتفانى في سبيل حفظ وجهه .

6- البيت :-

وللبيت حق عند العرب حيث في ما لو حصل شجار بين شخصين في بيت أحد الرجال سواء حاضر أو غائب فإن له حق عظيم على من أباح حرم البيت، وللبيت حدود وهو إذا يوجد عند صاحب البيت غنم أو إبل يكون لها مراح أمام البيت حيث يكون حدود هذا المراح في جيرة صاحب البيت .

7 - المنيع وهو الأسير :-

له حق على أسرة يحميه ويقيه حتى تنتهي المطالبة التي عليه بفدية، وحيث لو أعطاه كلمة المنع فهي بمثابة عهد لا يخونه أبداً حتى لو حصل أن هذا المنيع هو ضالته المنشودة أي فيما لو يطلب هذا المنيع بثأر فإنه لا يقتله وهو في منعته، ويعتبر عند العرب من العار والخزي أن يقتل المنيع .

8- الوصي :-

وهو أن يكون الرجل قليل رجال أو ضعيف عصبة فيلجأ إلى من هو أقوى منه حيث يوصي بابنه أو بأخيه أو بنفسه فيعقد في غترة الرجل الذي يريد أن يوصيه ويشهد على ذلك أن يقول : ( ولدي طوق الحمام من رقبتي برقبة فلان ) وصاية تحيا مع الأحياء ولا تموت مع الأموات، فتبقى هذه الوصاية حيث إذا قبل بها الموصى فهو يدافع عن الموصي به في كل الأحوال، وهناك من إذا عمل عملاً جميلاً أو أعطى عطية يجعلها بوصيه .

9- الحليف :-

وهو أن يقوم الرجل فيحالف الأبعد على الأقرب أو يحالف شخصاً آخر وقد يذبح شاة تسمى شاة الحلف فيبقى مثل العصبية بالنسب وهكذا وأخيراً أتمنى أكون قد وفقت في سرد بعض من تقاليد العرب . منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

حمد ع ح
09 - 07 - 2009, 11:29
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
09 - 07 - 2009, 16:06
حمد جزاك الله خيراً ولا هنت

lion1430
12 - 07 - 2009, 00:41
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
12 - 07 - 2009, 21:07
الأسد جزاك الله خيراً ولا هنت

جعد الوبر
14 - 07 - 2009, 11:41
مشكور وما قصرت ولا هنت

حزم الجلاميد
15 - 07 - 2009, 01:30
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيّال العرفا
16 - 07 - 2009, 12:21
مشكور وما قصرت ولا هنت

عواكيس
18 - 07 - 2009, 15:42
مشكور وما قصرت ولا هنت

صامل الميقاف
11 - 09 - 2009, 21:35
مشكور وما قصرت ولا هنت

منسم الحفيات
08 - 10 - 2009, 15:26
مشكور وما قصرت ولا هنت

وطبان
12 - 10 - 2009, 07:57
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
20 - 10 - 2009, 19:40
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع الغلباء السلام عليكــم ورحمة الله وبركاته وبعد : لكل القبائل في جميع أنحاء البلاد العربية عادة مترسخة في تناول الطعام ينبغي أن تعرف وهذه العادات والتقاليد ( السلوم ) إتفقت عليها القبائل ( لكل قبيلة شيٌ تختص به ) وهناك عموميات لجميع القبائل ونخص هنا ما يتعلق بالأكل والولائم وأتمنى من الجميع المشاركة وذلك بأن يذكر لنا كل شخص العادات والتقاليد ( السلوم ) الخاصة بقبيلته سنجد لدينا رصيداً جيداً من المعارف لتلك العادات وتوثيقاً مهمهاً لها وحتى لا يوقع الإنسان نفسه في موقف محرج إذا هو أخل بها من غير قصــــد ولا نستعيب عادات أو تقاليد القبائل حاشا لله فهذي سلوم عرب وينبغي أن نحترمها ونعتز بها والزمن كفيل بتغيير بعضها إلى عادات أخرى أكثر تناسب مع وقتنا الحاضر ولكن أحببت أن نتشارك في معرفتها وتوثيقها مثلاً / إتفقت القبائل ( في نجد ) مع أنها بدأت في الإنتهاء إلا أنها ما زالت موجودة إلى الآن لدى البادية أنه إذا كنت مدعو لوليمة وأنت لست الضيف الرئيسي فينبغي ألا تقوم قبل أن يقوم الضيف الرئيسي وإذا غفل الضيف بالكلام تجد أحد الجالسين ينبهه بقولة شكر يا فلان .

- إذا كنت الضيف الرئيسي وقمت يعني شكرت اعرف أن الجميع سيقوم حتى ولو لم يشبع لذا ينبغ أن يتحسس الضيف أن الجميع إنتهى من الأكل .

- عندما تدعى على وليمة وانتهيت من الأكل لا تحاول القيام إجلس حتى يقوم الضيف ( يعني علق يدك على ركبتك ) وأركد لأنك إذا قمت سيقوم الناس ورحم الله الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي جعلها سعودية .

- بعض القبائل تستعيب أن الضيف يأكل ( الأذن وبعضها العين ) وإذا أكلها معناه أن الذبيحة لم تعجبه فتجد أن المضيف يعيد العزيمة ( نحتاج هنا إلى إيضاح من البعض الذي يعرف هذه العادات ومن أي القبائل ) مع الشكر .

- بعض القبائل يجلس الضيف لوحده فقط أولاً ويبدأ يأكل من معظم أنحاء الذبيحة ثم يبدأ البقية في الجلوس وإذا كانت الوليمة مقامة لإمراءة يقوم أقرب قريب لها والمدعوين جلوس كذلك نحتاج إلى إضاح أكثر .,

- بعض القبائل ( نجد ) يستعيبون أن يقدم للضيف ( ماعز أو تيس ) لا بد أن تكون الذبيحة ضان ويفضل الطلي ولا تتفاجأ إذا ضيفك لم يقلط ويقول تمو إذا كنت حاط تيس .

- بعض القبائل إذا أتاك ضيف في وقت كان عندك وليمة لضيف غيره وولم العشاء أو الغداء ستجد أنه لا يقلط مع المدعوين ( لأن الوليمة ليست له ) معناها ينبغي أن تذبح له ذبيحة جديدية .

- بعض القبائل يستعيب أن تدعي معه أحد على وليمته يعني لا تجمع عليها .

- الغالبية يستعيب أن يجلس المعزب على الوليمة لا بد أن يقف يخدم ويرحب .

- ويوجد فخذ بأحد القبائل إذا تم تقديم واجب الضيافة وقام الضيف أو أحد مرافقيه في إخراج العين من الراس يقومون بذبح ذبيحة اّخرى ويقولون له : واجبك فات وعلى الضيوف الانتظار حتى يأكلوا واجبهم مرة ثانيه ونظرا لاستمرار هذه العادة حتى عهد قريب أحب رئيس القبيلة أن يقضي على هذه العادة وذهب الشيخ ومرافقية لديار هذا الفخذ وضافهم وبدورهم قدموا الواجب الذي يليق بمكانة الشيخ قبل الانتهاء من الأكل قام الشيخ بنزع العين الحدق من راس الكبش المقدم وعلى الفور ذبحوا مرة أخرى فإن كان غذاء بقي إلى لعشاء وفعلا تم تقديم الولائم وكرر الشيخ ما فعل بالأولى وقال لهم : يا جماعة يجب عليكم أن تتركوا مثل هذه العادات التي لا معنى لها في هذا الزمان وانشغال الناس وفعلا ترك هذا الفخذ هذه العادة غير المحببه .

أما في بعض البلدان فإن الضيف مقدم للجلوس على واجبه سواء من الضان أو الماعز ولا يجلس معه إلا كبار الناس الحاضرين بمجلس المعزب وليسوا من أهله فيقوم الضيف قبل البدء بالأكل إما بنفسه أو يوجه أحد الجالسين معه بقطع الفخذ من الوليمة ووضعها خارج الصحن بلغة اليوم السفرة ومن ثم يتناولون غذاءهم أو عشاءهم ولا يقوم أحد قبل الضيف وهو الذي يعلن قيام الجميع بتنعيمه ويردد جميع من على الطعام الدعاء نفسه ويجاوبهم صاحب الدار بالترحيب والتحية والمعنى في قطع اللحم من قبل الضيف كما تقدم لمن يجلس بعده أو تقدم لأي ضيف يصل أثناء الوليمة واسمها لحمة المقرا تعني أن الضيف لا يطالب بواجب له ويكتفي بهذا المقسوم إن كان على سفر ولا يستطيع الجلوس مع تمسك المعزب به .

- وفي بعض البلاد العربية لا يأكلون من أجزاء في الذبيحة مثل الراس خاصة المخ والقلب والكرشة .

- بعض القبائل يجلس الضيف لوحده فقط وتحديدا عند قبيلة الظفير وبدأ هذا التقليد من السويط عندما استضاف الشيخ / ابن سويط وقتها ضيف و كان على الذبيحة شخص كان قد سبق له وأن تناول عشاءه فقام الشخص المتعشي مسبقا بالقيام مسرعا لكونه شبعاناً ولحقه الضيف قبل أن يُكمل فتأثر الشيخ وأمر عموم القبيلة بعدم جلوس أي شخص مع الضيف حتى لا يُحرج وحتى يأكل على راحته .

- وفي بعض القبائل والبلاد قبيله أن الرجال لا يأكلون مع النساء من أهل بيته ترفعا عليهن !!

- عند غالبية القبائل أن لا أحد يمد يده على الأكل قبل الضيف ولا يقوم قبل الضيف ويا سنايدي يا أهل المثلوثة مصوتة بالعشاء وقد تميز ت قبيلة سبيع بن عامر الغلباء ولله الحمد والمنة عن غيرها من القبائل العربية بعدة مزايا فقد لقبوا بأهل المثلوثة وكذلك بأهل العشر المردّف والمثلوثة اسم اقترن بقبيلة سبيع الغلباء على مر العصور وفي وقت لا يوجد فية إلا الجفاف والجوع والسلب والنهب واستطاعت هذة القبيلة أن تتحدى كل هذه الظروف وتصنع لنفسها شهرة لم يسبقها عليها أحد وهذا بفضل الله سبحانة تعالى ثم عزيمة أجدادنا الذي صنعوا لنا مجد لا يمكن نسيانة مهما تغيرت العصور والأزمان .

أهل الــمثلــــوثــــــــة :-

ولقد اشتهر أفراد قبيلة سبيــع بن عامر الغلباء بأنهم أهل المثلوثة وهي - التمر مع المرق واللحم مع الفته وحليب إلإبـل على التوالي : وهي أنه في حال قدوم الضيف وبعد أن تقدم له القهوة ويستريح من عناء الطريق تقدم له بعدالقهوة التمر ومرق الذبيحة ثم كرامته أي ذبيحة في صحن كبير فية اللحم والفتة وهو الخبز بحيث تكون أرغفة الخبر على شكل فراش تحت اللحم وغطاء فوقه ثم بعد ذلك يقدم له حليب الإبـل ، فكانت هذه الميزة التي اشتهرت بها قبيلة سبيع الغلباء عن باقي القبائل وهذا دليل على ما يتمتع به أفراد القبيلة من كرم وحسن ضيافة وقد كان هذا في الزمن الذي كانت فية الحياة المعيشية صعبة وشاقة والحاله المادية بسيطة للغاية ولكنهم كانوا يرخصون ما يملكون من أجل إكرام الضيف . قال الشاعر / ناصر بن رتيبان المجمعي :-

مثلوثة عندنا للجد محسوبــه
= وحنا ورى الجد ما سوى نسويه

مثلوثة سبيع راعيها دريتوا بـه
= مؤرخٍ فعلها محـدٍ يعاشيــه

وقال الشاعر / دسمان بن مناحي المجمعي :-

حنا هل الغلباء سلايل عامر
= يا ناشدٍ عن حينا سبعـــان

يوم الدهر حنا هل المثلوثه
= وإلا الرخاء كل العرب كرمان

وقال الشاعر / سعود الثوري :-

مثلوثة السبعان ما هي هزيله
= كسبً بالأيدي والقبايل تخايل

والمثلوثة يقدمونها لضيفهم في أشد سني القل والدهر ثلاثة الأطعمة المعروفة وهي إحدى مأثر سبيع الغلباء المشهورة بالسخاء والمثلوثة مكونة من ثلاثة أشياء : تمر السري وهو نوع من التمر له شكل مميز دهني الملمس وسكري الطعم واللحم والبر وطريقة تقديمها كالتالي : تفرش السفر وتعرف برنيه السفر المداوير من سعف النخيل وينثر التمر ( فذ بدون حشي وغير ناشف ) وعادة يجنى ( يخرف ) في الحال ـــ على أطراف السفرة وتوضع السحال في منتصف كل سفرة مليئه بالمرق صفو الذبيحة ويقوم الحضور بفتح التمرة وحعلها كالفنجان ( فنجان القهوة ) وتملىء فتحت التمرة بالمرق وتؤكل بالحال وهكذا لا ترد التمرة بل تستبدل بعد ذلك تقدم المفطحات ويكون عيشها غالبا بر وحل محله الرز والبر يقدم غالبا ما يعرف بالمراصيع أو الفتة ثم الحليب . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

منسم الحفيات
21 - 10 - 2009, 09:48
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
22 - 10 - 2009, 20:25
جعد الوبر جزاك الله خيراً ولا هنت

كليب
25 - 10 - 2009, 05:51
مشكور وما قصرت ولا هنت

مخايل الغربي
05 - 11 - 2009, 10:27
مشكور وما قصرت ولا هنت

مشكور وما قصرت ولا هنت

مسلط 22
10 - 11 - 2009, 03:42
مشكور وما قصرت ولا هنت

مخايل الغربي
09 - 12 - 2009, 09:25
مشكور وما قصرت ولا هنت

مشكور وما قصرت ولا هنت