خيَّال الغلباء
03 - 10 - 2009, 16:51
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات أنساب قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإنه وعلى الرغم من مظاهر الجهل والتخلف التي اتسم بها العرب في العصور الغابرة، وتلك الحياة القاسية المحفوفة بالمخاوف والمخاطر وشظف العيش وسط الصحارى القاحلة وقفار البراري ذات الحر الشديد والبرد القارس، التي عاش العرب في بدايات عهدهم، فقد كان لمثل هذه الظروف آثارها الواضحة التي ساعدتهم في بناء حضارتهم واقامة علاقاتهم معهم واستخدموا مالديهم من علوم ومعارف في تدبير شؤونهم الخاصة فيما بينه وبناء العلاقات مع الآخرين مؤثرين ومتأثرين .
لقد اشتهر العرب قبل الإسلام بالأدب والخطابة والأمثال والنسب، وتميزوا بذلك عن غيرهم من الأممم في تلك العصور الغابرة . وفي الوقت الذي عرف أهل الصين بالصناعة، وأهل الهند بالحساب والتنجيم، وأهل الفرس بآداب النفس والأخلاق، وأهل اليونان بالحكمة والمنطق وغيرها، فقد كان للعرب خصائل من نوع آخر تفردوا بها عن غيرهم، جعلتهم قادرين على تحقيق منافعهم، وإدارة مصالحهم، وتدبر شؤونهم اليومية، وتطويع الظروف والأحوال البيئية لصالحهم ما أمكن فقد عرفوا على وجه التخصيص :-
العمل بالنسب، والأمثال، والوصف، ومعرفة المعاني، فتمكنوا من التعبير عن الزمان، وكذلك الاهتداء بالنجوم إلى أطراف الأرض وأسقاعها كما جربوا استخدام الأمثال، وسمتها، وإعطائها المعاني والألقاب الموجزة فتفوق العرب على غيرهم من الأقوام في : ( النطق، ودلالة الألفاظ، والأمثال، والخطابة، والارتجال، والاقتضاب )
كما اعتنى العرب ( بعلم النسب ) وأولته جل اهتمامها، وأرست له قواعده وأصوله، وحافظت عليه، وحرصت على تعليمه، وتناقله بين الأبناء وقد بين / صاحب العقد الفريد، أن سبب العناية والاهتمام هذا كان مرده التعارف والتواصل بين القبائل، وصلة الأرحام .
وذكر / ابن طباطبا أيضا، بأن هذا الإهتمام وتلك العناية كان وليد المشاعر للحفاظ على الأصول والفروع والعادات والتقاليد والمفاخر والأحساب .
لقد صار الشعر في أشعارهم وغنائهم وألحانهم كما أورده / الجاحظ، وفي هذا الشأن، كان العربي، مميزا عن العجمي والفارسي والزنجي، بمعرفته بالقبيلة التي ينتسب إليها، فكان يحفظ على التواتر نسبه من أجداده مهما علوا إنتهاءا بعدنان أو قحطان أو إلى اسماعيل عليه السلام لهذا لا تجد فيهم الدعي، فصفيت دماؤهم وأنسابهم من الشوائب والدسائس .
فقد كان من عادة العرب، إذا فرغوا من مناسكهم، وحضروا سوق عكاظ، أن يعرضوا أنسابهم على الحاضرين، لما يروه بمثابة الحج والعمرة وقد وردت الآية الكريمة بذلك في قوله تعالى : ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ) [ سورة البقرة اّية : 200 ]
ومادة الأنساب تعد من الأصول القديمة التي ساعدت على ظهور التاريخ، وتوطيده كمعرفة ذات أهمية في منظومة الفكر الإسلامي وكان النسب يعبر عن تاريخ القبيلة في إضفاء القصص التاريخي أو الحوادث المتوارثة في النقل عن سلسلة العمود الفقري، أو المشجر النسبي للقبيلة وكان العربي قبل الإسلام يعنى بهذا النسب عناية بالغة، فهو كيانه الذي يعتز به ويفخر، ووجوده الذي يميزه عن الاّخرين وعلى الرغم من أن الإسلام جب العادات المتراكمة في الموروث القبلي على المستوى التعبدي والسلوكي المبني على الحَمِيَّة الجاهلية، غير أنه وازن بين العناية بالقبيلة في حدود التعارف والتناصر والحمية المحمودة على الحق [ ابن منظور : لسان العرب مادة : عرف ] وبين التقوى التي عدها الإسلام منزلة دينية رفيعة، ومكرمة للإنسان : كما في قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا انَّ اكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقَاكُمْ ) [ سورة الحجرات : اّية : 13 ] وأول عناية يوجهها الإسلام للعشيرة بكونها أولى بالرعاية في هذا الدين والدخول في كنفه بقوله تعالى : ( وأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ) [ سورة الشعراء : اّية : 214 ] وقد وظف الإسلام النسب وتعلمه في خدمة صلة الرحم، وهي غاية إسلامية سامية ونبيلة، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ) [ أحمد بن حنبل : المسند 3/374 ] وأورد / ابن عبد ربه [ العقد الفريد 2/30 ] قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من النسب ما تعرفون به أحسابكم وتصلون به أرحامكم ) ونقل / ابن قتيبة قولا للخليفة الراشد / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه : ( تعلموا النسب فربّ رحم مجهولة قد وصلت بنسبها ) [ عيون الأخبار 1 / 196 ] ونتلمس أهمية صلة الرحم والعشيرة في وصية الخليفة الراشد / علي بن أبي طالب رضي الله عنه زأرضاه لابنه الحسن، رضي الله عنه وأرضاه في قوله : ( أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول ) [ ابن عنبة : عمدة الطالب 6 ] هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات أنساب قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإنه وعلى الرغم من مظاهر الجهل والتخلف التي اتسم بها العرب في العصور الغابرة، وتلك الحياة القاسية المحفوفة بالمخاوف والمخاطر وشظف العيش وسط الصحارى القاحلة وقفار البراري ذات الحر الشديد والبرد القارس، التي عاش العرب في بدايات عهدهم، فقد كان لمثل هذه الظروف آثارها الواضحة التي ساعدتهم في بناء حضارتهم واقامة علاقاتهم معهم واستخدموا مالديهم من علوم ومعارف في تدبير شؤونهم الخاصة فيما بينه وبناء العلاقات مع الآخرين مؤثرين ومتأثرين .
لقد اشتهر العرب قبل الإسلام بالأدب والخطابة والأمثال والنسب، وتميزوا بذلك عن غيرهم من الأممم في تلك العصور الغابرة . وفي الوقت الذي عرف أهل الصين بالصناعة، وأهل الهند بالحساب والتنجيم، وأهل الفرس بآداب النفس والأخلاق، وأهل اليونان بالحكمة والمنطق وغيرها، فقد كان للعرب خصائل من نوع آخر تفردوا بها عن غيرهم، جعلتهم قادرين على تحقيق منافعهم، وإدارة مصالحهم، وتدبر شؤونهم اليومية، وتطويع الظروف والأحوال البيئية لصالحهم ما أمكن فقد عرفوا على وجه التخصيص :-
العمل بالنسب، والأمثال، والوصف، ومعرفة المعاني، فتمكنوا من التعبير عن الزمان، وكذلك الاهتداء بالنجوم إلى أطراف الأرض وأسقاعها كما جربوا استخدام الأمثال، وسمتها، وإعطائها المعاني والألقاب الموجزة فتفوق العرب على غيرهم من الأقوام في : ( النطق، ودلالة الألفاظ، والأمثال، والخطابة، والارتجال، والاقتضاب )
كما اعتنى العرب ( بعلم النسب ) وأولته جل اهتمامها، وأرست له قواعده وأصوله، وحافظت عليه، وحرصت على تعليمه، وتناقله بين الأبناء وقد بين / صاحب العقد الفريد، أن سبب العناية والاهتمام هذا كان مرده التعارف والتواصل بين القبائل، وصلة الأرحام .
وذكر / ابن طباطبا أيضا، بأن هذا الإهتمام وتلك العناية كان وليد المشاعر للحفاظ على الأصول والفروع والعادات والتقاليد والمفاخر والأحساب .
لقد صار الشعر في أشعارهم وغنائهم وألحانهم كما أورده / الجاحظ، وفي هذا الشأن، كان العربي، مميزا عن العجمي والفارسي والزنجي، بمعرفته بالقبيلة التي ينتسب إليها، فكان يحفظ على التواتر نسبه من أجداده مهما علوا إنتهاءا بعدنان أو قحطان أو إلى اسماعيل عليه السلام لهذا لا تجد فيهم الدعي، فصفيت دماؤهم وأنسابهم من الشوائب والدسائس .
فقد كان من عادة العرب، إذا فرغوا من مناسكهم، وحضروا سوق عكاظ، أن يعرضوا أنسابهم على الحاضرين، لما يروه بمثابة الحج والعمرة وقد وردت الآية الكريمة بذلك في قوله تعالى : ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ) [ سورة البقرة اّية : 200 ]
ومادة الأنساب تعد من الأصول القديمة التي ساعدت على ظهور التاريخ، وتوطيده كمعرفة ذات أهمية في منظومة الفكر الإسلامي وكان النسب يعبر عن تاريخ القبيلة في إضفاء القصص التاريخي أو الحوادث المتوارثة في النقل عن سلسلة العمود الفقري، أو المشجر النسبي للقبيلة وكان العربي قبل الإسلام يعنى بهذا النسب عناية بالغة، فهو كيانه الذي يعتز به ويفخر، ووجوده الذي يميزه عن الاّخرين وعلى الرغم من أن الإسلام جب العادات المتراكمة في الموروث القبلي على المستوى التعبدي والسلوكي المبني على الحَمِيَّة الجاهلية، غير أنه وازن بين العناية بالقبيلة في حدود التعارف والتناصر والحمية المحمودة على الحق [ ابن منظور : لسان العرب مادة : عرف ] وبين التقوى التي عدها الإسلام منزلة دينية رفيعة، ومكرمة للإنسان : كما في قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا انَّ اكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقَاكُمْ ) [ سورة الحجرات : اّية : 13 ] وأول عناية يوجهها الإسلام للعشيرة بكونها أولى بالرعاية في هذا الدين والدخول في كنفه بقوله تعالى : ( وأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ) [ سورة الشعراء : اّية : 214 ] وقد وظف الإسلام النسب وتعلمه في خدمة صلة الرحم، وهي غاية إسلامية سامية ونبيلة، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ) [ أحمد بن حنبل : المسند 3/374 ] وأورد / ابن عبد ربه [ العقد الفريد 2/30 ] قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من النسب ما تعرفون به أحسابكم وتصلون به أرحامكم ) ونقل / ابن قتيبة قولا للخليفة الراشد / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه : ( تعلموا النسب فربّ رحم مجهولة قد وصلت بنسبها ) [ عيون الأخبار 1 / 196 ] ونتلمس أهمية صلة الرحم والعشيرة في وصية الخليفة الراشد / علي بن أبي طالب رضي الله عنه زأرضاه لابنه الحسن، رضي الله عنه وأرضاه في قوله : ( أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول ) [ ابن عنبة : عمدة الطالب 6 ] هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .