المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروعية النظر في الأنساب


خيَّال الغلباء
14 - 09 - 2009, 20:24
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فالله أسأل أن يفيدني ويفيد الأعضاء بهذا الموضوع المنقول من كتاب : ( معجم أنساب الأسر المتحضرة من عشيرة الأساعدة ) إذ يقول :-

اعلم - وفقك الله - أن الناس في الأنساب طرفان ووسط :-

فالطرف الأول : من جعله شغله الشاغل فلا هم له غيره ولا عمل عنده سواه، أو جعله أساساً لتصنيف الناس طبقات بعضها فوق بعض، وعامل الناس على هذا الأساس فقدم هذا وأخر ذاك فهذا والله هو المذموم، وهو الذي أتى الإسلام بهدمه وقلعه من جذوره فقال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وقال صلى الله عليه وسلم كما في السنن من حديث / أبي هريرة رضي الله عنه : ( إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية، وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، أو فاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام - إنما هم فحم من فحم جهنم - أو ليكونن أهون عند الله من الجعلان ) وما نفع / أبا لهب شرف نسبه، وما ضر / بلالا رضي الله عنه كونه حبشياً، فالكرم بالعمل الصالح، والزينة بالتقوى، ولن يسأل المرء يوم الحساب إلا عن عمله دون نسبه .

والطرف الثاني : من أهمل النسب حتى ضيع أصله، فلو سألته عن أصله القريب ما عقله بله البعيد، ولو سألته عن أقاربه ما ميز إلا الذين حوله دون غيرهم، ولعلهم لو بعدوا عنه جهلهم، وهذا ما حدث في كثير من القبائل التي هاجرت خارج الجزيرة، حيث أهمل كثير منهم العناية بأنسابهم فضاعت واندثرت مع الزمن .

والوسط في ذلك : هو أن يعلم الرجل نسبه، ويعلم أولي القربى منه وصلته بهم، ثم إن ازداد علماً بتفاصيل الأنساب فهو خير إلى خير ما لم يخرج به عن الحد المشروع .

واعلم أن البحث في الأنساب على وجهين :-

الوجه الأول :-

ما نهى عنه الشارع : فمن ذلك النهي عن التفاخر في الأنساب، والتباهي بها، والتطاول على الناس بسببها، وكل هذه الأمور من أمور الجاهلية التي ذمها الشارع كما قال / صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب .. الحديث ) وقال / صلى الله عليه وسلم كما في السنن من حديث / أبي هريرة رضي الله عنه - وقد سبق ذكره - ( إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية، وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، أو فاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام - إنما هم فحم من فحم جهنم - أو ليكونن أهون عند الله من الجعلان )

ومن ذلك النهي عن الطعن في أنساب الآخرين أو تعييرهم بها، كما ورد في الصحيح لما عيّر / أبو ذرِ رضي الله عنه رجلاً بأمه فقال له / صلى الله عليه وسلم : ( أعيرته بأمه ؟ إنك أمرؤ فيك جاهلية ) وكما في الحديث السابق : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب .. الحديث ) فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن التفاخر في الأنساب والتباهي بها، أو الطعن في أنساب الآخرين وتعييرهم بها أنها كلها من أمور الجاهلية المحرمة المذمومة .

ومن ذلك التعزي بعزاء الجاهلية والتعصب للأنساب بغير حق، كما ورد في الحديث الذي رواه / أحمد وصححه / ابن حبان عن / أبي بن كعب رضي الله عنه أن / رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا )

ومن ذلك انتساب الشخص إلى غير أبيه أو ادعاؤه نسبا غير نسبه، كما قال / صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر ) وفي الحديث الآخر الصحيح : ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) وورد في حديثٍ آخر بلفظ : ( كفر بالله من انتفى من نسب وإن دق )

الوجه الثاني :-

وأعني به المشروع من النظر في الأنساب : فقد دل الكتاب والسنة وعمل المسلمين على مشروعية النظر فيها - إذا خلت من المحاذير السابقة التي ذكرتها في النوع الأول -: وقد تأملت في الأدلة الشرعية فرأيت أن دلالتها على ذلك تأتي على أربعة أقسام ( الأمر والاعتبار والإقرار والإخبار ) :-

القسم الأول :-

الأمر بتعلم النسب الذي تحصل به صلة الرحم : فمن ذلك قوله تعالى : ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) ومعنى الآية - على الراجح - ( اتقوا الله واتقوا الأرحام أن تقطعوها ) وقد ذكر / البخاري رحمه الله تعالى هذه الآية في أول باب المناقب وقال / الحافظ رحمه الله تعالى في شرحه : ( والمراد بذكر هذه الآية الإشارة إلى الاحتياج إلى معرفة النسب أيضاً لأنه يعرف به ذوو الأرحام المأمور بصلتهم ) وقل مثل هذا في الآيات التي فيها ذكر صلة الرحم ومن ذلك الحديث الذي رواه / الترمذي و / الحاكم وغيرهما من حديث / أبي هريرة رضي الله عنه أن / النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأجل، مرضاة للرب ) وروي عن / عمر رضي الله عنه نحو ذلك .
القسم الثاني :-

اعتبار الشارع للنسب في عدة مواطن : فمن ذلك أن الله سبحانه وتعالى اعتبر النسب في اصطفائه للرسول صلى الله عليه وسلم فاصطفاه من بيت شرفٍ رفيع - وهكذا الرسل عموماً - وهذا يدل على اعتبار النسب في الرسالة ويدل على تأثيره في ذلك ومن الأدلة على ذلك ما رواه الإمام / مسلم رحمه الله تعالى عن / واثلة بن الأسقع يقول : سمعت / رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) وفي حديث / هرقل الطويل المخرج في الصحيح من حديث / أبي سفيان رضي الله عنه أن / هرقل سأله : ( كيف نسبه فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو نسب - وفي الحديث - أن / هرقل قال له : سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها )

ومن اعتبار الشارع للنسب أيضاً كونه قد جعل الخلافة في قريش كما في الصحيح من حديث / ابن عمر رضي الله عنهما عن / النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ) والأحاديث في ذلك متواترة، وبهذا استدل / أبو بكر رضي الله عنه - يوم السقيفة - حيث قال : ( هم - أي قريش - أوسط العرب داراً وأعربهم أحساباً ) ومن ذلك اعتبار الشارع للنسب في حجابة البيت حيث جعلها في / العبدريين - بني عبدالدار بن قصي - فقد روي من حديث / ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لــ / بني عبدالدار بن قصي : ( خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ) ومن ذلك اعتبار الشارع للنسب في المواريث ففي الصحيح من حديث / أبي هريرة أن / النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألحقوا الفروض بأهلها، فما بقي فلأولى رجلٍ ذكر ) ولهذا قسم العلماء العصبة والأرحام وجعلوهم درجات بحسب القرب والبعد من الميت، وقد يحتاج إلى العلم الدقيق بالنسب عند التوريث، قال / ابن حزم رحمه الله تعالى : ( مات بقرطبة سنة 422 / محمد بن عبيدالله بن عبدالله بن عبدالله بن مروان بن عبدالله بن مسلمة بن عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان بن الحكم الكاتب، وهو آخر من بقي من ولد / مسلمة بن عبدالرحمن بن معاوية … فورّثت أنا ماله / محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن بن عبدالملك بن عبدالرحمن بن سعيد الخير بن عبدالرحمن بن معاوية بالقعدد، ودفعته إليه، وقضيت له به، وما كان عند / محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن هذا علم بأنه مستحق هذا المال، ولا كان له طمع في أخذه، فلولا علمي بالنسب لضاع هذا المال، وأخذه غير أهله بغير حق، ومثل هذا كثير )

ومن ذلك اعتباره في الشرف - إذا كان الشريف فقيهاً - كما في الصحيح من حديث / أبي هريرة رضي الله عنه أن / الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) قال / الحافظ في شرحه : ( صفة الشرف لا تتغير في ذاتها بل من كان شريفاً في الجاهلية فهو بالنسبة إلى أهل الجاهلية رأس فإن أسلم استمر شرفه وكان أشرف ممن أسلم من المشروفين في الجاهلية، وأما قوله : ( إذا فقهوا ) ففيه إشارة إلى أن الشرف الإسلامي لا يتم إلا بالتفقه في الدين )

ومن ذلك اعتبار النسب في الكفاءة في النكاح - عند فريق من العلماء - فقد روى / الخلال و / الدارقطني عن / عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ( لأمنعن تزوج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء ) وروى / البيهقي وغيره عن / سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال : ( يا معشر العرب لا تنكح نساؤكم ولا نؤمكم ) ولهذا ذهب الإمام / أحمد إلى مراعاة ذلك فقد روى / إسحاق بن إبراهيم النيسابوري في : ( مسائله عن الإمام / أحمد ) أن الإمام / أحمد سئل عن المولى يتزوج العربية ؟ فقال : لو كنت أنا لفرقت بينهما ) وروى / أبو داود عن الإمام / أحمد أيضاً أنه قال له رجل : بنت عمٍ لي عربية أزوجها من مولى ؟ قال : لا تزوجها، وقال / أبو داود : سمعت / أحمد سئل عن مولى تزوج بعربية يفرق بينهما ؟ فلم يجب فيه ثم قال : يجئ رجل أسلم أبوه بالأمس يتزوج هاشمية يقول إنه كفء ؟! إنكار لذلك، قال / أبو داود : قلت لــ / أحمد : فأسامه زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم قال / أحمد : إنه وقع عليه السبي وهو عربي )

ومن ذلك اعتبار الشرع للنسب عند اختيار المرأة للنكاح، ففي الصحيح من حديث / أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن / النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) قال / الحافظ في شرحه : ( ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة إلا إن تعارض نسيبة غير دينة، وغير نسيبة دينة فتقدم ذات الدين، وهكذا في كل الصفات ) وقد بوّب / البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في ( كتاب النكاح ) ( باب إلى من ينكح ؟ وأي النساء خير ؟ وما يستحب أن يتخير لنطفه من غير إيجاب ) ثم ذكر فيه الحديث الذي رواه / أبو هريرة رضي الله عنه عن / النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش : أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوجٍ في ذات يده ) وقال / الحافظ في شرحه : ( وفي الحديث الحث على نكاح الأشراف خصوصاً القرشيات، ومقتضاه أنه كلما كان نسبها أعلى تأكد الاستحباب، ويؤخذ منه اعتبار الكفاءة في النسب )

القسم الثالث :-

إقرار الشرع للأنساب الموجودة في وقت الرسالة والتحدث عنها بلا إنكار - وإنما نهي عن الافتخار بها ونحوه مما ذكر في الوجه الأول -: فمن ذلك قوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) فإن الله سبحانه هنا يمن على عباده بأنه جعلهم شعوباً - وهي القبائل العظام - وقبائل - وهي البطون، وذكر الحكمة في ذلك بقوله سبحانه : ( لتعارفوا ) أي ليعرف بعضكم بعضاً فيقال : فلان بن فلان من بني فلان وهكذا .

قال / ابن جرير رحمه الله تعالى : (وقوله : ( لتعارفوا ) يقول : ليعرف بعضكم بعضاً في النسب، يقول تعالى ذكره : إنما جعلنا هذه الشعوب والقبائل لكم أيها الناس ليعرف بعضكم بعضاً في قرب القرابة منه وبعده لا لفضيلة لكم في ذلك وقربة تقربكم إلى الله بل أكرمكم عند أتقاكم … ثم روى بإسناده عن / مجاهد رحمه الله تعالى قال : في تفسير ( وقبائل لتعارفوا ) : جعلنا هذا لتعارفوا : فلان بن فلان من كذا وكذا ) قال / ابن عبدالبر رحمه الله تعالى : ( وفي قول الله تعالى : ( شعوباً وقبائل لتعارفوا ) دليل واضح على تعلم الأنساب ) ومن ذلك ما في الصحيح من حديث / أنس بن مالكٍ رضي الله عنه أن / النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبدالأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير ) وما في الصحيح أيضاً من حديث / أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي / صلى الله عليه وسلم قال : ( أسلم وغفار وشيء من مزينة وجهينة خير عند الله - أو قال : خير يوم القيامة - من أسدٍ وتميمٍ وهوازن وغطفان ) ومن ذلك مـا في الصحيح من حديث / أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة ) والأحاديث في هذا كثيرة جداً .

القسم الرابع :-

الإخبار عن ما يحدث في آخر الزمان، وفي بعضها ربط هذه الأخبار بالنسب خاصة : فمن ذلك ما تواتر من طرقٍ كثيرة مخرجة في السنن والمسانيد والجوامع والأجزاء من أحاديث المهدي، والشاهد من ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اسمه موافق لاسمه، واسم أبيه موافق لاسم أبيه، وأنه من أهل بيته من ذرية الحسن بن علي، ولولا المحافظة على الأنساب لما وجد مثل هذا في آخر الزمان، ولولا العلم بالأنساب لما علم هذا ومن ذلك ما ورد في الصحيح من حديث / أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : ( أحب بني تميم لثلاث، وفي الحديث : وسمعت / النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( هم أشد أمتي على الدجال ) وهذا مثل سابقه أيضاً فإنه لولا المحافظة على الأنساب لما وجد بنو تميم آخر الزمان ولاختلطت أنسابهم وضاعت، ولولا العلم بالأنساب لما علموا وميز بينهم وبين غيرهم ومن ذلك ما في الصحيح أيضاً من حديث / أبي هريرة رضي الله عنه أن / النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه )

وفي كل حديثٍ من الأحاديث السابقة إخباران :-

الأول : وهو المقصود هو ما نص عليه الحديث من ظهور المهدي، والقحطاني، وكون بني تميم أشد الأمة على الدجال .

والخبر الثاني :- وإن لم يكن مقصوداً في الأحاديث إلا أنه لازم لها ولازم الحق حق - وهو محافظة العرب على الأنساب إلى آخر الزمان وهذا ظاهر، ولا ينفي هذا أن يكون من العرب من قد ضيع نسبه فمما سبق عرضه من الأدلة الشرعية يعلم علماً قاطعاً أن الشرع قد اعتنى بالأنساب ولم يهملها، واعتبرها في مواضع، وأقر العرب عليها، وما نهاهم إلا عن التفاخر بها والتعصب لها والطعن فيها من الأمور الجاهلية المذمومة وقد سبق ذكر ذلك .

قال / أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى ( ت : 458 ) : ( وإذا كان الله تعالى قد حكم بأن الأكرم هو الأتقى ولو أنه ابن زنجية لغية، وأن العاصي والكافر محطوط الدرجة ولو أنه ابن نبيين، فقد جعل تعارف الناس بأنسابهم غرضاً له تعالى في خلقه إيانا شعوباً وقبائل، فوجب بذلك أن علم النسب علم جليل رفيع، إذ به يكون التعارف، وقد جعل الله تعالى جزءاً منه تعلمه لا يسع أحداً جهله، وجعل تعالى جزءاً يسيراً منه فضلاً تعلمه، يكون من جهله ناقص الدرجة في الفضل، وكل علم هذه صفته فهو علم فاضل، لا ينكر حقه إلا جاهل أو معاند )

وقال / أبو عمر بن عبدالبر رحمه الله تعالى ( ت : 463 ) - عن علم الأنساب -: ( فإنه علم لا يليق جهله بذوي الهمم والآداب، لما فيه من صلة الأرحام، والوقوف على ما ندب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )

وقال / عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم، ولا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدهم : ممن أنت ؟ قال : من قرية كذا !! فوالله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء لو يعلم الذي بينه وبينه من دخلة الرحم لردعه ذلك عن انتهاكه ) ولعمري ما أنصف القائل إن علم النسب علم لا ينفع، وجهالة لا تضر، لأنه بيِّن نفعه لما قدمنا ذكره، ولما روي عن / النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كفر بالله تبرؤ من نسب وإن دق، وكفر بالله ادعاء إلى نسب لا يعـرف ) - إلى أن يقول - فلو كان لا منفعة له لما اشتغل العلماء به، فهذا / أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان أعلم الناس بالنسب، نسب قريش وسائر العرب، وكذلك / جبير بن مطعم، و / ابن عباس، و / عقيل بن أبي طالب، كانوا أعلم بذلك، وهو علم العرب الذي به يتفاضلون، وإليه ينتسبون، وقد ذكر / ابن وهب عن / مالك بن أنس أنه قال : ( كان / ابن شهاب من أعلم الناس بالأنساب، وكان أخذ ذلك من / عبدالله بن ثعلبة بن صعير العذري وغيره، قال : فبينا هو يوماً جالس عند / عبدالله بن ثعلبة يتعلم منه الأنساب إذ سأله عن شيء من الفقه، فقال له : إن كنت تريد هذا الشأن فعليك بهذا الشيخ - يعني / سعيد بن المسيب - ) قال - أي / ابن وهب : وسمعت / مالكاً يقول : لم يكن مع / ابن شهاب كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه - يعني قريشاً -. قال / ابن عبدالبر : ( وقد روي عن / النبي صلى الله عليه وسلم من الوجوه الصحاح ما يدل على علمه بالنسب ) منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

الاضجم
14 - 09 - 2009, 20:48
اشكرك استاذي الفاضل خيال الغلباء على هذا الموضوع ..

تحياتي وتقديري

خيَّال الغلباء
14 - 09 - 2009, 23:35
الأضجم جزاك الله خيراً ولا هنت

حزم الجلاميد
15 - 09 - 2009, 01:34
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
15 - 09 - 2009, 03:13
حزم الجلاميد جزاك الله خيراً ولا هنت

عواكيس
15 - 09 - 2009, 06:19
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
15 - 09 - 2009, 18:51
عواكيس جزاك الله خيراً ولا هنت

خيّال العرفا
16 - 09 - 2009, 23:40
مشكور وما قصرت ولا هنت

lion1430
18 - 09 - 2009, 18:23
مشكور وما قصرت ولا هنت

جعد الوبر
19 - 09 - 2009, 20:20
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
20 - 09 - 2009, 18:19
أخي الكريم الفاضل / خيال العرفا بعد السلام من العادين الفايزين المقبولين وشكرا على مرورك الكريم وجزاك الله خيراً ولا هنت واسلم وسلم والسلام .

خيَّال الغلباء
21 - 09 - 2009, 06:13
الأسد جزاك الله خيراً ولا هنت

حمد ع ح
21 - 09 - 2009, 10:50
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
22 - 09 - 2009, 16:48
أخي الكريم الفاضل / جعد الوبر بعد السلام كل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة وعيدكم مبارك ومن العايدين الفائزين المقبولين وشكرا جزيلا لك على مرورك الكريم وجزاك الله خيراً ولا هنت واسلم وسلم والسلام .

صامل الميقاف
28 - 09 - 2009, 01:28
مشكور وما قصرت ولا هنت

أبو عدنان
30 - 09 - 2009, 04:59
بسم الله الرحمن الرحيم


جزاك الله خير أخي خيال الغلباء وكل عام وأنت بخير وشكراً على هذا الموضوع ، شدني موضوعك كثيراً وقد قرأته بتأمل ووقع في خاطري سؤال أتمنى أن توضح لي المسئلة فيه وهي الكفاءة في الزواج وقد ذكرت أن ومن ذلك اعتبار النسب في الكفاءة في النكاح - عند فريق من العلماء - فقد روى / الخلال و / الدارقطني عن / عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ( لأمنعن تزوج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء ) وروى / البيهقي وغيره عن / سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال : ( يا معشر العرب لا تنكح نساؤكم ولا نؤمكم ) ولهذا ذهب الإمام / أحمد إلى مراعاة ذلك فقد روى / إسحاق بن إبراهيم النيسابوري في : ( مسائله عن الإمام / أحمد ) أن الإمام / أحمد سئل عن المولى يتزوج العربية ؟ فقال : لو كنت أنا لفرقت بينهما ) وروى / أبو داود عن الإمام / أحمد أيضاً أنه قال له رجل : بنت عمٍ لي عربية أزوجها من مولى ؟ قال : لا تزوجها، وقال / أبو داود : سمعت / أحمد سئل عن مولى تزوج بعربية يفرق بينهما ؟ فلم يجب فيه ثم قال : يجئ رجل أسلم أبوه بالأمس يتزوج هاشمية يقول إنه كفء ؟! إنكار لذلك، قال / أبو داود : قلت لــ / أحمد : فأسامه زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم قال / أحمد : إنه وقع عليه السبي وهو عربي .
هنا أقول هل نسي الإمام أحمد ونسينا نحن صاحب أنشودة الكفاح بلال بن رباح الذي سمع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قرعا نعليه في الجنة ، فلم يكن عربي بل حبشي ومع ذلك تزوج هالة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف ، أي أن المعيار الحقيقي الذي لا بد من إتباعه في إي زمام ومكان هومعيار التقوى ، ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الآية ، أخي خيال الغلباء أتمنى أن نناقش الموضوع دون تعصب وليكن هذا النقاش خالص لوجه الله وتقبل كل محبتي وإحترامي ، أخوك أبو عدنان وشكراً لشخصك الكريم .

خيَّال الغلباء
30 - 09 - 2009, 09:55
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم الفاضل / أبو عدنان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي والذي ذكر أن المرأة تنكح لحسبها وجمالها ومالها ودينها ثم خصص الدين فاظفر بذات الدين تربت يداك ولم يترك الإسلام خيرا إلا وأمرنا به ولم يترك شرا إلا ونهانا عنه والحسب فعل الاّباء والأجداد وبعض الناس في زمننا هذا مع شديد الأسف اتخذ دعوى الجاهلية التي قال فيها الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم : " دعوها فإنها منتنة " ومع ذلك فأين نحن من أبي عبدالله الإمام / أحمد بن حنبل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وهو بشر يصيب ويخطئ وقوله مع فريق من العلماء لا يعني الفصل في المسألة وللكفاءة موضوع مستقل قد جمعت فيه الكثير من اّراء العلماء ليتك تراجعه على هذا الرابط لتتجلى لك المسألة أكثر فأكثر :-

http://www.sobe3.com/vb/showthread.php?t=20333&highlight=%C7%E1%DF%DD%C7%C1%C9+%C7%E1%E4%D3%C8

ولم ولن ننسى الصحابي الجليل / بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه كما لا ننسى الصحابي الجليل / زيد بن حارثة الكلبي رضي الله عنه وأرضاه والذي نزل الوحي باسمه قال الله تعالى : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } ( الأحزاب : 37 ) وغيرهم من سلف الأمة الصالح ويبقى الحق أحق أن يتبع هذا والله يحفظكم ويرعاكم مع خالص التحية وأطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .

أبو عدنان
02 - 10 - 2009, 15:41
شكراً أخي خيال الغلباء لما تقدمه لخدمة أخوانك الزوار والأعضاء وخدمة منتدى القبيلة، كما أشكرك على الرد، أنا لا أختلف معك أن المرأة تنكح لحسبها وجمالها ومالها ودينها، وما أقصده هو لماذا لم يظهر من يطالب بعدم كفاءة النسب في زيجة بلال في ذلك الزمن ؟؟؟؟ ألا ترى يا أخي خيال الغلباء أن كثيراً من الناس في زمننا هذا أتخذوا منحاً آخر وهو منحى الجاهلية النتنة في هذا الباب، ومن تداعياته التفريق بين المسلمين وإنتشار العداوه والبغضاء فضلاً عن التشتت والقطيعة والتي قد تمتد فترة طويلة من الزمن أو إلا مالا نهاية في بعض الحالات ، ولعلي إذكر لك بعض الأمثلة، زواج شخص من بنت عائلة قبلية وبعد الزواج بفترة تم إكتشاف إن هذا الشخص غير قبلي، ولذلك قررت القبيلة إبطال هذا الزواج وأن لأي فرد حق المطالبه لإبطاله، أو إخراج كامل الفخذ الذي تنتمي إليه الزوجة من القبيلة، بينما ظهر أن ذلك الزوج إنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، كما أنه يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان ويحج بيت الله الحرام، ومتعلم تعليم شرعي عالي نال على إثرة شهادة الدكتوراه وذو خلق ومكانه إجتماعية، وصاحب خير، هذا في المقابل أن تلك الزوجة لا تمتلك أي حظ من الدنيا غير أنها ذات نسب فقط و بالكاد أن تعرف أمور دينها الرئيسية بسبب ما فاتها من فرص العلم، ورغم كل هذا يأتي القرار أنه لا يوجد كفاءة، وتطلق البنت بعد أن أنجبت مجموعة من الأطفال، هذا بعد أن سامو زوجها سوء العذاب بالتهديد والوعيد والمضايقه بحجة عدم الكفاءة في النسب، ثم بعد فرح أبناء القبيلة بهذا الطلاق وعودة هذه الزوجة لبيت أبيها محملة بأبنائها، يعود أبناء القبيلة إلى أدراجهم ومن ثم تبدأ هذه المسكينة مع أبنائها رحلة صراع من أجل البقاء لتوفير لقمة عيش كريمة بالكاد أن تتوفر في منزل أبيها . هل
القصة الثانية هو زواج رجل من أمرأة ثانية أنجبت له طفلان ولأن هذه المرأة ليست من ثوبه كما يقال بدأ مشوار المضايقات من الزوجة الأولى وأبنائها بحجة أن تلك المرأة لا نسب لها، وبعد وفات الزوج تم طرد الزوجة الثانية وأبناءها لتواجة قسوة الدنيا في ذلك الزمن حيث وصل بها الحال أن تصبح خادمه تعمل في البيوت لتوفير لقمة العيش لها وللأبنائها، كبر الأبناء على هذا الحال كما كبر الكره والعداوه لأخوانهم من زوجة أبيهم الآولى إلى أن أصبحوا يتواصون بقطع صلة الرحم بهم تماماً ومع مرور الزمن أتضح للجيل الثالث أن لهم أبناء عمومة، فلماذا التعزي بعزاء الجاهلية بحجة عدم الكفاءة في النسب هذا ما أقصده ولك كل محبتي وإحترامي وشكراً لشخصك الكريم، أخوك أبو عدنان

خيَّال الغلباء
04 - 10 - 2009, 11:43
أبو عدنان جزاك الله خيراً ولا هنت

مسلط 22
30 - 10 - 2009, 05:50
مشكور وما قصرت ولا هنت

خيَّال الغلباء
10 - 11 - 2009, 04:04
مسلط جزاك الله خيراً ولا هنت