المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة القدر وكيفية إحياء هذه الليلة


خيال التوحيد
10 - 09 - 2009, 17:25
تحري ليلة القدر وكيفية إحياء هذه الليلة



س8: كيف يكون إحياء ليلة القدر؛ أفي الصلاة أم بقراءة


(الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 414)

القرآن والسيرة النبوية والوعظ والإرشاد والاحتفال لذلك في المسجد؟

ج8: أولا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها بالصلاة والقراءة والدعاء، فروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: سنن الترمذي الإيمان (2641). كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر . ولأحمد ومسلم : صحيح مسلم الاعتكاف (1175) ، سنن الترمذي الصوم (796) ، سنن ابن ماجه الصيام (1767) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256). كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها .

ثانيا: حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أخرجه أحمد 2/ 241، 347، 408، 423، 473، 503، والبخاري 2 / 228، 253، ومسلم 2 / 524 برقم (760)، وأبو داود 2 / 103 برقم (1372)، والترمذي 3 / 67 برقم (683)، والنسائي 4/ 155، 157، 158، 8 / 118 برقم (2193، 2202، 2206، 2207، 5027)، والدارمي 2 / 26، وابن حبان 6 / 284، 8 / 438 برقم (2543، 3682)، والبيهقي 4 / 306، 307. من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه رواه الجماعة إلا ابن ماجه ، وهذا الحديث يدل على مشروعية إحيائها بالقيام.

ثالثا: من أفضل الأدعية التي تقال في ليلة القدر ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها، فروى الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت: أخرجه أحمد 6 / 171، 182، 183، 208، 258، والترمذي 5 / 534 برقم (3513)، وابن ماجه 2 / 1265 برقم (3850)، والحاكم 1 / 530. (قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟) قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني

(الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 415)

رابعا: أما تخصيص ليلة من رمضان بأنها ليلة القدر فهذا يحتاج إلى دليل يعينها دون غيرها، ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها والليلة السابعة والعشرون هي أحرى الليالي بليلة القدر؛ لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على ما ذكرنا.

خامسا: وأما البدع فغير جائزة لا في رمضان ولا في غيره، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256). من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية: صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180). من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد

فما يفعل في بعض ليالي رمضان من الاحتفالات لا نعلم له أصلا، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو الرئيس
عبد الله بن قعود عبد العزيز بن عبد الله بن باز

مشعبي
10 - 09 - 2009, 17:31
بارك الله فيك يا ابا مقداد على المشاركة الجميلة

كليب
11 - 09 - 2009, 05:12
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
11 - 09 - 2009, 17:18
أخي الكريم الفاضل / أبو المقداد بعد السلام شكرا جزيلا لك والله يبيض وجهك وجزاك الله خيرا ولا هنت واسلم وسلم والسلام .

صامل الميقاف
12 - 09 - 2009, 04:01
مشكور وما قصرت ولا هنت

وطبان
12 - 09 - 2009, 18:56
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
14 - 09 - 2009, 05:40
بسم الله الرحمن الرحيم

لما قصرت أعمار هذه الأمة عن أعمار الأمم السابقة، حيث أصبحت أعمارهم تراوح بين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز ذلك كما أخبر الصادق المصدوق، عوضهم ربهم بأمور أخر كثيرة منها منحهم هذه الليلة، وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، أي أن قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر من غيرها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم .

المراد بالقدر :-

سميت ليلة القدر بذلك لعدة معان، هي :-

1. لشرفها وعظيم قدرها عند الله .

2. وقيل لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، لقوله تعالى : " فيها يفرق كل أمر حكيم ".

3. وقيل لأنه ينزل فيها ملائكة ذووا قدر.

4. وقيل لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر .

5. وقيل لأن للطاعات فيها قدراً عظيماً .

6. وقيل لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر .

والراجح أنها سميت بذلك لجميع هذه المعاني مجتمعة وغيرها، والله أعلم .

ما ورد في فضلها :-

يدل على فضل هذه الليلة العظيمة وعظيم قدرها وجليل مكانتها عند الله ورسوله ما يأتي :-

من القرآن :-

1. نزول سورة كاملة فيها، وهي سورة القدر، وبيان أن الأعمال فيها خير من الأعمال في ألف شهر ما سواها .

2. قوله تعالى : " فيها يفرق كل أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا منزلين "، حيث يقدر فيها كل ما هو كائن في السنة، وهو تقدير ثان، إذ أن الله قدر كل شيء قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سنة .

السنة القولية والعملية :-

" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ".

أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف ويجتهد في الليالي المرجوة فيها ما لا يجتهد في غيرها من ليالي رمضان ولا غيره، حيث كان صلى الله عليه وسلم كما صح عن عائشة رضي الله عنها : " إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله ".

في أي الليالي تلتمس ليلة القدر ؟

تلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الوتر منها، سيما ليلتي إحدى وعشرين وسبع وعشرين، وأرجحها ليلة سبع وعشرين .

فعن / عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ".

وعند / مسلم : " التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي ".

وعن / عائشة رضي الله عنها كذلك : " تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ".

ذهب / علي، و / ابن مسعود، و / ابن عباس، و / عائشة من الصحابة، رضي الله عنهم والشافعي وأهل المدينة ومكة من الأئمة رحمهم الله إلى أن أرجى لياليها ليلتا إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وقد رجح ذلك ابن القيم رحمه الله .

وذهب / أبي بن كعب رضي الله عنه إلى أنها ليلة سبع وعشرين، وكان يحلف على ذلك، ويقول : " بالآية أوالعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها ".

وفي مسند / أحمد عن / ابن عباس أن رجلاً قال : " يا رسول الله، إني شيخ كبير عليل يشق عليَّ القيام، فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر؛ قال : عليك بالسابعة ".

وعن / ابن عمر يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم : " من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين "، أوقال : " تحروها ليلة سبع وعشرين ".

ومن الناس من قال : إن وقع في ليلة من أوتار العشر جمعة فهي أرجى من غيرها، ولا دليل عليه، والله أعلم فيا عباد الله ليلة بألف شهر فوالله إن الله ليريد لنا الخير العظيم فاغتنموها اعتقنا الله وإياكم ووالدينا من النار وصلى الله على نبينا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

بشاررررر
14 - 09 - 2009, 15:46
جزاك الله خيرا
www.nu.edu.sa

حزم الجلاميد
14 - 09 - 2009, 19:02
مشكور وما قصرت ولا هنت

al-sary
14 - 09 - 2009, 22:34
مشكور أخوي بارك الله فيك

خيّال العرفا
16 - 09 - 2009, 23:35
جزاك الله خيرا

خيَّال الغلباء
17 - 09 - 2009, 19:21
بسم الله الرحمن الرحيم

علامات ليلة القدر :-

الحمد لله رب العالمين، باسط الفضل، ومعطي الجميل، ومسبغ النعمة على الخلق أجمعين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :-

أيها المسلمون : من نفحات الله وبركاته الفاضلة الجزيلة علينا في هذا الشهر العظيم؛ هذه الليلة الجليلة التي سميت بـ " ليلة القدر " وما أدراك ما هي ؟ إنها خير من ألف شهر، قال المفسرون : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } (1) معناه : " عمل صالح في ليلة القدر خير من عَمِل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر " (2) وقال الإمام / النووي - رحمه الله -: " ليلة القدر مختصة بهذه الأمة، زادها الله شرفاً، فلم تكن لمن قبلها ... " وقال أيضاً : " ليلة القدر باقية إلى يوم القيامة، ويستحب طلبها والاجتهاد في إدراكها ". (3)


وقد يتساءل كثير من المسلمين : كيف نعرف ليلة القدر ؟ وهل لها علامات تعرف بها ؟ ما صفاتها ؟

ولأن " الأحاديث التي في ليلة القدر ليس فيها حديث صريح بأنها ليلة كذا وكذا " (4) نود أن نذكر هنا العلامات التي ذكر العلماء بأنها تدل على هذه الليلة العظيمة، ونورد ما صح من الأحاديث في هذا الموضوع فنقول :-

من علامات ليلة القدر :-

1- أنها ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة : فعن / عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) (5)

2- أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها وتصبح ضعيفة حمراء : فعن / زر بن حبيش - رضي الله عنه - قال : سمعت / أبيَّ بن كعب يقول - وقيل له إن / عبدالله بن مسعود يقول : من قام السنة أصاب ليلة القدر - فقال أُبيّ : " والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان - يحلف ما يستثني - ووالله إني لأعلم أي ليلة هي : هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها : أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها " (6) ولا بأس أن يجمع بين هذا الأثر، وبين الحديث السابق : ( تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) بأن يقال : أتها أول ما تبدو ضعيفة حمراء، ثم تكون بيضاء لا شعاع لها إلى ما شاء الله، ثم تعود على طبيعتها .

3- ليلة لا يُرمى فيها بنجم : فعن / واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ليلة القدر بلجة، لا حارة ولا باردة، ( ولا سحاب فيها، ولا مطر، ولا ريح )، ولا يرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها ) (7)

وذكر بعض العلماء علامات أخرى - منها -:-

4- زيادة النور في تلك الليلة وطمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن (8)

5- أنها ليلة الأوتار من العشر الأواخر : وقد دل على ذلك أحاديث كثيرة منها حديث / أبى سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر ) (9) قال / ابن تيمية - رحمه الله -: " ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( هي في العشر الأواخر من رمضان ) (10) وتكون في الوتر منها، لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين " (11)

أما غير هذه العلامات فهي علامات كما قيل : " لا أصل لها " (12)

نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يبلغنا ليلة القدر ونحن في صحة وعافية، وأن يوفقنا لقيامها، والاجتهاد فيها، وأن يكتب لنا فيها خير ما كتبه لعباده الصالحين والحمد لله رب العالمين .

-------------

1- سورة القدر (3)

2- تفسير البغوي (8/491)

3- المجموع (6/447)

4- زاد المعاد (1/376)

5- أخرجه الطيالسي في مسنده برقم (2680)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (9606)

6- رواه مسلم برقم (1821)

7- رواه الطبراني في الكبير برقم (17605)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (9603) إلا ما بين القوسين فقد ضعفه .

8- إعانة المسلم في شرح صحيح مسلم (1/84)

9- رواه البخاري برقم (1914)، ومسلم برقم (2826)، واللفظ لمسلم .

10- رواه البخاري برقم (2022) دون ذكره كلمة : رمضان .

11- الفتاوى الكبرى (2/475)

12- إعانة المسلم في شرح صحيح مسلم (1/84) هذا والله يحفظكم ويرعاكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .