مخاوي الليل
08 - 09 - 2009, 17:22
http://sports.makcdn.com/imgs/News/203576/Feature.jpg
شهد الثاني والعشرون من حزيران/يونيو 1986 لحظة عبقرية لا تنسى في تاريخ كاس العالم...الكرة تصل الى القدم اليسرى للاعب صاحب القميص رقم عشرة فيلتف بها ويتوجه كفارس مغوار يشق دربه بخفة وثقة وشجاعة بين صفوف محاربي الطرف المنافس، تاركا اياهم يلهثون خلفه بحنق لقلة حيلتهم، وبحسرة على مهارة وباس وهبها الله لذلك الشاب.
وبعد تهاوي المقاتلين الخمس كاوراق اشجار صفراء في مهب الريح، فك الفارس الجسور طلاسم السد المنيع الاخير، تاركا حارس القلعة ملقى على الارض يفكر بمجد ولى، قبل ان يهز عرين الامبراطورية بلمسة خفيفة من يسراه...
اكدت تلك الثواني العشر التي استغرقتها تلك الحملة الشجاعة مكانة دييغو ارماندو مارادونا كاسطورة لن تنسى في قلوب الارجنتنيين... فقد نجح الفتى الذي ولد في مقاطعة لانوس في العاصمة بوينس ايرس في رد اعتبار سكان بلاد الفضة امام الانكليز الذين احتلوا جزر الفولكلاندز قبل اربع سنوات من ذلك.
وبعد اكثر من اثنين وعشرين عاما على ذلك التاريخ تخلى مارادونا عن عزلته الكروية ليلبي مجددا نداء الوطن، لكنه لم يعد هذه المرة لاعبا، بل مدربا يحمل امال اكثر من اربعين مليون ارجنتيني في قيادة جيل موهوب من اللاعبين لتحقيق كاس العالم بعد طول غياب.
لكن ذلك الحلم قد يواد في مهده نظرا للصعوبات التي يواجهها مارادونا ومنتخب التانغو في تصفيات كاس العالم والتي قد تبعد الارجنتين عن المشاركة في اكبر عرس كروي عالمي لاول مرة منذ فشلها في التاهل لكاس العالم 1970 في المكسيك.
الجماهير تفالت خيرا حين تم تعين فتى الارجنتين الذهبي كمدرب للمنتخب الوطني في نهاية تشرين الاول/اكتوبر من عام 2008 بديلا لالفيو بازيلي المستقيل. وقد بدا الجميع يحلم بالبطولات مع وجود مجموعة من افضل اللاعبين في العالم يقودهم اسم اسطوري ما زال يتغنى الجميع بامجاده.
بداية عهد مارادونا مع المنتخب الارجنتيني كانت مثالية. فبعد فوزين وديين امام اسكتلندا بهدف وفرنسا بهدفين، تجاوز منتخب التانغو نظيره البوليفي برباعية نظيفة في التصفيات التاهيلية، لتضع وسائل الاعلام الارجنتين كاقوى مرشح للفوز بكاس العالم، خاصة وان منتخبها كان الافضل اداء في البطولة السابقة في المانيا.
لكن الاصوات التي علت عادت لتخبو في الاول من نيسان/ابريل من هذا العام بعد ان تجرعت الارجنتين خسارة مذلة وقياسية امام بوليفيا المتواضعة بنتيجة 6-1. هذه النتيجة لم تحدث سوى مرة واحدة فقط من قبل في تاريخ الكرة الارجنتينية وكانت قبل 51 عاما حين فازت تشيكوسلوفاكيا عليها في كاس العالم 1958 في السويد.
لاعبو المنتخب اكدوا بان هذه لم تكن سوى عثرة لن تتكرر، لكن القلق عاد ليخيم بعد الانتصار غير المقنع على كولومبيا بهدف وحيد. فرغم اهمية النقاط الثلاث، الا ان الاداء كان واحدا من اسوا عروض المنتخب في السنوات الاخيرة، مما اثار سخط مارادونا.
وفي ظل هذا التلكا، توجه منتخب الارجنتين لمواجهة الاكوادور في كيتو. وحصل منتخب التانغو على ركلة جزاء، الا ان كارلوس تيفيز اهدرها، قبل ان يتمكن الاكوادوريون من تسجيل هدفين متاخرين، ليصبح منتخب "لا تري" في المركز الخامس وعلى بعد نقطتين فقط من الارجنتين صاحبة المركز الرابع والاخير المؤهل تلقائيا لجنوب افريقيا 2010.
وقد ادت هذه الخسارة الى تزايد القلق الجماهيري حول عدم قدرة منتخب مارادونا على التاهل الى كاس العالم. هذا الامر قد يبدو مبررا نظرا للقاءات العصيبة التي تنتظر منتخب التانغو في مبارياته الاربعة المتبقية من التصفيات.
البداية ستكون امام المنافس التقليدي والازلي ومتصدر الترتيب، المنتخب البرازيلي. وان لم يكن التنافس التاريخي بين الطرفين كافيا لتعقيد مهمة كتيبة مارادونا، فان النتائج تؤكد تفوق البرازيل في المواجهات المباشرة الاخيرة بين الطرفين بعد فوز "سيليساو" باربعة من اللقاءات الست التي جمعتهما، مع انتهاء ثلاث منها بفارق ثلاثة اهداف.
يلي ذلك رحلة صعبة الى اسونسيون لمواجهة ثالث الترتيب، منتخب الباراغواي الذي نجح بخطف التعادل ذهابا في الارجنتين. كما ان اخر فوز لمنتخب التانغو على ارض الباراغواي يعود لاكثر من اثني عشر عاماً مضت.
جماهير الارجنتين قد تتنفس الصعداء حين يواجه منتخبها البيرو التي تتذيل الترتيب. لكن ختام التصفيات سيكون صعبا جدا بالنسبة لمارادونا الذي سيصحب لاعبيه الى مونتيفيديو للقاء الاوروغواي في احدى اقوى المواجهات الكلاسيكية في الكرة العالمية.
لكن هل يمكن لاحد ان يتخيل كاس عالم من دون الارجنتين؟.
تلك ستكون صدمة كبيرة لكل محبي الكرة الجميلة حول العالم. فالارجنتين باتت تمثيلا للاداء الساحر في السنوات الاخيرة، والفضل في ذلك يعود لجيل موهوب من اللاعبين يشكلون توازنا مميزا بين المهارة الاستثنائية لليونيل ميسي، كارلوس تيفيز، وسيرجيو اغويرو، والقوة والاداء الرجولي والتكتيكي للاعبين مثل خافيير ماسكيرانو، نيكولاس بورديسو، وسيباستيان باتاغليا، اضافة للخبرة الكبيرة للاعبين مثل خافيير زانيتي وخوان سيباستيان فيرون.
من ناحيتهم، يحاول المتفائلون النظر الى الجانب الايجابي ومقارنة المصاعب التي تواجهها الارجنتين في هذه التصفيات بتلك التي مرت بها البرازيل في تصفيات كاس العالم عام 2002، والتي انتهت بحمل زملاء رونالدو للقب البطولة في يوكوهاما.
لكن ورغم الانجازات والبطولات العديدة التي حققتها الارجنتين على مستوى منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي في السنوات الاخيرة، الا ان اخر بطولة نجح المنتخب الاول في تحقيقها كانت لقب بطولة اميركا الجنوبية عام 1993 في الاكوادور. لذا فان مارادونا يعلم بانه يجب ان يحاول قيادة منتخب بلاده الى التاهل الى كاس العالم ان كان يرغب بان يتمتع الجميع بمهارة خليفته ليونيل ميسي، عله يقدم لنا لحظة تاريخية ولوحة فنية كتلك التي رسمها مارادونا قبل اكثر من ثلاثة وعشرين عاما في المكسيك.
شهد الثاني والعشرون من حزيران/يونيو 1986 لحظة عبقرية لا تنسى في تاريخ كاس العالم...الكرة تصل الى القدم اليسرى للاعب صاحب القميص رقم عشرة فيلتف بها ويتوجه كفارس مغوار يشق دربه بخفة وثقة وشجاعة بين صفوف محاربي الطرف المنافس، تاركا اياهم يلهثون خلفه بحنق لقلة حيلتهم، وبحسرة على مهارة وباس وهبها الله لذلك الشاب.
وبعد تهاوي المقاتلين الخمس كاوراق اشجار صفراء في مهب الريح، فك الفارس الجسور طلاسم السد المنيع الاخير، تاركا حارس القلعة ملقى على الارض يفكر بمجد ولى، قبل ان يهز عرين الامبراطورية بلمسة خفيفة من يسراه...
اكدت تلك الثواني العشر التي استغرقتها تلك الحملة الشجاعة مكانة دييغو ارماندو مارادونا كاسطورة لن تنسى في قلوب الارجنتنيين... فقد نجح الفتى الذي ولد في مقاطعة لانوس في العاصمة بوينس ايرس في رد اعتبار سكان بلاد الفضة امام الانكليز الذين احتلوا جزر الفولكلاندز قبل اربع سنوات من ذلك.
وبعد اكثر من اثنين وعشرين عاما على ذلك التاريخ تخلى مارادونا عن عزلته الكروية ليلبي مجددا نداء الوطن، لكنه لم يعد هذه المرة لاعبا، بل مدربا يحمل امال اكثر من اربعين مليون ارجنتيني في قيادة جيل موهوب من اللاعبين لتحقيق كاس العالم بعد طول غياب.
لكن ذلك الحلم قد يواد في مهده نظرا للصعوبات التي يواجهها مارادونا ومنتخب التانغو في تصفيات كاس العالم والتي قد تبعد الارجنتين عن المشاركة في اكبر عرس كروي عالمي لاول مرة منذ فشلها في التاهل لكاس العالم 1970 في المكسيك.
الجماهير تفالت خيرا حين تم تعين فتى الارجنتين الذهبي كمدرب للمنتخب الوطني في نهاية تشرين الاول/اكتوبر من عام 2008 بديلا لالفيو بازيلي المستقيل. وقد بدا الجميع يحلم بالبطولات مع وجود مجموعة من افضل اللاعبين في العالم يقودهم اسم اسطوري ما زال يتغنى الجميع بامجاده.
بداية عهد مارادونا مع المنتخب الارجنتيني كانت مثالية. فبعد فوزين وديين امام اسكتلندا بهدف وفرنسا بهدفين، تجاوز منتخب التانغو نظيره البوليفي برباعية نظيفة في التصفيات التاهيلية، لتضع وسائل الاعلام الارجنتين كاقوى مرشح للفوز بكاس العالم، خاصة وان منتخبها كان الافضل اداء في البطولة السابقة في المانيا.
لكن الاصوات التي علت عادت لتخبو في الاول من نيسان/ابريل من هذا العام بعد ان تجرعت الارجنتين خسارة مذلة وقياسية امام بوليفيا المتواضعة بنتيجة 6-1. هذه النتيجة لم تحدث سوى مرة واحدة فقط من قبل في تاريخ الكرة الارجنتينية وكانت قبل 51 عاما حين فازت تشيكوسلوفاكيا عليها في كاس العالم 1958 في السويد.
لاعبو المنتخب اكدوا بان هذه لم تكن سوى عثرة لن تتكرر، لكن القلق عاد ليخيم بعد الانتصار غير المقنع على كولومبيا بهدف وحيد. فرغم اهمية النقاط الثلاث، الا ان الاداء كان واحدا من اسوا عروض المنتخب في السنوات الاخيرة، مما اثار سخط مارادونا.
وفي ظل هذا التلكا، توجه منتخب الارجنتين لمواجهة الاكوادور في كيتو. وحصل منتخب التانغو على ركلة جزاء، الا ان كارلوس تيفيز اهدرها، قبل ان يتمكن الاكوادوريون من تسجيل هدفين متاخرين، ليصبح منتخب "لا تري" في المركز الخامس وعلى بعد نقطتين فقط من الارجنتين صاحبة المركز الرابع والاخير المؤهل تلقائيا لجنوب افريقيا 2010.
وقد ادت هذه الخسارة الى تزايد القلق الجماهيري حول عدم قدرة منتخب مارادونا على التاهل الى كاس العالم. هذا الامر قد يبدو مبررا نظرا للقاءات العصيبة التي تنتظر منتخب التانغو في مبارياته الاربعة المتبقية من التصفيات.
البداية ستكون امام المنافس التقليدي والازلي ومتصدر الترتيب، المنتخب البرازيلي. وان لم يكن التنافس التاريخي بين الطرفين كافيا لتعقيد مهمة كتيبة مارادونا، فان النتائج تؤكد تفوق البرازيل في المواجهات المباشرة الاخيرة بين الطرفين بعد فوز "سيليساو" باربعة من اللقاءات الست التي جمعتهما، مع انتهاء ثلاث منها بفارق ثلاثة اهداف.
يلي ذلك رحلة صعبة الى اسونسيون لمواجهة ثالث الترتيب، منتخب الباراغواي الذي نجح بخطف التعادل ذهابا في الارجنتين. كما ان اخر فوز لمنتخب التانغو على ارض الباراغواي يعود لاكثر من اثني عشر عاماً مضت.
جماهير الارجنتين قد تتنفس الصعداء حين يواجه منتخبها البيرو التي تتذيل الترتيب. لكن ختام التصفيات سيكون صعبا جدا بالنسبة لمارادونا الذي سيصحب لاعبيه الى مونتيفيديو للقاء الاوروغواي في احدى اقوى المواجهات الكلاسيكية في الكرة العالمية.
لكن هل يمكن لاحد ان يتخيل كاس عالم من دون الارجنتين؟.
تلك ستكون صدمة كبيرة لكل محبي الكرة الجميلة حول العالم. فالارجنتين باتت تمثيلا للاداء الساحر في السنوات الاخيرة، والفضل في ذلك يعود لجيل موهوب من اللاعبين يشكلون توازنا مميزا بين المهارة الاستثنائية لليونيل ميسي، كارلوس تيفيز، وسيرجيو اغويرو، والقوة والاداء الرجولي والتكتيكي للاعبين مثل خافيير ماسكيرانو، نيكولاس بورديسو، وسيباستيان باتاغليا، اضافة للخبرة الكبيرة للاعبين مثل خافيير زانيتي وخوان سيباستيان فيرون.
من ناحيتهم، يحاول المتفائلون النظر الى الجانب الايجابي ومقارنة المصاعب التي تواجهها الارجنتين في هذه التصفيات بتلك التي مرت بها البرازيل في تصفيات كاس العالم عام 2002، والتي انتهت بحمل زملاء رونالدو للقب البطولة في يوكوهاما.
لكن ورغم الانجازات والبطولات العديدة التي حققتها الارجنتين على مستوى منتخب الشباب والمنتخب الاولمبي في السنوات الاخيرة، الا ان اخر بطولة نجح المنتخب الاول في تحقيقها كانت لقب بطولة اميركا الجنوبية عام 1993 في الاكوادور. لذا فان مارادونا يعلم بانه يجب ان يحاول قيادة منتخب بلاده الى التاهل الى كاس العالم ان كان يرغب بان يتمتع الجميع بمهارة خليفته ليونيل ميسي، عله يقدم لنا لحظة تاريخية ولوحة فنية كتلك التي رسمها مارادونا قبل اكثر من ثلاثة وعشرين عاما في المكسيك.