خيَّال الغلباء
10 - 09 - 2009, 05:53
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد ولد قائد معركة البدع الشيخ / محمد بن دغيم بن صقر العماني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته على القنصلية المورد المعروف في عرق سبيع الغلباء عام : 1192هـ وكان هو الابن الأكبر للشيخ / دغيم بن صقر العماني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وله من الإخوة صقر وضويحي وهؤلاء سوف نورد سيرهم لاحقا إن شاء الله أما موضوعنا هذا سنتكلم فيه عن شخصية هذا الشيخ الفارس البطل الشهيد إذ أن والد لما توفي ترك له حربا طاحنة وممتدة بين قبيلة سبيع الغلباء وشريف مكة وعندما تولى الشيخ / محمد أمور القبيلة قرر أن لا يحود عن هذه الحرب لأنها حرب كرامة وبقاء له ولقبيلته فكان الشريف يرسل جنوده ورجاله لجباية الزكاة من جميع القبائل المجاورة له وجميعهم يدفعونها مكرهين ما عدا قبيلة سبيع بن عامر الغلباء حتى أن قبيلة عتيبة الهيلا لما رأت فعل سبيع الغلباء بالشريف طرت مزكية الشريف وأميرهم أحد الأشراف بل أسأت لأميره فقال هذه الأبيات مسندها إلى الشريف في مكة :-
مهبول يا باغ من البدو مرسوم
= البدو ما يعطون حبة شعيره
أحذرك صبيان الفضاء عدهم قوم
= وأهل مهار كل يوم مغيره
ولم تدفع سبيع الغلباء الزكاة لشريف مكة وهذا مما أثار غضبه وفي يوم من الأيام أرسل الشريف رجاله إلى سبيع الغلباء لأخذ الزكاة وكانوا سبيع الغلباء على الخضر المورد المعروف في عرق سبيع فما كان من سبيع الغلباء إلا أن قابلت هذا الطلب بالرفض فرفضوا دفع الزكاة بعد ذلك حصلت معركة خاطفة لم يكن الشريف يتوقعها من سبيع الغلباء على الخضر قتل فيها عدد كبير من رجال الشريف ولاذ الباقون منهم بالفرار إلى الخرمة وهذه كانت أول شرارة بين سبيع الغلباء والشريف وكانت في زمن الشيخ / دغيم بن صقر العماني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته بعد ذلك أصبحت سبيع الغلباء مصدر قلق وخطر يهدد الشريف فأراد أن يبسط نفوذه ويفرض قوته وبأي شكل من الأشكال ولكن سبيع الغلباء تصدت له لأن الوضع أصبح كرامه ومصير قبيلة بكاملها فقد توالت حروب الشريف على سبيع الغلباء وتصدت سبيع الغلباء لجميع غزواته وجيوشة لدرجة أن هذه الحرب استمرت أكثر من خمسة عشر عام بين سبيع الغلباء والشريف وفيها يحاول بسط نفوذه بالقوة وسبيع الغلباء تدافع عن أرضها وكرامتها وأثناء هذه الحروب رغبت سبيع الغلباء في الحج والذهاب إلى مكة إلا أن الشريف كان محرما دخول أي سبيعي مكة وقد وضع مكافآة لمن يمسك سبيعي في حدود حكمه فلما ذهبت مجموعة من سبيع الغلباء لاّداء مناسك الحج أمسك بهم وسجنهم وبقوا في سجنة فترة زمنية ليضغط بهم على سبيع فما كان من الشيخ / دغيم بن صقر العماني إلا أن شكل جيش وغزاء به على تربه وكانت فيها حامية للشريف قليلة العدد وسيطر عليهم وأسرهم وفاوض بهم الشريف حتى أطلق سراح أبناء سبيع الغلباء المسجونين عند الشريف فتوفي الشيخ / دغيم بعدها وتولى ابنه الشيخ / محمد بعده الأمور وبقيت الحروب متداولة بين سبيع الغلباء والشريف ففي عام : 1237هـ شحت الأمطار وقلت المراعي على ديار سبيع الغلباء العلوية وحدرت سبيع الغلباء لطلب المرعي والربيع وأثناء عودتهم من الربيع وكانوا بالقرب من العفجة ( البدع ) تقابلوا مع جيش الأتراك وكان معه أمير الرياض اّنذاك / ناصر العائذي وأمير منفوحة موسى بن مزروع متوجهين إلى الخرج في حينها كانوا قد أخرجوا الإمام / تركي بن عبدالله اّل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من الرياض وقد لاذ بالفرار منهم واستقر في جبل ( عليه) المعروف وتزوج بامرأة من اّل شامر وقد أنجبت له الأمير / جلوي بن تركي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته جد اّل جلوي اّل سعود, وكان الشيخ / محمد العماني قد وصلت له الأخبار أن هذه الحملة قد طردت تركي من الرياض وأنهم قبل ذلك قتلوا بعضا من سبيع الغلباء غدرا على رماح وهدموا موارد المياه في رماح وأنهم قتلوا أهالي العمارية لأنهم زبنوا الإمام / تركي بن عبدالله كل هذه المعلومات قد وصلت إلى العماني عند ذلك علمت العزة من سبيع الغلباء وهم أهالي الحاير أن هذه الحملة متجة في طريقها إلى الخرج وقد حصنت الحاير فما كان من أمير العزة في ذلك الوقت الشيخ / ابن جفران إلا أن يكلف رجل وفارسٍ من فرسان العزة يقال : له / العجواني بأن ينذر العماني وقومه من الترك وفعلا أنذرهم وفي الصباح وقعت المعركة المعروفة والشهيرة بوقعة البدع وكسرت سبيع الغلباء بني عامر والعزة بتسعين مردوفة الأتراك وقتلتهم شر قتلة وعلى اثر هذه الهزيمة الشنعاء للقوات المصرية أمرت القيادة المصرية جميع جيوشها في الجزيرة العربية بمغادرة أراضي الجزيرة فمن ذلك الوقت ومن تلك المعركة لم تطأ قدم مستعمر أرض الجزيرة العربية وهنا يعود الفضل بعد الله لقبيلة سبيع الغلباء وبعد المعركة أرسل الشيخ / محمد العماني مرسولا إلى الإمام / تركي يخبره بهذا النصر العظيم وإبادته لهذه الحملة بكاملها ويطلب منه العودة إلى الرياض فلما وصل الخبر الإمام / تركي عاد إلى الرياض مسرعا واستعاد حكمه وبسط نفوذه وما كان منه إلا أن حفظ هذا الفعل لقبيلة سبيع الغلباء عندها اجتمع الشيخ / محمد العماني والإمام / تركي في الرياض وتعاهدوا وتبايعوا وكانت أول مبايعة للإمام / تركي من سبيع الغلباء وكل حفظ تقدير الاّخر فلما عادت سبيع الغلباء لديارها ووصلت أخبار تلك المعركة والمبايعة للشريف فما كان منه إلا أن قرر بعدما وصلته الأوامر من مصر أن يأخذ بثأر الجنود المصريين من سبيع الغلباء لأنه كان تابع للدولة العثمانية في ذلك الوقت وقد حصن قواته في الخرمة واستولى عليها بشكل كامل عندما حدرت سبيع الغلباء طلبا للربيع وبنى الحصون في الخرمة وركز على جمع قواته لمواجهة سبيع الغلباء ففي عام : 1240هـ قامت فرقة من فرق جيش الشريف بمباغتة مجموعة من سبيع الغلباء كانوا واردين على مورد للمياه في أسفل وادي الخرمة ( خبراء ) وأثناء قيامهم بتعبئة رويهم وقربهم وبينهم شيبان وأطفال ونساء وقتلتهم عن بكرة أبيهم ويقال : أنه كان تعدادهم ما يقارب : 80 شخصا ما بين رجل وإمرأة وطفل وقد قتلهم الشريف أشد وأبشع قتلة لدرجة أن عسكره تقطع الأطفال أمام أمهاتهم وضربت أعناق كبار السن أمام أولادهم وكانت حملة إبادة وانتقام فلما وصل الخبر إلى الشيخ / محمد العماني ثارت ثائرته وأرسل رجاله لعموم سبيع الغلباء وجمع صفوفه والتفت سبيع الغلباء حوله ووصل الخبر الإمام / تركي بن سعود فأرسل له المدد والعون من سلاح وذخيرة وتجمعت الفرسان وأصبحت الحرب قاب قوسين أو أدنى فلما علم الشريف تحصنت قواته في الخرمة وكان قائد تلك القوات في الخرمة ( فودة باشا ) هنا قرر الشيخ / محمد العماني أن تكون الحرب حرب استنزاف وحرب ليلية لأنه يدرك أن جنود الشريف لا تتقن الحرب في الليل وأمر سبيع الغلباء بالهجوم في الليل وشكل فرق من الخيالة تقوم بإحراق البساتين والنخيل المطله على معسكر الشريف وبعدها كون الهجوم وقد تم إحراق البساتين وهنا تم إختراق صفوف جنود الشريف وقتلتهم سبيع الغلباء في تلك الليلة أبشع تقتيل وأخذت بثارها من هؤلاء الجنود الغازين والطامعين وتم إخراجهم من الخرمة وطردهم إلى الحجاز وأبرز من قتل في تلك المعركة الشيخ / محمد العماني والقائد للمعسكر / فودة باشا وقد قتله الفارس المعروف / وعلان العذيبي ويقول الشاعر :-
يابخت من ربعه على ضرب وعلان
= لا جت طراف العرب مستذيره
فك الضعون وفك حلوات الألبان
= وخلى شيخ الروم يصخط جغيره
وقتل أيضا في تلك المعركة عدد كبير من الجنود والبقية الباقية منهم هربوا إلى تربة فلما أدركوا البقوم أن جيش الشريف انهزم استقبلوهم على مشارف تربة ونكلوا فيهم أشد تنكيل وأخرجوا من كان منهم في تربة وتم طردهم إلى مكة واستعادت البقوم تربة من الشريف بأسهل الطرق وأما سبيع الغلباء فقد استعادت الخرمة وحررتها من أيدي جنود الشريف ولم تطأ قدم شريف بعد ذلك الخرمة إلا قصير لسبيع بعد ذلك تولى المشيخة بعد محمد أخيه / ضويحي بن دغيم العماني ونتمنى أنا وفقنا في نقل سيرة هذا القائد وهذا الشهيد رحمه الله وهذه قصيدة قيلت في الشيخ / محمد بن دغيم العماني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :-
منصاي شيخ ما تثنى عزومه
= نسل الرجال اللي كبير (ن) مقامها
راس على ساسٍ (ن) بعيدٍ مناجبه
= جعل المنايا يخطينه سهامها
زيزوم غلباء فالملاقى وسترها
= عمود مبناها وراعي سنامها
ولد دغيم سم الأكباد في اللقاء
= لا من عج القحص عسكر عسامها
محمد اللي يقضي الثار بالحدب
= ........................
عادات أبوه وجده وجد جده
= كسر العداء لا من نوى الله عدامها
بعوامر ٍ تارد على حامي الدرك
= رداتهم تفجع ويفجع لحامها
خيالة العرفا هل الجوخ والقنا
= تبشر بهم عين الرفيق بمنامها
والقصيدة أطول من ذلك ولكن هذا ما يحضرني منها الاّن . منقول بتصرف من كتابة الأخ / مذكر بن ضويحي العماني مع تحفظنا على بعض ما ورد فيه . هذا والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد ولد قائد معركة البدع الشيخ / محمد بن دغيم بن صقر العماني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته على القنصلية المورد المعروف في عرق سبيع الغلباء عام : 1192هـ وكان هو الابن الأكبر للشيخ / دغيم بن صقر العماني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وله من الإخوة صقر وضويحي وهؤلاء سوف نورد سيرهم لاحقا إن شاء الله أما موضوعنا هذا سنتكلم فيه عن شخصية هذا الشيخ الفارس البطل الشهيد إذ أن والد لما توفي ترك له حربا طاحنة وممتدة بين قبيلة سبيع الغلباء وشريف مكة وعندما تولى الشيخ / محمد أمور القبيلة قرر أن لا يحود عن هذه الحرب لأنها حرب كرامة وبقاء له ولقبيلته فكان الشريف يرسل جنوده ورجاله لجباية الزكاة من جميع القبائل المجاورة له وجميعهم يدفعونها مكرهين ما عدا قبيلة سبيع بن عامر الغلباء حتى أن قبيلة عتيبة الهيلا لما رأت فعل سبيع الغلباء بالشريف طرت مزكية الشريف وأميرهم أحد الأشراف بل أسأت لأميره فقال هذه الأبيات مسندها إلى الشريف في مكة :-
مهبول يا باغ من البدو مرسوم
= البدو ما يعطون حبة شعيره
أحذرك صبيان الفضاء عدهم قوم
= وأهل مهار كل يوم مغيره
ولم تدفع سبيع الغلباء الزكاة لشريف مكة وهذا مما أثار غضبه وفي يوم من الأيام أرسل الشريف رجاله إلى سبيع الغلباء لأخذ الزكاة وكانوا سبيع الغلباء على الخضر المورد المعروف في عرق سبيع فما كان من سبيع الغلباء إلا أن قابلت هذا الطلب بالرفض فرفضوا دفع الزكاة بعد ذلك حصلت معركة خاطفة لم يكن الشريف يتوقعها من سبيع الغلباء على الخضر قتل فيها عدد كبير من رجال الشريف ولاذ الباقون منهم بالفرار إلى الخرمة وهذه كانت أول شرارة بين سبيع الغلباء والشريف وكانت في زمن الشيخ / دغيم بن صقر العماني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته بعد ذلك أصبحت سبيع الغلباء مصدر قلق وخطر يهدد الشريف فأراد أن يبسط نفوذه ويفرض قوته وبأي شكل من الأشكال ولكن سبيع الغلباء تصدت له لأن الوضع أصبح كرامه ومصير قبيلة بكاملها فقد توالت حروب الشريف على سبيع الغلباء وتصدت سبيع الغلباء لجميع غزواته وجيوشة لدرجة أن هذه الحرب استمرت أكثر من خمسة عشر عام بين سبيع الغلباء والشريف وفيها يحاول بسط نفوذه بالقوة وسبيع الغلباء تدافع عن أرضها وكرامتها وأثناء هذه الحروب رغبت سبيع الغلباء في الحج والذهاب إلى مكة إلا أن الشريف كان محرما دخول أي سبيعي مكة وقد وضع مكافآة لمن يمسك سبيعي في حدود حكمه فلما ذهبت مجموعة من سبيع الغلباء لاّداء مناسك الحج أمسك بهم وسجنهم وبقوا في سجنة فترة زمنية ليضغط بهم على سبيع فما كان من الشيخ / دغيم بن صقر العماني إلا أن شكل جيش وغزاء به على تربه وكانت فيها حامية للشريف قليلة العدد وسيطر عليهم وأسرهم وفاوض بهم الشريف حتى أطلق سراح أبناء سبيع الغلباء المسجونين عند الشريف فتوفي الشيخ / دغيم بعدها وتولى ابنه الشيخ / محمد بعده الأمور وبقيت الحروب متداولة بين سبيع الغلباء والشريف ففي عام : 1237هـ شحت الأمطار وقلت المراعي على ديار سبيع الغلباء العلوية وحدرت سبيع الغلباء لطلب المرعي والربيع وأثناء عودتهم من الربيع وكانوا بالقرب من العفجة ( البدع ) تقابلوا مع جيش الأتراك وكان معه أمير الرياض اّنذاك / ناصر العائذي وأمير منفوحة موسى بن مزروع متوجهين إلى الخرج في حينها كانوا قد أخرجوا الإمام / تركي بن عبدالله اّل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من الرياض وقد لاذ بالفرار منهم واستقر في جبل ( عليه) المعروف وتزوج بامرأة من اّل شامر وقد أنجبت له الأمير / جلوي بن تركي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته جد اّل جلوي اّل سعود, وكان الشيخ / محمد العماني قد وصلت له الأخبار أن هذه الحملة قد طردت تركي من الرياض وأنهم قبل ذلك قتلوا بعضا من سبيع الغلباء غدرا على رماح وهدموا موارد المياه في رماح وأنهم قتلوا أهالي العمارية لأنهم زبنوا الإمام / تركي بن عبدالله كل هذه المعلومات قد وصلت إلى العماني عند ذلك علمت العزة من سبيع الغلباء وهم أهالي الحاير أن هذه الحملة متجة في طريقها إلى الخرج وقد حصنت الحاير فما كان من أمير العزة في ذلك الوقت الشيخ / ابن جفران إلا أن يكلف رجل وفارسٍ من فرسان العزة يقال : له / العجواني بأن ينذر العماني وقومه من الترك وفعلا أنذرهم وفي الصباح وقعت المعركة المعروفة والشهيرة بوقعة البدع وكسرت سبيع الغلباء بني عامر والعزة بتسعين مردوفة الأتراك وقتلتهم شر قتلة وعلى اثر هذه الهزيمة الشنعاء للقوات المصرية أمرت القيادة المصرية جميع جيوشها في الجزيرة العربية بمغادرة أراضي الجزيرة فمن ذلك الوقت ومن تلك المعركة لم تطأ قدم مستعمر أرض الجزيرة العربية وهنا يعود الفضل بعد الله لقبيلة سبيع الغلباء وبعد المعركة أرسل الشيخ / محمد العماني مرسولا إلى الإمام / تركي يخبره بهذا النصر العظيم وإبادته لهذه الحملة بكاملها ويطلب منه العودة إلى الرياض فلما وصل الخبر الإمام / تركي عاد إلى الرياض مسرعا واستعاد حكمه وبسط نفوذه وما كان منه إلا أن حفظ هذا الفعل لقبيلة سبيع الغلباء عندها اجتمع الشيخ / محمد العماني والإمام / تركي في الرياض وتعاهدوا وتبايعوا وكانت أول مبايعة للإمام / تركي من سبيع الغلباء وكل حفظ تقدير الاّخر فلما عادت سبيع الغلباء لديارها ووصلت أخبار تلك المعركة والمبايعة للشريف فما كان منه إلا أن قرر بعدما وصلته الأوامر من مصر أن يأخذ بثأر الجنود المصريين من سبيع الغلباء لأنه كان تابع للدولة العثمانية في ذلك الوقت وقد حصن قواته في الخرمة واستولى عليها بشكل كامل عندما حدرت سبيع الغلباء طلبا للربيع وبنى الحصون في الخرمة وركز على جمع قواته لمواجهة سبيع الغلباء ففي عام : 1240هـ قامت فرقة من فرق جيش الشريف بمباغتة مجموعة من سبيع الغلباء كانوا واردين على مورد للمياه في أسفل وادي الخرمة ( خبراء ) وأثناء قيامهم بتعبئة رويهم وقربهم وبينهم شيبان وأطفال ونساء وقتلتهم عن بكرة أبيهم ويقال : أنه كان تعدادهم ما يقارب : 80 شخصا ما بين رجل وإمرأة وطفل وقد قتلهم الشريف أشد وأبشع قتلة لدرجة أن عسكره تقطع الأطفال أمام أمهاتهم وضربت أعناق كبار السن أمام أولادهم وكانت حملة إبادة وانتقام فلما وصل الخبر إلى الشيخ / محمد العماني ثارت ثائرته وأرسل رجاله لعموم سبيع الغلباء وجمع صفوفه والتفت سبيع الغلباء حوله ووصل الخبر الإمام / تركي بن سعود فأرسل له المدد والعون من سلاح وذخيرة وتجمعت الفرسان وأصبحت الحرب قاب قوسين أو أدنى فلما علم الشريف تحصنت قواته في الخرمة وكان قائد تلك القوات في الخرمة ( فودة باشا ) هنا قرر الشيخ / محمد العماني أن تكون الحرب حرب استنزاف وحرب ليلية لأنه يدرك أن جنود الشريف لا تتقن الحرب في الليل وأمر سبيع الغلباء بالهجوم في الليل وشكل فرق من الخيالة تقوم بإحراق البساتين والنخيل المطله على معسكر الشريف وبعدها كون الهجوم وقد تم إحراق البساتين وهنا تم إختراق صفوف جنود الشريف وقتلتهم سبيع الغلباء في تلك الليلة أبشع تقتيل وأخذت بثارها من هؤلاء الجنود الغازين والطامعين وتم إخراجهم من الخرمة وطردهم إلى الحجاز وأبرز من قتل في تلك المعركة الشيخ / محمد العماني والقائد للمعسكر / فودة باشا وقد قتله الفارس المعروف / وعلان العذيبي ويقول الشاعر :-
يابخت من ربعه على ضرب وعلان
= لا جت طراف العرب مستذيره
فك الضعون وفك حلوات الألبان
= وخلى شيخ الروم يصخط جغيره
وقتل أيضا في تلك المعركة عدد كبير من الجنود والبقية الباقية منهم هربوا إلى تربة فلما أدركوا البقوم أن جيش الشريف انهزم استقبلوهم على مشارف تربة ونكلوا فيهم أشد تنكيل وأخرجوا من كان منهم في تربة وتم طردهم إلى مكة واستعادت البقوم تربة من الشريف بأسهل الطرق وأما سبيع الغلباء فقد استعادت الخرمة وحررتها من أيدي جنود الشريف ولم تطأ قدم شريف بعد ذلك الخرمة إلا قصير لسبيع بعد ذلك تولى المشيخة بعد محمد أخيه / ضويحي بن دغيم العماني ونتمنى أنا وفقنا في نقل سيرة هذا القائد وهذا الشهيد رحمه الله وهذه قصيدة قيلت في الشيخ / محمد بن دغيم العماني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :-
منصاي شيخ ما تثنى عزومه
= نسل الرجال اللي كبير (ن) مقامها
راس على ساسٍ (ن) بعيدٍ مناجبه
= جعل المنايا يخطينه سهامها
زيزوم غلباء فالملاقى وسترها
= عمود مبناها وراعي سنامها
ولد دغيم سم الأكباد في اللقاء
= لا من عج القحص عسكر عسامها
محمد اللي يقضي الثار بالحدب
= ........................
عادات أبوه وجده وجد جده
= كسر العداء لا من نوى الله عدامها
بعوامر ٍ تارد على حامي الدرك
= رداتهم تفجع ويفجع لحامها
خيالة العرفا هل الجوخ والقنا
= تبشر بهم عين الرفيق بمنامها
والقصيدة أطول من ذلك ولكن هذا ما يحضرني منها الاّن . منقول بتصرف من كتابة الأخ / مذكر بن ضويحي العماني مع تحفظنا على بعض ما ورد فيه . هذا والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .