المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصلال يروي ذكرى أكثر من 20 عاماً في قصري المربع والناصرية


راعي الجوفا
02 - 10 - 2009, 22:01
http://www.alwadye.com/infimages/myuppic/4abfb26ae11a3.bmp


يتعطش ويتلهف كل منا لسماع كبار السن وهم يروون ذكرياتهم ومواقفهم وتجاربهم في الحياة، والذكريات الجميلة مع كبار السن لها طعم آخر، فهم مدرسة نتعلم منها ويملكون تاريخاً عايشوه بأنفسهم فيجب أن يحفظ وعلى الجيل الحالي الاستفادة والتعلم منه، وضيفنا في هذه العجالة هو الشيخ محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الصلال تجاوز التسعين عاماً من عمره ولم يفتر خلال اللقاء به من الدعاء لقادة هذه البلاد، وقد سبقت دموعه كلماته وهو يروي الكثير من المواقف والصفات التي اتسم بها الملوك الذين عمل في خدمتهم لأكثر من 20 عاماً قضاها خلال عمله بقصري المربع والناصرية، حيث عاصر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه ثم الملك سعود ثم الملك فيصل يرحمهم الله جميعاً.
في قصر المربع
في البداية يقول ضيفنا: عملت مع الملك عبد العزيز - رحمه الله - كمراقب للعمال في قصر المربع، وكان ملكاً تقياً ورعاً متديناً واسع الثقة بالله ثم بقدراته وإمكاناته ورجاله، وكثيراً ما يستشهد في حديثه وخطبه بالقرآن الكريم وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، من دهاة العرب وأبطالها، ومع ذلك فهو بشوش متواضع رحيم رؤوف بذي الحاجة، لا يرضى الظلم ويكره الكذب والخيانة.. فلم تر عيني مثله أبداً في هيبته وحكمته.
وكان الملك عبد العزيز يستقبل ويكرم ضيوفه من العلماء وشيوخ القبائل والفرسان وضيوف دولته وعامة شعبه وينزل كل إنسان منزلته، وكان له عادة يومية بتقديم ضيافة بعد صلاة العصر وكان المشرف عليها في ذلك الحين رجل يقال له الشويعر وهو رئيس الخويا وغالباً ما كان يحضر هذه المائدة اليومية كبار الشخصيات وضيوفه ووزراؤه ومسؤولو الدولة.
وكان الملك عبد العزيز ذا صلة وبرا بأرحامه جميعاً وكثيراً ما يزور أخاه محمد بن عبد الرحمن يرحمهم الله جميعاً في قصره بعتيقه للسلام عليه، ويزور عمته في قصرها بمقيبرة وسط الرياض في ذلك الحين، وكان - رحمه الله - باراً بوالديه حتى بعد وفاتهما فغالباً ما يذهب يوم الجمعة لمقبرة العود للسلام عليهما والدعاء لهما.
في خدمة الملك سعود
وبعد وفاة الملك عبد العزيز - رحمه الله - عملت في خدمة الملك سعود وكان - رحمه الله - كريماً وشجاعاً شديد البر بوالديه، وكان من ذلك أن فادى بنفسه حين محاولة اغتيال الملك عبد العزيز وهو يطوف حول الكعبة، فرمى بنفسه على والده فكانت الإصابة في سعود يرحمهم الله جميعاً، كما قام بإنقاذ والدته سمو الأميرة وضحى بنت محمد العريعر من حريق نشب في أجزاء من القصر، وكان الملك سعود يحرص كل صباح قبيل الساعة الثامنة بزيارة والدته في قسمها الخاص بالقصر للسلام عليها. ويؤكد الصلال في حديثه أن الملك سعود - رحمه الله - واصل مسيرة والده في سياسته في استقبال ضيوفه وشيوخ القبائل من أبناء البادية، وكان يقدم لهم الهدايا وكل ما يحتاجونه وكثيراً ما يسألهم عن أحوال جماعتهم وقبائلهم.
وكان أول ما قام به الملك سعود بعد توليه الحكم أن قام بزيارات تفقدية للكثير من مناطق المملكة الشمالية والجنوبية لتفقد أحوال رعيته بنفسه في جميع المدن والقرى والهجر على الرغم مما في ذلك من المشقة الكبيرة كون السفر على سيارات وعبر طرق صحراوية غير معبدة، وقد سبقته - رحمه الله - في زيارته لوادي الدواسر عام 1373هـ للاحتفاء به مع أبناء عمومتي وجماعتي، في تلك الزيارة الميمونة التي لا يزال أهالي وادي الدواسر يؤرخون بها، فلقد كانوا جميعاً في يوم 10-11- 1373هـ على موعد مع لقاء ملك المملكة العربية السعودية صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، وقد كان من أول اهتماماته - رحمه الله - في ذلك الحين نشر التعليم وفتح المدارس.
ويضيف: عملت لبضعة أشهر في جلب حليب الإبل لقصر سموه وكانت إبله - رحمه الله - في ظهرة الناصرية وكانت تأتيني السيارة يومياً قبيل طلوع الشمس فأحمل السطول ونتوجه إلى هناك حيث يتم حلب الحليب طازجاً وكانت هناك عدة سطول أهمها سطل للملك وسطل لوالدته وسطل للسفرة وبقية السطول لأسرة الملك وحاشيته.
ومما يذكره ضيفنا أن الملك سعود (أولم) لوالده أثناء ولايته للعهد بقصر الناصرية وليمة حضرها عدد من الزوار من خارج المملكة الذين شاهدوا الملك عبد العزيز وهو يأكل بيده ويقطّع لحم الحاشي الذي وضع على صينية خاصة للملك عبد العزيز وكبار مرافقيه، فيما امتدت السفرة العامرة بأطيب الخرفان، ولم يكن من أولئك الزوار الذين هم من خارج المملكة إلا أن أستاذنوا الملك عبد العزيز بتصوير ذلك الموقف وتلك الصينية الكبيرة فضحك الملك عبد العزيز من طلبهم واستغرابهم من أكله بيده وأذن لهم فيما طلبوه.
ويشير ضيفنا في حديثه الى أن الملك خالد - رحمه الله - كان كثير الزيارة لأخيه الملك سعود ويمضي معه الكثير من الوقت.
وبعد تولي الملك فيصل - رحمه الله - مقاليد الحكم خلفاً للملك سعود واصل ضيفنا عمله في قصر الناصرية مؤكداً أن الملك فيصل - رحمه الله - كان سياسياً محنكاً يجيد القيادة والإدارة، وكان من صفاته - رحمه الله - الزهد والحزم والتقى، وقد اتسمت فترة حكمه بالكثير من المشروعات التنموية والاهتمام بشؤون الدولة على كل الأصعدة.
وفي نهاية حديث ضيفنا يقول: لم أجد من هذه الأسرة المباركة طيلة عملي وحتى الآن سوى حسن التعامل والعطف والبر، وهو أمر جبل عليه كل أبناء هذه الأسرة المباركة، ثم رفع يديه بالدعاء بأن يرحم الله الملك عبد العزيز وأبناءه، الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وحكومتهم الرشيدة وأن يديم على هذه البلاد أمنها وعزها واستقرارها.


منقول للفائدة

خيَّال الغلباء
02 - 10 - 2009, 22:31
راعي الجوفا جزاك الله خيرا ولا هنت

عشير الغانمين
11 - 12 - 2009, 12:51
جزاك الله خير